رواية لهيب الروح الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير دودو#الفصل_الثاني_والعشرون #لهيب_الروح #هدير_دودو صاح فـاروق بعنف مقتربًا من مديحة يرمقها بنظرات حادة غاضبة تعكس مدى الغضب المتواجد بداخله :- مـديـحـة!! انتي عارفة أنها كانت غلطة وعارفة كويس أوي مين سببها لكن أنا عمري ما أخون جليلة ولا عمري هشوف غيرها.. شهقت بطريقة مقززة ووقفت أمامه تبادله نظراته بحقد وغيرة لجليلة المتمسك بها بتلك الطريقة القوية وردت عليه بغضب :- ولما أنت عاوزها أوي كدة قربتلي زمان ليه طالما بتحبها ومش بتشوف غيرها شوفت ليه، ومش بس كدة أنا حملت منك أنت عارف كويس أوي عصام يبقى ابن مين بس أنت جبان مقدرتش تعترف بيه. ازدادت ملامحه غضبًا لاعنًا تلك الفكرة النادم عليها يود التخلص منها واخفاءها دومًا، كل ذلك حدث نتيجة خطأ واحد لا يعلم كيف ارتكبه هو حقًا يحب زوجته بصدق لا يعلم ماذا حدث حينها ليرتكب ذلك الخطأ الذي دام معه طوال حياته؟! كان دومًا يريد إخفاءه عن الجميع، صاح بها بنبرة جنونية هزت أرجاء الغرفة لتتوقف عن حديثها :- أنتي عارفة كويس أنها كانت غلطة أنا لحد دلوقتي مش فاكر ولا عارف حصلت ازاي لكن أنا عمري ما شوفتك ولا بصيتلك يامرات أخويا، وعصام كنتي عاوزاني اعترف بيه ازاي انتي اتجننتي شكلك لكن أنا عمري ما سيبته دايما واقف معاه في غلطاته بعدين أنا عوضتك عن كل دة، طول حياتك وأنا بعوضك. ضحكت بسخرية تخفي خلفها غضبها من حديثه عنها بتلك الطريقة وتمتمت بتهكم ساخرة وهي تقف قبالته :- مبصتليش ولا عمرك شوفتني بس قربت مني وخونت أخوك، وفين التعويض دة أنت بنفسك اتفقت أن بنتي هتتجوز ابنك مش قادر عليه دي بقى مش مشكلتي مش بعد كل دة هتسيبني وتخلع ايدك وهو يقعد مع السنيورة اللي عاوزها، رنيم أنت جبتها لعصام عشان يسكت بيها لكن مش عشان تاخد حق بنتي، وجليلة اللي أنت ماسك فيها دي أول ما تعرف الحقيقة هتسيبك عمرها ماهتكمل معاك. دفع المنضدة بقوة غاضبة مغمغمًا بلهجة مشددة حادة محذر إياها :- سيرة جليلة متتجابش على لسانك مرة تانية، تيجي عندها وتحطي ألف خط أنتي عارفة أنها عندي غير الكل. غمغمت بغيرة تعميها وهي ترى أنها مَن تستحق كل ما تتمتع به جليلة التي تنعم بكل شئ بينما هي تخسر كل ذلك واحدة تلو الأخرى :- وأنتَ فاكر أنك بتحبها بجد لا الكلام دة تضحك بيه عليها هي مش أنا، أنت عمرك ماحبيت جليلة أنت بس عاجبك أنها مستحملاك بعد كل اللي بتعمله دة كله واحدة غيرها كانت سابتك من زمان. لم يهتم بحديثها الخاطئ لأنه يحبها بالفعل بل تطلع مسرعًا بقلق نحو أعتاب الباب الخاص بالمكتب بعدما وصل إليه صوت آنينها الخافت تفاجأ بها تقف بالفعل ومن الواضح أنها استمعت إلى كل شئ دار.. كانت تقف تبكي واضعة يدها فوق فمها لتمنع صوت بكاءها، لأول مرة تراه بتلك الهيئة لا تصدق أنه فعل بها هكذا، كيف استطاع أن يفعلها؟! همس باسمها بنبرة خافتة وبدا الخوف فوق ملامحه بعد اتيان اللحظة التي يخشاها دومًا، قلبه يرتجف ولا يعلم ماذا سيفعل؟! دومًا كان يفكر فيما سيفعله عند معرفتها للحقيقة ولم يتوصل لشئ :- جــلــيـلــة!! تطلعت مديحة نحو الخلف مسرعة بابتسامة واضحة لتراها وترى هيئتها كم تمنت رؤيتها بتلك الهيئة كانت تتراجع عن إخبارها بالحقيقة خوفًا من رد فعل فاروق الذي سيقلب الدنيا بأكملها رأسًا على عقب، لكنها الآن علمت الحقيقة وعلمت مكانة مديحة الحقيقية، حاولت