رواية مأوي الزهور الفصل الاول
لا لم نخلق عبثًا خُلق لكُل منا رِسالــة
لقد خُلقنا ونحنُ نحمل رِسالــة خُطت بـالإنسانية ومُزجت الوانها بـالحُب
لقد خُلقنا عاطفيين لـدرجة نُغرم بـالتفاصيل الصغيرة وتُسعدنا الكلمات الجميلـة
لقد خُلقنا مُخيرون لا مُسيرون مُخيرون
بين الخير والشر
بين الحُب والكراهية
بين الطيبة والخُبث
بين القناعة والجشع
بين المحبه والحقد
مُخيرون حتى بين الجنـة والنار
نحنُ من يُحدد المصير نحنُ من يختار الحياة
إما أن تكون حياتنا كريمة في مُقدمتها ومُؤخرتها مخافة الله إما حيـاة لئيمة في مُقدمتها المعصيه وحُب الشهوات وفي مُؤخرتها جهنم وبئس المصير .....
إما بعد وفي عام 1991 في احد أحياء العاصمة الجميــلــة بغداد وتحديدًا في دار
( الســيد إدريـس الســيد حـنا )
وفي عـز الضروف المريرة وعلى لحن الغارات الجوية لقد انمزج لحن الالم الولادة مع لحن الغارات حتى نُتج عنه صوتًا صغيرًا بريئ خلق مُخير كما خلقنا نحنُ لكـن هُنـاك من أجبره على أن يكون مسيرنًا وعنــد ما أشتدت نبـرته قــرر أن يُطرق الى مسامعنا قــصته قصــة و لا في الحلام كـ إنها من وحي الخيـال لكن هي ليسـت بخيال إنما هـي واقـعًا غريبًا عجيبًا ولا عجبًا في بلاد العجب دعونا نستمع بــ إنصات الى بطلتنا وهي تسلط الضوء على فـئه من فئات المجتمع نحنُ لها من الغافلــين
.................
دخلت للفرع واني اباوع على البيوت بيت بيت وباب باب هنا لعبت هنا ركضت هنا مشيت
هنا اشتريت هنا بيت عمو داوّد و هنا بيت عمو بطرس وهذاك بيت عمو إسماعيل وهذا بيتنا اي هذا بيتنا هنا عشت وكبرت ونمت وگعدت هنا انولدت هنا ريحه أمي و حنان أبوية هنا ذكرياتي وطفولتي البريئة
وگفت مقابيل الباب وعيوني على شجرة السدر مالتنا بعدهي نفس ما هي نفس لونها نفس ريحتها ونفس جمالها صار الها سنين طويله بهذا المكان ما ذبلت ولا ضاع جمالها مثل ما ذبلت وضعت بهاي الدنيا وگعت دموعي وأني الزم الباب واگول .
ياريت من ادگك تطلع ماما مثل من جانت تطلع لي بوقت رجعتي من المدرسة ياريت من ادگك يطلع بابا مثل من جان يدخلني شايلني راح ادگك واني متأكدة محد يطلع منهم ويستقبلني متأكدة راح ابقى على الباب انتظر والبيت خالي منهم
دگيت الباب وعيوني تبچي وگلبي يخفق عبالك راح اشوف اهلي من بعد كُل هذا العذاب راح ارتمي بحظنهم واشكي لهم من كُل اللي عشته
دگة دگتين ثلاثه انفتح الباب رجعت ليورى مرعوبة اي انفتح الباب وهاي مره واگفة گبالي بس مو ماما لا هاي وحدة غريبـة
ام سلوان :- تفضلي
إمتنان :- منو أنتِ
ام سلوان :- أني اللي منو لو أنتِ اللي داگه بابنا
إمتنان :- شلون گعدتِ هنا هذا بيتنا
ام سلوان :- شنو بيتكم عيني منو أنتِ شو روحي منا ما بقى بس أنتِ عليه
إمتنان :- فدوة خالة هذا بيت اهلي اني إمتنان بنت إدريس وإيليا
سكتت مستغربتني و مستغربه حالي باوعت لي ما مصدكتني وراها گالت
ام سلوان :- اني مأجره البيت من ابو دانيال يا إدريس يا إيليا
إمتنان :- اي اي ابو دانيال يصير عمو هذا اخو بابا
ام سلوان :- هسه شرايدة عيني الجدر على النار راح يحترك و إذا هذا كلامج صحيح وتردين بيت اهلج روحي العمج وتفاهمي وياه لان اني مسلمته الإيجار كامل ....
