رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل الثانى بقلم سهام صادق
نظرت إلى إطار الصورتين بعيون أغشتها الدموع، فلِكُل صورة ذكرى خُلِدَت تفاصيلها في ذاكرتها وفؤادها.
هذه الصورة تم التقاطها عندما أتمت عامها السادس عشر وكانت الذكرى الأخيرة مع والدها.
أما تلك كانت لها عندما تخرجت من الجامعه وقد عانقتها فيها والدتها بشدة.
انهارت حصونها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتهاوى بجسدها فوق فراشها في بكاء مرير.
بعد وقت
كانت تمسح على إطار الصورتين بعدما وضعتهما داخل حقيبتها.
لم تذق طعم النوم هذه الليلة إلى أن بزغ نور الصباح.
ودعت كل ركن من أركان منزلها بنظرة حزينة ثم التقطت حقيبتها وسارت بخطى ثقيله نحو باب الشقة.
ألقت بنظرة خاطفة نحو كل قطعه من قطع المنزل و بأنفاس ثقيله أغلقت باب الشقة ومضت في طريقها.
...
داعبت رائحة المخبوزات الشهية أنف "عزيز" فور أن استيقظ من نومه.
ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيه وهو يرى زوجته الحبيبه تقف أمام الموقِد وتخرج صينية المخبوزات الشهية المحشية بالجبن والزيتون.
_ يا سلام على الريحة اللي تفتح النفس.
قالها "عزيز" وهو يقترب من "عايدة" زوجته التي تعافت أخيراً من نزلة البرد الشديدة.
_ صباح الخير، أنا عارفه إنك بتحب فطاير الجبنة مع الشاي.. قولت اقوم بدري أعملها قبل ما اروح الفيلا واحضر الفطار لـ "عزيز" بيه.
قالتها "عايدة" بعدما استدارت جهته وعلى شفتيها ارتسمت ابتسامة حنونه.
_ تسلم إيدك يا حببتي لكن ليه تعبتي نفسك.
وبلهفة مدَّ يده يلتقط منها الوعاء الذي تضع فيه المخبوزات الساخنه قائلاً :
_ اقعدي ارتاحي وأنا هكمل تحضير الفطار عنك.
_ "عزيز" أنا كويسه ، هات بقى الطبق وأخرج من المطبخ خليني أجهز الفطار بسرعة.
اِلتقطت منه "عايدة" قطعة المخبوزات التي كان يحملها ثم أشارت له بالخروج من المطبخ.
ضحك "عزيز" ثم التقط القطعة التي أخذتها منه ودسها بفمه يستمتع بمذاقها.
_ طعمها يجنن.
كاد أن يلتقط منها قطعة أخرى لكنها أسرعت في اجتذاب الطبق منه.
_ شوف اهو أنت هتعطلني ومش هلحق أحضر الفطار.
قالتها "عايدة" متذمرة، فأكثر ما تمقته هو أن يُشغلها أحداً وهي بين أواني مطبخها.
باغتها "عزيز" بقبلة على خدها، مما جعلها تبتسم ثم قال :
_ حاضر ،خارج أهو... بدل ما اتحرم من الفطار وارجع أكل بيض "شهد" النيّ.
_ كده يا سي بابا.
تمتمت بها "شهد" متذمره بعدما دلفت المطبخ وهي تفرك عينيها.
_ بسم الله الرحمن الرحيم، أنتِ بتظهري على السيرة يا بنتي.
زمت "شهد" شفتيها بعبوس، وقد تركتهم "عايدة" ليحلوا هذا الأمر بينهم.
_ شوفتي يا ماما... بابا بيتريق إزاي على طبخي.
_ طبخ! هو البيض والجنه وقلي البطاطس طبخ.
قالها "عزيز" في ذهول ثم نظر نحو زوجته التي هزت رأسها يائسه منهم.
_ اطلعوا بره مطبخي واتعاتبوا.. براا.
_ شوفت أهي بتطردك.
خرج صوت "شهد" في سخريه، مما جعل عيون "عزيز" تتسع متسائلاً:
_ هي قالتلي اطلع بره.
هزت "شهد" رأسها له، فنظر نحو زوجته التي زجرتهم بنظراتها.
