رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني 2 دموع العاشقين (الخاتمه 3) بقلم ندي ممدوح




 رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثاني 2 دموع العاشقين (الخاتمه 3) بقلم ندي ممدوح 




الخاتمة ج 3  

💮استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه 💮


جالسًا أسفل ظل أحدى الشجيرات ، بسكون الدجى ، وركود الليل ، والهواء المنعش ، مطمئن السريرة هادئ النفس بين يديها ، حضنها الذي يسرع بعد يوم شاق للسكون به ، فتنسيه جل ما تعبه وأرهاقه وهمومه واعباء حياته ، بينما تميل هي برأسها على كتفه ، تلامس ذراعه الذي يحوطها ، وآيديهم الاخرى متشابكه ، مغمضي الأعين ، يستمتعان بتلك اللحظة يرتويان من بعضهما لبعضٍ ، وليست تلك اللحظة فقط فكُلا منهما يكتمل الآخر فتغدا لحظاتهم كلها تاركه اثر بالفؤاد الذي يغمره السعادة. 


تمتمت سجى بنبره باكية متألمة اودت بفؤاده للهلاك : 

- ياسين. 


همهم بقلق ويكاد قلبه يقلع من بين حناياه ، لتتابع هي بتلقائية ولم تشعر بدموعها التي تسيل على وجنتيها : 

- سامحني عشان مش قادرة أعمل ليك اي حاجة ، بل على العكس كل حاجه سيباها عليك ومش بساعدك حتى .. سامحني يا ياسين بس أنا والله بحبك....


قطع كلماتها ضمهُ بلهفة لوجهها وهو يتمتم في شغف :

- هششش أيه اللي بتقوليه ده كُله ؟ وليه بتقولي كدا.


أغلقت عينيها لتهوى دموعها بين كفيه الذي يحيط وجهها ورددت بنبرة يفعمها الوجع :

- أنا خايفة تندم أنك اتجوزتني.


هم بالأنفعال حقًا لا يصدق ما تتفوه به من تراهات لا معنى لها ، هو ماذا بدونها.؟ هدأ من روعه وجذب رأسها لصدره ، بل جذبها كُلها بحضنه وتمتم بهمس وحب وهو يمسد على حجابها :

- أنا لو ندمان يا سجى فـ ندمان على سنين عمري اللي ضاعت وأنتِ مش جنبي ، على كُل لحظة مرت وأنتِ مش قدام عيوني ، ندمي إني معرفتش أحميكِ ، ندمي على كل الأيام اللي قضتها في وحده جنب قبرك وأنتِ عايشه ، ندمان على آيااام كتير وسهر وأنا مشتاق وبحن ليكِ وبتمني طيفك ، ندمان على نصي اللي كان غايب بس كان واخد كل ما فيا الروح .. والقلب .. والكيان .. والحياة.انا كنت ميت بس الفرق ان جسدي لسه مدفنش .. أنتِ الهُواء اللي بتنفسه كُنت بختنق وبموت بالبطيء وروحي بتتسحب وبدور على هواء ينقذني ومش بلاقي غير .. غير لما رجعتيلي يوم مشفتك حسيت حته من قلبي تردت لي ، گ شخص كان في غيبوبه وفاق بعد سنين طوال... گميت عاد للحياة... كمريض بيعافر يعيش بس مش لاقي زورق للنجاة وأنتِ زورق نجاتي من الغرق.

أخذ نفسًا طويل أخرجهُ ببطيء وحبس دمعه كادت بالأنحدار وهو يغلق جفنيه وشدد فجأة من ضمها بقوة كأنه يخشى أن تنسحب منه وتابع بعد دقيقة من الصمت :

- ايّ حاجة سهلة وهتعدي إلا بعدك عني .. وفراقك   

.. والله أنتِ دنيتي واللي فيها وناسي ، هي تسوى ايه حياتي من غيرك ؟ سجى أنتِ اكسجيني على الدنيا دي ، روجوعي بعد يوم طويل من العمل والركض هنا وهناك والدم اللي بشوفه والضحايا مفيش حاجة بتهونه غير حضنك ، فكرة اني ارجع لحضنك بعد الشغل دي بتصبرني عليه وعلى اللي بشوفو ، حضنك بينسي اي حاجة بيطمني وبيخليني اعمل بجهد عشان ارجعله ، راحتي ونومي بس لما تنامي في حضني واطمن أنك بين ايديا لولا ما برتاح وبعرف انام.

إني اصحى الصبح على شوفتي لعيونك وبسمتك دي الحاجه الوحيدة اللي بتغمرني بالسعادة وطمني وتديني امل في كل حاجة ، انا معرفش اصلاً يعني سعادة من غيرك ، ضحكتي وبسمتي والله العظيم ما بيطلعوا غير معاكِ الفرق انها بتطلع من جوه قلبي اللي بيعشقك ده ، كل حاجه سهلة وهتعدي وهتخطاها إلا بعدك يا مليكتي.


أهي الآن تحلق بالفضاء ؟ ما ذاك الدفء الذي غمرها فجأة، كفكفت دموعها ثم تلامست ملامحه بأناملها بحنو وتمتمت :

- أنا بحبك اوي.


جذبها لحضنه وهو يتمتم بمرح :

- مش قدي يا بنتي طبعاً ..


أستكانت بحضنه كنسمة هواء ، مطمئنة ترتوى وتستدفء من أحضانه الأمنه ، تستمع لنغمات قلبه التي تحييها لتبث لها كم يعشقها ، في حين طوقها هو واحكم ضمها لا يريدها ان تبتعد لو ثانية هي ، هي أبنته حلاله روحه هواءه الذي ان انقطع سيموت لا محالة ، ظلا على هذه الحالة لوقتٍ طويل تاركين بهِ الفؤاد يعبر عما يكنه ، ويبث الحب كلا للآخر مشاعر جميلة تتولد كل يومًا بأفئدتهم لبعضهما لبعضٍ عسى أن تظل تلك السعادة ولا تفرق روحًا عن جسدها.

أجفلهما صوت ديجا التي تقول في غيظ : 

- ياااختي مش خايفين حد يديكم عين كدا ولا كدا ، ادخولو جوه لحد يحسدكم القيك مطلق البت. 


قذفها ياسين بحصى صغيرة وهو يقول بنرفزه : 

- أمشي يا بت من هنا والله ما حد هيدينا عين غيرك. 


دفع سجى بخفه : 

- قومي يااختي نتلم في اوضتنا لحسن عنيها هتصيب واطلقك بعد شوية. 


ضحكت سجى بصخب في حين ركلت ديجا الارض بقدمها وقد فشلت بأن تصيبهُ بالحصى : 

- ماشي يا ياسين شوف هعمل فيك أيه... ويلا ورايا عشان لمار عايزكم. 


