رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل الثالث3 بقلم سهام صادق


 

 رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل الثالث بقلم سهام صادق



مع نفحة الهواء الباردة التي تسللت إلى أطرافها ، ارتعش جسدها.

ضمت معطفها الثقيل الذي اِرتدته تحسبًا لتغير الطقس وكان من حسن حظها أنها فعلت ذلك.

_ تعالي اقعدي هنا يا أستاذه لحد ما عم "سعيد" يجي. 

انتبهت "ليلى" على صوته بعدما حرك المقعد الخشبي لها. 

أشاح الحارس عيناه عنها بعدما شعر بتوترها.

جلست "ليلى" على المقعد تنظر إلى المنزل الضخم الذي يبعد بضعة أمتار عن البوابه. 

أخفضت عيناها نحو حجرها الذي وضعت داخله كفيها وأخذت تفركهما معًا كعادتها. 

_ أهي يا عم "سعيد" قاعده مستنياك. 

كانت "ليلى" غارقه بأفكارها عندما نطق الحارس كلِماته. 

اِتجهت بعينيها نحو الرجل العجوز الذي اقترب منها.

انتصبت "ليلى" واقفة بحرج ثم خفضت عيناها أرضًا إلى أن أصبح أمامها. 

_ قوليلي يا بنتي أنتِ تقربي لـ "عزيز" إيه؟

رفعت "ليلى" عيناها إليه ثم قالت بصوت متحشرج. 

_ عمي. 

ابتسامة واسعة اِحتلت ملامح العم "سعيد" الذي هلل على الفور بعد تأكده مما أخبره به الحارس "مسعد". 

_ تعالي يا بنتي. 

رحب بها العم "سعيد" بحفاوة ثم نظر إلى الحقيبة التي تُجاورها وقد اِزدادت سعادته، فقد استجاب الله لدعوات صهره.

_ ده "عزيز" بقاله سنين بيدور عليكِ، الحمدلله الطير رجع لأهله. 

وقف الحارس "مسعد" يُتابع ما يحدث مندهشاً.

_ يلا يا بنتي تعالي معايا، أنا بلغت "عزيز" و "عايده" وزمانهم على وصول... ده الفرحه النهاردة مش هتساعهم. 
.... 

غادر "عزيز" مكتبه بمعرض وسط المدينة الذي يتكون من سبع طوابق. 

نهض "جابر" سكرتيره على الفور عندما رأه يُغادر غرفة مكتبه. 

_ رايح معرض حي الزهور يافندم؟؟. 

تساءَل "جابر" بأدب لكي يكون على دِرَايَة بأي المعارض سيتواجد سيده حتى إذا أتى أحد العملاء المهمين لديهم وسأل عن مكان تواجده يكون على علِم ليبلغه. 

_ لا يا أستاذ "جابر"، أنا رايح مصنع الملابس واحتمال كبير أفضل طول اليوم هناك. 

أماء "جابر" برأسه، مَا دام سيذهب سيده لمصنع الملابس.. فكل الأمور المتعلقه بالمعرض يتدبرها هو دون إزعاجه إلا إذا كان هناك أمر هام. 

خرج "عزيز" من المصعد وبخطى واثقه تحرك وسط العاملين... نظرات خاطفة كان يُلقيها نحو تعامل موظفين المبيعات مع العملاء. 

الجميع كان يحبس أنفاسه عندما يمر من أمامهم، خشية حدوث شئ.

هو صارم في عمله لكنه لا يظلم أحد.

توقف عن السير عند استماعه لارتفاع صوت أحد موظفيه على زبونة تتجادل معه.

_ تقدري يا فندم تروحي للمعرض اللي شايفه أسعاره أقل وخامته أجود. 

قالها الموظف ثم زفر أنفاسه بضجر من تلك الزبونه التي لا يعجبها شئ. 

_ أنت بتتكلم معايا بالاسلوب ده ليه. 

الصوت المرتفع جذب أنظار البعض كما اجتذب انتباه "عزيز". 

