رواية الاميرة والمغترب الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم الاء إسماعيل البشري

 





رواية الاميرة والمغترب الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم الاء إسماعيل البشري



 في الطريق إلى المخازن الشمالية 

أتصل ياسين ليتبين الموضوع من مدير الشركة 


ريتشارد: ما الذي تقوله سيد ياسين ؟؟ لماذا عسانا نغير نوع البضاعة ؟؟ بالتأكيد ارسلنا لكم نفس البضاعة المعتادة !!

ياسين بحدة : لكن هذا ليس ما وردني سيد ريتشارد ... حسب أمين المخزن فإن نوع الخشب لا يطابق معايير الصناعة التي اتفقنا عليها و فوق هذا فإن سائقك تسبب في مشكلة كبيرة جدا !! 

- اي مشكل هذا ؟؟

- أصيب سائقك بالهياج و سحب سلاحا على أمين المخازن اصابه بطلق ناري و فر هاربا 

- لا اعرف عما تتحدث سيد ياسين ! لكن السائق الذي نتحدث عنه هنا هو سيد ودود و مسالم جدا لا اعتقدك تعنيه أبدا !! 

 ياسين : لا أدري عليك أن تتحرى الامر من جهتك و سنبقى على تواصل ...

- لا تقلق ...سأستطلع الأمر شخصيا 

ياسين بحدة : في أسرع وقت سيد ريتشارد 

و أقفل الخط و هو يتمتم بغيظ : ليه حاسس إن الموضوع ده وراه لعبة ؟


بعد مدة من الزمن وصل ياسين الى المخازن الشمالية 

- ماذا يحدث هنا يا جوش؟

جوش: سيد ياسين لقد وصلت في الوقت المناسب ..

ياسين : كيف حال آرثر ؟؟

جوش : لقد أخذت سيارة الإسعاف السيد آرثر الى المستشفى منذ أكثر من نصف ساعة من الآن و لم يصلني منه اي خبر للآن

- من أرسلت معه ؟؟

- أرسلت سامي مع سيارة الإسعاف و بقيت انا لفض المشكل القائم هنا ريثما تصل 

ياسين : حسنا اخبرني ما الامر ؟

- العمال يا سيدي ..انهم يرفضون العمل بسبب ما حدث مع آرثر 

ياسين بتفكير : حسنا .. سنحل الامر 


أتصل ياسين مسرعا : ايوة يا سامي طمني ايه الاخبار ؟

سامي : ياسين بيه ! آرثر في العمليات دلوقت و الدكتور بيقول إنه هيطلع منها بخير ما تقلقش


في تلك اللحظة وجد أتصالا من ريتشارد فقال ياسين : طب يا سامي أنا معاي اتصال تاني هأقفل و أول ما يطلع من العمليات تتصل بيا فورا مستني منك خبر ماشي ؟؟

سامي : حاضر يا بيه 


فتح الخط و قال بجدية : ما الاخبار سيد ريتشارد !

- سيد ياسين لا أدري ماذا اقول!!

ياسين : ماذا وجدت ؟؟ 

- أنت تعرف أننا ننقل بضائع بقيمة ملايين و لا يمكن أن نثق في السائقين مهما كان اخلاصهم لنا لذا فمن باب الإحتياط و الأمان نحن نضع نظام تتبع في جوالاتهم و كذا شاحناتهم و بضائعهم بدون أن يعلم أحد

و قد تتبعنا شريحة السائق المرسل إليك و جهاز التعقب الموجود في البضاعة ... و قد كان معك حق ... البضاعة التي كان يفترض أن تصل إليك تبدلت في الطريق ....و السائق الذي كان يفترض أن يحضر البضاعة وجد في أحد المستودعات القديمة البعيدة عن هنا مربطا بالسلاسل و مخدرا و بجانبه البضاعة الأصلية !!

ياسين بتفكير : اي ان السائق المزيف كان يقصد فعلها !! اي من فعل هذه اللعبة ليس سارقا ...لقد كان هدفه خلق الفوضى ليس اكثر !! شكرا سيد ريتشارد سأحل الامر من جهتي..و ساتصل بك لاحقا لحل أمر البضاعة .


اقفل الخط و نظر الى جوش بتمعن : تعال معي لنحل المشكل بسرعة ...حادثة آرثر و الاضراب ما هما إلا تمويه ...الذي خطط لكل هذا يمهد لشيء أكبر يا جوش !!


توجها الى ساحة كبيرة يتجمهر فيها عدد كبير من العمال بعضهم غاضب و الآخر متذمر و الاخر خائف و الكثير منهم يترقبون ..