أن تخفي سعادتها وبدأت ابتسامتها تتلاشى مدعية الصدمة.. أسرع فاروق يقترب منها مغمغمًا بتوتر وخوف :- جليلة انتي فاهمة غلط صدقيني أنا هفهمك بس اهدي. كاد يحتضنها لتهدأ قليلًا بعدما رأى جسدها الذي يرتعش وملامحها المصدومة يخشى أن يحدث لها شئ سئ، لكنها باغتته بدفعتها القوية التي جعلته يرتد إلى الخلف مبتعدًا عنها بعض الخطوات وغمغمت بضعف من بين دموعها :- طـلـقـنـي يا فاروق طلقني كفاية كدة. سارت من أمامه متوجهة نحو غرفتها، لم تستطع أن تظل أمامه تتطلع إليه بعد كل ما فعله بها، هي اليوم وفي تلك اللحظة اكتشفت حقيقة أخرى لزوجها، جميع حياتها معه السابقة كانت كذب استطاع أن يخدعها بحبه الغير المتواجد، كيف تتطلع نحوه وهو مَن قام بفعل كل ذلك بها؟! هو اليوم سبب تدمير قلبها وحياتها تمامًا بعد علمها بالحقيقة التي أخفاها طيلة السنوات الماضية استطاع أن يخدعها بمهارة دون الإهتمام بمشاعرها.. بدأت تلملم اشياءها مقررة الرحيل من ذلك المنزل التي كانت تبنيه بسعادة وابتسامة وهو في نفس الوقت كان يدمره دون النظر لكل ما تفعله، تود الذهاب من المكان الذي تحطم به قلبها.. وقف فاروق تحت تأثير الصدمة بعد استماعه لحديثها ونبرة صوتها التي آلمت قلبه، تطلع نحو مديحة بنظرات حادة تعكس مدي الغضب الذي يشعر به بسببها يسبها بداخله ولا يعلم ماذا سيفعل مع جليلة، لأول مرة يراها بتلك الهيئة ولأول مرة تقرر الإبتعاد والإنفصال.. سار خلفها متوجه نحو غرفته ليستطع التحدث معها وإقناعها بالبقاء معه، يود أن يخبرها انه يحبها حقًا، كل ما حدث... حدت بالخطأ دون إدراك منه. تفاجأ بها عندما رآها تضع ثيابها في الحقيبة وتعد ذاتها للرحيل أسرع مقتربًا منها يمسكها من ذراعها بحنان لتتوقف عما تفعل مغمغمًا بتوتر :- جليلة انتي فاهمة غلط والله الموضوع مش زي ما سمعتي اديني فرصة افهمك. تحاشت النظر نحوه لأول مرة لم تطيق رؤيته، وتمتمت بجدية تلك المرة :- لا أنا دي المرة الوحيدة اللي أنا فاهمة فيها صح بقى، مش هسمحلك تضحك عليا المرة دي خلاص يا فاروق كل حاجة اتعرفت ابعد عني وطلقني اللي بتعمله دلوقتي مش هيفيد بحاجة بعد اللي عرفته. ظل ممسكًا بها وغمغم بتوتر خوفًا من فكرة ذهابها وابتعادها عنه :- جليلة طب اسمعيني الأول نتفاهم الأول وبعدها هسيبك تعملي اللي عاوزاه اللي سمعتيه دة مش الحقيقة والله اسمعيني.. دفعته بعيد عنها وصاحت به بغضب مبتعدة عنه عدة خطوات إلى الخلف :- ابعد عني يا فاروق كفاية اللي عرفته مش عاوزة اسمع حاجة كفاية لغاية كدة كفاية اوي وابعد عني كل اللي عيشته معاك دة كان كدب. لم تستطع منع ذاتها من البكاء مرة أخرى اجهشت في دوامة بكاء مريرة شاعرة بالشفقة على حالها وحياتها، فقد عاشت عمرها بأكمله في حياة كاذبة يخدعها طوال الوقت كيف فعلها؟! ماذا فعلت هي لتتلقى منه ذلك!!.. أجابها نافيًا بجدية مغمغمًا بصدق وحزن عالمًا أنه قد جرحها بشدة :- لأ والله يا جليلة أنا بحبك بجد والله محبتش قدك اللي حصل دة كان زمان غلطة والله وندمان عليها من زمان انا عمري ما بصيت لواحدة غيرك صدقيني يا جليلة والله ما بكدب عليكي ابتسمت من بين دموعها ابتسامة مريرة بحزن تبدي مدى القهر والحزن المتواجد داخلها وتمتمت بنبرة خافتة حزينة لكنها تحاول أن تتماسك وتدعي القوة لترد على حديثه التي لم تصدقه :- عشان كدة روحت خونتني، بس ازاي ازاي قدرت تعملها مع مرات أخوك، طب سيبك مني أنا مش مهم