رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل السابع بقلم سهام صادق
تعلقت أعيُن "ليلى" بالكيس البلاستيكي الذي تمدّه لها "عايدة" وقد وضعت داخله عُلبَة بها بعض الشطائر المحشوه بالجبن التركي.
تساءَلت "ليلى" وهي تنظر إلى الكيس الذي حركته "عايدة" في يدها حتى تأخذه منها.
_ ده ليا أنا؟
ابتسمت "عايدة" وهي تضع الكيس في يدها.
_ أيوة ليكِ أنتِ يا "ليلي" عشان تاكلي في وقت الاستراحة بتاعتك.
ثم أردفت السيدة "عايدة" وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ.
_ البت "شهد" من لهوجتها ليا خلتني انسى أحطلك إزازة العصير.
نظرت "ليلى" إلى الكيس الذي أصبح بيدها وتمتمت بخجل اِحتل نبرة صوتها.
_ أكيد في مكان قريب من المصنع نقدر نشتري منه اللي نحتاجه.
عادت إليها "عايدة" بزجاجة العصير ثم أشارت إليها بأن لا تعترض على شئ.
طأطأت "ليلى" رأسها بخجل شديد من أفعال "عايدة" معها، إنها تعاملها وكأنها والدتها.
_ مش عايزة اسمع كلمة إعتراض وتاخدي السندوتشات من سكات.
تلك النبرة التي تحدثت بها "عايدة" جعلت "ليلى" تتذكر ما كانت تفعله "عائشة" معها عندما كانت تعترض على إهتمامها الزائد بها وقد صارت فتاة جامعية.
اِجتمعت الدموع في عينين "ليلى" ثم رفعت عيناها نحو "عايدة" التي فور أن رأت الدموع تلمع بعينيها، أسرعت بضمها إليها قائلة بنبرة معاتبة.
_ مش عايزة أشوف دموعك لأن دموعك ملهاش غير معنى واحد... إنك مش مبسوطه وأنتِ وسطينا يا "ليلى".
ابتعدت "ليلى" عن حضنها، تهز رأسها نافية الأمر.
فهي أحبت وجودها معهم رغم تلك الغصة التي تحتل فؤادها كلما تلاقت عيناها بعيني عمها "عزيز" ورأت داخلهما ندم لا تستطيع غفرانه.
_ جاهزة يا "ليلي".
قالها "عزيز" بعدما خرجت نحنحته عند دلوفه للمنزل ثم أخفض عيناه هربًا من رؤية تلك النظرة التي تقتله كلما تلاقت عيناه معها.
ابتسمت "عايدة" لها ثم رفعت كفيها لتمسح على كلا خديها بحنو.
_ هي خلاص جهزت، خد بالك منها يا "عزيز".
تلاقت عينيّ "عزيز" بعينين زوجته ثم "ليلى" التي أسرعت بتحاشي النظر إليه.
في رحلة ذهابها إلى المصنع الذي ستعمل به داخل قسم المحاسبة، وضحت لها الصورة التي توهمت في رسمها...
لقد ظنت أنها ستعمل تحت إشراف "عزيز الزهار" الذي صار الفضول يقتلها نحوه بسبب أحاديث "شهد" والعم "سعيد" عنه.
لا تعلم لما شعرت بخيبة الأمل عندما أخبرها عمها أن السيد "عزيز" لا يتولى إدارة مصنع الملابس بنفسه بل يجعل أحدهم يتولى إدارته وهو يذهب من وقت لأخر ليتابع سير العمل.
بضعة معلومات منحها لها عمها أثناء توصيله لها للمصنع.
لم يتركها "عزيز" بل دخل معها المصنع مستغلاً اسم سيده بالدخول إلى أن وصل قسم الإدارة الذي كان يبعد عن مكان التصنيع والتغليف.
المساحة التي كانت يشغلها المصنع كانت كبيره، مما جعل أعيُن "ليلى" تتأمل المكان بإنبهار.
فور أن توقف "عزيز" أمام أحد الأبواب وجواره "ليلى"، أخرج هاتفه من جيب بنطاله وضغط على زر الإتصال ليُهاتف سيده.
