رواية سيف القاضي الفصل الثامن والعشرون بقلم إسراء هانى
كان يستمع للخادمة بقهر وجع ليس له آخر ابنته اتهمت والدتها بشر.فها اتهمت حبيبته أغلى الناس على قلبه بل كل حياته ...
كان يتوعد بالقت.ل لمن تسبب بصدمتها كيف يقت.ل ابنته لن يستطيع فقد لأجل حبيبته
أغمض عينيه التي أصبحت بلون الد.م يحاول استعياب ما تقول يتخيل شكل زوجته وردة فعلها عندما اتهمتها هذا الاتهام ... ربما لن يستطيع قت.ل ابنته لكنه سيقت.ل من وصل الصورة لها بشكل خاطئ وفتح موضوع دفن منذ ٢٠ سنة لكن سينت.قم من تلك الغبية التي صدقت عن والدتها شئ كهذا
انهار بشكل كبير انهار لدرجة أن انفاسه انقطعت واصبح يأخد نفسا بصعوبة دخل لحبيبته التي أصبحت واحدة ثانية وجلس بجوارها وهيا تنظر للأمام ..
همس بقهر وما أصعب قهر الرجال " حسيتي بايه يا حبيبتي قوليلي أخفف عنك ازاي اسراء هاين عليكي حبيبك يتكلم وما ترديش عليه هاين عليكي تشوفيني موجوع كدة وما تاخدنيش في حض.نك عشان خاطري ردي عليا اول مرة أحس اني عاجز مش عارف أعمل ايه ردي عليا قوليلي يا حبيبتي أعمل ايه"
وضع رأسه على حجرها وبكى بكى بشدة بقهر أن وجع قلبه سببه ابنته كلما يتخيل شعور زوجته وقتها يبكي أكثر يتمنى لو كان معها وقتها لما سمح بذلك رفع رأسه ينظر لها وهي ما زالت كما هيا وهمس بتوسل ودموعه تهبط " ردي على حبيبك يا اسراء حبيبك موجوع أوي "
مددها على السرير ودثرها جيدا وذهب لتلك الذي يفكر كيف يمنع نفسه عن قت.لها فقط اكراما لزوجته..
"بيسان انتي عملتي ايه '
"انا اقولك عملت ايه "
شهقت برعب عندما سمعت والدها ووجدته يقترب منها ليصفعها بشدة لدرجة ان جانب شفت.يها جر.ح .. وكان أول مرة في حياتها يصفعها ...
مصطفى بجنون " عمي في ايه بتضر.ب مراتي ليه "
يوسف بصرا.خ " ليه ... قوليلي ليه انطقي "
كانت تضع يدها على خدها تبكي بشهقات ليكمل يوسف هو بألم وهو ينظر لها بخزي " مراتي عندها انهيار عصبي ما بتتكلمش مع حد كأنها في دنيا تانية "
نظر لزوجها الذي كان يضمها متكتف الأيدي لكنه يظل والدها ثم همس " هتعمل ايه لو حد جه اتهم مراتك في شر.فها يا استاذ مصطفى "
بكت اكثر عندما تذكرت ما قالتله لوالدتها ليهدر بهم " ردوا عليا هتعمل ايه قولي .. ياريت أقدر أقت.لها بس اللي مانعني هيا نفسها ما انتي للأسف بنتها برضو "
سحب نفسا عميقا ثم استرسل بوجع " شوفتي منها ايه وحش عشان تتهميها بأخلاقها لما بنتهم حد بيكون شوفنا عليه حاجة شوفت عليها ايه دي مافيش حد في اخلاقها وتدينها بقالها سنين مش بتحط اي حاجة على وشها ما فكرتيش طيب حتحس بايه لو زهرة ما لحقتهاش كانت موتت نفسها "
حدقت بعينيها تستوعب كمية الصدمات ليهز رأسه ودموعه عرفت طريقها " ايوة كانت هتنت.حر قبل ما يحصلها انهيار عصبي وتتبدل وحدة تانية عايشة من دون روح كنت ناوي اما أعرف اللي عمل فيها كدة أحرقه عمري ما كنت أتخيل أنه أكبر وجع في حياتي يكون منك انتي .. ده انتي أقرب وحدة من ولادي ليا ازاي قدرتي تصدقي انك مش بنتي امتى حسستك بده "
ازال جاكيت بدلته ثم فتح ازرار قميصه وكشف عن كتفه ليغمض مصطفى عينيه بعنف بسبب غباء زوجته لأن لديها نفس العلامة بنفس المكان ... نفس غباء والدتها عندما هربت..
أما هيا كانت لا تصدق أنها تصرفت هكذا بلحظة شيطان كيف صدقت على والديها ذلك كان بكاءها عبارة عن شهقات ...
