رواية وبك القلب يحيا الفصل الاربعون 40 بقلم زوزو مصطفي



رواية وبك القلب يحيا الفصل الاربعون 40 بقلم زوزو مصطفي 






بسم الله الرحمن الرحيم 
وبه نستعين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
وبك القلب يحيا
زوزو مصطفي
♡♡♡♡♡♡♡
&&&البارت الاربعون&&&

لم تتوقع سناء وجود من رأتها تقف علي مقدمة باب الشقه والتي بالمقابل نظرت لها الاخري بقلق فتحدث قائله...... سناء 

تساءلت تلك المصدومه بأستغراب.... سونه إنتي بتعملي إيه هنا

اجابت محاسن بتلعثم..... أنااا كنت ناااازله وسمعت،،، ثم توقفت عن باقي الحديث وسألتها مستفسره.... سنسن انتي جيتي هنا ازاي وسيف فين،، فوضعت يدها علي فمها لآتضاح الأمر لها كاملاً فتحدثت بصوت منخفض.... هو سيف معاكي

كادت أن تجيب سناء ولكن صوت سيف وهو يهبط علي الدرج لاسفل كان الاسبق.... للأسف يا ماما سيف اللي ما بتسمعيش كلامه هنا،، سيف اللي مالوش لزمه عندك هنا،، سيف اللي ما يهمكيش زعله هنا،، عموما انا ماليش حق إني اقول لك تعملي إيه وما تعمليش إيه 

بس كنت عشمان تقدري اللي حصلي أنا ومراتي بسببهم وتبعدي عنها خالص لكن عشمي زاد شويه 

هنا تحدثت سناء وهي تنظر لـ سيف بلوم فوالدته بدأت تبكي من حديثه هذا فعاتبته مردفه... سيف ما حصلش حاجه لده كله واذا كان عليا فـ أنا مسامحه في حقي والمفروض أنت كمان تسامح،، 
طنط نجاة بقيت عايشه لوحدها وسونه عمرها ما هتقدر تسيبها كده
وأنت طول عمرك قلبك طيب بلاش تبين إنك قاسي بالشكل ده 

استغرب سيف من حديثها الذي لم يتوقعه نهائياً ولكن تحدث دون تعقيب عليه فاردف وهو منزعج قائلاً..... يلا عشان اوصلك البيت مش هنطلع الشقه خلاص

جاءت لتعترض حديثه ولكن استمع ثلاثيتهم لصوت يأتي من الداخل وكان لـ نجاة التي تحدثت وهي تسعل قائله.... اطلعي مع ابنك يا محاسن أنا بقيت أحسن،، بلاش تزعليه مش هستحمل يحصل زعل بينكم بسببي،،،، ثم بدأت تسعل أكثر عما كان

لم يقدر سيف علي الاستماع لما يحدث بالداخل ويبقي بمكانه فدلف مسرعاً فوجدها متسطحه علي الاريكه المتواجده في بهو الشقه فتحدث بقلق...... انتي بتكحي كده ليه،، وشك باين عليه التعب أوي،،،، طب ما قولتليش ليه

ثم نظر للخلف كي يعاتب والدته لعدم اخباره واكمل متسائلاً.... 
من امتي ونوجا تعبانه كده؟ 

وجد اثنتهما ينظران إليه فاتحان الفاه خاصتهما مما استمعاه ويشاهداه امامهما،، 
فقد دلفا وراءه بعدما امسكت محاسن يد سناء لتحثها علي الدلوف الي الداخل بخطوات هادئه 

فكرر سيف سؤاله مره اخري دون تعليق علي حالتهما 

اردفت سناء وهي مستغربه حديثه قائله..... قعديني يا سونه علي الكرسي رجلي وجعتني كفايه عليا ابنك اللي عاوز يجنني 

نظرت لـ نجاه وتحدثت إليها قائله... سلامتك يا نوجا هاجي ابوسك بس ارتاح شويه،،، فالقت إليها قبله في الهواء وبالمقابل ابتسمت نجاة وبادلتها ما فعلته

وبعدما جلست سناء وانتهت من حديثها مسحت محاسن عيناها ونظرت لـ سيف وهي متعجبه 
من تناقض حديثه فـ هو منذ لحظات كان يلومها لتواجدها هنا والآن يلومها أيضاً ولكن لعدم اخباره بمرض نجاه فكادت أن تسألهُ مَن أنت ذاك ام ذلك؟
فتراجعت لأنه ليس الوقت المناسب فأجابت قائله.... من امبارح الصبح،،، كان نفسها تفطر طعميه ومعاها بادنجان وفلفل مقلي واول ما شمت ريحة الزيت الكحه مسكتها وفضلت أكتر من نص ساعه علي ما عرفت تتنفس كويس روحت الصيدليه اجيب لها دوا فالدكتور قالي لو مارتحتش عليه لازم تروح المستشفي تاخد جلسة تنفس بس هي ماردتش 

التف سيف وتحدث لـ نجاة مردفا.... يعني كان لازم تفطري طعميه ما الفطار بيجي لك كل يوم لغايه باب الشقه والغدا زيه مش عارف انتي وماما بتتعبوا نفسكم ليه

تحدثا محاسن ونجاة في وقت واحد قائلتان.... هو أنت اللي بتبعت الأكل؟ 

فأكملت نجاة ناظره لـ محاسن....
أنا شكيت في فضل هو اللي بيعمل كده 
اردفت محاسن هي الاخري قائله.... وأنا قولت كده بردو بس مردتش اقول لك احسن تضيقي

ضرب سيف بكف يده علي مقدمه رأسه عما تفوه به وحاول المراوغه عليهما ولكن قد فات الأوان حتي يصلح ما قاله فلم يجد مفر من ذلك غير الحقيقه فتحدث مردفا....
ايوا أنا اللي بعمل كده وفهمت عامل الدليفري لو رفضتو تاخدو الأكل يقول لكم إنه هيترفد من الشغل عشان عارف قلوبكم مش هتستحمل حد يتأذي بسببكم

اردفت سناء بخفة ظلها المعتاده وبسعاده مفرطه من جمال ذاك الرجل الذي يملك هذا العضو المتواجد بجسدها اعلي الجانب الأيسر مما يفعله دائما من وقتما رأتهُ في شاليه السخنه بالصدفه مردفه..... أنا بالنسبه ليا مش هندهش خلاص علي حاجه هتقولها تاني،،، كمل يا سيفو كمل قول واشجيني 

