رواية وبك القلب يحيا الفصل السابع بقلم زوزو مصطفى
عندما سمع يحيي أسم شمسه تركا ما بيده وذهب مسرعاً إلي الحي دون أن يستمع لباقي الحديث
فـ جري وراءه عمرو وسيف وتباعهما حمص وبعضاً من كانوا متواجدين معاهم....
دلف يحيي الحي وهو متحفزا لكسر عظام هذان الشابين اللذان حاول النظر لـ شمسه وسناء
وجد الشارع مزدحم بسكان الحي
ووجد أيضاً والده وجميع من كانوا يجلسون معاه
ولكن يحيي يبحث عن شخص معين للأهمية ومن يكون غير مينا ليعرف منه ماذا فعلآ الحقيران بالظبط؟
فمد نظره لداخل المستودع فـ وجد مينا بداخله ومعاه مجموعه من الشباب
دلف إليه و إسنتظرا عمرو وسيف بالخارج مع الآخرين
القي يحيي السلام عليهم ثم استأذنهم واخذ مينا الذي يوجد في وجهه بعض الخدوش البسيطه
في زواية بعيده وسأله ماذا حدث؟
تحدث مينا مردفا...اللي حصل يا أستاذ يحيي وأنا كنت خارج من المستودع سمعت........
قص عليه كل ما حدث مكملاً....
وبعدين خدوا العلقه التمام مني ومن شباب الحي ومشيوا جري هو ده كل اللي حصل
فتسائلا يحيي بأهتمام.... يعني محدش خد باله من البنات؟
أجاب مينا بتأكيد.....لا يا أستاذ يحيي أنا ماقبلش حد يشوفهم و يتكلموا عنهم وسيرتهم تكون علي كل لسان دول بنات منطقتي وأنا عارف انهم محترمين ومتربين
أنا كل اللي قولته لـ شباب الحي إني شوفت الشابين بيعكسوا بنات غريبه مش من هنا،،، أنت عارف الناس ليها الظاهر
صدقني أنا في الأول ما كنتش أعرف مين البنات اللي واقفه بس المبدأ اساسه غلط أن شاب
يضايق أو يعكس بنت
ولما سمعت صوت حد بيتكلم من البنات عرفت أنها الآنسه سناء لكن الآنسه ضحي كانت ساكته و وشها باين عليه الخوف وده اللي ضيقني يعني تكون وسط منطقتها و أهلها وتكون بالشكل ده أنا قولتلهم يمشوا وما رضيتش أضرب حد فيهم غير لما البنات بعدوا عشان عارف لما صوتي هيعلي الكل هيتجمع
تغيرت ملامح وجه يحيي للغضب عندما سمع مينا يوصف حالة ضحي فأقسم بداخله أنه سينتقم من هذان الشابان حتي يكونا أيضاً عبره لغيرهما
وأثناء حديثهما سمع يحيي أصوات عاليه بالخارج
فتحدث مينا سريعاً..... أكيد رجعوا من تاني أصل العلقه كانت جامد،،،
فـ تحدث لمن معاه في المستودع... يلا يا رجاله
ولكن يحيي لم ينتظر أحد كان هو أول من خرج من المستودع ليعرف ماذا يحدث بالخارج؟
فوجد عدد هائل من الأشخاص يقفون من سكان حي الغمري بجانب سكان حي الشابان أيضاً
فعندما اطرحهما مينا ضرباً مبرحاً
ذهبا وهما لم يقدران علي الحركه ولكن الآن اتيان ومعاهما عدد كبير
مهما عددهم لا يهم فـ رجال حي الغمري أكبر بكثير و علي حق أيضاً
فـ هما المتعدين فلا يحق لهم أن يأتوا ثانياً فـ أهلاً وسهلاً بكم لقد أتيتم لقدركم
وقف يحيي بجانب مينا سائلا اياه.... مين فيهم اللي بدأ بالكلام مع البنات؟
يحيي كان يقصد من كان يريد التحدث مع شمسه ولكن لم يقدر علي قول هذا حتي لا يلفت نظر مينا لـ شئ
