رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني 2 (الخاتمه 1) دموع العاشقين بقلم ندي ممدوح



رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني 2 (الخاتمه 1) دموع العاشقين بقلم ندي ممدوح 





 الخاتمه ج 1
# دموع العاشقين. 
   ندى ممدوح. 

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ

تململت بإنزعاج على رنين الهاتف الذى لا يكف .. فمن قد يحادثها بذاك الوقت المتأخر من الليل .. مدت يدها من أسفل الغطاء وهي تتثاءث بنعاس وألتقطته من عـ الكومود وبدون أن تنظر للشاشه لتدري ماهية المتصل ردت بكسل : 
- السلام عليكم مـ.... ؟ 
لم تتمتم عبارتها حينما تناهى لها صراخ "زينب" وهي تقول ببكاء وألم وتتأوه بشدة : 
- سمر الحقيني شكلِ بولد .. ااااه... سمر تعالي بُسرعه أنا بموت وانس مش موجود وتلفونه مغلق. 
أنتفضت جالسه بأعين متسعه .. نظرت بالهاتف كأنها تتأكد ان هذه زينب أم لا ثم تنبهت لذاتها مردده بعجاله تهدأها وهي تنهض : 
- اهددي يا زينب طيب... أنا جايه أهوو متقلقيش بالله عليكي اهدي خمس دقايق بس واكون عندك استحملي. 
انهت جملتها بقلق وهي تُغلق معها وأسرعت للخزانه ملتقطه غباءه سوداء اللون سريعاً وأرتدتها وخرجت مسرعه من الغرفه بقلق جليّ وهي تضع حجابها وتعدله ، اتجهت فوراً لشقة حذيفه وأخذت تقرع على الباب بجنون وهي تنادي بإسمه ، فتح حذيفة مفزوعٍ وبهلع تقدم منها متسائلاً : 
- سمر في ايه مالك ؟ 
سمر سريعاً : 
- حذيفه زينب مرات انس بتولد امشي نروحلها وصحي اسماء بسرعه لو سمحت. 
جاءهم صوت أسماء من الخلف وقد سمعت كلام سمر : 
- حاضر يا سمر هلبس في خلال دقيقه اهوو ونروح... بس اهدي أنتِ. 
أبدلا ملابسهما سريعاً واستقلا السيارة وقاد حذيفه بعجاله ، بينما سمر تحادثها وهي تجلس بالخلف ، وأسماء تحاول تهداتها ، صف حذيفة أخيراً السيارة لتترجل سمر ركضاً للأعلى ولحقت بها اسماء . 
لم يمض طويلاً ودخلت زينب غرفة العمليات ، وظلت سمر وحذيفة بالخارج ، بينما اسماء دلفت غرفة العمليات معها ، دقائق وجاء أنس بقلبًا هلوعٍ قلقًا وتساءل بنبره قلقه : 
- زينبب فين هي كويسه ؟ أنا .. انا بس كان التلفون فاصل. 
ربت حذيفة على كتفه بهدوء متمتمًا : 
- حصل خير هي رنت على سمر وجينا على طول متقلقش هتبقى كويسه أن شاء الله هي دلوقتي في العمليات. 
اؤمأ أنس وما زال القلق ينهش به ، ثم ادار رأسه لـ سمر قائلاً وهو يغض بصره ما أن أسترق نظرة سريعه :
- شكراً يا سمر .. مش عارف أشكرك ازاي والله. 
دون أن تنظر إليه همست في قلق : 
- العفو على ايه زينب زي أختي متشكرنيش ان شاء الله تقوملك بالسلامه هي والبيبي يارب. 
جاءت والدة انس وجلست بجانبه بصمت ، تليها ياسين وسجى ما ان علما أنها ستولد. 
ربت على كتف أنس وهو يقف بجانبه ليتمتم أنس بتنهيدة : 
- مكنتش تعبت نفسك يا ياسين. 
ياسين : 
- عيب عليك ايه اللي بتقوله دا. 
شعر انس بإنقباضه في صدره فجأة لا يدري مكنونها بعدها خرجت أسماء وهي تحمل طفله الصغير بيدها مقتربه منه ببسمة ، ليتجه أنس نحوها بأعين دامعه ومد يده لتناوله له اسماء وهي تقول بسعادة تشع من عينيها : 
- بسم الله ما شاء الله ولد زي القمر يتربي في عزك يارب شيله على مهلك. 
شكرها انس بإمتنان في حين نظر لـ ياسين بأعين أغروقت بالدمع ليقول ياسين بفرحه : 
- الله صغنوني اووي الف مبروك يا حبيبي. 
انس بسعادة تشع من عينيه : 
- الله يبارك فيك يا حبيبي. 
أذن انس بجانب اذن الصغير ثم اخذته والدته بفرحه مكبره. 
لتتمتم أسماء ببسمة هادئه : 
- هاتوا بقا القمر ده .. عشان لازم اكشف واطمن عليه واعمله شوية فحوصات كدا واجيبه تاني. 
تبسم لها وهو يؤمى برأسه ثم ردد بلهفه : 
- زينب .. زينب كويسه. 
ثم وهو ينظر لغرفة العمليات خلف اسماء تمتم :
- هي ليه مطلعتش .. عايز أشوفها واطمن عليها. 
اؤمأت اسماء بتفهم : 
- هتطلع دلوقتي لغرفه عاديه وادخل اطمن عليها .. 
اخذت الطفل وسجى وتوجهت لغرفه الكشف والحضانه. 
في حين خرجت ممرضه وأخبرتهم بنقل زينب للغرفه فتوجه انس و والدته للأطمئنان عليها ..  
بعد سويعات قليله خرج أنس من غرفتها متوجهاً لـ سمر قائلاً بلهفه : 
- سمر .. زينب عايزه تشوفك. 
نظرت له ثم نهضت بهدوء وقالت : 
- حاضر انا كنت دخللها بردوا بس بس. 
تفهم انها لم تود الدخول بوجوده فؤمأ برأسه بتفهم : 
- ولا يهمك روحي هي لوحدها ماما رجعت البيت. 
اؤمأت بتفهم ثم تحركت ناحية الغرفة ، طرقت بهدوء فوجدتها ممده بوهن خائرة القوى وجهها شاحب نسبيًا تحيط عينيها هاله من السواد العميق ، تبسمت ما ان رآتها تطل عليها ومدت يدها بوهن لتدخل سمر ركضاً للداخل وأمسكت بكفها المدد وتمتمت : 
- ألف حمد لله على سلامتك ياقلبي طمنيني عليكي دلوقتي أنتِ كويسه. 
