رواية ربع دستة ظباط الفصل التاسع عشر19 بقلم اسماء جمال


 

 رواية ربع دستة ظباط الفصل التاسع عشر بقلم اسماء جمال

مالك زعّق ع الموبايل : انتى فين انطقى ؟ انا روحت البيت ملقتكوش لا انتى و لا العيال !

حلم لسه مردتش بس عينيها بتلف ف حركات سريعه بين الموبايل ف إيدها و العربيه اللى شافت مالك بيدوّرها قدامها تمشى و مش عارفه تنطق ..

حطت إيدها بالموبايل على صدرها بوجع و قبل ما تنطق شافت العربيه قدامها بتبعد عنها ف نفس اللحظه سمعت من وراها عربيه بتحك ف الارض و بتقف و مالك نازل منها !

حلم عينيها اللى راحت عليه فضلت تلف حواليه و حواليها بزوغان !

مالك زعق : انتى سايبه الولاد لوحدهم ليه ف العربيه ؟ و بتعملى ايه هنا و سيباهم ؟

حلم رجعت بصت قدامها للعربيه اللى مكنتش لسه إختفت و فيها مالك و ميرنا و لفّت وشها بصت وراها للعربيه اللى نزل منها مالك !

 الموبايل وقع من إيدها بتوهه و هى إتخطته و راحت ناحية مالك قدامها بصتله قوى و لفّت وشها للموبايل اللى وقع وراها !

عينيها بتغمض و تفتّح و الصوره قدامها بتبيّض و تسود و تقرّب و تبعد و تظهر و تختفى و فجأه نزلت ببطئ مميت بجسمها ع الارض و هى بتنسحب لدنيا ضلمه مفهاش وعى و لا حركه ..

حركة مالك السريعه ناحيتها و شدته لها بحده قدرت تفوّقها شويه و زعيقه : انتى كنتى فين ؟

حلم بصوت مهزوز : كنت ف المستشفى ، كنت تعبانه و

مالك إتنرفز بهجوم : كنتى ف الزفت ايه اللى جابك هنا ؟

يونس راح عليهم وقف بينهم : مالك براحه الناس بتتلم ، مش كده

حلم لسه بتهته ترد مالك شدها بحده و راح ع العربيه : و سايبه العيال ف العربيه لوحدهم ؟

حلم وقفت ف نص خطواتهم : انت عرفت ازاى إنى هنا ؟ انا كلمتك و انا نازله مردتش

مالك شدها حدفها ع العربيه : العربيه بتاعتك يا هانم إتخبطت ع الطريق و انتى راكناها كده ، و الناس إتزفّتت إتلمت ع العيال اللى جواها اللى لولا الخبطه بسيطه كان زمانها راحوا بسبب اهمالك

حلم عينيها راحت على ولادها و غصب عنها دموعها نزلت .. هى فعلا كان ممكن تخسرهم بسهوله كده !!

مالك زعّق : الحراسه اللى سايبها لحضرتك كلمونى اما معرفوش يوصلولك و يدوب جيت لقيت حضرتك سيباهم و دايره تتزفتى جوه

حلم لفت وشها ورا بتوهان و رجعة بصتله : انا .. انا شوف .. شوفتك جوه ، انت كنت جوه معاها ، و انا

مالك بصّلها بإستغراب على كلامها و اللهجه التهتهه اللى بتتكلم بيها و حالتها كلها : فى ايه و جوه فين ؟ انتى اتهبلتى و لا ايه ؟

حلم بصت ليونس بلغبطه : انت مكنتش معاه جوه ؟ لالا ، انت ...

يونس رد بإستغراب : احنا لسه جايين و مالك راح ع العربيه و قالى اشوفك فوق و لسه هاطلع شوفتك ع الباب و قبل ما اروحلك مالك سبقنى

حلم بصت ع العربيه لقتها مطبقه من الجنب و مخبوطه ! بصت حواليها للناس بإنكسار و مسكت دماغها بدوران و كل حاجه حواليها عمال تلف بحركه دائريه سريعه و الحاجات حواليها عماله تتشال و تتحط و تبعد و تقّرب و تكبر و تصغر ف عينيها و هى بين كل ده بتغمض اوى بسرعه و تفتّح بنفس السرعه و هى جسمها بيرخى !

مالك قرّب منها بسرعه مسكها و هى حاولت تتبت ف إيده بإيدها اللى بتترعش : متسبنيش

مالك لقفها بجسمها كله على صدره و هى بتتحدف لتحت نزل بيها ع الارض ..

اتلم حواليهم كذا حد و الحراسه قرّبت منهم مالك شاور لحد فيهم : مايه

شالها و يونس فتحله العربيه دخل بيها حطها ع الكنبه و فضل يخبط على وشها تفوق ..

يونس ناوله مايه و رش عليها بس هى مش بتفوق ، او بتفوق و ثوانى و يغمى عليها..

مالك شاورله : اطلع يا يونس

يونس : متقلقش ، هى اكيد كويسه ، هى بتقولك تعبانه و كنت ف المستشفى و يمكن ده اللى خلاها اغمى عليها ، ممكن لسه تعبانه

مالك بقلق بيغيب و يخبط على وشها : اطلع ع المستشفى يا يونس ، لازم اتطمن عليها

يونس : متقلقش طيب

مالك بتلقائيه ضمّها عليه خدها جوه حضنه و هى من بين اغمائها راسها جات على صدره حست بدقات قلبه كإنه بتخبط راسها من عنفها ف إبتسمت من تغميضة عينيها و مش عارفه ده بجد و لا حلم و لا احساس إترسملها !


مراد صحى الصبح على دوشه ف البيت و صوت ضحك بيرن حواليه ..

إبتسم اوى و قبل ما يقوم سمع صوت خبط زى الطبل ع الباب و ضحك ..

مارد فتح و دخّل راسه : تستر نفسك و لا انت ربنا ساترك اصلا ؟

مراد ضحك اوى و شاورله دخل و غرام وراه : حبيبى

مراد حضنه جامد و طوّل اوى و الاتنين سكتوا ..

همسه إتحركت بنوم لحد ما فتّحت و حدفته بمخده من جنبها : راس كرنبه انا ؟

مارد رفع وشه من حضنه و هو بيدخل جنبه و شال شعرها حدفه على وشها : انا اقدر ؟ ده انتى راس الكرنبه و ورقها ، ازيك يا كرنبه

غرام لفّت من الناحيه التانيه جنبهم بضحك : وحشتينى يا سوووسو

قعدوا كتير و الاخر انسحبوا على برا ..

غرام دخلت اوضتهم و مارد شاورله : هنغيّر و ننزل نفطر سوا

دخل اوضتهم لقى غرام ف الحمام .. فضلت كتير لحد ما إستغيبها ف قام خبّط عليها : غرام السرير جوه مش برا على فكره

غرام ردت بصوت متغير : حاضر

مارد بعد ما مشى رجع : غرام فى حاجه ؟

غرام إتعصبت : خلصنا بقا قولت حاضر

مارد رفع حاجبه بإستغراب و وقف و سند ع الحيطه لحد ما طلعت ..

اول ما شافها لسه هيهزر سكت اما شاف عينيها مدمعه بتحاول تداريها : فى حاجه و لا ايه ؟

غرام هترد صوتها إتخنق ف وقفت بالكلام : اصل انا

مارد راح عليها اخدها ف حضنه و إتحرك ع الاوضه : تعالى بس ، فى ايه ؟ احنا راجعين كويسين ، انتى تعبتى و لا ايه ؟


غرام هزت راسها بطفوله و هو مسك وشها رفعه ف وشه : طب فى ايه طيب ؟ حد زعّلك ؟

غرام بصوت مخنوق : مفيش ، بس كان عندى امل الشهر ده اكون حامل ، كان نفسى اوى ، و اما تعبت ف اسكندريه و دوخت و ترجيع و كده قولت ده حمل و إتعشمت ، بس دلوقت

مارد فضل باصصلها شويه بيسمعها بهدوء تكمل و هى سكتت لحد ما فهم ف ضحك : حرام عليكى يا شيخه وقّعتى قلبى ، بقا ده اللى مزعّلك كده و معيّطك يا هابله ؟

غرام دمعت : و دى حاجه هابله يا مراد ؟ ده انا نفسى اوى يبقى عندى عيل ف مابالك اما يبقى حته منك بقا ؟

مارد باس راسها : اوعى تعيطى كده تانى ،انتى عبيطه و لا ايه ؟ ده عيل ايه ده اللى يعيّطك قبل ما يجى ؟

غرام كشرت : إبنك

مارد رفع حاجبه : لا ده ابن كلب

غرام ضحكتها طلعت اوى مع الدمعه اللى طلعت ف ورّدوت وشها ..

