رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل السادس بقلم سهام صادق
ما نطقته "شهد" جعل "ليلى" تشعر وكأن دلوًا من الماء سُكب عليها، لم تجد "ليلى" أمامها إلاّ خفض رأسها نحو حجرها وفرك يديها بقوة معاً.
_ "شــهــد".
صاح بها والدها؛ مما جعل "شهد" تُسرع في وضع يدها على فمها لتُكممه.
تبسم "عزيز"، فـ الصغيرة دوماً ما يخرج منها كلام طائش لا تُرتبه وهو يتفهم هذا الأمر.
_ اتفضل أنت يا عم "عزيز" روحوا مشواركم، اتمنى ليكم سهره سعيدة.
قالها "عزيز" ثم تابع قيادة سيّارته ببطئ إلى الداخل بعدما تحرك سائقه "عزيز" للأمام لمتابعة تحركه نحو المطعم الشعبي الذي أراد أن تتناول فيه عائلته عشائهم.
كانت السهرة ممتعة بالنسبة لـ "شهد" التي كانت لا تخرج إلا مرات قليلة مع عائلتها.
لكن "ليلى" كان الأمر بالنسبة لها جرعة من الألم تدفقت مرارتها داخل جوفها... فهذه السهرة ذكرتها بكل ذكرياتها مع والديها.
....
مر أسبوعين على وجود "ليلى" معهم وكلما أرادت العوده لمدينتها كانت السيدة "عايدة" تخترع لها حُجة لتبقىٰ معهم.
في أحد الليالي
كانت "عايدة" تتوسد صدر "عزيز" زوجها الذي أخذ يمسح على ظهرها بخفة.
ابتسامة عريضة اِرتسمت على شفتي "عزيز" وقد لمعت عيناه من السعادة وهو يتذكر الكلمات القليلة التي تحدثت بها "ليلى" معه اليوم.
_ أنا مبسوط أوي يا "عايدة" إن "ليلى" بدأت تتكلم معايا.
رفعت "عايدة" عيناها إليه ثم وضعت كفها على خده تمسح عليه، فالتقط "عزيز" كفها يقبله بحب.
_ مع الوقت يا حبيبي هتبدأ تتعود عليك وتسامحك.
نظر إليها "عزيز" بنظرة تحمل الأمل.
_ تفتكري هيجي يوم وتسامحني يا "عايدة"، أنا عارف إن اللي عملته فيها ميتنسيش ولا يتغفر.
سقطت دموع "عزيز" التي كان يطلق سراحها بين ذراعي زوجته.
اعتصر الألم قلب "عايدة" وأسرعت في إزاله دموعه.
_ هتسامحك يا "عزيز" وهتحبك لأنها مش هتلاقي أحن منك عليها.
غادر الحزن عينيّ "عزيز" ونظر إلى "عايدة" وقد عادت عيناه تلمع بالسعادة.
_ أنا مش عارف من غيرك كنت عملت إيه يا "عايدة".
حاوطها بذراعيه وبطريقته الخاصة كان يترجم لها حبه الذي لا ينضب.
صباحًا
كانت "عايدة" تقف بالمطبخ تعد وجبة الإفطار قبل ذهابها إلى الڤيلا.
_ صباح الخير.
تمتمت بها "ليلى" بصوت خفيض خجل، فالتفت ناحيتها "عايدة" بابتسامة حنونة قائلة.
_ صباح النور على عيونك يا حببتي.
ابتسمت "ليلى" وأسرعت بالإقتراب منها لتتناول منها حبات البيض.
_ خليني أساعدك.
لم تعترض "عايدة" بل أعطتها حبات البيض لتقوم بقليها بالمقلاه.
إلتقطت "عايدة" منشفة المطبخ لتمسح يديها بها ثم اتجهت بعينيها نحو إبريق الشاي.
_ هروح اصحي عمك و "شهد"...ممكن تخلي بالك من الشاي يا "ليلي".
