رواية ولادة من جديد الفصل المئه و اثنان102 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه و اثنان بقلم مجهول

صيد المواهب

بينما ساد الصمت في السيارة، نقل خالد انتباهه إلى محيطة دون أن مواصلة الحديث. بدلاً من ذلك، سألها عما ترغب في تناوله. ومع ذلك، لم تكن لدى فايزة الشهية لأي شيء آخر سوى المسلوق. إلا أن نظراً لأنها تناولت المسلوق مع خالد في تلك الليلة، لم تعتقد أنه سيكون مناسباً أن تقترح تناول المسلوق مرة أخرى. لذا قالت: "على مزاجك "

توقف خالد شعر بالدهشة من قرار فايزة.

هل أنت متأكدة من ذلك؟ لم أعش هنا منذ سنوات"

أجابت فايزة بصوت هادئ لا تقلق" فقد ظنت أنها لن تأكل الكثير على كل حال. ثم تذكرت أمراً، وأضافت

اختر أي شيء تشتهيه. أنا من ستدفع."

ذم خالد شفتيه: "حقاً؟ في هذه الحالة، سأختار بعناية؟"

في النهاية، قرر خالد أن يختار مطعم غربي، عندما وصلا

خرجت فايزة من السيارة، ولاحظت على الفور الديكور الفاخر للمطعم قبل افلاس عائلة صديق، كانت فايزة تذهب دائماً إلى أماكن من هذا النوع مع أفضل صديقاتها، ولكن بعد ذلك نبذها الجميع، باستثناء حنان في تلك الأيام كانت فايزة هي التي كانت تصطحب حنان إلى المطاعم الفاخرة، ولكن بعد الافلاس، تبدلت أوضاعهما، على الرغم من أنهما كانتا تترددان على

مطاعم أقل فخامة.

في المرة الأولى التي ذهبتا فيها إلى مطعم من هذا النوع نظرت حنان إلى فايزة بحذر، وقالت: "يا فايزة، لا يمكنني تحمل أن اعزمك سوى لوجبات مثل هذه، لكن لا تقلقي، عندما أصبح غنية يوماً ما، سأعزمك لوجية فاخرة" لم تملك فايزة سوى أن تقهقه في بهجة عندما استرجعت ذلك. على الرغم من أنها لم تدخل أي مطعم رفيع المستوى منذ الافلاس، إلا أنها برضا أكبر كثيراً من أي وقت سابق. علاوة على ذلك، كانت سعيدة لأنها تمكنت من رؤية الواقع الصعب عندما كانت في أدنى حالاتها، فقدد اعتبرت ذلك جزءاً من نضجها.

ما الذي يدور في ذهنك؟" أرجع صوت خالد فايزة من

خيالها.

تمالكت فايزة نفسها، وابتسمت: "لا شيء. كنت فقط استرجع شيئاً مثيراً للاهتمام"

رفع حاجبه وسأل: "ما الذي يثير اهتمامك؟"

ردت فايزة بالصمت، وألقت نظرة خاطفة على خالد دون أن تبدي أي نية لمشاركة الأمر معه. من ناحية أخرى. كان خالد رجلاً يعرف حدوده حق المعرفة، لذا لم يلح عليها بالأسئلة ولم يتطفل على التفاصيل.

عندما جلس الاثنان طلبا طعامهما، أعطى خالد القائمة مباشرة لفايزة، وسألها: "القي نظرة، واختاري ما ترغبين في تناوله "

كانت فايزة على وشك أن تقول أنها راضية عن أي شيء. لكنها غيرت رأيها بسرعة. لم تر أنه من اللائق أن تفعل ذلك على كل الأحوال. كان من المفترض أن تبدي شيء من الصدق تجاه خالد عن حلفة الوداع التي لم تنجح كما كان متوقعاً. لذلك، قامت بتحديد بعض الأطباق وطلبتها قبل أن تعيد القائمة إلى خالد .

عندما نظر خالد إلى الطلب، لم يستطع إلا أن يلقى نظرة

غريبة على السيدة. "يبدو أنك تفضلين الأطعمة غير المتبلة الآن، أليس كذلك؟ لماذا تغيرت حميتك بهذا الشكل؟"

قالت فايزة دون تغير في تعبيرات وجهها: "لقد كنت أتبع حمية الأطعمة الخفيفة مؤخراً حفاظاً على صحتى"

ابتسم خالد ونظر إلى فايزة في صمت، ولكن فايزة استشعرت النظرة في عينيه على الفور. لو لم نكن أصدقاء طفولة، لكنت اضطررت إلى حك رأسي في محاولة معرفة ما يخطط له لعدم معرفتي الجيدة به.