همس جوش لياسين : بسبب ما حدث يهددون بالدخول في اضراب 

همهمات متفرقة ما إن رأوا ياسين 

- ها قد وصل المدير العام

- تكلموا....عليه ان يعلم الوضع المزر الذي تعيشونه!

- لن نعمل تحت وطء التهديدات ..!

- اجل لن نرضى بذلك !

- حياتنا في خطر... لا نقبل بهذا !


كان يمشي وسطهم و يسمع همهماتهم فهمس لجوش : ماذا حدث ؟ عمالنا في العادة لا يتصرفون بهذه الطريقة !

جوش: أعتقد أن هناك عناصر خفية بينهم تحاول اشعال فتيل فتنة لكني لم اعرف هوياتهم سيدي


همس ياسين بهدوء : دع الأمر لي.

وصل الى مكان أعلى حيث يراه الجميع و نظر إليهم بنظرات غامضة كانت كفيلة بلفت انتباههم و عم السكوت الوسط 


اتصال هاتفي 

- قد تم الامر تماما كما خططنا سيدي 

- اخبرني ماذا حدث 

- اطلق ماثيو النار على امين المخازن و هرب و حرض سامويل و اندرو العمال على التجمهر بعيدا عن المستودعات 

- جيد جدااا ...حسنا و ماثيو ؟ 

- لا تقلق سيدي أنه يختبيء في مكان بعيد 

- لقد ظهر في لقطات الكاميرا و من المؤكد أن الشرطة ستبحث عنه لذا فكما اخبرتك ...لن يخرج من مخبئه قبل انتهاء هذا الامر مفهوم ؟

- مفهوم سيدي 

- ستصل المبالغ التي اتفقنا عليها الى حساباتكم بعد نصف ساعة بالضبط ... يمكنه الانتقال الى مكان آخر و بدء حياة جديدة 

- مفهوم سيدي 


اقفل الخط بشماتة : لسة يا ياسين ...هتجنن اكثر من كدة ...هتمشي تكلم نفسك ..هاخليك تشك في كل اللي حواليك 


فاكر نفسك ناصح و محدش يقدر يتفوق عليك مش كدة ! بس انا اللي هأكسرك شوية شوية لحد ما اخذ منك كل حاجة 


في المخازن

يقف ياسين أمام الجميع بإبتسامة هادئة و قد عم السكوت و بقي الكل يترقب ماذا سيقول لهم يا ترى !

ياسين : منذ أن توليت إدارة الأعمال في مكان المرحوم أبي و انا اعتبركم جميعا عائلتي ..كل موظف هنا إبتداءا من اكبر مسؤول و وصولا لأصغر عامل هو فرد من عائلتي ...ما يفرحكم يفرحني و ما يحزنكم بالتأكيد يحزن قلبي ..و ما حدث اليوم للسيد آرثر آلمنا جميعا بالتأكيد 

لكننا في مكان عمل و مثل هذه الحوادث بالتأكيد أمر وارد

و تعلمون أنكم مؤمنون بالكامل من شتى انواع الحوادث و اني لن أتخلى عن أي أحد منكم ولا عن عائلته !

- لكن هذه أول مرة يهدد احدنا في العمل ..ما حدث للسيد آرثر يمكن أن يحدث لأي منا في المستقبل 

نطقها احدهم بخوف و حنق


- ستكون الاخيرة بإذن الله هذا وعد مني 

 أعلم انكم خائفون على السيد آرثر و تتسائلون بخصوص وضعه الصحي ..لا تقلقوا ... الطبيب يقول أنه سينجو فالرصاصة بعيدة عن اي اعضاء حيوية ... لكن هذا ليس موضوعنا الآن ..


تهللت وجوه الجميع لسماع الخبر و نظروا مجددا الى ياسين الذي أكمل بجدية 

إن توقيف خط الإنتاج بسبب حادث يعني تأخر عن تسليم طلبيات مهمة ...نحن مرتبطون بعقود تلزمنا بإحترام مواعيد التسليم و اي تأخير يكلفنا آلاف الدولارات 

نطق عامل آخر بحدة: لكن حياتنا اهم !! نحن في خطر كيف نستطيع العمل في كل هذه الظروف ؟؟؟ 

ياسين بهدوء: لا ليس صحيحا ....ما يحدث هو اننا داخل لعبة حق'يرة لا ندري هوية مدبريها 

كل الشركات التي نتعامل معها هي شركات محترمة و موظفوها نزهاء و ذوو اخلاق عالية ...ما حدث اليوم هو بسبب سائق مزيف كان هدفه منذ البداية إصابة إحدهم وخلق الفوضى ليس اكثر ...و حسبما ارى فقد نجح فعلا !!