ابتسم سيف علي حديثها وشقاوتها الذي بات يعشقهما فـ هي من ارجعت شخصيته السابقه بعدما تعرف عليها واحس انها نصفه الآخر لا احد غيرها فأكمل قائلاً....
ما تستغربيش يا ماما أنا عارف إن حضرتك يومياً بتنزلي هنا من يوم ما عمي مشي لما نجاة تعبت وأنا خليتك تطلعي فوق غصب عنك وعشان كده كل يوم قبل ما اجي من الشغل برن عليكي بحجة لو عايزه حاجه من بره عشان ما نزلش تاني لما ارجع البيت 

الحقيقه أنا كنت بديكي مساحة من الوقت عشان ما تكونيش مرتبكه وانتي بتجهزي الأكل ليا أنا ويوسف ويبان عليكي وتضطري تضغطي علي اعصابك وتتعبي،،، فأكمل حديثه حتي تهدئ نهائياً قائلا... 
اه بالمره بقي يوسف عارف بردو

سعدت محاسن لقلبِ ولديها الملئ بالحب والصفاء مهما حدث لهما من الحياه،،،
تقدمت لوقوف سيف واردفت بوجه مبتسم واضعه كف يدها علي وجنته قائله.... هو ده ابني وابن راجي الله يرحمه اللي مربينه علي التسامح والحب والعفو عند المقدره 

امسك سيف يد والدته مقبلاً اياها ثم قبل رأسها داعي الله أن يرحم والده ويبارك في عمر والدته

فأتجه إلي مجلس نجاه التي تتساقط من عيناها الدموع دون توقف وجثي علي ركبتيه حتي يكون بمستواها وهي مستلقيه علي ظهرها لانها لم تقدر علي الاعتدال فمازالت مجهده من السعال...... 
يلا عشان نروح المستشفي،، 

فامسكت يده لتقبلها فسحبها سيف سريعاً ثم قبل رأسها قائلاً.... 
عمري ما هنسي لما كنت انا ويوسف صغيرين وماما كانت عامله عمليه وانتي اهتمتي بينا من اكل لخروج لنوم لغايه ما ماما خرجت بالسلامه 

وياريت ننسي كل اللي حصل ونبتدي صفحه جديده عشان مش عاوز الحزن يدخل بيتنا تاني 

هزت رأسها وهي مبتسمه رغم الدموع المتواجده في عيناها ثم تحدثت مردفه.... حاضر يا سيف،، أنا ندمت علي كل حاجه عملتها معاك أو مع مراتك ياريت تسامحوني

ونفسي اتجمع مع بناتي من تاني والغلط اللي كنت بعمله معاهم هصلحه بس للأسف ما بقاش ينفع اشوفهم خلاص......

اردف سيف بتأكيد.....مين قال كده اذا كان علي عمي فضل ونادين هيكونوا من بكرا عندك
خالد كلمني كتير عشان يجمعكم مع بعض وعمي لسه بيحبك بس زعلان شويه منك ولكن بالنسبه 
لـ هنا،،
فنظر وراءه لمكان جلوس سناء التي ضمت كفي يدها علي شكل قلب والقت معه قبله كدعم له لاستكمال ما يردفه فحديثه عن هنا لم يزعجها في شئ فيكفيها حبه لها وكل ما يفعل معها لاسعادها فبادلها ابتسامه خاصه لها لتفهمها واكمل حديث مع نجاة.... 

موضوع هنا غير نادين طبعاً وإنتي فهماني أكيد،،، جوزها معاه الموقف حساس بس بردو مش هنيأس أنا وعمي وخالد وهنحاول نجمعك معاها بس هنحتاج وقت شويه

شكرته نجاة علي كل ما فعله وقاله واكدت له انها أفضل عما كانت بعد استمعاها لكل هذا مأكده له إن تزايد معاها السعال ستخبره ليذهبا إلي المشفي علي الفور

وافقها الرأي ثم نهض من جلسته 
ووجه حديثه لـ سناء قائلا... يلا عشان نطلع فوق 

احست سناء من وراء حديثه شيئاً غير مطمئن فأردفت بقلق.... لا مش هطلع كفايه كده أحسن سمسم هتزعق لي علي التأخير 

غمز لها بعينه وتحدث بحديث غير مفهوم لمن معهما... ما تقلقيش كلمت عمي وأنا فوق وقولته اننا هنقعد شويه يلا عشان تشوفي الاوضه بتاعي هي ما وحشتكيش

زاد توترها لعلمها بمغذي حديثه فحاولت الرفض ولكن تحدثت 
نجاة لتهدئ من توترها مردفه.... اطلعي مع جوزك يا سناء،،، ومحاسن شويه هتطلع وراكم

قامت سناء من جلستها واقتربت من نجاة ثم مالت عليها وقبلت وجنتها قائله... الف سلامه عليكي يا نوجا هاجي لك تاني،، 

ثم تحركت في اتجاه محاسن قائله... حبيبتي يا سونه ما سلمتش عليكي لما جيت فأحتضنتها ثم حدثتها باذنها...... متتأخريش عليا أنا قلقانه من ابنك

ضحكت والدة سيف علي ما اردفته مربته علي ظهرها قائله.....ما تقلقيش هطلع وراكم علي طول يا سنسن 

فامسك سيف يديها وخرجا سوياً من باب الشقه وبداَ يصعدان الدرج فحدثها بجساره وحماس...... 
خايفه مني وبتطلبي من محاسن تنجدك طب إيه رايك هقفل علينا الباب بالمفتاح لغايه ما اخد حقي منك بسبب اللي عملتيه فيا لما حدفتي البوسه في الهوا

نطقت بأسمه مستعطفي اياه... ســــــــــيف
أجاب بحب يخرج بأخلاص من جميع حواسه.... عيونه وقلبه حبيبتي بهزر معاكي،،ده أنا اخاف عليكي من نسمه الهوا لو هتضرك وعمري ما هعمل حاجه تزعلك ولا تضيقك مني 

اطمئن قلبها لحديثه ولكن لم يكمل هذا بعدما سمعته يقول..... بس يعني القعده من هتخلي من حاجه كده ولا كده 