تحدث مينا مشاوراً بعينه علي اثنان يقفان بعيداً وملامحهما لست واضحه لـ يحيي من بعيد لكثرة الضرب فأقترب منهما بخطوات بسيطه ومعاه مينا
فأكمل مينا بصوت منخفض.... اللي لابس تيشرت أسود
اردف يحيي قائلاً...... أسود علي دماغه إن شاءالله
تحدث الحاج رشاد بهيبه ووقار قائلا..... بأي حق جايين تدخلوا الحي وأنتم اللي غلطانين
تحدث شخص مِن مَن اتوا معاهم علي ما يبدوا كبير الحي لديهم بصوت عالي وهتف بثقه ملثماً اخبراه ذاك الشابين..... والله الغلط من عندكم لما يكون اتنين ماشين في أمان الله جوه شارعكم وينضربوا بالمنظر ده
كاد أن يتحدث يحيي فأسكتهُ حديث المعلم علي.....اللي أعرفه في عُرف ولاد البلد الرجاله الجدعان المحترمين كان يتحدث وهو يضغط علي كل حرف يخرج من فمه بقصد ليأكد له أن
هذان الشابان لا يوجد بيهما أي صفه من تلك الصفات الذي ذكرها الآن،،،،
لما يمشوا في حي مش حيهم يبصوا في الارض مش يعاكسوا بناته
فـ نظر الي الشابين نظره مرعبه خاف اثنيهم ونظرا ارضاً دون أن يتلفظوا بكلمة
فـ تحدث الرجل مره اخري ولكن بصوت منخفض عن ما سبق.... بس أنا اللي أعرفه غير كده
تدخل الأستاذ محسن فى الحديث قائلا... طب ياريت تتفضل نقعد شويه وتشرب معانا الشاي ونقولك إيه اللي حصل بالظبط
استجاب الرجل لطلبه ووجه بصره لأهل منطقته وطلب منهم أن يذهبوا إلا كبار الحي والشابين سبب المشكله فـ تحركا الجميع مثلما طلب فـ هو كبير حيهما وكلمته مسموعه
كل هذا ويحيي لم يبعد بعينه عن الشابين وبالاخص الذي كان يرغب بالحديث مع ضحي وكأنه يحفر ملامحه في رأسه....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في نفس الوقت كانت تجتمع الحاجه سعاد وابنتها أمل والحاجه سميحه وابنتها سناء
والحاجه اعتماد زوجة المعلم علي في منزل محسن والد ضحي
وهي عندما علمت بحدوث اشتباكات بسببهما هي سناء بالاسفل ادت إلي إصابة مينا وكذلك إصابة الشابين
جاءتها حاله من بكاء شديد خوفاً أن يضر أحد أكثر من ذلك
فـ ضحي ذات قلب طيب و رقيقة المشاعر لا تحب أن يتأذي أحد أو تكون سبب في أذيتهُ حتي
عندما علمت أمل من سناء بإنهيار ضحي اخبرت والدتها علي الفور وذهبا سوياً لمنزلها التقت بهما أسفل البنيه الحاجه إعتماد عند خروجهما من المنزل
فعلمت منهما بتعب ضحي اتجهت معهما للاطمئنان علي ضحي هي أيضاً
هدأت ضحي عندما اخبروها أن الخلاف قد إنتهى وهم الآن يجلسون يُصلحون الشباب مع بعضهم ليس إلا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بينما يقف يحيي في مجلس الصلح
وهو لم يقبل بذلك ولكن لن يتحدث احتراماً لوالده
ولكن لم يمررها مرور الكرام صبراً أيها الوقحان سأنال منكم قريباً،،،
الأهم الآن أن اطمئن علي شمس حياتي ولكن كيف؟
فـ بالتأكيد هي الآن لم تقدر علي التحدث بالهاتف فأنا أعلم جيداً عندما تخف من شئ أو تتوتر لم تنطق حرف
كاد أن يجن وهو يفكر عن وسيله إلي أن اتت بباله شقيقته أمل هي الوحيده التي تعلم بحبه لـ ضحي
أخرج هاتفه من سرواله وأتصل عليها اجابته سريعاً....
