رواية نعيمى وجحيمها الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم امل نصر

 

رواية نعيمى وجحيمها الفصل الثالث والخمسون بقلم امل نصر

53=رواية نعيمي وجحيمها للكاتبة أمل نصر الفصل الثالث والخمسون

تتطلع إلى المرأة بتمعن شديد، لتتبع اَثار الدموع التي تركت بصمتها على ملامح وجهها في الإحمرار والإنتفاخات العديدة به، رغم غسله بالماء والصابون جيدًا، لقد اتصلت بوالدتها تخبرها بحجة وهمية عن تعبها الذي اضطرها للمببت في منزل صديقتها التي لا تعرف بأرقام أهلها حتى تطمئنهم عليها، ولكن ولمعرفتها الشديدة بطبع والدتها الحاد تعلم أن ما ينتظرها في المنزل ليس بالهين.
- إنتِ خلاص هتمشي وتسيبينا؟

تفوهت بها الصغيرة من خلفها بصدق مشاعرها البريئة، لُتظهر محبة من القلب دون تزيف، رغم معرفتها العابرة بها، مما استرعى انتباهها فجعلها تترك المراَة لتجلس بجوارها تسألها: - ليه يا قمر؟ هو انتِ عايزاني ابات عندكم من تاني؟
هللت الطفلة بلهفة تقول برجاء: - ياريت تباتي عندنا على طول، تنامي جمبي هنا ع السرير التاني أو ممكن تباتي مع خالي في أؤضة لوحدكم.

تطلعت لها بدهشة لتعاود سؤالها با ستغراب: - إنتِ ليه بتقولي كدة؟ وجيبتي منين الفكرة دي؟
- أممم.
زامت بفمها الذي اغلقته، تحرك رأسها بتلاعب وقد ارتسم على وجهها ابتسامة بشقاوة، لتحثها غادة على المواصلة: - سكتي ليه يا روان ومش عايزة تجاوبي على سؤال طنت؟
افتر ثغر المذكورة بالضحك تُشير بكفها نحوها: - أصل انت مش باين عليك طنت خالص، دا خالوا لما دخل بيكي امبارح وهو شايلك على كتفه، كان شكلك زي البيبي ههه.

تبسمت بخفة تجاريها رغم زحف القلق إلى قلبها، فانتظرت توقف الطفلة عن الضحك قبل أن تسالها بتوجس: - هو انا كان شكلي إيه إمبارح يا روان لما دخلت عليكم؟
كورت شفتيها روان بعدم معرفة لتُجيبها: - انا مش فاكرة غير وهو خالو شايلك، أصله دخلك الأوضة هنا وخرج لنا على طول، ماما هي اللي قعدت شوية معاكِ وبعدها سابتك تنامي.

اومأت برأسها غادة وقد تخلل داخلها بعض الإرتياح الذي جعلها تنهض لتكمل تجهيز نفسها حتى تغادر بصحبته وصحبة شقيقته الطبيبة التي أصرت لمرافقتها في مقابلة إحسان.

تملك منها الغيظ لعدم اكتراثه بغضبها وتغافله المتعمد لعدم الرد عليها، فعلى صوتها بالهتاف هذه المرة: - رد عليا يا كارم وانا بكلمك، مين اللي سمحلك تدخلي الأوضة هنا؟
- دخلت لوحدي.
قالها ببساطة وجالت عينيه على أركان الغرفة يتأملها ببرودٍ زاد من ذهولها وتأجج احتقانها منه ولكن وقبل أن تنفج ر بوجهه سبقها بقوله: - بس استئذنت من رباب الأول.
- يعني رباب هي اللي دخلتك هنا؟

هتفت بها بلهجة خطرة لتتحرك نحو الباب تبتغي الخروج لتأديب شقيفتها وتوبيخها على حماقة فعلها، فتفاجأت به يتصدر أمامها يوقفها: -خارجة ورايحة فين يا كاميليا؟ هو انا قربت جمبك ولا لمستك حتى.

قال الاَخيرة متعمدًا لمسها بكفيه على ذراعيها المكشوفين بمناكفة صريحة جعلتها تنفض ذراعيها وترتد للخلف على الفور لتهدر به: - متعصبنيش يا كارم وتخرجني عن شعوري، انا مش عايزة اعلي صوتي عشان والدي ما يسمعش ويبقى منظرك مش كويس.

قصدت بتهديدها التقاط الجزء الحساس بشخصيته ألا وهو صورته البراقة أمام الناس والتي يحرص بشدة عليها، فعبس وجهه على الفور يرد بلهجة جامدة خالية من العبث: - أولاً انا محدش يقدر يشوه صورتي قدام حد، لأني عارف حدودي كويس، دا غير إني ملمستكيش ولا هددت أمانك بأي فعل يخليكِ تصرخي على والدك ولا أي حد من اخواتك، كل اللي عملته هو حب فضول إن اشوف اوضتك وأشوفك بلبس البيت على طبيعتك، وافتكر إن دا شئ بسيط جدًا يا زوجتي العزيزة.

