رواية صرخات انثي الفصل الثامن8 بقلم آيه محمد رفعت


 

رواية صرخات انثي الفصل الثامن بقلم آيه محمد رفعت

#صرخات_أنثى...(#الطبقة_الآرستقراطية!) 
                      #الفصل_الثامن. 
(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "دينا عاطي"،"ملاك الصافي"،"بشيرة محمود"،"نادين عبد الربه"،"أبرار زكريا"،"آية صالح"،"خولة جمال"،"نورهان صلاح"،"منى قدرية"  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

غادر سيف برفقة يوسف، ولم يتبقى سواهما، نزع جمال عنه جاكيته وتمدد جوارها ومازالت رأسها مستدير عنه، مد ذراعه يلف وجهها إليه حتى باتت قبالة وجهه المستكين بنومته قبالتها، فابتلع ريقه بجموحٍ تأثرًا برؤية الاحمرار يبتلع بشرتها جراء بكائها، عينيها الباكية تتمعن به والصمت يبتلعهما بجوفه، حتى مزقته نبرته الهادئة: 
_عجبك اللي وصلناله ده؟ 
تشكلت سخرية بسمتها على شفتيها، فسحبت نفسًا مختنق وعادت لتتطلع إليه: 
_أكيد هتقول إني السبب في كل اللي حصل ده، زي ما اتعودت أكونلك شماعة تعلق عليها أخطائك. 
تجعد جبينه مستنكرًا تهمتها: 
_أخطائي!  طيب يا هانم يا محترمة يا اللي نازلة تراقبي جوزك ونازلة وراه في نصاص الليالي عرفيني أخطائي وأنا جاهز أسمعها. 
ارتبكت نظراتها المصوبة إليه، طوال تلك الأشهر لم تكن الحياة مستقرة بينهما، وكلما واجهته يسألها نفس السؤال ماذا فعل؟ 
حينها تكمم لسانها المتحفظ بكون ما ستخبره به لا يصح لأي أنثى البوح عنه!!!! 
مثلما اعتادت أن تلتحف المرأة برداء الحياء، ولكنه يتمادى!  يتمادى بخطئه، يتمادى باهانتها، وكل ما يملكه ماذا فعلت؟ 
أشاحت صبا بوجهها عنه ودموعها تنهمر ببطءٍ لتسلخ جلدها الرقيق، فاعتدل جمال بنومته حتى استقام على الفراش، متمتمًا بغضب: 
_كالعادة هتسكت وهتسبني أولع في نفسي، أنا خلاص مبقاش عندي صبر على العيشة الخنقة دي، بكره الصبح هنروح ليوسف العيادة ونشوف وضعك أيه لو كده هحجزلك وتنزلي مصر وسط أهلك عشان عيشتي المملة مبقتش تنفعك أنتِ واللي في بطنك.
واستند بجذعيه حتى انتصب بوقفته تاركًا الغرفة بأكملها، فتحرر صوت عويلها المكبوت، تفرغ ما خاضته معه طوال تلك المدةٍ، وفجأة تحجر الدمع بعينيها وتساءلت ماذا ستجني بصمتها؟! 

بداخلها حبًا له يكفيها حد الارتواء، عشقًا خلد لمحبوبها منذ الوهلة التي وضع خاتمه بإصبعها، ولكنها رغمًا عنها تثور وتخرج ما بداخلها وهي تدور حول مكنون جرحها الحقيقي. 

نزعت صبا الأبرة عن وريدها وأغلقته جيدًا، ثم نهضت عن الفراش واتجهت للخارج بخطواتٍ مرهقة، وأعين متفحصة للشقة الصغيرة، بحثت عنه حتى وجدته يقف بالردهة أمام باب الشرفة يوليها ظهره ولم يشعر بوجودها من الأساس. 

لعقت شفتيها بارتباكٍ حتى كادت بالعودة للغرفة مجددًا، ولكنها تعلم بأن بعودتها ستخوص رحلة صمتًا أطول من ذي قبل وسيزداد بعد المسافات بينهما من جديدٍ. 

وجدت المجازفة بجزء من كرامتها وحيائها ربما سيريحه لمعرفة ما بها بالتحديد، فاستكملت طريقها حتى باتت تقف خلفه، مدت ذراعيها بتوترٍ حتى حاوطت صدره، ومالت على كتفه تحرر دمعاتها التي أحاطت كتفه، والأخر تعلو أنفاسه بعدم تصديق لقربها الذي لم يعتاد بها. 

أغلق جمال عينيه بقوة وهو يجابه تلك الأحاسيس القاتلة، وفجأة تصلب جسده حينما قالت من وسط شهقات بكائها: 
_متقساش عليا يا جمال، متسبنيش لشيطاني من فضلك. 
كلماتها كانت مبهمة للغاية، وما تحمله ببطانها أثار فضوله لمعرفة ما بها بالتحديد، فلف جسده إليها ليجدها تتراجع خطوة للخلف ورأسها أرضًا، تتحاشى التطلع إلى عينيه وكأنها بمجرد أن تراها ستجردها مما تختبئ به، تماسك جمال محاربًا مشاعره التي تحركت إليها فور لمساتها المفاجئة، فابتلع ريقه وهو يسأله بصوتٍ هامس: 
_قصدك أيه يا صبا؟ 
عادت لصمتها ويديها تفركان ببعضها البعض، أدمى شفتيه السفلية بغضب من عودتها لمخيم صمتها من جديدٍ، فسحب نفسًا وأخرجه بيأسٍ، ويده تعيد خصلاته المتمردة للخلف، فكاد بالابتعاد عنها مجددًا الا أن صوتها منعه: 
_هو أنت فين من حياتي يا جمال؟ 
تمعن بها، في محاولةٍ لفهم لغزها الثاني، الأ يكفيه محاولته لفك الأول!  ، فرفعت عينيها المتورمة إليه وقالت: 
_أنا لولا إني واثقة إن أنا اختيارك كنت فكرت إن في حد غصبك تتجوزني. 
ورفعت اصبعها إليه تشير له: 
_من يوم ما حطيت خاتمك في إيدي وأنا بصونك وبحافظ عليك بس إنت مصمم تكسرني وتخليني أحس بالنقص. 
جحظت عينيه في صدمةٍ ازدادت وتيرتها مع بوحها بما يقتلها: 
_كنت مقدرة ظروفك وعارفة بيها، اتجوزتني وفضلت معايا اسبوعين وبعدها سافرت وسبتني في مصر، كنت بموت وبتوجع وإنت بعيد عني بس بصبر نفسي إنك في يوم راجع، كفايا اني بسمع صوتك بس حتى دي حرمتني منها بقيت بتكلمني كل فين وفين تتطمن بس ان فلوسك وصلتني وإن والدتك وأهلك بخير! 