اِستدارت "ليلى" جهتها وعلى محياها اِرتسمت ابتسامه خجولة ثم هزت رأسها إليها.
غادرت "عايدة" المطبخ واتجهت إلى غرفتها لتجد "عزيز" قد استيقظ.
داعبت شفتيّ "عزيز" ابتسامة عريضة وقد لمعت عيناه بسعادة بالغه.
_ "محمود" جالي في الحلم مبسوط يا "عايدة"، مشوفتش نظرة العتاب في عين أخويا.
ترقرقت الدموع بعينين "عزيز" وقد أسرعت "عايدة" نحوه وأمسكت كلتا يديه.
_ هو بقى مطمن عليها معانا يا "عزيز".
ثم أردفت بنبرة صادقه إكراماً لتلك العائلة التي اِعتنت بـ "ليلى" وكأنها من دمائهم.
_ الحمدلله البنت ربنا رزقها بناس ولاد حلال ربوها وإحنا دلوقتي معاها.
مسح "عزيز" دموعه التي ملئت مقلتيه.
_ ونعم التربية، لو كانوا لسا عايشين كنت روحت بوست إيديهم وراسهم... هعيش عمري كله اترحم عليهم زي ما أكرموا بنت أخويا وأحسنوا تربيتها.
...
أغلق "عزيز" المغلف الذي وُضِع داخله مخطط الرسومات التي يقوم بتصميمها أحد عماله الموهوبين بحرفتهم قبل أن يتم تصنيع الأثاث.
اِنتبه على الطرقات الخفيفة على باب غرفه مكتبه ثم بعدها دلفت "أميمة" تحمل قهوته، فمنذ أن صرح بإعجابه بـ مذاق قهوتها وصارت تعدها له يوميًا.
_ قهوتك يا "عزيز" بيه.
_ شكرا يا "أميمة".
وضعتها "أميمة" أمامه ثم ابتعدت وأخفضت عيناها تتساءَل بصوت رقيق لا تتصنعه.
_ هو أنا ممكن استأذن النهاردة وأروح بدري.
شعرت "أميمة" بالحرج بعدما نطقت بطلبها ولكنها مضطرة لمغادرة العمل باكراً، فابنتها مريضة.
_ مافيش مشكله.
قالها "عزيز" بعدما مدَّ يده نحو فنجان القهوة وأخذ يرتشف منه ثم أردف بنبرة شاكرة.
_ تسلم إيدك على فنجان القهوة.
ابتهجت ملامح "أميمة" عندما استمعت إلى اِمْتِدَاحه لـ فنجان القهوة.
_ بالهنا والشفا يا فندم.
غادرت "أميمة" الغرفة، وبعد وقت كان يدلف السيد "جابر" غرفته ليعطيه بعض المستندات التي عليه توقيعها.
كان من عيوب السيد "جابر" -رغم إخلاصه- الثرثرة حول ما يحدث.
_ والله يا "عزيز" بيه أنا في الأول كنت معترض على وجود واحده تشاركني مكتبي وحضرتك عارف أد إيه الواحد بيتجنب الستات في الشغل لكن بصراحه أنا دلوقتي ممتن ليك يافندم.
ضحك "عزيز" على حديث سكرتيرة الذي تخطى منتصف الأربعين.
_ يعني أفهم من كده إنك مبسوط من شغل أستاذه "أميمة".
_ الست مجتهده وخلوقه وبتاعت شغل وعايزة تربي بنتها.
ثم اِستطرد السيد "جابر" بثرثرته.
_ دي ماشيه تجري عشان تروح تودي بنتها للدكتور لأن البنت حرارتها عالية ومش راضية تنزل وكانت خايفه متوافقش على مرواحها بدري لكن أنا طمنتها... قولتلها "عزيز" بيه راجل بيتقي الله وبيعامل موظفينه كأنهم أفراد من عيلته.
ابتسم "عزيز" ثم مدَّ يده بالمغلف الذي وضِعَت به مخططات التصميمات.