أصاب الهلع نظرات المشرف الخاص بهذا الطابق عندما رأي وقوف "عزيز" ومطالعته لِمَا يحدث. 

الترقب اِحتلّ اِهتمام البعض عندما وجدوا "عزيز" يقترب من وقوف الموظف الجديد مع تلك العميلة.

نظرة الخوف التي رأها في عينين الموظف الشاب جعلت "عزيز" يستغفر الله في سره، فهل هو مصدر إرهاب لموظفيه. 

_ مالك يا فندم، إيه بس اللي مش عاجبك؟؟ 

كانت السيدة تستشيط غضبًا من معامله العامل لها.

_ مبتعاملوش زباينكم كويس، الأستاذ عايز يطلعني كدابه عشان بقوله في معارض تانيه بتبيع بسعر أقل. 

كاد أن يتحدث العامل لكن نظرة "عزيز" إليه جعلته يصمت. 

_ أكيد خانه التعبير يا فندم، إحنا هنا في معارضنا أهم حاجه معاملة الزبون. 

في دقيقة واحدة استطاع "عزيز" أن يجعل غضب الزبونه يتلاشى وتحولت ملامحها المتجهمة لأخرى مبتسمة. 

وبالنهاية كانت الزبونة تشتري الغرفة التي أعجبتها واتفقت على شراء غرفة أخرى. 

اتسعت عينين العامل من براعة "عزيز الزهار" في البيع والشراء، وأخذ يتساءَل داخله هل تم هذا بسبب ابتسامته أم ملامح وجهه الوسيمة أم بسبب خبرته. 

انسحبت الزبونه مع موظف أخر ليتم الإتفاق على موعد تسليم الغرفة و دفع المال. 

_ تعالا معايا يا... 

قالها "عزيز" و مَا زالت تلك الإبتسامة مرتسمة على وجهه. 

_ "عمر" يا فندم... اسمي "عمر". 

ابتسم "عزيز" له وحتى يخفف عنه وطأة توتره وضع ذراعه على كتفه قائلاً:

_ تعالا يا "عمر"، خلينا نعرف نتكلم كلمتين بعيد عن الدوشة هنا. 

ظن الموظف عندما ينفرد به "عزيز الزهار" سيُسمعه توبيخ لا حصر له وهذا سيكون أهون عليه من رفده لكن سُرعان ما ارتسمت الدهشة على ملامحه. 

_ ما دام اخترت شغلانه المبيعات لازم يكون عندك صبر، ابتسامتك دايمًا مرسومة على وشك وده مش عشان بس نقدر نكسب رضى الزبون... لا دي كمان صفة من صفات رسولنا الكريم. 

طأطأ العامل رأسه ثم رفع عيناه عندما وجد "عزيز" يربت على كتفه. 

_ أرجع على شغلك ولو أستاذ "عماد" مشرفك كلمك قوله "عزيز" بيه بيقولك الموضوع أنتهى خلاص. 
..... 

_ "ليلى" ، أنتِ "ليلى" بنت أخويا "محمود". 

قالها "عزيز" عندما دخل من باب المنزل الصغير الذي يعيش فيه. 

صوته اخترق أذنيّ "ليلى" التي ارتعش كأس الشاي -الذي أعده لها العم "سعيد"- في يدها. 

تعلقت عينين العم "سعيد" بهم كما تعلقت نظرات "عايدة" زوجة "عزيز" وقد ترقرقت الدموع بعينيها. 

_ "ليلى" ، أنتِ فعلا "ليلى" بنت أخويا... أنتِ شبه "محمود" و "وردة". 

رددها "عزيز" الذي لم يستطع مواصلة حركته والإقتراب منها، فـ ساقيه أصبحت كالهلام. 

وقفت "ليلى" تنظر إليهم بعدما تمالكت مشاعرها نحو هذا العم المجهول الذي ظهر بحياتها فجأة. 