ضيقت حاحبيها سريعًا تستوعب عبارته الاَخيرة قبل أن ترد عليه بانفعال: - مية مرة أوضحلك يا كارم إني لسة ما بقتش في بيتك عشان أحظى باللقب الكريم، إحنا دلوقتي في حكم المخطوبين، أينعم في عقد قران، لكن لسة برضوا مخطوبين.

صمت لبرهة يرمقها بثاقبتيه، فاردًا نفسه أمامها ليضع كفيه بجيبي بنطاله أسفل السترة ورد بعد تنهيدة طويلة: - ومع ذلك ما فيش في مرة خلتيني اقربلك، رغم إن الحاجات دي بتحصل مع أي اتنين بيحبوا بعض مش بس المخطوبين.
- إنت بتقول إيه؟

هتفت بها بعدم استيعاب قبل أن تفاجأ بدفع الباب من الخارج، ليلج منه شقيقها الصغير، خاطفًا نظرة سريعة نحوها، قبل أن ترتكز عينيه على كارم بصمت أبلغ من الكلمات ثم أردف باقتضاب: - ازيك يا عمو.

فتحت غادة بمفتاحها لتخطو بخطوات مترددة لداخل المنزل، بخوف يكاد أن يوقف قلبها من مواجهة حاسمة مع والدتها، بعد بياتها الليلة الماضية خارج المنزل دون أن تتمكن بإخبارها ولو برسالة صغيرة تطمئمها بها، تحمد الله على رجوعها سليمة ونجاتها بمعجزة من مؤامرة دنيئة دبرتها امرأة أفعى لا تعرف الاخلاق ولا العقاب من الخالق.
- توك ما راجعة من سهرتك يا بت الكل ب.

هتفت بها إحسان من قلب المنزل فور أن شعرت بعودتها بعد القلق الذي أكل قلبها منذ الأمس في التفكير والبحث عليها وعما قد يحدث لها بالبكاء والسهر طوال الليل في انتظار خبر عنها، ويتحول كل هذا بمجرد رؤيتها بصحتها سليمة معفاة أمامها، لتنهض عن كرسيها تخلع عن قدمها خفها البيتي تنتوي تأديبها، صرخت غادة بجزع فور رؤيتها هجوم والدتها الكاسح كشاحنة نقل كبيرة على وشك دهسها، فارتدت بخطواتها للخلف مرددة لها بجزع مما قد تفعله بها: - صلي ع النبي ياما، صلي ع النبي، انا جيالك ومعايا ضيوف.

دلفت على صيحتها خلود سريعًا لتلتقط ذراع إحسان قبل أن تصل لابنتها التي تراجعت لتتحامى بها من الخلف والأخرى تصيح باندفاع غضبها للوصول إلى ابنتها: - أنا هكسر عضمك واربيكِ النهاردة يا غادة، عشان ما يبقاش فيكِ رجلين تخرجي بيها أساسًا تاني، مش هسيبك غير لما افش غليلي فيكِ يا بت.
تدخلت خلود في محاولة بائسة لتوقف المرأة عن هجومها علّها تسمع: - هدي أعصابك يا حجة واسمعي منها الأول، دا انا جاية وشاهدة معاها.

زادت إحسان بمحاولاتها العنيفة تردد بعدم انتباه أو رؤية واضحة حتى لمن تصدها: - ولو جابتلي عشرين يشهدوا برضوا مش هسيبها بت الج زمة اللي عيارها فلت ولا اكن ليها أهل يربوها.
- يا ست الحجة بس لو تدينا فرصة بس نفهمك ونكلمك.

هتفت بها خلود وهي تتمسك بإحسان بقوة تحاول منعها عن ضرب ابنتها، لتزأر الأخرى بلوعة مزقت أحشائها: - دلوقتي عوزاني اسمع وافهم! بعد ليلة طويلة عريضة قضتها وانا هموت فيها من القلق والخوف عليها، ولا يكونش كمان فاكراني صدقت الإتصال الخايب بتاعها، ليه يا ختي شايفاني دق عصافير ولا مختومة على قفايا؟

- يا ست بتقولك اسمعي الأول وبعدين احكمي، إنتِ إيه؟ إيدك بتاكلك ع الضرب من غير تفكير، طب حتى اعملي حساب للست الضيفة ونزلي شبشبك لبعد ما تمشي، خلاص شوفتيتي هطير ولا ههرب منك يعني؟

صاحت بها غادة وهي تبتعد عن مرمى الخف المنزلي بحرفنة لاعب كرة قدم في الملعب، فقالت من بينهن خلود وهي على وشك البكاء، وقد خارت قواها سريعًا مع صد إحسان المرهق بوزنها الثقيل، وهي لم تعد تشعر بذراعها: - حرام عليكم بقى كفاية وارسو على حيلكم، انا عندي عيال عايزة أربيهم.
خرجت الاَخيرة بصرخة أجفلت إحسان فارتخى ذراعها بالخف لتتلطع إليها سائلة بدهشة: - إنت مين؟ وأيه اللي حشرك وسطنا انا وبنتي؟

تركتها خلود لاهثة لتدلك على ذراعها مرددة بيأس: - أنا الدكتورة خلود أو اللي كنت دكتورة لأني بعد الخناقة الشديدة مضمنش نفسي هعرف اشتغل تاني ولا لأ؟
بعد قليل.

