رواية نعيمى وجحيمها الفصل السادس والاربعون بقلم امل نصر
رواية نعيمي وجحيمها للكاتبة أمل نصر الفصل السادس والأربعون
الفصل طويل جدًا اضطريت اقسمه لجزئين والجزء دا لوحده معدي ال4000 كلمة ماتنسوش التصويت وتعليقاتكم الجميلة
معلش يابنات حصل خطأ دا الحزء الاول واللي اتنشر من ثواني دا جزء من الجديد مش كامل انا هوقف نشره دلوقت على مايخلص وياخد وقته ع المدونة الاول بعتذر
الجزء الأول
جالسة على كرسيها تراقبه من فترة لا تذكر عددها،.
بعد ليلة مرهقة فعليًا لها من النوم المتقطع، والذي لا تعلم إن كان سببه هو تغيرها لمكانٍ لم تعتاد عليه قبل ذلك على الرغم من شعورها بالدفء بمشاركته الغرفة التي شهدت سابقًا على أيام عزوبيته، أو يكون السبب الاَخر هو تفكيرها المستمر في هذه المأدُبة التي قرر فعلها اليوم بالمنزل بمساعدة والدته التي دبت في جسدها الحماسة بشكل يثير الإندهاش والغرابة أيضًا فهذه المرأة تكتنفها سعادة غير طبيعية منذ أن علمت من جاسر بترحيبه لدعوة ابنة شقيقتها أو زوجته الأولى ميرهان لحضور هذه المأدُبة، تتاَكل من الفضول بداخلها لتعلم بالغرض الحقيقي من وراء هذه المأدُبة، وهي الأعلم بطبع زوجها الإنعزالي من وقت زواجها به، دائمًا لا يفضل الحفلات ولا السهر مع أحدُ غيرها، او هذا ما رأته هي في هذه الأشهر القليلة معه!
نار تسري بأوردتها كل ما تذكرت أنها ستلتقي بهذه المتكبرة اليوم والمطلوب منها الترحيب بها في المنزل الذي كان مقرها هي قبل ذلك، تحتد عينيها في النظر إليه وشيطان عقلها يصور لها عدة سيناريوهات تزيد من اشتعال نيران الغيرة بص درها بعد أن علم بخطبتها، ولربما كان هذا سببًا ليحن إليها ولأيام زواجه بها.
- يا نهار اسود ليكون هو دا اللي حاصل فعلًا، ولا مصيبة كمان لو مكانش في خطوبة أصلًا وهو بيضحك عليا، والنعمة دا لو حصل بجد لا يمكن هسامحك يا جاسر أبدًا.
ظلت تغمغم بكلماتها وحديث نفسها المشتعل بالظنون، تضع غيظها بالقرقضة على أطراف اظافرها حتى أخذها الوقت، ولم تشعر به هو نفسه حينما استيقظ وانتبه على جلستها الشاردة وفعلها الغريب، حتى نهض يجفلها بقبلة كبيرة على وجنتها بصوت عالي ويًتبعها بقوله: - صباح الفل، الجميل بقى سرحان في إيه؟
عبس وجهها وبرقت عينيها ترمقه بنظرة مشتعلة بصمت دون أن تجيبه ولو بحرف، لا تعلم بأنه فهم ما يدور بعقلها الاَن جيدًا من ظنون وأفكار متطرفة، توحي بها ملامحها البريئة والتي لا تعرف التصنع، ولكن هذا لا يمنع شعوره بهذه التسلية الغير عادية في مناكفتها، وأردف يدعي الدهشة: - يا بنتي اتكلمي وقولي، ليه التكشيرة دي كدة بس ع الصبح.
- وانت مالك؟
هتفت بها حادة مباغتة كادت أن توقعه من الضحك، ولكنه سيطر بصعوبة ليتمالك نفسه حتى عن الأبتسام، رغم ارتسامه بوضوح على ملامح وجهه، ورد بجدية مزيفة يدعى العتب: - كدة برضوا يا زهرة؟ دا رد ترديه على سؤالي؟ لا يا زهرة انا مش متعود منك على كدة.
استدركت شاعرة بحجم خطئها بهذا الرد الغير لائق لسؤاله، فقالت ملطفة وقد انتابها فجأة شعور بالذنب: - معلش متزعلش مني، بس بصراحة بقى انا أساسًا قايمة متقريفة ومزاجي زفت عشان معرفتش انام كويس بعد ما غيرت مكاني، وانا مصدقت اتعود على مكاني الجديد في بيتنا هناك.
أومأ برأسه لها يدعي تقبله الإعتذار الغير مباشر منها بصمت مما اضطرها لتزيد بسؤاله: - لكن انت ماشاء الله بقى باين عليك قايم من نومك مبسوط!