ربتت زينب بكفها الاخر على يدها وهي تؤمأ ببسمه : 
- الحمد لله .. اقعدي جنبي هنا. 
أنهت جملتها وهي تربت بجانبها على الفراش .. فجلست سمر والقلق يذاد بفؤادها واستشعرت تعب زينب لتقول بلهفه : 
- حبيبتي أنتِ حاسه بحاجه مالك طمنيني اجيبلك دكتور. 
هزت زينب رأسها سريعاً وهي تشدد على امساك يدها ، طرقات على الباب لفتت انتباههم لتدلف الممرضه بالطفل وهي تقول وهي تعطي الطفل لـ زينب : 
- جبتلك البيبي اهوو عشان تشوفيه. 
انهت جملتها ثم تحركت للخارج .. لتضم زينب الطفل لصدرها وتقبله بشغف .. ثم مدت يدها به لسمر التي اخذته بفرحه وهي تلاعبه في حين تمتمت زينب بوهن شديد ونبرة مرتجفة : 
- سمر خلي بالك من ابني .. اعتبريه أبنك وعوضيه عني .. وارضى بـ انس هو لسه بيحبك .. خدي .. خدي بالك منهم هما الاتيين .. ومتفرقيش بين ابني وعيالك فيما بعد .. وسامحيني قولي مسامحاكِ يا زينب. 
بكت سمر بتأثر شديد ودموع لا حصى لها وتمتمت : 
- ليه بتقولي كدا بس يا حبيبتي ربنا يخليكِ لابنك وجوزك وبيتك أنتِ تعبانه صح انا .. انا هجيبلك دكتور. 
همت ان تنهض ولكن يد زينب منعتها وهي تقول ومعالم وجهها يظهر عليها التعب الشديد : 
- لا اياكِ تقومي انا حاسه إني خلاص هموت قولي انك مسامحني عشان أقدر اسامح نفسي. 
شهقت سمر وعينيها تذرف الدمع بغزاره گ سيلاً جارف : 
- أنتِ بتقولِ ايه هـ.. هتبقي كويسه والله متقلقيش متخوفنيش عليكِ. 
رددت زينب بـ اصرار : 
- ريحي قلبي وقولي انك مسامحني. 
# مسمحاكِ والله مسمحاكِ يا حبيبتي وهتكونِ كويسه وترجعِ بيتك. 
ارتخت ملامحها براحه وتهللت اساريرهَ وهي تقول : 
- الحمد لله أنك مسامحني... أنا حبيتك اوي والله يا سمر بس كنت بكرهك بس صدقيني لما عرفتك من جوه اعتبرتك اختي .. كنت دايماً بتمنى يكون ليا اخت والحمد لله رزقني بيكِ .. متنسيش ابني وجوزي امانه عندك يا سمر .. وعايزه اموت وانا مطمنه عليهم وكمان وكمان اوعديني تذكريني دايماً وتدعيلي. 
علا نحيب سمر بشهقات متتالية مما ادى لبكاء الطفل لتتمتم زينب سريعاً : 
- اطلعي بره سكتيه وابعتيلي انس. 
حاولت سمر أن تكف سيل دموعها او ان تهدا الطفل لم تستطع ولم تنبس كأن لسانها شل عن الحركه وخرجت من الغرفه ، ليقترب انس بقلق مغمغماً : 
- في أيه ماالك بتعيطي ليه 
اشارة له على الغرفه وما زال بكاءها يذداد فـ اقترب منها حذيفه في قلق هو وياسين وأيضاً لم تنبس فقط تبكِ والطفل يبكِ. 
اخذه حذيفه من يده واعطاه لسجى وضم سمر التي دفنت رأسها بصدره وبكت اكثر وهي تكتم صراخها بـ آمان حضنه. 
في حين ولج أنس مغمغماً بلهفه : 
- حبيبتي مالك في ايه . 
أنعدلت فاتحه ذراعيها فجلس ثم ضمها بحنان لصدره وهو يتمتم بقلق : 
- تعبانه صح... هنادملك للدكتور دلوقتى.... 
ابتلع باقي جملته حينما تمتمت زينب بوهن اشد من ذي قبل : 
- استني .. استني مش معايا وقت.. خلي بالك من ابننا واتجوز سمر مش عايزة غيرها تربي ابني .. بس متنسنيش متخليش حبك ليها ينسيك زينب .. ارتخت رأسها على كتفه وسمع همسها وهي تقول الشهادة : 
- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله . 
صرخ انس بإسمها وهو يهزها ولكن كانت قد فاضت روحها. 

     🌜اللهم أجرني من النار " 3 مرات" 🌜

بعد مرور ستة سنوات.... 
ي بني اهدى بقا متروحش بعيد يا حمززززه. 
هكذا صدح صوت سمر وهي تركض خلف حمزه بإحدى الحدائق الهادئه .. في حين ضحك الفتيات عليها. 
جاء حذيفة حاملاً علب بيتزا بيده وهو يصيح : 
- الأكل جه يا بشررر.. يلا يا حمزة تعالي يا ديجا ملك مالك يلا تعالي يا لولو يلا. 
تجمع الأطفال جالسون على المقاعد .. أروى أبنت ياسين وسجى تبلغ من العمر اربع أعوام .. ملك ومالك أبناء حذيفه واسماء .. حمزه بن انس وزينب الذى ربته سمر فمذ أن توفت زينب وهي تهتم به حتى تزوجت هي وأنس وأصبحت اسعد ما يكون حياتها غدت أجمل حياة كل يوماً يوم جديد معه وبين يديه ومعهم ايضًا شيماء عامين ، معاذ و لمياء أطفال عثمان ومكه ، وليد وأسلام أطفال زين وعائشه... خالد أخ ديجا الصغير. 
كان يوم الجمعه حيث يتجمعون سوياً به جميعهن ويقضونه برفقة بعضهما لبعضٍ.
أنتهيا من تناول الطعام .. لتنهض ديجا قائله بملل جليّ :
- انا زهقانه.
أقتربت منها أروي لتحملها ديجا برفق وهي تقبلها بحنان.
ياسين موجهاً كلامه لـ ديجا بغيظ :
- خيررر يا قرده بتخططي لـ ايه.