مارد باس راسها : شيلى الموضوع بس من دماغك و متخلهوش يشغلك كده يا هابله ، احنا لسه شهر جواز

غرام : ده حلمى يا مراد من زمان ، عارف ده زى حلمى فيك بالظبط ، زى ما معرفتش اتنازل عن حلمى فيك مش هعرف اتنازل عنه

مارد شدها عليها بغزل : طب تعالى بقا اما اشووف

غرام جريت بضحك : ايييه ؟ هتشوف ايه انت ؟

مارد غمزلها : هشوف ابن الكلب اللى مزعّل أمه ده

غرام ضحكت اوى و كشرت على طول : انت مفهمتش انا قولت ايه ؟ يا مراد انا

مارد ضحك و هو بيشدها عليه و لفّها هى للحيطه و قرّب منها : لاء مانا هصالحك بردوا بس بطريقتى بقا


مالك اخد حلم و راح بيها ع المستشفى اللى هى كانت لسه فيها من شويه بعد ما سأل الحراسه .. شالها و دخل و أخدوها منه للطوارئ إبتدوا يفوّقوها و علقولها محاليل لحد ما فاقت ..

حلم بتفتح عيونها لقت مالك قاعد على حرف السرير قصادها ف حاولت تفتّح اسرع بصوت ملغبط : م.. مالك ، انت كويس ؟

مالك رفع حاجبه : انا اللى كويس ؟

حلم سندت بكفوفها ع السرير لحد ما قعدت و إتلفتت حواليها ع الغرفه ..

مالك بقلق : انا جيبتك للمستشفى اما اغمى عليكى و انا مش فاهم حاجه و لا عارف افوّقك حتى ، بقيتى احسن ؟


حلم هزت راسها و إبتسمت و هى بتمسك إيده : طول ما انت معايا كويسه

مالك إنسحب وقف و هى تبتت على إيده اكتر ..

مالك : هروح اشوف الدكتور لو فوقتى نمشى ، و لا حاسه إنك محتاجه تفضلى

حلم بسرعه : لالا إتطمن انا كويسه و

مالك رد ببرود بعد ما شافها بترجع لطبيعتها : لاء انا قلقى على ولادى ، مينفعش تفضلى معاهم و انتى كده ، مش هتعرفى تاخدى بالك منهم

حلم إتنهدت بإحباط و هو راح ع الباب يخرج : قولتلك خدى بالك منهم ، بلاش تضيّعيهم هما كمان ، بس انتى اللى مصممه


حلم إتلجّمت على كلامه و قبل ما ترد سابها و رزع الباب و خرج ..

حلم مسكت دماغها بإرهاق و لغبطه .. مش عارفه تستوعب اللى هى فى.. الدكتوره قالتلها احساسك اللى بيرسملك كل ده من كتر ما بتتخيليه و كتر المهدئات بتساعده ..

معقوله من كتر ما بتتخيل او مثلا شافت ميرنا بتكلمه كذا مره تحس بكل ده !!

فاقت على مالك اللى داخل بالدكتور اللى شافها و إتطمن و طمنهم : هى كويسه و فاقت ، ممكن تخرج عادى

مالك حاول يدارى قلقه : هى مالها بالظبط ؟

الدكتور : هى كانت مغمى عليها ، عملنالها كشف سريع بس طلع تمام ، ف ممكن مجرد ارهاق او سهر و قلة نوم بما إنكم شكلكم معاكم بيبيهات صغيره و اكيد خارجه من ولاده و رضاعه و شكلها ضعيف ف اكيد كل ده فوق بعضه ضعفوها مش اكتر

مالك هز راسه و شاورلها و هى قامت تظبط نفسها و هو خرج ع الباب مع الدكتور لحد ما خلصت و خرجتله ..

حلم بترقب : فين الولاد ؟

مالك قصد ميردش و شاورلها و مشى قدامها ..

حلم سرّعت وراه لحد ما لحقته ف وقفت قدامه : ولادى فين يا مالك ؟ حلم و ياسين فين ؟

مالك بهدوء : ف العربيه مع يونس خليته يستنانا معاهم لحد ما نخلص

حلم حطت إيديها على صدرها و اخدت نَفس بصوت عالى و مالك بصّلها بتريقه و إتحرك يمشى و هى وراه وقف على واحده جايه عليهم و من هيئتها دكتوره ..

إبتسمت لحلم اللى بتبصلها بتوتر و تبص على مالك و تبصلها ..

مالك شاف نظراتهم و إتجاهلها لحد ما الدكتوره وصلت عندهم و وقفت ف طريقهم و إبتسمت : ايه خير ؟ فى ايه ؟ حمد الله ع السلامه ، قالولى إنك هنا و كنت طالعه اشوفك

حلم بصتلها بإرتباك و الدكتوره إتجاهلت نظراتها و بصت لمالك : حضرتك اكيد ابو حلم و ياسين صح ؟

مالك هز راسه بهدوء و هى وجّهت كلامها له : انا دكتوره منال ، دكتورة حلم اللى متابعه معاها من فتره

مالك بلامباله : اهلا و سهلا ، معلش بعد اذنك ( بص لحلم ) اما تخلصى انزليلى

الدكتوره وقّفته بكلامها : لحظه يا مالك

مالك إتريق : ماشاء الله كمان تعرفى اسمى ؟ خير

الدكتوره إبتسمت : انا تقريبا اعرف كل حاجه عنك و عنها ، انا بقولك انا الدكتوره بتاعتها

مالك ضحك بتريقه : تعرفى كل حاجه عنى ااه ، طب ياريت تبقى تعرّفيها عشان هى غالبا متعرفش

الدكتوره نقلت عينيها بينه و بين حلم اللى بتفرك إيديها ف بعض : ممكن نتكلم مع بعض شويه اذا سمحت ؟

مالك إتحرك يمشى : معلش مستعجل

الدكتوره مسكت دراعه بسرعه : مش هاخد من وقتك اكتر من عشر دقايق و لو محبتش ممكن نقفل الزياره و تنسحب


مالك مبصش لإيدها اللى مسكته اد ما بص لعيون حلم اللى شاف فيهم رجاء غريب او لهفه !

مالك بص للدكتوره و نفخ بضيق و هى حاولت تبسّطهاله : زى ما قولتلك مش اكتر من دقايق

مالك إنسحب بهدوء راح ع الاسانصير و شاورلها و هى إبتسمت لحلم و إتكت على عينيها تطمنها ..

نزلوا و هى شاورتلهم ع المكتب دخلوا و قعدوا ..

الدكتوره ع الباب بعد ما كانت هتدخل سكتت ثوانى و إنسحبت بغموض : دقيقه هديهم خبر إنى هنا عشان كنت طالعه الطوارئ و راجعه

مالك إتنفس نَفس عنيف خلى حلم إتهزت فجأه و حط رجل على رجل و بيهز الاتنين بحركه عنيفه ..

الدكتوره خرجت و سابتهم و وقفت برا شويه ، مالك جوه بيتلفت حواليه بعشوائيه مره و بتريقه مره و بيبص على اى حاجه الا حلم اللى قدامه بتتوتر بقلق ، لحد ما إبتدى يجيب اخر صبره و وقف : انا مش فاضى للهبل ده ، انا عارف احنا هنا و هى خرجت ليه

حلم وقفت بسرعه : هى ممكن حاجه اخّرتها تحت و

مالك إتريق بحده : انا مش اهبل و اعتقد و لا هى كمان ، دى شغلتها اللى بتاخد عليها فلوس تاكل منها عيش ، هى سيبانا و عارفه هى بتعمل ايه ، مش هى كمان ، واضح إنك الهبله الوحيده


قام يفتح الباب يخرج ف نفس اللحظه اللى الدكتوره كانت بتفتح تدخل ف ضحك بتريقه و بص لحلم : مش بقولك


الدكتوره قفلت الباب بهدوء و دخلت : اتفضل يا سيادة المقدم

مالك كتم غضبه بالعافيه و راح ع الباب حلم نزلت برجليها ع الكرسى عيطت ..