وازاحت دمعاتها وقالت وعينيها تواجهه بجرءة: 
_أنا كنت بموت وأنا لوحدي، وبخاف من كل شيء حواليا، بخاف من مسكة موبيلي بخاف من خروجي من البيت، بخاف من نظرات أي راجل ليا، بخاف أسمع اخواتي البنات واحنا متجمعين عندنا وبيتكلموا عن قرب أزواجهم ليهم، بخاف على مشاعري وإنت بعيد عني..بخاف يا جمال! 

واستطردت بوجع نازح يخنق رقبتها وأضلعها: 
_أنا مسبتش الشغل في مصر عشان الشركة قفلت زي ما أنا قولتلك، سبتها عشان كان في شخص هناك بيحاول يتقرب مني وأنا كل مرة كنت بصده بس كان جوايا رعب وخوف من ربنا طول ما أنا بفتكر كلامه ومغازلته ليا، أنا كنت بخاف أضعف يا جمال!! 

ازدادت صدماته ويده تعتصف بقوةٍ جعلت الدماء على وشك الانفجار من وريده المتعصب ومع ذلك بقى يستمع لها، فقالت والبكاء يؤنسها: 
_لما قولتلي إنك هتخلص أوراقي وهتبعت تاخدني فرحت إني هكون جنبك وهشاركك حياتي، بس اكتشفت إنك وإنت في مصر غايب عني وهنا بردو غايب عني، في الحالتين بتقتل!  وفوق كل ده مش عايزني أفكر إنت بعيد عني ليه، أنا شكوكي بإنك تخوني كانت أخر شيء فكرت فيه، أنا فقدت الثقة في نفسي، بقيت بحس إني في شيء غلط، إني مبقتش عجباك عشان كده مبقتش عايز تشوفني ولا تقضي وقت في بيتك. 

وصرخت بانهيارٍ يعصب به: 
_إنت فاكر يعني لما جيت هنا ولقيتك مع صحابك ده شيء هيريحني وينسيني شكوكي، ده قتلني قتلني أكتر من الأول. 
واستدارت تضم ذراعيها وهي تبكي بقهرٍ، وكلماتها الاخيرة تتحرر بصعوبةٍ: 
_ولسه واقف تهددني أنك هتسافرني مصر!  يا جبروتك يا أخي! 
وتركته وهرعت للغرفة، فحملت حقيبة يدها ثم أسرعت لباب الشقة، أعاق جمال طريقها،مشددًا على ذراعيها يشير لها: 
_مينفعش تنزلي دلوقتي. 
دفعته بكل قوتها وصرخت بعنفٍ: 
_مش هفضل معاك هنا ثانية واحدة، هرجع بيتي اللي إنت معتبره لوكاندا بتغير وتنزل. 
واسترسلت وعينيها تجرب الشقة بسخريةٍ: 
_أنا بنفسي هجبلك هدومك عشان توفر على نفسك مشوار كل يوم. 
وتركته وغادرت فجذب جاكيته ومفاتيح سيارته، ثم هرع من خلفها. 

ركضت صبا خارج المبنى تزيح دموعها بأصابعها، وجسدها يرتجف من فرط كبتها لصرخاتها، جرحت كرامتها حينما عبرت عن احتياجها إليه وامتناعه عنها!  ، كل خطوة تخطيها على رصيف الشارع تشعر وكأنها تدعس بها على ذاتها وقلبها الضعيف. 

احتضنت ذاتها تربت على نفسها وهي وحيدة في تلك الدولة الاجنبية، لا تعلم إلى أي طريق ستتجه بعد خروجها من المنزل برفقة سيارة أجرة تتبع سيارة زوجها للشركةٍ حتى وصلت خلفه لذاك المبنى. 

تناست أمر جنينها فأخفضت يدها تحتضنه وتمسد على بطنها وهي تردد ببكاءٍ حارقٍ: 
_أنا عارفة إنك مالكش ذنب تشاركني وجعي وحزني بس أنا دلوقتي ماليش غيرك يا حبيبي.
وطوفت الطريق من حولها بنظرةٍ متفحصة، فارتعب قلبها حينما لم تجد أحدٌ سواها، فتطلعت لمقاعد الانتظار المصفوفة على طرفي الطريق، واتجهت إليها، فجلست على المقعد ومازالت يدها تحتضن جنينها بخوفٍ، وعينيها تدور على الطريق برعبٍ! 
                                *****
نهض عن الأرض وهو يتابعها بنظرةٍ صلبة، تحاول تحمل اهانتها الصريحة لحبه، ومع ذلك منحها كل العذر، هل يستحق ما فعلته وستفعله، اقترب منها عمران حتى بات يقف خلفها، فلفحتها نسمة هواء عابرة جعلت شعرها يتطير ليلامس وجهه. 

أغلق عينيه تاركًا رائحتها تغزو أنفه، أرادها أن تبدد كل ما سبق له الاعتياد عليه، أراد أن ينعم بها وتظل رائحتها هي مبتغاه الوحيد، فتح عينيه على مهلًا، وأدارها إليه فوجدها تتهرب من لقاء عينيه! 