ضربته سجى على كتفه بغيظ وهي تتمتم :
- ملكش دعوه ببنتي متقولهاش قردة.
اخرجت ديجا لسانها لـ ياسين متمتمه :
- احبككك انا يا سجى وانت نصفاني كدا.
حذيفه بملل :
- ما تخلصي يا بت وتقولي هنعمل ايه ؟
التفتّ ديجا لـ أروى متسائله وهي تقبلها بنهم من وجنتها :
- نعمل ايه يا بت يا اروى اختاري يا قمر.
صمتت اروى مفكره وهي تتمتم بطفولة :
- اللي انتِ عايزه انا مش أأرفه "عارفه".
صمتت ديجا مفكره لدقائق ثم صاحت وهي تظبط نقابها : 
- تعالوا نفرش حاجه في الأرض ونقعد نسئل واللي يفوز يبقى ليه جايزه نتشارك فيها كلنا. 
عثمان بتأيد وهو ينهض : 
- والله فكره حلوه انا موافق. 
ياسين وهو ينهض هو الآخر وياخذ بيده خالد : 
- واحنا كمان. 
اشار حذيفه للأطفال قائلاً بحماس : 
- يلا بينا با رجاله نفرش وليد اسلام مالك حمزه يلا يا معاذ. 
بسطوا مفرش تحت ظل شجره .. وجاء الشباب" بيبس" وتجمعوا صانعين حلقه دائريه بجانب بعضهما لبعضنا .. حيث جلس الأطفال بجوار بعضهم الفتيات بجانب الكبار ، وهكذا الشباب. 
تحدثت ديجا وهي توزع نظرها بالجميع وعلى قدميها اروى في حين ينظر لها خالد بضيق شديد وحقد بدأ رويداً ينشب بداخله تجاه الصغيرة أروى : 
- جاهزين كلكم عشان أبدأ ؟ 
أؤمأ الجميع برأسه فببسمه قالت : 
- تمام هبدأ بالدور هنبدأ من سجى لحد بابا. 
ربت عمرو على منكبها بحنان قائلاً : 
- ابداي يا حبيتي. 
قرصت ديجا وجنت اروي برقه وتمتمت : 
- أنتبهي معانا يا رورو ماشي . 
اؤمات اروى دون كلمه ، فـتنحنحت ديجا وهي تلتفت لـسجى وتساءلت : 
- من هو الصحابي الجليل الذي كان شعاره " الله ثم الجنه " هو فتى كان يبحث عن الموت فكل معركه .. وكان يحذر منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ألا يؤمروه على سرية من سرايا الجيش ولا يولوه أمر المسلمين في معركه .. ليس لشجاعته او فروسيته وخبرته بفنون القتال ولكن لحرصه على الموت واستهانته بالحياة في سبيل الله. .. أنه أخ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وابن أم سليم الرميصاء أعظم النساء مهرا .. لقد قتل مائة ألف منفردا فمن هو ذاك المغوار ؟؟ 
صفقت سجى بحماس وهي تقول ببهجه وأعين متلألأ : 
- البراء بن مالك الأنصاري فتى الموت. 
ديجا ببسمة : 
- صح .. يلا السؤال التاني لـ مكه. 
تنبهت مكه بكل جوارحها في حين غمغمت ديجا ببسمة :
- أمرأة وصفت الرسول ﷺ فقالت 
رجل ظاهر الوضاءه أبلح الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجله ، ولم تزر به صعله ، وسيم قسيم في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثه ، أزج أقرن، إن صمت فعليه ،وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأحلاه من قريب حلوا المنطق فصل لا نزر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعه لا يائس من طول ولا تقتحمه عين من صقر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثه منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به ،إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا منفد .
وقد كانت اول مره ترآه حيث كان يمر بخيمتها هو وأصدقاءه فمن هي ؟؟
صمتت مكه لدقائق قليلة ثم ردّت في حذر وترقب :
- أم معبد الخزاعية .
اؤمأت ديجا مهلله :
- صح برافو عليكِ.
ثم نظرت لـ عائشة وتابعت :
- دورك بقا...من هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن وما هي السورة التي ذكر فيها؟
عائشة وهي تصفق بحماس :
- زيد بن حارثه .. وذكر اسمه في سورة الأحزاب.
ديجا بفرحه :
- برافو .. دورك يا سمر بقا من هو النبي الذي جلس متعبا تحت ظل شجره وقال ( ربي أني لما أنزلت إلي من خير فقير) .
سمر بهدوء :
- موسى عليه السلام.
رفعت ديجا إبهامها وهي تقول :
- صح .. دورك يا ماما بقا .. من هو الصحابي الذي أهتز لموته عرش الرحمن؟
ورد بهدوء ودون النظر لـ ديجا :
- سعد بن معاذ.
ديجا بفرحه وحماس :
- برافووو يا ماما.. "ثم ألفتت لـ أسماء ورددت" دورك يا سوسو.
أسماء ببسمة :
- وأنا جاهزه يا قلب سوسو.
ديجا بهدوء :
- من هو الصحابي الذى استمعت الملائكة لصوته وهو يقرأ سورة البقرة ؟
دقائق من الصمت خيم على المكان بدت أسماء گ المتفكره قليلاً قبل أن تردد.:
- أسيد بن حضير.
رفعت ديجا إبهامها بفرحه وهي تقول :
- برافووو يا سوسو .. دورك يا حذيفه .
حذيفة بمشاكسه :
- قولي يا قردة.
لوت ديجا فمها ثم تساءلت :
- من هو الصحابي الذي قال عنه الرسول هذا خالي ؟
حذيفه برفع حاجب مغيظٍ ديجا :
- سعد بن أبي وقاص.
ديجا ببسمة :
- صح يا باشا دورك يا ياسين .
ياسين ببسمة :
- هاااااا.
تنهدت ديجا بصوتاً عال ثم قالت :
- صحابي ومولي للنبي محمد ترك أهله وبلده سعيا وراء معرفة الدين الحق وتوفي في خلافة عثمان بن عفان فمن هو ؟
ياسين بهدوء :
- سلمان الفارسي رجلاً يبحث عن الحق.
ديجا بهدوء وهي تلتفت لعثمان :
- صح دورك بقا يا عثمان .. 