_ أنا بقول نسيبها تحضر لينا الفطار بدل ما نتحرم منه.
ارتفعت ضحكات "شهد" عاليًا بعدما وجدت والدها يجتذب ذراعها ويخرج بها من المطبخ.
دخل العم "سعيد" الملحق الذي يسكنون به داخل أسوار منزل "عزيز الزهار" قائلاً بعدما استمع إلى ضحكات "شهد" ومزاحها مع والدها.
_ محدش مدلع البت ديه غيركم.
عبست ملامح "شهد" من كلام خالها، فـ دائمًا لا يعجبه دلال والديها لها.
_ يلا يا "شهد" روحي البسي هدوم المدرسه، الباص نص ساعه وهيوصل ومش هتلحقي تفطري...
صاحت بها "عايدة" وهي تخرج من المطبخ وتحمل طبق البيض والفول الذي فاحت رائحته.
وكالعاده كانت تخرج "شهد" مهرولة إلى البوابة حتى تلتحق بـ حافلة المدرسه؛ فـ "شهد" في سنتها الأخيرة بالمرحلة الثانوية.
....
خرج "عزيز" من المرحاض يجفف خصلات شعره.
التقطت أذنيه صوت رنين الهاتف؛ فضاقت عيناه بدهشة... فمن سيهاتفه بهذا الوقت.
داعبت شفتيه ابتسامة واسعة ثم ألقى المنشفه من يده وأجاب على الفور.
_ حبيبت عمها ،معقول بتتصلي بيا عشان تقوليلي صباح الخير.
ابتسمت "نيرة" ابتسامة أنارت ملامح وجهها ثم قالت.
_ صباح النور يا حبيبي.
ضحك "عزيز" وابتهج قلبه لسماع صوتها رغم أنها تحادثه دائمًا.
_ طبعًا النور لسا موصلش كندا لكن غريبة بتتصلي بيا دلوقتي.
نظرت "نيرة" لزوجها الذي أمسك يدها الأخرى واحتضن كفها الصغير داخل كفه وشقت ابتسامة واسعة شفتيه.
هلع قلب "عزيز" من القلق بسبب صمتها وسُرعان ما كان ينهض من فوق فراشه متسائلاً بلهفة.
_ "نيرة" أنتِ فيكِ حاجه يا حببتي، أنت و "معتز" كويسين.
أسرعت بالجواب عليه وقد توردت وجنتيها من الخجل.
_ لا يا عمي، أنا متصله بيك عشان أقولك خبر هيفرحك.
انتظر "عزيز" سماع الخبر الذي سيزيل عنه فزعته، فأكثر ما ندم عليه بحياته أنه سمح لها بالزواج بعيداً عنه.
_ كبرت يا "عزيز" باشا وهتكون جدو خلاص.
قالتها "نيرة" بدُعَابه لعلها تستطيع مداراة خجلها.
ابتهجت ملامح "عزيز" و التمعت عيناه بسعادة لا يستطيع وصفها يتساءَل بلهفة.
_ أنتِ حامل يا "نيرة".
تمتم بالحمد بعدما نطق عبارته، أما هي نظرت إلى زوجها الذي نظر لها بسعادة.
_ أنا و "معتز" قولنا إنك أول واحد لازم تعرف عشان كده اتصلت بيك دلوقتي.
تغرغرت عينيّ "عزيز" بالدموع من شدة فرحه وتذكره لأخيه.
كل لحظة من عمر أولاده لم يعشها معهم وكان هو صاحب هذا الدور، ليت الموت لم يختطفه.
حاول طرد هذا الشعور من قلبه وأخذ يستغفر بسره، إنها إرادة الله.
_ ألف مبروك يا حببتي، متعرفيش أنا فرحان قد إيه...
عبر لها عن سعادته الشديدة وبعدها أخذ يوصيها بأن تنتبه على حالها.
....
إبتهجت ملامح العم "سعيد" وهو يرى السعادة مرتسمة على ملامح سيده بل ويتناول طعام فطوره بشهية مفتوحة.
_ الفطاير دي لسا عملالها "عايده" النهاردة.
قالها العم "سعيد" ثم مدَّ له الطبق الذي به فطائر الجبن.