توسعت على فمه ابتسامة أضاءت وجهه ليجيبها فاردًا ذراعيه باسترخاء: - ومانبستطش ليه بقى؟ ودا اول يوم ليا في الغرفة دي اللي طول عمري متعود فيها على وحدتي والوحشة اللي كنت بحسها دايمًا، اصحى بقى على منظر كدة يسعدني ويشرح قلبي، حبيتي قاعدة قدامي بعد ما شاركتني فيها، لا وشايلة جواها ابني اللي جاي في السكة كمان.
قطع فجأة يتناول كف يدها ليكمل حديثه بصدق ما يشعر به: - اَخيرًا هيبقالي ذكريات حلوة ابدلها بالذكريات الوحشة القديمة.
وصلتها كلماته بما تحمله من معاني جميلة لتزيد بداخلها اليقين من صدق عشقه لها مع تأثرها الحقيقي، لمعاناته السابقة مع هذا الشعور القاتل بالوحدة، ولكن عقلها الساخن بالأفكار الجامحة الاَن يرفض الأستسلام دون أن تسأل عن ما يدور به: - جاسر هو انت اتأكدت فعلًا أن ميري اتخطبت، ولا دي إشاعات والناس بتطلعها وخلاص؟
إلى هنا وقد فقد زمام أمره ولم يعد لديه قدرة على كتم ضحكاته، حتى اثار ضيفها منه أكثر وصارت تحدجه بنظرات شرسة تساهم في استمرار ضحكاته، قبل أن يهدأ اَخيرًا ناهضًا من أمامها يردف مع ذهابه نحو حمام الغرفة: أما انت غريبة والله يا زهرة، بقى كل الهليلة دي عشان تسأليني اتأكدت من خطوبة ميري ولا لأ؟ طب انا هكون بكدب ليه بس يا بنتي؟
ختم جملته الاَخيرة بابتسامة متلاعبة قبل أن يغلق باب الحمام أمامها بمنتهي البرود، مما جعل أبصارها معلقة لحظات على الباب المغلق تتمتم بغيظ: - بقى أنا اللي غريبة يا جاسر؟، ولا انت اللي تشل.
بعد قليل
هبطت من الدرج بصحبته لتجد عامر جالسًا على رأس السفرة التي تراصت عليها كافة أنواع الأطعمة الخفيفة الخاصة بوجبة الأفطار والصالحة أيضًا من أجل حالته الصحية، أشرق وجهه برؤيتهم وهتف يدعوهم بمرح: .
- أيوة كدة بقى الوشوش اللي تفتح النفس دي ع الصبح، تعالوا يالا افطروا معايا يالا تعالوا.
اقترب جاسر يقبله على راسه مردفًا بتحية الصباح وتبعته زهرة بتقبيل كف عامر الريان، قبل أن يجلسا معه ليشاركاه الطعام.
سألهم على الفور عامر بلهجته الودودة دائمًا: - ها ياولاد عاملين إيه بقى في سكنتكم الجديدة هنا معانا؟ وانتِ يا زهرة بقى انبسطتي في أؤضة جوزك؟
أجابته زهرة بابتسامة مصطنعة لتُخفي ما بداخلها ولم تَخفى على عامر بفطنته ولا جاسر بلؤمه: - مش اوضة جوزي يبقى أكيد هانبسط يعني ان شاءالله يا عمي.
اومأ لها عامر يدعي الاقتناع حتى لا يزيد بأسئلته ويحرجها، أما جاسر فغير ليسأله: .
- لميا هانم مش قاعدة تفطر معاك ليه يا باشا؟
رد عامر هامسًا من تحت اسنانه وعينيه تطوف يمينًا ويسارًا بحذر خوفًا من سماعها ما يقول: - راحت تطمن على تجهيزات العزومة بتاعة النهاردة، من ساعة ما قولتلها انت من امبارح وهي مش راسية على حيلها تمامًا، وكأنها عازمة الخديوي اسماعيل ذات نفسه الله يرحمه.
اومأ له جاسر بابتسامة انتقلت لزهرة هي أيضًا، وتابع عامر بضيق: - بصراحة بقى انا مش بالع الموضوع ده، لزوموها إيه العزومات والكلام الفارغ ده؟
تدخلت زهرة وقد أتى على هوائها منطق عامر الريان لتُضيف على قوله بانفعال: - عندك حق والله يا عمي، انا كمان مش مقتنعة وحاسة كدة انها مظاهر كدابة ع الفاضي.
توجه جاسر نحوها بوجه عابس ونظرتٍ محذرة لم تهابها زهرة، فقال يخاطبها: - حاولي تمسكي نفسك شوية وماتبينيش اللي جواكي على اتفه الأسباب.
برقت عينيها بالتحدي لتعترض بهز رأسها، بفعل أسعده من الداخل عكس ما يبين لها من تجهم على ملامح وجهه، قبل أن ينتبه على قول والده الذي يتابعهم بمرح: - ايوة يا زهرة اديلو وما تسكتيش.