استغنت عن قوتها وقوة نبرتها الطاعنة لرجولته، رافضة أي قرب صريح منه، فدنى يطبع قبلة على جبينها وهمس لها: 
_أنا عارف إني أستحق، وجاهز لعقابك حتى لو كان غير محتمل، بس اللي مش هقبل بيه البعد! 
فتحت عينيها إليه، فتاهت داخل رماديته الجذابة، خفق قلبها بعنفٍ وكأنها تلامس طبول تصيح دون توقف، فأبعدت يديه عن كتفيها وتراجعت خطوات آمنة وهي تتمسك برداء قوتها الذي أوشك على السقوط أمامه: 
_إنت لسه مصدق نفسك، إنت شكلك وإنت بتتخانق معاهم ضربوك على دماغك وجالك فقدان ذاكرة!  
وابتسمت ساخرة رغم دموعها المتدفقة على خديها: 
_أنا مايسان بنت خالتك اللي فريدة هانم أجبرتك تتجوزني وإنت مضيعتش فرصة تهني فيها وكنت بتتمنى إني تخلص مني!  فاكرني ولا إنت بتشبه عليا؟ 
واقتربت تهمس جوار آذنيه بنفس لهجته الدانيئة المتعلقة بذكرياتها التي ترفض تركها: 
_شكلك مفتقد العاهرة بتاعتك وجاي هنا عشان تتسلى! 
وتراجعت وهي تحدجه بسخطٍ، ويدها تتجه اشارتها لباب غرفتها: 
_اطلع بره يا عمران ومتتخطاش حدودك مرة تانية معايا، أنا صبري نفذ معتش عندي اللي يخليني أنجبر أخضعلك، كنت فاكرة إني برد جزء بسيط من جمايل خالتي عليا بموافقتي بجوازي منك واستمراري فيه. 
وبحزنٍ شديد استطردت بما يؤلمها: 
_كنت شايفها عاجزة وأملها كله فيا إني أقدر أغيرك، بس للأسف أنت عمرك ما هتتغير ولا أنا ولا غيري هيقدر يفوقك. 
قست نظراته تجاهها، أتمحي حبها إليه الآن وتنسب بقائها لهذا السبب، وخر قلبه بوهنٍ، فكسر تعليماتها ودنى حتى بات قريبًا حد هلاكها، فأحاط وجهها بيديه وهو يستهدف عينيها: 
_بصي في عنيا وقوليلي أنك مبتحبنيش! 
مالت برأسها اعتراضًا للقائه الاجباري، فتمسك برأسها مستقيمًا من أمامه وهو يتابع بتعصبٍ: 
_بصيلي وقوليلي إنك متمنتيش في يوم قربي! 
تصلبت نظراتها وردد لسانها: 
_لأ يا عمران متمنتش، أتمناك ازاي وأنا شامة فيك ريحة الخيانة والزنا!  أنا حتى لو بحبك مش هقدر أديك الفرصة دي لأن لو خنتني بعدها هموت. 
ابتلع ريقه الجاف بصعوبةٍ وبديه تتحرر عنها، فاخفضت عينيها تبكي أمامه، دارت عينيه بالغرفة، فسقطت على مصحفها الوردي الموضوع على الكومود المجاور لفراشها، تركها واتجه إليه فحمله بين يديه وعينيه لا تفارقه، ثم هم إليها ليضع يده عليه وعينه مسلطة بها: 
_أقسم بالله عمري ما هرتكب الذنب ده تاني ولا هيكون في حياتي ست غيرك. 
التقطت منه القرآن الكريم وهي تبعده بغضب: 
_حرام اللي بتعمله ده، أنت فقدت عقلك! 
كان عاجزًا لا يعلم ما يفعله ليجعلها تثق به، ففرك جبينه بألمٍ وقد خرت قواه تدريجيًا، تسرب له فكرة جعلته يجذب حقيبة يدها، ليجذب منها جواز سفرها، أسرعت مايسان إليه تراقب ما يفعله باستغراب: 
_إنت بتعمل أيه؟ 
وضعه بجيب بنطاله ثم حملها بين ذراعيه ليتجه بها لغرفته وساقيها تندفع بعصبية بالغة: 
_نزلني واخدني فين؟  بقولك نزلني! 
وضعها على فراشه برفقٍ وقبل أن تصب عليه غضبها قال: 
_هتسمعيني وبدون ما أتعصب، سفر وخروج من هنا وطلاق انسي مش هيحصل، وإنتِ أكتر واحدة فهماني وعارفة أني عنيد وطايش وممكن أعمل اللي ميخطرش في بالك، أنا هسيبك تتخطي اللي حصلك النهاردة والضغوطات اللي أنا كنت السبب فيها، هديكي كل الوقت بس وأنتي معايا وقدام عيوني. 
زحفت للخلف حتى وصلت للوسادة ولحافة الفراش ومازالت نظراتها تتوزع عليه بارتباكٍ، فتركها واتجه للاريكة الموضوعة بنهاية الغرفة، ربعها لتصبح فراشًا صغيرًا وتمدد عليه وهو يخبرها:
_نامي واطمني أنا مستحيل هعمل شيء إنتي رافضاه، أنا مش حيوان! 
راقبته مايسان باستغرابٍ، بالرغم من الغضب المشتعل داخلها الا أن الأمر يروق لها، تمسكه بها حرصه على بقائها برفقته حتى لا تهرب بعيدًا عنه، قسمه بأنه لا يقترب من أنثى غيرها بالرغم من ارتكابه ذنبًا الا أنه هدأ من ثورتها. 

راقبته مايسان حتى غفلت عينيه، فتمددت على فراشه وعينيها لا تفارفه، تراقبه ببسمةٍ هادئة حتى غفاها النوم هي الاخرى. 
                                ****
أخرج جمال سيارته من الچراچ الخاص بالمبنى، وقادها باحثًا عنها كالمجنون، اختفى أثرها من أمامه وكأنها لم تتركه منذ خمسةٍ دقائق فقط، ترك سيارته بمنتصف الطريق وهبط يبحث بالجانبين من الطريق، وحينما لم بجدها صعد للسيارة متوجهًا لشقته وقلبه يكاد يتوقف من الخوف عليها. 