محبتنيش لكن أخوك أنت خونته ازاي، وكمان عصام يبقى ابنك أنت ايه؟! صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها بصعوبة وتابعت حديثها مستنكرة بدهشة :- ازاي قدرت تعمل دة كله، تكتب ابنك باسم اخوك عملتها ازاي أنت استحالة تكون فاروق جوزي اللي حبيته واستحملت كل حاجة عشانك.. حركت رأسها نافية عدة مرات وبكت بعنف متمتمة بنبرة خافتة بضعف :- مستحيل... مستحيل تكون نفس الشخص اللي اتجوزته وحبيته مستحيل.. حاول تهدئتها خوفًا من أن يحدث شئ لها، أسرع يحتضنها مربتًا فوق ظهرها بحنان مغمغمًا بهدوء :- طب اهدي بس عشان خاطر العيال بلاش أنا اهدي أحسن يحصلك حاجة. رمقته باستهزاء ساخرة منه مغمغمة بتهكم غاضبة نادمة على كل يوم في حياتها مرّ وهو معه :- وانت بتهمك أوي مصلحة العيال سيبني امشي يا فاروق وابعد عني أنت طول عمرك بتتعامل معاهم غلط ولا اهتميت لمصلحة حد منهم دايما بسكت وبحاول اطلعك عكس كدة بس في الحقيقة أنت مش بتحب غير نفسك ومصلحتك أنا ظلمت نفسي وظلمت العيال دول معايا لما خليتك أب ليهم. رمقها بذهول متعجب لأول مرة يشعر أنها تراه بتلك النظرة، هل هو حقًا يفعل هكذا؟! لم يهتم سوى بذاته هذا نفس الحديث الذي يردفه جواد دومًا وهو لم يعطيه اهتمام ها هي الآن تخبره نفس الحديث، غمغم بعدم تصديق وذهول :- جليلة انتي بتقولي ايه أنا بحبك انتي وهما وانتي عارفة أنكم اهم حاجة عندي أنا بعمل كل دة عشانكم.. ضحكت بسخرية مستهزءة حديثه الغير صحيح، مغمغمة بضيق حاد :- بلاش الكلام دة خلاص عشان عرفته لأ يا فاروق أنت لو بتعمل حاجة فبتعملها عشان نفسك زي ما كنت بتيجي على ابنك عشان نفسك وعاوز تجوزه غصب أنت أناني متستاهلش ولا حد من العيال دول ولا حتى أنا سيبني امشي وطلقني.. وقف في ذهول تام بعد استماعه لحديثها لا يعلم هل هذا صحيح بالفعل، هو فعل بهم كل ذلك لأجل ذاته ليس لأجلهم لأول مرة يرى الحقيقة في أعينهم لكن كيف سينفذ طلبها هو لم يقوى على فكرة الإبتعاد عنها حاول التأثير عليها بهدوء وتعقل :- جليلة مينفعش تمشي عشانهم هيقولوا ايه انتي عارفة أنهم مش هيسكتوا.. طالعته بحزن تام أنهك عينيها الباكية شاعرة بالوهن، وتمتمت بضعف خافت :- لا متقلقش مش هفضحك قدامهم ودة مش عشانك دة عشان عيالي ملهمش حق يشوفوا ابوهم بالنظرة دي بسبب اختياري الغلط.. رمقها ينظرات حزينة يملأها الندم مقتربًا منها بحزن لاعنًا ذاته على كل أفعاله ممسكًا يدها بحنان مغمغمًا بصدق وصوت أجش نادم :- جليلة أنتي عارفة أنتي ايه عندي، والله يا جليلة ما بحب قدك. جذبت يدها منه بعنف تزجره بغضب وتمتمت بسخرية تحمل بين طياتها حزن وقهر متواجد في قلبها ينهكه بعدما تلقت أكبر صدمة دمرت قلبها :- كنت فاكرة إنك بتحبني بس خلاص اللي حصل خلاني اكتشف الحقيقة كلها وعرفت قيمتي كويس عندك. نفى حديثها مسرعًا وتحدث بصدق ولوعة بالرغم من غضبه لرؤيتها بتلك الهيئة وجهها الشاحب كشحوب الموتى وعينيها المتورمة من فرط البكاء لتلك الحقيقة الشديدة عليها التي علمتها اليوم :- والله ابدا مفيش اغلى منك عندي كل اللي حصل زمان كانت غلطة والله غلطة وندمت عليها تمتمت بغضب مبتعدة عنه محركة رأسها بنفي :- عشان كدة عاوز ابنك يشيل غلطتك ويصلحها هو لما يتجوز أروى غصب عنه أنت قاسي وظالم أنا غلطت لما كملت معاك كل اللي حصل كان غلط ولازم يتصلح. وقف لعدة لحظات متطلع أرضًا بخجل من أفعاله الخاطئة، لكنه كيف سيتركها تذهب