_ ليه تعبتوا "عايدة" النهاردة... كنتوا خلوها ترتاح كام يوم.
_ قولتلها يا بيه لكن هي أصرت وقالت إنها كويسه...أنت عارفاها مبتحبش قاعدة السرير.
"عزيز" بالفعل كان يعرف هذا، فـ "عايدة" تربت بهذا المنزل.
تناول "عزيز" من الفطائر الشهية التي أعدتها "عايدة" ثم تلذذ بطعمها.
_ تسلم ايديها.
أسرع العم "سعيد" في صب الشاي له بالكأس، فتناول منه "عزيز" كأس الشاي وارتشف منه.
_ تحب تتغدا إيه النهاردة يا بيه.
تساءَل العم "سعيد" وقد ظن أن "عزيز" سيُخبره مثل كل يوم -كما أعتاد بالأيام الأخيرة- أن يطهو ما يشاء فرُبما يتناول طعامه بأحد معارضه وسط عماله.
تهللت أسارير العم "سعيد" عندما استمع لطلبه.
_ يا سلام لو "عايدة" تعملي طاجن بامية باللحمه الضاني.
أخذ "عزيز" يصف له مذاق طاجن البامية الذي تجيد "عايدة" طهيه.
_ عمري ما استمتعت بطاجن بامية غير من ايد "عايدة".
توقف "عزيز" عن وصف تلك الوجبة التي يُفضلها ثم نهض.
_ أخلي "عايده" تعملك حمام محشي ولا كوارع... يا سلام على شربتها أنت بتحبها.
ضحك "عزيز" على اقتراحات العم "سعيد" من وجبات إذا أكلها سترفع من نسبة الكولسترول في الدم.
_ كفاية طاجن البامية يا راجل يا طيب.
تحرك "عزيز" لمغادرة المنزل والتوجه كما اعتاد للمصنع لكنه توقف عن الحركة والتف بجسده نحو العم "سعيد".
_ "نيرة" كبرتني خلاص وهبقى جدو "عزيز".
قطب العم "سعيد" حاجبيه في حيرة وسُرعان ما كانت تتسع عيناه في دهشة.
_ "نيرة" هانم حامل.
السعادة التي ما زالت تغمر ملامح وجه "عزيز" صارت
تحتل عينيّ العم "سعيد" الذي طار من الفرح.
_ ألف حمد وشكر ليك يارب.
_ المفعوصة الصغيرة كبرتني خلاص.
قالها "عزيز" ثم أردف بنبرة ملأها الإِبْتِهَاج.
_ يااا ياعم "سعيد" حاسس إن الفرحه مش سيعاني، أنا لازم اطلع حاجه لله.
ترقرت الدموع بعيني العم "سعيد" ثم قال بتمني.
_ نفسي ربنا يديني العمر واشوف ولادك وهما بيكبروا قدام عيني.
اختفت الإبتسامة التي كانت مرتسمة على ملامح "عزيز" ثم استكمل خُطواته متجهاً لعمله قائلًا:
_ أخرتني على المصنع يا راجل يا طيب.
كان العم "سعيد" يعلم أنه يهرب من الرد عليه لكن في قرارة نفسه عزم على أنه لن يتخلى عن تذكيره بأنه بحاجه لامرأة تهتم به وترعاه وأولاد من صلبه.
.....
في الساعة الثانية عشر ظهراً
ترجلت "ليلى" من سيّارة الأجرة.
نظرت حولها، إنها بمجمع سكني لا يسكنه إلا الأثرياء... فكل المنازل التي أمامها تدل على ثراء أصحابها.
أخرج السائق لها حقيبتها ووضعها أرضاً ثم قال :
_ ده العنوان زي ممكتوب في الورقة... لكن اسم صاحب الفيلا محتاج تسألي عنه بنفسك..
لم ينتظر السائق أن تسأله عن شئ أخر وكأنه يُريد التخلص من رفقتها.
عندما تحرك السائق بالسيارة هتفت قائلة:
_ يا أستاذ استنى.
لكنه غادر دون أن ينظر ورائه.
زفرت "ليلى" أنفاسها ثم نظرت حولها مرة أخرى وبعدها التقطت حقيبتها.
عليها أن تسأل أحداً... لكن أين هم الأشخاص... المكان هادئ وكل منزل له بوابة مغلقه عليه.