حجت هيج وسدت الباب بوجهي
فـــلاش بــاگ .....
إيليا :- ليش هيج بالك مو وياك صاير شي
إدريس :- حيل خايف
إيليا :- من شنو خايف حبيبي لا تشغل بالي
إدريس :- خايف لا أنتصار يفلت اللسانها و تحجي شيء يمها وتروح تضيع من بين ايدينا
إيليا :- حالي من حالك دا اموت من تجي لحد ما تروح صار ايام انتصار تهلوس بالماضي خصوصا من اشوفها تبقى تضحك وتگول راح ضرغام راح ضرغام و إمتنان صار اكثر من مره تسألني منو ضرغام
إدريس :- بعد لا تدخلينها للبيت من تجي و لا تفتحين الها الباب
_ لا خطيه وين تروح اذا ما ادخلها ما الها احد هنا تروح وترجع علينا من تجوع
_ تعبت يا إيليا ما اگدر اخسرها من بعد ما خسرت كل اهلي الخاطرها تعرفين يحيى لحد الان كل ما يشوفني يبسمرني عليها وأمي بعد ما حجت وياي ولا دخلت بيتي من هذاك اليوم الهذا اليوم
_ اعرف عليك ضغط وعقلك تعب من التفكير
بـ اهلك بس انتظرهم راح يتقبلون الوضع ومهما طال الزعل بيناتنا راح نرجع من جديد عائلة وحدة صدگني .. وبخصوص أنتصار لا يبقى بالك عيني دائماً عليها طول الوقت بالي يمها إنتَ بس هدي نفسك ضغطك لا يرتفع وتروح من إيديه ومالي غيرك بهاي الدنيا
_ لا تعوفينها وحدها وياها
_ لا ما اعوفها ملازمتها طول الوقت
إمتنان :- سمعتهم وهم يحجون وانطبع كلامهم بخصوص أنتصار بعقلي لان صار فترة اخاف منها بس تشوفني شكلها يتغير وتحاول تلزمني وتضحك بصوت عالي مخيف ،، ابتعدت من المكان ودخلت الغرفتي واني مشغولة بكلامهم غمضت عيوني افكر بيها حتى اهلي خايفين منها لازم احجي وياهم يطردونها من البيت لان وجودها صاير يزعجني .. قررت الصبح افتح الموضوع وياهم والصبح من گعدت لگيت ماما مثل العادة محظرة الريوگ النه بكُل حُب وحنان
إمتنان :- صباح الخير
إيليا :- صباح النور يعمري
إمتنان :- اليوم آخذ 100
إيليا :- حبيبتي البطلة الشاطرة
إمتنان :- بابا راح
إيليا :- لا برى يلا استعجلي بالريوگ ينتظرج بالسيارة
إمتنان :- ما اريد ما اشتهي
إيليا :- ميصير يا عمري يا امي لازم تاكلين اخاف عليج تتخربطين بالمدرسة
إمتنان :- حشرب حليب بس
إيليا :- تمام شربي الحليب وهاي سويتلج لفه اكلي بالفرصة
إمتنان :- شكرًا ماما
إيليا :- روح امج ادللي عليه الرب يحميج الي
شربت كلاص الحليب وماما جهزتلي الجنطة وطلعت البابا منتظرني بالسيارة فتحت الباب وصعدت يمه اول ما شافني أبتسم وگال
إدريس :- تريگت أميرتي
إمتنان :- شربت حليب وماما حظرتلي لفه اكلها بعدين