أيوا يا يحيي أنت فين؟
أجاب مردفا.... أنا تحت في الشارع مع الحاج المهم أنتي فين
هتفت أمل قائله... عند خالتو نادية أصل ضحي تعبانه شويه وجيت أنا وماما نطمن عليها
تحدث يحيي بخوف وقلق... تعبانه ازاي طب أجيب دكتور ليها،،،طمنيني يا أمل أنا أعصابي مش مستحمله
ضحكت أمل وهي تخرج من غرفة ضحي حتي لايسمعها أحد و تنتقم منه أيضاً ولو شئ بسيط مما فعله بها علي مائدة الفطور اليوم قائله....يا عيني علي الحب وسنينه ادام بنحب ساكتين ليه
اتاها صوته الغاضب.... أمل انطقي وإلا.....
توقفت سريعا عن مشاكسته.... خلاص خلاص بنضحك معاك يا بلدينا ما يبجاش خلجك ضيج إكده يا ولد العم
ابتسم يحيي علي حديث شقيقته الذي اخرجه من قلقه علي ضحي....
مالك قلبتي علي عمك حسن كده ليه،،، اه صحيح ما هو حماكي
ربنا يسعدك يا مولي بس طمنيني ضحي كويسه
اردفت أمل بجديه قائله... الحمد لله بقت احسن لما عرفت أن المشكله إنتهت ارتاحت شويه ربنا يستر ويعدي انهارده علي خير
وما تتوترش من حاجه تاني
تنهد هو بعدما اطمئن قلبه فشكر ربه..... الف حمد وشكر لله مكملا بتساؤل.... طب إنتي ما عرفتيش العيال دول قالوا لهم إيه بالظبط
فأكمل برجاء.... ولا اقولك اسألي سناء عشان خاطري
تحدثت أمل موضحه له..... كل اللي قالته سناء إن شاب منهم كان عاوز يكلم ضحي بس هي ما ردتش عليه وسناء بهدلته وأنت عارف الباقي
تمام حبيبتي لو في حاجه اتصلي عليا سلام
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تقدم يحيي نحو مجلس الصلح مرة ثانياً بحال أفضل ولو بقليل
كان يتحدث وقتها كبير حي الشابين قائلاً... طب دلوقتي الشباب بيقولوا انهم ماعكسوش بنات ومينا بيقولوا حصل فلو ممكن تجيبه البنات نسألها...
عندما نطق الرجل هذه الكلمات كان يحيي أول من تحدث حتي لا يذكر أحد اسم ضحي وسناء فهتف قائلا.... البنات اللي اتعكسوا مش من حينا دول كانوا بيشتروا حاجه من هنا بس وبعدين مينا هيتبلى عليهم ليه
نظر كلا من الحاج رشاد والأستاذ محسن والحاج سمير إليه ساعدين به لأنه لم يقبل بذكر اسمائهن في مثل هذا المجلس
وقف الرجل معتذراً عما افتعلا هذا الشابين قائلاً..... عموما انا بعتذر منكم بالنيابه عنهم و أي خساير حصلت أنا تحت أمرك واللي تطلبه ادام الغلط من عندنا
اردف مينا قائلا.....الخساير كلها في المستودع يعني عندي وأنا مسامح مش هقبل العوض
تحدث الحاج رشاد.....أي حاجه عندي يا مينا احنا أهل ولايه يا جرجس
هتف جرجس والد مينا مردفاً.... أهل واحباب وأخوات كمان يا حاج الله يديمنا لبعض يارب
استأذن الرجل واخذ معه الشابين وهو يتوعد لهما بعقاب علي ما افتعلا فـ هو بالاخر اب ولم يقبل بذلك