اسبلت اهدابها بحرج لتُخفي ابتسامتها ورد جاسر على والده: - مبسوط انت بقى كدة صح؟
اومأ عامر برأسه يجيبه بابتسامة منتشية: - جدًااا، أصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيتحداك من غير ما تقلب انت الدنيا.
ازداد اتساع ابتسامتها مع صمتها وهي تتلاعب بطبقها ورد جاسر بدبلوماسية مشاكسًا: - عادي يعني يا والدي، انا راجل متفاهم اساسًا لطبع مراتي وهرموناتها اللي بتتغير دلوقتي كدة دقيقة مع الحمل.
شهقت مخضوضة من جراته ولم تدري بمرفقها وهي تلكزه به على ذراعه، ليقابلها بابتسامة متلاعبة مع رفع حاجبه، وانطلق عامر بالضحك قائلًا لجاسر: - ايوة بقى يا جامد يا بن الريان انت.
- جامد في إيه بقى؟
قالتها لمياء حينما أتت فجأة لتنضم معهم على طاولة السفرة، ورد جاسر بمرواغة حتى يتجنب غضبها، مع ذكر ما قالته زهرة وقبلها عامر الريان: - لا ست الكل انا كنت بحكيلهم بس على صفقة حديد عرفت اخلصها قريب من حيتان في السوق كانوا بيتحدوني فيها.
- ربنا يزودك اكتر وأكتر يا حبيبي.
قالتها لمياء بعملية قبل ان تردف له بحماس عما قامت بتجهيزه لمأدبة المساء وانواع الأطعمة التي أمرت بتحضيرها وعدة أشياء اخرى، حتى يظهروا بصورة مشرفة أمام الجميع، وخصوصًا مصطفى عزام وزوجته نور وختمت بسؤاله: - لكن انت اكدت على مصطفى إنه يجي النهاردة؟ عشان انا أكدت ع البنات زي ما قولتلي، يبقى انت تأكد ع الرجالة زي ما اتفقنا.
رد جاسر بجديته إليها: - ما تقلقيش يا ست الكل مصطفى وافق انه يجي بس على متأخر شوية، عشان عنده لقاء مهم مع عملا أجانب، لكن انت بنت اختك قالتلك انها هتيجي صح؟
- قالت ان شاء الله، المهم بقى...
قطعت لتوجه كلماتها هذه المرة لزهرة بقولها: - النهاردة هتيجي ميكب ارتست وانا هشرف بنفسي على إطلالتك، مينفعش تبقي اقل من نور خالص النهاردة، حتى لو كانت عزومة مش حفلة فهماني.
اومأت لها زهرة بطاعة رغم شعور بعدم الراحة اكتنفها مع قول لمياء التي اندمجت في حديثها إلى زوجها: - انا وصيت المحل اللي انت بتتعامل معاه، هما عارفين مقاساتك كويس وهيجيبولك شوية بدل تنقي منهم على مزاجك يا عامر
اومأ لها عامر على مضض لا يريد ازعاج نفسه بالجدال معها أما جاسر فذهب لعالم اَخر وشرد لما يقوم بتجهيزه هو أيضًا!
جالسة على تختها تطلي اظافرها يديها وبنفس الوقت تجيب على محدثتها في الهاتف الملقى بجوارها بالسماعة التي وضعتها على أذنها: - أيوة يا حبيبتي اتصلت بيا من امبارح وقال إيه بتعزمني على العشا عشان تشيل المسافات ونرجع نقرب من بعض تاني، وانتِ كمان يا ميرفت لا مش معقول دا انا مصدقتهاش لما قالتلي انها مجمعة الحبايب، طبعًا هروح ولا انتِ فاكراني هخاف كمان؟، يا قلبي دا انا مجهزة فستان شرياه جديد شكله يهوس دا غير كمان اني هادخلهم ورائد في أيدي عشان تندم هي وابنها ويعرفوا انهم خسروا كتير لما فرطوا فيا وربطوا نفسهم بالنسب العرة والسكرتيرة دي كمان، لو تحبي احنا ممكن نيجي نعدي عليكِ وناخدك معانا، طيب يا قلبي اشوفك بالليل ان شاء الله.
أغلقت المكالمة ثم رفعت أظافرها أمامها لتنفخ من فمها عليهم لتجفيفهم، ولكنها أجفلت منتفضة بعد ان تفاجأت بأبيها واقفًا أمامه كتمثال يمد برأسه نحوها عاقدًا حاجبيه بشدة، فهتفت بارتياع من هيئته: - في إيه يا بابي؟ هو انا كل شوية هتفاجأ بيك كدة قدامي؟ طب حتى راعي خصوصيتي.
هز برأسه والدها بحركاتِ غير مفهومة يقول بسخرية على كلماتها: - لا وانتِ بتراعي قوي الخصوصية، بدليل انك سايبة الباب مفتوح كالعادة من غير ما تعملي حساب للعمال ولا الخدم اللي مالين البيت.