عااااا سيف عشان خاطري روحني،، قهقه هو بصوت عالي مردفا....
يلا يا مجنونه الناس هتتلم علينا،،،، 
ضحكا معاً عما فعلاه اثنيهما ثم اكملَ صعود الدرج حتي وصلَ إلي الشقه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
اقترب عادل من مدخل حي الغمري وهو يقود سيارته ويتحدث بالهاتف قائلاً.... أنا جاي لك عشان عارف إنك مش هتقدر تسيب أسر وهو تعبان الله يطمنك عليه ،، 

مع إني نفسياً مش تمام ولا عاوز اتكلم مع حد بس أنت بالنسبه ليا 
يا طارق اخويا بجد وما بعرفش احكي حاجه وجعاني غير ليك 

يعلم طارق جيداً عندما يكون صديقه مهموماً لم يتحدث مع أحد غيره وهذا يدل بأنه في اسوء حالاته،،، فـ طارق بسبب مجال عمله يسافر كثيراً خارج البلاد في الأونه الأخيره لذلك لم يتقابل مع عادل منذ وقتً بعيد فاردف بتأكيد.....ولولا تعب أسر إبني وإن حمايا الحاج سمير صمم اجيبه البيت عنده عشان يطمن عليه 
كنت أنا اللي جيت لك المكان الموجود فيه،،، مكملاً... 
صوتك وطريقه كلامك خلوني قلقان عليك جـــــــدا

اخبره عادل بعدم القلق وسوف يكون بحال أفضل عندما يراه 
غير أنه يريد تغير مكان مقابلتهما المعتاده لذلك عندما علم بتواجده بحي الغمري الذي يسمع عنه الكثير والكثير منه أحب أن يشاهده عن قرب لعل وعسي تتحسن حالته ولو قليلاً 

واثناء حديثهما معاً أتي شعور قوي لـ عادل أن من الممكن يجد لدي يحيي معرفه بتواجد غاده 
فـ هو يتمني ان يحصل علي معلومه حتي لو كانت صغير سيسعي وراءها ربما توصله بحبيبة قلبه،،، فاق من شروده وتابع حديثه قائلاً....
عموماً أنا خلاص دخلت الحي،،، أنت فين مش شايفك 

اخبره طارق التقدم بسيارته مسافه 
ليست كبيرة بعد مقهي المعلم علي 
بينما دقائق قليله وسيرتجل إليه حتي ينتهي من اعطاء ولده الدواء 

تأخر طارق في النزول إليه فـ أسر لم يريد اخذ الدواء،،،
فأتصل عليه ثانياً لينتظره دقائق اخرى

انتظر عادل بالفعل بعدما وقف بسيارته أمام منزل الحاج سمير 
ثم ترجل منها ساندا عليها حتي مجئ صديقه 

مر عليه ما يقرب من العشر دقائق فشغل انتظاره بالتعرف علي المكان ومسح بعيناه الحي فأحس براحه شديده بداخله فوجوه سكانه مليئه بالطيبه والبشاشه 

ثم نظر يمينه فوجد مجموعه من الصبيه يلعبون لعبة ذات الكور الزجاجيه الصغيره الملونه تسمي(بلي) فـ هي لعبه معروفه في المناطق الشعبيه بين أطفال سكانها 

شردَ عادل قليلاً وتذكر طفولته مع اصدقاءه في الحي الذي كان يسكن به عندما كان صغيراً قبل تركه له والذهاب مع اسرته إلي أحد المدن الجديده
ووسط ذكريات استمع لصوت قريب منه يعرفه عن ظهر قلب
فنظر بعينه في جميع الاتجاهات حتي يجده 
فعلم بأن مصدر الصوت من المنزل المقابل لوقوفه مباشرتا 
الوقت الذي فتح في بوابة المنزل كانت ثواني قليله ولكنها مرت عليه كالدهر من مدي اشتياقه لمعرفه من ورأه ،،، فرأى ما اثلج قلبه الذي بات مشتعل بنار الفراق من وقتما علم بغياب ساكنه

بالمقابل كانت تقف غاده في مدخل البيت تخبر والدتها بأنها لن تتأخر ستجلب من البقاله عدد من علب العصائر وتأتي علي الفور

فمنذ يومين ابلغها يحيي عن حضور المحامي حمزه كامل اليوم فالموعد اوشك علي الاقتراب 
فـ هو أتي حتي يستمع إليها عما فعله عمها وذلك المحامي المُدلس الذي كان أقرب صديق لوالدها  
حتي يبدأ برفع دعوي قضائية ضدهما بتهمة التزوير وخيانه الأمانة 
كما اخبره يحيي بعض التفاصيل المختصره عن تلك المأساه

انهت غاده حديثها مع والدتها وفتحت البوابه وخرجت منها ناظره امامها بتلقائيه شديده
ولكن توقفت قدميها عن الحركه عندما رأت ما جعلها تظن أنها باتت تتخيله في يقظتها ليست بأحلامها فقط 

هي لم يمر عليها يوم إلا وتترجي من الله عز وجل في دعواتها أن يأتي إليها ليقف بجانبها في هذه المحنه والأيام المريره التي تمر بها هي واسرتها منذ وفاة والدها 

ولكن لم تتوقع انها بدأت تهلوس بتواجده امامها الآن وبجانب كل هذا فـ هي قد اشتاقت إليه حد الجنون
نعم هي من طلبت منه أن يبتعد عنها ولكن بداخلها كانت تتمني ألا يستمع لكلماتها البغيضه التي اخرجتها من فهاها

مازالا اثنيهما ينظران لبعضهما بشوق ولهفه متناسيان ما يحدث حولهما كأن توقف الزمان عليهما والسكون عام المكان احتضنت قلوبهما بعضهما لبعض رغم انهما 
لم يتحركا من مكانهما ولكن الأعين فعلت كل شئ وكل واحدً منهما اشتكي للاخر عن مدي الوجع والالم اللذان بات داخل جسدهما دون الإفصاح عنه لاحد 

جمعَ عادل شتاته وتحرك إليها وتحدث بجمله صغيره مع تنهيده قويه عبرت عن تلك الفوضي التي بداخله.....أخيراً لقيتك يا غادة 