فتح بمفتاحه الخاص وولج للداخل فقابلته عتمة حالكة أكدت لها عدم وجودها ومع ذلك هرع للغرف يناديها بفزعٍ: 
_صبــــــــــا! 
كل غرفة ولجها ولم يجدها بها كان يزداد دوار رأسه، هي غريبة هنا بالمعنى الأوضح ليس لديها سواه هو، شدد على خصلات شعره بعصبية وهو يهمس بخوفٍ جنوني: 
_روحتي فين يا صبا؟! 
وجذب هاتفه يحاول الوصول إليها وهاتفها يرفض استقبال مكالماته كأنه يعاقبه عما فعله بها هو الآخر، جذب مفاتيحه وغادر صافقًا الباب من خلفه بقوةٍ كادت باسقاطه،  عاد لنفس الطريق وتلك المرةٍ يبحث بعناية وعينيها تدمعان بالدمع الساخن، كلماتها لا تتركه لتسفح جسده المرتعش فأصبح لا يسيطر على مقود سيارته من فرط ارتباكه. 

هبط جمال من السيارة وجلس أرضًا على الرصيف مستندًا برأسه على يديه وهو يحارب تخمينه بأن سوءًا قد مسها هي وجنينها، ربما أقدمت على  الانتحارها فما استمع إليه منها يؤكد المعاناة التي خضتها بسببه. 
ارتفع رنين هاتفه الملقي على تابلو سيارته، فنهض إليه سريعًا، جلس جمال على مقعده باهمال فور رؤيته اسمها، فحرر زر الاجابة يردد لها بلهفة رغم تباطئ نبرتها التي تشق التقاط أنفاسه المهتاجة: 
_صبا انتي فيــــــــــــن؟ 
أتاه صوت بكائها ورعشتها التي نقلت إليه: 
_جمال بالله عليك تعالى أنا خايفة أوي، أنا مش عارفة أنا فين آآ... أنا هموت من الخوف، متسبنيش هنا لوحدي وحياة أغلى حاجة عندك أنا ماليش حد هنا غيرك. 
تحررت دمعته واستكان رأسه خلف مقعده بطعنة مريرة، فابعدها عن وجهه وقال بثباتٍ مخادع: 
_إشرحيلي مكانك ومتخافيش هجيلك على طول. 
ردت عليه وهي تتلفت حولها: 
_أنا مشيت من الشارع اللي جنب العمارة اللي كنا فيها، آآ... أنا في مكان شبه الاستراحة وفي جنبي مكان شبه الماركت وجنب بنزيمة. 
تمكن من التعرف للمكان، شغل سيارته وقادها بسرعة ومازال يده تقبض على الهاتف وعينيه مرتكزة على الطريق، صامتًا لا يتحدث وكأنه يجاهد لإن يظل ثابتًا حتى يصل إليها. 

صوت أنفاسه المضطربة تصل إليها فتمنحها الأمان بأنه لم يغلق الهاتف بعد، فنادته وهي تستكين على العمود الحديدي المجاور لها: 
_جمال متتأخرش عليا.. آآ.. أنا بردانه! 
أغلق عينيه بقوةٍ ومازال يلتحف بالصلابة والثبات، وصل جمال للمبنى التابع لشقته المشتركة مع يوسف، وانجرف للشارع الجانبي مثلما أخبرته، قاد لدقائقٍ حتى وصل للمكان الذي وصفته، فترك الهاتف وهبط من السيارة يبحث عنها باستراحات الحافلات. 

سقطت عينيه عليها، فوجدها تستكين وهاتفها لآذنيها ومازالت تتحدث إليه، تضم جسدها المرتعش بضعفٍ، هدأ من انفعالاته فهو حقًا لا يريد أن يؤذيها يكفيه ما أخبرته به، فاستكمل طريقه حتى وقف أمامها. 
نهضت صبا إليه باسمة وهي لا تصدق وجوده، عينيه الحمراء تصلب جسده جعلتها ترتبك، وخاصة حينما تركها واتجه لسيارته يقودها ليصبح من أمامها بصمتٍ جعلها تنخضع للمقعد المجاور له بهدوءٍ، فأعاد القيادة متجهًا لشقتها، وطوال الطريق الصمت يحجرهما، وقفت سيارته فهبطت منها أولًا وصف هو سيارته ولحق بها، فما أن ولج للداخل حتى وجدها تغفو على الفراش بثيابها وتلف الاغطية من حولها. 

نزع عنها الغطاء ثم جذب راسخها يجبرها على النهوض، خشيت أن يصفعها لما فعلته ولكنها وجدته يضمها إليه بقوةٍ لم يفعلها يومًا، تخشبت ذراعيها ولم تعلم كيفية التعامل مع وضعه؟ 

وبصعوبة بالغة أرغمت يديها على وضعهما على ظهره، فزاد تمسكًا بها، تحررت دمعاتها فأفرغت ما منعته عليها وبكت بصرخات أوجعته، انهارت ببكائها داخله ولم يمنعها بذلك، بل شدد من ضمه لها وكأنه يود أن يمزق كل عائق وضعه بينهما يومًا، تشبثت به يدها وكأنه أخر أمل لنجاتها، ودموعها تنهمر على رقبته وكتفه، فجلس بها على طرف الفراش. 