وقد هدأت العاصفة قليلًا كانت الجلسة بين ثلاثتهن بوسط المنزل وقد قصت غادة بالرواية المتفق عليها مع خلود التي كانت تساعدها وتلحقها سريعًا لو أخطأت أو سهت عن شئ ما حتى لا تترك ثغرة يدخل منها الشك بقلب إحسان التي كانت تستمع بوجه واجم بارتياب لحثهم على المواصلة حتى تستطيع التصديق، لتسأل اَخيرًا وهي تتلاعب بالكارت الصغير بيدها: - يعني انتِ متأكدة انك دكتورة مش حاجة تانية؟

أجفلت خلود من سؤالها الغريب لتُجيب بابتسامة ممتزجة باندهاشها: - أيوة يا حجة، أمال احنا بنتكلم في أيه من الصبح، ولا كمان مش مصدقة الكارت في اللي ايدك؟ اللي فيه عنوان العيادة وارقام التليفون...
قاطعتها إحسان بحدة توقفها: - بس البنت دي عمرها ما قالت ان صاحبتها دكتورة، كل كلامها كان مركزها العليوي في الشركة عندهم والعز والهنا اللي هي فيه!

ملاحظتها القوية في هذا الشئ الذي غفلت عنه غادة جعل الدماء تجف بعروقها وقد انعقد لسانها بالرد عن بشئ مقنع فالتفت لخلود باستغاذة تلقتها الأخرى على الفور وتولت الإجابة بسرعة بديهة: - يا نهار أبيض هو انتِ افتكرتيها باتت عند ميرفت، لا طبعًا دي معاها أخ شاب في البيت يعني مينفعش، الموضوع عندي أنا يا حجة، قابلت غادة في الطريق وانا بقالي سنين طويلة قوي مشوفتهاش، مصدقت بقى لقيتها ومسكت فيها خدتها معايا بيتي اللي ساكنة في مع ولادي بس، عشان جوزي برا مصر بيشتغل، قضينا وقت حلو زي ما حكت غادة وبعدها قعدت تصرخ من المغص الشديد في معدتها وانا بقى اتصرفت من واقع مهنتي واديتها حقنة مهدئة، خدتها المسكينة وراحت في النوم، يعني الغلط عندي أنا.

لهجتها الهادئة المتماسكة والرزينة الجمت إحسان عن الجدال حتى ظهر على وجهها الإقتناع رغم إدعائها التفكير، التفت خلود لغادة ترمقها بنظرة مطمئتة، لتبادلها الأخرى بالإمتنان الشديد.
- بس البت دي عمرها ما قالتلي ان عندها اصحاب دكاترة.

قالتها إحسان في محاولة اَخيرة لمعرفة المزيد، وجاء الرد من غادة وقد أخذت الثقة: - دي كانت صاحبتي أيام الثانوي ياما، قبل ما يفرقنا مكتب التنسيق وتدخل هي الطب وادخل انا المعهد زي ما انتِ عارفة.

حل الصمت ولم يُعد هناك داعي للجدال من إحسان حتى شعرت خلود بإتمام مهمتها بسلام، تنهدت بارتياح لتهم بالأستئذان والمغادرة، قبل أن تجفل على صوت سعال قوي اخترق ظهرها من الخلف فانتفضت مخضوضة تلتف برأسها، لتفاجأ بشعبان والد غادة الذي كان خارجًا من غرفته بتغافل تام عما حدث، عقب إستيقاظه من غفوة القيلولة، مرتديًا الفانلة البيضاء ذات نصف كم على بنطاله البيتي، يهرش بأنامله على جانب رأسه، وهو يتطلع إليها مضيقًا حاجبيه باندهاش، بهيئة أحرجت غادة واستفزت إحسان التي غمغمت بسبة وقحة نحو هذا الغبي الذي خطا حتى اقترب منهن ليتمتم سائلًا ببلاهة: - إيه ده هو انا احنا عندنا ضيوف؟!