التوى ثغرها بامتعاض مع صمتها عن الرد بعد أن ألجمها بكلماته فتابع يسألها بانفعال غاضب: - يعني صحيح بقى انك رايحة عزومة النهاردة عند بيت الزفت طليقك، هو إنت معندكيش دم يا بنت انتِ؟ هتروحي بيت الراجل اللي فضل عليكِ السكرتيرة بنت خريج السجون؟
انهى قوله وصدره يصعد ويهبط بتسارع أنفاسه الهادرة، قابلت ميري غضبه بعدم اكتراث وهي تنهض من أمامه ترد ببرود مع ذهابها نحو المرأة لتتناول فرشاة الشعر وتمشط بها شعرها: - بصراحة مش فاهماك انا يا والدي، معصب نفسك كدة ومضايق ليه؟ دا انا هدخلهم ورائد في إيدي عشان اغيظهم واعرفهم مقامهم لما يلاقوني مخطوبة من قبل حتى عدتي ما تخلص.
ضغط بأسنانه يقضم على شفته السفلى من الغيظ، فهذه الغبية تردف كلماتها ببلاهة، ولا تعلم بحجم الخسائر التي تكبدها مع انفصاله عن مجموعة الريان، وحجم الأموال التي كانت تتدفق بكثافة إلى حسابه دون جهد أو تعب، بالأضافة إلى كرسي الوزارة التي على وشك أن تطير منه وهو يجاهد لعدم حدوث ذلك.
- ها إيه رأيك بقى؟
سألها خالد وهو يتأمل السعادة البادية على وجهها وهي تتطلع بكل زاوية في الشقة الجديدة، بعد أن حصل عليها ضمن المجموعة الأولى التي تقبلت طلباتهم الشركة، وسعادة تكتنفه بغير حدود بهذا العوض الجميل
الذي أتى في موعده وبهذه السرعة في هذا الوقت القليل بعد أن فقد شقته الأخرى.
- ما ترودي يا بنتي وقولي رأيك بقى؟
كرر سؤاله علّه يجد إجابة مفيدة منها تريح قلبه، ولكنها وكالعادة تتمتع بمشاكسته، فقالت بابتسامة مرواغة: - يعني هي حلوة بس ااا؟
تابع يسألها
- بس إيه؟
التفت أليه تتنهد بصوت عالي تقول له بتصنع التفكير: - امممم اصل بصراحة كدة امممم بس ما تزعليش مني يا خالد في اللي هقوله.
تخصر بوسط الصالة الفسيحة يميل إليها برقبته قائلًا بترقب: - وإيه بقى يا حلوة اللي هتقوليه وخايفة يزعلني؟
التفت إليه ترد بابتسامتها الجميلة: - طب يعني انا لو قولتلك انها مش عجباني هتغيرها مثلًا؟
- نعم!
قالها بخضة، وأكملت هي غير مبالية: - أصلها خنيقة كدة ودمها تقيل على قلبي، انا بقول نستنى شوية على ماتفرج بقى بفرصة تانية ان شاء الله.
هتف رافعًا قبضته مهددًا يتصنع الجدية رغم ضحكاته التي شاركته بها بعد ان حاصرها على أحد الجدران.
- لمي نفسك يا بنت المستشار، انا على اخري بجد فاتقي شري أحسن، الشقة حلوة وعجباكي فعلا، صح ولا مش صح؟
اومأت برأسها تقول باستسلام لتقاء شره: - طبعًا يا باشا دي، دي تجنن هو انا اقدر اقول حاجة عنها.
تابع ليضيف بتهديد رافعًا حاجبه بشر، لدرجة جعلتها كادت ان تصدق جديتها: - وهتروحي دلوقتِ على بيتكم تقولي لوالدك ينتظرني عشان هجيلوا ونحدد يوم الفرح على اَخر الشهر اللي جاي، دا فرمان وصدر.
- يا سلام دا انت تؤمر وتصدر فرمانك براحتك، هو انا اقدر اعترض كمان؟
ختمت بضحكة مقهقهة فجعلته يبتعد هو الاخر مبتهجًا بضحكها وسعادة تغمره بقرب يوم وصاله بها، بعد هذا الصبر الطويل.
توقفت عن الضحك متنهدة براحة وعينيها تطوف في الشقة بأعجاب حقيقي وقالت بتأثر: - على فكرة انا مبسوطة زيك وأكتر كمان، لان الشقة فعلا حلوة وانا عندي استعداد اتجوز فيها كدة ع البلاط من غير جهاز كمان، بس قولي صحيح، هو انتِ هتيجي لوالدي النهاردة؟
ذهب الهزل وحل عبس غريب على ملامح وجهه يجيبها ماسحًا على ذقنه بتوتر: - لا ما هو مينفعش النهاردة، عشان انا وانتِ عندنا مشوار.