دمعت عينين "عزيز" وقد انهارت جميع حصونه وأقترب منها أخيراً يفتح لها ذراعيه لكن كل شئ توقف أمامه وهو يراها تتراجع للوراء تتفادى حضنه. 

نظر العم "سعيد" إلى شقيقته "عايده" التي شعرت بالشفقة نحو زوجها. 

انسحب العم "سعيد" وخلفه "عايده" وقد تعلقت عينين "ليلى" بهم بفزع ثم تحركت لتغادر ورائهم، فهي لا تعرف هذا الرَجُل الذي يقف أمامها وينظر إليها بعينين دامعتين. 

_ دورت عليكِ كتير، قالولي إنك عايشه في الخليج ... سنين وأنا منتظر اللحظه دي... خوفت أموت قبل ما أمنيتي الوحيدة تتحقق. 

مع كل كلمه كان ينطقها "عزيز" كانت دموعه تجري على خديه. 

صارت نظراتها خاوية ورغمًا عنها انخمدت نيران حقدها نحوه لكنها لم تزول. 

مدَّ "عزيز" يديه المرتعشتين إليها لعله يستطيع لمسها لكنه لم يجد منها إلا الإبتعاد عنه للوراء. 

طأطأ "عزيز" رأسه بضعف. 

_ أنا عارف إنك كرهاني... عندك حق... أنا بكره نفسي من ساعة ما رميتك في الملجأ. 

وقد اخترقت رأسه تلك الذكرى التي حُفرت داخل قلبه. 

فلاش باك ... 

هرول "عزيز" لداخل المشفى بعدما تلقى خبر حادث شقيقه وزوجته.

دون وعي منه كان يلتقط ذراع إحدى الممرضات ليوقفها عن سيرها بممر المشفى.

_ أخويا ومراته عملوا حادثه على الطريق. 

سألها "عزيز" بأنفاس لاهثة ثم أزاح يده عنها بعدما أدرك فعلته. 

تحولت نظرات الممرضة الممتعضة إلى أخرى مشفقة ثم قالت:

_ البقاء لله، هما أصلاً جايين متوفين. 

خارت قواه وارتفع صوت نحيبه ثم سقط أرضًا على ركبتيه وصوت شقيقه "محمود" ليلة أمس يتعالا داخل أذنيه. 

_ أنا خايف عليك يا "عزيز" من الطريق ده، أبعد عن رفقة السوء اللي أنت ماشي معاهم دول. 

و "عزيز" كالعادة يسمع حديثه من أذن ليخرجها من الأذن الأخرى بعدما يأخذ منه المال الذي يُنفقه على مزاجه. 

_ هي سيجارة حشيش بنشربها سوا مع شويه هلس... يلا سلام يا "محمود"  أشوفك بكره على القهوة بعد ما تخلص ورديتك على التاكسي. 

تحرك "عزيز" ليغادر شقة شقيقه المستأجره لكنه توقف عن السير عندما سمع صوت "محمود" يرتفع منادياً له. 

_ "عزيز" ،خد بالك من نفسك. 

آخر كلمة قالها "محمود" له، وها هو اليوم يدفنه ويقف على قبره وفي يده تلك الصغيرة التي كتب لها الله النجاة، فقد تركوا "ليلى" لدى جارتهم وذهبوا لمشوارهم الذي كان المثوى الأخير لهم. 

نظر إلى ابنة شقيقه التي التهت في تناول حلوتها التي تحبها لا تعي شئ حولها ولا بأي مكان تقف. 

غادر المقابر وهو يحملها بين ذراعيه يُقاوم ذرف دموعه حتى لا تسأله الصغيره لماذا يبكي. 

_ فين بابا وماما يا عمو؟؟؟

_ مسافرين يا حببتي. 

قالها "عزيز" بصوت متحشرج مهزوز ثم أشاح عيناه عنها، فهو لا يستطيع النظر بعينيها... 

_  هما قالولي هيروحوا مشوار صغير وراجعين. 

حاول "عزيز" إخراج صوته. 

_ المشوار طلع بعيد أوي. 