- مساء الفل، شكلنا قطعنا عليكم باين ولا إيه؟
تفوهت بها رباب شقيقة كاميليا بمرح غامزة وهي تلج إليها بداخل غرفتها، لتفاجأ بالرد الحاد من الأخرى على الفور: - وليكِ عين تضحكي وتهزري كمان؟ إنتِ ما عندكيش دم يا بنت انتِ؟ ازاي تسمحيلوا يدخلي الأؤضة من غير استئذان؟ هي زريبة؟

تغير وجه شقيقتها وذهب المرح عنها، فاستنفرتها لترد بدفاعية: - انا مسمحتلوش يا كاميليا، انا استقبلتوا وكنت هدخلوا الريسبشن عادي ينتظرك على ما ادخل واندهك، لكنه فاجئني لما قال انه داخل بنفسه وراح من غير ما يستنى ردي حتى، أنا جيت وراه على أساس إن اديكي فكرة لو هتغيري هدومك، بس اطمنت لما لقيت الباب مفتوح، وبرضوا عشان الحرج ومبقاش ما بينكم عزول روحت، قولت لميدو وهو ساب مذاكرته وجه على طول.




هدأت فورتها قليلًا لتعاود بسؤالها: - وابوكي راح فين؟ ما كنتٍ ندهتيه وكان الموضوع هخلص من أوله.
تطلعت إليها رباب بنظرة أربكتها، وقد بدا على وجهها التساؤل، وردت بلهجة متوجسة: - والدي مش موجود عشان راح يصلي العشا، بس هو يعني، هو كارم ضايقك ولا حاجة؟

أجفلتها بسؤالها المباغت، ولسان حالها يقول أنها فهمت السبب وراء انفعالها وعصبيتها، فانتفضت كاميليا لتزيح عنها الشكوك برد عنيف: - لا كارم ولا عشرة زيه حد يقدر يضايقني، انا كنت بقول عشان الأصول، وع العموم حصل خير يا ستي، روحي قدميلوا حاجة يشربها بقى على ما البس واخرجلوا، هو قاعد فين دلوقتي؟
أجابتها رباب وهي تستدير للمغادرة مذعنة للأمر: - قاعد في الريسبشن مع ميدو.

تبسمت كاميليا على ذكر شقيقها الأصغر، الذي دلف للتو إليها يحدج كارم بنظرات كاشفة تنقل اللوم بداخلها، وتوبيخ صريخ أخجل المذكور ليخرج متنحنحًا بحرج من أمامه.

بهيبة تعدت سنوات عمره المعدودة لأضعاف، جالسًا أمامه متكتف الذراعين، وقد أتقن دور رجل البيت، في غياب والده وشقيقه الأكبر، يراعي الأصول ولا يعجبه الحال المائل.
- ما قولتليش يا ميدو، إنت في سنة كام بالظبط؟
قالها كارم مبادرًا لفتح حديب معه لفك هذه الجمود من جانب الطفل الذي لا تريحه نظراته، اعتدل بجلسته المذكور، ليجيب بكلمات محددة: - انا في سنة تالتة، يعني كلها سنتين وادخل إعدادي.

مط بشفتيه كارم يظهر له الاحترام وقد اثارته الإجابة ليتابع بمشاكسته: - المهم انك تكون شاطر وواثق من ذكاءك، لسنتين يبقوا تلاتة أو أكتر.
عبس وجه ميدو ولم يتقبل المزاح، ليصمت يحدجه بجمود، ويظل حديث الأعين فقط بينهم، بين رجل يدعي عدم الإكتراث، وطفل يدفعه حدسه البرئ للقلق من هذا الرجل.

انتبها الإثنان على حضور كاميليا وقد بدلت ملابسها لطقم الخروج لتختطف عين كارم وينسى أمر الصغير الذي التف لشقيقته وهي تتحدث: - انا خلصت وجاهزة للخروج.

أومأ لها برأسه يشملها بعيناه بابتسامة راضية لعدم تخيب ظنه ولو مرة واحدة في هيئتها رغم غلبة البساطة في زوقها، ثم نهض يتابعها وهي تقترب من شقيقها وتقبله على وجنتيه المكتنزتين وكفها تمسح على رأسه وشعر رأسه الكستنائي الغزير، قبل أن تتحرك لتغادر معه، ثم التفت فجأة على نداء ميدو بإسمها: - كوكو.
- إيه يا قلب كوكو؟

قالتها في استجابة لندائه، لتجده اعتدل بجلسته محدقًا بكارم قبل أن يرد على تمهل: - حاولوا متتأخروش.

خارج السيارة كان واقفًا مستندًا بظهره عليها في انتظار عودة شقيقته، بعد أن تبرعت بوقتها للوقوف بجانب هذه المجنونة ومؤازرتها في مواجهة أهلها، يكتنفه الضيق لما قد ينال شقيقته من أذى بعد توريطها في شئ كهذا، ألا يكفي غباءه في أذية نفسه ليُدخل شقيقته الاَن معه؟

زفر للمرة المئة وهو ينظر للساعة على يده، وقد تأخر الوقت وتأخرت عن ميعاد عملها في عيادتها، تتنابه رغبة قوية للصعود واكتشاف ما حدث بعينيه، وعقله يمنعه لمنع افتعال مشكلة من العدم ومازالت الرؤية غير واضحة حتى الآن.