دلفا خلف ديجا للداخل ، ليجدوا سمر قد آتت فرحبت بسجى ما ان وقع بصرها عليها ، وجلسا مواجهاً للمار التي تبسمت بصفاء وهي تنظر لـ سجى ،  


قطع يوسف الصمت السائد وهو يتمتم ببعض التعب ، ولكن بوجهًا بوشوش ، وعينين تطوف على الجميع بمحبة : 

- عايز أقولكم حاجة .. يمكن أنتوا مستغربين ليه عيلتنا بتحب بعضها ؟ ومفيش بينا خوف من أن يجي يوم ونفترق ونبقى أغراب !. 


بدا له جليًا الأهتمام بجل الأعيُن المعلقة بهِ بترقب فتحمحم متابعًا : 

- ببساطة لأننا علمناكم يعني ايه حب بجد وازاي تخلوا بالكم من بعض وتهتموا، وتشاركوا كل حاجة مع بعض وتكونوا ايد وحدة .. كل واحد فيكم يكون الكتف اللي مهما مال عليه أخوه ميتعوجش يفضل سنده وضهره وأمانه. 


تنهد تنهيدة طويله وهو يرى نظرات التعجب والتساؤل بكل الوجوه فـ أردف ببسمة خفيفه : 

- أكيد بتّسألُوا أنا ليه بقول كدا ؟ 


أؤمأ الجميع ليحرك بصره ناحية لمار باسماً وهو يتمتم بخفه : 

- عشان تعلموا عيالكم يكونوا ايد واحدة ، وميكرهوش بعض لأي سبب ، واللقمة اللي في ايد واحد فيهم يقسمها على الباقيين ويكونوا روح وحده ويفضلوا دايماً جنب بعض ميفرقُهمش حاجه. 


ومِضات ما مضى أضاءت أمام عينيه ليحبس دموعه بقوة ونظره ثابت على لمار التي تناظره بحنو وقلبٍ يرفرف فرحًا ، تابع بصوت متحشرج :

-عرفين ليه أنا و لمار زي التؤم بنحس ببعض حتى لو في بينا أميال ولا مرة طمعنا في بعض او اختلفنا وتخصمنا عرفين كل ده ومع ذلك أحنا كنا بعاد عن بعض اوي من طفولتنا لحد ما اتجوزنا كدا.


تنقالا ياسين وعثمان النظر فيما بينهما بوجيعه ، ولقد هوت دموع لمار بصمت وهي تتذكر كيف كانت وحيدة قبلاً ، وكيف اصبحت الآن وسط عائلة يجمعهما رباط أبدي متين من الترابط والود والمحبه.


ضيقت سجى عينيها وهي تتساءل :

- مش فاهمه ازاي كُنتوا بعاد يعني ؟


أدار يوسف بصره إليها وهو يتابع بصوت نما عن ألمٍ دفين :

- هقولك يا بنتي .. كُنا أنا ولمار مش بنفارق بعض كُنا زي التؤم كدا بنتشاكل ونتصالح في ذات اللحظة كُنا اخؤات بمعنى الكلمة لحد ما جه اليوم اللي...................


آخذ يوسف يقص عليهم ما حصل قبلاً ، بدايةً من عمه روؤف وما فعله بهما حتى وجدا بعضيهما ، دارت عينيه بالوجوه ، ليرى أعين الفتيات التي غشاها الدمع وعلى حين بغتة كانت لمار تهجم عليه تحضنه ببكاء ليربت على ظهرها بحنو وهو يردد بأعين أغروقت بالدمع :

- احنا... احنا مع بعض عشانها هي من غيرها عمرنا ما كُنا كدا وكان كُل واحد فينا في مكان بس هي اللي جمعتنا وخلتنا كُلنا واحد رباط متين يستحيل يتقطع ما دام هي موجوده... عشان كِدا علموا والدكم الخير احنا مش هندوم ليكم ، بس لو جه الموت ومشينا علموهم زي ما علمنكم يحبوا بعض وقلوبهم على بعض ، لو اتوجع حد الكل يتوجع عليه ،علموهم أن الفلوس مش كل حاجه ، بلى على العكس هي ولا حاجه قصاد لمتهم وضحكتهم النابعه من كل فاه فيهم ، فـ الفلوس وكل الحياة مش مهمه الأهم جمعتهم و وقفوهم جنب بعض.، لو شافوا حد فيهم هيقع يبقى كلهم يحوطوه ويسندوه يكونوا عزوته وسنده 

 من الأخير يكونوا كلهم واحد وميسمحوش لأي حد يفرقهم ونقوا صحابكم الصاحب اللي بيحسبك للجنة.

وأكدُلهم أن الطمع نهايته وحشه ، وحشه أوي وأنهم يرضوا بـ اللي في ايدهم مهما كان قليل ميبصوش للي في أيد غيرهم ، وحتى لو كان اللي في ايدهم آخر ما يملكوا وحد محتاجه ميبخلوش ويقولوا احنا اولا... عرفوهم أن الحياة مش هدوم وان اللي هيفضل مننا هي السيرة الحسنه وبس وأن اهم رضا في الدنيا هو رضا ربنا.....


دار ببصرهِ ناحية فيكتور وتمتم وهو ما زال يضم لمار التي غمغمت بخفوت :

- اللي مقسمني فيكِ.

غمز لها يوسف وهو يتمتم وعينيه على مكه :

- فيكتور مكنش مسلم.

اتسعت حدقتي مكه بصدمة وهي تنظر تارة لـ يوسف وتارة لـ فيكتور ، ليتابع يوسف ببسمة وهو يجلس بـ لمار بجانب "فيكتور" :

- الفترة اللي كنت بتعالج فيها وعايش في الخارج من اول رجلي ما خطت هناك وأنا وفيكتور شخص واحد ، كيان واخد ، روح وحده ، وحزن واحد وجوع وشبع واحد حتى المرض لما عمي سليم سابني هناك أنا وفيكتور بقينا روحنا في بعض بنحس ببعض وبنشارك وجع قلوبنا سوء كلللله الحياة كنا بنتقسمها سوا بمرة وحلوها.، وكان هو مسيحي وانا مسلم ومع ذلك كنت وقت ما بصوم بيصوم معايا ويقعد جنبي وانا بصلي ومتخصمناش ولا ختلفنا مره ولو حصل فبيبقي منكملش ساعه ونرجع احسن من الاول ، فيكتور اسلم لما رجعنا مصر ولمار عرفت بكل حاجه ، اسلم يوم العملية بتاعتي وزي ما انتوا شيفين أنا وهو قدامكم شيفنا ازاي ؟؟


توسم يوسف فيهم نظرة الزهول والفخر ، وانقضت الليلة وفض الجمع ليودعوا عائشة التي ساءلت وعد بترقب :

- أنتِ أكيد مش هتمشي صح ؟


هزت وعد رأسها متمتمه :

- لا .. بكره هستناكِ نقضي اليوم سوا كُطلنا ماشي ؟


اؤمات وعد ثم قبلت رأس الصغير واستقلا السيارات مغادرون 


وصلُ المنزل وقبل دلوفهم جميعًا صدح صوت عثمان صارخًا وهو يمسك بكف ياسين الآخر :

- استنى يا ياسين وأنت يا حذيفة وعمرو برضوا ورحيم كمان محدش يطلع هنـ... هنسهر سوا شوية.