انفض المجلس من الغرباء وذهب ايضاً رجال الحي الي وجهتهم وتبقي في المجلس يحيي وسيف وعمرو والحاج رشاد ومحسن والحاج سمير
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقف سعد من مجلسه واتجاه إلي منزل والده طرق علي باب الشقه
ففتحت له سناء ثم دلفت للداخل دون أن تتحدث معاه
غضب منها أكثر لاقتناعه الشديد انها السبب ومعاها ضحي فيما حدث في الحي منذ قليل
ندها باسمها فوقت فأكمل حديثه.... مستعجله ليه يا ست البنات فرحتي لما حصلت المشكله بسببك انتي وصاحبتك كنتوا هترتاحوا لما حد يموت،، ما بتمشوش عدل ليه في الشارع هاه انطقي
وقفت سناء مقابل له مربعه يداها أمام صدرها قائله.....والله امشي عدل امشي وحش حاجه ما تخصكش بابا بس اللي يحاسبني مش أنت
اشدد غضب سعد منها فأتجه اليها مسرعا وأمسك خصلات شعرها وطوي اياها بقوه علي ذراعه مما جعلها تصرخ بصوت عالي من شدة الألم فسمعتها والدتها وهي في شقة ضحي قامت مفزوعه
فـ هي تركت والدتها مع الست ناديه والحاجه سعاد وأمل بجانب ضحي لتأتي بشاحن هاتفها ولكن من سوء حظها اتي سعد وتشاجر معاها
اتجهت الحاجه سميحه مسرعه إلي شقتها وهي خائفه علي ابنتها ووراءها كل من كان معاها حتي ضحي قامت رغم تعبها فـلم تظل بالفراشها وهي تستمع لصراخ سناء
تسمرت الحاجه سميحه عندما رأت سعد ممسك بشعر سناء بقوه ويحدثها بصوت غليظ.....
أنا هعرفك تردي عليا كده ازاي إن ما كسرتلك ايدك ورجلك وقصتلك لسانك بقاش أنا
كانت تتوجع سناء من حديثه أكثر من مسكت يده ولم تعرف لما كل هذا؟
هي لم تفعل شئ تعاقب عليه هكذا
جرت عليهما والدتهما وهي تحاول تنزع شعر سناء من يده ولكن لم يرضي بل يشتد أكثر وسناء تتألم مما جعلها تصرخ بصوت عالي
سمعه الحاج سمير من مجلسه الذي ميزه سريعاً
فقام مسرعاً واتجه إلي منزل و معاه ولده سيد الذي أتي منذ أن علم بالشجار مع مينا
قام باقي الجالسين عندما سمعوا الصوت يعلوا اكثر
واتجهوا جميعاً لمنزل الحاج سمير فـ كان يحيي اول من صعد وقلب خائف أن يكون بـ ضحي شئ
كانت ضحي تقف أمام سعد بعدما أخدت الحاجه سميحه ابنتها من يده بالعنوه
فوجهت ضحي حديثها لـ سعد وهي تهتف بصوت ضعيف....والله يا أبيه احنا كنا ماشين في حالنا وهما اللي كانوا بيرخموا علينا
في تلك اللحظه كان يقف يحيي أمام باب الشقه وسمع الحديث وكان معه سيد اخو سناء وباقي الرجال بالخلف
تقدم الحاج سمير سعد للداخل ووراءه الحاج رشاد والاستاذ محسن......
تحدث الحاج سمير متسائلاً......في إيه حد يفهمني؟
هتفت ضحي مسرعه...
مافيش حاجه ياعمو،،، أبيه سعد بيسألنا إيه اللي حصل بالظبط
اردفت سناء وهي تبكي موجهه الحديث لوالدها......