مرت نصف ساعة ولم تهدأ انتفاضة جسدها بين ذراعيه، ولم يحاول أن يهدءها، تركها تخرج ما بها خشية من أن لا يصيبها السوء، يكفيها كبت ما يزعجها طوال تلك الاشهر، فما أن شعر بها تستكين أخيرًا على صدره، فمسد على ظهرها وهو يجاهد لخروج صوته، فقال بتلعثمٍ: 
_حقك عليا يا صبا أنا غلطت وغلطي كبير، متعودتش أشيل حد معايا في همي وغصب عني خليتك جزء منه. 
رفعت عينيها إليه بدهشةٍ من حديثه، زوجها غامضًا للغاية، لم يسبق لها سماعه يقص لها عن حياته، حتى أصدقائه وعمله، طالعته باهتمام وجده بحدقتيها، فرفع إبهامه يزيح عنها دموعها وهو يخبرها بحزنٍ يتعمق داخله: 
_الدنيا مضيقة عليا أوي يا صبا، ماما محتاجة عملية في أسرع وقت والدكتور اللي ماسك حالتها مازال بيأكد عليا بيها كل ما بتروح  تتابع عنده، وأنا عاجز يا صبا العملية مكلفة جدًا، لو دفعتها مش هيكون عندي رأس مال للشركة ولا هقدر أكمل في مصاريف تعليم أخويا ولا جهاز مها أختي فرحها متحدد على أخر السنة، أنا عاجز بين اختيارات كلها أبشع من بعض، لو الشركة وقعت مش هقدر ابعتلهم فلوس كل أول شهر ولا هقدر أكمل مصاريف الادوية،  فكرت إني أستلف المبلغ من يوسف أو عمران بس مقدرتش أنا متعودتش أطلب حاجة من حد ولا أستغل صداقتي بيهم! 
برقت له بصدمةٍ من تحمله كل تلك الأعباء بمفرده، أين كانت مما يواجهه، رفع جمال عينه إليها يستطرد بندمٍ: 
_مهما كان اللي بواجهه صعب مكنش ينفع أعاملك بالشكل ده وأنسى واجباتي تجاهك. 
وتابع وهو يحاوط يديه بوجهها وابتسامته الجذابة تنير وجهه الحزين:
_بس والله بحبك وفضلتك عن مسؤولياتي، خوفت تضيعي مني عشان كده اتقدمتلك على طول ومقبلتش استنى لما أعدي بكل اللي بمر بيه ده، مكنتش أعرف أنك هتتأثري بمشاكلي، حتى لو مكنتش بتكلم... أنا آسف يا حبيبتي. 
هزت رأسها ترفض سماعها لاعتذره، وقالت ببكاءٍ وصدمة: 
_كل ده مخبيه جواك وبتواجهه لوحدك يا جمال، أنا اللي آسفة أنا اللي أنانية. 
جذبها لاحضانه مجددًا وهو يهمس بصوته الخافت: 
_لأ يا صبا أنا اللي غلطت ولازم تسامحيني. 
وطبع قبلة على جبينها وهو يخبرها بصدقٍ: 
_أوعدك إني هعوضك عن كل ده ومش هفارق بيتي تاني. 
ورفع وجهها إليه مقتربًا منها بمشاعره المتمردة على عاطفته، فضمته بشوقٍ برحيقها ليغردهما عش غرامهما معًا بعد أن سقط السد المحاط بهما أخيرًا. 
                           ********
قاربت الساعة على الثالثة صباحًا ولم تتمكن من النوم بعد، مازالت جالسة على فراشها تسند ظهرها للوسادة وعينيها هائمة بالفراغ، تتذكر ما حدث معها بمقارنة تذبحها.. 
##
وجدته يدنو منها ويده موضوعة على خصرها بجراءةٍ لم تحبذها شمس مطلقًا، فكانت ترسم بسمة مصطنعة بوجوه من أمامها وتلتفت إليه بين الحين والأخر مرددة: 
_راكان إبعد لو سمحت مينفعش اللي بتعمله ده. 
منحها بسمة صغيرة ودنى يهمس لاذنيها بانفاسه التي اشمئزت منها: 
_أيه اللي عملته يا بيبي، أمال لو مكناش عايشين في انجلترا! 
وتابع وهو يجذب الشال الأبيض المغطي لجسدها العلوي، بضيقٍ: 
_ثم أيه القرف اللي أنتِ لابساه ده، عايزة تداري على جوهرة من الالماس بشال رخيص زي ده! 
جحظت مما فعله، فتطلعت للشال الملقي أرضًا بصدمةٍ، ومنحته نظرة صارمة اتبعها حديثها المستنكر: 
_أيه اللي عملته ده الفستان دهره مكشوف! 
نفث دخان سيجاره الثمين، قاصدًا أن يطولها: 
_وماله يا بيبي، هو حد هيسيب الجوهرة وشكل الفستان اللي هياكل منك حتة وهيبص على دهرك! 
غامت الاجواء من حولها فبدت ترى ذاتها وسط سحابات تحوم بها، تطلعت له وهو يتبادل حديثه مع اصدقائه وكأنه لم يقترف شيئًا بها، فألمها قلبها لما هو قادم إليها، ترنح لها موقف آدهم حينما أحاطها بالشال الأبيض ليخفي ظهرها في حين أن ما يسمى خطيبها يريدها عارية أمام رجال الطبقة المخملية! 

تلقائيًا بحثت عينيها عنه بعيدًا وسط رجال راكان، وجدته يستند على السيارة ويتحدث لهاتفه، وفجأة رآها تتطلع له بأعين باكية! 

أخفض آدهم هاتفه عن آذنيه بدهشةٍ من أمرها، لهفته واهتمامه كانت تنبع بحدقتيه التي تتابعها، انسحبت شمس عن طاولة راكان مبتعدة لركن متواري عن الأعين، فجذبت المقعد وجلست تحتضن وجهها على الطاولة. 

لفحتها نسمة هواء عابرة جعلت جسده يرتجف مفتقدًا للشال الذي تركه راكان أسفل الأقدام، ترقرقت عينيها بالدمع وفاضت بما يزعجها، وفجأة احتضنها الشال من حولها، وحينما استدارت كان أملها بأن نخوته أيقظته فعاد إليها، ولكن عادت لتتفاجئ بآدهم يقف قبالتها، فتحرك ليجلس على المقعد المقابل لها متنحنحًا بحرجٍ لاقتحامه جلستها المنفردة: 
_تقريبًا وقع منك. 
ورددت بمرحٍ وابتسامته لا تفارقه: 
_وتقريبًا بردو إنك بتهربي من الحفلات المملة يا أما فوق السطوح يا بره! 
حدجته بنظرة جامدة لا توحي بالنيران المشتعلة داخلها، فترقبها آدهم بقلقٍ فشل باخفاءه، فسألها بشكلٍ مباشر: 
_مالك يا شمس حصل حاجة؟ 
أجلت أحبالها المبحوحة من فرط البكاء: 
_الباشا بتاعك شاف إنه ماليش داعي أبقى محبكاها بالشال، الظاهر إنه عايزني أكون فرجة لصحابه. 
تجهم تعابيره بغضبٍ إلتمسته حتى وإن بدى هادئ، رزينًا، فأعاد ظهره لخلف المقعد قائلًا: 
_متزعليش هتلاقيه متقل حبتين بالمشروب. 
وتابع بهيامٍ بها وبكلمات دقيقة: 
_مفيش حد يستاهل دمعة من عيونك يا شمس حتى لو كان راكان، متسمحيش إنه يفرض عليكي شيء حتى لو مش حابة تكوني هنا، خدي عربيتك وإرجعي البيت متخلهوش يفرض وجودك بمكان ولبس مش حباه. 