إدريس :- عفيـة اخذتي فلوس حتى تشترين بالفرصة
ايليا :- اي اخذت ماما انطتني
إدريس :- جاهرة للامتحان اليوم
إمتنان :- اي جاهززززة
إدريس :- ههههه بطـــــلة
إمتنان :- بابا اريد اگول لك على أنتصار
باوع لي سريع ورد وهو مرتبك
إدريس :- شبيها
إمتنان :- صار ايام تخوفني
إدريس :- شلون تخوفج ؟
_ تضحك بدون سبب وتحاول تتقرب من عندي عكس قبل وتريد تحظني كل ما تشوفني
_ عادي بابا هي مريضه وهذا الشيء طبيعي خارج عن ارادتها
_ ما احبها شكلها مخيف صاير
_ لا بابا عيب نكول هيج تبقى انسانه حالها من حالنا بس الظروف وصلتها الهذا الحال
_ يعني جانت مثلنا طبيعية
_ مع الاسف جانت احلى وارتب بنية الله يجازي اللي جان السبب
_ شنو السبب
_ لا تشغلين بالج وياها المهم نركز بالامتحان اليوم وما علينا بـشيء ثاني
بعدني جاي عليه ارد وحسيت غير على صوت سيارة جايه عليه بالرون بكُل سرعتها فزيت خايفه وعطت
إمتنان :- انتبه باباااااا انتبــه
إدريس :- بسم الرب يا مريم العذراء نجينا
إمتنان :- بابا حنموووت انتبه
بعدني ما مكمله كلامي ونضربت سيارتنا بالسيارة الثانيـة حاول بابا يسيطر على الوضع لكن بدون جدوى بلحظة وحدة السيارة انشالت و نرگعت بالگاع بنفس الثانية انضرب راسي بالجام الأمامي وحسيت بسائل حار نزل من انفي بعدها فقدت الوعي عبالك مريت بحلم ثواني بسيطة رحت بغير عالم ومن صحيت ما احس غير بس ضوضاء و صوت دگات گلبي و الاجهزة الطبية بكُل مكان بجسمي فتحت عيني الصورة مو واضحة
جسمي يأذيني حاولت احرك نفسي حسيت ثگل برجلي اليمنى باوعت لها شفتها مجبرة معناها مكسورة راسي مضمد بالشاش الابيض والاوكسجين مشكل على وجهي ما اكو احد يمي عيوني تتجول بالمكان والحادث يتردد بذاكرتي غمضت عيوني قوي خايفه ومتألمه بعدها نمت مرة ثانية وهاي المرة من صحيت شفت أمي
يم راسي لابسة اسود وشايلة شعرها بدون ترتيب
وعيونها كُلها دموع تقدمت عليه باستني بگصتي
وبــ إيدي وگالت
إيليا :- يا حبيبتي يا أمي الف الحمدلله على سلامتج
إمتنان :- راسي ماما ورجلي و بطني كل جسمي يأذيني
إيليا :- دخيل اسم الرب ما مصدگه شفت عيونج مرة ثانية وسمعت صوتج مرة ثانية
إمتنان :- وين بابا
نزلت راسها للارض بدون ما ترد رجعت سألتها من جديد
إمتنان :- ماما وين بابا
إيليا :- راح عند الرب ادعي له حبيبتي
من بعد هاي الكلمة تغير قدري وانجهل مصيري من بعد هذا اليوم انكتب لي حياة جديدة ومصير جديد
الحــاضـــر.............