لا يا بابا مش بيسألنا ده بيتهمنا اننا السبب في الخناقه عشان كنا ماشين وحش في شارع يرضيك يا بابا
كان يحيي يستمع الحديث الذي يدور و يود أن يمسك سعد ويضربه علي ما قاله في حق حبيبته ولكن لم يقدر لأنه ليس من حقه بالنسبه للحاضرين
تحدث الأستاذ محسن....
بقي أنت اللي تقول كده يا سعد يعني مش عارف تربية البنات،،، ده أنا واثق في سناء زي ضحي بالظبط عشان تربيتهم واحده والمفروض أنت كمان تكون عارف ولايه
ثم أكمل حديثه بغضب يلا يا أم ضحي هاتي بنتك وادخلوا الشقه
حاولت ضحي أن تهدي والدها فـ هي تعلم أنه غاضب مما قاله سعد ولكنه لم يبين ذلك حتي لا يحدث خلاف بين سعد ووالده.... بابا ابيه سعد ما يقصدش هو قصده........
لم تكمل ضحي حديثها عندما سمعت والدها يحدثها بصوت غاضب.....
أنا قولت اتفضلي علي الشقه....
احرجت كثيراً فوالدها أول مره يتحدث معاها هكذا و بالأكثر أمام هذا الحشد
فـ صمتت ضحي ولم تتحدث ثانياً وهي ماره أمام يحيي كي تخرج من شقة سناء سقطت أرضاً مغشياً عليها
اخافوا الجميع فحاول والدها أن يحملها ليخرج بها ولكن لم يقدر من ارتعابه عليها
تقدم سعد ليحملها فابعده يحيي ثم استأذن من محسن لكي يحملها إلي الشقه
فهتفت ناديه بدموع.... بسرعه يا يحيي،،، ضحي هتضيع مني
حملها يحيي سريعاً وتقدمت ناديه أمامه وسناء وأمل خلفه وجميعهم خائفون علي ضحي ويحيي في عالم آخر فـ بين يده شمس حياته وحبيبة قلبه ولكنه خائف أيضاً أن يحدث لها مكروه مثلماً حدث في وفاة شقيقتها
ارتعب أكثر من مجرد افتكره للأحداث المألمه فحدث حال وهو يستحلف بغضب.... صدقني يا سعد لن ارحمك لو تأذت شمسي بسببك انت اياه النذل لن ارحمك
فتحت ناديه باب الشقه متجها إلي غرفة ضحي وهى تهتف لـ يحيي... نايمها علي سريرها علي ما اتصل
بالدكتور بتاعها.....
اتصلت نادية كثيراً بالطبيب ولم يرد وأثناء محاولاتها التي باتت بالفشل لعدم رده عليها...
كان يحيي قد أجلسها علي الفراش وقلبه يتمزق من شحوب وجهها اردف الحدث موجههُ لوالدة صحي..... ما تقلقيش يا خالتي انا
هاروح أجيب الدكتور عزت من عيادته هو بيفتح يوم الجمعه مسافة السكه بس أهدي وهي هتكون بخير إن شاء الله،،،
كان يطمئن والدتها وهو خائف أكثر منها
جلست بجانبها أمل وسناء وهما يبكياني علي حاله صديقتهما التي لا حول لها ولا قوة....
خرج يحيي من الغرفة والتقي بوالد ضحي الذي يجلس علي مقعد السفرة في بهو الصاله واضعاً يده علي وجهه والخوف مسيطر عليه
تقدم يحيي منه ممسك بيده فـ نظر محسن إليه سائلاً.. طمني يا يحيي ضحي فاقت؟
اجاب يحيي حتي يطمئنهُ... هتفوق يا عمي بس أنت خليك جنبها
هي بتقوي بيك أنا نازل أجيب دكتور عزت مش هتاخر بإذن الله
ربت محسن علي كتف يحيي مردفاً... ونعم الابن الله يسعدك ويصلح حالك
استأذن يحيي ختي يأتي بالطبيب
في نفس الوقت عند الحاج سمير بشقته يتحدث مع ولده سعد بصوت عالي ويكاد يضربه علي ما تفوه به وتسببه في اغماء ضحي حتي وأن لم يكون مباشر.....