ضيق ياسين عينيه بغيظ:

- وأنا مش عاوز اسهر.


عثمان وهو يميل بجانب اذنه :

- يا ابني عايزك في موضوع كدا.


أؤمأ ياسين له قبل ان يدور برأسه لـ سجى وهمس لها في حنو :

- حبيبتي أطلعي أنت .. وانا شويه وهاجي ماشي ؟


أؤمأت سجى برضى وهي تدلف بهدوء ليظل ياسين ناظرًا بـ آثرها بحنان وبسمة تُزين ثغره.


صعدا الفتيات في حين لحق ياسين بـ ديجا التي كادت تدلف للتو واوقفها هامسًا :

- بت يا ديجا.


ديجا برفع حاجب :

- نعمين ؟ اكيد عاوز حاجه .. اقول اقول.. ما انت متعرفش ديجا غير في مصلحتك.


ياسين بعبث :

- نعم ياااختي ؟


ثم گ المتذكر ردد :

- بقولك خدي اروى بقا انهارده تنام معاكِ.


ديجا برفض :

- لا وخدها ليه خليها عندك عشان تكون عزول بينكم.


صك ياسين اسنانه في غيظ وتمتم ببسمة رغمًا عنه :

- خديها يا ديجا عشان عاوز اصالح سجى ؟


لوت ديجا فمها ساخرة :

- تصالح مين ؟؟ على العموم هاخدها بس عشان انا بحبها تنام جنبي وكمان عشان تيجبلي بكره كرتونة شيكولا.


ود ياسين لو يقتلها ولكنه تبسم بخضوع قائلاً :

- حاضر يا ست ديجا حاجة تاني.


ديجا بفخرٍ مصتنع :

- لا...


ثم وضعت سبابتها على ذقتها مفكرة وهمهمت :

- أفكر واقولك تجبلي ايه تاني اصل مفيش حاجه ببلاش الزمن دا..


ضحكت هاربه من امامه حينما رآته يكاد ان ينفجر بها.

ليبتسم ياسين بصفاء وهو ينظر لطيفها الراكض وقهقهاته التي ملأت الأرجاء بهجه.


تجمع الشباب إلى أرضية الحديقة يتجاذبون اطرافُ الحديث ... تساءل عثمان بإهتمام جليّ : 

- إلا قولولي يا شباب اعمل ايه عشان مكه ترجع زي الاول والعيال... اعمل ايه عشان أقرب ؟ ساعدوني. 


عم الصمت بعد أن أنهى جملته وبصره يدور بالجميع الذين يناظرونه بتفكير ، ليتنهد ياسين وهو يتكئ للخلف على راحتيه ويرفع بصره للسماء وبسط قدميه : 

- امممم .. مش بالساهل يا عثمان بصراحه أنت زودتها .. ولازم ترجعها زي ما كانت .. اكسب قلبها مرة تانية .. حسسها بحبك وأمانك والأهم وجودك .. شاركها في الاكل وساعدها وهي بترصُه .. قلها يا عم اللي في قلبك مش عيب ان تبوح باللي جواك .مش عارف بس اعمل اي حاجه هي بتحبها. 


كان نظر عثمان مصوبً عليه مصبوبًا كُل همهُ إلى كلماته ليحفظها على ظهر قلب .. ويقلبها بداخله حتى يفعل بها.. ولكنهُ شعر بالتيه فنظر له بهم قائلاً : 

- برضو عايز فكرة أتقرب بيها في البداية؟ 


رُبما ياسين موجودً ولكنهُ بعيدًا كُل البعد عنهم منشغلاً الذهن بملاكه والقلب أيضًا الذي لا يحتوى سواها رغم ركامه. 


هزه عثمان حينما رأى شروده وتابع سؤاله ليردد حذيفة :

- بص اعمل اي حاجة هي بتحبها.


اردف رحيم بعدما صمت حذيفة :

- خدهم رحلة وقرب منهم وحسسهم بوجودك.


آتاهما صوت وعد من وراءهم :

- متبقش حيران كدا .. جتلك منقذت محناتك... أنا هقولك تعمل إيه ؟


تعلقت جل الأنظار بها ، لتضع هي أكواب الشاي أمامهم وهي تردد :

- جبتلكم شاي اهوو عشان تفوقولي.


عثمان بضحكه :

- أخيرًا حد هينقذني.. جيتي في وقتك .. وأحلى حاجه أنك جبتي شاي.


مد رحيم كفه لها لتمسك به وهي تجلس بجانبه ونظرها لـ عثمان :

- وهو في غيري بينقذك يا بني.؟ هقولك بقا تعمل ايه.


عثمان بإهتمام :

- هاااا كُلي أذانّ صاغية.


همت أن تتحدث ولكن أستوى حذيفة واقفًا وهو يردف :

- اعذروني انا بقا طالع لمراتي عشان عملها مفاجاه.

بكره نسهر سوا يا رحيم.


اكتفى رحيم ببسمة ، ليقول ياسين ساخرًا :

- مفجاتك مبتخلصشي انت يا بختك.


حذيفة وهو يبسط اناملهُ بوجههِ :

- خمسه وخميسه بطل نقر فيها بقا.


ضجت الجلسه بضحكاتهم ليغادر حذيفة.


       💮 اللهم إني اسئلك الفردوس الأعلى💮


تجلس إلى فراشها وبيدها الهاتف تخطو آخر كلمات روايتها التي ستقدمها بدار نشر بشغفٍ شديد منصبه كل همهما ومعلوماتها بداخل سطورها.. 


ولم تدري لكونه يقف مسندًا علىٰ باب الغرفة يتأمل ملامحها التي تاره باسمه وتاره عابسه كالحه ابتسامة محببه تُوزين ثغره وهو يناظرها بعشقٍ قد فاق الوصف. 


