رواية وبك القلب يحيا الفصل الاول بقلم زوزو مصطفى
تقف ضحي في نافذة غرفتها تنتظر شخصاً عزيزاً علي قلبها عندما تراه كأنها ملكة الدنيا وما عليها ولكن اليوم تأخر عن موعد عودته من العمل لذلك فـ هي قلقه عليه للغاية لأنه يأتي يومياً قبل هذا الموعد بـ ساعة تقريباً علي الأقل
فنظرت إلي السماء تدعي ربها في صمت حتي يطمئنها عليه
كل هذا ونسيت ضحي صديقتها سناء التي تجلس معها بالغرفه
فاقت ضحي من شرودها عند سماع صوت سناء وهي تتحدث إليها قائله....ضحي يااا ضحي،إنتِ يا بنتي ردي عليا بقي لي ساعه بكلمك مش معبراني، امشي يعني؟
باين كده مش حبه تقعدي معايا
لا اخس عليكي اخس، ماكنش العشم يا صاحبتي
توجهت ضحي لمكان جلوسها متحدثه بتيها....كنتي بتقولي إيه ياسناء؟
حقك عليا سرحت شويه
نظرة سناء لها نظره مرعبه، اما ضحي فتصنعت الخوف منها فأردفت بتساؤل.... هتاكلني ولا إيه؟
مكمله بأستعطاف... ده أنا دودي حبيبتك
هتفت سناء بلوم وعتاب...
إنتِ بتقوليلي سناء كده عادي،،
فين سنسن ياست دودى
لااااا كده فعلاً دماغك مش مظبوطه ومشغولة علي الآخر
وده بس اللي هيخلني اسامحك علي الغلطه الفظيعه ديه
ابتسمت ضحي وتساءلت مرة اخري بإهتمام... لا بجد كنتي بتكلمني علي إيه؟
اجابت سناء بأختصار.... أبداً ياروحي،، البنات علي الجروب بيسألوني عليكي بيقولولي فين ضحي ديه كانت لسه اونلاين راحت فين؟
فأكملت مفسره.... هما عارفين إني قعده معاكي دلوقت
استغربت ضحي من تساؤلهن عليها.... ليه في حاجه!
وضحت لها سناء قائله..... اصلهم عاملين حفله علي الجروب عشان كوكي صاحبتنا اتخطبت امبارح،
ماتفتحي نهيص معاهم شويه
اتجهت ضحي للنافذه مرة اخري تطل منه إلي الخارج بوجه قلق كثيراً مخبره صديقتها قائله...معلش يا سنسن مش هكون مركزه معاكم، فبلاش أحسن،،
مواصله حديثها....عموما أنا هتصل عليها بكره فون ابارك لها
قامت سناء من جلستها تاركه هاتفها فوق المكتب الخشبي المتواجد بالغرفه وتوجهت لوقوف ضحي وقائله....
بردو وافقه مستنيه يحيي زي كل يوم، طب وبعدين يا دودي مش كفاية كده تعلقي نفسك بحاجه صعب تتحقق، بلاش حبيبتي كده هتتعب أنا خايفه عليكي
هو خاطب ومش حاسس بيكي، عيشي حياتك بقي، بلاش تفكري فيه، ما تزعليش من كلامي أنا بقول كده عشان بحبك، إنتِ مش بس صاحبتي أنتي أختي كمان،
ده لدرجه لما حد بيشوفنا مع بعض بيفتكرنا تؤام
عندما ذكرت سناء كلمة تؤام،
لامت حالها علي ما تفوهت به دون أن تنطق
نظرت إلي ضحي ورأت الدموع
داخل عينياها فإحتضنتها قائله.... حقك عليا ما كنش قصدي افكرك
بـ رضوي الله يرحمها
ادخلت ضحي حالها أكثر في حضن سناء وهي تتحدث بحزن والم....