_ أنا وصلت قدام مكتب الأستاذ "رفعت"، تمام يا فندم...ربنا ما يحرمنا منك يا "عزيز" بيه.
أنهى "عزيز" مكالمته مع سيده ثم أعاد هاتفه لداخل جيبه ونظر نحو "ليلى" التي أخذت تفرك يديها ببعضهما وقد ظهر الإرتباك على ملامحها.
وضع "عزيز" يده على كتفها يحثها على التقدم أمامه.
_ يلا يا "ليلي"... أستاذ "رفعت" مستنينا.
سارت "ليلى" أمامه ولم تشعر أن لمسته لها كانت من رَجُل غريب.
الترحيب الذي تلقاه "عزيز" من السيد "رفعت" جعل "ليلى" تنظر للمشهد بتعجب، عمها يُعامل وكأنه حقًا فرد من أفراد العائله، ليس مجرد سائق لـ "عزيز الزهار" .
كل شئ مر بسلاسة وكأنها ليست بمقابلة عمل، السيد "رفعت" سألها مجرد أسأله طفيفة عن تخصصها الجامعي وسنة تخرجها حتى أنه لم يهتم بالأوراق التي كانت ناقصه في ملفها ثم بعدها استدعى سكرتيرته لتأخذها نحو مكان عملها.
...
في إحدى شركات الطيران الكُبري..
كان "صالح" يخرج من غرفة الإجتماعات بعدما تم مناقشة بعض الأمور الخاصة بـ أمن المطار بعد رصد عملية إرهابية كانت على وشك الحدوث داخل المطار.
اِقترب من غرفة مكتبه التى تحمل يافطتها اسم المدير التنفيذي.
دخل غرفة مكتبه بإرهاق يتبعه مساعده بالتقرير الأمني الذي عمل عليه فريق أمن المطار بعيداً عن التحقيقات التي تقوم بها الجهات المختصة من الدولة.
_ التقرير يا فندم.
التقطه منه "صالح" على الفور وبنظرة سريعة كان يقرأ بعض السطور التي أكدت شكوكه.
ألقى "صالح" التقرير على سطح مكتبه بإهمال ثم زفر أنفاسه بقوة.
هذا ما كان يخشاه عندما تنازل أحد الشركاء المؤسسين للشركة عن حصته من الأسهم لأحد المستثمرين الأجانب.
أشار لمساعده أن يُغادر وقد استرخى بجلسته على المقعد.
ارجع رأسه للوراء وأغمض عينيه لعله يمنح عقله بعض الراحة.
لا يعرف كم دقيقة مرت وهو جالس بتلك الوضعية التي زادت من تشنج عضلات رقبته.
تأوه بخفوت عندما حرك رأسه ثم فتح عيناه ورفع يده نحو عنقه ليمسده.
التقط هاتفه بعدما أدرك أنه منذ أمس جالس بالمطار لمتابعة التحقيقات ولم يُهاتف صغيره إلا مره واحده أجراها معه بالصباح عبر خاصية الفيديو.
ضاقت عيناه بقلق وهو يرى كم المكالمات والرسائل التي توالت عليه عندما فتح هاتفه وسُرعان ما كان ينتفض من مقعده يضغط على زر الإتصال لمهاتفه جده.
_ لسا فاكر تفتح تليفونك.
أول ما قاله له جده ثم بعدها واصل حديثه بإقتضاب.
_ ابنك عندي في البيت، لما تفتكره ابقى تعالا خده.
بعد دقائق معدودة...
كان "صالح" ينطلق بسيارته متجهًا نحو منزل جده لرؤية صغيره.
فتحت له الخادمة الباب على الفور وقد تراجعت للوراء عندما اندفع للداخل يبحث عن صغيره مناديًا اسمه بصوت مرتفع.
_ "يزيد"
خرج جده من غرفة مكتبه يتكئ بيده على عصاه الأنبوسية.
_ ابنك فوق مع "نعمات".
قالها "شاكر" بوجه ممتعض وهو ينظر إلى حفيده الذي وقف يلهث أنفاسه قلقًا على طفله وكأنه في منزل عدو.
_ اطلعي هاتي الولد.