تنبه لها عثمان واؤمأ برأسه يحثها على المتابعه فتساءلت ديجا :
- صحابي بن عم رسول الله، وأحد العشره المبشرين بالجنه، يلقب بحواري الرسول من هو ؟
زفر عثمان متنهداً ثم أجاب بهدوء وهو يطقطق رقبته :
- الزبير بن العوام.
صفقت ديجا وهي تلتفت لعمرو :
- صح يا جميل دورك يا بابا.. كم مره اعتمر النبي ﷺ ؟
عمرو بهدوء :
- أربعه عمرات.
ديجا وهي تلقي له قبله في الهواء :
- صح يا حبيبي.
ظلت ديجا تسئلهم لبعض الوقت .. حتى رن هاتف ياسين ليبتعد مجيباً على المكالمة .. في آوان ذلك أقتربت أروى ركضٍ إلى سجى قائله ببراءة : 
- ماما في يع في أيدي. 
ربتت سجى على منكبها قائله وهي تنهض : 
- طيب تعالي نجيب مناديل أمسحهالك. 
أروى وهي تمسك بكفها : 
- ماسى "ماشي" يا ماما. 
أوقفتها اسماء قائلة : 
- خليكِ أنتِ يا سجى وأنا هروح. 
أروى بعند وهي تدب بقدمها الأرض متذمرة : 
- لا أنا عاوزه ماما بس. 
سجى بضحكه : 
- خلاص يا أسماء هروح انا.. يلا يا اروى. 
اتجهت سجى بها للطاولة ثم جذبت مناديل من حقيبتها وأخذت تمسح لها كفيها .. فما أن أنتهت حتى أخذتها لتعود إلى مجلسهم .. فـ ارتطمت بأحد فتراجعت للخلف هامسة بآسف : 
- أنا اسفه بجد..... 
تحدثت ديجا بصوتاً عال وهي تقترب مقاطعة سجى : 
- لا متعتذيش هو اللي يعتذر عشان ماشي مش منتبه لحاجه وحسيته اتعمد اصلاً يصطدم فيكِ. 
صدح صوت الشاب غاضباً وعينيه على سجى بأعجاب : 
- أنتِ بتقولِ أيه يا بنت أنتِ ان....... 
لم يكمل جملته ودوى صوت گ هزيم الرعد قائلاً : 
- نهارك أسودددد الليلة.. دا أنا هشيلك عينك من مكانها... 
أنقض عليه ياسين غاضباً وأخذ يلكمه بكل قسوة كأنه لا يرى أمامه أيّ شيء ... سقط الشاب ارضٍ تسري الدماء من وجهه لم يستطع مواجهته ولم يعطيه ياسين الفرصه حتى ليدافع عن ذاته او يسده .. تجمع الشباب يحاولون ابعاد ياسين لكنه يأبى تركه فدفعهم صائحاً : 
- يا عمممم اوعى بقولك أنا أعرفه ازاي عينه تتجرا تيجي على مراتي. 
قالها ياسين غاضبٍ بقهر وهو يدفع عثمان .. ثم هجم على الشاب مره آخرى .. فـ ابعدوه الشباب رغماً عنه .. في حين وقف الشباب بالأطفال بجانب سجى المصدومه تمامًا. 
تجادل ياسين معهم بسبب ابعادهم له عنه .. ثم بكل مقت وسخط جذب سجى بعدما حمل اروى وقال بصوتاً أجش : 
- أمشى خلينا نغور من هنا قدامي... احنا مشين عايزين تيجوا تعالوا هتقعدوا اقعدوا. 
هتف بها بحده وهو يتجه للسيارة دون ان يلتفت حتى. 
فتعقبه الباقين واستقلوا السيارات مغادرين. 

🌹 اللهم إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 🌹

سجى ولجت الشقه كاسفت البال في حين صفق ياسين الباب ثم جلس دون حرفٍ وهو يهز في قدميه. 
سجى بضيق : 
- لييه عملت كدا يا ياسين؟ 
وثب واقفاً بغضب جامح وهو يقول بسخط : 
- عمللللت ايه واحددد بيبص على مراتي اسكت لييييييه؟ 
أنتفضت سجى من نبرة صوته ثم رددت بضيق : 
-مكنش في داعي تضربه كدا... 
دفع ياسين بقدمه المنضدة الموضوعه جانباً وهو يصيح بصراخ: 
- مفييييش داعي ايه أنتِ عبيطه اسيبه ازاي دا يحمد ربنا إني مشلتش عييينه واسكتيييي مش عايز اسمع صوتك. 
أنهى جملته بنبره حاده وصوتاً اجش عال ثم خرج صافقاً الباب خلفه .. طغى الحزن على ملامحها .. هذه أول مره يعاملها هكذا أو أن يعلي صوته عليها.. لحظات وجاءت أروى قائلة وهي تقف عند قدميها : 
- ماما هو أنتِ بتبكِ ليه ؟ 
تلاشى الحزن تمامًا ما أن أستمعت إلى صوت طفلتها لتبتسم ببهجه وحبور وهي ترفعها على قدميها وضمتها بقوة هامسه : 
- أبدًا يا قلب ماما مش زعلانه. 
قبلتها أروى بحنان وهي تتمتم ببراءة : 
- لا هو .. هو بابا زعلك وأنا مهصماه "مخصماه"  
نفت سجى برأسها وهي تتمتم : 
- لا يا حبيبتي بابا مزعلنيش. 
ضمتها أروى بقوة وهي تقول بحنو : 
- أنا بهبك "بحبك" يا ماما. 
بسروراً ضمتها سجى لصدرها فهي طفلتها التي ظلت لسنتين تدعوا الله أن يرزقها بها .. سنتين كان قلبها يعتصر ألمًا وحزنًا .. سنتين وفؤادها ميت يشتاق ليعود نبضه للحياة .. إلى أن جاء اليوم الذى من الله لها فيه بحته من فؤادها. 
بــ ليلة حيث الهدوء يعم الارجاء .. أوت لفراشها تلتمس النوم لكنه آبى أن يزور جفنيها الاتى لم يرقأ لهما دمع ما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى غلبها سلطان النوم... لم يمض طويلاً وفتحت جفنيها شاقه بحزن ما أن تذكرت عدم موافقة ياسين لذهابها إلى طبيبها .. تحسست الفراش بجانبها فلم تجده فـ بخوف نادت عليه : 
- ياسين  
جاءها صوته قائلاً برزانه : 
- ايوة يا سجى أنا هنا جنبك. 