تأففت بضجر وهي ترفع رأسها وتزيح خصلاتها خلف اذنها لتعقد حاجبيها في غيظ : 

- من امتى ان شاء الله وأنت هنا.؟ 


أقترب حذيفة في خفة وجلس إلى جوارها ممسكًا بيديها في حب وطبع قبلة رقيقة علىٰ جبهتها لتبتسم بإتساع وقد أنبلجت أساريرها وغضت بصرها بحرج وهي تتساءل بتعجب : 

- مش قولتوا هتسهروا تحت أنت والشباب ؟ 


حذيفة بعدم اهتمام : 

- عادي بقا .. قولت اطلع اشوف قمري بيعمل إيه.؟ 


رفعت رأسها ببسمة متمتمه : 

- من امتى وانت واقف ؟ 


حذيفة وهو ينظر بعيناها : 

- من وقت طويل بس كنت بتكلمي مين ؟ شايف صوابعك متشلتش من على ال.... 


قاطعته أسماء وهي تضربه بخفة متمتمه في غيظ : 

- بكلم حبيبي التاني .. يعني هكون بكلم مين ؟ 


رفع حذيفة حاجبه وهم بالتكلم لكنها لم تعطهِ الفرصه وقالت بنبرة حانية مبهجه : 

- بخلص في الرواية كنت بكتب في آخر مشهد. 


اتسعت عيني حذيفة في صدمة وعدم تصديق وتمتم وهو يأخذ منها الهاتف : 

- بجد ؟ يعني عملتي رواية وهتخلصيها ولسه فاكرة تقوليلي. 


تحمحمت اسماء ونظرت له بطرف عينها : 

- كُنت عملهالك مفأجأه والله. 


تمتم ببسمة وهو يلامس خدها بحنان وقد لمعت عينيه : 

- الله .. يعني حبيبة قلبي هتبقى كاتبه بقا وكدا. 


تابع برفع حاجب وقد تهجمت ملامحه : 

- وهتتكبري علينا بقا وكدا بكتابك وتفرسينا. 


أسماء ببرود وهي تؤمأ برأسها : 

- ايون طبعًا. 


حذيفة بضحكه : 

- أنا حبيبي يتغر براحته... نوعها اي بقا الروايه ؟ وهادفه ولا لا ؟ 


أسماء سريعًا بتلقائية : 

-طبعًا يا ابني رواية اجتماعية فيها اكشن بقا وكدا نوعي المفضل بس كمان يُغلب عليها الطابع الديني. 


قالتها بفخر ليبتسم قبل أن يطبع قبله رقيقة على كلا كفيها. 


لتنتشل كفيها سريعًا وقد توردت وجنتيها وأختبئت به ليضحك لفعلتها بحنان وهو يربت على ظهرها ثم تمتم بهمس بجانب اذنيها : 

- مش عايزة تشوفي جيبلك ايه ؟ 


أبتعدت عن حضنه متسائله وهي ترفع عينيها به : 

- أيه ؟ 


صفقت بحماس ولهفه وهو يقدم لها هدية صغيرة ملفوفه بعناية لتنتشلها من يده وتفتحها لتجد عدت روايات لتضيق عينيها وهي تنظر له في غيظ و وجل : 

- اوعى تكون ناوي تعمل فيا زي الدور اللي فات .. وتكون جايب رعب وبعدها تطفي النور وتخوفني. 


ضحك بصخب وهو يتذكر أحداث تلك الليلة ثم حرك رأسه وقال ببحه من اثر الضحك : 

- متخافيش والله ابدًا. 


نظرت للهدية لتجد سلسال مزخرف گ الفراشه يحويها هي وأطفالها لتبتسم بدموع ليتمتم حذيفة ضاحكًا : 

- لا وربنا مش وقت بكا.. انا ليا حضن كبير حق الهدايه دي مليش دعوة. 


انهى جملته وهو يفتح ذراعيه لترتمي بمسكنها وهي تضمه بسعادة ... ضمها إلى قلبه بقوة مقسمًا بداخله على ان يقف بجانبها بمشوارها گ كاتبه سيشجعها ويعونها وسيغدا مصدر ألهامها...


🥀اللهم باعد بيني وبين خطايّاي كما باعدت بين المشرق والمغرب 🥀


جالسة خلف مكتبهَ منصبه كل همها وتركيزها حتى عينيها على الأوراق التي أمامها ، تارة تمسك رأسها بكربٍ شديد وهي كالحتُ الوجه ، وتارة تتنهد بتعب ويأس ، منشغلة الزهن تمامًا حتى أنها لم تستمع لمنادات عمرو الذي أقترب منها واضعًا كوبًا من عصير المانجو مع ساندوتش أمامها ، تنبهت له فرفعت بصرها به بهم وهي تأخذ شهيق طويل ثم زفرت وأغروقت عينيها بالدموع ؛ فبهلع جلس عمرو بجانبها متنهدًا بضيق لمرآه دموعها وتساءل وهو يمسك بكفيها بين راحتيه : 

- أيه يا وردتي مالك يا حبيبتي ؟ 


هزت رأسها بضيق زائغت الأعين : 

- مفيش بس قضية شغلاني أوي ! 


عمرو وهو يقترب بكرسيه أكثر قبالها : 

- قضيه ؟ قضية ايه وبِما أنها صعبة ليه مقولتيش للمار طلبتي منها مساعدة او حد من الشباب. 


نظرت ورد بصمت للأوراق وهي تلتفت وتحدثت وبصرها لا يحيد عن الاوراق : 

- دي قضية مش سهلة .. قضية قتل بس المتهمه بريئة أنا متأكدة تعرف كمال الشامي؟ 


صمت هنيهة بدا لها گ المتفكر ثم تساءل بترقب : 

- كمال الشامي مدير الأعمال اللي توفي قريب ده ؟ 


اؤمأت ورد تباعًا : 

- ايون هو .. متهمين بقا بنوته بتشتغل معاه اسمها مرام وبصراحه انا واثقه انها مش هي مرام متعملهاش. 


قاطعها عمرو قائلاً بهدوء وهو يضُم وجههَ بكفيه : 

- ليه لا يا حبيبتي ؟ الراجل غني وفي مليون سبب انها تقتله ! 


نظرت له ورد لدقيقة قبل أن تقول بدهش : 

- عمرو أنا ليا سنين في الشغل ده .. بقيت بكل سهولة بعرف .. المظلوم من الظالم .. اللي قتل كمال حد ليه نفع بفلوسه ليه ميكنوش حد من اهله ؟ 


تنهدت وهي تحرك رأسها ذات اليمن وذات الشمال : 

- مش هيهدالي بال غير لما أثبت برائتها. 