مالك زق الباب بعنف و لف وشه لها بإندفاع : ما تبطلى بقا طريقتك دى ، عشان لو فاكره هتجيبينى بيها تبقى بتحلمى


الدكتوره بهدوء : طيب ممكن الاول تقعد

مالك حط إيده دماغه حرّكها حركات عنيفه و هى شاورتله لحد ما قعد بخنقه ..

الدكتوره حست إنها اخدت خطوه و لو صغيره : اولا زى ما عرّفتك بنفسى انا دكتوره منال ، طبعا اكيد فهمت او عرفت من هنا إنى دكتوره نفسيه

مالك هز راسه بإستفزاز مع حركات وشه ..

الدكتوره : انا متابعه مع حلم من بعد الحادثه ع طول ، تقدر تقول من يومها تقريبا

مالك هز راسه بنفس الطريقه : و بعدين ؟

الدكتوره : حلم حكتلى كل حاجه ، كل حاجه حصلت معاك سواء قبلها او معاها او حتى بعدها ف الفتره اللى بعد الحادثه ، كمان عن نفسها هى كمان و بردوا قبلك و بعدك و معاك

مالك : و بعدين ؟

الدكتوره : بعدين دى عندك انت

مالك صوته عِلى : نعمم ؟ انتى جايه مستنيه منى

الدكتوره قاطعته : انا مش مستنيه منك حاجه ، خاالص ، و لا حتى إنك تتكلم على فكره و ده لإنى من كلام حلم عنك إستنتجت إنك مُبهم شويه و الخطوه دى صعب تيجى بالسرعه دى و ف الاول كده

مالك وقف بعصبيه : لا اول و لا اخر ، البوقين اللى عندك اعتقد حدفتيهم ، ممكن نمشى ؟

الدكتوره : ممكن اعرف انت متعصّب دلوقت ليه ؟ انا لا اجبرتك تتكلم و لا حتى طلبت منك حاجه ف ليه العصبيه دى ؟ و لا انت خايف تعرف تاخد خطوه !!

مالك ضحك بصوت عالى ضحكه غريبه بانت تريقه بس طلعت مهزوزه : خايف ؟ مممم ، طب تمام

الدكتوره : اللى بينك و بينها ده حاجز و سور ايا كان مين فيكم اللى حطّه و هى اما جاتلى جات عشان اساعدها تهده و توصلك و تقربلك من تانى ، الدور عليك انت بقا ، هى موقفها محدد و معروف ، لكن انت واقف ف النص لا بعدت و لا قربت و واضح انك مش عارف او خايف تقرب من تانى تختلفوا و عصبيتك دى بتأكد ده إنك خايف من خلالى تعرف تاخد الخطوه دى

مالك إتنرفز : و انتى مالك ؟

الدكتوره : طيب بلاش نتكلم ف ده حاليا مش عايزه اعرف خطوتك الجايه

مالك كعمش وشه ببرود : بلاش تتكلم ، بلاش اعرف خطوتك الجايه ، يبقى اعتقد بلاش من القاعده كلها على بعضها ، حلتيها اهو معتش لها لازمه

الدكتوره وقفته بالكلام : ع الاقل عشانها ، مش هى اللى محتجالك ، انا اللى محتاجالك ف علاجها

مالك لف وشه ببرود بص على حلم الاول و رجع بص للدكتوره بتريقه : لا للاسف و الله مش بإيدى ، كان نفسى و الله اطلع دكتور بس التنسيق مجابنيش

الدكتوره بهدوء : بغض النظر عن إنك بتتريق ، بس هو لازم تبقى دكتور عشان تبقى جنب مراتك او تساعدها تتخطى ازمه هى فيها ؟

مالك نفخ و حط دماغه بين إيديه و رفعها لفوق : يا الله ، انتى عايزه ايه دلوقت ؟ ايه المطلوب منى حاليا عايز امشى


الدكتوره بصت على حلم و قصدت تخليه يبص هو كمان : حلم تعبانه

مالك بتريقه : و الله ؟ لا الف سلامه

الدكتوره : من غير تريقه ، هى تعبانه و اوى كمان و حالتها بالشكل ده مش مطمئنه و ممكن توصل لمرحله انت اللى هتجيلى بنفسك ندوّر على اى حل و ساعتها مش هنلاقى ، ف ارجوك اقعد خلينا نتكلم ، نتقابل ف نقطه ، اللى ممكن نحله دلوقت بإيدينا قدام شويه مش هنعرف نحله بسنانا


مالك قعد بزهق : نعمم ؟ اتفضلى

الدكتوره قامت من ع المكتب و جابت كرسى و حطيته وسطهم بعيد و قعدت : صدقنى بعيدا عن اللى حصل و بيحصل و هيحصل بس هى حقيقى ف مرحله مش هتعدى الا بمساعدتك ، ف ارجوك ساعدنى نتخطاها و بعد كده اعمل اللى انت عايزُه اهو ع الاقل تكون اخدت وقتك و عرفت تفكر و تقرر

مالك نفخ و الدكتوره كملت : انا زى ما قولتلها انت زى ما جزء من تعبها بردوا جزء من علاجها و هى تعبها مش بس ف نفسيتها ، هى اعصابها بايظه بشكل ابتدى نفسى و حاليا بيقلب بجسمى و للاسف بيتطور بشكل غريب انا نفسى مش فاهماه

مالك : مممم

الدكتوره شافت حلم جسمها مش ثابت ف شاورتله : امسك إيديها

مالك رفع حاجبه : نعمم ؟

الدكتوره : هثبتلك اللى بقولك ،انت مش مقتنع بأهمية وجودك ف علاجها ، ف ارجوك طاوعنى للاخر ، امسك إيديها


مالك سكت و هى عادت طلبها : امسك إيديها ، متقلقش هى دقيقه مش اكتر

مالك مد إيده بتوتر و حلم مرفعتش حتى وشها و إيديها مشبكاهم ف بعض على رجلها ..

مالك من منظرها و هيئتها قدامه معرفش يعترض او حركاته اللى طلعت منه تلقائيه ، مد إيد واحد مسك إيدها بس بتلقائيه او سرعه مد التانيه مسك إيدها التانيه و ثبّت الاتنين ف إيديه ..

الدكتوره متابعاهم بهدوء ، حلم جسمها بيتهز بحركات عنيفه بتسرّع و تبطّئ و تزيد و تقل ..

مالك وشه لان شويه و ملامحه راقت و من غير ما يحس إتكى على إيديها اللى من هزتها بتهز إيديه كمان معاها ، حاولت تمسك إيده بس معرفتش و كل ما بتحاول هزة إيديها بتزيد ..

فضل اكتر من دقايق و الصمت حاكم الموقف و محدش بينطق ، مالك عايز ينسحب مش عارف او حاسس إنه محتاج اراده مع ان انسحابه بسيط و سهل يفك الموقف ..

حلم شويه شويه اعصابها بين إيديه بتلين و حركتها بتقل لحد ما ثبتت ، و بمجرد ما ثبتت حرّكت اصابعها بين اصابعه مسكت إيديه اووى و غصب عنها عيطت ..


الدكتوره شاورتله بهدوء : خلاص كده ، ممكن تسيبها

مالك معرفش مسمعهاش او هو اصلا مش سامع حاجه حواليه ..

الدكتور بصت ف عينيه شافتهم متعلقين بحلم اللى مغمضه عينيها و شافت فيهم عتاب غريب بين اتنين عشاق إتخانقوا على مين يحضن التانى اكتر او مين بيحب التانى اكتر ، مش اتنين إتخانقوا على قتل !!

مالك عيونه اللى دمّعت اجبرته يسيب إيديها و ف حركه خفيه مسح جفنه ..

الدكتوره بصتله بهدوء : عرفت

مالك حاول يرجع لبروده بس مين يقدر يحوّل الجمر اللى كان من لحظات ده لبرود و تلج !