حاولت النوم مرة آخرى فظلت تتقلب بقلق كأن هناك شيءٍ ينقصها .. لذا نهضت وسارت بأتجاه الأريكه .. فشعر بها ياسين لذا ترك الحاسوب من يده وتقدمت هي جالسه على قدميه واستكانت بحضنه .. فأخذ الحاسوب وعاد لشغله وهو يضمها بحنو كأنها أبنته الصغيره. 
رفعت رأسها ثم رددت بحذرٍ وترقب : 
- ياسين هتلخيني أروح بكره لدكتوره ؟ 
ياسين بنفاذ صبر : 
- لا يا سجى واقفلي الموضوع ده ؟ 
بحزن أعادة رأسها لصدره .. لا سيما تتمنى طفل صغير يناديها بـ ماما يملأ حياتها بهجه .. تود ان تكون أمٍ أن تسعده هو لذا برقه قالت وهي تلتمس موافقته : 
- ياسين عشان خاطري أروح نفسي ابقى ماما وأسعدك ويكون لينا طفل صغير يناديك بابا ويجننك . 
قبلته برقه ، فتبسم ضاحكاً وهو يغمغم : 
- متحوليش يا حبيبتي .. أنا معايا طفله اهوو الحمد لله ومش عايز عيال تاني طفله كبيره مجنني. 
ضحكت برقة وهي تقول : 
- أنت معاك بنوته وانا عاوزة. 
ترك الحاسوب بجانبه وهو يقول : 
- خلاص يا قلبي اعتبريني ابنك اهوو.
نفت بإصرار :
- لا... وهروح بكره.
نفخ بضيق وهو يحملها ناهضاً إلى الفراش :
- لا يا سجى أنتِ بترجعي مضايقه وبتبكِ وانا مقدرش أشوفك زعلانه أبدًا.
تمدد بجانبها وهم بالنوم لكنها ظلت تلح عليه بدلال وهي تقبله حتى وافق.
ثاني يوم عاد ياسين فوجدها جالسة تبكِ فصاح بغيظ بها وهو يخلع جاكته :
- أنا مش قولتلك متروحيش .. ليه روحتي .. ياستي والله مش عايز عيال والله ما عايز أنتِ عندي بنتي وكل ما ليا.
علا نحيبها وهي تذرف الدمع ثم تمتمت وهي تغط وجهها بكفيها :
- هو أنا ليه بيحصل ليا كل ده ؟ انا تعبت والله تعبت ومش قادره استحمل اكتر من كدا.
نفخ ياسين بضيق وزرع الغرفه ذهابًا وأيابًا .. كلما علا نحيبها كلما أعتصر فؤاده ألمًا يود لو يخطف جل حزن قلبها ويحمله هو لكن كيف ينزعه ؟
حينما فاض به ولم يعد تحمل الالام قلبه ولا تلك الخناجر المسمومه اتجه وضمها لصدره بصمت تام دون أن يعبأ بـ ألمه فقد عاد لتوه من عمله وبذل جهدٍ عظيم به لكن كل شيء يهون في سبيل ضحكة .. أبنته .. شريكة حياته .. قلبه .. روحه .. نصفه الثاني وتؤم روحه وكيانه.
بعد وقتٍ وقتما شعر بهدوءها تحدث بهدوء وحنو وهو يزيح دمعاتها من على وجنتيها :
- يا بنتي يا نور عنيا متقوليش ليه بيحصل ليا كدا ربنا بيختبرك عشان بيحبك ويحب دعاكِ ومناجتك وصوتك وبلاش تقولي تعبت وتعصي ربنا ربنا كتبلك الأختبار يبقي تقولي الحمد لله وتصبري وتناجيه وتحمديه... احمديه عشان اختارك أنتِ من وسط نااس كتير .. احمديه عشان اختبرك في الدنيا ومش في الأخره قولي الحمد لله ربنا رزقك بحاجات كتير حولك حلوه وعوضك بحاجات أحلى فبلاش تنسي كل نعمه الجميله دي التي لا تُحصى عشان حاجه واحده واختبار واحد بلاش تنسي عشان متخسريش وقولي الحمد لله على كل حال ربك كبير.
تبسمت بصفاء ما أن لامست كلماته اوتار فؤادها وجفت دموعها وتلألأت عينيها بهجةً وسرور وتمتمت بحب وهي تضم كفه تقبلها :
- شكراً يا اجمل نعمه وعوض ورزق جالي من الله عز وجل .. أنت حياتي يا ياسين أنا اسعد انسانة لأنك في حياتي وجنبي ومعايا.
قبل جبينها بحنان .. لتضمه بقوة ثم تمتم هو :
- كلام الدكاتره دا مجرد كلام وخلاص ربنا قادر على كل شيء يقول للشيء كن فيكون يعني ممكن تحملي في اي وقت .. الدكاترة مدخلوش في ظهر الغيب عشان كدا ابشري وأطمني ربنا هيجبر بخاطرنا ولعله خير ولا ندري.. ودا كله ابتلاء لينا مش عاوزين نضعف ونخسر أجره .. احنا على دار بلاء يا بنتي ومجرد عابرين سبيل وضيوف وهنغادر عشان كدا المولى بيختبرنا و وجب علينا التحمل والصبر عشان نستشعر لذة الفرج بعد التعب يبقى لازم نحارب كل الافات اللي بتواجهنا ومهما عظمت وكثرة وذاد الألم فوق طاقتنا نرضى ونقول الحمد لله ونحتسب اجرنا على الله.... العسل لا نحصل عليه إلا بلسع النحل .. لازم نكابد ونصبر ونحتسب ونحمد عشان نكسب فهمتيني ؟
أؤمأت برأسها وهي مهللة الوجه فتبسم وهو يقول بآعين عاشقه :
- يلا قومي نصلي سوا ونشكر ربنا.
اؤمأت برأسها سريعًا بحبور ليمسك كفها ونهضا ليتؤضاء ثم صلا سويًا.
باليوم الثاني استيقظت سجى على دوار حاد و وهن ذهب ياسين لعمله ولم تظهر له تعبها حتى لا ينشغل ذهنه بها .. دلفت ديجا فرآتها ممده بتعبٍ شديد للغاية .. فـ دنت منها بقلق وهي تقول بلهفه :
- سجى مااالك أنتِ تعبانه ؟
نفت سجى برأسها وهي تهمس بوهن :
- لا أنا كويسه يا ديجا الظاهر دور برد بس.. هنام شويه وهبقى كويسه ان شاء الله.
