رواية سيف القاضي الفصل الثاني والعشرون بقلم إسراء هانى
ماذا لو ما تمنيته أصبح ملك لغيرك....
" تمت خطبتها "
جملة من كلمتين لكنها كانت أشبه بخبر وفاة أغلى الناس على قلبه ..
لم يدري بنفسه الا وهو يصر.خ بكل صوته حتى جر.ح أحباله الصوتية..
اقترب من مرآته وازاح كل ما عليها وبدأ بتكسير كل ما يقابله كمن مسه جن ...
كان يجلس في غرفته برفقة زوجته يكلم ابنته حتى استمع لصوت صر.اخ ابنه بشكل يرعب ركض لغرفته هو وزوجته بلهفة ورعب فتح الغرفة ليجد ابنه يجلس على ركبه وحوله الغرفة متكسرة يتعرق بشدة ويبكي بانيهار لدرجة ان جس.ده يهتز
وصل له بلهفة وقال بقلق " سيف في ايه يا حبيبي"
كانت والدته تنظر له وتضع يدها على فمها تبكي فقط ..
رفع عينيه الحمراء لوالده وقال بعتب وقهر " قولتلي عايزني أحب يا بابا عشان أبقى مبسوط أديني عشقت يا بابا واديني قدامك ..
اعتصر قلبه على ابنه وحالته المذرية لام نفسه كثيرا فهو من قرب بينهم المسافات لكنه فعل ذلك لمصلحته ..
رد بحنان " قولي ايه اللي حصل يا حبيبي كل حاجة هتتحل "
ضحك بقهر وقال " شام تخطبت يا بابا "
بكت اسراء بقوة على ابنها ونظرت لزوجها الذي يستمع بقلة حيلة
استرسل سيف كلامه " بقت ملك حد تاني يا بابا اللي حرمت نفسي منه عشان يكون ليا بالحلال هيكون هو أحق فيه .. هيكون ليه الحق يبصلها ويحض.نها ويشم ريحتها... ااااااااه نار يا بابا في قلبي كل ما اتخيل ده ..
استند بصعوبة ووقف وقال بانيهار كطفل صغير " عشان خاطري يا بابا قولها ما تعملش كدة فيا .. قولها سيف غلط بس بلاش تد.بحه قولها تستنى أما اموت بعدين تتجوز بلاش تموتني هيا في ايديها ... بكا أكثر وأكمل... قولها سيف هيموت قريب بلاش تعملي كدة دلوقتي استني اما يموت .. مع اني حتى لو ميت هاتعذب بس أهون عليا ...
الآن اتضحت الخيوط له الآن فهم حالة ابنه ابتلع ريقه وقال بصوت مرتجف " موت ايه اللي بتتكلم عنه .. انت بتتكلم عن ايه"
نظر لحبيبته الأولى وهيا تبكي بشدة اقترب منها وقال بحنان " ما تزعليش عليا يا أم سيف صدقيني هكون بمكان أحسن .. قوليلها سيف آسف .. وكان بحبك اوي "
كانت تهز رأسها بالنفي وهيا تبكي بانهيار
همس والده بكس.رة وهل يك.سر الأب الا ابنه " تعالى نروح المستشفى نشوف في ايه اكيد هتبقى كويس ان شاء الله "
اقترب من والده وضمه عندما لاحظ أنه على وشك السقوط شعر يوسف بثقل ابنه ركع على ركبته وهو ما زال يحض.تنه ليجده مغمض العينين .. لا يدري فاقد وعيه أم فاقد حياته ...
همس بصوت مرتعش وهو يخبط على وجهه بهدوء " سيف في ايه يا حبببب أبوك... سيف "
ركضت أمه بعد أن حررت قدميها بصعوبة وجلست على ركبيتها " سيييييييف "
كان صوتها مع وصول أحمد الذي وصل الغرفة بلمح البصر دخل ليشهق من منظر أخيه الذي يوحى بأنه فقد حياته ووالديه كالتماثيل أمامه...