بصلها و زعق: عرفت ايه ؟ هاا ؟ عايزه تقولى ايه من الهبل ده كله ؟ انها اعصابها تعبانه من غيرى و معايا ثبتت و هديت و بقت كويسه ؟ انها محتاجالى ؟ و كانت فين و انا محتاجلها ؟ هااا ؟

الدكتوره سابته يندفع عشان تفهم اللى جواه و هو راح ع الباب بتريقه : مش انتى عامله الحركه الهابله دى و امسك ايديها و امسك رجليها عشان ف الاخر ترمى البوقين الحمضانين اللى انا قولتهوملك دول ؟ طب ادينى ريّحتك و قولتهم بدالك ، حاجه تانى ؟

الدكتوره تقريبا كانت فهمت إنها وصلت للى عايزاه ف مرضيتش تقاطعه ..

مالك ضحك بتريقه : و المفروض اعمل ايه دلوقت ؟ امشى ماسك إيديها ؟ اكلبش فيها كده ؟ و ياترى بقا مرتين ف اليوم و لا تلاته ؟

الدكتوره وقفت راحت على حلم و هو ضحك اكتر : طيب ياترى امسك إيديها الشمال و لا اليمين ؟ و لا اقولك خليها واحده قبل الاكل و واحده بعده اهو حتى تغيير

الدكتوره وجّهت كلامها لحلم : يلا يا حلم ، عايزاكى المره الجايه اخر الاسبوع مش لازم تستنى اما تحتاجى تيجى او تحصل حاجه

مالك بعد ما فتح الباب يخرج ضحك و هز راسه بتريقه : و طبعا انتى صاحبة الحركه الهابله اللى حصلت من شويه و اللى هى السبب ف مجيتنا هنا ده ان مكنش مجينا هنا اصلا جزء من الخطه ، تخليها تروح للمكان اللى اتقابلنا فيه سوا اول مره و تعمل الفيلم الهندى بتاع العربيه عشان تعرف تجيبنى لها و تكمّل الدراما الهابطه عشان تجيبنى ليكى عشان انتى تعملى اخراج للمسلسل الهابط ده و تضيفى الحركه الهابله دى عشان تكمل الصوره


الدكتوره بصتله شويه قبل ما تحدف سؤالها : طيب معلش من باب انك جيت على نفسك بالقاعده دى ، ممكن سؤال اخير ؟

مالك لسه بيضغط ع الاوكره يخرج وقف على سؤالها : انت ليه اخدتها عزومة صحابك اللى انت بنفسك اللى مرتبلها و عاملها ؟

مالك ضحك ضحكه طلعت متوتره : و الله انا ما اخدتهاش و لا حتى كنت عايزها تيجى ، هى اللى فرضت نفسها كعادتها و لا مقالتلكيش ؟

الدكتوره : إسمها حبت تبقى جمبك او حست إنك محتاجلها او انت اللى فتحت الباب قدامها و إستنيت تشوف رد فعلها و الا لو كنت زى ما بتقول فرضت نفسها كان ممكن ببساطه تردها و كعادتك بردوا زى ما بتقول عادتها 

مالك لسه هيرد الدكتوره قصدت توقّفه بكلامها : و عموما ده مش قصد سؤالى ، اقصد بردوا ليه ! ليه سمحتلها تبقى موجوده و جزء من يوم بتاعك مع عيالك و صحابك ؟ و ليه عزمت امنيه و ليه بعتت لميرنا و ليه احلام ؟ و ليه العزومه اصلا و ليه روحت قبلهم من اول اليوم مع ان عازمهم عشا ؟ كنت عايز توصل لأيه ؟

مالك إستغل الجزء الغلط ف الكلام : انا مبعتش لاحلام !

الدكتوره إستغلت تجاوبه اللى بيحاول يلجّمه : اه بس بعتت للباقى و قصدت تجى قبلهم ، قولى كنت قاصد ايه ؟ اصلى مش مقتنعه بحتة إنك بتلعب بمشاعرها و تقرب و تبعد عشان توجعها ، ف ليه ؟

مالك دوّر وشه بتوتر و بيجهّز رد الدكتوره كانت اسرع : نقول مثلا كنت عايز تشوف مين هيبقى اسرع ف خطواته ناحيتك ؟ او حسيت إنك ملغبط بين كل اللى بيحبوك ف وقت انت محتاج للحب فعلا و حد يحتويك ف حسيت نفسك عايز تشوف حبهم هيترجم ازاى ؟

مالك بصّلها قوى و هى عرفت إنها داست على وتر حساس : و لا حبيت تفصل نفسك عن الواقع شويه حواليك و تبقى على طبيعتك اصلا و تسيب نفسك لتلقائيتك و تشوف ؟


مالك كلامه طلع متلغبط : ايه التخاريف دى ؟ انتى متأكده إنك دكتوره ؟

الدكتوره إبتسمت : هو انا مش عارفه انت عملت ده ازاى ، بس حقيقى لو انا صح ف كلامى ده لك يبقى كنت صح لحلم ف كلامى

مالك بص لحلم و بصّلها بتوتر : و لو قولتلك إنك غلط ؟

الدكتوره ردت بثقه مبالغه عشان تهز ثقته هو : متأكد ؟

مالك سكت شويه بلغبطه و بص للدكتوره و لحلم و هز راسه ببرود : امشى و لا لسه المحاضره مخلصتش ؟


الدكتوره : احنا مش هنعرف نتكلم و انت كده ،و ف نفس الوقت مبسوطه للخطوه دى و لكلامك ده لإنه بيخرّج و لو جزء من الكبت جواك و ده هيسمحلك تتنفس

مالك شاورلها بصوابعه على بوقه : شششش ، كنتى طلبتى انى اساعدها ف علاجها و إنها تعبانه و اعصابها و الهرى ده ، ف انا بقولك اهو او بقولها قدامك ، الحاجه الوحيده اللى اقدر اساعدها فيها هى ولادى و اللى هما باقيين بينا ، دول المساعده الوحيده اللى اسمح لنفسى بيها و هى إنى اخف حملهم عنها عشان تبقى تعرف تبقى براحتها او حتى تتعب براحتها ، و ده هيحصل و قريب و ابقى لو عايزه تساعديها حاولى توصللها ده


حلم هزت راسها بذهول و هو ساب اوكرة الباب و راح عالدكتوره بلهجه غريبه : كنت فاكرها غبيه لوحدها ، و استذكيتك بالطريقه اللى شدتينى بيها لهنا ، حتى اما سيبتينا و خرجتى قاصده ، قولت شكلها فاهمه هى بتعمل ايه مع إنه ملهوش لازمه ، بس اثبتى إنك غبيه زيها ان مكنتيش اغبى بالفيلم اللى حطيتلها السيناريو بتاعه


مالك سابهم و رزع الباب وراه بعد ما خرج ،

 الدكتوره إبتسمتلها تطمنها : اللى حصل انهارده ده كويس و كويس جدا كمان متقلقيش

حلم بذهول : كويس ؟ كويس انه فهم ان كل اللى حصل ده فيلم و مرتبينله ؟ و لا كويس إنه رفض حتى يفضل معايا هنا و انتى بتحاولى تقنعينى إنه هيفضل معايا ع طول ؟ و لا كويس إنه قالك انه هياخد ولادى منى ؟

الدكتوره بإصرار : صدقينى كويس

حلم : انتى شكلك مسمعتهوش كويس قال ايه

الدكتوره : لاء سمعته و حسيته اكتر و فهمت عينيه اللى طول الوقت بيحاول يثبّتها و المجهود اللى بيبذله لكل ده عشام يطلع طبيعى و بردوا مش تلقائى

حلم : بس


الدكتوره : المهم حاليا روحى معاه ، و حاولى زى ما قولتلك تبقى اهدى من كده و ابعدى عن المهدئات او المنومات او اى ادويه مضاده للاكتئاب ، متاخديش اكتر من اللى سمحتلك بيه ،متبوظيش اعصابك بإيدك انتى محتاجاها صدقينى الفتره الجايه ، الحرب سهله و هتكسبيها بس لو انتى عايزه ده

حلم : تفتكرى ؟

الدكتوره إبتسمت : انا بقيت متأكده ، يلا دلوقت وراه لا يقول إننا بنمنتج فيلم تانى

حلم بضعف : طب

الدكتوره : روحى بس الاول دلوقت معاه و انا هبقى اكلمك اقولك تعملى ايه لحد ما تجيلى

حلم ضحكت بحماس غريب و لسه هتخرج الدكتوره وقفتها بكلامها : حلم ابقى حطى كاميرا ف شقتك و كل يوم قبل ما تنامى شغليها

حلم بصتلها بذهول و الدكتوره سكتت شويه : عايزاكى بس تتفرجى على يومك من بعيد ، شكلك فيه ، اكيد ده هيخليكى اهدى ، هيساعدك

حلم هزت راسها و خرجت بسرعه ..


