روايه مصاص دماء الفصل التاسع و الاربعون بقلم غزلان
فتحت الباب بسرعة ثم أغلقته خلفها بعدما دخلت بالصينية
"أحضرت مشروبك"
ألقت كلماتها الخافته وهي تحدق في الغرابي الجالس على أريكته يراقب القمر الذي يقارب على الإكتمال
"تقدمي"
إنصاعت لأمره ثم إقتربت منه لتحط بالصينية فوق سطح الطاولة الزجاجية الصغيرة التي بقربه ثم تجلس على الأريكة المقابلة له
إنتبهت أخيراً لذلك الصندوق والذي يحتوي على الخاتم اللامع بين يدي الغرابي
هو ذاته الخاتم الذي رأته في خزانة ثيابه وكذلك في تلك اللوحة الخاصة بالمرأة الشقراء الجميلة
"أهو يخص والدتك؟"
"كان"
"ما قصدك ؟"
"سيكون خاصاً بزوجتي مستقبلاً"
"زوجتك!؟"
نطقت بصوت مرتبك و غاضب في آن واحد
تشعر بالغضب من فكرة أن جيون بدأ بالتفكير في أمر الزواج الآن!
"هل تخطط للزواج؟"
"أجل"
"ألم تكن رافضاً له؟!"
"كنت"
أشاحت إميليا نظرها عن الغرابي الذي حمل مشروبه و بدأ بإرتشافه بهدوء شديد وعيناه الحادة موجهة نحوها لاغير
إستقامت فجأة ثم توجهت نحو الباب
مقررة المغادرة و الضيق واضح على ملامح وجهها
"لقد تأخرت، علي النوم"
فتحت الباب لتخرج منه وهي تناظر الغرابي بعيون تشع غيظاً
"تصبح على شرّ !"
نطقت كلماتها بحدة ثم أغلقت الباب خلفها بقوة كبيرة و غادرت حيث غرفتها بخطوات قوية للغاية
إبتسامة جانبية تعتلي وجهه بينما يرتشف من مشروبه الأحمر وعيناه قد عادت تحدق نحو الظلام الدامس خارجاً
الصغيرة تغار..
_الثامنة و النصف صباحاً..
الخدم منتشر في أنحاء المطبخ
بعضهن يعدن الإفطار و الأخريات يجهزن الأطباق و المائدة في صالة الطعام
أما الصغيرة فهي تتربع فوق الطاولة الخشبية و بعض الأطعمة تحيط بها من كل ناحية
نامت أمس بمعدة فارغة تماماً
ومنذ إستيقاظها وهي متعبة للغاية ما جعل الخدم يقدمن لها الطعام مباشرة وقبل حلول الإفطار قبل أن تمرض أكثر
وهاهي ذا الآن تحشر فمها بحساء الأعشاب الذي صنعته العحوز ماري لها خصيصاً ليحسن من حال جسدها المرهق
فهذه الصغيرة قد أهملت طعامها طوال يوم أمس و بالكاد تناولت القليل
نزلت إميليا من أعلى الطاولة و هي لاتزال بثوب النوم الأبيض و الشعر المبعثر و المنسدل على ظهرها
شكرت ماري على الطعام الشهي ثم مرت بجانب صالة الأكل التي كانت ممتلئة و الجميع يأكل طعامه بسكون ومن بينهم الغرابي الجامد
ركضت بسرعة نحو جناحه لتستغل إنشغاله في طعامه
تود إستكشاف غرفته أكثر
وفي ركضها قد إصطدمت بزوراَ التي تسير بتثاقل
"ياا أنا اسفـ..، زوراَ ! مابال وجهكِ؟!"
وسعت إميليا عيناها بتفاجئ من وجه زوراَ الذي يملئه الخدوش الصغيرة و بعض اللصاقات الطبية تحيط ذراعيها العارية و جانب رقبتها
"لاشيء"
"لاشيء؟ ماذا حدث !!"
"اخخ، مجرد نزال مع ألبرت"
هل أنتِ جادة ؟ نزال ؟"
"نزال و خسرت فيه"
نطقت زوراَ بملامح متعكرة
فقد خسرت النزال مع ألبرت الذي مسح بها الأرض بالمعنى الحرفي !
هي تستحق فقد تحدته بنفسها
وهاهي تلقت ماكانت تبحث عنه فقوة ألبرت لا يستهان بها !
"ياا زوراَ لمَ تقحمين نفسكِ في المشاكل دوماً! أنظري كيف أصبح وجهكِ الآن"
"سأهزمه يوماً ما"
"يوماً ما."
رددت إميليا حديث زوراَ بسخرية ثم أكملت سيرها نحو غرفة جيون بينما زوراَ هي الأخرى توجهت نحو غرفتها لتعالج خدوشها
و أثناء مشي زوراَ قد شعرت بتلك الذراع الرقيقة وهي تلكم كتفها بخفة
كانت أليكس العائدة من رحلتها التي إستمرت لأيام طويلة