كلكم هنا و لا أحد في المخازن و المصنع و كل منتجاتنا و موادنا الأولية بدون رقيب .. 

نظروا الى بعضهم البعض بتوجس فلم يخطر لهم هذا قبل هذه اللحظة بينما اكمل هو بحدة 

- توقفكم يعني توقف رواتبكم انتم.... مصدر رزقكم ما سيتوقف الآلاف من العائلات معيشتها ستتوقف حين يتوقف خط الإنتاج هذا !

 و انتم تعلمون اني املك عشرات الفروع و كلها يعمل بشكل عادي ..هل يمكنني أن اتأثر بشكل شخصي من توقف خط انتاجكم هذا ؟! الإجابة هي لا بالتأكيد 

نظر الجميع إلى بعضهم بلوم و إحراج و اكمل هو بحدة أكبر 

ألا تعتقدون أنه يمكنني فورا حين سمعت بكلمة إضراب أن اطردكم جميعا و استبدلكم بالناس آخرين اكثر كفاءة ؟؟ لكن لا ... انا لم افعلها و لن افعلها فكما قلت لكم 

انا اعتبرتكم عائلتي و أفراد العائلة لا يتخلون عن بعضهم مهما حدث ..و بالعكس فإنهم يتآزرون و يصبحون يدا واحدة عند المشاكل لا العكس 

لهذا السبب فحالما سمعت بالخبر جئت فورا من تورنتو كي اطمئن على آرثر و اطمئنكم بأني سأحل هذا الامر و اعرف من وراء هذه المكيدة الحق'يرة...ألا تثقون في عدالتي و حسن بصيرتي؟؟ 


نظر الجميع إلى بعضهم بإحراج و ندم 

- معك حق سيد ياسين نحن آسفون 

- نعتذر سيد ياسين 

ياسين : لا عليكم و ارجو منكم العودة الى مواقعكم في اسرع وقت قبل أن يحدث شيء غير متوقع 


في تلك اللحظة بالذات و قبل أن يكمل جملته و يتفرق الجمع الى عملهم جاء احدهم ركضا بإتجاههم 

- سيدي. ... سيدي ...حريق مهول شب في المستودع رقم 14 

سقطت هذه الجملة كالصاعقة على رؤوسهم و دب الرعب في نفوس الجميع 

ياسين الى جوش : أتصل بالإطفاء فورا !! 


نظر إليهم بنظرات غامضة : قد عرفتم الآن اصل الموضوع أليس كذلك ؟؟ احدهم يخلق فوضى و يهرب و الاخر يثير الفتنة و يحرض على الاضراب و !!! هاهي النتيجة !!! الثالث يشعل النار في معدات بقيمة مليوني دولار !!! 😤

لكني اقسم لكم سأجدهم جميعا و ليعلم الجميع أن حسابي شديد بقدر رحمتي و محبتي ...هيا الآن سنكون كتلة واحدة و سنحاول انقاذ مجمعنا ...هياااااااااا !!! 


هب الجميع بدون استثناء نحو الحريق فصاح ياسين 

- لااااااا سيذهب جميع الحراس الى اماكنهم لا نريد مشكلة اخرى

اما الباقي فهيا سنتوجه الى مكان الحادث لإنقاذ ما نستطيع


من حسن حظ ياسين وصول المطافيء في وقت قصير جدا إضافة الى تظافر جهود الجميع تم منع النار من الانتشار الى المستودعات المجاورة و انقاذ ما امكن انقاذه ..


تواصلت عملية الإطفاء لما يتعدى الثلاث ساعات و انهك الجميع و بدا عليهم الإعياء و التعب و أصيب بعضهم بحروق و تم اسعافهم 


وقف ياسين المتعب ينظر من بعيد الى الوضع بحنق 

- مين اللي مش عاوزني مرتاح في حياتي للدرجة دي؟؟؟ وفي سبيل أنه يأذيني مستعد يعمل اي حاجة حتى لو فيها أذية ناس تانية كثير و قطع رزقهم !!! ميييييين !!!! 😡😤


كان ياسين منذ البداية يشك في وجود دخلاء لذا فقد كان منذ بدء خطابه ينظر الى وجوه العمال واحدا واحدا و يستطلع تعابيرهم فهو بارع في قراءة تعابير الوجه...و توصل الى شخصين غير مريحين نظراتهم كانت تدل على الريبة و لا توحي بالأمان 


بعد ساعات جلس الجميع هنا و هناك البعض متحسر و البعض خائف و الآخر نادم ....فبسبيهم حدث ما حدث 

نظر الى جوش الى اثنين واقفين من بعيد مع بعضهما يتهامسان و قال 

- جوش اريد ملف هذين الإثنين و ستكلف من يراقبهما بدون أن تثير أي شبهات كما اريد قائمة العمال جميعا و تاريخ توظيفهم معنا 

جوش بتعجب : جميعهم سيدي ؟! 