مالك كان اول ما خرج و قفل الباب سند ضهره ع الحيطه و إتنفس بعمق غريب كإنه كان محروم جوه من إنه ياخد نَفسه ، بياخد انفاس سريعه و ورا بعض و بتلقائيه حط إيده على صدره إكتشف صدره بيعلى و ينزل من قلبه اللى بيدق بشكل نهجان إبتسم غصب عنه على ارادته اللى إتحكمت ف كل حاجه فيه و حواليه إلا ده ..

حلم خرجت ف نفس اللحظه و هو ملحقش يخفى إبتسامته قبل ما تطلع ف إبتسمت اوى و إتقابلوا ف لحظه غريبه و ابعد ما يكون عن عنف الموقف من شويه !


مالك نزل بسرعه و شاورلها نزلت وراه لحد ما خرجوا اخدها ع البيت و اول ما وصلوا شاورلها من غير كلام تطلع ..

حلم حاولت تنطق : مالك انا

مالك حاول يكتم انفاسه و متهيأله كده بيكتم غضبه : اطلعى


حلم دمعت بضعف : ارجوك اسمعنى ، اذا كان ع الدكتوره ف انا كنت هقولك ، انا اصلا متابعه معاها من يوم ... من يوم ... قصدى من ساعة ...

سكتت و معرفتش تكمل او تنطق تانى و هو مجرد ذكرى اليوم فكت لجام الغضب المدفون جواه !

فتح العربيه و نزل لف بشكل مريب فتح الباب قصادها و شدها نزّلها بحده : خدى ولادى و اطلعى

حلم لسه هتتكلم شدها عليه من دراعها و شدد مسكته لها بشكل وجعها : خدى العيال و اطلعى يا اما قسما بالله هما اللى هيطلعوا من غيرك

حلم بصتله اوى و لأول مره تتلجلج بخوف كده منه و هو زعق : و لوحدهم ، هااا ؟

حلم غمضت عينيها بسرعه على صوته بشكل خلى كل الدموع اللى جوه عيونها و يمكن جواها هى كمان طلعت !

مالك بمجرد ما شاف ملامح وشها بتضم على بعضها كإنها بتواسيها ساب إيديها و دوّر وشه زى المخنوق او مش عارف يتنفس : مع كل خلاف بتبقى مصممه تجيبى اخر طاقتى مش عارف ليه !


عند مراد قاعد هو همسه و رن على مازن يجيب ليليان و يروحله ..

مارد نزل عليهم شاف همسه بتهزله راسها بغُلب ..

مارد ضحك : و ربنا الواد ده هيقولوله تعالى ياللى حماك مراد رايح فين ؟ انت ع الجنه ع طول انت اخدت حسابك ف الدنيا

همسه ضحكت بغيظ : حرام عليك يا مراد سيبهم بقا ياخدوا نَفسهم شويه ، انت طول الوقت يا عندهم يا جايبهم عندك


مراد ببرود : صحابه جايين يباركولهم ، هما جايين يباركولى انا ؟ و بعدين بنتى و وحشتنى اقعد يعنى توحشنى و هى موجوده ؟

همسه رفعت حاجبها : وحشة ايه دى يا مراد ؟ ده احنا بنبقى قاعدين ف اوضتنا و سامعين لطم جوز بنتك منك انت و بنتك

مراد مسك راسها ميّلها بغيظ : ما تخليكى ف حالك

شويه و مازن جاب ليليان و راحلهم و صحابه جوم و الكل قعد ..

رؤيه : مازن لو مش هتعرف تسافر دلوقت مفيش مشكله انا ممكن اس

مراد قاطعها : لا حضرتك هتحضرى اجتماعات الاداره اليومين الجايين و تبلغينى

مازن ضحك : لا عادى مفيش داعى ، اسافر انا و بعدين كده كده ليليان هتبقى معايا ف مفيش مشكله

مراد : ليليان ايه اللى هتسافر معاك ؟ ليليان لسه راجعه معاك من سفر مكملتش اسبوعين تلاته و بعدين هى بردوا وراها شغلها و المستشفى اللى منزلتهاش من قبل الفرح بفتره دى


مازن وشه قلب جد بس حاول يهزر : لا طبعا ماهو انا مش هسافر لوحدى ، و بعدين ده اسبوع مش هيأثر يعنى

مراد : اديك قولت اسبوع ، ف مفيش داعى للشحططه لها و التنطيط و بعدين انت مسافر لشغل و هتنزل معسكر التدريب ، هتاخدها معاك تعمل ايه ؟ هتقعد محبوسه لحد ما ترجعلها اخر كل يوم ؟ يبقى قعدتها هنا احسن

مازن بضيق : لا يا مراد مش كده ،انا هنزل شغلى فعلا بس الاقل اخر اليوم هنخرج نتفسح او نتعشى برا و نسهر و اهو هنتونس ببعض ، هقعد لوحدى و اسيبها هنا لوحدها؟

مراد بص ل ليليان : لا هتبقى معانا ،و انت اما ترجع ابقى سافر بيها مره من غير شغل اهو اضمن انك تبقى معاها و متسيبهاش لوحدها ، و لا ايه ؟

مارد شاف مازن كشّر ف بص ل ليليان تنطق ..

مازن لسه هيرد ليليان ردت على أبوها بعفويه : صح كده ، خلاص يبقى تروح شغلك بالسلامه و ابقى اروح معاك سفريه يبقى معندكش شغل فيها ، ع الاقل تبقى معايا ع طول

مازن إتضايق من جملة أبوها اللى عادتها : بس لا ده كان قرارك من شويه و لا ده كان كلامنا ! احنا إتفقنا هنسافر سوا


ليليان مسكت إيده : خلاص بقا يا ميزو ، انت المره دى عندك شغل و انت اهو لسه راجع للشغل من اجازه ف مش معقول هتسافر تسيب الشغل و تقولهم رايح افسّح مراتى

مراد : و هى كمان المفروض هتنزل شغلها

ليليان بصتله : و انا كمان المفروض هنزل بقا شغلى ،انا لسه جديده ف الشغل و مش معقول كل شويه هقعد

مراد كان حابب يعملها مفاجأه بس إندفع بالكلام : اصلا عيد ميلادهم خلاص قرّب ، هتسافر هى امتى و تيجى امتى ؟

ليليان بحماس قامت قعدت جنب أبوها الناحيه التانيه قصد مارد : تصدق كنت هزعل لو كنت نسيت

مراد لف دراعه حواليها و لف دراعه التانى على مارد و ضمّهم عليه و إبتسم : عمرى ما نسيت و انا لوحدى ، هنسى دلوقت ؟

مازن بغيظ : عيد ميلاد ايه يا مراد ده فاضله اكتر من اسبوعين تلاته

مراد ببرود : بردوا قرّب و الاسبوعين تلاته اللى بتقول عليهم باقيين عليه دول هنجهز فيهم

مازن بضيق : ماهو انا كده كده مش هنسافر غير بعده

مراد : مفيش مشكله بعدها اما تفضى من شغلك يبقى نسافر كلنا

ليليان بصتله بمحايله : اما تفضى من شغلك يبقى نسافر كلنا يا مازن بقا

مازن كشر من صدى صوت مراد اللى سامعُه بصوتها و هى قامت جنبه و ضغطت على إيده : ميزو

همسه بصت لمراد قوى كإنها بتكلمه بعيونها و هو سكت ببرود ف هزت راسها بغُلب ..

مازن بزعل : بس يا ليليان

ليليان بوّزت بطفوله : ميزووو

مازن كتم ضيقُه و خد نَفس إحباط و سكت ..