هو لن يقوى على تركها، حاول التأثير عليها بجدية وتعقل محاولًا استمالة عقلها :- جليلة مينفعش خالص عشانهم حتى مش عشان هيقولوا ايه، انتي عارفة لو عرفوا حاجة هيحصل إيه وقتها. رمقته بخذلان وضعف شاعرة بتخاذله معها وتمتمت بجدية مقررة تنفيذ ما تريده والتوقف مع ذاتها تلك المرة بدلًا من تفكيرها في الجميع :- ياما فكرت فيهم واستحملت كتير عشانك وعشانهم فالآخر أنت عملت إيه ولا عملت اعتبار لدة كله المرة دي لأ بقى. دفعته بقوة إلى الخلف وحملت حقائبها متجهة نحو الخارج مقررة الذهاب وترك المنزل الذي سلب منها روحها وحياتها وفي النهاية تلقت الخيانة والحزن والقهر منه.. تفاجأت سما بهيئة والدتها فأسرعت مقتربة منها معترضة طريقها بقلق خوفًا من أن يصيب والدتها شئ وتمتمت متسائلة بعدم فهم :- في إيه يا ماما مالك؟! انتي رايحة فين هو ايه اللي حصل هاتي الشنط دي. تناولت منها الحقائب وهى ترمق والدها منتظرة منه التحدث فأجابتها جليلة بإصرار بنبرة حزينة ضعيفة :- هاتي يا سما أنا ماشية خلاص اوعي كفاية لغاية كدة. رمقتها بذهول متعجبة طريقة والدتها لكنها علمت أن بالطبع والدها قد فعل شئ كما يفعل دومًا فاحتضنتها بحنان وتمتمت بتوتر :- تمشي فين ياحبيبتي عاوزة تسيبيني أنا وجواد ده هو بيمشي ومتطمن على مراته عشان أنتي موجودة ياحبيبتي هو إيه اللي حصل بس. انهارت باكية في أحضان ابنتها شاعرة بالتشتت كيف تخبرها بما يوجد بداخلها بالطبع لن تشوه صورة والدها أمامها مهما حدث لكنها لا تعلم كيف ستتركها هي وجواد وتذهب مبتعدة عنهما، ظلت سما تحاول تهدئتها مردفة بحنان :- اهدي طيب عشان خاطري تعالي معايا في اوضتي خليكي معايا ومتعيطيش عشان خاطري خلاص محصلش حاجة. سارت معها بضعف وهي لازالت مشتتة لا تعلم ماذا تفعل بالطبع هما لن يتركونها تذهب دون معرفة سبب مفسر لكل ما يحدث وهي لن تقوى على إخبارهم الحقيقة لن تدع الأمر يصل إلى هنا فماذا يجب عليها أن تفعل؟! لكنها أيضًا لن تتحمل كل ذلك بمفردها، لن تستطع أن تكمل مع فاروق بعد معرفتها بالحقيقة... ❈-❈-❈ صعدت مديحة نحو غرفتها بخطى واسعة مرتسم فوق وجهها ابتسامة واسعة لم تصدق أن حدث ما تتمناه تستمع إلى صياح جليلة وبكاءها بعد أن حدثت الفرصة التي كانت تتمناها وآتى اليوم التي ظهرت به الحقيقة التي تتمناها منذُ أن حدث ذلك اليوم تشعر بتراقص قلبها فرحةً بكل ماحدث شامتة لما فعلته في ذلك المنزل الذي تكرهه بشدة. دلفت أروى لوالدتها وهي تشعر بالدهشة لسعادة والدتها المرتسمة فوق وجهها سألتها بعدم فهم :- في ايه يا ماما وايه اللي بيحصل بين أونكل فاروق وطنط جليلة؟ اتسعت ابتسامتها وضحكت بغرور ثم تمتمت بمكر غامض :- مفيش كل اللي عملاه جليلة ده عشان عرفت الحقيقة اللي كان مسيرها هتبان، كان لازم تفوق وتعرف مكانها الحقيقي هنا وفي حياته. ظلت أروى تطالعها ولم تفهم حديث والدتها فسألتها مرة أخرى :- حقيقة ايه!؟ وايه اللي عرفته طنط جليلة خلاها تقلب كدة في ايه يا ماما مش فاهمة؟ لم تجيبها مديحة وتشرح لها الأمر كما تريد فتمتمت ببرود ولا مبالاه :- مش مهم سيبك من ده كله المهم أن حصل اللي أنا عاوزاه في الآخر.. طالعتها بعدم رضا وتمتمت بغضب حاد فهي الأخرى مثلها تشبهها في جميع صفاتها الخبيثة السيئة فامرأه مثل مديحة لن يوجد بها صفات حميدة بعد كل ما تفعله هي كل ما يقودها مطامعها وتحقيق أهدافها وجعلت ابنتها مثلها كل منهما لم يريد سوى مصلحته فقط :- طيب يا ماما فين بقى اللي أنا عاوزاه انتي مش قولتي هتتصرفي وتظبطي الموضوع بتاعي في ايه دلوقتي بقى. رمقتها بنظرات حادة وتمتمت بحدة غاضبة مشددة فوق حديثها :- مين قال اني سيباه ولا مش عارفة اتصرف أنا عاوزة الموضوع دة يتم قبلك وأكتر منك بكتير. سألتها أروى مرة أخرى وهي تبادلها نظراتها الغاضبة بغضب أكبر :- يعني إيه ياماما هتعملي إيه في الآخر؟! صمتت لبرهة وتابعت حديثها بغضب حاد ماكر متوعدة لرنيم والشر يتطاير من عينيها :- يعني اللي جاي دور رنيم وهتشوفي عاوزاكي تتفرجي على اللي مجهزاه ليها. التمعت بعض الأفكار الخبيثة التي تأتي في عقلها مقررة تنفيذها للتخلص من رنيم ووجودها في ذلك المنزل حتى تستطع التخلص منها في حياة جواد تمامًا ثم التخطيط بعد ذلك لحياة ابنتها معه كما كانت ترسم من البداية.. ❈-❈-❈ تجلس رنيم بمفردها في الغرفة منتظرة عودة جواد بعدما رتبت أفكارها واتخذت قرارها بعد تفكير طويل مقررة الإبتعاد عنه وعن تلك العائلة، ستذهب وتعيش مع طفلها دون الإحتياج إلى أحد، ستفعل كل شئ حتى توفر له حياة آمنة هادئة بعيدة عن تلك العائلة القاسية، فقد سلبوا منها كل شئ عنوة عنها متلذذين بعذابها لن تدع ما حدث لها يحدث لطفلها لن تكرر خطأها مرة أخرى وتجازف به فتخسره مثلما فعلت من قبل. لم يمر عليها وقت طويلًا وعاد جواد قبل أن يجلس تفاجأ بها تقف قبالته مغمغمة بجدية وقوة زائفة بعدما التقطت أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث مبتعدة عن عينيه حتى لا تضعف أمامه :- جواد أنا عاوزة اتطلق كفاية لغاية كده. شعر بالصدمة من حديثها المباغت لكنه حاول السيطرة على إنفعالاته بمهارة لا يريد أن يجعلها تشعر به، وغمغم متسائلًا بتعقل هادئ مندهش :- هو إيه اللي كفاية بالظبط؟! رمقته بضعف شاعرة بتخاذله معها وعدم تمسكه بها فتمتمت بخفوت :- يعني كفاية اللي حصل ليا لحد كدة خلاص كفاية أنا عاوزة اتطلق وابعد أنا وابني اللي مش عاوزه. رمقها بحدة وقد احمرت عينيه بغضب وسار ملتفًا نحوها بطريقة ادهشتها وجعلتها تنكمش على ذاتها بخوف وغمغم بنبرة حادة مشددة :- والمفروض اطلقك واسيبك تبعدي وأنا مش متأكد أنتي اللي ورا موت عصام ولا لأ مفيش أي خطوة هتخطيها غير لما اتأكد أنك ملكيش دعوة واعرف مين اللي عملها حق عصام الهواري مش هيروح.. ضحكت بسخرية من بين وجعها وهي ترى حقيقة أخرى له لم تكن تراها منه، لم تصدق أنه نفس الشخص الذي أحبته، التقطت أنفاسها بصعداء محاولة إخفاء الوجع والقهر المتواجد في قلبها كيف تحول هكذا أم أن هذه هي حقيقته ويخفيها عنها؟! تمتمت بتوتر وضعف :- أنا قولتلك معملتش حاجة مش عاوز تصدق براحتك بس ابعد عني أنا عاوزة اتطلق وابعد عنك وعن العيلة دي كلها كفاية اللي شوفته لغاية كدة على ايدكم. مسك كتفيها بقوة يهزها بعنف وصاح مزمجرًا بغضب حاد ويريد الوصول من خلالها إلى الحقيقة بالضغط عليها لتعترف له :- إيه اللي حصلك اتكلمي وقولي انتي ساكتة ليه حصلك ايه على ايد العيلة دي ولا هتفضلي ضعيفة وساكتة.. لأول مرة لم تصمت أغمضت عينيها بقوة وتمتمت بانهيار باكية بعنف متذكرة جميع وجعها وحياتها المسلوبة كيف كانت تُعامل وكأنها نكرة ليس لها الحق لفعل أي شئ وهو من كل عقله يسألها عما حدث لها على يد تلك العائلة، كيف يتحدث هو بتلك السهولة دون النظر لكل ما مرت به :- هقولك يا جواد شوفت كل وجع وقهر وذل شوفت أن انا مش انسانة مجرد