سألته با ستغراب: - مشوار إيه؟
في المساء.
وأمام مراَتها كانت تضع اللمسات الاَخيرة على زينة وجهها بالمسح بالفرشاة وإضافة الحمرة المكثفة على وجنتيها، وقد برعت في رسم عينيها لتُظهر جمال اللون الأخضر بهم بشكل يثير الفتنة ويثير بذاتها الإعجاب والغرور أيضا، تبسمت على صوت صفير الإعجاب الذي أتى من خلفها، فتابعت لتضع اللون الاَخير على شفاهاها، مع النظر في انعكاس صورته وهو يقترب متأنيًا، يرتدي فانلة ملتصقة بجس ده في الأعلى بدون أكمام، وفي الأسفل بنطال بيتي مريح واضعًا كفيه بداخل جيبيه، وقال يتبع صفيره: - إيه الجمال ده يا ست فيفي، دا انت غلبتي نجمات هوليود.
التفت إليه بابتسامة متسعة بزهو تتلاعب بأناملها على خصلات شعرها المصفف بعناية تسأله راغبة في المزيد من الإطراء: - بجد يا ماهر؟ يعني انا عجبتك فعلا؟
اطلق صفيرًا اَخر وهو يتناول يدها ليديرها حول نفسها مرددًا بفخر: - يا قلبي انتِ ما تعجبنيش انا وبس، دا انت تعجبي الباشا كمان ولا انتِ مش شايفة نفسك بقى؟
تنهدت مبتهجة بصوت عالي قبل ان تقترب منه تقبله عل وجنته بخفة تقول بامتنان: - مرسي أوي يا ماهر، كنت محتاجاها أوي الجرعة دي، عشان احس بجمالي كدة وافرد نفسي قدامهم.
قالتها وهمت لتركه ولكنه أكمل ليزيد من إطراءها: - افردي يا قلبي ومدي رجليك كمان، انتِ ما فيش واحدة في جمالك أصلًا.
- واوو.
قالتها مصدرة صوت انتشاء لسماع كلماته، مما جعلها تعيد الكرة بتقبيله مرة أخرى على الجانب الاَخر من وجهه قبل ان تبتعد سريعًا تتناول السترة القصيرة لترتدبها فوق فستانها، وقالت تسأله على عجالة: - ما قولتليش بقى اخبار البنت غادة إيه معاك؟
وكأن بسؤالها ذكرته ليردف عما جاء به إلى غرفتها، قلب عينيه يجيبها بسأم: - أوو يا فيفي، البنت دي صعبة وغريبة فعلاً، مرة تبقى كيوت كدة واحس اني هاوصل معاها، ومرة تانية الاقيها انقلبت لشراسة كدة مش مفهومة، طيب هي عايزاني ولا مش عايزاني؟
ضحكت ميرفت ترد على شقيقها وهي تنثر على فستانها رائحة العطر الباريسي: - لا من ناحية هي عايزاك فهي عايزاك قوي، لكن غبائها يا قلبي مصورلها انها ممكن بعمايلها دي توقعك على بوزك وتتجوزها.
شهق ضاحكًا باستنكار يرد بعدم استيعاب لهذا الأمر الغريب.
- دي مجنونة دي ولا إيه؟ عايزاني أنا اتجوزها؟ طب ازاي يعني؟ هي متعرفش انا مين ولا فرق الطبقات ما بينا ازاي؟ دي تبوس إيديها وش وضهر إني بصيت لها أساسًا وخليتها ترافقني.
تنهدت ميرفت قبل أن تتحرك للمغادرة ولكنها توقفت على مدخل الغرفة، تقول لشقيقها قبل ذهابها.
- هي فعلا مجنونة وعبيطة كمان، بس بتنفعني وقت الزنفة.
وفي منزل عامر الريان كان أول الوافدين شقيقته عليه والتي استقبلها جاسر بالترحاب الشديد لما تمثله هذه المرأة من حنان امومي يستشعره منها في كل لقاء بها، أما عامر الريان فكان لقاءه بقبلة ح ارة على أعلى رأسها بمودة أخوية دائمة بينهم مهما فرقت بينهم المسافات، وعلى العكس كان استقبال لمياء لها بمودة مصطنعة فهي لن تنسى لعلية اشتراكها مع شقيقها وجاسر لهذه الزيجة التي تورطوا بها وأخفوها عنها، لعلمهم الأكيد برفضها.
- نورتيني بجد يا علية، اَخيرًا شوفناكي في البيت هنا بقى.