لم تفهم الصغيره عبارته واستمرت بأكل الحلوى خاصتها. 

باك. 

عاد "عزيز" من ذكرياته وقد سالت الدموع على خديه بعدما مزقت الذكرى فؤاده. 

جر قدميه نحو أقرب مقعد ثم هوى بجسده عليه يتمتم بحزن. 

_ كنت شاب فاسق ومستهتر خفت عليكِ من نفسي... عيشت سنين بشوف أخويا ف أحلامي وهو بيبصلي بحزن... عيشت عمري اللي فات كله بذنبك. 

خرجت الكلمات من شفتيّ "عزيز" دون ترتيب ومَا زالت دموعه تسيل على خديه مهما قاوم ذرفها. 

ارتجف قلب "ليلى" وتعلقت عيناها به بعد محاولتها 
-مراراً- عدم النظر إليه والتأثر به. 

تلاقت عيناه بها وقد مزقته تلك النظرة التي تنظر بها إليه. 

_ لو عايزه تجيبي سكينه وتحطيها فـ قلبي أنا موافق يا بنتي، يمكن ارتاح من الشعور اللي عيشت أكتر من عشرين سنه عايش بيه. 
.... 

مساءًا !! 

كان العم "سعيد" يقف كعادته قُرب "عزيز" أثناء تناوله لوجبة العشاء حتى يخبره بكل ما يحدث بالمنزل رغم أنه لم يعد هُناك ما يثرثر به إلا أن العم "سعيد" إعتاد على هذا الأمر. 

_ في حاجه لازم تعرفها يا بيه. 

قالها العم "سعيد" ثم أخفض رأسه. 

رفع "عزيز" عيناه إليه قائلاً:

_ في حاجه حصلت يا عم "سعيد" ، محتاج حاجه...

لم يعرف العم "سعيد" من أين يبدأ حديثه، فـ الحكاية طويله ولا يعرف بها أحد إلا هو وشقيقته "عايدة". 

_ "عزيز" كان له بنت أخ بيدور عليها من سنين والنهارده جاتله يا بيه بعد ما عرفت توصل لطريقه. 

رفع "عزيز" الملعقة التي كان يرتشف بها شوربة الخضار خاصته ثم قطب حاجبيه وتساءَل مندهشًا. 

_ هو "عزيز"  عنده بنت أخ، هي كانت تايهه منه السنين دي كلها... طيب ليه مقالش لينا زمان كنا ساعدناه. 

تنهد العم "سعيد"، فهذا السؤال ما كان يخشاه منذ زمن... فمن يسمع الحكاية يستنكر فعلت "عزيز" ويشعر بالشفقة نحو الفتاة اليتيمة. 

_ أنا مش عارف أبدأ الحكاية منين يا بيه. 

ضاقت حدقتي "عزيز" وهو يُراقب تلبك العم "سعيد".

_ مخبي إيه عني يا راجل يا طيب احكيلي. 

قالها "عزيز" ثم تراجع بظهره للوراء وانتظر. 

شعر العم "سعيد" بالخجل، فهذا السر لم يكن عليه إخفائه عن السيد "رياض" رحمه الله.... ففعلت "عزيز" وحياته القديمة لا تجعل أحد يطمئن له؛ لكن يشهد الله ما جعله يخفي هذا السر أن "عزيز" قد تغير وصار رَجُلاً آخر و من أجل شقيقته أيضاً التي أحبته وتزوجته. 

فلو عَلم السيد "رياض" رحمه الله منذ البدايه ما آمن له وجعله يعيش في منزله ولا أعطاه ثقته وجعله السائق الخاص بأحفاده. 

_ صدقني يا بيه أنا مكنتش عايز لا اخبي على "رياض" بيه الله يرحمه ولا عنك لكن "عزيز" آمني على سره لأنه خاف. 

_ يا راجل يا طيب كمل كلامك على طول بلاش تخلي دماغي تروح وتيجي وأسئ الظن. 