لعبة البيه بيتسلى بيها مليش حق اتكلم شوفت ابني اللي ملحقتش افرح واحس بوجوده وهو بيتقتل بطريقة بشعة محدش بستحملها شوفت حاجات كتيرة هتفضل موجودة جوايا مش هقدر انساها عاوزة تعرف إيه ولا إيه كل ندبة موجودة على جسمي ليها قصة طويلة ودموع ووجع وأنت اخرهم مكافهمش أن قلبي يبقى سليم لا جيت تكسره عشان أنت ابن العيلة دي أنت بتثبت كل لحظة ليا أنك جواد الهواري ابن فاروق الهواري مش الشخص اللي أنا حبيته جيت تدمر الحاجة الوحيدة اللي باقيالي بس اتطمن.... اتطمن يا باشا دمرتها وعملت اللي أنت عاوزه كفاية كدة بقى طلقني وارحمني.. سقطت أرضًا بضعف شاعرة أن قدميها لم تعد تتحملها بعدما استطاعت أن تحول جميع أفكارها وذكرياتها إلى حديث تعبر به عن مشاعرها المتواجدة وكادت الفتك بروحها وتوقف قلبها تمامًا كانت تكرر كلماتها الأخيرة دون وعي منها :- طـ.... طلقني طلقني وارحمني يا جواد... كفاية كدة. ظل هو واقف مكانه متسمرًا بعد رؤيته لكم الوجع والحزن المتواجد بها والتي تخفيه دومًا تلك المرة الأولى التي تتحدث فيها، ظل عقله يكرر كل كلمة تفوهتها محاولًا فهم معناها وما سببها، عالمًا أنها صادقة في حديثها هو ليس ابله كان يعلم بطريقة زوجة عمه وابنتها القاسية معها عندما كان يذهب بصحبة والدته، كما أنه يرى آثار الجروح القوية وندباتها المتواجدة على جسدها إلى الآن، اقترب منها جالسًا بجانبها أرضًا وغمغم بحنان هادئ لتهدأ قليلًا محتضن جسدها المرتعش :- اهدي طيب عشان خاطري اهدي وأنا هتصرف وهحل كل حاجة هعرف كل حاجة والله ما حد هيئذيكي طول ما أنا موجود صدقيني. تخبره بعينيها أنه قد فعلها بها دون أن يمنع أحد، هو الآن من تسبب في آذاها ووجعها، هو ليس غيره، فهم جيدًا مغزي نظراتها شاعرًا بالغضب من ذاته مقررًا تعويضها وحل الأمر بطريقة جيدة ترضيها هي أولًا :-أنا آسف صدقيني كل حاجة هتتحل عمري ما هسيبك ولا اقدر اعملها مفيش حد بيسيب روحه يا رنيم وانتي روحي وحياتي أنا آسف هصلح كل غلطي. بدأت تهدأ قليلًا بين يديه مغمغمة بخفوت نافية الأمر عنها :- أ... أنا معملتهاش ومقتلتش عصام ولا كنت السبب في موته مش أنا اللي علمتها روح دور على اللي عملها بعيد عني والله ما كملت في حاجة ولا عملتها.. رمقها بعدم فهم متسائلًا بجدية هادئة حتى لا يزعجها بعدما هدأت قليلًا وعينيه مثبتة عليها بدقة جيدًا ليكتشف الأمر بمهارة :- أمال ايه اللي حصل!.. فهميني وانا هتصرف صدقيني بس احكيلي اللي حصل خليكي واثقة فيا مش هسيبك بس محتاجك تساعديني واعرف اللي حصل منك الأول.. اومأت برأسها أمامًا مقررة أن تخبره بالحقيقة كاملة ليستطع البحث عن القاتل الحقيقي متمنية أن يصدق حديثها وقبل أن تتمتم وتتحدث بشئ استمع كل منهما بصوت دقات هادئة فوق الباب وصدح صوت سما الهادئ الذي قطع جلستهما الهامة :- جواد أنت موجود يا حبيبي. نهض مسرعًا وسار نحو الباب يفتحه ليرى ماذا تريد شقيقته التي ارتمت مسرعة داخل حضنه فشعر بالقلق عليها وسألها بخوف :- في ايه يا سما مالك ياحبيبتي حصل حاجة؟! أومأت برأسها أمامًا خوفًا على حالة والدتها الحزينة ولم تخبرها شئ، فأجابته بتوتر وقلق :- ايوة يا جواد ماما شكلها زعلانة مع بابا من الصبح وكانت عاوزة تمشي لولا أنا منعتها عشان تفضل تعالى شوفها واتكلم معاها. قطب جبينه بدهشة متعجبًا من حديثها الذي لأول مرة يستمع إليه وغمغم بعدم تصديق :- ماما كانت عاوزة تمشي!! للدرجة