قالتها لمياء بعد أن رحبت بها وجلست تنضم معهما في جلسة عامر مع شقيقته والتي ردت؛
- ما انتِ كمان بقالك فترة كبيرة مجتيش بيتي يا لميا، لكن ع الأقل انا بسأل على طول بالتليفون واطمن، دا غير ان روحت زورت اخويا كذا مرة في المستشفى، لكن انتِ بقى فكرتي مرة تزوريني وانا عيانة؟
بهت وجه لمياء لتقول بدفاعية وقد أجفلتها علية بردها القوي: - وانا هعرف منين يعني انك تعبتي؟ وانت حتى حساب ع السوشيال الميديا معملتيش؟
ردت علية بابتسامة مستخفة زادت من حنق لمياء فهذه المدعودة علية دائمًا ما تثير بنفسها الغيظ بثقتها الدائمة بنفسها رغم بساطتها في كل شئ، تدخل جاسر ملطفًا وليتفادى غضب أبيه الذي بدا واضحًا من نظرته نحن زوجته: - بس يا عمتو احنا كنا عايزين نعملكوا زيارة انا وزهرة عشان اعرفها على بيتك والمزرعة بتاعكتم.
ردت علية مرحبة بغبطة: - تنور يا حبيبي انت وزهرة حبيبة قلبي، دي وحشتني أوي هي فين مش شايفاها.
- اهي دي اللي نازلة ع السلم.
قالها عامر بإعجاب وهو يتطلع لزوجة ابنه التي تزينت باحتراف مع لفة رائعة وعصرية لحجابها، تناسبت مع فستانها الذي أظهر جمالها بدون تكلف كالعادة، هللت علية بمرح لابن شقيقها تلكزه بعد أن لاحظت تسمر نظراته هو الاَخر على حبيبته والتي يزداد جمالها في كل مرة يراها فيها، بزينة أو بدون زينة.
تلقفتها علية بالاحضان والقبلات بمودة شديدة أثارت حفيظة لمياء بعد لقاءهم البارد منذ قليل.
- وبعدين بقى يا كاميليا، هاتفضلي على حالة الجمود دي كدة كتير؟
قالها وقد فاض به بعد أن توقف بسيارته أمام منزل عامر الريان، رمقته بنظرة غامضة تود تجاهله لتلتف وتترجل من السيارة ولكنه أحكم إلكترونيا على باب السيارة، حتى صارت تضرب بعنف على المقبض الذي لا يستطيع الفتح، فالتفت إليه قائلة بنزق: - ممكن تفتح الباب يا كارم عشان اخرج.
رد ببرود ولهجة هادئة: - ما فيش نزول يا كاميليا من غير منتفاهم، ان شالله حتى نتخانق، بس بلاش السكوت ده.
مالت برأسها نحوه تردد بسخرية: - نتخانق! هو انت بتديني فرصة اتخانق ولا اللحق حتى اقول رأيي! يا راجل دا انا بتفاجأ بالقرارات اللي تخصني معاك، زيي زي رباب اختي بالظبط، يعني إيه يعني تقرر مع والدي ميعاد الخطوبة من غير ما تاخدوا رأيي؟ دا انا لما سمعتك وانت بتقولها لجاسر الريان، سكت على ظن اننا لسة هنتافهم لسة، مش اروح البيت الاقي والدي بيكلمني ع التجهيزات اللي حضرها معاك في القاعة، إمتى لحقت تعمل دا كله أساسًا؟
تنهد مطرقًا رأسه قليلًا يمتص غضبها قبل ان يرفع عينيه إليها يخاطبها بهدوء: - هو انتِ لما طلبتِ تأجيل الخطوبة لبعد ما ربنا يطمنا على عامر الريان، انا عارضتك يا كاميليا؟
نفت برأسها تهم للرد بعصبية وانفعال ولكنه قاطعها قبل حدوث ذلك بقوله: - القاعة جاهزة من قبل ما نختار الشبكة، انا بس خدت والدك عشان يشوف بنفسه وأكد ع الميعاد باقرب وقت عشان الناس اللي دعيتها واضطرت تستنى، ما ينفعش التأخير اكتر من كدة يا كاميليا، ولا انت معندكيش رغبة في الارتباط بيا من أساسه؟
لهجته اللينة معها وكلماته الراجية وحديث عينيه الذي لطالما احتارت فيهم، كل هذا يزيد بداخلها الارتباك، مع الح روب التي تخوضوها بداخلها، تريد الراحة التي بسببها وافقت من البداية على الزواج به، إذن لما هذه الوحوش التي تأكل برأسها ولا ترحمها عن التفكير ولو قليلًا، حتى كارم الذي كان يثير توجسها في بداية خطبتهم أصبحت ترى منه وجه اَخر يريد استرضائها بكل طاقته، ولكن ما يثير قلقها هو استعجاله الدائم على عقد القران، رغم توضيحهِ للسبب الرئيسي الذي يدفعه لذلك، وهو خوفه من تأثير طارق عليها، وكأنها طفلة صغيرة، ولكن اليس هذا ما يحدث بالفعل؟!
- سكتي ليه يا كاميليا؟ ولا انتِ مش لاقية إجابة لسؤالي؟
قالها ليقطع عنها شرودها فقالت بدفاعية مبررة: - لا طبعًا انا قولتلك قبل كدة اني لو ماليش رغبة في الجواز منك مكنتش هوافق من الأول.