زفر عمرو بوجل يغشى عليها من صعوبات ما قد تمر به ولكنه تبسم برضا داعيًا وسائلاً الله بداخلهُ ان يحفظها لهُ ، نظر لها بتساؤل : 

- مين ماسك القضية دي ؟ 


ورد وهي تلتفت له وتترك كوب العصير جانبًا واناملها ما زالت ممسكه به : 

- مصعب الحاوي .. بصراحه معرفهوش ولا قبلته قبل كدا ولكن سمعت أنه ماسك جديد. 


اؤمأ عمرو قبل ان يرفع سبابته بوجهها محذرًا : 

- تسألي عنه لمار وتعرفي نوايا الظابط ده لأنه مش كلهم كويسين فاهماني ؟ 


أؤمأت براسها وهي ترتشف من كوب العصير وذهنها عاد لأنشغله. 


في حين مال عمرو عليها وهو يحيطها بكفيه وهمس بمكر : 

- ديجا خدت خالد واروى وشكلهم كدا ناموا فـ أيه ؟ 


ورد وهي تميل للخلف وتنظر له ببراءة : 

- أيه .. وبعدين عايز إيه ؟ 


وعلى حين بغتة كان يحملها غير عابئ بصراخها وهو يُوردد : 

- تعالى اقولك في اوضتنا بقا أيه ومش ايه ؟ 


ضحكت ورد برقة وهي تحيط عنقه بكفيها وتميل براسها على كتفه. 


       🌳 سبحان الله العظيم وبحمده 🌳


دلف إلى المنزل بإرهاق كالح الوجه يحمل كربٍ شديد ما زال هو يخشى من فكرة الفراق.، فـ حينما يغفى تلاحقه الكوابيس فيفيق منفزعً وجلاً من أن لا يجدها ، ويطمئن باسمًا مستريح الفؤاد ما ان يجدها بين ذراعيه ، ابعد كل ذلك قد كانت منذ قليل تقول له "أخشى أن تندم" وهو الذى لا حياة له إلا معها وبها... 

قام بوضع مفاتيح سيارته وهاتفه فوق المنضدة القريبه من الباب وتحرك للداخل زائغ الأعين منشغل الذهن لا يرى او ينتبه لاحد أجفله صوت سجى الهامس : 

- ياسين أنت طلعت ؟ 

تنبه لها ليلتفت بتيهّ قليلاً ثم أشرق وجهه وسرت نفسه بحبور واقترب مدثرها بحضنه بعمق ، لتتساءل هي بترقب وهي تضمه : 

- هو أنت زعلان منى عشان قولتلك كدا بدري ؟ 

هز رأسه نفيًا :

- لا يا حبيبي .. أنا مقدرش ازعل منك أبدًا.

تساءلت وهي تبتعد عن حضنه :

- أمال مالك .. ليه زعلان وشايل هم شاركني.

ياسين بإستنكار :

- مفيش حاجة ما انا تمام .. بس تعرفي أنا خايف تبعدي وفجأه كدا ملاقيش جنبي.

فركت يديها بتوتر معًا وصمتّ لبعض الوقت ثم أردفت بهدوء :

- بس أنا مش هبعد وهفضل جنبك دايمًا .. يا أبو بنتي.

استبرق وجهه من السرور من تلك الكلمه التي تسلب روعه خاصة منها هي وجذبها داخل حضنه مرة آخرى دون كلمة ثم جلس بها على أقرب أريكه. 

تحرر صوت سجى اخيرًا وهي تحاول نزع يده :

- ياسين اوعى.

بإصرار أردف ياسين :

- لا .. ومال برأسه على رأسها.

فـ استكانت سجى وهي تتسائل :

- أروى مطلعتش لحد الان .. ليه مجبتهاش معاك ؟

ياسين بهدوء :

- لا دي هتنام مع ديجا أنهاردة.

سجى وهي تزم شفتيها بدون رضا :

- ليه يا ياسين؟ أنا عايزها جنبي.

نفخ ياسين بغيظ ثم بدل الحوار هاربًا وهو يتساءل حتى يشغلها :

- هو أنتِ عرفتي ازاي بقا إني مضايق وشايل هم حاجه وكدا.

سجى وهي تزم شفتيها وترفع رأسها قليلاً عن كتفه :

- مش جوزي حبيبي لازم احس بيك ، اه صح مبشوفكش بس طبيعي احس بيك .. مالك بقا ؟

أرجع رأسه للخلف متنهدًا بضيق قبل ان يعتدل ناظرًا لها بجديه وهو يردد :

- عندي مهمه بكره وهسافر ومش عارف هفضل فيها قد ايه بس اللي اعرفه انها هتاخد وقت.

صمتّ قليلاً وهي تطرف عينيها عدت مرات ثم تحدثت بضيق جليّ :

- يعني هقضي اول أيام رمضان من غيرك ؟

اطرقت رأسها وهي تفكر ، كلما طلع احدى المهمات ظلت هي كئيبه وحيدة خائفه حتى يعود ، تتوجس خفية من ان يحصل له شيء ، فتظل بإنتظاره وهي فاقدة للحياة حتى تعود حياتها ، فتنتظره ويطل انتظارتها وتصبح الدقائق سنين لا تمر مخافة ان يدركه ازى وهي ليست بجانبه.

شعر بِما يدور بداخلها ليحاوط كتفها قائلاً بمحبه :

- متقلقيش عليا ، ما انا هفضل معاكِ بالتلفون...

سجى بضيق :

- التلفون غير لما تكون جنبي  

ثم تبسمت بإتساع وهي تتساءل :

- هتحاول تخلص بسرعه عشان رمضاني مش هيبدا غير بيك.

ياسين بإبتسامة :

- حاضر.

سجى برفع حاجب :

- حاضر كدا على طول.

ياسين ببسمة خفيفة ماكرة :

- أنا حبيبي يؤمر وانا نفذ على طول اي حاجه اي حاجه تقول عليها يبقى لازم انفذها في الحال.

استنار وجهها حتى بدا گ قطعة قمر وخفضت بصرها بحياء وهي تعلم علم اليقين ان نظره لا يحيد عنها الان.

ما أن أخفضت بصرها حتى صدح صوت ياسين مدندنًا لـ يأثرها من نفسها ويأخذها لعالم آخر.، صوته الذي بات امانها واحتواءها و عالمها. 

# انا العاشق لعينيك

برب العشق فرحمني

وخذ بي بين يديك

نبض القلب اسمعني. " ما كاد بنهى هذا المقطع حتى كان يجذبها برفق ويتمايل معها بخفه وهو يضع كفها على كتفه ويحيط هو خصرها وتابع مدندنًا...