منى رفعت حاجبها : بس كده ؟ يعنى اتنين ميزو خلوك جيبت ورا و نخيت ؟

رؤيه ضحكت بهزار : حنفففى

مازن بصّلهم بغيظ و الكل ضحك و هو معاهم بس من جواه إتضايق ..


مالك رجع على شغله بضيق ، الدنيا كلها ضيقه ف عينيه .. عماله تضيق كل مدى .. كل حاجه حواليه عماله تضيّقها عليه اكتر و اكتر لحد ما حس إنه مش عارف يتنفس و اخرهم حوار الدكتوره و اللى حصل مع حلم دلوقت ! بس ايه اللى ضايقُه كده !!


بيدخل قابل اللوا مدحت ف وقف و حاول يبتسم اول ما شافه جاى عليهم و سلّم ..

اللوا مدحت إبتسم : المفروض إتراضينا

مالك حاول يبتسم بهدوء : هو احنا كنا متزاعلين ؟

اللوا مدحت : قول انت

مالك : معلش انا عارف إنى وعدت مالك الصغير هجى اشوفه بس حقيقى مضغوط اليومين دول اوى و كل حاجه ملغبطه ، يومين بس اظبط الدنيا و اشوف ابن العبيط ده

اللوا مدحت ضحك بهزار : يارب يسمعك

مالك ضحك ضحكه خفيفه معاه : العبيط و لا إبنه ؟

اللوا مدحت ضحك اكتر لحد ما سكت بزعل : و الله ما عارف اقولك ايه ! بس لا العبيط فاضى لإبنه و لا إبنه لاقى نفسه معاه

مالك سكت بضيق : انا قولت كده بردوا ، الدنيا مش تمام ، انا حسيت بكده بردوا ، بس ده بسببى صح ؟

اللوا مدحت رد بسرعه : لا و الله ، انت على راسى من فوق و انت عارف و بنتى كمان بتعزك و تحترمك حتى من قبل اى حاجه ما تحصل ، بس

مالك قاطعه : بس اما حصل اللى حصل كل حاجه وقعت ، واضح ان الخساير كانت كتيره و ع الكل و للأسف كلها بسببى

اللوا مدحت بهدوء : انا قولتلك انت بعيد عن اى حاجه و ملكش ذنب  ، بس

مالك اخد نَفس عالى و كتمه لحد ما خرّجه براحه : خلاص سيبنى و انا هظبّط الدنيا

اللوا مدحت سكت بإحراج : معتقدش هتعرف ، روفيدا اخده قرارها و متمسكه بيها و برغم رفضى لفهد حتى من قبل اى حاجه الا انى حاولت معاها اناقشها حتى بس فشلت

مالك إبتسم : سيبنى احاول طيب

اللوا مدحت : و فهد ؟

مالك سكت شويه : خلينى اشوف الدنيا من ناحيتها هى الاول و بعدها يحلها ربنا

اللوا مدحت إبتسم : انت جدع اوى يا مالك ، برغم كل اللى حصل لسه بتفكر ف غيرك ؟ و غيرك ده اللى

مالك قاطعه بضيق كتمه : غيرى ده اللى هو أخويا و مهما حصل و بيحصل و هيحصل مينفعش يبقى حاجه غير اخويا ، فهد كنت انا له اب و اما حصل اللى انت بتقول عنه و جيت اعاقبه لقيت نفسى برجّعه اخ ، يعنى هيفضل نفس الدم

اللوا مدحت إبتسم و مالك إستآذن يمشى : حاليا لازم امشى بس متقلقش زى ما وعدتك هتصرف


حلم بعد ما مالك سابها و مشى ، طلعت شقتها مش عارفه تفرح و لا تزعل و لا تتوه و لا تركز زى ما الدكتوره قالتلها ..


افتكرت الكاميرا اللى الدكتوره كانت قايلالها عليها تحطها عشان تعرف تواجه عقلها بشكل مباشر ..إتصلت على مروه صاحبتها ..

مروه إستغربت : حلم ارجوكى اهدى ، انتى كده هتهدّى مش هتبنى

حلم مسحت وشها بحماس : ماهو انا عشان اعرف ابنى لازم ابقى كويسه الاول و إلا ههد فعلا

مروه : ايوه بردوا الكاميرا دى لازمتها ايه ؟

حلم بزهق : هتجيبيها و لا مش عايزه ، اشوف حد غيرك ؟

مروه : لا مش حكاية مش عايزه ، بس انتى اكيد فاكره اخر مره ساعدتك حصل ايه

حلم مش عايزه تفتكر : يا ستى على مسئوليتى انا

مروه : اعتقد ده اللى قولتهولى قبل كده و النتيجه ايه ؟

حلم و هى بتقفل مروه لحقتها : خلاص هجيبهالك بس اوعدينى هتفكرى كويس ف اى حاجه قبل ما تعمليها ، حرام عليكى يا حلم انتى دايما مندفعه اوى و دى طبيعتك بس بتعرفى تلحقى نفسك ، لكن اما الموضوع وصل معاكى للى وصلتيله مع مالك يبقى لازم تفكرى و تهدى قبل اى حاجه

حلم صوتها إترعش بعياط : ادعيلى بس ، انا بدأت احس إنى هموت قبل ما اعيش

مروه إتخضت : بعد الشر يا غبيه ليه كده ؟ فيكى ايه فهّمينى


حلم إتلغبطت اكتر اما إبتدت تراجع اللى فات معاها كله عشان تحكيلها ف سكتت بتهتهه : مش عارفه ، انا نفسى مش عارفه ، انا كل اللى عارفاه إنى محتاجه اركز ف بتوه ، محتاجه اعصابى اهدى ف بتبوظ منى ، محتاجه انام ف بفضل صاحيه بالايام ، حاسه كإنى ماشيه عكس السير و كل حاجه بتعدى من جنبى بسرعه غريبه من غير ما اجى جنبها ، كإنى بتفرج على كل حاجه من برا

مروه سكتت بقلق بجد : طب ما تكلمى مراد باشا و هو

حلم بسرعه : لاء ، لاء اكيد هيقول لمالك

مروه : مش يمكن تصعبى عليه ؟

حلم وجعتها الكلمه و مروه حاولت تصلّحها معرفتش : قصدى يعنى يقتنع بحبك له اللى انتى بتقولى مشكلته مش ف اللى حصل بينا قد ماهى إنه مبقاش مقتنع إنى بحبه ، اكيد اما يعرف و يشوف بعينه تعبك من غيره هيقتنع

حلم : ده هددنى هياخد ولادى لمجرد عرف إنى بروح لدكتوره نفسيه ، ف مابالك لو عرف إنها هى اللى طلبت منى احط كاميرا ف الشقه

مروه إستغربت : هى هى اللى طلبت منك حكاية الكاميرا دى ؟ طب ليه ؟

حلم بضعف : انا تعبانه اوى ، تعبانه ف وقت لازم ابقى فيه كويسه

مروه صعبت عليها ف سكتت بتردد : خلاص هجيبهالك و اعدّى عليك اتطمن عليكى


حلم قفلت معاها ، قعدت تعيط بمجرد ما إفتكرت كل ردود مالك ع الدكتوره ، و إنه شايفها مرتبه كل اللى بيحصلها ده ! للدرجادى مبقاش يحس بيها ؟

حاوطت نفسها بدراعاتها ف اصابعه حسست على مكان مسكته لها من دراعها و هما راجعين و زعيقه ..

عياطها زاد ، زاد اوى ، المفروض تهدى ، طب ازاى !

قامت جابت الدوا بتاعها و فضلت تاخد منه لحد ما قاطعها صوت عياط ياسين ف رمت العلبه و راحت عليه شالته و أخدته ف حضنها ..