يوسف بهدوء " عايزك تقوليلي عرفتي ازاي موضوع مامتك "
هزت رأسها وبدأت بسرد القصة قام من مكانه بعد أن عرف كيف يبدأ ثم نظر لمصطفى وقال بجفاء " تاخد مراتك وتسافر وما ترجعش بيها تاني لأي سبب لأني لو شوفتها هقت.لها أنا دلوقتي عندي بنت وحدة بنتي التانية ماتت ساعة ما اتهمت حبيبتي بشر.فها "
استدار يخرج بسرعة ركضت خلفه تصرخ " بابااا لا والنبي تسامحني " صعد سيارته بسرعة قد كرهها فعلا لم يكن يمثل فان تعلق الموضوع بحبيبته لا يرى أحدا ..
أما هيا فكانت بين يدي مصطفى فاقدة وعيها حملها ووضعها بالسرير وهبطت دمعة من عينيه بسبب عجزه فقد أخطأت زوجته خطأ كبير وهو يعلم مدى عشق يوسف لزوجته كان ينظر لها يفكر بحل حتى لا تتألم سينتظر هدوءه ثم الكلام معه سيفعل أي شئ لأجلها وحتى يرى ضحكتها مرة أخرى...
***
كانت تبكي رعبا وأنها لا تستطيع العودة للبيت أما هو فعندما لم يجدها بالبيت ولا على الشاطئ جن أصبح يدور حول نفسه بجنون أي يذهب وهي لا تعرف شيئا هنا وهاتفها ما زال بالداخل ..
ركض يبحث عنها دون جدوى همس بجنون " الدنيا بدأت تعتم شام انا اسف ارجعي عشان خاطري شام انتي فين أنا خايف اوي "
كان قلبه سيخرج من مكانه من شدة رعبه وبدأت دموعه تهبط كشلال عند تخيل أن مكروه حدث لها .
خبط رأسه وصر.خ " غبي غبي ازاي تعمل كدة اديك خسرتها " صرخ بكل صوته شااااااااام
كانت الناس تنظر له بحزن وهو يجري بالطرقات كالمجنون...
أما هيا فرأت فتاة تمشي بالقرب منها برفقتها شاب اقتربت منهم وقالت بدموع " هل يامكانك اعطائي هاتفك لاجراء مكالمة لقد نسيت هاتفي "
هزت رأسها الفتاة واعطتها الهاتف لكنها لا تعرف رقم هاتف زوجها الحالي فقامت بإضافة رقمه المصري على الواتساب واتصلت وهيا تدعو أن يكون متصل بالإنترنت "
رن هاتفه أجاب بدون روح " أيوة "
ليأتيه همسها باسمه " سيف "
لا يوجد شعور يعبر عن ما يشعر الآن ان تجد ضالتك بعد أن شعرت بخسارتها للعمر همس بصوت مكتوم من شدة بكاءه " انتي فين "
لم تكن تستطيع الكلام أعطت الهاتف للفتاة التي أخبرته بالمكان ليسابق الزمن ويركض له ويشعر أن مصر أقرب من مكانها حتى شاهدها أمامه توقف ولم يتحرك فقط ينظر لضالته حب حياته يقسم أنها أغلى من روحه ..
آلمها قلبها لحالته وشكله الذي يوحي بانهياره ركض لحض.نه استقبلها بترحاب شديد ضمها بقوة حتى تأوهت بسبب ألم عظامها وهو يدفن رأسه بعن.قها ودموعه تنساب بغزاره "
شام بصوت خافت " انا خفت اوي يا سيف "
لم يتكلم فقط غائب عن الدنيا يستنشق رائحتها ابعدته برقة ونظرت لحالته التي كانت أسوا بمراحل من حالتها خصوصا أنه يؤنب نفسه بشدة أنه السبب
أمسكت يدها وسارت به الى سيارته وجلست بجواره سحبها لحض.نه وساق بهدوء استغرب ان المكان قريب الآن كيف كان بعيد عندما كان قادما ..
وصل بيته ولسانه يردد عبارات الشكر والحمد لربه على عودتها..