هزت رأسها يائسة وتابعت سيرها بحقيبتها الثقيلة.
لم تكن مهمة البحث عن المنزل الذي يسكنه عمها بسهله، فالسائق تركها بالشارع الخطأ.
من حُسن حظها أن إحدى الخادمات كانت تغادر من بوابة المنزل الذي تعمل به.
أسرعت "ليلى" إليها تطلب مساعدتها ولم تتأخر المرأة في تقديم المساعدة.
ودعتها المرأة عندما أصبحت أمام منزل "رياض الزهار" كما كُتب بالورقة المدون بها العنوان.
تركت "ليلى" حقيبتها جانبًا لتتمكن من فرد ذراعها الأيمن الذي تخدر من ثقلها.
بدأت عيناها تتجولان بالمنزل الضخم الذي صارت أمامه.
ارتعشت أهدابها وهي تحملق بالسور العالي الذي يحيط المنزل، إنه ليس بمنزل عادي.
_ معقول عمي يكون عايش هنا، طيب إزاي... أبله "صفية" قالتلي إنه راجل فقير.
كادت أن تتقدم بخطواتها نحو البوابة لكن توقفت عن الحركة وهي ترى البوابة تفتح لحالها.
تراجعت بخطواتها وهي ترى سيارة حديثة تخرج من المنزل الذي يشبه في تصميمه القصور...
عيناها تعلقت بالسيارة التي شقت طريقها وكان داخلها رجل و امرأة، ثم عادت تُسلط أنظارها لداخل المنزل قبل أن تنغلق البوابه.
الرهبة والخوف تملكاها في هذه اللحظة.
أكملت سيرها بتردد نحو بوابة المنزل تخبر حالها أنها هنا من أجل تنفيذ وصية والدتها؛ لولا وصيتها ما كانت بحثت عن عمها.
....
استند "عزيز" بساعده الأيسر على سطح مكتبه ثم حرك مقعده قليلاً وهو يستمع للطرف الأخر من خلال الهاتف.
_ طلع ليهم أحسن أوضه مهما كان تمنها... دي حاجه مطلعها لله.
_ هما فعلا يا بيه، اختاروا أحسن وأغلى أوضة في المعرض.
قالها السيد "حسان" أحد موظفينه الذي يتولى إدارة أحد معارضه.
_ أهم حاجه يكون العريس والعروس خرجوا مبسوطين.
تساءَل "عزيز"، فأخبره السيد "حسان" أنهم كانوا سعداء وخرجوا يدعون له بالمال الوفير والبركة في رزقه.
أنهي "عزيز" المكالمه ثم تنهد براحه.
استرخى بظهره للوراء وأرخى جفنيه زافراً أنفاسه ببطئ.
طرقات خافته طُرقت على باب غرفه مكتبه ثم بعدها دخل السيد "جابر" سكرتيره.
_ في واحده عايزه تقابلك يا "عزيز" بيه ، بتقول إنها من طرف الحاج "عبدالرحمن".
عندما نطق السيد "جابر" اسم الحاج "عبدالرحمن"، أشار إليه" عزيز" على الفور بأن يجعلها تدخل.
دخلت فتاة شابه وقد ظنها كبيره بالسن قليلاً لعلمه أنها أرمله.
أخفض عيناه ليغض بصره عنها وقد أدهشتها فعلته.
_ اتفضلي.
اقتربت بارتباك من المقعد الذي أشار لها عليه ثم جلست وضمت كفيها ووضعتهما داخل حجزها.
_ أنا جايه من طرف الحاج "عبدالرحمن".
_ ونعم السيرة الطيبه، تحبي تشربي إيه؟
قالها "عزيز"، فهو يحترم الحاج "عبدالرحمن" ويقدره ويعتبره ڪأخ له ... الحاج "عبدالرحمن" كان صديق لشقيقه "سالم" رحمه الله.
تمتمت "أميمة" بنبرة شاكرة وهي تفرك كفيها معًا.
_ ولا حاجه، شكرًا.
تنحنح "عزيز" ثم قال بصوت أجش.