أنا مش لسه قايلك الصبح تغير أسلوبك مع أختك هو انت هتفضل تعبني لحد أمتي حرام عليك أنت عاوز إيه بالظبط اتسببت في زعل مابيني وبين محسن عشرة عمري ولا بنته اللي زي النسمه بسبب كلامك تعبت أنا خلاص فوضت أمري لله،،، الله يسامحك اتفضل امشي مش عاوز اشوف وشك هنا تاني
تدخل الحاج رشاد بعدما تركهُ يخرج كل الغضب الذي بداخله حتي لا يمرض فـ هو لم يتحمل أن يحدث له شئ فـ هم بالفعل عائله واحده بمعني الكلمه فاردف قائلا.......خلاص كده يا حاج اتفضل أقعد أنا سبتك وأنت اتكلمت ممكن تهدي شوية
تحدث المعلم علي وهو يمد يده لاخذ سعد من أمام والده مردفا....
تعالي معايا يا سعد عاوزك شويه تحت انصاع سعد لطلبه وخرج معاه ونزلا سويا لاسفل
داخل أحد الغرف في منزل الحاج سمير تجلس سميحه وسعاد وإعتماد فكانت تبكي الحاجه سميحه علي ما حدث من ولدها مع شقيقته بجانب خوفها علي ضحي فـ هي ممنوعه من التوتر أو أي شئ يزعجها....
فتحدثت الحاجه إعتماد....
بالله عليكي ما تزعلي من سعد هو اه
غلطان بس مهما كان ضناكي متخليش قلبك يغضب عليه وهو قلبه يقسي اديكي شايفه شاهين إبني بقاله كام سنه سايب البيت و بيجلنا كل فين وفين ولا نعرف عايش ازاي ولا مع مين ده أنا بتقطع مش قدره اتكلم حتي و أبوه زيي ويمكن أكتر بس مش بيباين عشان ما زعلش واتعب و أهو شهاب ربنا يسعده لهانا شويه عن زعلنا ولكن شاهين ولا حاسس بينا ولا حاجه ما عرفش جايب القسوة ديه منين بس مش هبطل ادعي له لاخر يوم عمري
تحدثت الحاجه سميحه وسعاد في نفس الوقت ربنا يبارك في عمرك ويهديه يا حاجه
فـ أكملت الحاجه سعاد قائله حتي تنسيها ذلك الحديث قائله....اومال دلال عاملة إيه هي وجوزها وولادها بقوا حلوين
إبتسمت الست إعتماد مردفه.....دلال ربنا يحفظها ويباركلها في جوزها وولادها ما فيش يوم يعدي إلا وتكلمني أنا و أبوها أقولها يابنتي المكالمات الدوليه غاليه تقولي ولا مال الدنيا يغلي عليكم يا أمي،،، ربنا يجبر بخاطرها زي ما بتجبر بخاطرنا،،، آمنو وراءها داعين لها بالصحه والعافيه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هبط يحيي درج بيت ضحي باقصي ما عنده من سرعه ليأتي بالطبيب حتي يطمئنه علي شمسه
فـ كان يقف بالاسفل أمام باب العمارة عمرو وسيف الذان تنبؤهما القلق من تغير وجه يحيي وهو يتحرك أمامهما ولا يتحدث
اوقفه سيف مناديا عليه.... يحيي خير
فـ تحدث عمرو....يحيي طمني حد جراله حاجه؟
تحدث يحيي أخيراً....