حملها بهدوء الى الحمام ساعدها بالاستحمام ثم بارتداء ملابسها وسألها بحنان " صليتي "
هزت رأسها بالنفي ليهمس بصوت خافت " صلي وهحضرلك حاجة تاكليها تمام "
قامت بصلاة الصلوات التي فاتتها وعند انتهاءها وجدته ينظر لها نظرة تخبرها أنه الكون بالنسبة له أن آسف مئات المرات تنحنح قليلا وقال بهدوء " تعالي كلي "
هزت رأسها وجلست بجانبه وهو يطعمها بيديه لاحظت عينيه التي عادت تمتلئ بالدموع
شام بحنان " أنا كويسة "
وضع الطبق من يده وقال برجاء " ما تعمليش كدة تاني والله العظيم كنت هموت قلبي بوجعني لحتى الان كنت هعمل ايه لو ما لقتكيش كنت هعمل ايه لو حصلك حاجة انا رجليا ما كنتش شيلاني من كتر الخوف"
أخفضت عينيها وقالت بدموع " مش انت اللي زعقتلي و قولتلي امشي"
حدق بعينيه وقالت بعدم تصديق " انتي فهمتي انك تمشي من البيت انا قولتلك تمشي من الغرفة عشان خفت ازعلك بكلام اكتر بس عمري ما كنت أقصد انك تخرجي من البيت.. انا اللي أخرج منه كل ما أملكك ملكك انتي تطرديتني براحتك ازاي تصدقي كدة "
شام بلوم " انت زعقتلي جامد يا سيف "
سيف بضيق من نفسه " ياريتني كنت م."
قاطعته بحدة " اوعى تكلمها "
سحبها بقوة يضمها ويشدد من ضمها يريد أن يبقى طوال حياته هكذا وهيا شعرت بالأمان واستكانت بحض.نه همي بندم " أنا آسف والله العظيم آسف "
ليشعر بنفسها انتظم فهم أنها قد نامت فقد كان يوما طويل عليها حملها بهدوء ووضعها في السرير تمدد جوارها وشدد عليها كأنها ستهرب منه ليغفو جانبها بعد أن اطمئن انها معه الآن...
****
علم بمرض والدتها وكان يفكر كيف يخبرها فهي تبكي من أقل شئ ...
دخل منزل والدته ليتفاجأ بصوت سلمى وصوت زوجته كأنهم يتشاجران ..
سلمى بحدة " وليه بقى برنسس تاكلي على الجاهز انتي تساعدي بكل حاجة زينا "
هند " معها حق يا بنتي لازم تنزلي بدري تساعدي بكل حاجة "
همست بحزن " بس أنا بكون في شغلي "
سلمي بحدة " وانتي بتشتغلي لينا تصرفي يا اما تشوفيلك مكان تاني "
قاطعها صوته " سلمى "
حاول التماسك عندما شعر انه سيقت.ل أخته وسيرفع صوته على والدته سيقت.ل من يحزنها أيا كان ..
كانت عينيه بلون الد.م بسبب محاولته التحكم بنفسه
سلمى ببكاء " انا مش قصدي حاجه "
هند بهدوء " مراتك اللي غلطت بالأول يا حبيبي"
هز رأسه وقال بهدوء عكس نار قلبه " عندك حق مراتي اللي غلطانة "
نظرت له ماسة بصدمة اقترب من والدته وقبل رأسها وقبل رأس أخته وهمس بهدوء " انا آسف "
أمسك يدها وصعد لشقته وهي تنظر له باستغراب اخرج حقيبة كبيرة ووضعها على السرير وبدأ بوضع ملابسهم بهم
حدقت بعينيها غير مصدقة فسألت بذهول " انت بتعمل ايه "
رد وهو يكز على اسنانه " هنعيش في فندق يومين لغاية ما اشتري لك بيت تاني اذا عايزة قصر "
ماسة بصدمة اكبر " ليه "
رد وهو يمسح وجهه بحدة " عشان ما استحملتش حد يزعلك مش هأقدر اوقف لهم وأخدلك حقك بس أقدر أبعدك عنهم "
انتبه لدخول والدته وأخته ويدخلوا بنوبة ضحك بقوة وماسة تشاركهم بالضحك وقلبها تقسم أنه حلق بالسماء بسبب هذا الرجل الذي أقل ما يقال عنه أنه خيالي...
ضيق عينيه وقال بذهول " انته بتشتغلوني "
هند بضحك " واحنا من امتى مفترين انا اعترضت بالأول بس عشان خاطر سمسة وافقت "
رفع حاجبه ينظر لها وقال بتوعد " سمسمة "
ابتلعت ريقها وقالت بتقطع " انا قصدي ما كنتش..."
غمز لوالدته التي تأخذ أخته وتذهب وقال وهو يقترب منها بحزن مصطنع " بتلعبي بيا يا ماسة "
هزت راسها بالنفي وردت بلهفة " لا والله كنت عايزة اعرف بتحبني قد ايه "
اقترب منها وهو يفك ازرار قميصه وقال بشغف " هعرفك دلوقتي"
حاولت الهروب لتضحك بقوة عندما أمسك بها ضحكة جننته أكثر وفي ثانية كان ينت.قم منها بطريقته ...