قبلت ديجا وجنتها بحنان مصحوباً بقلق وهي تتمتم :
- نامي يا حبيبتي وأنا رايحه المدرسة وهخلي ماما تجيلك ماشي.
اؤمأت سجى ببسمه في حين دثرتها ديجا جيدًا بالغطاء وذهبت. 
بعد ساعات عاد ياسين .. لتنهض هي تتلقاه ببسمتها المعتاده .. وتضمه بإشتياق ليتمتم هو وهو يضمها بقوة.:
- وحشتيني.
هم ياسين أن يقبل وجنتها لتدفعه للخلف وتذهب شبه راكضه ناحية دورة المياة .. خلع جاكته ونزع ساعة يده وتعقبها بقلق ينهش بفؤاده .. قرع الباب في فزغ وهو يقول برعب زلزل فؤاده :
- سجى أنتِ كويسه؟ افتحي الباب ده هكسره !!
هم بدفع الباب بكتفه إلا ان انفتح وطلت هي ببسمه قائلة بتعب :
- أنا كويسه مفيش حاجه.
ساندها ياسين وهو يقول في قلق :
- كويسه أيه بس.
كان وجهها شاحبًا للغاية .. سارت قليلاً ثم وقفت ليذاد الدوار بها حتى انها لم تستمع لصوت ياسين الذى يكاد يموت وجلاً عليها بلحظه أسودت الحياة امامها و وسقطت مغشي عليها.
حملها ياسين و وضعها على الفراش وهرع ليأتي بوالداته التى أشرق وجهها بعد الكشف وتهللت وأخبرته بحملها.... صبر ورضى فـ كان له تلك البشرة ذات الدعوة الصادقه بسجودة هذا هو الدعاء أفليس الدعاء سلاح المؤمن وهو استعمل سلاحه جيداً دون يأس بثناء على رب العباد برضى وحمد وصبر ولم يجزع فهنيئًا له تلك الذة لذة الصبر "الجبر بعد الصبر"
فاقت سجى من شرودها على صوت ياسين الذى يضم كتفها قائلاً بحنو :
- متزعليش مني عشان زعقت فيكِ كنت مضايق.
أبعدت سجى ذراعه بحزنٍ مصتنع ولم تعطيه أيّ أهتمام أجلست طفلتها جانباً وهي تقول :
- اقعدي هنا يا حبيبتي هجبلك تشربي اللبن.
اؤمات الصغيرة ببراءة في حين ضيق ياسين عينيه بضيق وحيرة لم يدري كيف يصالحها ولكنه حمل طفلته واتجه خلفها للمطبخ وجدها تقف تتلامس مفتاح الشعله لتشعل النار فتحدث ببسمه وهو ينظر لها :
- الظاهر يا بت يا اروي في حد هنا محتاج مساعدة.
صمتت اروى دون فهم ولكنها تبسمت ضاحكه لتشرق فؤادها.. وضعها ياسين جانباً على المقعد واتجه لسجى ضمها من الخلف هامساً بجانب اذنها بنبرة رقيقة :
- طيب افهم بس يعني أنتِ عاوزني اشوف حد يعاكس بنتي حبيبتي روحي دنيتي ملكي واسكت دا أنا اكله بسناني إني غيور اوي.
تحكمت بإبتسامة كادت أن تفتر على شفتيها ولكنها استطاعت الثبات وغمغمت متصنعه الضيق :
- أنت زعقت فيا.
ياسين بضحكه.:
- ما انا هصلحك اهوو.
قبل وجنتها لتستدير هي وهي تهمس في جزع :
- ياسين بس واطلع بره عشان اروى.
دنا بوجهه من وجهها هامساً بعدم اهتمام :
- سيبك...
# انتوا بتعملوا ايه.... على فكره عيب ده .
نطقت بها اروى في تذمر لتضحك سجى ويغمغم ياسين.:-
انا ايه بس خلاني أجيب عيال ما انا كنت تمام كدا...
ما كاد بنهى جملته حتى صدح طرق على الباب لتهتف اروى بفرحه :
- ملك ومالك جمم.
لوى ياسين فمه قائلاً بغيظ :
- عيالك الباقيين اهم ياااختي.
فتح لهم ياسين الباب فلم يعيروه اي اهتمام وانما ركضوا تجاه سجى يضموها بصخب وضحكات عالية لطالما كانت هي الأقرب لهم حينما تذهب اسماء للمشفى... وقف ياسين عاقداً ذراعيه ببسمه يتأملها بحنان .. حتى ذهبوا الأطفال .. فتساءلت سجى :
- ياسين أنت صليت ؟
نفى ياسين برأسه وهو يمسك كفها :
- وانا من امتى بصلي من غيرك تعالي نصلوا.
وقف ياسين و وقفت خلفه فما كاد برفع يديه حتى جاءت اروى واقفه امامهم بغضبٍ طفولي وهي تقول :
- انتوا اتصلوا من غيلي "غيري".
جذبها ياسين من ذراعها هامساً :
- يا بت القردود أنتِ مبتفوتيش حاجه تعالي ياختي.
ضحكت اروى وهي تضع كفها على فمها ليرفع ياسين حاجبه بغيظ.:
- بتضحكِ ليه.؟
همست اروى وما زالت تضحك:
- أشان"عشان" انا بنتكم انتوا الارود "القرود".
ضحك ياسين وهو يمرر كفه على وجهه وخاطب سجى قائلاً :
- عجبك بنتك كدا ؟
همست سجى بحزن:
- نفسي أشوفها اوي وأشوفك.
ألمته نبرتها فنهض وضمها بحنان ثم شرعا في صلاتهم وبعدها الباقيات الصالحات ثلاثتهم.

              💞 صلوا على محمد 💞

ركضت سمر خلف حمزه صائحة بنفاذ صبر وهي تمسك "طبقًا" من الطعام بيدها : 
- ي ابني تعالى هنا بقا متتعبنيش معاك. 
وقف حمزه ملفتًا لها واخرج لسانه وهو يغمغم : 
- لا مش هشرب أنا .. أنا كبير واللي أقوله يتنفذ. 
على حين بغتة كان متعلقًا من تلابيب ملابسه من أنس الذي صرخ بها وهو يكز على أسنانه : 
-كلام مين اللي يتنفذ ياض أنت. 