ضحي تعبانه ورايح اجيب الدكتور بسرعه
أحس سيف بأن صديقه في غير حالته الطبيعي فحدث ذاته قائلاً الوقت غير مناسب الآن فنتحدث فيما بعد يا صديقي العزيز
فاكمل عمرو حديثه ...طب استنى هنيجي معاك
تحدث يحيي وهو يُعجل بخطواته..... لا خليكم هنا أحسن الحاج يحتاج حاجه
فذهب مسرعاً وأتي بالطبيب الذي قام بفحص ضحي بدقه وتبين له أنها حالة اغماء من توترها الزائد الذي حدث لها أثناء مشاجرة مينا مع الشابين حتي انتهي بالخلاف بين سعد وشقيقته سناء مثلما ابلغته والدتها التي تقف معاه بالغرفه ولم تكف عن البكاء وبجانبها سناء وأمل اللتان حالتهما
لا تقل عنها فثلاثهما قلقن للغايه فطمئنهن الطبيب بأن حالتها مستقره لا يوجد أي قلق والحمد لله ثم اعطي لها حقنه مهدئه داخل المحلول المعلق بجانب فراشها وخرج من الغرفه فوجد الجميع بإنتظاره ليطمئنهم
أول من تحرك ناحية الطبيب كان يحيي ولكنه لم يقدر علي مساءلته حتي لا يلفت الأنظار إليه فمهما كان هو يخاف علي غالية قلبه الراقد بالداخل
اقترب والد ضحي من الطبيب سائلا اياه بخوف....خير يا دكتور بنتي مالها طمني ارجوك
أجاب الطبيب بوجه مبتسم...الحمدلله هي بخير ماتقلقش،،، فأخبره بما قالهُ لوالدتها بالداخل
مكملاً بتنبيه....بس ياريت مايحصلش قصادها حاجه تزعجها زي اللي حصل وفهمته من والدتها علي الأقل الفترة الجايخ والافضل تروح مكان هادي بعيد عن التوتر
لو أمكن....
هتفت سناء التي خرجت وراءه
من غرقة ضحي هي وأمل....إحنا فعلاً كنا رايحين بكرا السخنه كام يوم،،، وكنت عايزة اعرف من حضرتك يا دكتور السفر بالعربيه مش غلط عليها
اردف الطبيب بكل ثقه قائلا.... بالعكس يا آنسه ده هيكون أحسن لها جداً
ابتهاجتا أمل وسناء وكذلك الواقف بعيداً ومن غيره ذاك العاشق المتيم يحيي الذي حمد الله كثيراً ودعاهُ أن يحفظها له من كل مكروه
شكر كلاً من محسن والحاج رشاد الطبيب الذي غادر المنزل للتو
ثم بعد ذلك تقدم الحاج سمير معتذراً من والد ضحي علي ما صدر من ولده سعد
هتف محسن معاتباً...هو كان إيه اللي حصل عشان تعتذر يا حاج،،، سعد في مقام أبني وبعدين كلنا أعصابنا اتوترت عشان حاصل مع مينا
الحمد لله عدت علي خير وجات علي اد كده المهم ربنا طمنا علي ضحي
سعدوا جميعاً بحديث استاذ محسن والتسامح الذي في قلوبهم ودعوا الله أن يديم عليهم صحبتهم الطيبه لـ اخر العمر
انتهي اليوم بكل ما في علي خير
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اتي صباح يوم جديد ملئ بأحداث سعيدة
استيقظت كل من ضحي وسناء ليحضران ما سيأخذانه معاهما في تلك الرحلة التي تدوم لمده ثلاثة أيام
فقد فاقت ضحي بحال أفضل عن امس بكثير بجانب احساسها بشعور غريب ،،،ما هو لا تعرف؟
فظنت السبب ذهابها مع أصدقائها إلي البحر التي تعشقه
تناولت الفطور مع والديها وجهزت حقيبتها ثم ذهبت لـ سناء حتي تعجلها من كثرة اتصال أمل عليها منذ الصباح
في نفس الوقت كانت تفتح سناء باب شقتها لتذهب لـ ضحي فتحدثت وهي مبتسمه لرؤيه صديقتها بخير فهتفت قائله.....
صباح الخير علي عيونك حبيبتي عامله إيه دلوقتي،،، كنت لسه جايه اطمن عليكي
قبلتها ضحي علي وجنتها.... صباحك ورد وياسمين حبيبتي،، مطمئنه اياه عليها ثم سألتها...