أنا ما بنسهاش عشان افتكرها،
هي ماتت من أربع سنين وكأنها ماتت امبارح
اخرجتها سناء من حضنها لتخفف لها دموعها فاردفت هي تربت علي ظهرها حنو.... حبيبتي ده أمر الله والموت علينا حق، الله يرحمها ويغفرلها، ثم اضافة بـوجه مبتسم
لتُغير حالة صديقتها حتي تسحبها من ذكرياتها المؤلمه....وبعدين يعني أنا مش اختك ولا إيه يا ست ضحي ؟
طب ما أنا بردو لوحدي اخواتي متجوزين وكل واحد في بيته اصلاً وبعدين احنا طول اليوم مع بعض حتي ماما وبابا بشوفهم بالصدفه
ابتسمت ضحي عما تردفه سناء
فاكملت الاخري حديثها....ايوا كده اضحك يا قمر ده احنا مالناش إلا بعضينا يا عمـــــــــري...
ضحكا اثنتيهما وكأن لم يكن شيئاً
واصلت سناء باقي الحديث لتخرج ضحي نهائياً من ذلك الحزن....
بقول لك إيه يا دودي ما تيجي نشغل الأغنيه اللي بتحبيها وبتفكرك بـ يحيي القلب فغمزت بعينها
سعدت ضحي بما تفوهت به سناء
فـ يحيي بالفعل ساكن وجدانها فحينما يذكر إسمه أو أي وصف له يتبدل حالها إلي الأفضل ويتراقص قلبها من السعادة
ما هذا الحب الذي يسعد قلب المحب لمجرد سماع أسم محبوبه
كان هذا تساؤل يدور بذهن سناء
فـ هي لم تحب من قبل ولم تعرف ماهو اعراضه ولاحتي كيف يتعيشون معه ولكنها احبت الحب بسبب صديقتها ضحي
فدعت الله أن يرزقها بإنسان
يحبها وتحبه من كل قلبها
ثم نظرت إلي ضحي الذي أنار
وجهها فأمسكت الهاتف من علي سطح المكتب وفتحتهُ علي موقع اليوتيوب وبحثت علي الأغنيه التي تعشقها ضحي وتفكرها دائما بـ يحياها جارها الغالي وحبيبها الوحيد
بدأ صوت الأغنيه يصعد من الهاتف عندما اسمعت إليه ضحي فارسمت الابتسامه داخل قلبها قبل شفتاها ثم تغنت مع المطربه بكل حب...
من حبي فيك ياجاري، يا جاري من زمان اخبي الشوق واداري ليعرفوا الجيران ـــــــ
ظل كلاهما يتغنان ويتمليان مع الغنوه ويضحكان من قلوبهما
وأثناء إستماعهما للغنوه
كانت ضحي معطيه ظهرها للنافذه
وتقف سناء امامها التي بوقفتها تلك تكشف مدخل الحي لذلك تري اي شخص يدلف إليه أو يخرج منه
وفي هذه اللحظه رأت سناء، يحيي يدلف الحي وقبل أن تُخبر صديقتها أنه قد أتي فقد اخبارها قلبها بدقاته التي تعلو وترتهُ عندما يحس بتواجد ذلك الذي يسكن قلبها فهو لا يفعل هذا إلا له وحده لا أحد غيره
تفوهت سناء بتساؤل... دودى تعرفي مين جــ ،، لم تكمل سناء الكلمة فحدثتها ضحي سريعاً... يحيي
تفاجأت سناء من اجابة صديقتها متحدثه بذهول.... وإنتِ عرفتي ازاي؟!
وضعت ضحي يديها علي قلبها
وهي مبتسمة بسعاده...
ده اللي بيعرفني ويقولي ويطمني
عليه مش بقول لك دايما ده يحيي القلب
سعدت سناء لسعادة صديقتها ودعت الله من قلبها وهي تنظر عالياً بعيناها أن يكن يحيي من نصيب ضحي كيف ومتي لا تعرف ولكنها دعت الله، والله عليه الاستجابة وتحقيق حلمها
فـ الله عز وجل قال في كتابه العزيز قال﷽
(وقال ربكم ادعوني أَستَجِب لَكُم)
صدق الله العظيم
التفت ضحي إلي النافذه ناظره منها فرأت يحيي يدلف الحي سيراً علي الأقدام ويتحدث بهاتفه
فـ هو يصف سيارته في الجراچ التابع لحي الغمري حتى لا يزعج أحد أصحاب المحلات بالمنطقه
فمن صفات يحيي عدم اذاء
الغير وبالاخص الجار
كان وجه يحيي وهو يتحدث بالهاتف يظهر عليه الضيق يستمع تاره ويجيب تاره وحين يتحدث يغضب
كل هذا يحدث تحت انظار ضحي وسناء فهما واقفان بجانب نافذة الغرفه ومتابعان كل حركه تصدر منه
تحدثت ضحي بغضب شديد....