وضمد جرحي الدامي

مني اليك فأخذني

وشافي مر علقمك

حيث الشؤم يحملني 

انا العاشق لعينيك

برب العشق فرحمني

وخذ بي بين يديك

نبض القلب اسمعني 

وضمد جرحي الدامي

ومني اليك فأخذني

وشافي مر علقمك

حيث الشؤم يحملني

وداويني ببعض الحب

طمني وصبرني

وخذ مني ياروح القلب

صدق ليس يشغلني

او حتى فخذ بالروح

حطمني واخبرني

بأن القلب منك مللك

لغير عنك ابعدني

وخذ كل قسوتك

بكره منك و اتركني

فلا أدري مابال القلب

مني اليك يهجرني

وخيار روحي صار انت

آراها روحي ترمقني

تقول بكل قسوتها

لغيرك سوف تقتلني

أراني أذوب يا عمري

ولا ادري ما يجبرني

نيران فتشعلني

ودمع الذات يعرفني

وانت اراك تأسرني

مني اليك تسرقني

أراني أذوب يا عمري

وليس سواك ينقذني

ودمع الذات يعرفني

وأنت اراك تأسرني

مني اليك تسرقني

أراني اذوب ياعمري

وليس سوك ينقذني

انا العاشق لعينيك

برب العشق فرحمني

وخذ بي بين يديك

نبض القلب اسمعني

وضمد جرحي الدامي

مني اليك فأخذني

وشافي مر علقمك

حيث الشؤم يحملني 

أنهى دندنته ليقول ضاحكًا للتي استكانت بحضنه : 

- صوتي وحش عارف بس بحبكككككك.. يا بنتي وامي وكل ما ليا. 

أستنار وجهها أكثر واستبرقت عينيها بحياء الحب وتمتمت بعشق بحروفًا مقطعه : 

- وأنا .. ب ح ب ح ك .. يا سندي ، ضهري ، اماني ياللي معرفتش الامان غير معاك بعشقك يا ابويا وكل عيلتي وناسي. 

ضحك بخفوت قائلاً : 

- ما تيجي أخطفك. 

اؤمأت بضحكه رنانه سلبت عقله فما كاد بالدلوف حتى تناهى لمسامعه طرقات على باب الشقة ليغمض عينيه في قوة وهو يضغط على شفتيه لاعنن خديجة في نفسه يُقسم على ضربها حتمًا من شدة غيظه ، نظر لـ سجى التي تكتُم ضحكتها في غيظٍ أشد وتمتم من بين اسنانه : 

- متكتميهاش يااختي اضحكي لتنفجري اهي بنتك جتلك واغور انا. 

أنفجرت سجى ضاحكه على عوضها ، قد صبرت ونالت وآتاها عوض الله من حيث لا تحتسب مباركًا جابرًا مطمئنًا امنًا لفؤادها الذي تحمل وتحمل ونال. 

تحرك ليفتح الباب بوجه مكفهر ، فقابله وجه خديجة المبتسم بشماته وتمسك بكف اروى التي تفرك عينيها بنعاس... خديجة وهي تكتُم ضحكتها : 

- دي دي أروى فضلت تعيط عشان تيجي. 

ياسين وهو يكبح غيظه : 

- اه .. اه .. ماشي. 

دفعته اروى وهي تولج محتضنه والدتها لينظر لها في غيظ يتفاقم. 

نظر ياسين لخديجة متهيًا لغلق الباب وهو يقول بحده مضيقًا عينيه : 

- ابقي شوفي بقا حد غيري يدربك. 

اتسعت عيني خديجة وامسكت بالباب قبل ان يغلقه قائله بلهفه : 

- لا .. لا استنى متعملش فيا كدا .. بس يعني هو انا خلفت ونسيت يعني.. كل ما تحبه تتصالحوا خدي يا ديجا اروى لييييه ؟ 

ياسين وهو يحرك حاجبيه بعبس : 

- أنكررري ؟ . 

خديجة وهي تراجع ذاتها : 

- هوووف بقا ما اروى بنتي برضوا دا انا بقعد معاها اكتر منكم.. هدربني. 

تساءلت بإهتمام ليهز ياسين رأسه برفض ، فركلت الارض ودفعته جانبًا وتحركت للداخل وهي تصيح : 

- يا اروى تعالي نامي معايا عشان هجيبلك شيكولاته وهوديكِ الملاهي بكره.... 


         🌷 صلوا على شفيع الأمه 🌷


دلف لشقتهِ بإرهاق وتعب جليّ علىٰ ملامحه ، أعتراه القلق حينما رآى الظلام يحيط المكان بالعادة لا ينطفى من أجل الصغار ، بدأ يحرك يده على الحائط بهدوء كِ يصل لمفتاح الكهرباء فـ أضاء النور وتنهد براحه وعيناه تدور بالشقه بحثًا عن زوجته وصغاره ، تحرك للداخل بتسلّ لعل تكون أحدى مقالبهم ، وفجأه وقف متسمرًا مكانه على صوت عالٍ أجفله ، أستدار راكضًا داخل المطبخ بقلق بلغ ذروته ، ليجد حريق قد نشب بأناء موضوع على المقود واطفاله يصحون ومكه تختبئ تحت الطاولة ، بلحظه كان يدفع صغاره بعيدًا و اسرع بإطفاء تلك النار التي اوقودها ، ثم جلس على اقرب مقعد ما أن اطفاءها يلتقط أنفاسه.. 

صفق الصغار بمرح وفخر في حين وقفت مكه امامه تفرك اناملها بخوف وهي تبتسم وتضحك ببلاهة ، قطع معاذ الصمت السائد وهو يقول ببراءة : 

- على فكره يا بابا دي ماما والله هي اللي كانت هتولع فينا احنا ملناش دعوة ابرياء .. بس الحمد لله يا بطل أنت جيت وانقذتنا. 

حاد بصر عثمان من على مكه إليه مكفهر الوجه يكاد ينفجر فيهما في حين نكزته مكه وهي تردف في غيظ : 

- أنت بتبعني يا كلب أنت ؟ 

شوح لها معاذ وهو يمسك بكف لمياء مغمغمًا : 

- واحنا مالنا أنتِ وجوزك يلا يا لولوو.

غادر الصغار من امامهم في لمح البصر. 

مكه بخوف وهي تتراجع : 

- اااايه يا عثمان يا حبيبي محصلش حاجه الحمد لله. 

عثمان وهو يتقدم منها بهدوءٍ مخيف : 

- محصلش حاجه ؟ كم مرة مغير ام البوتجاز ده ، ولا لبسي اللي برجع بلاقيه متقطع ولا التلاجه ولا الغساله ولا الدولاب انا فلست خلاااااص. 

مكه وهي تضحك ببلاهة وتستند على الحائط : 

- ربنا يخليك لينا يا حبيبي وتغيرلنا في كُل اللي قُلتهم دول.، وربنا يخلينا ليك ونبوظلك برضو. 