إمتنان :- بقيت واگفة بمكاني وإيدي على الباب ودموعي تنزل وين اروح وين امشي اذا لگاني يموتني مستحيل يرحم حالي غمضت عيوني احاول اسيطر على دموعي وين اروح بحالي بهاي الدنيا صار عمر كامل ما طالعة ولا شايفة ناس ولا مختلطة بــالمجتمع راح اضيع اكثر من هذا ضياعي
اخذتني خطواتي الضايعة البيت عمي عسى ولعل يحن گلبه عليه عسى ولعل حس بالذنب وراح يرحم حالي ويستقبلني بـبيــته .. مشيت بالفرع وعيوني على البيوت بس بالي مو وياي بالي يم عمي اللي تخلى عني وشمرني من اربع سنوات وما سأل عني ولا فكر بحالي خلصت فرع بيت اهل واخذت يمنى اي منا بيتهم اذكر كلش زين بيتهم ما ناسيته ولا راح انساه مشيت كم خطوة لحد ما وصلت للباب جسمي يرجف من الخوف خايفة من ردت فعلة وخايفة من هذاك اذا لگاني شلون راح يعاقبني
من بعد خوف وقلق ودعاء دكيت بابهم ثواني وفتحت الباب سفانة بنت عمي اعرفها مثل ما اعرف نفسي هي عمرها نفس عمري بس حياتها مو نفس حياتي هي عاشت معززة مقدرة محترمة واني عشت مهانة مشردة
سفانة :- تفضلي
إمتنان :- شلونج سفانة ما عرفتيني
سفانة :- لا صغرًا بيج ما عرفتج بس شكلج مو غريب عليه منو
-- بلعت ريكي ورديت بحسرة أني إمتنان بنت عمج إدريس
سفانة :- إمتنان ؟؟ حجت مستغربه حالتي
-- ايي إمتنان
سفانة :- هاي شصاير بيج مستحيل ما اصدگ
-- سفانة اني انهزمت وما عندي مكان اروح له ورحت على بيت أهلي لگيت عمو مأجرة وما بقى احد اروح عليه غيركم الرب يحميكم استقبلوني عندكم
سفانة :- خاف ماما وبابا ميقبلون
-- احجي وياهم حبابة ما اعرف احد غيركم
-- تعالي فوتي للحديقة اروح انطيهم خبر وارجع لج لا تدخلين ورايه انتظري هنا
هزيت راسي بدون ما ارد عليها بس بگلبي اردد وادعي يوافقون اعيش يمهم .. دخلت بداخل البيت وإني بقيت بالحديقة انتظر ماكو غير ثواني وطلع عمو وزوجته اجو عليه سريع
يحيى :- شعندج جايه
إمتنان :- ما عندي غيرك عمو لا تطردني والرب عذبوني وضربوني وعشت ايام سودة وياهم
يحيى :- من وين ما اجيتِ رجعي واني مو عمج
ولا اعرفج يلااا
-- إني أمانة بابا عندك الرب يحميك عمو ساعدني
يحيى :- الف مره اگول لج إنتِ مو بنت اخوي ولا اتشرف تكونين من العائلة
-- لا تحجي هيج بداعت بابا عندك اني بنتكم عشت وياكم وربيت على ايديكم ومالي احد بالدنيا غيرك من بعد اهلي
سحبني من ملابسي قوي واخذني يطرد بيه واني ابچي واتوسله بس يسمعني بس يساعدني ويحميني ما سمعني ولا حن گلبه عليه باوعت الزوجته اتوسلها واحجي وياها تبقيني يمهم ما دارت الي بال ولا جنها تسمعني نفس المنظر اللي نسحبت بيه قبل اربع سنوات ونفس الدموع ونفس الخوف ونفس الإحساس رجع تكرر عليه اليوم طلعني بـالباب وسده بوجهي قوي ويگول
من ورى الباب
_ إذا حاولتِ تجين مرة ثانية هنا وتعتبين باب بيتي اكسر رجليج بنت الشوارع