لم يسأل أسند جس.د أخيه بصعوبة حتى وصل باب الغرفة وصر.خ بكل صوته " مااااازن"
لبى مازن النداء ليصرخ احمد تعالى بسرعة انت وحد شيلو سيف بسرعة ...
اجابه على الفور وحملوا سيف التف لوالديه وهمس وهو يضم امه " سيف كوبس لسة بيتنفس قوموا نشوف في ايه يلا "
بصعوبة شديدة استطاعوا تغيير ملابسهم واللحاق بهم إلى المشفى...
يقف على باب الفحص وهو يضمها من كتفها ليهدا ارتعاشة جس.دها.
همست ببكاء " سيف "
رد بصوت خافت " هيبقى كويس ان شاء الله "
خرج الطبيب وقال بحزن " انا قولتله من فترة انه لازم منظار نعرف عندو بايه بالظبط التحاليل والأشعة المبدئية ما بينتش المشكلة بس هو رفض "
حاول إخراج صوته بصعوبة وقال " ليه هو مش بقى كويس "
الطبيب محمد " مشاكل القلب بتظهر في ثانية وخصوصا انه كان عندو مشكلة من وهو صغير "
"وتعالج وبقى كويس " همست بها وهيا تبكي بقوة على ابنها الغالي
اقترب منها يواسيها او يواسي قلبه وقال بصوت ضعيف " اما يفوق ان شاء الله هنعمل اللازم "
****
كان شارد تماما حزين جدا على أخته البريئة التي تألم قلبها بشدة...
فلاش باااك
" حبيبة أخوكي عاملة ايه "
ردت بابتسامه " كويسة وحشتني اوي يا مصطفى "
رد بحنان " وانتي كمان ما تيجي عندي كدة اسبوع انتي دلوقتي خلصتي جامعة ومافيش وراكي حاجة "
سكتت تفكر قليلا ثم اجابت " فكرة ان شاء الله هاجي انا ورحوم ايه رأيك "
لمعت عينيه بالاشتياق وهمس " رحوم وحشاني اوي اوي خلاص هأستناكو ...ليه حاسس انك عايز تقولي حاجة "
تنهدت بضيق وهمست بصوت متحشرج " عايزك تقنع بابي يوافق على ابن صاحبه اللي متقدم "
مصطفى باستغراب " هو بابي مش موافق على سيف "
نغزة قوية اشتاحت قلبها عند ذكر اسمه وقالت بدموع " مش سيف "
عقد حاجبه يستوعب ثم قال بعدم تصديق " انت عايزة تتخطبي لحد غير سيف "
أجابته بحدة ودموعها تهبط " سيف سيف .. أيوة سيف كان لعبة فترة وانتهت وعايزاك تقنع بابي يوافق "
هز رأسه وقال بتعب " أقنعه بحاجة انا مش مقتنع بيها تتخطبي لحد ما بتحبهوش ولا بتطيقي كدة بتظلمي وبتظلمي نفسك اهدي يا شام وفكري كويس "
ردت بحسم " مش هأهدى حياتي وانا حرة فيها وده اختياري هتنقعوا ولا مش هكلمك تاني "
ألمه قلبه بشدة على براءتها فاجابها بتعب " حاضر هأقنعه .. المهم تكوني مقتنعة "
هزت رأسها وهمست " سيبك مني دلوقتي قولي انت عامل ايه "
ابتلع غصة في ريقه وقال باشتياق " زي ما كون عندك بالظبط "
ردت بعدم فهم " يعني ايه "
سحب نفسا قويا وقال بألم " هاكمل شهر متجوز كأنها مش موجودة ما بشوفهاش خالص أبحاث تجارب امتحانات مذاكرة ما بنتكلمش كلمتين على بعض "
اعتصر قلبها على أخيها فهمست بمسايسة " حبيبي هيا من الأول قالتلك كدة ما كدبتش عليك قالتلك هتتعب وهتزهق دول ٧ سنين يا مصطفى وانت اللي وافقت "
