رواية نورة الفصل العاشر بقلمlehcen tetouani
...... سمعا صابر ونورة تصفيقا من الخلف مؤثر جدا حتى دموعي اوشكت ان تشارك مسرحية دموعكما بارعة في التمثيل حقا يا إبنة العم
عامر من الذي اتى بك هنا وكيف علمت بوجودي في هذا المكان
رويدك رويدك سأروي لك كل شيء منذ ان فطرتي قلوبنا برحيلك حتى هذه اللحظة وانت تعانقين طفل أيعقل انك أحببت طفلا بعد حبيبك الاول
قالت اصمت ايها الوغد وامسك فمك القبيح امام طفل بريء ليس له شأن بكامل الموضوع الذي قدمت من اجله.
قال هل تقولين عني وغد ايتها اللئيمة تعالي هنا وسأربيك مالذي يفعله الوغد بسافلة مثلك وسافعل بك مثلما فعلنا بحبيبك الذي لم تقبليني انا إبن عمك زوجا بسببه
وانقض عامر كالوحش يضرب ويركل نورة بكامل قوته وهي تصرخ على إثر شدة وجع الضربات هنا وهناك في كامل جسدها وصابر يبكي بحرقة وهو يحاول ان يخلصها من طغيانه
سمع الشيخ الصراخ من الإصطبل القريب من الاصوات العالية حمل العصا الضخمة معه وتوجه صوب الموقع فصعق من المنظر الذي رآه امامه ذاك الشاب نفسه ينهال على نورة ضربا فتوجه الشيخ مسرعا نحوه دون ان ينتبه عامر لوجوده لانه كان مائلا على نورة المتمرغة في التراب يجر شعرها جرا.
هنا ضربه الشيخ بالعصا على ظهره فسقط عامر وسقطت معه العصا ولكن ماهي ثواني حتى عاد للوقوف مجددا وهو يشتم الشيخ باسوء الألفاظ ووصفه بالغبي لأنه هو من دله على ما كان يبحث عنه من الاول واوصله دون ان يدري إلى عقر داره الثاني بتتبع خطواته خطوة خطوة منذ ان إلتقى به اخر مرة من منزله في الضاحية الاخرى..
بعدها حمل عامر العصا من على الارض وشرع يديه بكل قوته لكي يضرب الشيخ على رأسه وهو في تلك الصورة طعن من الخلف بسكين من الرجل الملثم الذي ظهر كالشبح فجأة وطرح عامر ارضا لاحراك له
كان الذهول ينتاب الجميع في تلك اللحظة من اين حط ذاك الملثم في لمحة البصر الذي انقذ الشيخ في آخر ثانية من موته المحتم على يد عامر الظالم.
وفي تلك الأثناء حضر هاشم بسرعة عندما رأى الجمع ملتف حول رجل منبطح على الارض فهو الوحيد الذي كان متأخرا عن الاحداث الاخيرة التي وقعت.
قال مالذي حدث هنا ياوالدي ومن هما هذان الشخصان
في تلك اللحظة نزع الملثم القناع عن رأسه وصرخت نورة
صرخة مدوية أبي وذهبت تختبىء وراء الشيخ.
قال لها هل خفتي من والدك الآن يا نورة ولم تخف من ربك يوم دنست شرفك وشرفي في الوحل لما فعلتي ذلك بوالدك بنفسك لماذا طأطأتي رأسي امام عشيرتي وانا الذي حسبتك عاقلة وناضجة كل هذه المدة لماذا كنت دائما اتباهى بك امام الجميع ان لدي إبنة كبرت وأصبحت عروسة.
لماذا حرمتني ان اعيش فرحة ان آخذك بيدي لعريسك
قالت نورة أنت السبب لكل مايحدث لي الان يا أبي انت الذي تركتني في عز إحتياجي وعوزي لمن يسمعني لمن يطبطب على كتفي عند وجعي احيانا اظنك انك تنتقم مني لأن والدتي توفت وتركتني لتتكفل بتربيتي بمفردك.
أنا يا أبي كنت أبكي ولا احد يعلم مالذي يحزنني وكم من ليالي مرت وانا اغطي وجهي بالرداء من كثرة الخوف ولااستطيع حتى ان ألجأ للإختباء مابين ضلوعك مثل مايفعلونه باقي الاطفال لانك لم تعودني على ذلك
عشت وحيدة اتكفل نفسي بنفسي لوحدي من كل شيء يصيبني حتى من تنمر الاولاد لي.
انت اكملت يا أبي حياتك ونسيتني وراءك لذا تعبت من تحمل التجاهل والبرود في التعامل من قبل الجميع حتى زوجتك تلك التي تفضل اولادها في كل شيء عني
وماذا تريدني ان افعل يا أبي بعد كل هذا لجأت بدون وعي مني إلى اول من أسمعني كلاما حلوا لمن يفهمني وينصت إلى كلامي حتى وإن كان تافها إلى من ينسيني الجفاف الذي اعيشه منذ وفاة امي اقتلني يا أبي وخذ بعارك مني فانا اصبحت لا أخاف الموت لانني تذوقته قبلا
في تلك الاثناء إقشعر بدن صابر وظن ان والد نورة سينفذ بالفعل طلبها فارتمى ما بين ذراعيها وهو يقول سأقتل لكل من يلمس منك شعرة هذه المرة حتى وإن كان والدك