رفع رأسه فجأة ليتفاجأ بها واقفة بشرفة إحدى الغرف لمنزلهم، تتطلع إليه بنظرات غامضة وغير مفهومة، جعلته يقطب جبينه بدهشة وبداخله يود سؤالها عن شقيقته وما الذي تم بالجلسة معهن، ولكنه انتبه على خروج المذكورة من بنايتهم بوجه عادي لا يظهر ضيق ولا حدوث سوء معها، انتظر حتى وصلت إليه ليلتف ويعتلي السيارة في انتظارها، أتت هي لتنضم معه وقبل أن ترتاح جيدًا في جلستها فاجئته بقبلة على وجنته، اذهلته ليلتف إليها قائلًا بحرج: - أيه يا ست الدكتورة؟ إحنا في منطقة شعبية لمخ الناس يروح للبعيد وماحدش فيهم يصدق ان انتي اختي.

ضحكت خلود وانتظرت حتى أدار محرك السيارة وسار بها، ثم تكلمت: - يقولوا اللي يقولوه، اصل انا بقى كان لازم اشكرك على جميلك مع غادة رغم اني معرفهاش بس بصراحة، اسعدني جدا تصرفك بعد ما شوفت بنفسي اللي كان هيحصلها واللي كان منتظرها لو حدث لها السوء لا قدر الله، دي والدتها كانت هتاكلها قدام عيني وبنتها سليمة ومفيهاش حاجة، أمال بقى لو كان، يالا الحمد لله إن ربنا سترها.

رمق شقيقته من طرف عينيه دون أن يحيد بنظره عن الطريق، فقال باندهاش: - غريبة يعني، شايفك بتدعيلها من قلبك ولا اكنها حد من عيلتك، رغم كل اللي حكتهولك عنها وعن دماغها الزفت.

حدقت به خلود بابتسامة ماكرة لعدة لحظات اثارت ضيقه لعلمه بما تفكر فيه، فقال زافرًا: - بلاش البصة دي عشان عارف اللي وراها، انا ساعدتها اَه وجريت انقذها من غير ما انتظر شكرها ولا أي حاجة منها، يعني متفتكريش اني هموت عليها، لا يا حبيبتي، انا كرامتي فوق أي شئ.

اقتربت شقيقته لترد وهي تُربت بكفها على ذراعه الضخم بحنان: - عارفة كل اللي بتقولوا مش محتاجة تفسير، بس انا من رأيي إن غادة مجابتش الأفكار دي من نفسها، عندي إحساس قوي إن والدتها هي اللي زرعتها في دماغها، اصل انت مشوفتهاش، دي ست صعبة قوي، ووالدها تافه كده ومعندوش شخصية.
إلتف إليها رافعًا حاجبه يستوعب ما تفوهت به عن والديها ليقول بما توصل إليه عقله على الفور: - يعني انتِ قصدك إن امها هي اللي بتحكم؟

اومأت له برأسها كإجابة فتلفت عائدًا لطريقه يغمغم من تحت أسنانه: - يبقوا هي وامها وابوها عايزين الدق على دماغهم.

- إنتِ لسة برضوا مقومتيش من مكانك يا ميرفت؟
هتف بها شقيقها وهو يهبط الدرج متأنقًا بما يرتديه تجهيزًا لخروجه رغم إصابة رأسه، ردت هي متفكهة على هيئته بالضمادة التي تصدرت الرؤية على جبهته: - وانت خارج كدة يا مجنون ولسة دماغك متعورة مش تستنى ع الأقل لما تنزع القطن واللزقة اللي منورين دول على دماغك.

عبس وجهه ليرد بضيق وهو يقترب منها: - أمال يعني عايزانى اقعد في البيت عشان اتخنق اكتر ما انا مخنوق، انا عايز اخرج وافك عن نفسي شوية، ع الأقل انسي الصداع اللي مش راضي يخف دا من ساعة ما ض ربني الطور دا بدماغه الكبيرة.
سهمت ميرفت تغمغم بتفكير: - إلا حكاية البني أدم دا كمان؟ أموت واعرف دا مين دا اللي قدر يعمل معانا حاجة زي دي وفي قلب بيتنا؟ ولا يكونش البت دي ليها حبيب سري وانا معرفش؟

- ليها بقى ولا ملهاش.
هتف بها ماهر بقرف وهو يجلس على المقعد خلفه ليتابع: - انا خلاص قفلت من البنت دي ومش عايزة اسمع سيرتها تاني، محبش انا القلق.
اظلم وجه ميرفت وظهر عليه التصميم في ما تتفوه به: - تحب ولا متحبش يا ماهر، انا مش هفوت الموضوع ده ولا هسيب حد يعلم علينا، دا غير اني مش هتنازل عن غرضي الأساسي في كل ده، وانا شايفة اني اقدر!