صرخ حمزة مستغيثاً وهو يحرك قدميه في الهواء : 
- كلام ماما اللي يتنفذ يا بابا متسمعش غلط. 
آنس بغيظ : 
- لا أنا سمعت صح يا خويا .. متعب ليه ماما يلا ؟ 
تصنع حمزه البكاء وهو يقول مخاطباً سمر : 
- يا ماما الحقي ابنك حبيبك اللي بيسمع كلامك ومش بيزعلك. 
تعالت ضحكات سمر وهي تقترب وجذبت حمزه لحضنها وهي تضمه بلهفه مغمغمه.: 
-حبيبي حبيبي . 
ثم ضربة آنس على كتفه : 
- ملكش دعوه بـ ابني تاني انت فاهم ؟ 
اخرج حمزه له لسانه مغيظٍ آياه .. لوى آنس فمه قائلاً : 
- بقا كدا وانا اللي بجبلك حقك أنتِ حره بقا انتِ وابنك هااا. 
لوت سمر فمها بسخريه ثم جلست وهي تحمل حمزه على قدميها تلاعبه .. فـــ حين تأملها آنس بسعادة تغمر فؤاده الذي نبضاته لا تنبض سوا بـ اسمها ولها وبها .. لفت أنتباهها شروده بها لتضيق حاجبيها متسائلة : 
- مالك بتبصلي كدا لية ؟ 
أتجه جالساً بجانبها وطوق كتفها وهو يشير لحمزة : 
- روح شوف شوشو كدا لتكون صحيت ؟ 
اؤمأ الصغير ببسمة ونفذ على الفور ما قاله له فما أن أبتعد حتى رفع ذقنها بسبابته ناظراً لعمق عينيها وهو يتمتم بعشق : 
- كنت خايف تعاملي حمزة وحش وتفضلي شيماء عليه .. كنت مرعوب من فكرة تغيرك معاه .. بس فجأتيني أنك فضلتي زي ما أنتِ ومفرقتيش بين الأتنيين. 
أزاحت يده بحزن وهي تتحاشى النظر له و تردف بصدق : 
- أنت ليه شايفني وحشه كدا ؟ حمزه ابني وحته من قلبي ومني هو وشيماء عندي واحد بالعكس حمزه فرحتي الأولى واول ماما اسمعها منه اول ايد تمسح دمعتي وتوسيني وتضمني ازاي اتغير على ابني ..  
قاطعها نافيًا بصدق : 
- أبداً والله مفكرتش انك وحشه وعمري ما اشوفك كدا أنتِ أنا بس كنت خايف انك تحني لشيماء اكتر ولما تيجي تنشغلي فيها. 
قبل جبينها بحنان واستطرد بهمسًا ساحر أذاب فؤادها العاشق : 
- تعرفِ إني من من اول ما وقعت عيني عليكِ وأنتِ أسره قلبي وملكتيه وملكتيني بقيتِ الحياة رغم بعدك عن عيني .. مجرد إني اتخيلك كانت كفيلة بجعل قلبي مهما كان جواه حزن يتمحي بغمضة عين .. قفلت الباب على حبي ليكِ ومأظهرتوش لحد ولكن كنت في كل سجدة ليكِ من القلب دعوة كأن دعائي بقي أنتِ وبس ومليش ولا عايز حاجه من الدنيا غيرك .. كنت اتوجع اما احس أنك مبتحبنيش. 
تنهد بصوتاً مسموع محمولاً بحزنٍ دفين ها هو ينزاح لتوه ويُمحى : 
- كنت لما بحس بحبك لـ ياسين بحس بخنجر بيطعن في قلبي من غير رحمه وبيسيب أثر وجرح نازف ملهوش دواء. 
قاطعته سمر بلهفه : 
-بس أنا اكتشفت إني محبتوش ، أنا حبيت وجوده شخصيته لكن محبتهوش هو. 
أؤمأ أنس برأسه مردفًا بحنو : 
- عارف أنتِ حبتيه لأن هو دايمًا قدامك ومبسوط أنك أكتشفتي ده لوحدك .. كنت دايمًا عايز أحذرك و أوضحلك بس مكنش ينفع نتكلم. 
تبسمت بوجع بدا بتفكير ثم قالت بأعين دامعة : 
- أكتشفت حبي ليك وقت ما ضعت مني. ولقيتك مع وحدة تانية. 
شهقت بصوتاً عال محمل بالأوجاع مصحوبًا بتدفق الدموع من عينيها ليضمها لصدرة بحنان ولكنها تابعت وهي تدفن رأسها بصدرة : 
- كنت لما بتوه قلبي بيجبني عندك كأن مليش في الدنيا غيرك. 
رفع رأسها ثم أزاح دمعها بحنانٍ وتمتم بألم : 
- لوهلة ظنيت أنك مستحيل تكونِ ليا... بس دلوقتي أتأكدت أن اللي عند ربنا عز وجل ما بيضعش وأنا استودعتك عنده .. كنت في كل سجدة بتمناكِ من ربنا وبحافظ عليكِ من نفسي وكنت خايف ربنا يعاقبني فيكِ .. بس دعواتي استجابات وتعلمت كتير الفترة دي الحمد لله بقيتِ ليا وبيا حياتي وقلبي وكل ما في دنيتي واسئل الله أن في الجنة تكونِ ليا. 
أبتسمت وهي تعانقه وجل أمان الكون بفؤادها فهو سعادة فؤادها وراحة روحها وسكينة نفسها..
لم يمض ثوانً وصدح بكاء شيماء وصراخ حمزه بـ اسمها لتقف راكضه للداخل.... ويتمتم آنس بسره بغيظ :
- يا ولاد الـ...... من يوم ما جيتوا مش عارف اقعد معاها.
جهزت سمر ذاتها و وقفت أمام المرأة تظبط حجابها فـ حين أقترب حمزه متسائلاً ببراءة : 
- احنا خارجين يا ماما. 
تهللت أساريرها وهي تنظر إليه بسرور ثم جثت لتصبح بمستواه وضمت وجهه تقبله بحنان وهي تغمغم : 
- هنروح نزور ماما زينب يا غالي. 
كشر حمزه وهو يضيق عينيه وبإستنكار تحدث : 
- بس أنا معنديش ماما غيرك... أنتِ ماما وبس. 
أنهى جملته وهو يعانقها .. لتحمله وتجلس على أقرب مقعد.