هنا تأكدت غادة بأنه امامها بالفعل وليس وهم أو حلم بعد سماع اسمها بصوته الذي قشعر بدنها عند سماعه
نظرت إلي السماء بعيون دامعه تشكر ربها علي استجابته لدعواتها التي لم تكل ولن تمل منها للحظه واحده،،، ولكنها حائره لوجوده هنا 
وتزاحمت الاسئله برأسها 
فقررت أن تخرج من تلك التيهه وتوجه له كل ما يدور بداخلها لانها تريد معرفته 
أردفت بصوتها المتحشرج قليلاً من البكاء قائله... 
عادل أنت عرفت إن بابا مات؟
طب عرفت إن عمي طردنا من الشقه ورمانا في الشارع؟ 
طب عرفت اننا ما لقيناش مكان نروحه؟
ثم توقفت عن الحديث مره واحده واردفت بإستفسار قائله.... 
عادل أنت عرفت مكانا ازاي؟ 

امسك يدها وحدثها وهو يربت عليها بوجه متأثر من حالتها تلك التي اوجعت قلبه قائلا.... عرفت كل ده بس متأخر للأسف،،، مكملا بحزن... الله يرحمه عمي ويغفر له
عمري ما هنسي كل لحظه عشتها معاه وكل كلمه كان دايما بينصحني بيها  

غاده لو قولتلك إن قلبي هو اللي دلني عليكي هصدقيني 
أنا بقي لي فتره بدور عليكم روحت عند قرايبنا كلهم ما سيبتش بيت اللي وسألت عنكم فيه بس للأسف محدش ريح قلبي بكلمه
وانهارده بالصدفه جاي اقبل طارق صاحبي هنا عشان الاقيكي 

انهارده اسعد يوم في عمري كله
أنا كنت شبه فاقد للحياه بس خلاص من دلوقت مش هسيبك لحظه واحده

استغربت غادة من حديثه هذا 
كيف له التحدث بهذه الثقه ونسيي أمر زوجته ساره فجاءت لتستفسره ولكنها صمتت عندما استمعت لصوت والدتها يقترب منهما قائله.... 
وقفه عندك بتعملي إيه يا غادة؟ 

التفت إليها وهي تردف بوجه مبتسم وعيون تسكنها دموع الفرحه لرؤيته..... تعالي شوفي بنفسك

تقدمت عايده من وقوف ابنتها فشهقت بصوت عالي عندما رأت ما اسعد قلبها فـ هي لم تتوقع نهائياً تواجد عادل هنا ولا حتي بمناميها فهذا كان شئ شبه مستحيل

بدون مقدمات ارتمت داخل احضانه وبكت بشده فمنذ ماجيئهم هنا اظهرت التماسك رغم انها كانت منهاره داخلياً ولكن حاولت كي تقوي بناتها علي تلك الفتره العصيبه التي يمرون بها 

اما الآن اتي من سيزيل عنها ذلك الحمل الثقيل بجانب احساسها القوي الذي اكد لها بأنه سيكون سندها بالحياه بعد رحيل زوجها 
فـ عادل دائما كان يحدثها بأنه ولدها وإن احتاجت لشئ تخبره علي الفور مهما كان حجمه 
ولكن ابتعاده عن اسرة عمه بعدما انتهت علاقته بـ غاده وتزوج بأخري
جعلها تتنسي حديثه هذا 

خرجت من حضنه ثم هدأت من حالها وسألته بحيره.....أنت عرفت اننا هنا ازاي؟ 

ابتسم إليها وهو ممسك بيديها مردفاً....حظي الحلو هو اللي بعتني هنا،،،فـ أكمل مستفهما... 
أنا بقي اللي عاوز أعرف انتم جيتوا هنا ازاي وبعدين بيت مين ده

جاءت لتقص له من بادئ الأمر
إلا وسمعت من يتحدث وهو يهبط علي الدرج مردفاً....

اتفضل يابني واقف بره كده ليه،، وكان هذا صوت الحاج رشاد بعدما اخبره يحيي هوية ذاك الواقف علي بوابه المنزل
وكان خلفهما الحاجه سعاد ويليها عمرو فقد هبطوا لاسفل بذلك الوقت ليتواجده بجوار غادة واسرتها لاستقبال المحامي حتي لا يجلسوا معه بمفردهم

فأول امس صعد يحيي إلي شقه العائله مع والده بطلب منه بعدما كان اثنيهما بمنزل عم جرجس 

حتي يرضي والدته فـ هي متعبه كثيراً من وقتما علمت بالإدعاء الكاذب عن إنفصاله بـ ضحي 

طمئن يحيي والدته بأن ما حدث بينه وبين ضحي ما هو إلا امراً بسيط وسيصلحه في القريب العاجل ثم اتفق معها عدم إخبار أي شخص بما حدثها به الآن وبالاخص أمل متحججا حتي لا تخبر ضحي قبل اْن يذهب هو إليها أولاً لتكون مفاجأة تسعدها

تفهمت والدته الأمر ووعدته بأنها ستفعل ما طلبه ولكن عليه الاستعجال في المُصالحه حتي يطمئن قلبها أكثر عليهما كما اطمئنت علي أمل وسامر

مال يحيي علي رأس والدته مقبلاً اياها ومؤكدا لها بأن قريباً جداً ستسعد بذلك

تهللت اساريرها عما سمعته ثم وقفت من جلستها قائله.... عشان الخبر الحلو ده هعمل لكم رز بلبن يستاهل بؤكم ،،،، بالفعل تحركت في اتجاه المطبخ بسعاده كبيره

فنظر يحيي لوالده وهو يخرج زفيراً قوياً لانتهاء تلك المهمه الصعبه فكان قلق كثيراً لو رفضت والدته الاستماع إليه ولكن انتهي الأمر بسلام

فهم والده ما يدور بعقله فتحدث بجديه بعض الشئ قائلاً...طيبه والدتك وبتصفي بسرعه،،، بس خد بالك لو ما نهيتش الموضوع بسرعه هتقلب عليك وساعتها لا يمكن تقدر تصلحها بسهوله تاني

ابتسم يحيي واردف بحماس..... 
ما تقلقش يا حاج كله هيبقي تمام إن شاء الله 

اما الآن فقد ترجل الحاج رشاد لاسفل وقفَ مقابل عادل ممدت اليد مرحباً به قائلاً... ادخل يابني ماينفعش تقف كده أنت مش غريب 

