رواية ولادة من جديد الفصل المئه و السادس106 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه و السادس بقلم مجهول

لست مأخوذا بها، اليس

كذلك ؟

في هذه الليلة الباردة، تحرك وائل بين الحشود في الحانة

وتوجه إلى البار.

وكان شادي يتبعه عن كتب.

كان الوقت متأخراً في الليل، ولكن حسام كان قد

استدعاهما.

توقعا أن يجداه مخموراً أشعث الشعر عند وصولهما. لدهشتهما، كان مهندماً، وهو يجلس إلى البار، ونظرته يقظة.

لم يكن قد لمس كأس الخمر التي كانت أمامه.

"ماذا يحدث؟ ألم تستدعنا هنا لنشرب؟" سأل وائل بدهشة

وهو يتجه نحو حسام ويحييه

هل أنت بخير يا حسام؟ لم تشرب قطرة من الخمر حتى

الآن."
عندما سمع حسام الصوت المألوف، تمالك نفسه ورفع رأسه. عندما رأى أن وائل قد جاء مع شادي، ألقى نظرة سريعة على الأخير وبدا وكأنه يسأله لماذا أحضر وائل معه.

توقف شادي لحظة، وفهم بسرعة ما يحدث عندما رأى النظرة في عيون حسام .

كان حسام قد طلب شادي وحده، ولكن شادي دعا وائل أيضاً؛ لأنه لم يدرك أن حسام لم يطلب من وائل الحضور.

ولكن حيث أنهما كانا هنا بالفعل، لم يكن هناك ما يمكن فعله. اتفق الرجلان ضمناً أن لا يقولا المزيد عن الأمر.

أما وائل، والذي كان ذات الشخص المبتهج، جلس وبدأ فوراً في الطلب غمغم لحسام قائلاً: " في رأيي، أنت حقاً غريب الأطوار جنت المرة الماضية إلى الحانة لتغرق همومك بسبب فايزة، أليس كذلك؟ ماذا عن هذه المرة؟ هل هي أيضاً بسببها ؟"

شعر حسام بخنقة في صدره عندما سمع اسم فايزة

و اختار عدم الرد على ريست.

كنت قبلاً أظن أنكما بخير. كيف تحولت الأمور بهذه الطريقة ؟ منذ عودة رهف، ألا يجب أن تستعيد مكانها بجانبك ؟ سمعت أن فايزة دفعت رهف في حفلة خالد بل أن رهف أصيبت ولديها ندبة يا حسام، لا ينبغي أن تسمح الفايزة بهذا. حتى لو كنتما أحبة منذ الطفولة، لا ينبغي أن

تسمح لها أن تؤذي رهف بهذا الشكل "

كانت رهف هي إلهة الإلهام لدى وائل.

وكان قد استاء من فايزة في اللحظة التي سمع فيها عما حدث في الحفلة، ولهذا السبب كان الآن يشتكي منها

بغضب.

لم يكن راضياً عن كل ما قاله، حيث أضاف بعد قليل: "إن جرؤ أحدهم على ايذاء رهف أمامي، أقسم أنني لأفعل بهم ما فعلوه برهف عشرة أضعاف. سيحصلون على أكثر مما توقعوه."

ضاقت عينا حسام وتحول صوته إلى برودة عندما تكلم

في غضب قائلاً: "ماذا تقول؟"

على الرغم من أن وائل جفل خوفاً، إلا أنه استجمع شجاعته وتحدى حسام : هل أنا مخطئ؟ إن لم يتمكن الرجل حتى من حماية المرأة التي يحبها، فلا ينبغي على الأقل أن ينتقم لها عندما يؤذيها أحدهم؟ يا رجل، لقد أصابتها ندبة ! الا تعلم مدى المأساة التي تمثلها الندوب لدى النساء؟"

اكتفى حسام بالتحديق في برود في صديقه، ثم سأله: " من أخبرك بهذا ؟"

اتسعت عينا وائل: يا حسام هل سحرتك فايزة حقاً خلال السنتين الماضيتين أم ماذا؟ لقد أصابت ظ بندية عندما دفعتها. لقد رأى جميع الحاضرين وهي تفعل ذلك."

"لم تكن هي."

نفى حسام الاتهام عنها لا اردياً، عندما تذكر عدم اهتمامها

بتوضيح ما حدث أثناء الحفلة.

من الواضح أن وائل لم يصدقه. كيف يمكن أن يكون هذا

ممكنا ؟ قال كل من عاد بعد حضور الحفلة إن فايزة هي من

كانت الأقرب إلى رهف في ذلك الوقت. لم يكن سواها قريباً

بالقدر الكاف لدفع رهف من غيرها يمكنه أن يفعل ذلك، إن

لم تكن هي؟"

ثم سخر بصوت كله ازدراء: "لا تقل أن رهف هي التي تعثرت!"

كان تعبير حسام لا يزال متجهماً والتزم الصمت.

توقف وائل عندما شعر بيقظة بشيء ما. ثم أدار رأسه التبادل نظرة مع شادي الذي أعاد النظرة بلا اكتراث.