_ الأستاذ "أشرف" هيجي ليك من المصنع بعد نص ساعه عشان ياخد منك مغلف التصميمات، أستاذ "أشرف" هو اللي يستلم منك المغلف يا أستاذ "جابر".
التقط "جابر" المغلف وحرك رأسه له متفهمًا ما أُمِرَ به.
نهض "عزيز" من فوق مقعده ثم التقط سترته ونظر إلى ساعه يده متمتمًا.
_ يدوب ألحق أروح معرض السيدة "زينب".
...
توقف "عزيز" مكانه وارتعشت يديه بأكياس الفاكهة التي يحملها فور أن اِخترقت تلك العبارة أذنيه.
_ نفسي أشوفها واتعرف عليها يا عم "سعيد" من كلامك عنها، لما أجي زيارة المرة اللي جايه يمكن يكون ليا نصيب واقابلها.
"ليلى" كانت تقصد بكلامها "نيرة" التي يتحدث عنها العم "سعيد" دوماً معها.
_ ليه يا بنتي عايزه تسبينا وتمشي، أنتِ مش مبسوطة معانا.
تساءَل العم "سعيد" وقد ترك حبة الكوسة التي كان يقوم بتقويرها.
طأطأت "ليلى" رأسها نحو حبة الباذنجان التي كانت تقورها هي الأخرى ثم خرجت منها تنهيدة مُثقلة وتحاشت النظر إليه.
_ أبداً يا عم "سعيد"، أنت وطنط" عايدة" و "شهد" مش مخليني أحس إني غريبة عنكم.
لم تذكر اسم "عزيز"، مما جعل" عزيز" يقبض فوق الأكياس التي يحملها بألم.
نظر إلى الفراولة التي إبتاعها من أجلها ثم أغمض عيناه ليتمكن من حبس دموعه.
_ أنا هناك ليا جيراني وصحابي وذكرياتي مع بابا وماما.
طالعها العم "سعيد" ثم هز رأسه متفهمًا مشاعرها، هي اِستأنست بوجودها معهم لكنهم مازالوا غرباء عنها... مازالت تشعر أنها لا تنتمي إليهم.
ارتفع صوت "شهد" بالصالة عندما وقعت عيناها على والدها الذي جلس على أحد المقاعد بعدما لم تقوى ساقيه على حمله.
أسرعت "شهد" تُهلل بسعادة بعدما رأت حبات الفاكهة التي تُحبها.
_ عرفت منين إني نفسي في الفراولة والكيوي يا بابا.
لم يستطع "عزيز" إخبارها أنه أتى بتلك الفاكهة من أجل "ليلى" وتركها تلتقط من يده الأكياس وهتفت بصياح وهي تتجه نحو المطبخ.
_ شوفتي يا "ليلي"... بابا جاب لينا الفراوله...كده بقى نعمل كيكة الفراولة.
...
_ مالك يا "عزيز"؟
تساءَلت "عايدة" بعدما فرغت من ترطيب يديها وقدميها ونهضت من أمام طاولة الزينة.
نظر "عزيز" إليها ثم أطلق زفيرًا طويلاً.
_ "ليلى" عايزه تمشي يا "عايدة"..." ليلى" لسا مش قابله وجودي في حياتها وشايفه إنها وسطينا مجرد ضيفه وإن بيتها هو بيت الناس اللي ربوها... أما أنا...
وبنبرة حزينة أردف
_ راجل غريب بالنسبه ليها.
حركت "عايدة" رأسها يائسة، فتَقَبُل "ليلى" لـ "عزيز" لن يأتي من يوم وليله.
جلست "عايدة" جواره على الفراش تستمع إليه كعادتها إلى أن إهتدت إلى فكرة.
نظرت إليه والتمعت عيناها بأمل.
_ أنا عندي الحل اللي يخليها تفضل معانا.
والحل لم يكن إلاّ البحث عن عمل لها.