بادله عادل التحيه مردف.....شرف ليا يا عمي أكون ابنك حضرتك واسف جداً إني جيت من غير ميعاد،،، حقيقي ما كانش يخطر علي بالي أبداً إن اشوف بنات عمي هنا

تقدم منهما يحيي مرحبا بـ عادل هو الاخر مردفاً....ازيك يا باشمهندس عادل أنا روحت عندك الشركه عشان اقبلك بس للأسف عرفت إنك مسافر،،، وانا بعد كده انشغلت في شوية حاجات خاصه بشركتي وما روحتش تاني 
بس نقول الحمد لله إنك وصلت هنا حتي لو كانت صدفه

تدخل عمرو قائلاً... اتفضل يا باشمهندس جوه ما ينفعش نتكلم كده
هنا قد ات طارق وعلم بما يحدث فأخذ من عادل مفتاح السياره حتي يصفها بجراچ الحي فمن المبين أن صديقه سيجلس بالداخل وقت طويل ولكن لا يهم فيكفي 
أن ملامح وجهه قد تغيرت ونبرة صوته باتت افضل عن السابق
وهذا ما جعل طارق منشرح الصدر لأجل صديقه  

بالفعل تقدمت غادة ووالدتها ودلفا الشقه وهما في قمة سعادتهما ووراءهما الحاجه سعاد 
قبلتهم ريم في بهو الشقه وتساءلت ماذا يجري بالخارج؟

فرأت الحاج رشاد يدلف إلي الشقه ووراءه عادل فجحظت عيناها غير مصدقه فجرت عليه وارتمت بحضنه وهي تصرخ وتبكي من الفرحه فكم تحب ابن عمها الذي بمثابه اخيها الكبير

ملس عادل علي حجابها وهو يهدئها قائلا..... خلاص يا ريمه مش هسيبك تاني حقك عليا،،، 
كان غصب عني غيابي عنكم الفتره ديه كلها بس إن شاء الله هعوضك ومش هسيبك تاني أبداً،،،،
فنظر للواقفه امامه حتي يؤكد لها أن تلك الكلمات لكي منها النصيب الأكبر
احست غاده بما يقصده ولكنها مازالت حائره بشأن زوجته

رأي يحيي تلك النظرات وسعد كثيراً لفهمه معانيها وتذكر شمسه التي اشتاق إليها بشده

تقدم الجميع إلي الداخل وجلسوا علي الاريكتين المتواجد مقابل بعضهما
اما غادة اتجهت إلي المطبخ لتحضر شئ تقديمه لعزيز عيناها الغائب الحاضر بقلبها

بدأت تسرد له والدة غادة ما حدث معاهم وكيف اتوا إلي هنا 
كمان شرح لهم عادل كيف وصل اليهم

بعد حوالي ساعه دق هاتف يحيي وكان الإتصال من المحامي حمزه خرج من الشقه حتي يستقبله من أمام المنزل وكان هذا مع وجود طارق الذي حضر للتو فدلف ثلاثتهم إلي الداخل
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
وصلَ سامر وأمل إلي القاهرة منذ ما يقرب من الساعتين وهما الآن داخل شقتهما بعدما استراحَ اثنيهما قليلاً من ارهاق السفر 
فـ هذا اليوم لم ينسي من ذاكرتهما أبداً ولكن يريدان محو بعض الساعات منه التي تسببت في حزنهما 

قام سامر من جلسته وجهز الثياب البيتيه لزوجته حتي تأخذ حماماً دافئ فـ هي في اشد الإحتياج له لعل جسدها يسترخي وتنعس 

دلفت أمل إلى مرحاض غرفة النوم منذ خمس دقائق 
اما سامر قرر ألا يذهب إلي المرحاض الخارجي ليغتسل هو الاخر وفضل أن ينتظرها داخل الغرفه حتي تنهي ما تفعله لربما تحتاج إليه

فنبطح علي الفراش مغمض العين وتذكر ما حدث معه اليوم فغضب كثيراً ولكن رن بأُذنيه ذلك الخبر السعيد الذي كان عوضً كبير من ربه لهما 
فأبتسم بتلقائيه وحمد الله كثيراً 

وفجاه لاحت برأسه فكره فأخذ يفكر كيف يدبرها وبعد وقت ضئيل اكتملت الخطه ويجب عليه التنفيذ

اخرجه من شروده صوت فتح باب المرحاض فالتفت إليه ورأي خروج أميرة قلبه وحياته وأم ولي عهد حبهما وهي مرتديا البُرنس الخاص بها

تلاشي النظر إليها مره اخري لأنها اهلكته من النظره الأولي وحطمت قواه فمظهرها خلاب   
واكمل في ذلك حتي يؤكد لها عما سيخبرها به الآن.... كويس إنك خلصتي أحسن حاسس إني دايخ وعايز انام ومش هعرف اغمض عيني غير لما اخد شور،،،

فأختل توازنه وكاد أن يقع أرضاً ولكنه تشبس بظهر المقعد الخشبي المتواجد بالغرفه لاكمل مخططه 

ارتعبت أمل مما حدث له فجرت عليه وتحدثت بخوف شديد والدموع تترقرق بعيناها مهدده بالنزول.....حبيبي مالك طب اقعد علي السرير علي ما اجيب لك كوباية عصير بسرعه،،،،
وجاءت لتتحرك إلي الخارج ولكن اوقفها سامر بعدما سب حاله علي ارتعبها هذا فحدثها حتي تطمئن....

ما تخفيش حبيبتي هاخد شور وهبقي كويس،،، فربت علي يدها وتحرك اتجاه المرحاض

نادت عليه بصوتها الهادئ الذي لخبط كيانه وجعله يلتف إليه بصعوبه مردفه.... سامر أنت متأكد إنك كويس 
حرك رأسه كـ تأكيد دون صوت ثم دلف سريعاً داخل المرحاض واغلق بابه حتي لا يضعف امامها الآن فـ هو يريد مغامرة جديدة معها

تحركت أمل إتجاه التسريحه وهي تجفف شعرها بالمنشفه الموضوعه علي رأسها لتمشيطه ولكنها توقفت عن ذلك عندما سمعت شئ يرتطم أرضاً

دق قلبها خوفاً أن يكون أصيب زوجها بمكروه جرت بلهفه وفتحت الباب وهي تنادي بأسمه 
فوجدت يده تسحبها من وراء الباب ومن شدتها ارتطمت بجسد معشوق عينيها وهو يقف مبتسم الوجه وهي تسكن احضانه

نظرت له بلوم واردفت بصوت غاضب قليلاً قائله.... كده يا سامر توقع قلبي عليك بجد زعلانه منك وحاولت الافلات منه لكنه احكم يده حول خصرها حتي لا تتحرك خطوه بعيداً عنه فقال بصوت حنون... 