گعدت بالگاع ابچي وين اروح بنفسي وين اگعد وين انام شلون احمي نفسي ضعت اكثر من الضياع اللي ضايعة بيه دخلت راسي بين رجليه وابچي بحرگه گلب مر وقت وأني هذا حالي گاعدة بـبابهم وابچي رفعت راسي للسماء بدأت الدنيا تظلم واني ما اندل احد ولا اعرف احد إذا ارجع للدار اللي بيها البنات أحتمال يعرف مكاني ويرجعني وإذا رجعت له يموتني ، گمت من مكاني ضايعة لا اهل لا بيت لا احد يرحمني رجعت امشي وعيوني تشرح حالتي وصلت الفرعنا ويا ما جنت امشي دخلت سيارة عالية ونزلوا منها رجال ومرته باوعت لهم هذول بيت عمو داوّد ايي هم هذا عمو داوّد وهذه خالة أماني اعرفهم كلش زين جيرانا واصدقاء اهلي المقربين
جانوا ينزلون بغراضهم ويحجون بينهم ما منتبهين عليه مشيت عليهم سريع بلكي يساعدوني بلكي يحجون ويا عمو وصلت يمهم وحجيت اثنينهم رفعوا راسهم يباوعون عليه
إمتنان :- خالة اني إمتنان إمتنان بنت إدريس وإيليا
باوعت لي فاتحة عيونها وردت مصدومة
أماني :- إمتنان
إمتنان :- ايي اني إمتنان خالة فدوه ساعديني
تقدمت عليه ما مصدكة عيونها صارت قريبة مني وتباوع بوجهي وراها جرتني عليها وحظنتني هي حظنتني واني عبالك لگيت حظن امي من بعد كُل اللي عشته بقيت اعيط بصوت عالي اني ابچي وهي تبچي وياي
داوّد :- شلونج بابا شلون اخبارج
إمتنان :- مو زينة اني عمو مو زينة
أماني :- وين جنتِ وين رحتِ طول هاي السنين
إمتنان :- عمو يحيى شمرني وضيعني بهاي الدنية
داوّد :- فوتي جوى نفهم الموضوع من عندج فوتيها جوى أماني
لزمتني من إيدي خاله أماني ودخلتني البيتهم
هو هو البيت ما متغير كُل شيء باقي على حال المكان الترتيب الاثاث حتى اشكالهم نفسهم ما متغيرين بس دخلنا طلعت بنية شابة باوعت لي متسغربتني بعدهي ما سائله عمو داوّد گال الها كاثرين بابا جيبي مي وتعالي .. راحت تجيب مي
َوخالة أماني گعدت وگعدتني يمها وايدها بأيدي وتسأل
أماني :- حبيبتي يماما وين جنتِ شلون عشتِ احجي لي كُل شيء
وگعت دمعتي قبل كلمتي مسحتها بطرف اصبعي وحجيت بصوت خافت خايفه يوصل كلامي الهم ويعرفون طلعت سوالفهم ويعذبوني مثل ما جنت اتعذب خايفه يعرف بيه حجيت عنه ويموتني
رجعت عادت سؤالها وأيدها بأيدي وعيونها تترقبني منتطرتني ارد
أماني :- ليش ساكته حبيبتي وين جنتِ متنا عليج من گد ما دورنا وما لگيناج وعمج يگول انهزمت
صحيح انهزمتي ليش هيج حبيبتي شلون تنهزمين من عمج وتخلينا بهذا الموقف گدام الناس
باوعت لها مصدومة معقولة هيج يگول عني معقولة من بعد كُل اللي سواه بيه هو وزوجته يطلع عني هيج كلام ما أذيته بشيء ولا بعمري تجاوزت عليه لو على واحد من عائلته ليش هيج يسوي وياي
دخلت البنية اللي أسمها كاثرين وقدمت لي الـمي اخذته منها وإيدية ترجف من اللي سمعته ومن الخوف والرعب اللي جاي اعيشه
داوّد :- أشربي مي وارتاحي حتى تحجين كُل شيء صار وياج بـالباب گلتي عمج شمرج وضيعج اريدج تحجين كُل الموضوع