_ الحاج "عبدالرحمن" طلب مني أشوفلك شغل... وأنا مقدرش أرفض للحاج طلب... فقوليلي إيه الشغلانه اللي تناسبك وأنا تحت أمرك.
رفعت "أميمة" عيناها نحوه ثم أسرعت في خفضهم وقالت بخجل تجلى في نبرة صوتها.
_ أنا معايا بكالوريوس خدمة إجتماعيه.
نظر "عزيز" نحو الأوراق التي أمامه، فهي ماذا ستعمل لديه... إنها شقيقة زوجة الحاج "عبدالرحمن" وعليه إيجاد عمل مناسب لها.
عندما وجدت صمته قد طال، رفعت عيناها مره أخرى نحوه وقالت بارتباك.
_ لو مافيش شغل مناسب ليا... مافيش مشكله.
كادت أن تنهض بعدما نطقت عبارتها لكنه استوقفها قائلاً:
_ تقدري تبدأي شغلك من بكره لو ده يناسبك.
ثم واصل كلامه دون النظر إليها.
_ الأستاذ "جابر" سكرتيري هيكون مسئول عنك وهيفهمك طبيعة الشغل فـ المكتب هنا...
نظرت "أميمة" إليه، لا تُصدق أنه قَبِلَ توظيفها بتلك البساطه بل وجعلها تعمل في مكتبه بقسم الإدراة وليس بالمبيعات كما ظنت.
قالت بنبره تغللها الفرح.
_ صدقني أنا شاطره وبتعلم بسرعه كل حاجه... صحيح مشتغلتش قبل كده لكن اوعدك هكون أد المسئولية... أنا بعرف اشتغل على الكمبيوتر كويس.
حرك "عزيز" رأسه متفهمًا ثم قال:
_ إن شاء الله، اتمنى توصلي سلامي للحاج "عبدالرحمن".
غادرت "أميمة" وقد أحتلت السعادة وجهها.
دلف السيد "جابر" ينظر إليه منتظرًا ما سيخبره به.
_ الأستاذه..
قطب "عزيز" حاجبيه، فهو لا يتذكر اسمها بل ربما لم يسألها عنه..
_ والله ما انا فاكر اسمها.
ابتسم "جابر"، فهو يعرف طبع سيده...هو لا يتذكر أسماء الأشخاص بسهوله خاصة لو كانت امرأة.
_ ما علينا يا استاذ "جابر"... بكرة هتشتغل معاك في المكتب هنا...
ثم واصل "عزيز" كلامه وقد التقط أحد كتالوجهات الأثاث الموجوده أمامه.
_ حاول تراعيها يا استاذ "جابر"، الست أرمله ومتكفله بمصاريف بنتها اليتيمه.
.....
تراجعت "ليلى" للوراء قليلاً بعدما وجدت ذلك الباب الصغير الملاصق لبوابة المنزل يُفتح.
نظر لها الحارس بنظرة فاحصة من أخمص قدميها لرأسها.
ضاقت عيناه وهو يرى الحقيبة التي تُجاورها، ثم تساءَل عن ما أخبرته به من خلال جهاز الإتصال الموجود جوار بوابة المنزل.
_ تقربي لـ "عزيز" بيه؟... ممكن تقوليلي صفة القرابه عشان أبلغ البيه الأول.
ارتبكت "ليلى" ولم تركز في إرفاق الحارس لاسم عمها بالسيد.
_ بلغه إني "ليلى" بنت أخوه الله يرحمه اللي كان بيدور عليها.
قطب الحارس حاجبيه، فعن أي أخ تتحدث...
_ أخوه؟ "عزيز" بيه معندهوش غير البشهمندس "سيف" ابن أخوه و "نيرة" هانم... شكلك غلطانة في العنوان يا أستاذه...
تعلقت عينين "ليلى" بالورقة التي معها ثم باليافته التي تحمل اسم "رياض الزهار".
عمها كتب بالورقة هذا العنوان...لو لم يكن محل إقامته ما كتب هذا العنوان واعطاه للسيدة "صفية".
مدّت له "ليلى" يدها بالورقة التي معها بحرج ، فالتقطها الحارس منها ينظر إلى ما كُتب بها بنظرات ضيقة.
_ أنتِ تقصدي "عزيز عبدالرؤوف"، سواق البيه؟؟!