ووه يا بنت عمي طب ما إني وجعت في حبك من يوم ما شيلتك وانتي لساتك حتة لحمه حمرا
يومها اتربعتي جوه جلبي وجولت لحالي هي ده أمل حياتي ومراتي وام عيالي 

ابتسمت له بسعاده كم تحب سماع لهجته الصعيديه تلك بجانب كلماته التي زلزلت فؤادها بعشقه فاردفت بحنو قائله.... وأنا حبيتك من يوم ما عرفت يعني إيه حب وعمري تخيلت حد غيرك مالك قلبي وعاقلي،،، يعني كده خلصين يا حضرة الدكتور الكبير 

ابتسم لشقاوتها ثم أمسك رأسها واضع اياه ناحية قلبه وتحدث بعشق مردفاً.... قلبي عمره ما دق غير لكي عشان ما شافش غيرك تستاهليه،،، واكمل بمراوغه
بس في حد هيشارك فيه قريب 

نظرت له بعدم فهم فـ هي قد نسيت أمر جنينها،،، فوضع يده علي بطنها وتحدث والسعاده تتراقص داخل مقلتيه مكملاً..... ثمره حبنا الجميله وعوضنا عن أي تعب عشناه،،، انتم الاتنين اغلي ما ليا في الدنيا بعد ابويا وامي

احتضنته بحب جارف وتحدث بسعاده لتذكرها تلك الهديه الذي بعثها الله لهما في ذلك الوقت الصعيب عليهما قائله.... وانت اغلي عندي من نور عينيا بس هحب ابنك زياده عنك شويه،،، فضحكت لتغيظه وهي تتملص من بين يديه 

فتحدث سامر وهو يضع يده وراء ظهرها والاخري أسفل قدميها رفعا اياها لاعلي فتقابلت الأعين وهام كلاهما بالآخر خرج سامر من تلك الحاله حتي يتمم باقي مخططه قائلا...... وعشان خاطر ابننا اللي جاي في السكه لازم اخد حقي منك دلوقت عشان عارف دكتور مالك هيقولي إيه 

واكمل طريقه اتجاه تلك الكابينه الزجاجيه القابعه باحدي زوايا المرحاض وسط صرخات أمل الضاحكه ضاربَ بيديها الناعمه علي صدره العاري لكنه لن يهتم واستمر في التقدم حتي دلف اثنيهما داخل الكابينه مُنزلاً قدماها أرضاً ونزع عنها ذلك البُرنس اللعين وفتح الصنبور المعلق الذي اندفع منه المياه من ثلاث اتجاهات حتي شهقت أمل من تدفقها عليها فأرتمت بحضنه لتختبئ منها 

سعد قلب لاعترافها دون كلمة بأنه مأمنها وحمايتها الوحيد لها بالحياه 
اخذ يقبل شفتيها بهدوء حتي تحولت إلي معركه بينهما لم يقدر أحد منهما علي انهائها 
واخيراً تركها ونظر بعيناها محدثاً اياها دون صوت ولكن عيناه عبرت عما بقلب.... 

ربما لا استطيع إصلاح ما أفسد بالسابق
ولكن سأحارب لابعاد أي شيئاً يعكر صفو حياتنا يا من سبحتُ في بحر عينيها واسميتُ حالِ بالغارق 

اخبرته هي الاخري بعيناها قائله.... حبنا منقوش داخل قلوبنا لم يقدر أحد علي ازالته 
فـ حبنا لم يكن مبني علي الهوي
بل حبنا مثل الشجره لها جذور في الأرض وبالغرام ارتوي 

ثم عاد سامر عما كان يفعله منذ قليل ولكن بطريقه احرف وامهر وما جعله يستمر بهذا تجاوبها معه بكل رومانسيه وعشق فاق حدود خيالهما فغاصَ اثنيهما حتي لم يعرفَ كم مر الوقت عليهما
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
هنا قد انتهت عايده من قص كل ما احزن صدرها مما فعله شقيق زوجها مع تحفظها بأي كلمة تجرح عادل فمهما كان هو والده 

تحدث المحامي حمزه بعدما استمع من غاده ووالدتها كل مع حدث معهما قائلا..... كده اقدر اقول لكم من بكرا هبدأ في اجراءات رفع دعوي قضائية بالتزوير في الاوراق الرسميه علي الأستاذ حمدي واصف ومعاه المحامي شرف حافظ ده غير قضية خيانه الامانه اللي ما كنش قدها،،، 

فنظر حمزه ناحية عادل الذي احتقن الدماء بوجهه من شدة الغضب عما سمعه من افعال اثنيهما إتجاه تلك الاسرة المنكوبه قليلة الحيله حتي يعتذر منه مردفاً..... أستاذ عادل أنا آسف لو كنت قولت اي لفظ ضايقك عن والدك الأستاذ حمدي بس زي ما حضرتك شايف ده حق ايتام ولازم يرجع 

أكد له عادل بأنه لم ينزعج من شئ ولكنه حزين‌َ عما حدث معهم،، ثم حدث حمزه برجاء قائلاً...
كنت عاوز اطلب منك طلب،،،
فوجه نظره لزوجة عمه رحمه الله ده بعد اذنك يا ست الكل

فـأردفت عليه قائله.... اتفضل يابني قول اللي أنت عاوزه

تحمحم عادل حتي يشجع حاله فـ هو قلق ليرفض طلبه هذا...ياريت توقف اجراءات الدعوي كام يوم لغايه ما اقابل المحامي شرف يمكن اقدر احلها من غير محاكم

اخبره الحاج رشاد بأن حديثه ذلك خطوه جيده حتي لا يكن طرف في النزاع مع والده بالمحكمه لتواجده بجانب اسرة عمه وعدم تركهم بمفردهم في مواجهة تلك المشكله 
اكدت عايده علي حديث الحاج رشاد بالموافقه
اما غادة فـ هي لا تريد شئ بالحياه غير بقاء عادل بجابنها،،، فأخرجها من تفكيرها صوته وهو ينادي باسمها انتبهت عليه ناظرا إليه بحنو فسألها اذا كانت معترضه علي حديثه هذا ؟ 
اجابته بالموافقه وكذلك ريم ابدت بالموافقه هي الاخري لثقة ثلاثتهم به