شربت مي وبقيت الكلاص بأيدي لازمته بكُل قوتي باوعت الخاله أماني أدور على وجه امي بيها اريد احجي لها كُل شيء اريد انام بحظنها واشكي لها على كُل اللي عشته وأني بين إيديها رجعت اباوع للبنية خجلانة منها ما اعرفها شلون احجي عن نفسي وعن ايام عذابي وذلتي گدامها
أماني :- هاي كاثرين زوجة جوزيف مو غريبة احجي ماما لا تستحين
كاثرين :- أستأذن أني اخذو راحتكم
بس حست عليه خجلانة منها بسرعة استأذنت وطلعت من المكان وسدت الباب وراها بقيت بس اني وياهم
إمتنان :- خالة اريد احجيلج كُل شي ما اريد اضم عنج شيء اريدج تساعديني فدوه خالة ساعديني
أماني :- عيوني الج حبيبتي وبنت صديقة عمري انتِ
إمتنان :- من بعد وفاة بابا تعرفين كُلش زين شلون تأزم وضعنا أني وماما وشلون تعبنا وعشنا ايام حزينة على فراگه
داوّد :- الرب يرحمه ويرحم إيليا
إمتنان :- ومن بعد وفاة بابا ماما تعبت بفراگه وخلصت ايامها كلها معزولة وانتم شاهدين على حالتها الصحية شلون كامت تتراجع سنتين لا تنام ولا تسكت ولا تختلط بـ أحد ولا الها نفس بالدنيا تركت وظيفتها واعتزلت عن كُل البشر صارت الدنيا ضلمة بعينها وما تشوف احد غيري بيها شگد ما جانت متعلقه بيه قبل وفاة بابا زاد تعلقها بيه بعد وفاته اكثر واكثر بحيث بعز تعبها وحزنها تدرسني وتلبسني وتمشطلي
أماني :- اذكر كُلش زين من جانت الكانولا بأيدها وتگوم اسويلج اكل وتمشطلج
داوّد :- الرب يرحمها ويعفي عنها بس هذا الكلام كُله نعرفه اريد تحچين شنو اللي صار وياه عمج
إمتنان :- اترجاك عمو اتركني اكمل كلامي حتى لو تعرفه عوفني احجي لكم كُل شيء
داوّد :- احجي حبيبتي براحتج نسمعج
إمتنان :- بقينا على حالنا اني وماما معزولين من الناس وما عندنا احد غيركم ترحون وترجعون علينا عمو يحيى لا شافنا ولا سأل عنه هو بيبي حملوني وحملوا ماما سبب وفاة بابا وتذكرون المشكلة اللي صارت من بعد الوفاة ومن يومها لا شفناهم ولا شافونا وخلصوا السنتين كُلهن الباب ما داگينه علينا ولا شايفين حالنا لحد ما اكتشفنا هذاك المرض بماما والجيران كُلها عرفت وبقت تروح وترجع علينا وهم ما اجوا ولا كلفوا أنفسهم ومن ساءت حالة ماما طلبت مني اروح اصيحهم
إيليا :- عمري وحياتي انتِ لا تعترضين اترجاج اذا الي معزه بگلبج لا تعترضين وتروحين تصيحين عمج وبيبيتج
إمتنان :- مُستحيل ماما مُستحيل صار سنتين اصلاً صار عمر كامل مسألين علينا شلون اروح هسه اصيحهم
أيليا :- اعرف وحقج بس اني محتاجتهم هسه
إمتنان :- شنو محتاجه اني اسوي لج بس ما اروح لهم
إيليا :- اترجاج
إمتنان :- اني اللي اترجاج ماما اني اللي اترجاج لا تذلين نفسج لهم ميردونا ولا يحبونا منروح الهم ولا نتوسل بيهم گولي شنو تردين اني اسوي لج
آيليا :- ما اريد شيء منهم بس احجي وياهم