أكمل على قولها: - زي ما قولتي كمان انك يوم ما هتقرري انك تكتبي كلمة النهاية، ولا الف ورقة هتمنعك، صح يا كاميليا؟
سالها بالاَخر وردت على الفور بقوة: - اَه طبعًا فاكرة، وانا بقصد كل كلمة بقولها.
- خلاص يبقى إيه لزوم القلق بقى؟
قال سؤاله ليتناول كف يدها ويقبلها قائلًا بحنان لم يسبق لها رؤيته: - وانا واوعدك إن اليوم دا لا يمكن يحصل أبدًا، واني هبذل كل جهدي عشان اسعدك.
- واقفة عندك كدة ليه يا زهرة؟
هتف بها جاسر نحوها بعد تركه لجلسة الدفء العائلي التي جمعته مع والده وعمته علية في أحد الغرف وحدهم، تاركين المأدبة ولمياء وكل شئ، للحديث عن ايام طفولتهم وبعض المواقف الطريقة التي حدثت قديمًا معهما، حتى أن جاسر اضطر لتركهم بصعوبة متذكرًا ما ينتظره، ثم يفاجأ الاَن بوقفة زهرة المتسمرة ليعلم السبب فور ان وقعت عيناه نحو ما تنظر إليه.
- قاعدة ليه مكانك؟ ما تتحركَِ وسلمي ع الضيوف
همس بها بخبث فور أن وصل إليها يشير بذقته نحو ميري وهذا الأجنبي الذي تتأبط ذراعه ووالدته ترحب بهما بحفاوة، كرر بمطلبه مع نظرتها الشاردة إليه؟
- يا بنتي ما ينفعش وقفتك دي اتحركي كدة.
حركت رأسها باعتراض لتفاجأ به يطبق على كفها ويسحبها معه نحوهم، حاولت فك يدها هامسة بصوت خفيض: - سيب إيدي يا جاسر وبلاش اسلوبك ده، طب سيبني امشي لوحدي طيب من غير ما تسحبني، ياااجاسر
صمتت فجأة حينما وجدته يقترب منهم ليردف مرحبًا بالضيفين: - اهلًا يا ميري نورتي.
انتبهت فجأة على صوته فالتمعت عينيها فجأة لترد بابتسامة يعرفها جيدًا وهي ترتد بقدمها للخلف خطوة واحدة لتُظهر الخطيب المزعوم أمام انظاره: - أهلًا يا جاسر عامل أيه؟ وانت ازيك بقى يا مدام؟
قالتها الأخيرة مع نظرة وجهتها لزهرة التي اومأت لها برأسها تغمغم بالتحية رغم ارتباكها فتدخلت لمياء في الحديث موجهه الكلمات لابنها وزوجته: - رحبوا كمان بالضيف، دا يبقى خطيب ميري، الأستاذ رائد ابن السفير فوزي شريف.
صافحه جاسر على الفور مرددًا الترحيب بحرارة مزيفة للرجل الذي رد بكلمات مقتضبه بلغته العربية الغير متقنة مما جعل جاسر يعقد حاجبيه بشدة مستفسرًا، وجاء الرد من ميري بزهو قاصدة: - اصل رائد اتولد وعاش عمره كله يتنقل في دول امريكا اللاتينية مع والده السفير، وكل معلمينه كانوا من نفس البلاد، ولذلك هو للأسف بيفهم العربي بس ميقدرش ينطقه بتمكن زي والده مثلًا.
أومأ جاسر رافعًا وجهه للأعلى بمبالغة فهمتها ميري مع هذه الابتسامة الماكرة وقد عرف منها كيف استطاعت الإيقاع بهذا المسكين وهو لا يفهم العربية حتى يعرف تاريخها، ولكنه انتبه على نظرة الأعجاب الصريح من هذا المدعو رائد نحو زهرة محركًا رأسه باستفهام عنها فجاءت الإجابة من لمياء والتي قدمتها له على انها زوجة ابنها، ابتسامة بلهاء اعتلت ثغر الرجل ليردف بانبهار وقد وافقت صورتها للصورة التي رسمها قبل ذلك في مخيلته، فخرجت كلماته بالفصحى.
- واو زوجة شرقية جميلة
- هي مين اللي جميلة؟
هتف بها جاسر وقد ذهب العبث عن وجهه وحل محله شر مطلق مع ارتفاع حاجبًا واحدًا بخطر ونظرة قاتمة للرجل الذي هم ليصافح زهرة، ثم عاد بكفه مرة أخرى على تخوف، تخصرت له ميري بتحفز فتدخلت لمياء لتسحبه بصعوبة مع زهرة التي تدخلت معها لمنع حدوث الشجار وافتعال مشكلة دبلوماسية.