أكيد بيتكلم مع الست غادة
هي في غيرها اللي تحرق الدم اااخ لو بإيدي لاجيبها من شعرها،
كله إلا يحيي،،بس اللي اقدر اعمله إني ادعي عليها الزفته ديه
كانت تستمع سناء اليها بوجه مبتسمه فحدثت حالها قائله إلي هذا الحد تحبيه يا ضحي
ثم نظرة إلي السماء لتكرر نفس الدعاء لصديقتها
عند يحيي الذي يتحدث بغضب فبالفعل الطرف الاخري الذي يهاتفه خطبتهُ غادة مثلما ظنت ضحي،
فأردف يحيي اليها قائلا... يعني إيه هتنزلي لوحدك؟
هذا ما تفوه به وبعد ذلك استمع لاجابة غادة قائله....
يايحيي مين قال لك بس هخرج لوحدي، ريم أختي هتكون معايا
هتف يحيي قائلاً... بس ده مش إتفاقنا أنا قولت لك هنزل معاكي وأنتي بتشتري الفستان اللي هتحضري بيه فرح أمل أختي حصل ولا لا؟
صمتت غادة ولم تجيب
غضب يحيي لعدم اجابتها عليه
فعاد كلماته الاخيره بصياح عالي
قائلا.... حصل ولا لا
هتفت غادة وهي منزعجه من اسلوبه هذا و من طريقة حديثه معها...حصل بس الموضوع
مش مستاهل تتكلم بزعيق كده
ده فستان اللي هشتريه وخلاص
هو أنا أول مره انزل اشتري لوحدي
وبعدين أنت مش فاضي مابين شغلك وتحضيرات فرح أمل
فـ أنا حبيت اخف عنك مشوار
ممكن اعمله لوحدي،،
هذا كان اجابة غادة علي سؤال يحيي
لكن في الحقيقه هي لاترغب
بذهاب يحيي معها حتي لا يجبرها علي اختياره هو للفستان
فـ هي لاتحب تلك التحكمات لأن شخصيتها لاتقبل بذلك
وهذا ما احس به يحيي من افعالها معاه منذ اربطهما من ثلاث اشهر
فـ يحيي شخصيه صبوره للغايه لذلك لا يحب أن يحكم عليها من أول موقف يحدث بينهما ويبدأ هو بالانفصال حتي لا يكن إنسان ظالم...فحدث ذاته
سأصبر عليكي يا غادة لـ اعرف
مايدور بداخلك لحين يأتي الله
بالخير،،، تنهد بداخله ثم صمت قليلاً
تحدثت غادة بتساؤل... مابتردش عليا ليه يايحيي،مكمله حديثها... بلاش التجاهل ده أنت عارف الأسلوب ده ما بحبهوش
هتف يحيي بهدوء حدا ما...
والمطلوب بعد كلامك اقول إيه حضرتك، آسف مثلاً مش هكررها تاني
بصي ياغادة ده اسلوبي وديه حياتي وأظن احنا عدينا فترة خطوبه كويسه وأكيد عرفتي طبعي والمفروض تمشي عليه ده لو عاوزنا نكمل مع بعض، عموما فكري وقراري وردي عليا،
فواصل حديثه بتهكم لينهي حديثهما....
اه بالمناسبه انزلي اشتري الفستان لوحدك،لاني مش فاضي، ورايا مشاغل كتير
استغربت غادة من حديثه لأنه من وجهة نظرها الموقف لايستحق كل هذا
همت لتجيب عليه ولكن يحيي قد اغلق الهاتف دون أن يستمع لردها عليه