شويه و مروه عدّت عليها و قبل ما تتكلم إتخضت من شكلها ف حضنتها : انتى عامله كده ليه ؟

حلم بإرهاق : تعالى ، جيبتيها ؟

مروه إدتها الكاميرا بس مسكتها وقّفتها قصادها : عامله ف نفسك ليه كده ؟ انا كنت عارفه إنك هتتعبى الفتره الجايه معاه عشان اللى حصل مكنش سهل ف مش هيعدّى بسهوله بس متخيلتش يبقى بالشكل اللى انتى فيه ده

حلم قعدت و رجّعت راسها و ضهرها لورا ع الكنبه : لا انا كويسه

مروه قعدت قصادها : كويسه ايه و زفت ايه ده انا معرفتكيش ؟

حلم دوّرت وشها بتتنفس بالعافيه و مروه شدتها من إيديها وقّفتها قصد مراية البوفيه : شايفه خسيتى ازاى ؟ ده انتى خلاص هتختفى !

حلم بصت لنفسها ف المرايه شافت وشها رفيع اوى و مصفر و شاحب و جسمها هزيل اوى !

مروه زعقت اكتر : شايفه شكلك بقا عامل ازاى ؟ ده انتى بقيتى و لا المدمنين !

حلم مبتردش تماما و فكره واحده اللى شافتها قدامها ، هو مالك بردوا شايفها كده ؟ باهته و دبلانه ؟

مروه شافتها شارده ف زعّقت تفوّقها او تنبّهها : انتى لسه بتاخد الزفت اللى بتاخديه للاعصاب ؟

حلم إلتفتت لها و سكتت ..

مروه زعقت : حرام عليكى ، هتعمل ف نفسك ايه تانى اكتر من كده ؟ طب كنتى بتعاقبى نفسك اما كان ميت ، مش موجود ف بتعاقبى نفسك بداله ، لكن دلوقت ايه ؟ اهو رجع و اعتقد قايم بالواجب و زياده ، بتعملى انتى ف نفسك كده ليه ؟ بتساعديه يموّتك مقهوره ؟

حلم عيطت : مش قادره ، مش قادره يا مروه

مروه : ع الاقل عشان خاطر ولادك ، الادويه دى غلط عليهم عشان الرضاعه

حلم هزت راسها بإنكسار : رضاعه ؟ لا ماهو خلانى ابطّل ارضّعهم و قالى قريب هيخلينى ابطّل حتى اشوفهم

مروه بذهول : و بدل ما تقفى على رجلك عشان تحافظى عليه و على عيالك بتساعديه على كده باللى انتى فيه ده ؟ 

حلم بضعف : تعبانه اوى من غيره ، محتاجاله اوى ، تعبانه لدرجة جسمى كله بيوجعنى ، إيدى و رجلى و دماغى و عينيا و قلبى و صدرى و كل حته ف جسمى بتصرخ ، ده انا إفتكرت عشان نفسيتى موجوعه إنه متهيألى الوجع ده زى كل حاجه بتتهيألى ، بس حقيقى جسمى بيوجعنى

مروه وقفت بالكلام بذهول : زى كل حاجه بتتهيألك ؟ بيتهيألك ايه بالظبط ؟ انتى طول ماهو غايب و انتى بيتهيألك إنه حواليكى بس ده عشان واحشك مثلا او حتى او حتى بتأنّبى نفسك ، دلوقت ايه ؟

حلم مسحت دموعها و إنتبهت للكاميرا : لا و لاحاجه ، انا زى ما قولتلك محتاجه اهدى ، ادعيلى بس

مروه بقلق : طب هى الدكتوره بتطمنك ؟ انا مش عارفه ليه مش راضيه اروح معاكى 

حلم مسحت وشها : معلش خلينى على راحتى

مروه حاولت تهزر : طب ما تشغّلى كيد النسا يا لوما ، عيب يبقى ربنا قال علينا كيدهن عظيم و تخلى واحد يعمل فيكى كل ده و هو اصلا ضعيف قدامك و بيكابر

حلم ضحكت غصب عنها و مروه حضنتها بهزار : اسمعى كلامى بس تكسبى ، قولى امين و احنا نقعد نتكتك يمكن يجى مننا

حلم ضحكت بالعافيه : المهم تعالى نحط البتاعه دى


صفوت ف زنزانه مقفله عليه بحراسه مشدده ، الباب إتفتح عليه و اتنين عساكر وقفوا بعيد و مالك قدّم خطوات من وسطهم و وقف بكبرياء ثابت ..

صفوت وقف و عينيه عاميها عن هيبة الموقف ثقه غامضه : هتندم ، و حياة أمك لا تندم

مالك رفع عينيه لفوق و ضم بوقه على بعضه بتريقه ..

صفوت قدّم منه خطوات : و لا اقول و رحمة أمك ؟

مالك فجأه وشه ضلّم و مسكه بإيد واحده لف بيها وشه بدقنه : انا اولى بأمى ، و رحمة أمى لو فكرت حتى تجرب شكل تفكيرك ده ما هخليك حتى تعرف تندم

صفوت ضحك بصوت عالى برغم هزة وشه من القلق بين صوابع مالك الغارزه فيه : طيب كويس ان عقلك سعفك و لسه فيك ذكاء يخليك تقرا شكل تفكيرى ، عشان تعرف تفكر


مالك ساب إيده و حطها ف جيبه و ضحك بصوته كله ..

صفوت : جايز تفكيرك يسعفك المرادى او الحكايه يبقالها شكل تانى

مالك طلّع إيديه من جيوبه و شاور بيهم على بعض : خلصت ، الحكايه خلصت

صفوت : مخلصتش ، طول ما انت لسه عندك اللى تخسره و انا عندى اللى ابقى عليه يبقى لسه مخلصتش

مالك ضحك جامد و قصد يوقف ضحكته فجأه بشكل مخيف و المرادى مسك رقبته و غرز اضافره فيها : و رحمة أبويا و أمى ساعتها ما اخليك تبقى على حاجه غير الموت و تجرى وراه

صفوت حاول يفلفص إيد مالك بس لقى مالك شدد على مسكته اكتر ف نزّل إيده لحد ما مالك كمان ساب إيده بمزاجه و تف على وشه و خرج رجع مكتبه ..


يونس راح ورا مالك على مكتبه و بيخبّط يدخل شافه قايم جرى بلهفه و الموبايل ف إيده ، 

خبط ف يونس اللى بعد ما كان هيمشى رجع وراه بسرعه : مالك فى ايه ؟

مالك بسرعه و هو خارج : مفيش حاجه ، حلم تعبانه و سخنه و رايح اخدها لدكتور

يونس : الكبيره و لا الصغيره ؟

مالك بصّله بغيظ و مشى و يونس لحقه بسرعه : خلاص ياض انت ليه خُلقك بقا ضيق كده ؟ اجى معاك ؟

مالك : لاء ، انا ساعه و راجع عشان البغل اللى هيترحّل انهارده ده

يونس : لو مش هتيجى متشيلش همه ، كلمنى بس و انا هتصرّف

مالك مردش و مشى ع البيت ، طلع بسرعه و مستناش يخبّط ع الباب او خبّط و مستناش يتفتح ف فتح بالمفتاح بسرعه و دخل ..

وقف مكانه قبل ما يخطّى اما شاف حلم نايمه ف الصاله ع الارض و مرقّده حلم و ياسين جمبها و شكلهم مناموش من ملاغيتهم ..

مالك وقف للحظات بيتنفس بصوت عالى بغيظ ..

حلم كانت نايمه و فتّحت فجأه من غير تمهيد و مش عارفه صوت انفاسه اللى صحّاها و لا ريحته اللى حاوطتها !

إبتسمت بضعف و بتركّز كفوف إيديها ع الارض تقوم دراعاتها رخت منها و شبه إتحدفت ع الارض ..

مالك للحظه محسش بخطواته ناحيتها و ميّل رفعها و شبه بتتسند عليه لحد ما إتعدلت و قامت قعدت و هو قاعد نص واحده و ساند بكوعه على ركبته ..