اعتدل ماهر يسأل شقيقته باهتمام شديد: - أيه هو بقى غرضك الأساسي؟ وهتنتقمي ازاي؟ ولا انت قصدك إن لقيتي حاجة في الكلام الأهبل بتاع البت دي؟ وانا اللي كنت فاكرك هتزعلي عشان مكسرتيش عينها.

قال الاَخيرة في إشارة على ما تتطلع به على شاشة الحاسوب التي تحمله فوق قدميها، لتجيبه بابتسامة واثقة: - مكدبش عليك عشان انا فعلًا كنت عايزة امسك عليها ذلة اخليها تبقى زي الخاتم في صباعي عشان تنفذ اللي اقولها عليه حتى لو غصب ومش برضاها، بس بقى بعد ما شوفت وسمعت باللي هفلتت بيع في التسجيل الخفيف هنا في الصالة، هديت شوية عشان اكتشفت ان لسة في فرصة.

هز رأسه بتعب من كلماتها المبهة وهو ينهض عن مقعده من أمامها: - فرصة إيه بس يا فيفي؟ انا دماغي مش حمل اللغازك دي، همشي بقى ونخلي الرغي ده لوقت تاني.
أومأت له برأسها: - تمام يا قلبي ولا يهمك، روق انت وما تشغلش نفسك.
لوح لها بكفه قبل أن يغادر لتعود هي لشرودها مرة أخرى تغمغم بتفكير: - ضلمة، تعابين، بتاع البرشام!

طافت بعينيها على أرجاء المكان الجديد لتستكشفه أو لا داعي لأستكشافه من الأساس، فهي واثقة انها ستنبهر وقد ينعقد لسانها بسقف حلها وهي تتطلع إلى الرفاهية المبالغ فيها، وكم الثراء الفاحش الذي يبدو على رواده، لقد تعودت على هذا في كل خروجاتها معه، ويبدو أن هذا ما يريده هو، أو ربما هذا هو نظامه في الحياة بدون تعمد او سوء نية!
- عجبك المكان يا كاميليا؟

هتف بها يسألها كالعادة فتبسمت إليه برد فعل طبيعي اعتادت هي أيضًا على فعله: - أكيد جميل ورائع يا كارم، هو انت عمرك أخدتني في مكان اقل من مستوى اللي قبله.
توقفت لتتطلع عليه وترى أثر إطراءها الذي بدا على وجهه بابتسامة الزهو لتكمل بسؤالها الفضولي؛
- كارم لكن هو انت دايمًا كدة؟

تطلع إليها باستفهام فتابعت لتردف بأسئلتها عما تشعر به: - قصدي يعني، دايمًا زوقك منحصر في النوع ده؟ البدلة دي ما بتغيرهاش وتلبس حاجة بسيطة تخرج بيها؟ أو مثلًا مفكرتش في مرة تاكل من مطعم شعبي يكون مشهور؟ أو حصل واتطرفت في مشاعرك ووقفت على عربية في الشارع...

قاطعها ينفي سريعًا باعتراض: - لأ يا كاميليا شارع ايه اللي بتقولي عليه؟ دي حاجات ضارة بالصحة أساسًا، وان كان على إجابة سؤالك، احيانا بغير بس بصراحة قليل عشان اشغالي الدائمة، ولو ع الأكل حصل أكيد بس مكنش مطعم شعبي بالصورة اللي انت بتقوليها، لأ دا كان شبابي، وللأكل التيك اوي ايام الكلية.
- كلية إيه؟

سألته لتفاجأ بتغير لونه وشرود خاطف بدا على وجهه قبل أن يستعيد نفسه ليجيب بتماسك سريع: - انا اللي عايز افهموهلك يا كاميليا، إني إنسان طبيعي وبتصرف بطبيعتي، بس دا اللي اتربيت عليه، انا مش كتالوج في مجلة.
اومأت برأسها له بتفاهم لما يردف به، لتستغل هذه اللحظة وهو يتكلم بهدوء لتضيف بالسؤال الذي يُلح برأسها منذ أيام: - طب مممكن تقولي عن اللي اسمها ندي دي كانت صفتها إيه في حياتك؟

برقت عينيه فجأة بإجفال لم يثنيها عن الإلحاح للمعرفة: - وياريت تحترم ذكائي وما تحاولش تنكر، تصرفها معانا يوم حفل عيد الميلاد كان مكشوف اوي.

كانت تناظره بتحدي لم يغفل عنه في انتظار إجابته، ولكنه تمالك ليجيبها بأعصاب هادئة: - الموضوع مش زي ما انتِ فاكرة، سبب كره ندى ليا نابع من كره زوجها، أصله كان صديقي، بس هو حصلتله مشكلة كبيرة زمان واتهمني فيها زور واتفرقت صحبتنا، يعني ما فيش أي حاجة م اللي في دماغك دي، انا محبتش غيرك انتِ يا كاميليا.