هاه خلصتي حبيبتي،،، أحسن أمل مش مبطله اتصال بتقولي عايزين نكون هناك من أول اليوم عشان ننزل البحر...
تحدثت سناء بتأكيد....جهزت خلاص،،، اكملت حديثها قائله...
أنا عامله حسابي وجيبت المايوهات ياعمري أن شاء الله هيكونوا تلات أيام حلوين نعوض فيهم الكبت اللي عندنا،،،
ابتسمت ضحي ودعت ربها أن يحدث ذلك
صفحت كلاً منهما والديه
ثم ترجلا إلي أسفل حاملا كل واحدة حقيبتها الخاصه
تفاجأت ضحي عندما رأت يحيي واقفا أمام السيارة التي سينطلق بها إلي العين السخنه وتقف معاه أمل في انتظارهما
اما والدتهما الحاجه سعاد تجلس في المقعد الخلفي للسيارة
حدثت حالها لتنفي ما أتي ببالها... أكيد هيطمن عليهم ويطلع يكمل نومه،، فحزنت قليلاً لأن ذلك ما سيحدث اقتربت منهما ومعاها سناء مردفان بإبتسامة علي ثغرهما.... صباح الخير
ردا يحيي وأمل الصباح وكذلك الحاجه سعاد
فتحدث يحيي بسعاده ولكن لم يظهرها علي وجهه حتي لا ينكشف امره أمام شمسه.... يلا اطلعوا العربيه يا بنات عشان الحق اوصلكم بالسلامه وأرجع علي طول أحسن بكرا عندي شغل مهم
تراقص قلب ضحي فرحاً فـ هذا ما تتمناه بعقلها عندما رأته امامها،،، فنظرت إلي السماء وشكرت ربها بصمت
انشرح صدر يحيي عندما رأى الفرحه بعينيها،،،،
فهو من فعل ذلك حتي يري تلك النظره الجميله
أخذ يفكر طوال الليل إلي أن تواصل لذلك....
اتصل علي الاسطي محروس سائق سيارة والده طلباً منه أن يعتذر للحاج رشاد عن عدم ما جيئه اليوم لمرضه فبذلك لم يقدر علي السفر
إلي جانب الحاج رشاد لم يحب قيادة السيارات وعمرو لديه محاضره مهمه بالكليه اليوم
فمن غيره المتواجد لحل تلك المعضله فالتأكيد هو يحيي
وهذا كان بالاتفاق مع أمل
فـ هي من دلفت لوالدها واقترحت عليه أن يطلب من يحيي توصلهم
ناداه والده واخبره بذلك،،، انصاع وخضع لامر وكدا قلبه أن يخرج من صدره من شده السعاده
♡ما اجمل الحب♡
فتح يحيي الصندوق الخلفي للسياره ليضع بها حقائب الفتاتين بجانب اغراض أمل ووالدتها ثم اغلقه فتحدث قائلا... يلا يا أمل اطلعي العربيه
اردفت أمل بالاتفاق المسبق بينهما..
أنا هاقعد ورا مع ماما أصلي طلعه لها مش بحب اقعد قدام وأنا مسافرة،،،، فغمزت لـ يحيي فابتسم له علي اداءها الجيد
فكادت ضحي أن تتحرك لتجلس بالخلف إلا وأمسكت أمل يد سناء وتحركا سويا ليجلسان مع بعضهما بجوار والدتها،،،
فنظرت لـ ضحي قائله..... يلا يا دودي اقعدي إنتي قدام عشان عايزه سنسن في موضوع مهم
فاردفت الحاجه سعاد متحدث بسعاده داخليه هي أيضاً... اطلعي يا حبيبتي عشان نتحرك،،،
واخيراً استقلوا جميعاً السياره وانطلق يحيي بها لخارج حي الغمري وبجانبه شمسه وحبيبة قلبه.....