صك على أسنانه وهو يكور قبضته في غيظ وغمض عيناه في عنف يحاول كبح غضبه لتغفله هي وتستغل الفرصه وتتسلل من امامه. 

فتح عينيه فلم يجدها فإذداد غضبًا واحتراقًا وأستدار ناويًا الانفجار بها ليجفله هجوم صغاره الراكضين إليه وتعلقوا بعنقه لحظه وكانت تقفز مكه على ظهره من فوق الطاولة فصرخ فيهما: 

- انزلي يا مكه من على ظهري هيتكسر يخربيتك اوعى يا اض انت وهي. 

انفجر ضاحكًا وهو يقع بهم ارضٍ وهم بجانبه. 

وأرتفعت ضحكات نابعه من الفؤاد مع من يستوطنون الفؤاد.. 

أجفلهما صوت خديجة المنادي علىٰ الصغار ، الذين نهضوا سريعًا راكضين لغرفتهما ولم يهتما لمنادات عثمان الذي نظر لـ مكه بصدمة متسع العينين قائلاً في دهش : 

- دول مردوش. 

مكه وهي تربت على ظهره : 

- معلش يا عثماني اصل دي ديجا يا حبيبي اهم مننا عندهم. 

عثمان وهو ينظر بأثر صغاره محادثًا نفسه : 

- فـ ميردوش علىٰ ابوهم... 

تجمع الأطفال جميعًا بغرفة خديجة ملتفين حول طاولة صغيره تعتلي عدت "حصلات" .... 

خديجة برزانة وعيناها تطوف على الصغار : 

- بصوا الحصلات دي محدش يعرف بيها نهائي عشان نطلع صدقه في السر ، واللبس ده برضو محدش يعرف عنه حاجة ، اولاً فين اروى؟. 

آتاهم صوت اروى اللهث من الخلف : 

- أنا ديت يا ديدا. "انا جيت" 

اتجهت خديجة لها وحملتها وهي تقبلها بحب و وقفت بها بجوار الصغار وغمغمت : 

- يلا نفتح كُلنا الحصلات عشان نشوف بقا ونروح نعمل زي ما اتفقنا. 

اؤما الصغار وشرعوا بتنفيذ ما قالته ، طرقات على الباب فـ بلمح البصر اخفوا الحصلات والحقائب تحت الطاوله ، لتدلف ورد باسمة وهي تتظر لهم بتعجب : 

- ايه ده مالكم واقفين كدا ليه ؟ 

هزت خديجة رأسها ببسمه : 

- ابدًا يا ماما مفيش دا احنا بنلعب بس. 

جحدتها ورد بعدم تصديق ثم تساءلت : 

- ماشي .. مش عاوزين حاجه. 

هزت خديجة رأسها سريعًا ، لتُغادر ويتنهد الجميع براحه... 


🌿 اللهم صلِّ وسلم على مبينا محمد 🌿


كانت تتمسك بالملابس وحدة تلي الاخرى تقيسها على نفسها ، تدور حول ذاتها بضحكات عالية رنانة ، وجهها مشرق گ البدر بـ ليلته ، يجوارها امراءة كبيرة بالسن تدعوا بداخلها دعواتٌ صادقة لمن ادخل البهجه منزلهم ، بيدها ظرفًا يحتوى على مال ، وبجانبها حقيبة تحتوى على بعد المستلزمات المنزلية.. عيناها لا تحيد عن صغيرتها التي بدت گ عروسة اليوم زفافها على من دق له الفؤاد

لا تدر من وضع تلك الحقائب لقد فتحت الباب للطارق فلم تجد أحد إلا الحقائب الموضوع بهم ورقه مطويه محتواها "رمضان كريم" هو حقًا كريم جابرًا للقلوب مبدلاً الأحزان لبهجة تغمر سويداء الأفئده ... 

أنهُ رمضان شهر الكرم والأحسان لمن ينتغمه بكل ثانية به......


تحدثت خديجة وهي تلتفت للأطفال القابعون بالمقعد الخلفي في السيارة :

- قربنا نخلص اهوو فاضل كم بيت بس ونرجع البيت.

اؤما لها الصغار ببسمة.، ليناظرها عمرو من المرآه متوهج الوجه مستبرق العينين يرفرف فؤاده محلقًا بسماءه التي لا تهل إلا هي به خديجته التي تحمل هم الكُل قبل همها ، تعشق الجميع بلا استثناء ، تفعل الخير وهي من تدفعهم لطريقه ، أنها لا تفكر إلا بآخرتها وقبرها ، انها لا تسير إلا للرحمن فتفعل كُل ما يقربها له ، من صدقات في كل حين و وقت ، مساعدة المحتاجين ونشر بسمتهم وغمرهم بالبهجه هذه هي آبنته وكم هو محظوظً بتلك النعمه التي لا تقدر بثمن وكنوز الدنيا...


أجفله صوت خديجة وهي تقول بتحذير :

- يا بابا خلي بالك محدش يعرف غيرنا باللي بنعمله خليها صدقة سر اتفقنا..


اؤمأ عمرو باسمًا بحبور ينتشى جسده ، لتتمتم خديجة :

- اديني حذرتك اهوو.


دفعها عمرو بخفه من كتفها :

- يا بت خلاص.


أروى وهي تضرب كفه :

- متدربش ديدا "متضربش" 


ضحك عمرو والصغار في حين اشارة خديجة للصغار :

- بعد رمضان هنعمل زي رمضان ده بالظبط هنعمل ايه.؟


ردد الصغار جميعهم بصوتًا واحد:

- هنجيب حصلات ونحط فيها من مصروفنا لحد رمضان الجاي ان شاء الله.


القت لهم خديجه قبلات بالهواء...


أنسدل الليل وهل بنسماته العطره التي تشرح الصدور جلس الجميع بعد العشاء بجانب بعضهم والاطفال تلعب حولهم ، صدح صوت عمرو قائلاً :

- الشاي يا ام خالد.


ورد بصوتاً عال ليسمعها :

- حالاً اهوو..


خديجة وهي تدفع عمرو بغيظ :

- ومفيش يا ام خديجة هو خالد بس ابنكم.


عمرو وهو يضمها إليه :

- يا بت ما انا ابو ديجا وهي ام خالد.


خديجة برفع حاجب :

- لا والله.


اؤما عمرو كاتمًا ضحكته ، وضعت ورد الصنية على الطاولة وجلست بجانب لمار مردده:

- رمضان ده بإذن الله عايزين كُلنا نختم المصحف تلات مرات في الشهر قولتوا إيه؟ 


اؤما الجميع مرحبًا بالفكره ، لتنظر ورد لـ للرجال متساءله بترقب :

- بس انتوا عشان شغلكم ممكن متقدروش صح؟


هز يوسف رأسه قائلاً بصدق :

- شغل ايه بس يا ورد معاكم طبعاً...