حلم إبتسمت : وحشتنى

مالك كشّر : نعمم ؟

حلم بضعف : مالك انا عارفه إنك مش هتهدى من ناحيتى بسهوله و لا هتلين و لا حتى هتعرف تسامحنى بسهوله بس


مالك إندفع بزعيق : اهدى ايه و زفت ايه ؟ انتى جيبانى على ملى وشى من شغلى عشان تهرى ف الرغى ده ؟

حلم إستغربت : انا جيباك ؟ جيباك ايه ؟ انت

مالك وقف بزعيق : انتى بتستهبلى ؟ بتلعبى بولادك ؟ بتستخدميهم عشان الهبل ده ؟

حلم وقفت بذهول : العب ايه و استخدم ايه ؟ انا مش فاهمه حاجه ، اهدى

مالك قرّب منها مسك دراعها بحده : انتى هتفضلى لامتى انانيه كده ؟ مبتفكريش غير ف نفسك و بس ! مش مهم تلعبى بأعصابى و تجيبينى بالفزع ده و لا مهم حتى تفوّلى على بنتى ، المهم بس عندك نفسك

حلم مسكت دماغها بدوران : انا مش فاهمه حاجه ، العب بأعصابك ايه و اجيبك ايه ؟ انت اللى جيت ، انا صحيت لقيتك و

مالك حدفها من مسكته لها بجمود : مصرّه تقضى على فرصك عندى مش عارف ليه ! بس العيب مش عليكى ، العيب ع الغبى اللى لسه بيجرى و يريّل على كلامك

حلم رفعت وشها له بعد ما إتحدفت ع الكنبه و معرفتش تنطق بس عيونها دمّعت : مالك ، مالك انا

مالك راح ع الباب يخرج و بصّلها بجمود : لعبتى على مشاعرى ناحيتك عشان تجيبينى لعندك و انا اهبل و صدقتك و دلوقت جايه تلعبى بمشاعرى ناحية ولادى عشان بردوا تجيبينى لعندك و لتانى مره استغبى ، بس كفايه لحد كده

خرج و رزع الباب وراه و هى فضلت مكانها بذهول شويه و بوجع شويه مش فاهمه حاجه لحد ما إفتكرت الكاميرا !

اكيد لو حصل حاجه ممكن تفهم منها .. قامت جابتها و وصّلتها باللاب و فتحتها ..

فضلت تقدّم و تأخّر و تراجع ف الوقت لحد ما عدّت لقطه بتقوم من ع السرير و بتدوّر ع الموبايل ، رجعت للقطه تانى و وقفت عندها تشوفها لحد ما وقفت بشغل غريب مش عارفه ذهول و لا هزيان و هى مشغلاها !

الكاميرا قدامها مفتوحه و هى ماسكه موبايلها بترن على حد ، و تقفل و ترن و ترن و ترن لحد ما مالك رد ..

حلم قرّبت من شاشة اللاب بذهول و نزلت ع الارض بركبها قدام اللاب ع الترابيزه و سمعت المكالمه ..


مالك بزهق : نعمم ؟

حلم : مالك إلحقنى ، إلحقنى يا مالك بسرعه

مالك صوته قِلق : فى ايه ؟ انتى فين ؟

حلم : ف البيت و الله من ساعة ما مشيت انت ، حتى مروه كانت عندى و مقعدتش كتير و مشيت بس حلم تعبانه اوى


مالك وقف بسرعه و صوته بيتحرك يمشى : مالها فى ايه ؟ بنتى مالها انطقى

حلم شافت نفسها ف الكاميرا بتحط إيدها على قورتها و جسمها : معرفش ، جسمها سخن اوى

مالك بتحذير : انا سايبها كويسه ،تعبت فجأه يعنى ؟

حلم شافت نفسها بتمسك الترمومتر من جنبها ع السرير و حطته على جسمها هى و خرّجته : اه و الله ، جسمها بيسخن اووى اووى ، سخنت فجأه و حرارتها بتعلى بسرعه فوق ال 39

مالك بسرعه : اقفلى انا جايلك و اجهزى بيها هننزل ع المستشفى

قفلت و حدفت الموبايل و طلعت قعدت جنب ولادها ع الارض لحد ما نامت ..


حلم قفلت اللاب و قعدت قدامه لا عارفه تنطق و لا تفكر تقريبا و لا تحس !


مالك كان سابها و رجع ع شغله ، دخل مكتبه بخنقه ، مخنوق من الدنيا بحالها بشكل غريب او مبالغ ع الموقف !

يونس دخل عليه : مالك انت جيت ؟

مالك كعمش وشه : لا لسه ع الطريق ، برا يا يونس

يونس ضحك : يا ساتر يارب ، انت بقيت بتخاف تضحك وشك يكعمش ياض ؟

مالك بصّله بطرف عينيه : برااا

يونس ضحك اكتر و قام : خلاص ، المهم حلم عامله ايه ؟

مالك إتريق : الكبيره و لا الصغيره ؟

يونس رفع حاجبه : شوفت ؟ انت اللى بتألش اهو

مالك ساب الكرسى و لف قعد على حرف المكتب و مشّى إيده على وشه بعصبيه : الصغيره كويسه

يونس : لحقت ؟ انت لسه نازل ، ده انا كنت جاى اسألك مروحتش بيها لدكتور ليه ! عشان معتقدش لحقت

مالك ضحك غصب عنه و يونس بصّله : بما إنك قولت الصغيره كويسه ، يبقى الكبيره اللى تعبانه ؟ هى لسه تعبانه و لا ايه ؟

مالك بضيق : لا دى إتهبلت ، كانت بتستظرف

يونس سكت شويه لحد ما فهم : قصدك حوار عشان تجيبك و كده ؟ معقوله ؟

مالك ضحك بتريقه : يلا روح شوف وراك ايه

يونس : بس كان شكلها تعبان يا مالك و احنا ف الشارع ، و ف المستشفى

مالك شاورله بقلق دفنه جواه : متشغلش بالك انت ، المهم جهزت الحمار اللى هيترحّل انهارده ؟

يونس : اه و عربية الترحيلات جاهزه و زيادة امان إتفقت مع حراسه هتروح معاك

مالك هز راسه و هو خارج : تمام

يونس بضيق : انت بردوا مصمم مجيش معاك ؟

مالك بشده : لاء


سابه و راح على زنزانة صفوت شاور للعساكر فتحوا الزنزانة و حاوطوه و كلبشوه و اتحركوا بيه لبرا ..

صفوت بترقّب : انا رايح على فين ؟

محدش رد عليه و هو زعّق اكتر : انتوا واخدينى على فين ؟


مالك قدامه شاورله على بوقه من غير ما يلتفت له : شششش

خرجوا بيه من المبنى و عربية الترحيلات للسجن كانت واقفه راحوا عليها و اخدوه و مشيوا ..


ف نص الطريق ظهرت قدامهم عربيه ضربت كشافاتها جامد ف وشهم و قطعت الطريق و وقفت بعرضه ..

مالك شاور للسواق يحود بس من تانى ناحيه ظهرت عربيه مقابله لها و وقفت قبالها ف سدت الطريق كله !

السواق بياخد خطواته بالعربيه لورا خبط ف عربيه وراهم ادت فرامل عنيف و وقفت وراهم !

مالك لف حواليه بعينيه شاف نفسه متحاوط بشكل حسم الموقف ، افتكر حكايته اللى ابتدت من لحظة خروج خميس حتى لو مهربش !

 اخد نفس عنيف و خرّج مسدسه و السواق معاه مسدسه و إبتدوا يضربوا نار ..

مالك كان معاه عربية حراسه وراه قرّبت اسرع و شاركت ف الضرب بس العربيات كانت كتير و العدد اكبر و الاشتباك عنيف ..

ف وسط الضرب العربيه اللى وراه قرّبت جامد لدرجة بتخبّط فيهم و نط كذا واحد منها اتشعلقوا ف عربية الترحيلات من ورا و ضربوا كذا طلقه كسروا بابها فتحوه ..

صفوت إبتسم بثقه و اللى فتحوا الباب شاوروله نزل و إتحدفوا بيه ع الارض و العربيه بتمشى ..

مالك لف وشه و شاف الوضع حاول يفتح الباب ينزل من العربيه بس نزوله كان هيبقى تمنه غالى اوى !

السواق مسكه : هنلحقهم بالعربيه حتى لو طلعوا السما

مالك زق إيده بزعيق : هدّى الزفت

السواق : لو نزلت هتتفرم بعربياتهم ان مكنش بسلاحهم ، لكن بالعربيه هنفضل وراهم

صفوت نزل ع الارض حدف و اللى معاه قاموا و قوّموه و جريوا اتعلقوا بالعربيه تبعهم اللى ورا لحد ما دخلوها و العربيات كلها بتخبّط ف بعض لحد ما الموقف خلص .


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-