عادت من شرودها بدمعاتٍ لم تتركها، وبسمة صغيرة مدونة على شفتيها، خلفها فارس أحلامها وجوارها شخص مفصل بمقاس خاص صنعته فريدة هانم! 
                            ********* 
رفض العودة للمنزل وفضل البقاء بمكتبه، يكاد رأسه ينفجر من شدة الصداع الذي يهاجمه، يحاول جاهدًا الاسترخاء حتى وإن رفض جسده لنصائحه الهامة. 

نهض علي وإتجه لغرفتها، لا يعلم ما الذي ساقه إليها بذاك الوقت، فقد اقتربت الشمس بموعد اشراقها ومازال النوم يخاصمه، فتح علي باب غرفتها واستند بجسده على بابها يتأملها بحزنٍ، كان يريد فرصة واحدة يخفف بها آلامها ولكنها رفضت حتى التفكير بالأمر، نفث ما بداخله وهو يهم بالمغادرة، فأوقفه تأوهاتها المرددة بنومتها، اتجه علي لفراشها فوجدها تحارب كوابيسها والعرق يتصبب على جبينها بغزارة. 

دمعاتها لا تفارق وسادتها وأصابعها منغرسة بغطاء الفراش بعشوائيةٍ، هرع علي للكومود الطبي المجاور لها، فجذب الأبرة يحقنها بالمهدأ وتوقف فجأة حينما تذكر حالة الفزع التي تنتابها فور رؤيتها لها، فجذب الأقراص البديلة وسكبها بكوب ملئ نصفه بالمياه، ثم هزها برفقٍ وهو يناديها: 
_فطيمة... فوقي. 
لم تستجيب له ببداية الأمر، فهزها مرة أخرى حتى استجابت له، فوجدتن يقدم لها الكوب وهو يحثها برفقٍ: 
_اشربي. 
تناولت ما بيده باستسلامٍ تام، حتى شعرت بارتخاء عضلاتها المنقبضة، فوضع علي وسادة من خلفها وتركها تهدأ من انفعالاتها رويدًا رويدًا، حتى سكنت تمامًا، فقال ببسمةٍ هادئة: 
_مرضتش أديكي الحقنة واستبدلتها بأقراص عشان بس تعرفي غلاوتك عندي. 
ابتسمت رغمًا عنها على كلماته، ولزمت الصمت حتى وجدته يعتدل بجلسته قائلًا: 
_لسه مصرة على دكتور غيري؟ 
وتابع بمزحٍ:
_مكنتش أعرف أني رزل وتقيل عليكي أوي كده. 
تملكها الخجل وهربت منها الكلمات، فكيف ستخبره بأنها لا تجيد الأمان الا في حضرته، كيف تخبره بأنها تنتظره كل صباح بلهفةٍ، كيف تخبره بأنها تغار على الزهرات التي يحضرها لها كل صباحٍ فتود أن لا تلامسها أيد الممرضات ولا أحدٌ سواها. 

ربع يديه وهو يتراجع بظهره للمقعد، مستندًا برأسه على طرفه، وقدميه مسنود على أخر الفراش، قائلًا بشرود: 
_كان نفسي تديني فرصة أثبتلك فيها حبي يا فطيمة. 
وعاد يتطلع إليها فوجدها بدأت تستجيب للمهدأ فتحارب جفنيها الثقيل باستماتةٍ، مال علي بجسده على الكومود، ومازال يردد بهمسٍ خافت: 
_أنا عارف إن الموضوع صعب عليكي بس دي الحقيقة أنا بحبك وجاهز أخوض معاكي الحرب اللي بتهربي منها. 
وتابع وعينيه بدأت باستجابتها للنوم بارهاقٍ: 
_وحتى لو رفضتي حبي هفضل جانبك. 
واستسلم للنوم الدافئ الذي هاجمه على الطاولة فأغلق عينيه باسترخاءٍ تامٍ. 
                              ********
مع اشراقة صباح يومًا جديدًا، انتفضت بنومتها حينما استمعت لصوت والدتها المتعصب تناديها: 
_شمس قومي كلميني. 
استقامت بجلستها وهي تفرك عينيها بنومٍ يداعب حدقتيها الناعسة: 
_خير يا مامي في أيه؟ 
جلست فريدة بكنزتها السوداء المنسقة على بلوزة بيضاء وحزامًا من الجلد يطوق خصرها، رافعة شعرها المصبوغ للأعلى، لتحدجها بنظرة مشككة قبل أن تطرح سؤالها: 
_أيه اللي حصل إمبارح في حفلة إميلي؟ 
انقشع لون بشرتها الصافي، وتلعثمت حروفها: 
_مآآ... آآ.. محصلش حاجة، حضرتك بتسألي ليه؟! 
أظلمت حدقتيها وطرقت على الكومود بغضبٍ: 
_متكذبيش عليا يا شمس، تالا هانم كانت في الحفلة مع جوزها ولسه قافلة معايا حالًا وقالتلي على اللي عمران عمله في إميلي وألكس الحقيرة، وقالتلي كمان أن مايسان كانت طالعة معيطة وأنا واثقة إنها مستحيل هتتكلم وهتحكيلي شيء، فانطقي وقوليلي أيه اللي حصل إمبارح بالظبط وبدون لف ودوران! 
                              *******
انكمشت بانزعاجٍ حينما تناثرت قطرات من المياه الباردة على وجهها، فتحت مايسان عينيها بانزعاجٍ، فوجدته يبتسم متعمدًا أن تتساقط المياه من شعره عليها، انتفضت بمنامتها وتراجعت للخلف وهي تصيح به: 
_إنت بتعمل أيه؟ 
ابتسم وهو يجفف شعره بالمنشفة المحاطة برقبته قائلًا ببرود: 
_خوفت تروح عليكي نومة والنهاردة ورانا اجتماع مهم ولا نسيتي؟ 
ابتلعت ريقها بارتباك، فابعدت نظراتها عنه محذرة إياه: 
_متقفش قدامي كده تاني احترم نفسك. 
قهقه ضاحكًا وهو يغادر لخزانته فارتدى بنطاله وخرج يزرر قميصه الأسود مشيرًا لها بحاجب مرفوع: 
_إنتِ لسه هنا؟! 
ذمت شفتيها بغضبٍ: 
_ما أنت جبتني هنا بالبيجامة هخرج لاوضتي ازاي وعلي بره؟! 
عقد جرفاته مرددًا بغمزة مشاكسة: 
_علي في المستشفى خدي راحتك. 
أزاحت الغطاء عنها ونهضت على استحياء، فاتجهت لغرفتها سريعًا وأبدلت ثيابها لفستانٍ باللون الأسود، وحجابًا مطرز بفراشات من اللون الوردي، انتهت وهبطت للأسفل فوجدت خالتها بانتظارها وعلى ما يبدو من وجه شمس الواقفة خلف مقعدها بأن هناك أمرًا مخيفًا. 