القت له خديجة قبله في الهواء :

- حبيبي يا ابو ياسين.


غمز لها يوسف بمحبة ليوافق الرجال ورد التي تابعت ببسمة اتسعت :

- طيب شوفوا يا جماعه انتوا وانتوا في الشغل تقرؤ في المصحف في فترة الفراغ بحيث لما ترجعوا نقرأؤ مع بعض جزء هنصلي التراويح هنا في البيت ويوسف هيؤم بِنا ،باقي الفروض هتكون في المسجد للرجال وبعد التراويح هنقعد مع بعض نقرأ قران ونذكر ربنا وندعى وحد فينا يوميًا يقولنا قصه او حديث نستفاد منه.او بدور اتفقنا ؟


اؤمأ لها الجميع باسمًا ، ليتابع يوسف متسائلاً :

- عايزين نعمل في رمضان ده حاجه مختلفه للمرضى في المستشفى عندنا فـ حد عنده فكرة.


رفعت خديجة ذراعها بحماس وهي تردد :

- انا .. أنا ..


أشار لها يوسف يحثها على الحديث لتقول هي :

- هنحضر اكل للمرضى بيتي وللمرفقين وكمان هنعمل مكفآت وحفله ونجيب هدايا... 

أخذت خديجة تقترح عليهم ما سيفعلونه ونظرات الأعجاب تتجلى بالعيون امامها.


ما أن أنهت خديجة حتى قالت أسماء ببسمة هادئة :

- وممكن نعمل حاجة ونشوف المرضى اللي في باقي المستشفيات اللي محتاجين عمليات ونعملها احنا بالمجان..


وفاق يوسف وفيكتور على فكرة أسماء،دقائق وكانت تدخل سمر برفقة زوجها وابناءها وبعد السلامات جلسوا جميعًا لتؤمرها لمار بأن اول أيام رمضان هيقضوهم سويًا ، لم يمر طويلاً وكانت عائشة تدخل برفقة صغارها و زين.....


تحمحمت عائشة ثم نظرت للمار وغمغمت بترقب :

- ماما... احنا مسافرين أنا وزين والعيال عشان زين عنده شغل مهم في لندن.


نظرت لها لمار لبعض الوقت دون حرف ثم اؤمأت برأسها بهدوء ...


لتتمتم خديجة بحزن :

- مش هتحضروا معانا رمضان..


قاطعها زين قائلاً ببسمة :

- لا هنقضي معاكم اول خمس ايام فيه.


أبتسمت له خديجة بحزن ، بعد وقت غادر زين وانس وبقي الفتيات والصغار ليمكثوا معهم.


في غرفة لمار كانت تجلس على طرف الفراش شاردة حينما آتاها صوت ادهم :

- مالك يا أم البنات ؟


جلس بجانبها مربتًا علىٰ كتفها ، لتلتفت تطالعه بدموع ليتابع هو متنهدًا بضيق :

- أنا عارف أنك زعلانة عشان عائشة ، بس هي خلاص دلوقتي متجوزة ولازم تبقي مع جوزها في أي مكان هو فيه....


لمار وقد سالت دموعها على وجنتيها :

- أنا عارفه بس خايفة اللي يسافر ميرجعش زي ما حصل لـ اياد سافر وبعدها مرجعش...


ضمها أدهم مقبلاً رأسها بحنان وهو يواسيها ويطمئن فؤادها.، اجفلهم طرقات على الباب يعقبها دلوف يوسف وهو يقول :

- اختي حبيبتي بتعيط ليه و واجعه قلبي.


ابتسمت له لمار بصفاء ليضمها يوسف بحضنه وهو يغمغم بحنو :

- يا أميرتي عائشة مش هتبعد وهترجع كلها ايام وهتكون معاكِ تاني....


لوى ادهم فمه بغيرة :

- أنت يا عم أنت بتحضن مراتي كدا عيني عينك.


يوسف بغيظ :

- بس يا بابا بدال مطردك ونام احنا وانت تنام بره.


صمت ادهم متمتمًا بذاته ، ليهمس يوسف للمار :

- جوزك هيولع فيا قريب همشي أحسن بس بقولك بكره هنروح نزور بلال واياد وعمو إسماعيل والحبايب.


اؤمأت لمار ببهجه ليغادر يوسف ويضم ادهم لمار قائلاً

:- وبعدين في اخوكِ ده ؟ 


دفعته لمار بغيظ ليرتد للخلف محدقًا بها في صدمة : 

- ملك؟ ش دعوة بـ أخويا يا أدهم. 


ادهم بغيظ: 

- كُل ده عشان اخوكِ. 


ابتسمت لمار وهي تُقرصه من وجنته بخفه : 

- انت بتغير عليا يا ادهومي ؟ 


أدهم وهو يحاوط خصرها : 

- ايون يا قلب أد....... 


أجفلهما صوت يوسف المنادي بصوت عال ليهرعا للأسفل بهلع ثم لداخل المكتب ليجدوا الجميع بالمكتب يُناظرون يوسف بإهتمام وكُلاً منهم يود ان يعلم لماذا يريدهم ، طاف بصر يوسف على الجميع ثم ثبت علىٰ لمار وغمغم ببسمة رائعة زُينت ثغره : 

- احم احم بكره هنروح نزور الحبايب .... 


تقدمت لمار منه ودفعته بغيظ : 

- أنت غبي يا يوسف ما انت قلتلي فوق يا شيخ خضتني افتكرت في مصيب...... 


قطع جملتها قول يوسف : 

- هنطلع عمره قريب كُلنا..... 


ساد الصمت لدقائق في حين آتسعت عيني للمار ثم تحدثت بمرح : 

- بجد ؟ طب احلف كدا ؟ 


ضحك يوسف بخفه : 

- والله بجد. 


وعلى بغته ضمته ديجا بحماس ثم فعل الصغار مثلها ليضحك يوسف الذي سقط ارضٍ من فرط الهجوم. 


وصاحت لمار بحماس وهي تنقض عليه مثل الاطفال وتعالت ضحكاتهم. 


بـ آوان ذلك ضم الفتيات بعضهم جميعًا وهم يتقافزون ويصفقون بصياح.......... 


وما اجمل تلك السعادة التي لا تنبع إلا مع الأحباب جميعهن ، تلك القلوب التي لا ترفرف إلا سويًا ، ذاك الرباط الذي لا ينقطع ابدًا ، رباط متين وحب سرمدي لا ينقضي ولا يولي ألبته يظل يكبر ويُكبر إلى أنتهاء الأجل انه رباط العائلة......                       

تمت الحمد لله .... 


الجزء الثالث الفصل الاول من هنا 

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-