توقف يتناول كف يدها يضغط عليها داخل كفه ليردف: - عارف اني ممكن اكون ضايقتك الصبح في حجرة الإجتماع، بس دا من واقع حبي ليكِ، انا حبيتك وبغير عليك بجد.
كان يتحدث بحالة من الضعف لم تشهدها عليه قبل ذلك وكأنه يستجدي منها التصديق، ولكن عقلها الواعي رفض بشدة، حاولت مجارته قليلًا حتى شعر ببعض الإرتياح فتناول قائمة الطعام يتطلع إليها من جديد قبل أن تسأله: - جوز ندى دا اللي كان صاحبك؛ اسمه إيه؟

اطبق فمه بضيق قبل أن يجيبها على عجالة قبل أن يشير للنادل لينهي النقاش.
- اسمه كريم، كريم فوزي، تحبي اطلبك إيه بقى معايا؟
- اطلبلي من اللي انت هتاكله
قالتها سريعًا في الرد عليه، وذهنها مشغول بإعادة ترديد الإسم حتى لا تتناساه: - كريم فوزي، كريم فوزي!

في اليوم التالي.

استيقظ جاسر على ميعاده اليومي بعادة من كثرة التكرار جعلته لا يحتاج للمنبه، التف بجواره فلم يجدها على الفراس، نهض يهتف بإسمها حتى استمع صوت المياه بحمام الغرفة، خمن من نفسه استعدادها لتجهيز نفسها للذهاب لمقر عملها معه، فاستغل فرصة انتظارها في النظر سريعًا بحاسوبه، ليتفقد الأخبار الاقتصادية واحوال البورصة، لم يشعر بتأخرها إلا بعد خروجها ونظره بالساعة ليبادرها قائلًا: - صباح الفل، كل دا تأخير في الحمام؟




اومأت بكف يدها أمامه كإشارة قبل أن ترتمي على تختها منكفئة على وجهها بتعب ظاهر، شعر بالقلق لمشاهدتها بهذا الوهن فانتفض سريعًا ليقترب منها ويطمئن عليها: - زهرة مالك، هو انت حاسة بحاجة تعباكي؟
زامت بفمها قليلًا لتردف بصوت مجهد: - مش عارفة يا جاسر، انا كل يوم بحس بجس مي مكس ر كدة ومعاه شوية تعب، بس انا بغلب كسلي واكمل عادي، لكن المرة دي مش قادرة وحاسة ان الموضوع أكتر بكتير.

انتفض عنها مرددًا بفزع: - يا نهار اسود، يعني انتي ماشية بتعبك دا كل يوم وبتداري، ومفكرتيش تتكلمي غير لما وقعت خالص، عايزة تموتيني يازهرة؟
سمعت صيحته لتردف بالبكاء: - وطي صوتك يا جاسر، انا تعبانة أصلًا وفيا اللي مكفيني.

زاد الإرتياع بقلبه كما ازداد الغيظ منها ومن إصرارها على إرهاق نفسها في العمل يوميًا معه، رغم تشديده بالنصح دومُا نحوها، جز على أسنانه شاعرًا بالعجز عن التصرف السليم مع حالتها فهذه الإعراض الإنثوية لم يتصادف بها قبل ذلك مع زوجته الأولى، ولم تكن له أخوات حتى يعرف منهن، بحيرة وتفكير سريع هداه عقله ليتحرك ويغادر الغرفة للبحث عن والدته وسؤالها قبل الإتصال بطيببتها الخاصة.

بعد قليل
كان منضمًا مع والده في الطابق السفلي ينتظر خروج الطبيبة من عندها على نار تنهش قلبه في القلق عليها وعلى الجنين أيضًا، يقطع الطرقة بتوتر لم يهدأ ولو لثانية واحدة.
- يابني اهدى خايلتني، اترزع واقعد بقى في أي حتة عشان انا قرفت منك.

هتف بها عامر بنفاذ صبر منه ومن توتره الذي عاد عليه بالقلق أيضًا، لم يحتمل جاسر قول والده فصاح بغير سيطرة على انفعاله: - مراتي فوق تعبانة بالجنين اللي في بطنها وبتقولي اهدى، مش قادر تتحمل ابنك في الدقايق القليلة دي يا عامر باشا.

زفر عامر يقلب عينيه بعدم رضا قبل أن يحادثه بمهادنة: - يا بني يا حبيبي افهم، العصبية دي مافيش منها فايدة، وانا غرضي تصبر شوية على ما تخرج من عندها الدكتورة، وان شاء تطمنك وتطمنا معاك.
صمت يرى فعل كلماته على وجه ابنه الذي صمت يتمتم بالدعاء، فتابع له بلغته الهادئة: - ممكن بقى تيجي تقعد جمبي كدة، وكمل لها دعا مع نفسك.