هتف بها "صالح" بنبرة آمره للخادمة التي فتحت له الباب ومَازَالت واقفه.
أشار السيد "شاكر" بعصاه إلى الخادمة لتتحرك نحو الأعلى حتى تأتي بالصغير.
_ إدارة المدرسة حاولوا يتصلوا بيك لكن تليفون حضرتك مقفول... لما معرفوش يوصلوا ليك اتصالوا بيا يبلغوني بأفعال الولد.
نظر السيد "شاكر" لحفيده ثم واصل كلامه بنبرة آمره.
_ غير الدكتور اللي بتعالج عنده الولد.
لم يهتم "صالح" بكلامه، كل ما كان يصب اِهتمامه عليه هو رؤية صغيره.
هبطت الخادمة بالصغير تحمله بين ذراعيها وخلفها كانت السيدة "نعمات" تلك المرأة التي أفنت عمرها بخدمة هذه العائلة تتبعها وهي تحمل أغراض الصغير.
أسرع "صالح" بلهفة ليحمل صغيره، يتأمل كل إنش بوجهه البرئ.
امتقعت ملامح السيد "شاكر" من فعلت حفيده ثم قال بنبرة ساخطة.
_ بما إنك خايف عليه أوي كده، اسمع كلام المختص الأجنبي وحقق ليه بيئة مستقره عشان يتعالج ويبقى طفل طبيعي.
_ شكرًا يا "شاكر" بيه على خدماتك وعلى النصيحه.
تمتم بها "صالح" بعدما ضم طفله إليه.
_ يلا يا دادة "نعمات".
...
تثاءَبت "ليلى" بنُعاس وهي تستمع إلى حديث "شهد" الماقِت عن زميلتها المتكبرة التي لا تتوانى عن التقليل بها وتذكيرها دائمًا أنها مجرد ابنة سائق ولا تستحق دخول مدرسة كالتي هي بها.
_ أنا مبقدرش أقول الكلام ده قدام بابا و ماما عشان ميزعلوش...
طأطأت "شهد" رأسها بحزن ثم رفعت عيناها وهي تفرك راحتي كفيها بقوة.
_ البنت ديه من ساعة ما انضمت للمدرسة الثانوية وهي حطاني في دماغها مش عارفه ليه؟
_ عشان أنتِ أشطر منها يا "شهد".
قالتها "ليلى" لأنها صارت مدركة تمامًا تفوق ابنة عمها.
_ أنا مش عايزة أعمل مشاكل معاها عشان أبيه "عزيز" ميزعلش مني.
"عزيز"؛ هذا الرَجُل الذي صار الحديث عنه يُحاوط حياتها، بالعمل وبالمنزل.
....
أمام إحدى البنايات الراقية، توقفت سيارة "صالح"...
ترجل "صالح" من السيّارة ثم اتجه نحو المقعد الخلفي ليحمل صغيره النائم على حجر المربية "نعمات" التي تتولى رعايته.
أسرع حارس الأمن ناحيته بعدما اِنتبه إليه، فهتف "صالح" بصوت خفيض.
_ دخل العربية الجراچ يا "سعد".
حرك "سعد" رأسه إليه ثم أسرع لتنفيذ ما أَمره به.
فتحت السيدة "نعمات" باب الشقة التي لا يسكنها إلا "صالح" وصغيره وهي معهم لتتولى رعايتهم، فهي تعتبر "صالح" كابن لها كما كانت تعتبر "سارة" الغالية ابنتها.
أسرعت بخطواتها رغم كِبَر سنها نحو غرفة الصغير لتزيل غطاء الفراش قليلًا حتى يدثره تحته.
وضعه "صالح" فوق فراشه وقد كان الصغير نائم بعمق.
تململَ الصغير في نومه ثم فتح عيناه متمتماً بصوت خفيض.
_ الحصان بتاعي.
نظر "صالح" نحو السيدة "نعمات" التي أسرعت بإخراج لُعبته من الحقيبة التي تجمع بها متعلقاته.
التقطه منها "صالح" يضعه بحضن صغيره وقد ضمه لحضنه ونام قرير العين.