حمد ربه كثير بداخله ثم وجه حديثه إلي الحاج رشاد قائلاً.... بعد ما سمعت وصية عمي حسين لـ يحيي علي بناته وبالنسبه ان حضرتك كبير مقام وكبير القاعده 
بطلب منك ايد غادة للجواز

لم تتوقع غادة طلبه هذا مطلقاً ورغم سعادتها لكنها مازالت تفكر بأمر زوجته فـ هي لا تريد أن تكن سبباً في حزن قلبها

احس عادل بحيرتها ولعلمه السبب
وجه حديثه إليها قائلا.... غادة أحب اخرجك من تأنيب الضمير واقول لك أنا وساره انفصلنا من فترة يعني ما تشليش هم حاجه من انهارده،،، 
بعد اذن عمي رشاد وحضرتك ياطنط عايده موافقه تكون مراتي

ابتهج وجهها بسعادة وهي تهز راسها بالموافقه دون كلمه واحده

سَر الحاج رشاد عما يحدث امامه وبارك لهما وكذلك الجميع 
فتحدث عادل مره اخري مردفاً... 
إن شاء الله يوم ما اجيب حقكم اللي اتاخد منكم يا طنط عايده هنحدد يوم كتب الكتاب والفرح

وافقت عايده وهي تبكي من سعادتها وتمنت أن يكن زوجها متواجد بينهم الآن ولكن لا اعتراض علي أمر الله فدعت له بالرحمه والمغفره ثم اردفت قائله... 
تمام يا ابني ربنا يسعدكم

أنا موافقه علي كل اللي قولتهُ يا عادل بس بعد اذنك مش هعمل فرح،،،، هذا كان اجابة غادة علي حديث عادل

الجميع استغربَ من حديثها هذا
فتحدثت بهدوء قائله.... اعذروني كلكم بس مش هقدر اعمل فرح وبابا لسه متوفي،، وكمان ليا طلب ياريت ما تكسوفنيش،،، 
عمو رشاد يكون وكيلي ويحيي شاهد علي عقد الزواج

واقف اثنيهما بجانب موافقة عادل علي عدم اقامة عروس فـ هو كان سيطلب منها ذلك لنفس السبب

هنا وجه الحاج رشاد حديثه الي السيده عايده وغاده قائلاً.... يبقي كده اتكلمنا في كل شئ،، حد فيكم عنده حاجه عايز يقولها 

اجابَ اثنتهما بـ لا فـ أكمل حديثه مردفاً.... علي بركه الله نقرأ الفاتحه وندعي لهما إن ربنا يبارك لهم في بعض ويجعل بينهم الموده والرحمه 
أمن الجميع علي دعواته

وبعد قراءة الفاتحه والمباركه وسط فرحه علي وجه الجميع قام المحامي حمزه من جلسته مستأذناً ليغادر المجلس فقد اتفقَ مع عادل أن يتصلَ بعضهما بعدما تبادلا ارقام هواتفهما ليخبره عن مستجدات ما يحدث مع ذلك المحامي البغيض

قامَ معه يحيي وعمرو حتي يوصلاه إلي سيارته وبالفعل تحركوا للخارج

واثناء توجههم إلي الجراچ دق هاتف يحيي معلناً عن رسالة علي موقع الواتساب فتح يحيي الهاتف وضغط علي الرساله وكانت من شمس قلبه فتوقف عن السير وتغيرت ملامح وجهه عندما قرأ جزء منها 

فسأله عمرو ايوجد شئ مزعج بالرساله؟
أجاب يحيي بـ لا بل انها رسالة تخص عمله ويجب عليه الرد للضروره

فتحدث حمزه طلباً منه الرجوع وكذلك عمرو وهو سيكمل الطريق إلي الجراچ بمفرده وافق يحيي بالذهاب ولكن يبقي عمرو معه حتي يوصله لسيارته
صفحَ بعضمها وتحرك كل منهم إلي وجهته 

كم كان يود عمرو وهو يسير بجانب حمزه ويتحدثان في شئون كثيره أن يقطعها جميعها ويسألوه عن تلك المروه الظالمه لقلبه ولكن منعه عقله حتي لذكر اسمها فقط حاول قلبه يوضح له أنه سؤال برئ ليس إلا ولكنه صمم علي الرفض فصمت عمرو فـ هو بالفعل غاضب منها بشده

هنا قد وصلا إلي الجراچ واستقل حمزه سيارته ثم تحرك بها بعدما ودع عمرو واثناء قيادته بالقرب من مدخل حي الغمري حتي يسير بالطريق العمومي شاهد سميه وهي تشاور لسائق السياره الأجره وبعد توفقه لها صعدت جالسه خلفه ثم اغلفت بابها

في نفس الوقت حاول حمزه الاقتراب من سياره الاجره ليطلب منها الترجل لأنه يريد التحدث معها ليقص لها كل ما يدور داخل قلب اتجاهها
ولكن قد اتاه اتصال من أحد موكليه في احدي القضايا التي يترافع عنها وبعدما انهي الاتصال اختفت السياره الاجره من امامها سخط من حاله لاضاعتها ولكن هدأ قليل وحدث ذاته 
ربما لا يريد الله أن يحدث ذلك اليوم فأكمل طريقه إلي منزل العائله خاصته
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
صعد يحيي إلي شقته المتواجده بمنزل والده ليقرأ رسالة ضحي بهدوء لأن بداخلها كلمات قاسيه للغايه 
فجلس علي المقعد الخشبي المتواجد في الصاله وفتح الرساله مره اخري وكان محتواها.... 

(خلفت وعدك وبعدت عني 
رغم إنك حلفتلي أنه مستحيل يحصل حتي لو علي موتك
صدقت وعدك وأنا عمياء في 
بحر حبك
واتصدمت فيك ودعيت ربي  
اكون بحلم
صدفه انتبهت علي كسرة قلبي وكل ده مش قادره اكرهك يا حب عمري)

أكمل يحيي قرأت الرسالة وتقطعت انياط قلبه مع كل حرف كتبته لأنه يظهر حزنها به 
فنظر لأعلي يناجي ربه قائلاً.....  