بعد وقت جميل .. همس بحب " كنتي عايزة توصلي لايه بلعبتك دي "
ابتسمت عندما تذكرت ما حدث لترد بابتسامه " سلمى قالتلي قد ايه بتحب عيلتك وقد ايه حنون وقالتلي كمان عن حبك ليا وايه كنت تقول لها ... فجت في بالي فكرة لو تحطينا في مقارنة هتختار مين "
نظر لها قليلا ثم أجاب بهدوء " الاختيار بيكون بين حاجتين متعادلتين نوعين فاكهة او نوعين اكل معين يعني بين اتنين من اولادك اتنين من اخواتك باباك ومامتك ما ينفعش أقارن بين حاجتين مختلفتين يعني الموز ولا الطماطم فأمي غالية جدا حبي الاول وسلمى بعتبرها بنتي وروحي فيها عمري ما كنت هزعلهم ...
سكت قليلا ثم همس وهو ينظر لها بعشق " بس انتي حياتي كلها ما بقدرش أتنفس من غيرك فما كنتش هنصفك عليهم ولا هنصفهم عليكي بس كنت اقدر أخدك بعيد عن أي حد يزعلك "
كم أصبحت تعشق هذا الرجل سألت بابتسامه " استغربت ردة فعلك انك هتسيب بيتك وتشوف بيت تاني عشاني "
أجابها باستغراب " عشانك ؟؟ هو انت حد قليل والله العظيم اسيب الدنيا عشانك مش بيتي أهلي مش هبعد عنهم هزورهم وعمري ما هزعلهم بس انتي مش مجبرة تكوني في مكان حد يأذيكي فيه بنظرة حتى انا لما تقدمتلك عاهدت ربنا اني عمري ما هأسمح لحد يزعلك وهكون لك سد منيع لأي حد ممكن يقرب منك "
تنهد ثم سأل بابتسامه " صحيح قوليلي مرتاحة تكوني مع أهلي بنفس العمارة ولا تحبي نروح مكان تاني قصر ليكي وحدك "
أجابت بحب " انت هتكون مرتاح فين "
آسر بعشق " اي مكان تكوني فيه "
اقتربت منه أكثر وقالت بابتسامه " انا حبيتك أهلك اوي ماما هند حنونة جدا وسلمى زي بيسان عندي ولما انت تكون بالشغل او مسافر بيسلوني بعدين ماما هند روحها فيك وما يهونش عليا ابعدك عنهم "
ارتاح قلبه لجواب تلك الجنية وقال بحب " بس هشتري شاليه لينا أبقى أخطفك فيه "
هزت رأسها بحماس ثم سألت " ايه بقى اللي مخبي وعينيك عايزة تقولوا من الأول "
ابتلع ريقه مما جعلها تنظر له بقلق وهمست بخوف "في ايه حد من أهلي حصله حاجة "
شدد ضمها وقال بحنان " لا كلهم كويسين بس مامتك زعلت مع بيسان وضغطها ارتفع "
هزت راسها بالنفي وقالت بلهفة ودموع " لا انا حاسة في حاجة أكبر من كدة وديني ليهم دلوقتي عشان خاطري "
****
رن هاتفه وهي تنام في حض.نه أجاب بابتسامه " حبيبة قلبي عاملة ايه "
اتاه صوتها المختنق بسبب شدة البكاء وقالت برجاء " ابيه سيف انا محتجالك اوي "
انتفض فجأة وقام من مكانه للخارج وسأل بقلق " مال صوتك في ايه يا حبيبتي "
بيسان بانهيار " قولهم يسامحوني والله العظيم ما كنت أقصد أن بحبهم اوي "
زاد قلقه وسأل برجاء " عشان خاطري اهدي وقوليلي في ايه مين دول اللي يسامحوكي وقعتي قلبي "
ردت بنفس الانهيار " مامي تعبت بسببي انا ما كنتش أقصد "
تجمدت دما.ءه وقال بأنفاس متقطعة " ماما تعبانة في ايه ماما مالها "
حاول فهم منها بعض الأشياء لكنها كانت منهارة جدا استيقظت شام واقتربت منها وسألت بقلق " في ايه "
أجاب بقلق شديد " بيسان بتعيط مافهمتش منها وقالتلي ماما تعبانة "
يريد أن يطير للاطمئنان عليها لكن زوجته لم يمضي على زواجهم سوا أيام شعرت به لتهمس بابتسامه " احجز طيارة بسرعة ويلا نروحلها "
نظر لها بسعادة هزت راسها تأكيدا وقالت بحب " احنا مع بعض في اي مكان هنا هناك مش كدة يلا نطمن عليها يا حبيبي "
اعتصرها بحض.نه وقال بامتنان " لو تعرفي ريحتيني قد ايه حبيبة قلبي والله "
****
رد بجفاء " خير "
أتاه صوته المكتوم وقال برجاء " بيسان انت.حرت وهيا دلوقتي في المستشفى "