تنهد بألم والتمعت عينيه بدموع لم تسقط وأكمل " عارف ومش معترض كفاية عندي اشوفها بس .. بس كنت فاكر ليا حاجة في قلبها هتخليها تفضي نفسها لو نص ساعة عشاني بتوحشني اوي وهيا معايا ومش عارف احض.نها لو كان في قلبها ذرة حب ليا كانت افتقدتني او وحشتها بس بيسان وافقت عليا عشان تفضل هنا وتكمل دراستها سلمة يعني "
هبطت دموعها لأجله وقالت بمواساه " لا يا حبيبي انت فهمت غلط هيا كانت راسمة مستقبل ليها وحاطة قدامها هدف انت ما كنتش في حساباتها خالص بس في حنيتك وحبك هتخليها تعشقك مش بس تحبي "
التمعت عينيه من مجرد التخيل وقال بتمني " تفتكري هيجي اليوم ده "
ردت بتأكيد " طبعا يا حبيبي مين يعرفك وما يحبكش ده انت لو ما كنتش اخويا بس "
ابتسم على حنيتها وانها دائما ما كانت صديقته وبير أسراره
بااااك
فاق من شروده على دخولها الغرفة منهكة على آخرها همست بابتسامه وهي تتمدد على السرير" كان يوم متعب جدا هنام ساعتين يدوبك وأصحى أكمل التجربة "
كان قد اشتاقها للحد الذي لا يحتمل خصوصا أنه ذاق حسنها ثم انشغلت عنه بعد يومين من زفافهم اقترب منها قليلا وقال بنظرة كلها اشتياق " وحشتني "
فهمت نظرته ابتلعت ريقها وقالت بتعب " معلش يا مصطفى عشان خاطري تعبانة جدا وعندي دراسة كتير اوي "
قالتها واستدارت تنام اما هو فكاد يبكي من شدة حبه واشتياقه لها وهيا تعامله بمنتهى الجفاء ...
لكنه هو من اختار هل سيصبر ام ماذا ؟؟
***
دخلت المصعد وهيا تهاتفه أحبت اهتمامه حنيته معاملته لها كأنها الفتاة الوحيدة على وجه الأرض
" ايه يا قمري خلصتي "
" ايوة لسة راكبة الاسنسيل "
" عشر دقايق هكون عالباب هنتغدى الأول بعدين نروح اقولك موضوع مهم اوي "
فهمت ما يبطن اليه همست بخجل " بس يا مؤدب .. اااا
وقبل أن تكمل كلامها شعرت بأحد يثبتها " اااه ايه في ايه "
ثم كتمت انفاسها واستنشقت ذاك المخدر الذي وضع على أنفها لتفقد وعيها...
على الجانب الآخر كان كمن مسه صاعقة جن وفقد عقله " الو ماسة في ايه حبيبتي في ايه مااسة "
طار بسيارته يريد ان يسابق الزمن ماسة حبيبة قلبه وروحه في خطر ... ولأول مرة يعرف الخوف قلبه ليس خوف فقط بل رعب وصل المكان بسرعة خياليه وفتح المصعد ليجد هاتفها وحقيبتها على الأرض اما هيا ... لا أحد يدري
جلس على ركبتيه امام أغراضها وصد.ره يعلو ويهبط بسرعة رهيبة ودموعه عرفت طريقها دموعه التي لا تهبط سوى لأجلها همس بخفوت " لا ي ماسة عشان خاطري لا مش بعد ما رجعت ليا وبقيتي في حض.ني انتي فين يا حبيبتي "
حمل أغراضها وخرج كالتائه عقله مشوش أين ذاك الآسر صقر المخاب.رات من يراه الآن لا يعرفه ..
مشى ناحية غرفة الكاميرات رآها تخرج تستند على امرأتين حتى خرجت من هم وأين لا يستطيع التفكير ..
هبطت دموعه يناجي ربه يتوسل له ان تعود له بخير اتصل أحد الأمن بيوسف الذي كان ينقصه اصلا هذا الاتصال...