ساعدني يا الله 
كم تمزق قلبِ من كلماتها
كم اهلك جسدي من مقاومة بعدها
كم احزنت عيناي من عدم رؤيتها
كم اشتقت إليها ولضمة حضنها
ساعدني يا الله
فأنِ لم اعد اتحمل فراقها
فـ هي الحياه بالنسبه لقلب حبيبها
فأعني يا الله 
حتي ابقي صامداً لحين اجتمع بشمسي ودفئها 

فتح تطبيق الإتصال ليهاتفها ويعترف لها بالحقيقه كامله حتي 
لا تحزن أكثر من ذلك ولكن توقفت يده عن دق رقمها علي آخر لحظه 
لوقتما يتضح له الصوره كامله عن ذلك الشخص المجهول الذي يراسله منذ فتره   

اما ضحي فكانت ممسك بالهاتف علي يقين بإتصال يحيي عليها لانها
رأت مشاهدته للرساله ولكن مر ما يقرب من الساعتين ولم يحدث ما تمنت فأغلقت الهاتف وغفت في النوم والدموع غارقه وجهها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
بعد مرور سبعة أيام داخل حي الغمري فقد اوشك الاقتراب علي آذان الفجر وصلاته 
وكان يصلي الأستاذ فتحي صلاة القيام داخل شقته وبعد الانتهاء مباشرةً دلف إلي غرفة ابنته
إيناس حتي يقيظها لتتوضأ 

فتحت عيناها وهي مبتسمه لوالدها فحدثها قائلاً... يلا يا كسلانه الفجر قرب يأذن 

اعتدلت من نومتها وانزلت قدماها أرضاً ووقفت اياها حاضنه والدها مقبله جبينه وبالمقابل ربت هو علي ظهرها بحنو مقبلاً رأسها واردف والبشاشه تزين وجهه.....صباح الخير علي عيون حبيبة ابوها

بدلته الصباح قائله... صباح النور يا حبيب قلب بنتك

اخرجها من حضنه وامسك اسفل وجهها ثم غمز لها بعينه قائلاً.... أنا بردو اللي حبيب قلبك اومال يوسف يبقي إيه؟ 

اضطربت إيناس من حديث والدها فأجابت بصوت يكسوه الخجل..... يبقي يوسف يا بابا 

قهقه والدها علي براءتها ثم اردف قائلا...يوسف يبقي جوزك وإن شاء الله قريب هيكون أبو اولادك وقبل ده كله فـ هو حبيبك وصاحبك واخوكي وسندك اسمعي كلامه عشان تعيشوا مرتاحين وطول ما إنتي بتطيعيه وهو بيراعيكي ربنا هيملئ حياتكم بركه وخير ليكم ولاولادكم 

نظرت إيناس لوالدها مستغربه حديثه فاردفت قائله.... بتقول الكلام ده ليه دلوقتي يا بابا هو يوسف قال لحضرتك حاجه عني

ربت علي يدها مردفاً.... متظلميش الراجل ده أنا بقول له لو إيناس مزعلاك في حاجه قولي وانا اخد لك حقك منها قالي أبداً يا عمي إيناس رقيقه وهاديه وبتكسف علي طول
ابتسمت إيناس علي وصف زوجها لها 
فدعي والدها لهما أن يسعدهما مدي الحياه 
ثم اخبرها أن تذهب سريعاً إلي المرحاض لتتوضا وتصلي ركعتين السنه قبل الأذان 
تحركت بالفعل ودلفت المرحاض لتستعد

اما الأستاذ فتحي فقد استمعَ لشخص مع آخر يتحدثان بجانب شباك صالة شقته من الخارج فالشقه كائنه بالدور الارضي 
اقترب أكثر من الشباك وسمع الحديث بوضوح امسك عصي غليظه يضعها دائما خلف باب شقته 
فأخذها وخرج إلي الشارع ليعاقب من بالخارج عما استمع إليه 

خرجت إيناس من المرحاض ورات والدها يغلق باب الشقه نادت عليه ولكنه لم يجيبها 
ظنت أنه لم يسمعها وذهب إلي المسجد ليصلي مثل كل يوم ولكن الأذان لم يؤذن 
اندهشت لهذا ولكن حاولت اقناع ذاتها لربما نادي عليه أحد مِن مَن يصلون معه دائما
فأتجهت إلي غرفتها لتصلي ركعتين السنه وبعدما انهت صلاتها اسمعت لصوت والدها كأنه يتشاجر مع أحد جارت إلي الخارج ووجدت شخصان يقفان أمام والدها ملامحهما ليست ظاهره وشخص منهما يتقدم منه كثيراً طعناً اياه في جانبه الأيسر 

جحظت عينان إيناس مما راته وتوقفت قدماها عن الحركه كانهما تثبتَ بالأرض 

بينما والدها إختل توازنه وهو ممسك بمن طعنه وتحدث إليه وصوته يظهر عليه الألم..... لعنة الله عليك ليوم الدين،،، ثم وقع أرضاً غارقا بدمائه
عند سقوطه فاقت إيناس مما هي عليه وتقدمت نحو والدها جَثيَ علي ركبتيها قائله... بابا ارجوك فوق و رد عليا

حاول شخص منهما كتم صوتها وجذبها معه إلي خارج الحي ولكن قاوم والدها رغم ضعف جسده من تلك الطعنه وتشبس بقدمها كمحاول لايقافه وعدم أخذها ولكنها فلتت من يده لانه قد لفظ انفاسه الأخيره 

في نفس اللحظه كان يدلف أحد لداخل الحي بجانب اقترب سكانه إلي المسجد فقد بدأ المؤذن النداء إلي الصلاه 

خافَ اثنيهما لانكشاف امرهما فتركاها ملقاه علي الارض وفرا هاربان بالاتجاه المعاكس 

زحفت إيناس بجسد مرتعش حتي وصلت لتمدد جسد والدها فقواها قد خرت من كثره الدفاع مع هذان الوغدين فرفعت رأسه علي قدماها وحاولت افاقته ولكن لم يجيب فأخرجت صرخه قويه جعلت كل من تواجد بالقرب من مكانهما اتَ في عُجاله وهي تنادي عليه...... باباااااا


الفصل الواحد والاربعون من هنا


 

تعليقات



×