انسحبت السيدة "نعمات" من الغرفة لتتجه نحو المطبخ لتعد وجبة عشاء خفيفة من أجل سيدها.
وضع "صالح" أنفه على شعر صغيره حتى يشتم رائحته التي تعيد له السَكِينة ثم رفع كفه ليمسح على خده.
غادر "صالح الغرفة"؛ فأسرعت السيدة "نعمات" ناحيته قائلة.
_ حضرتلك عشا خفيف يا بني.
_ شكرًا يا دادة نعمات، ماليش نفس.
تحرك "صالح" من أمامها لكنها أوقفته قائلة.
_ أنت من أمبارح وأنت بره البيت، اكيد على لحم بطنك.
استدار إليها "صالح" بنصف جسده وعلى شفتيه ارتسمت اِبتسامة صغيره.
_ لو احتاجت حاجه هقوم أعملها لنفسي، روحي ارتاحي أنتِ.
هزت رأسها إليه ثم اتجهت نحو غرفتها.
بخطوات بطيئة تحرك "صالح" نحو غرفته وقد نال منه التعب.
ألقى سترته على الفراش ثم رابطة عنقه التي صارت مرتخية وبعدها إتجه نحو الحمام بعد أن بدأت يداه تفك أزرار قميصه الذي ألقاه في سلة الملابس.
انهمر الماء البارد على جسده رغم برودة الجو ثم استند بكلتا يديه على كابينة الاستحمام.
الذكريات تقتحم عقله دون هواده كلما أصابه الفزع نحو صغيره.
غادر الحمام لا يرتدي إلا بنطالًا تاركًا جزعه العُلوي عاريًا.
اندس بالفراش وما هي إلا دقائق وكان يغفو من شدة إرهاقه.
داعبت شفتيه ابتسامة عذبه أثناء نومه، لينتفض بعدها مفزوعًا من غفوته يهتف بصوت متهدج.
_ "سارة".
وليت صوره الدماء وإلتفاف الناس حولها وهي ملقاه أرضًا يُغادر عقله.
...
دلف العم "سعيد" الغرفة بحذر حتى لا يُصدر صوتًا أثناء مكالمة "عزيز" مع شَريكه التركي السيد "نيهان".
ارتفعت قهقهة "عزيز" في تلك اللحظة التي اقترب العم "سعيد" من مكتب "عزيز" وقام بوضع كأس الشاى عليه.
سماعه لصوت ضحكات سيده يجلب إلى قلبه السعادة.
_ لا تُحاول معي "نيهان" ، أنا دون امرأة سيد قلبي وعقلي.
عادت ضحكات "عزيز" ترتفع مرة أخرى وقد مال للوراء قليلًا حتى التصق ظهره بظهر المقعد الجلدي الجالس عليه خلف مكتبه.
_ يا رَجُل بعد زواجك تُريد أن ترى الجميع متزوج، لقد أخذت العروس عقلك...
تعلقت عينين العم "سعيد" به وقد رفع يديه عاليًا يدعو الله أن يمّن عليه بمثل تلك السعادة.
ضاقت عينين "عزيز" عندما انتبه على فعلت العم "سعيد" وقد هز رأسه بيأس من أفعال هذا العجوز الذي صار لا يترك فرصه إلا وذكره بحاجته إلى امرأة تؤنس وحدته.
ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتي العم "سعيد" بعدما أنهى "عزيز" مكالمته مع السيد "نيهان".
_ هو السيد "نيهان" مش هيجي مصر قريب، كان كل شهرين بيكون هنا.
كان العم "سعيد" يعرف السيد "نيهان" حق المعرفة لأن السيد "رياض" رحمه الله والسيد "خليل" والد "نيهان" كانت تربطهما صداقة قوية منذ سنوات طويلة.
_ مَظنش يا عم "سعيد"، افتتاح فرع شركته الجديد في باريس بقى واخد كل وقته.
حرك العم "سعيد" رأسه بتفهم ثم نظر إليه.
التقط "عزيز" كأس الشاى ليرتشف منه قائلًا باِستمتاع.
_ كوباية الشاي بتاعتك الوحيدة اللي بتعدلي دماغي يا راجل يا طيب.