- دي عمايل دي برضوا يا جاسر انت عايز تفضحنا؟
هتفت بها زهرة فور ان ابتعدا بمسافة اَمنة عن ميري وخطيبها الأجنبي، وقالت لمياء محذرة بغضب: - اقسم بالله يا جاسر لو ما عديت العزومة دي على خير، لا انت ابني ولا انا اعرفك.
بصقت كلماتها بوجه مكفهر قبل ان تتركهم وتذهب نحو الخطيبين لدرء سوء التفاهم، تابعتها زهرة قبل ان تهمس بضغط اسنانها نحوه: - يعني عاجبك كدة لما قلبت والدتك علينا؟ كان عاملك إيه الراجل يعني؟
تجهم وجهه واحتدت عينيه يرد بخشونة قاطعة لها: - كفاية انه بصلك وقال عليكِ جميلة، يحمد ربنا بقى إني مخلصتش عليه.
اجفلت من غضبه فقالت مبررة بهدوء رغم زوهولها من فعل زوجها: - دا أجنبي يا جاسر، الراجل بيتكلم على سجيته، ودا ثقافته غير ثقافتنا.
ازداد بريق عينيه ليرد بحدة محذرًا: - بلا اجنبي بلا زفت، وما تحاوليش تبرري عشان انا اتخنقت أساسًا.
هزت برأسها تطيعه على تخوف صامتة فهذا المجنون لا تضمن رد فعله وقد وصل غضبه لاَخره، لتصدر صوت شهقة مفاجئة فور أن وقعت عينيها على من ولج لداخل المنزل بصحبة عروسه.
- دا خالي يا جاسر.
قالتها بفرحة طفلة صغيرة رأت والدها بعد رجوعه من سفر سنوات، فلم تشعر يقدمها وهي تركض نحوهما،
وتبسم جاسر يتابع فرحتها حتى ارتمت بح ضن خالها فعبس وجهه يغمغم بحنق وهو يحرك اقدامه للذهاب إليهم: - هو انا عامل اليوم ده عشان يقلب عليا ولا إيه؟ صبرني يارب.
وكأن برؤيتها التي أشتاق إليها منذ اسابيع مرت عليه وكأنها شهور عادت إليه روحه، فنسي غضبه وتبخرت كل مشاعر اللوم بداخله، ولم يبقى سوى الاشتياق الموجع لصغيرته، والتي اطبقت بذراعيها حوله مردفة بدموعها: - وحشتني يا خالي، وحشتني قوي، ربنا العالم انا الايام دي عدت عليا ازاي؟ ربنا ما يعيدها تاني أبدًا يارب.
قبلها اعلى رأسها خالد يقول بصوت متحشرج بمشاعره: - مش أكتر مني يا زهرة، انا في بعدك، حتة من قلبى مكانتش موجودة، يعني كنت عايش وميت في نفس الوقت.
- يا حبيبي يا خالي ربنا ما يحرمني منك أبدًا.
- منور يا عم خالد.
قالها جاسر فور ان وصل إليهم، وذراعه امتدت نحو زهرة لابعادها عنه قائلًا بزوق: - حبيبتي وسعي شوية كدة عايز اسلم ع الراجل.
جذبها خالد يمنع ابتعادها بمشاكسة ويرد لجاسر: - دا نورك يا باشا طبعًا، بس احنا نعرف نسلم عادي يعنى، حتى بص اهي إيدي ممدودة أهي.
اشار بكفه الحرة ليصافحه جاسر على امتعاض، وتدخلت نوال خلفهم قائلة بمرح بعد تأثرها منذ قليل بلقاء خالد وزهرة ابنة شقيقته او ابنته هو على الأصح: - جاسر باشا، انا قاعدة هنا والله ومحدش واخد باله مني.
اوما لها جاسر يحيها بحرج اكتنف زهرة هي الأخرى فذهبت إليها معتذرة بأسف تقبلته نوال بصدر رحب وتفهم لكل ما يخص خالد.
اما جاسر والذي انفرد مع خالد قليلًا فخاطبه بامتنان قائلًا: - متشكرين اوي يا خالد انك قبلت العزومة، بس كان نفسي بجد تجيب رقية والبنات معاك.
تبسم خالد يرد باعتزاز اعتاد عليه طوال سنوات عمره، دون تأثر بمكانة او اي شخص كان.
- يا جاسر باشا انا قبلت دعوتك المرة دي وانا ساحب في إيدي خطيبتي على أساس جملتك امبارح لما قولتلي اعتبرها عزومة من صديق، لكن بقى لو كنت سحبت رقية والبنات، ساعتها كانت هتبقى عائلية، وانا بصراحة مفضلش أن أول لقاء مع العيلتين يبقى في عزومة عامة، بل بالعكس انا أفضل ان العزومة تبقى في بيتنا أولًا ودا الأصح.
اومأ له جاسر بصمت وقد الجمته حجة خالد والذي اصاب في كل كلماته.