تنهد جاسر يغمض عينيه بتعب قبل أن يذعن لمطلب والده وجلس على المقعد المجاور له، فخاطبه برجاء: - انا بجد مش هقدر اهدى ولا احس براحة غير لما اطمن، ممكن تدعي من قلبك ياوالدي.
تمتم سريعًا عامر بالدعاء قبل أن يعود لابنه سائلًا: - يعني متعرفش السبب الحقيقي لتعبها؟
انتفض جاسر يرد بدفاعية: - والله ما اعرف ياعم، انا صحيت من النوم لقيتها تعبانة وبس كدة.
- بس كدة!

رددها عامر بنظرة ماكرة بطرف عينيه اثارت انتباه جاسر الذي هتف به سائلًا بريبة: - أمال هيكون في إيه تاني بس؟، إنت بتبصلي كدة ليه؟
ختم جملته لينتفض من محله على صوت الطبيبة ووالدته وهن يهبطن الدرج بعد خروجهن من عند زوجته وفحصها، اقترب يتلقف المرأة ويوقفها على سؤاله: - زهرة عاملة أيه يا دكتورة؟

أجابته المرأة الأربعينية بابتسامة مطمئنة: - خير متقلقش، هي بس ترتاح كويس اليومين دول على سريرها مع الادوية والنصايح اللي دونتها تمشي عليها وربنا يستر إن شاء الله.
تابع بسؤاله متلهفًا: - بجد يا دكتورة يعني مافيش حاجة اكتر من كدة؟
- هي بس ترتاح وان شاء الله ربنا يستر.
قالتها قبل أن تستاذن للمغادرة بصحبة والدته، فلم ينتظر هو ليصعد الدرج سريعًا إليها.

وفي الغرفة
وفور أن وصل إليها دلف بخطواته السريعة نحوها مرددًا بقلق وقبل أن ينضم بجوارها على الفراش: - عاملة إيه دلوقتي يا زهرة؟ انا الدكتورة طمنتني تحت.
أومأت له بصمت وهي مستسلمة للمساته الحانية بكفه يده على أعلى رأسها ثم همست بتردد: - انت سيبتني لوحدي ليه يا جاسر مع والدتك والدكتورة؟ دي كانت بتسألتي أسئلة محرجة.
قطب جبينه يردد باندهاش من قولها: - محرجة إزاي يعني؟

وقبل أن تتمكن من إجابته انتبهت على طرق باب الغرفة المفتوح بخفة ليلج منه عامر بابتسامته الودودة دائمًا: - صباح الفل ع القمر مرات ابني وام الغالي، عاملة إيه يا زهرة؟
بادلته بابتسامة مشرقة منها رغم تعبها لتُجيبه: - كويسة يا عمي والحمد لله، ربنا يخليك.
- ويخليكِ انتِ كمان، يالا بقى شدي حيلك وراعي لنفسك اليومين دول عشان تقومي، الدكتورة نبهت ع الراحة واحنا لازم نسمع الكلام.

- والتغذية السليمة كمان يا عامر؟
تفوهت بها لمياء بعد عودتها مرة أخرى للغرفة، وردد خلفها زوجها: - اَه طبعًا التغذية، دا الغذا اهم شئ للجنين والأم، دي حاجة مش محتاجة كلام دكاترة.
نهى جملته عامر ليتفاجأ بهتاف زوجته نحو ابنها: - وانت قاعد هنا ليه؟ مش وراك شغل بقى ومتأخر عليه؟
اعترض بهز رأسه يرد
- أنا مش متحرك من مكاني النهاردة، هقعد جمب مراتي.

صاحت لمياء بوجهه ترد على كلماته باستنكار: - وتقعد جمبها ليه يا حبيبي؟ الدكتورة طلبت الراحة للأم والجنين، مقالتش الأب كمان معاهم، ثم انت بالذات بقى لازم تقوم من جمبها.
قالت الأخيرة وهي تجذبه من ذراعه وتأخذ هي محله بجوار زهرة، ردد جاسر باعتراض متخصرًا: - وانا ليه بالذات بقى إن شاء الله؟
- عشان الدكتورة يا حبيبي شددت بالقوي ع الراحة، ولا انت مش فاهم يعني الراحة؟

رددتها لمياء بمغزى اثار اندهاشه مع ضحكة عالية من عامر مما اضطر زهرة لتخبئة وجهها بغطاء فراشها من الحرج، ليتطلع هو نحو والدته بغيظ لا تابه به لمياء، قبل أن يسمع لوالده الذي هتف من بين ضحكاته وهو يسحبه معه: - تعالي يا حبيبي تعالي، كان لزومو إيه بس تقف في وش القطر؟

انتظرت لمياء وهي تتبادل مع ابنها حرب النظرات الصامتة حتى خرج نهائيًا من الغرفة، لترفع الغطاء عن وجه زهرة تخاطبها: - قومي يا زهرة عشان تفطري على ما عبده يجيب الدوا من الصيدلية.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-