"ماذا تعني ؟ " لم يستطع وائل أن يصدق. "اتعتقد أيضاً أن رهف أوقعت نفسها؟"

تفكر شادي للحظة ودون توكيد على ما إذا كانت رهف قد أوقعت نفسها أم لا، سأل ببساطة: "سأطرح عليك سؤال - ما الذي جعلك تعتقد أن فايزة هي من دفعت رهف ؟ لمجرد أنها كانت الأقرب إليها؟"

أصر وائل: "قربها من رهف نقطة واحدة، ولكن الجميع يقولون ذات الشيء."

وهل أن الجميع يقولون هذا يجعل منه الحقيقة؟"

حسناً، إن كان الجميع يقولون أنها الحقيقة، على الرغم من أنها ليست كذلك، فما هي الحقيقة الفعلية إذا؟"

نظر وائل إلى شادي ووجهه خال من التعبير.

لا أفهم، يا شادي لماذا تنحاز دائماً لصف فايزة في كل مرة يحدث فيها شيء ما."

هل أنحاز لصفها، أم أنك أنت متحيز جداً لصف رهف ؟"

جاء النادل بمشروباتهم في تلك اللحظة، وأخذ شادي أحد الأكواب وحركه بلطف، ذاك الكوكتيل المحضر خصيصاً الذي يتلألأ تحت أضواء الحانة.

إن كان الوعي الذاتي للمرء يخضع باستمرار الأيديولوجية واحدة، فإنه من السهل أن يتجاهل الاحتمالات الأخرى.

انقبضت عينا حسام عندما سمع تلك الكلمات بعد أن ظل صامتاً طيلة الوقت.

في هذه الأثناء، نظر وائل إلى شادي وعلى وجهه تعبير

غريب.

ما الموضوع هنا؟ لماذا أصبحت فجأة بهذا التعمق، وتتحدث عن الوعي الذاتي ؟"

احنى شادي رأسه جانباً وابتسم ابتسامة خفيفة.

إنك ترى في رهف إلهة إلهامك، أليس كذلك؟ هل تتقبل أن تقدم هي على أمر لايذاء الآخرين؟"

عندما سمع وائل هذا هتف غير مصدقاً وقد اتسعت عيناه على مصراعيهما: "هذا مستحيل ! إن رهف إنسانة طيبة القلب، كيف يمكنها أن تفعل أي شيء لا يذاء الآخرين ؟"

"هذا ما يقوله وعيك الذاتي. وبسبب تحيزك نحو رهف فإنك تؤمن إيماناً راسخاً أنها نبيلة وغير قادرة على ارتكاب أي خطأ. إنك لست قادراً حتى على الاعتقاد أنها يمكنها أن ترتكب الأخطاء. في كل مرة يكون هناك أبسط الأخبار السلبية، تحول تلقائياً اللوم على الآخرين. ولهذا ترى الشخص الأقرب إليها باعتبار كبش الفداء."

سأله وائل: "متى حدث أن كان تفكيري هكذا؟"

نظر شادي إليه في هدوء : "ولكن هل أنا مخطئ؟"

بالطبع، أنت مخطئ نفى وائل بشكل متحمس. "يا شادي.

ما نوع الشخص الذي تصنفني إليه؟"

إن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا افترضت تلقائياً أن فايزة هي من دفعت رهف على الرغم من عدم وجود أي أدلة على ذلك؟ لماذا لم تتحقق قبل أن تطلب من حسام الانتقام من

أجل رهف ؟ كانت نظرة شادي حادة وكلماته صريحة

ومباشرة وهو يدخل في الموضوع مباشرة .

"أنا ... لم يجد وائل ما يقوله بسبب كلمات شادي. لم يجد

ما يقوله على الإطلاق للحظة.

وما أفزعه أكثر من ذلك هو أنه أدرك أن منطق شادي كان

صحيحاً في الواقع.

تم دحض كل ما قاله بسهولة.

كان صحيحاً أن وائل لم يشهد الواقع بنفسه. لم يذهب إلى الحفلة؛ لأنه كان لديه التزام آخر. وجاء ندمه على عدم ذهابه تلك الليلة فقط بعد حدوث هذا الحادث الكبير.

ما كان مثل هذه الأمر لوقع لرهف لو كان هو موجوداً.

كان يعتقد أنه يمكنه أن يجعل كل شيء يدور حول رهف عندما يكون قريب منها كانت هي مركز كونه حتى لو أراد أحدهم ايذائها، فسوف يحميها وينقذها من الأذى.

كانت رهف التي يعشقها، كانت بلا شك شك أجمل وألطف إنسان في العالم. كيف يمكنها أن تفعل شيئاً يؤذي الآخرين؟

دارت هذه الأفكار في خلده، فنهض وائل فجأة واقفاً، وعلى وجهه تعبير حزم. أنت تقول هذا لمجرد أنني لم أبحث عن أدلة، أليس كذلك؟ يا شادي، أنت تعتقد أنني منحاز لرهف لكن في الواقع أنت المتحيز ضدها. أتريد أدلة؟ حسناً.

ساتيك بالأدلة !"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-