سأل بعد لحظات قليلة: "يمكنني أن اصطحبك للطبيب بعد وجبتنا، لو أردت

"لا، شكراً. لقد ذهبت بالفعل "

آه، يبدو أن هناك من نضج بالفعل، ودائماً ما ترفضينني " ثم قام خالد بوضع عدة علامات أخرى في خانات ورقة الطلب، قبل أن يعيدها للنادل. بعد ذلك. خطر له خاطر، وأضاف: "هل يمكنك رجاء احضار كوب

من العصير للسيدة؟"

"بالتأكيد، يا سيدي"
ذهلت فايزة عندما سمعت ذلك: "كيف عرفت؟"

"لا أتذكر بالضبط، لكنك شربت كوبين من العصير خلال حفلة الوداع في تلك الليلة، أليس كذلك؟ على أية حال سيكفيفيي كوب واحد. أليس كذلك؟"

قبل أن تأتي فايزة، لم تكن قد خططت لطلب كوب من العصير لنفسها. لذا، لم تولي اهتماماً للقائمة، لكن خالد كان يراقبها عن كتب.

"شكراً"

لا داعي لشكري. أنت من ستدفع الحساب في النهاية"

صمتت فايزة على الفور، وأخيراً تذكرت الغرض من عزومة خالد لهذه الوجبة يا إلهي، إن تناول الطعام في مطعم مثل هذا سيكلفني ثروة. كانت قادرة، في ضوء الراتب الذي تتلقاه أن تتحمل تلكفة الحساب، ولكن بمجرد ولادة طفلها، ستزيد أعباءها على الأرجح. ففي كل الأحوال ستضطر للقلق بشأن توفير الطعام لنفسها ولطفلها، بالاضافة إلى تحمل تكاليف تعليم طفلها. ويسبب ذلك اعتبرت أنه من المهم أن تبدأ في التقشف.
ومع ذلك، كانت الفكرة وحدها كافية لتصيب فايزة بالصداع؛ لأنها لم تكن تنوي الزواج من رجل آخر مرة أخرى. وبالتالي، ستضطر إلى تربية الطفل بمفردها، مما يعني أنها ستضطر إلى البحث عن مصادر دخل اضافية بجانب وظيفتها الحالية.

سأل خالد وهو يجس نبضها عندما رأى انشغالها: "ما الخطب؟ لا تخبريني أنك نادمة على أنك دعوتيني على تناول وجبة مكلفة هنا ؟"

عندما تمالكت فايزة نفسها، كان أول شيء رأته هو عيون

خالد التي تبتسم بغموض.

بالحكم على الراتب الذي تحصلين عليه في مجموعة منصور، أشك في أن عزومي على الغداء ستسبب لك

مشكلة "

استمتعت فايزة بالحديث: "لا يمكن"

التقط الكوب من المائدة وشرب منه، وقال بشكل عفوي: "من أجل الأيام الخوالي، لا مانع لدي من توظيفك، إن كان الراتب لدى مجموعة منصور غير كافي"
هل تتصيد المواهب لشركتك؟"

"أنا؟ اتصيد المواهب ؟ أصيب خالد بشيء من الدهشة عند سماعه كلمات فايزة، لكن في أعماقه كان يعلم أن فايزة على حق فيما قالته فعلى كل، كان صحيحاً أنه كان يحاول اصطياد المواهب لشركته باستثناء أن الموهبة التي كان اكتشفها لتوه لم تكن شخصاً عادياً.

في هذه الأثناء، وبينما لم يقر خالد بذلك، كانت فايزة تشعر بشيء من الارتياح. إن كان السبب الذي جعله يصادفني اليوم هو أنه يبحث عن مواهب لشركته، فاعتقد أنه لا يوجد ما أقلق بشأنه . ففي كل الأحوال، لم يكن مصادفة أن نلتقي بعض اليوم.

عندما رأى تعبير وجهها تجهمت عيونه: "تبدين متوترة. هل تخشين أنني قد أكن لك المشاعر ؟"

شعرت فايزة وكأن الرجل قادر على قراءة أفكارها. فرمشت في حرج، ونفت لا اراديا، قائلة: "لا، لا أشعر بهذه الطريقة. فعلى كل الأحوال، لماذا قد تكن لي المشاعر أصلاً؟"
نظر خالد إلى فايزة في لطف، وهو يقلب شفتيه، بينما أخذ يضغط جسر أنفه: "ماذا لو قلت لك أني أكن لك؟"

ذهلت فايزة التي كانت في البداية شعرت بالارتياح عند سماع كلام خالد : "ماذا؟" ظنت أنها أخطأت السمع. وحدقت في الرجل في صمت.

"ما الخطب ؟ لا تخبريني أنني أخفتك؟" أشار إلى المائدة بعيون مبتسمة.

عندما لاحظت فايزة عيون خالد المبتسمة، أدركت أن الرجل كان يمازحها. لم تكن فقط قد أخذت مزاحه محل الجد، بل نجح في اخافتها أيضاً. على الرغم من أنها لم تجد ما تقوله، إلا أن فايزة شعرت بهدوء أكبر عما قبل. لا. ولكنني اعتقد أن بعض المزاح غير لائق بين الأصدقاء، وينبغي تجنبه "

قلب خالد شفتيه، وقد فاضت عيناه بالحب والرقة. "حسناً، ساقلع عن المزاح" إلا أنه هو وحده الذي كان يعلم أنه لن يكون بهذا اللطف أو روح الفكاهة عندما يعاود التطرق للموضوع مرة أخرى.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-