نهضت فريدة عن المقعد وأسرعت إليها تتساءل وعينيها تفترسها: 
_مايا حبيبتي، إنتِ كويسة؟ 
وتفحصت جسدها بأعين تسعى لاخفاء دمعاتها: 
_حصلك حاجة؟! 
ارتعبت فور تخمينها معرفة خالتها بما حدث لها، وخوفها الأكبر على عمران، الذي وصلت خطوات حذائه للأسفل، فأصبح أمامهم يردد ببسمة هادئة: 
_صباح الخير يا فريدة هانم. 
تركت فريدة يد مايسان واتجهت لتقف قبالته، تضم ذراعيها لصدرها وعينيها تشتعلان بغضب جعله يسحب أنظاره لشمس التي تترقب ما يحدث ببكاء جعله يتأكد من ظنونه، فقال بخشونة: 
_أنا أخدت حقها من الكلاب دول وأولهم ألكس. 
خرج صوتها هادئ غير المعتاد: 
_حق!!  الزبالة اللي إنت كنت بتتحداني عشانها كانت عايزة تدمر بنتي ووقف تقولي حق! 
وقطعت مسافتهما حتى باتت قبالته: 
_تعرف يا عمران أنا كنت فاكرة إن كل اللي بعمله ده هيجيب فايدة وهتتغير بس الظاهر كده إني جيت على بنتي بزيادة أوي عشان بني آدم حقير زيك ودلوقتي حالًا هتطلقها أنا مش هسمحلك تضيع مايسان يا عمران مش هسمحلك. 
وصرخت بعصبية هزت أرجاء المنزل: 
_ارمي عليها يمين الطلاق وحالًا. 
ارتعش جسدها بعنفٍ وكأن ساقها مرنة لا تصلح لتحملها، لحظة قاسية خاضتها ولكنها تلبست بالصمت لرغبتها بمعرفة اجابته الصريحة، ها هي خالتها تحرره من العلاقة التي ود الخلاص منها، نقلت نظراتها إليه وبداخلها رعبًا من سماع اجابته. 