دي شكله عمل حاجة كبيرة تعالي أنا جاي اتكلم معاها واشوفها. استحسنت حديثه فأيدته متمتمة بهدوء ولازالت قلقة على حالة والدتها الصامتة التي تبكي فقط منذُ أن دلفت معها ولازالت لم تفهم هي سبب لكل ما حدث :- ياريت يا جواد عشان هي لسة بتعيط وأنا خايفة عليها تتعب. سار معها متوجه نحو والدته شاعرًا بالقلق عليها يود أن يطمئن عليها ويعلم ما حدث لها اليوم وما فعله والده ليجعلها تتخذ ذلك القرار التي لم تفكر به من قبل بالرغم من كل ما حدث. بينما رنيم فجلست فوق الفراش بضعف تفكر فيما دار بينهما ولا تعلم ماذا فعلت؟! هل كانت ستخبره بالحقيقة؟! هي تود أن تخبره بها منذ البداية لكنها تخشى أن يحدث له شئ لازالت تتذكر حديث فاروق القاسي الصارم تتذكر هيئته القوية وهو يقف يهددها ويمنعها من إخباره بالحقيقة.. ظلت تفكر في حيرة ولازالت لم تتخذ قرارها تلعن ذاتها وضعفها الكبير الذي يدفعها لفعل كل ذلك، التقطت أنفاسها بصعداء محاولة تهدئة ذاتها لأجل الحفاظ على حياة طفلها الذي ينمو بداخلها، ستفعل المستحيل للتمسك به عنوة عن الجميع، لن تتنازل عنه تلك المرة.. ❈-❈-❈ دلف جواد بصحبة سما لوالدتهما وجدها لازالت تجلس باكية في صمت شعر بالقلق عليها فاقترب محتضنها بحنان وسألها بهدوء :- في ايه يا حبيبتي مالك مين مزعلك كدة وانا اجيبلك حقك منه انتي عارفة كله الا انتي عندي. لم تستطع منع بكاءها أمام حديثه، تشعر بصدمة قوية ضربت عقلها بضراوة كالصاعقة، انهارت أمامه باكية متمتمة بضعف خافت :- مـ.... مفيش يا حبيبي شوية مشاكل بيني أنا وفاروق وزعلني وأنت عارف مش متعودة منه على كدة. لم يقتنع بحديثها التي تتفوهه فهيئتها تدل أن الأمر أكبر من ذلك، حاول أن يتحدث بهدوء لتهدأ أولًا :- انتي عارفة هو على طول كدة، اهدي بس وبلاش تعيطي وأنا هتصرف. حركت رأسها نافية مسرعًا وتمتمت بنبرة مرتعشة بقلق خوفًا من أن يعلم شئ :- لأ لأ يا جواد متدخلش أنت في الموضوع. شعر بالتعجب من حديثها ورفضها بتلك الطريقة القاطعة عالمًا بمدى جدية الأمر الذي تمّ بينهما لكن قبل أن يتحدث تمتمت هي بعدما تداركت الأمر وعللت سبب حديثها بتوتر :- أنا بقول كدة عشان ميسيبش الموضوع كله ويمسك فيك أنت مش عاوزة ده يحصل اومأ برأسه أمامًا ولم يعقب على حديثها بالرغم من علمه أنها تخفي الحقيقة لكنه لم يود أن يضغط عليها احتضنها بحنان وأردف بهدوء :- خلاص يا حبيبتي محصلش حاجة مش هتدخل زي ما انتي عاوزة. استحسنت حديثه مبتسمة بضعف من بين دموعها وحزنها الكبير بعدما تلقت أكبر صدمة شاعرة أن حياتها السابقة بأكملها كذبة لم تستطع السيطرة على ذاتها أمامه وتمتمت بخفوت :- جـ.... جواد أنا عاوزة امشي عاوزة ابعد شوية اريح جو مش قادرة أفضل هنا. أشار لشقيقته حتى تنتظر في الخارج ليستطع التحدث معها ومعرفة الحقيقة بالفعل فعلت سما ما طلبه منها وتركت الغرفة بهدوء وهي تشعر بالقلق على والدتها، غمغم جواد بجدية هادئة حتى لا يزعجها :- من امتى وأنتي بتحبي كدة ولا بتفكري أنك تمشي ماهو دايمًا بيغلط وانتي دايما بتسامحيه وهو بيصالحك على طول إيه اللي حصل المرة دي خلاكي تقولي كدة. تشعر بالسخرية من حديث ابنها، هو يقول هكذا دون أن يعلم ما الحقيقة تود أن تخبره بها لكنها لا تريد أن يجعله ينصدم في والده وتزداد علاقتهما سوء، التقطت أنفاسها بصعداء محاولة منع ذاتها أن تجهش في بكاء شديد يجعله يتأكد من صحة حديثه ويصر على معرفة