بحث لها "عزيز" كثيراً عن عمل لكنه لم يجد لها عملاً مناسبًا.
تعجبت "عايدة" من عدم طلب زوجها لتلك الخدمة من رب عملهم الذي لا يتأخر في تقديم المساعدة لهم وحينما سألته كان رده.
_ "عزيز" بيه جمايله مغرقانه يا "عايدة".
لكن عندما يأس "عزيز" من إيجاد عمل لـ "ليلى"... لم يجد أمامه إلاّ سيده.
....
توقف "عزيز" عن مسح زجاج السيّارة عندما وجد رب عمله يتجه إليه ليستقل السيّارة.
_ عامل إيه يا "عزيز".
ابتسم "عزيز" وأسرع بفتح الباب، فهز "عزيز" رأسه يائسًا من تلك الفعلة التي يكرهها.
_ نحمد الله يا بيه.
ربت "عزيز" على كتفه وابتسم ثم صعد السيّارة.
_ أخبار بنت أخوك إيه يا "عزيز"، تقبلت عيشتها هنا.
تساءَل "عزيز" عندما بدأ سائقه بالقيادة لخارج الڤيلا متجهين إلى المعرض القابع بحي المعادي.
تنهد "عزيز" بحزن وركز عيناه على الطريق.
_ لسا شيفاني راجل غريب عنها.
شعر "عزيز" به ورمقه بنظرة مُتعاطفة ولم يعرف بما يُجيبه ليواسيه.
ساد الصمت أجواء السيّارة وانشغل "عزيز" بمطالعة هاتفه.
احتل التردد عينيّ "عزيز" وقد بدأت المسافة تتقلص.
تعلقت عينين "عزيز" بمرآة السيّارة، فوجد سيده منشغل بالنظر إلى هاتفه.
اِرتسمت الحيرة على محياه وبصوت خافت هتف.
_ "عزيز" بيه.
رفع "عزيز" عيناه عن هاتفه بعدما استمع إلى صوت سائقه "عزيز".
انتظره "عزيز" حتى يتحدث ويُخبره بالشئ الذي يُريده.
ابتلع "عزيز" لُعابه لا يعرف من أين يبدأ حديثه، أخيرًا خرج الحديث من شفتيّ "عزيز".
_ أنا محرج أطلب منك الطلب ده يا "عزيز" بيه لكن...
توقف "عزيز" السائق عن كلامه؛
فضاقت عينين "عزيز" في تساؤل ثم حثه على مواصلة كلامه دون حرج.
_ قول يا "عزيز" من غير حرج.
ابتلع "عزيز" السائق لُعابه من شدة حرجه، فهو يعلم أن سيده لن يتأخر في تقديم مساعدته لهم.
ركز "عزيز" عيناه على الطريق وبنبرة متعلثمة قال.
_ محتاج شغل لـ "ليلى" بنت أخويا... هي معاها بكالوريوس تجارة قسم محاسبه...
ثم استطرد كلامه بحرج شديد.
_ يعز عليا أطلب منك الطلب ده يا بيه وأنت خيرك مغرقنا لكن...
أوقفه "عزيز" عن مواصلة كلامه قائلاً بنبرة تحمل العتاب.
_ معقول تكون محتاج شغل لبنت أخوك وتتحرج تقولي يا "عزيز".
توقفت السيّارة أمام أحد المعارض التي يملكها "عزيز" وسُرعان ما كان "عزيز" السائق يلتف ناحيته بخجل.
_ خيرك مغرقنا يا بيه.
...
_ "زيـنـب" ، "زيـنـب"
ارتفع صوت السيد "نائل" باِسم حفيدته التي هرولت على الفور عند سماع صوته.
بصوت قلق تمتمت وهي تنظر إليه.
_ فيك حاجة يا جدو.
ابتسم لها "نائل" بحب ثم أخرج المال من جزدانه الجلدي ومدّ يده به قائلاً بحنان.