- أجل جوش ..نفذ 


في تلك الأثناء تلقى أتصالا هاتفيا

- ايوة يا سامي ؟! و الله !! طب الحمد لله ...أخيرا خبر كويس ...لا ما تشغلش بالك انت خليك معاه لحد ما اجيلك  

اقفل الخط و إنطلق مسرعا بسيارته الى المستشفى 


وصلت ليليان الى قصر ياسين بسيارتها و خرجت تتمايل في مشيتها كالعادة 

بقي الحراس ينظرون الى بعضهم البعض و لم يتجرأ احد أن يكلمها فالجميع يعرف انها خطيبة السيد 


وصلت الى باب القصر فأوقفها بيتر 

- إلى أين آنسة ليليان؟؟

ليليان بتكبر : أتيت لرؤية خطيبي 

بيتر بجدية : السيد غير موجود 

- لا بأس سأنتظره في الداخل اذن 🙄

قالتها و هي تحاول أن تتخطاه متوجهة نحو الباب فأوقفها

ثانية : آسف آنسة ...ممنوع دخول اي احد بدون إذن السيد و











ليليان بعصبية: و هل تراني أحد ؟؟؟ انا خطيبة السيد و سأصبح زوجته قريبا !!

بيتر بهدوء و هو يقف كحائط بينها و بين الباب : و حتى ذلك الحين سينطبق عليك أمر السيد

- قلت لك ابتعد من طريقي ايها الاح'مق و إلا ستدفع ثمن عملتك هذه !! قالتها و هي تبعده بقوة و توجهت الى الباب تفتحه فوجدته مغلقا !!

ليليان بغضب : أين المفتاح ؟؟؟ هياااااا افتحه الآن و إلا !!!


 قالتها و هي تمسك ببذلته و تهدده بعصبية ... لكن في لمح البصر أخرج بيتر سلاحه و أشهره في وجهها

انا اتلقى اوامري من السيد فقط ... لو كان قد ذكرك كإستثناء كنت تركتك تدخلين ...الآن يمكنك الإنصراف و إلا فسأضطر الى التصرف بطريقة لن تعجبك 


ليليان بغضب جحيمي : إياك أن تنس هذا يا بيتر ...حين اتزوج من السيد سيكون أول شيء أفعله في هذا القصر هو طردك أيها الو"قح !! 

تراجعت نحو السيارة و هي تكاد تجن من الغضب 

انا ليليان ترفع السلاح في وشي يا وا'طي !! يا متشرد... يا قذ'ر!! 

غادرت و هي تشتمه بكل انواع الشتائم المتوفرة 


إتصل بيتر فور مغادرتها 

- سيدي لقد أتت آنسة ليليان و كانت تريد الدخول بالقوة 

- هل تركتها تدخل ؟؟ 

- اقفلت الباب فورا حين رأيت سيارتها تدخل من البوابة الخارجية و منعتها بالقوة ..لكني اظنها ستعود فقد كانت ملامحها توحي بأنها سترتكب جر"يمة 

- حسنا فعلت يا بيتر ...و لا تقلق سأتصرف معها انا حين أعود .


اقفل ياسين و هو يقول : يا ترى فيه ايه المرة دي يا ليليان ؟؟ هي بلاويكي مش بتخلص أبدا ! لااااا بقى الموضوع طول اوي امتى بس ينتهي كل ده و اخلص منك و من دلعك المقر"ف !! 

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

الأميرة و المغترب


متابعيني حبايبي زي ما انتو شايفين اهو مفيش اي تأخير في النشر ...يعني لما الاقي الوقت مش بأتاخر عنكم أبدا  

ف لما تلاقوني اتأخرت شوية استحملوني بيبقى غصب عني بجد و عموما حكايتنا قربت تخلص مش فاضل كثير و كل حاجة تبان و المستور ينكشف ...دعم ب  

              الفصل الرابع والعشرين من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-