الحقيقة فتمتمت بتوتر خافت :- مـ... مفيش يا جواد بس حاسة أن أنا تعبت عاوزة ارتاح شوية متشغلش بالك أنا بس محتاجة ارتاح بعيد عن هنا. طبع قبلة رقيقة فوق كفها بحنان معقبًا بهدوء :- طب خلاص متزعليش نفسك بعدين تبعدي عن هنا ايه دة بيتك أنا اصلا قاعد هنا عشانك. ابتسمت بهدوء لابنها الذي دومًا يكون بجانبها خاصة أنها تحتاجه في تلك الفترة القاسية عليها، فكرت قليلًا في فكرة ذهابها لكنها وجدت أنها ستكون خاطئة هي ستتخلى عن ابنائها كيف تفعلها؟! في النهاية لا أحد سيتحمل الأمر سواهما لذا قررت أن تتحمل حزنها وتقوي قلبها قليلٕا بعدما أخرجت فاروق من تفكيرها تمامًا مقررة أن تتركه يفعل ما يريد هي فقط تسعى لأجل ابنائها اللذان سيحملان نتيجة اختيارها الخاطئ لزوجها ستعيش فقط لأجلهما. تمتمت ترد على حديث جواد بهدوء بعدما مسحت دموعها :- خلاص يا حبيبي متقلقش المهم روح أنت عشان مراتك عشان تعبانة هي كمان وأنا هرتاح شوية. لم يضغط عليها بل جلس متحدث معها في عدة أمور محاولًا أن يجعلها تخرج من حالتها السيئة وحزنها ثم سار في النهاية متوجه نحو غرفته وهي ظلت جالسة كما هي تفكر في حالها وماذا ستفعل؟! تفكر بذهن مشتت شارد ولازالت لم تقرر مصيرها.. ولج جواد غرفته بعقل قلق على والدته عالمًا أن ما حدث تلك المرة أمر هام ليس مثلما قالت مقررًا أن يعلم ما حدث ويساعدها لكن الآن عليه أن يستكمل حديثه الهام مع رنيم ليعلم منها الحقيقة كاملة. تفاجأ بها نائمة منكمشة على ذاتها غير شاعرة بأي شئ مما يحدث حولها لم يمنع ذاته من ضمها داخل أحضانه بحنان عاشق يضمها بضراوة غير قادر على ابتعادها عنه هو يعشقها حقًا عشقها كالدماء الذي يسير داخل عروقه لن يستطع العيش من دونه، التقط شفتيها بحرارة عاشق أشعلت نيران الهوى قلبه وجعلته غير قادر عن الابتعاد عنها، فكلما ابتعد كلما ازداد لهيبها ولوعتها في قلبه تجعله يهواها حتى وصل لأقوي مراحل العشق لها، نسى جميع مشاعره وجميع أفكاره لم يستطع أن يرى سواها الآن وهي داخل أحضانه وبين يديه كما تمنى عقله منذُ أن وقع عينيه عليها ورآها قلبه أولًا.. ❈-❈-❈ في منتصف الليل.. ترجل جواد من سيارته المتوقفة أمام منزل عمه رحمه الله محاولًا الوصول من خلال ذلك المكان إلى الحقيقة بعد تفكير طويل مقررًا البحث جيدًا لعله يصل لشئ يجعله يعلم الأمر وما كان يحدث معها وهل هي بريئة كما بخبره عقله أم يصدق عقله الذي أمامه بعض الأدلة الدالة على أنها الفاعلة الحقيقية لتلك الجريمة التي حدثت لابن عمه.. ظل يبحث في المنزل بمهارة ودقة مشددة توجه نحو غرفتها معه لعله يصل من خلالها لشئ لكن باءت جميع محاولاته بالفشل بعدما وجد الغرفة لم تنفعه في شئ لم يجد بها شئ وكأن هناك مَن قام بالتخلص من كل ما بها.. تنهد بيأس وضيق شديد بعدما شعر بفشله في تحقيق تلك الفكرة التي آتت في عقله ولم يستطع أن ينتظر الصباح لتنفيذها والتأكد من براءتها، حاول أن يفكر قليلًا مقررًا أن يفعل محاولة أخرى لعلها تنجح توجه نحو غرفة المكتب الخاصة بعصام ابن عمه وبدأ يبحث به بدقة شديدة لكنه تفاجأ بوجود هاتف عصام وحاسوبه لا يعلم كيف وصلوا إلى هُنا لكنه قرر أن يفتحهما مسرعًا وتفاجأ مما رآه، وقف يشاهد كل ذلك بأعين متسعة بعدم تصديق محركًا رأسه نافيًا بصدمة.. الفصل الثالث والعشرون من هنا |
رواية لهيب الروح الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم هدير دودو
تعليقات