عبثت بخصلاته وهي تتحدث بحنو مردفه : 
- لا يا حبيبي أنت عندك ماما زينب وكانت زي اختي الكبيرة وكانت بتحبك اوي اوي اوي ولو كانت موجودة كانت هتحبك أكتر مني بكتير اوي كانت طيبة جدًا وبتحبك جدًا جدًا. 
نظر لها الصغير متسائلاً ببراءة : 
- وهي فين ؟ 
سمر وهي تضع كفها على وجنته : 
- في الجنة بإذن الله يا حبيبي أدعيلها .. ودلوقتي أنزل صلي مع بابا ولما ترجعوا نروح نزور ماما زينب. 
قبل الصغير وجنتها وهو يصرخ " بحبك يا احلى ماما" ثم توجه مع والده للصلاة. 
بقى نظر سمر بأثرهما ببسمة لم تزول بعد وكيف تزول والسعادة تحفها من كل جانب ، أغلقت جفنيها حامدة المولى على هذه النعمة ثم تذكرت كيف غدا حمزة جزء منها .. لا يمكن ان تتخيل حياتها بدونه .. فهو إذ غاب عند جدته والدة والدته كسف بالها وأحست بنقص غريب وسواد حولها وان عاد عادت روحها وغمرتها السعادة وهو ايضًا أصبح لا يفارقها ألبته.. منذ وفاة زينب وهي تهتم به أبى الصغير منذ الصغر تركها والبعد من بين يديها .. بعد العزاء حاول آنس اخذ الصغير منها لكنه يصرخ باكيًا وتذكرت ذاك اليوم. 
تجلس هي والفتيات يلاعبون حمزه ، ليدخل ياسين الذى طغى عليه الحزن من أجل صديقه وغمغم مخاطبًا سمر : 
- سمر .. أنس جه يأخد حمزة. 
نظرت له بقلبًا قد فطر وأعين دامعة أيرحل حقًا وقد غدا جزءاً منها كيف يمر يومها بدونه. 
رددت بوجل : 
- بس ، بس. هو عايزه ليه ؟ خليه معايا. 
ياسين بتفهم : 
- هو بس كان سيبه معاكِ لحد العزاء ما يخلص ودلوقتي هيأخده ومامته هترعاه. 
تدفقت الدموع من عينيها دون ارادتها وضمته لصدرها أكثر كأنها تودعه وظلت تقبله في حين نظروا الفتيات بحزن لبعضهما فقد تعودوا على وجوده أجل أسبوع لا غير لا سيما قد طبع على قلوبهم السعادة. 
نهضت سمر رغمًا عنها وهم ياسين بأخذه فصرخ الصغير باكيًا لتعيده لقلبها الملهوف وهي تغمغم : 
- تعالى هطلعوا أنا. 
اؤمأ ياسين برضى وتفهم وتبعته للخارج حيث آنس جالس يظهر عليه الحزن جليًا. 
أخذ الطفل رغمًا ولم يعبأ ببكاءه بقلب أدناه الحزن ركضت لغرفتها واطلقت لدموعها العنان لتبكِ كما تشاء .. إذ كلما ذاد بكاء الصغير شطر فؤادها وذاد نحيبها حتى اختفى صوته لتعلم أنه ذهب به. 
لم يمض إلا يومًا وعاد أنس بالطفل طالبًا منها بحرج أن يظل معها وصرح لها ببكاء الطفل مذ ان آخذه .. فـ عادت لها الحياة برجوعه. 
آستطاع ياسين أقناع آنس بزواجه من سمر من أجل حمزه .. ورغم رفضه التام إلا أنه رضخ للأمر بنهاية المطاف من أجل حمزه الذى لا يفارق سمر آلبته حتى انه لا يرآه إلا إذا ذهب.
فاقت لواقعها على بكاء صغيرتها لتحملها وهي تذهب وتجيء تحاول تهدأتها ولم يخلو بالها من التفكير بجل ما مرت به بزواجها من آنس وجودهم بالشقه گ الأغراب فما ان تنام حتى يجلس بجوارها يحادثها بحبه وهي تتصنع النوم لترتوي من سماع صوته. 
ثم كيف ذات ليلة صرحت بحبها له وأصبحت زوجته. 

🍀 سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله 🍀

همت أروى بالدخول إلى شقة ورد في حين ارتطمت بـ خالد لتعتذر بطفولة وهي تتحسس جبينها : 
- أنا .. أنا .. مكنس قصتي "مكنش قصدي"  
دفعها خالد للخلف فسقطت أرضٍ باكية وصرخ بها قائلاً بكره : 
- غوري من هنا متجيش عندنا تاني روحي عند أمك. 
# خالدددد. 
صرخت بها ورد بصوتاً عال وهي تهرع إلى أروى وحملتها محاولة تهدأتها ونظرت بغضب لـ خالد قائله : 
- أيه اللي أنت بتقوله لـ أروى دا أعتذر حالاً دي زي أختك. 
بضغينه ركل الأرض وهو يقول بكره شديد ونظره لـ أروى : 
- لا مش هتعذر خليها تروح من هنا. 
أنهى جملته و ولج للشقة ، في حين نظرت ورد بـ آثره بصدمة من أين لطفلها بجل تلك القسوة والضغينة ؟  
نظرت لــ أروى وقبلتها بحنان وهي تقول بمحبة : 
- متبكيش يا رورو خلاص اكيد الواد خالد ميقصدش. 
قالتها وهي تدلف بها للداخل في حين رددت أروي : 
- هو مس "مش" عاوز أروى تجي تاني. 
هزت ورد رأسها وهي تضمها اكثر : 
- لا يا غالية أنتِ تيجي براحتك ..
قطعتها أروى ببراءة : 
- أنا عاوزه ديدا "ديجا" 
أؤمات ورد ببسمة ونهضت متجه بها لغرفة ديجا التي حملتها بصخب وهي تدور بها وتلهو. 
في آوان ذلك ذهبت ورد إلى خالد وجلست بجانبه بصمت وهي تنظر له ولذاك الكره الذى لا تدري سببه بعينيه ، تنحنحت وهي تتنهد بثقل أعتلى حناياها وردّت : 
- ممكن أعرف أيه اللي بتقوله لـ أروى ده ؟ 
وثب الصغير واقفاً بأعين جاحظه وبضغينة غمغم صارخًا : 
- أنا بكرها أنتوا ليه بتحبوها كلكم وبتهتموا بيها.

لمتابعه الخاتمه 2 من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-