بيومها زعلت وانقهرت وبچيت ليش انذل أنفسنا لهم ونروح نسأل بيهم ونطلب منهم مساعدة وهم ما يردونا بقيت بغرفتي ابچي ما اريد اذل نفسي ولا اريد امي تنذل عشنا طول عمرنا ما محتاجين أحد ولا منزلين راسنا لأحد من بعد هذا العمر كُله نروح نتوسل بالناس .. لليل واني بغرفتي ابچي وارجع أحچي وي نفسي واگول صح ما يصير اروح الهم بس امي مريضة وما اعرف شنو محتاجة منهم و هي نفسها عزيزة وطول عمرها ما احتاجت احد ولا توسلت بـ احد قوية ما شفتها تنازلت من يوم فتحت عيني للدنيا لليوم شنو الشيء اللي جبرها هسه وخلاها تتنازل وتطلب مني اروح اطلب منهم يجون علينا
من بعد تفكير طويل گمت عليها اشوفها فتحت باب غرفتها لگيتها نايمة جانت تنام هواي بسبب العلاج اللي تاخذه اجيت تمددت بصفها وحظنتها قوي ونمت وأني اشم عطرها الطيب ،، وثاني يوم گعدت من الصبح رحت عليهم واني الدمعة بعيني مجبورة على الروحه الهم دگيت الباب طلعت سفانة انطيتها خبر امي تريد تشوفهم و ضروري يجون علينا ورجعت للبيت طول الطريق انعل بنفسي واضرب برجلي بالگاع قوي شلون انذلينا لهم شلون
مر اليوم الاول والثاني والثالث ومحد بيهم اجى ولا شافوا شنو الموضوع ولا حاولوا ولا همهم اصلاً هنا متت قهر وامي نفس حالي بس جانت تكابر وتگول عادي اذا اجوا اهلاً وسهلاً واذا ما اجوا يجوز عندهم شغل تحاول تهدي نفسها وتهديني لحد ما مر أسبوع وتوفت أمي وراحت يم بابا تاركتني بهاي الدنيا وحدي اواجه مصيري بيوم الوفاة حظر عمو اجراء روتيني گدام الجيران لا اكثر ولا اقل وجنازة ماما شالتها الناس الغريبة لان هي وحيدة مثلي ما عندها غير اب وام وتوفوا وعافوها من زمن طويل
اول يوم خلص عليه عذاب مثل عذاب جهنم من اصعب ايام حياتي واشدهم حزن على گلبي
الكُل راح البيته من بعد انتهى المراسيم والكُل نام اله اني بقيت بيت أهلي وحدي لا اب لا ام ولا احد يشاركني حزني بهذا اليوم طفلة يتيمة
أماني :- سودة بوجهي يا حبيبتي تعرفين بينا جنا مسافرين اني وعمج وما حظرنا العزاء ولا شاركناج بهذاك اليوم
إمتنان :- اعرف خالة اني مدا الومج اصلاً لان اذكر بوقتها جنتوا مسافرين وبعدين حتى باقي الجيران محد يعرف بقيت وحدي لان عمو حجى گدام الجميع وگال إمتنان تروح البيتي ومن بعد ما الناس انسحبت من المكان عافني وراح وما هان عليه اروح وراه .. بقيت بالبيت وبغرفة أهلي على جربايتهم مطلعه ملابسهم واعيط بكُل صوتي
لحد ما مر وقت والليل صار اندگ باب بيتنا خفت وبچيت منو اجاني حرامي لو جني يريد يأخذني
ما گمت من مكاني بقيت بداخل الغرفة وقافله الباب عليه ولازمه ملابس اهلي وابچي بدون صوت ما اريده يسمعني حتى لا يدخل و يبوگني لو يقتلني اندگ الباب اكثر من مرة وراها صار هدوء ومن بعد الهدوء انفتح باب الصاله وصوت خطوات بداخل البيت وراها اجاني صوتها تدور عليه وتگول
إنتصار :- إمتنان إمتنان هاي اني تعالي تعالي أطلعي اني اجيت اني