_ خدي يا حببتي الفلوس عشان تشتري الفستان اللي كان نفسك تشتريه مع "سما" بنت عمك.
ارتبكت "زينب" وأسرعت بخفض رأسها، لقد استمع جدها لمكالمتها أمس مع ابنة عمها.
_ لا يا جدو أنا عندي فستان جديد، أنت لسا جايبهولي وحضرت بيه فرح "مرام" صاحبتي.
_ وماله يا حببتي اشتري واحد جديد.
نظرت "زينب" إلى يد جدها -الممدودة لها بالمال- بحرج، فشعر السيد "نائل" بترددها.
_ هتاخدي الفلوس تشتري الفستان ولا أنزل أنا اشترهولك.
لم تشعر "زينب" بساقيها عندما اِندفعت نحوه تحتضنه بحب وتقبل خده.
_ ربنا ما يحرمني منك يا جدو.
اِلتقطت "زينب" المال وعلى وجهها ارتسمت السعادة التي لاحظها السيد "نائل" في عينين حفيدته الغالية.
تنهيدة طويلة خرجت منه وعلى وجهه ارتسم الحزن، إنه يخشى عليها إذا إنقضى الأجل، كيف ستعيش حفيدته.
أغمض عيناه لعله يطرد ذلك الشعور عنه، فربما يكون الله رحيمًا به ويعطيه العمر ليطمئن عليها مع رَجُل يحميها ويرعاها.
ارتفع رنين جرس الباب، فأسرعت "زينب" بفتحه... تراجعت للوراء بخوف عندما التقت عيناها بعينيّ عمها "هشام".
رمقها "هشام" بنظرة تحمل بغض كعادته وكأنها ليست ابنة أخيه.
_ أهلا يا عمو اتفضل.
_ كل ده عشان تفتحي الباب.
دلف "هشام" للداخل بعدما ألقى عبارته بقسوة.
فور أن وقعت عينيّ "هشام" على والده.. أسرع بالإقتراب منه يُقبل يده ورأسه.
_ أخبارك إيه النهارده يا سيادة اللواء.
ربت "نائل" على رأس ولده البكر الذي يعمل مستشاراً بهيئة قضايا الدولة.
_ الحمدلله بخير يا بني، طمني على ولادك و "لبنى" مراتك.
_ بخير يا سيادة اللواء بيسلموا عليك.
كان "نائل" يعلم أن خلف ثرثرة نجله وقدومه بهذا اليوم غرضًا وقد صدق حدسه عندما توقف "هشام" عن الكلام ثم طأطأ رأسه ليُرتب حديثه.
_ أنا داخل شراكة في قطعه أرض لكن محتاج مساعدتك يا سيادة اللواء...
ثم أردف بملامح ظهر عليها المقت.
_ أنت عارف حبايبي كتير ودايمًا واقفين ليا في أي مصلحة.
...
ستعمل لدى السيد "عزيز"، صاحب هذا المنزل..الرَجُل الذي أشبعتها "شهد" حديثًا عنه وأصبح لديها فضول نحوه.
هذا ما أخبرتها به زوجة عمها قبل أن تُغادر الغرفة التي تُشارك بها "شهد".
نظرت إليها "شهد" وعلى ملامحها اِرتسمت السعادة ثم أسرعت نحو "ليلى".
_ أنا فرحانه إنك هتفضلي معانا يا "ليلى".
لقد اختلفت مشاعر "شهد" نحو "ليلى" واعتادت على وجودها معها وصارت تتشارك معها بكل شئ يخصها.
_ أبيه "عزيز" جينتل مان أوي يا "ليلى".
استمرت "شهد" بثرثرتها كعادتها عن "عزيز" وقد زاد فضول "ليلى" نحو هذا الرَجُل الذي لم تراه إلا في تلك الليلة التي أحرجتها بها "شهد" أمامه ولم تكن ملامحه بالنسبة لها إلا ملامح مشوشة.