أسرع العم "سعيد" بالكلام حتى لا يزرع الشك في قلب سيده. 

_ لا يا بيه متخفش مافيش حاجه تقلق منها. 

_ عم "سعيد". 

قالها "عزيز" بضجر عندما توقف العم "سعيد" عن مواصله حديثه. 

_ "عزيز" لما أخوه ومراته ماتوا سابوا بنت عمرها تلت سنين، الحال كان ضيق معاه وكانت الدنيا وخداه بالشرب والقاعده في الغرز، بس يشهد الله عليا يوم ما دخلته البيت ده كان فعلاً اتغير وعايز حد يمدله أيده وأنتم طول عمركم أهل كرم يا بيه. 

أماء له "عزيز" برأسه ثم قال:

_ كمل يا عم "سعيد" الحكايه. 

ابتلع العم "سعيد" لُعابه لجفاف حلقه ثم واصل كلامه. 

_ لما قابلته بالصدفه كان ضايع في حياته، عايش في أوضه على السطوح وشغال عتَّال... حكيت للسيد "رياض" عنه ومتأخرش في إنه يساعده. 

لما السيد "رياض" عرض عليه فلوس... رفض وقاله إنه لو عايز يساعده، يشوفله شغل يعيش منه. 

هذه التفاصيل كان يعلمها "عزيز" لكنه ترك العم "سعيد" يسترسل في الحديث إلى أن تذكر أمر تلك الطفلة الصغيرة التي تركها والديها فتساءَل.

_ البنت كان مصيرها إيه مع عم مش عارف يساعد نفسه،أنت قولت متاهتش منه. 

والعبارة رغم ثقلها على لسان العم "سعيد" إلا أنه حررها أخيراً. 

_ حطها في دار أيتام. 

ارتجف قلب "عزيز" من سماع الكلمة، وشعر بالعطف نحو تلك الفتاة. 

_ ليه سابها "عزيز" كل السنين دي ف الملجأ. 

وسُرعان ما تدارك شئ أخبره به العم "سعيد" وسط الكلام. 

_ أنت قولت إنه فضل سنين يدور عليها؟ 

حرك العم "سعيد" رأسه ثم قال:

_ بعد دخولها الملجأ اتبناها ناس وبعدين سافروا الخليج ده اللي عرفه من مشرفة الدار لما راح يرجعها بعد ما بقى عنده وظيفة وسكن يعيش فيه، لكن البنت قالت إنها كانت عايشه في مدينة الإسماعيليه... إظاهر إن الناس اللي اتبنوها كانوا عايزين يخفوها عنه، خافوا ليرجع ياخدها منهم. 

_ لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. 

رددها "عزيز" بصوت مسموع ثم تساءَل. 

_ وراحوا فين الناس اللي اتبنوها؟ 

_ ماتوا يا بيه. 

تنهد "عزيز" بحزن وعاد يردد بشفقة على حال تلك الفتاة. 

_ لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
البنت اتيتمت مرتين. 

حرك العم "سعيد" رأسه وقد اِرتسم الحزن على محياه. 

_ أوعى تزعل إننا خبينا عليك يا بيه...

هز "عزيز" رأسه، فهو حزين للغايه على معاناة تلك الفتاة، فقد رأي اليُتم على وجه أبناء شقيقه. 

_ اللي حصل، حصل خلاص يا عم "سعيد"، ياريت "عزيز" يقدر يرجع بنت أخوه لحضنه وينسيها اللي فات وتقدر تسامحه. 

خرجت تنهيدة طويلة من شفتي العم "سعيد"، فلحظة اللقاء كانت ثقيله ولن تغفر الفتاة هذا الأمر بسهوله.

_ كنت عايز استأذنك يا بيه إنها تعيش هنا معانا، ده بيتك وإحنا عايشين في خيرك. 

قالها العم "سعيد" بخجل ثم أطرق رأسه.

خيّم الصمت على المكان وارتسمت الدهشة على ملامح "عزيز" ثم قال :

تعليقات



×