اتصل بآسر و هتف بحدة" بنتي فين يا آسر "
أجابه بدموع وصوت متحشرج منك.سر " مش عارف مراتي تخطفت "
كان يريد لومه والصر.اخ عليه لكن صوته المنك.سر شفع له فقال بحدة " فين آسر اللي الكل بيخاف منه مالك عامل كدة اهدى وفوق يا آسر '
اجابه بانهيار " كسروه يا عمي قدروا يهدوا كمان "
صر.خ به " يعني ايه بنتي راحت كدة هتندب حظك كتير هيا دلوقتي مستنياك تنقذها أثبتلي انك قد الأمانة لاني لو انا اللي رجعتها هاكون اولى فيها انت فاهم "
أغلق الخط قبل أن يجيبه وتركه ضائع خائف حتى رن هاتفه برقم خاص بعد ساعة جن فيها
"آسر باشا وحشتنا "
أجاب بتوجس " مين "
" معقول نسيتنا يا باشا .. عندي هدية تخصك "
دق قلبه بكل قوة وهو يتخيلها خائفة في خطر الآن فتح ذاك الخاطف السبيكر ونكزها لتتكلم "الحقني يا آسر "
وقف من مكانه وقال بجنون " ماسة .. هد.بحك ان قربت منها اقسم بالله هقت.لك "
ضحك ذاك المختل وقال باعجاب " بس تصدق حلوة اوي "
اتاه صوتها " ابعد عني ي كلب "
صر.خ بجنون " حسين قولي عايز ايه وسيبها هأجيلك أنا اقت.لني انت.قم مني براحتك بس سيبها "
استمعت لجنونه وكلامه بذهول ليرد حسين بكر.ه " بقى آسر باشا في حاجة كس.رته وبيخاف عليها اوووه ده انتي تستاهلي جايزة بقى آسر باشا الصقر بيترجاني "
اجابه بلهفة وبصوت متحشرج " سيبها يا حسين واللي انت عايزه هعمله خودني انا بس مراتي لا "
حسين " امممم بس ايه رأيك ادوق اشوفها تستاهل ولا لا "
بكا بقلة حيلة وقال بتوسل " قولي انت فين واجيك تقت.لني بس ماسة لا "
هتف الآخر بحقد " واخويا وابويا اللي قت.لتهم ارجعهم ازاي واخويا اللي عندكو .. انا هأحر.ق قلبك يا آسر "
آسر بضعف " أنا ممكن أخرج اخوك وأسفرك انت وهو في طيارة خاصة بس رجعهالي "
حسين " هبعتلك عنوان تجيني ولوحدك انت سامع لوحدك "
كانت تستمع له بقلب يدق بجنون ... الآن فهمت أنه عاشق مجنون بها شعرت بالاطمئنان فهو لن يتركها
بعد وقت قليل اتاه أحد الحرس " وصل يا باشا "
ضحك حسين بتقزز وقال وهو ينظر لتلك التي تتكور على نفسها " واضح انك غالية اوي يا حلوة هنشوف غالية قد ايه "
دخل لهم والسلا.ح على رأسه يدور في عينيه في الغرفة حتى لمحها تجلس كطفل جنين ألمه قلبه بقهر همس برجاء " اديني قدامك سيبها "
حسين بضحك " دي كنز يا باشا دي هتخليك تحققلي اللي انا عايزه وأنا مغمض "
كان ينظر لها فقط خائف عليها بشكل لا يصدق همس بضعف " طلباتك "
حسين " حسن يخرج ... وفي شحنتين سلا.ح هيدخلوا عن طريق المينا تسهل دخولهم "
" موافق "
ضحك حسين بنصر وقال وهو يقترب من تلك الجميلة " واضح انها غالية أوي نفسي اجرب "
آسر بصراخ " هحر.قك حي اقسم بالله ان قربت منها "
حسين بضحك " بلاش تهديد شوف مين اللي مكان قوة دلوقتي "
اراد الانت.قام أكثر فاقترب منها يثبت رأسها يريد تقب.يلها فصر.خت باسمه " آاااسر "