فتحت باب الغرفه وطلعت متفاجأة شلون دخلت للبيت وشعندها نص الليل جايـة
إمتنان :- شلون دخلتِ هنا
إنتصار :- جيتت من الستارة هههههه
إمتنان :- شعندج اجيتِ دنيا الليل روحي البيتج
إنتصار :- لا لا ما اروح اني ابقى يمج حتى لا تبچين وتخافين اني احبج وإيليا تحبني وإدريس يحبني
بچيت واني اسمع كلامها تقدمت عليه مسحت دموعي وباستني بخدي وراها گالت
إنتصار :- لا تبچين هسه تعطشين
ابتسمت على كلامها واگول بگلبي ايي يا ماما تشوفين منو اجى بعز همي وحزني وخوفي
يواسيني ويشاركني هذا اليوم الصعب .. صح هي مريضة ومو مدركة وعقلها مو تمام بس وجودها وياي بنفس البيت وخصوصًا بوقت الليل خفف مني الخوف وحسيت بجزء بسيط من الامان عفتها ودخلت للغرفة تمددت بفراش اهلي وعيوني
ما تبطل بچي وهي دخلت وراي وگعدت بالزاوية وتباوع لي وتاكل بظافرها لحد ما تعبت من البچي ونمت ومن صحيت الصبح لگيتها نايمة بالگاع بدون غطاء ولا مخدة غطيتها وطلعت اغسل بعدني بالحمام واندك الباب رحت فتحته طلع عمو يحيى
يحيى :- لمي ملابسج وتعالي وياي
إمتنان :- لا عمو أني ابقى بيتنا
يحيى :- ولا كلمة ولا نفس اذا سمعت اعتراض ثاني ادفنج هنا بالحديقة والحگج بـ أمج رايح اني گدامج تجيبين هدومج وتجين وراي
عافني وراح اول ما طلع قفلت الباب ورجعت للغرفة اركض وابچي ما اريد اروح وياه هسه يلا اذكرني هسه سأل بينا وأمي ماتت وهي طالبته وما كلف نفسه واجى يشوفها شمحتاجة منه
لو اعرف يموتني ما اروح ..
صحت إنتصار من نومها ومثل العادة لبست عباتها وطلعت من البيت ما تعرف راسها من رجليها واني رجعت قفلت الباب وراها وابچي مر نص النهار وراها رجع عمو مرة ثانية وهاي المرة جربني اروح وياه لان جان خايف من كلام الناس لا يحجون عليه شلون يتركني وحدي بالبيت
رحت وياه وبقيت بـبيته أسبوعين كاملات صح محد يضربني بس كلامهم جان يعادل ميت جلدة طول الوقت جنت اسمع منهم كلمة لقيطة بنت الشوارع بنت الزنا وابچي خنگ شلون هيج يحجون على بابا وماما ليش هيج يتجاوزن عليهم وهم ميتين لحد ما بيوم من الايام المشؤومة اجى عمو وياه رجال يطلع بعمره اللي عرفت يصير اخو زوجته طلعوني من البيت وصعدوني بالسيارة ما خذيني الطريق مجهول ما اعرف وين وليش ولا أعرف شنو اللي منتظرني صعدت وياهم وأني اقرأ بـ الافتات اللي مكتوبة بـالطريق أريد بس يخلص الوقت ونوصل بس وين نوصل ما اعرف ؟
مشت بينا السيارة نصف ساعة تقريباً بعدها توقفت مقابيل بيت كبير باوعولي أثنينهم و طلبوا من عندي انزل من السيارة نزلت واني عيوني تتوزع على المكان الشارع عريض و المكان سكني بيه هواية بيوت اباوع العمو وارجع ابو على المكان
گال عمو يلاا فوتي وأشر على واحد من البيوت درت وجهي اباوع للبيت انصدمت وأني أشوف قطعة كبيرة معلگه فوك البيت و مكتوب عليها
( مـأوى الزهور لــرعــايــة الأيتام ) 🥀