ابتسم العم "عزيز" قائلًا بسعادة.
_ ألف هنا يا بيه.
أكمل "عزيز" ارتشاف قطرات الشاي وواصل كلامه.
_ أنت هنا بتعدلي مزاجي بكوباية الشاي بتاعتك و "أميمة" في المكتب بتعدلي دماغي بفنجان قهوتها.
ثم استطرد قائلًا بمزاح.
_ أعوي تقول الإعتراف ده لـ "عايدة".
_ "أميمة" مين يا بيه؟
تساءَل العم "سعيد" بفضول بعدما التقطت أذنيه اسم "أميمه" دون حاجة بأن يهتم لبقية الكلام.
هز "عزيز" رأسه بيأس وأكمل اِرتشاف ما تبقى من كأس الشاى.
_ بلاش دماغك تروح في حتة تانيه يا عم "سعيد"،
"أميمة" دي موظفة عندي وتقرب للحاج "عبدالرحمن ".
_ ونعمه الأصل يا بيه.
قالها العم "سعيد" بخبث ظهر في عينيه ولم يكن "عزيز" بغافل عن نظرة العم "سعيد" له.
_ تسلم ايدك على كوباية الشاي يا عم "سعيد".
وهكذا كان "عزيز"؛ ينهي الحوار عندما يجد أن العم "سعيد" لا ييأس من عرض أمر الزواج عليه.
...
مرت ثلاث أسابيع على عمل "ليلى" بالمصنع وقد باتت تعتاد على عملها وزملائها.
تراجعت بخطواتها للوراء ثم نظرت بتعجب نحو رئيسها السيد "عادل" الذي غادر غرفة مكتبه في عجاله.
دلفت "ليلى" حيث الغرفة التي تضم مكتبها هي و أثنين من زُملائِها تتساءَل بدهشة.
_ هو أستاذ "عادل" ليه خارج من مكتبه بالسرعه ديه.
ابتسامة واسعه ارتسمت على شفتيّ "سلوى" -زميلتها بالمكتب- التي استندت بذقنها على كف يدها.
_ "عزيز" بيه هنا في المصنع.
خفق قلب "ليلى" لمجرد سماع اسمه، فلم تعد تعرف لما ذِكر اسم هذا الرَجُل يَبُث داخلها هذا الشعور الذي لا تفهم معناه ولا تجد له تفسيرًا.
حاولت "ليلى" تمالك نفسها من تلك الحالة العجيبة التي سيطرت عليها ثم تحركت نحو مكتبها لتتابع عملها.
انهمكت "ليلى" في أوراق الحسابات التي أمامها.
ارتفع رنين هاتف المكتب وقد أسرعت "سلوى" بالرد.
_ تمام يا فندم.
وضعت "سلوى" سماعة الهاتف ثم أسرعت إلى داخل مكتب السيد "عادل" لتلتقط الأوراق من فوق مكتبه.
تحركت لتُغادر الغرفة بالأوراق التي معها لكن فجأة توقفت وانحنت للأمام لتضع يدها على بطنها، لقد عاد إليها ذلك المغص اللعين الذي يُداهمها منذ الصباح.
نظرت إلى "ليلى" المنشغله في تدقيق الأوراق التي معها، فزميلهم الأخر تخلف عن الحضور اليوم لسبب مرضي.
_ "ليلى".
نادتها "سلوى" ومَازالت تضع بيدها على بطنها وتعض على شفتيها.
رفعت "ليلى" عينيها عن الأوراق ونظرت نحو "سلوى" التي يبدو عليها الألم.
_ أنتِ لسا تعبانه يا "سلوى".
ثم واصلت حديثها بعتاب.
_ قولتلك بلاش تاكلي سندوتشات الفول عشان القولون.
_ سيبك من السندوتشات دلوقتي يا "ليلى" وخدي الورق لأستاذ "عادل" بدل ما نسمع منه كلام ملهوش لازمه...
نهضت "ليلى" على الفور لتلتقط منها الأوراق ثم تساءَلت.
_ طيب هو أستاذ "عادل" فين؟
_ في مكتب "عزيز" بيه.