انتقل عمران ليجابه والدته ورماديته لا تحيل عنها، صمته الطويل جعل فريدة تتطلع له بدهشةٍ وخاصة حينما مد يده بجيب جاكيته ليخرج منها عدد من الكريدت كارت ومفاتيح، فتح عمران كف والدته ليضعهم بها قائلًا بثبات: 
_أنا مش عيل صغير عشان تجوزيني وتطلقيني بمزاجك، المرادي مش محتاجة تهدديني بشيء، أنا صحيح تعبت في الاسهم الخاصة بشركات بابا الله يرحمه بس هقدر بشركتي أحقق اللي حققته من تاني... 
واخفض عينيه وهو يخبرها جملته الاخيرة: 
_أنا مش هطلق مراتي لو انطبقت السما على الأرض، عن إذنك يا فريدة هانم. 
وتركها وغادر على الفور، فاستدارت مايسان تراقبه ببسمة ارتسمت على شفتيها رغم الدموع التي خانتها، حتى فريدة اعتلى وجهها ابتسامة مريحة زارتها بعد عناء، والآن باتت مطمئنة بأن هنالك أملًا باكتمال علاقة ابنتها مايسان بابنها العنيد المشاكس. 
                                 *********
عادت الذئاب تحيط بها من جديدٍ، تمزق فستان زفافها الأبيض لتعري جسدها للأعين، توسلت لهم بتركها ويدها الهزيلة تحاول ستر جسدها عن أعينهم، ولكنها لا تمتلك القوة لمحاربة تلك القوة الذكورية، نهضت فطيمة وهي تصرخ بفزعٍ: 
_لأ. 
انتفض علي بنومته الغير مريحة، فهرع إليها مرددًا بقلقٍ: 
_فطيمة، متخافيش ده كابوس. 
استدارت برأسها إليه، لم تصدق أنه ظل لجوارها من الأمس حتى الآن، فأمسكت بيده دون وعي منها ووضعت وجهها الباكي على باطنها، ورددت بلهاثٍ مقبضٍ: 
_علي! 
رقص قلبه طربًا لسماع إسمه دون ألقاب حاملة منها، ازدرد ريقها الجاف وهو يجاهد توتر حركة جسده الذي يرفض التفاعل معها لخطيئة الموقف، لا يود أن يبعدها عنه يود ضمها ولكن لا يجوز له فعل ذلك، بالرغم من عشقه وفرحته العارمة الا أنه كان قويًا فسحب يده منها وجلس محله من جديدٍ وهو يشير لها: 
_اهدي يا فطيمة كل ده كوابيس ملهاش وجود غير في دماغك أنتِ بس. 
بدأت أنفاسها تهدأ رويدًا رويدًا، فاعتدلت بجلستها وهي تراقبه على استحياء، ضم ساقيه لبعضهما وهو يتفحص ساعته، ثم قال بمكرٍ: 
_ها يا فطيمة لسه عايزة تغيري الدكتور؟ 
أخفت عينيها عنه، وهزت رأسها نافية دون أن تريه حدقتيها، فابتسم وهو يهمس: 
_يعني هتديلي فرصة؟ 
تطلعت له تلك المرة بعجزٍ تام:
_بس آآ.. 
قاطعها بحدةٍ فجأتها: 
_لو موفقتيش عليا هتجوزك غصب عنك كفايا بقى شهرين تعارف في مصر و8شهور بانجلترا لسه عايزة عشرة أطول من كده. 
لعقت شفتيها وتوترت حركة جسدها وهي تخبره بحياء: 
_خايفة تندم على قرارك ده. 
ردد مستنكرًا: 
_أندم!!  فطيمة إنتِ مش فاهمه أنتي بالنسبالي أيه عشان كده أنا عذرك. 
تهربت منه مجددًا وهى تسترسل: 
_هيحصلك مشاكل مع عيلتك بسببي. 
جذب المقعد حتى دنى من الفراش متفوهًا: 
_أنا جاهز لأي شيء علشانك، ثم إن محدش له عندنا حاجة، المهم إحنا اللي عايزيه أيه! 
                                *******
ولج عمران لمكتبه بغيظٍ يعتليه لما تفعله والدته، ألا يكفيه ما يمر به حتى يجدها بوجهه كالبركان الثائر، استعاد تنظيم أنفاسه وجذب الملفات الموضوعة من أمامه يحاول العمل بتركيزٍ،  صب غضبه القاتل على عمله فظل طوال اليوم يعمل بمكتبه حتى غادر الجميع ولم يتبقى سوى السكرتير الخاص به ومايسان التي مازالت بمكتبها، فجلس يعمل على أخر ملف بعدما أبلغ العامل بصنع كوبًا من القهوة إليه، فتسلل لمسمع عمران أصواتًا مزعجة أمام مكتبه، فنهض عن مقعده وفتح بابه ليتفاجئ بوجودها بالخارج تود الدخول والسكرتير الخاص به يحاول إيقافها، تقوس حاجبيه بغضبٍ وانطلق صوته الرعدي: 
_ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟! 
تركت ألكس السكرتير واتجهت إليه تخبره بقناع دموعها الزائف: 
_عمران هناك شيئًا هامًا أريد الحديث معك به. 
أغلق عينيه بقوة وهو يهدأ الوحش القابع بداخله، لا يرغب باثارة اللغط حوله بمكان عمله، لذا قال بهدوء مصطنع: 
_تفضلي للداخل. 
ولجت ألكس للداخل ببسمة انتصار وكأنها على وشك السيطرة عليه من جديدٍ، بينما أشار عمران للسكرتير : 
_غادر أنت جاك. 
انصاع إليه وجمع أغراضه وتوجه للمغادرة لتخلوا القاعة من أمامه فتسنى له رؤية مايسان التي تقف على الباب الخارجي بصدمة من وجود ألكس، بعدما كانت تستعد للرحيل، فمنحته نظرة منكسرة قبل أن تتجه مكتبها. 

نفخ بضيق وولج للداخل ليكن بمواجهتها، فهدر بانفعالٍ: 
_يا لكِ من وقحة، كيف امتلكتي الجرءة للقدوم هنا بعد ما فعلتك؟! 
رمشت باهدابها ليتساقط عنها دموع الأفاعى، فأمسكت معصمه الصلب وهي تتحدث ببكاء: 
_عمران حبيبي لقد أخطأت بحقك، أعتذر لك حقًا، لا أعلم ماذا أصابني كنت أريد أن تتخلص منها حتى يتسنى لنا الزواج. 
سحب ذراعه منها وأنفضه وكأن مسه قذارة جعلته مشمئزًا، فغام بعينيه بمكرٍ ساخر: 
_هل سبق لي الحديث عن أمر زواجنا لا أتذكر ذلك؟ 
جحظت عينيها صدمة، فرددت بصعوبة بالحديث: 
_ماذا دهاك عمران؟  أولست أنت الذي تريد الزواج بي؟ 
وضع يده بجيب بنطاله ليجيبها ببرود: 
_كنت ذاك الأبله والآن انتهى كل شيء وأوله لقائنا، لا أريد رؤية وجهك القبيح مرة أخرى. 
وحدجها بنظرةٍ ثاقبة وهو يقول بانتشاءٍ: 
_بشأن الليالي المقززة التي قضتيها برفقتك سبق لكِ أن تقضيتي حقها. 
واستدار مولياها ظهره في نفس لحظة دخول العامل بالقهوة، فانتظر حتى وضعها على سطح مكتبه ثم قال وعينيه تبعد الستائر عن الشرفة الزجاجية: 
_والآن غادري، ولا أريد رؤية وجهك مرة أخرى. 
اشتعلت غيظًا لما استمعت له، فملأها الحقد والكره الشديد وحسرة فقدان المال، نقلت نظراتها لقهوته الموضوعة على مكتبه بنظرة شيطانية، وفتحت حقيبتها مستغلة أنه مازال يولياها ظهره، فجذبت القنطر الصغير بحقيبتها، ووضعت بضعة قطرات ثم غادرت على الفور وهي تردد بهمس شيطاني: 
_إن لم تكن لي لن تكون لغيري عمران! 
                                   ******
جابت غرفة مكتبها ذهابًا وإيابًا، لقد أقسم لها بأنه لن يرتكب تلك الفاحشة مرة أخرى، إذًا لما سمح لها بالدخول لمكتبه، قضمت أظافرها بغضب، واتجهت سريعًا لمكتبه حينما لم تعد تتمالك أعصابها، دفعت مايسان مكتب عمران فوضع قهوته التي ارتشف منها القليل، ليبتسم مرددًا باستغراب: 
_مايا إنتِ لسه هنا! 
طافت عينيها المكتب بنظراتها المحتقنة بالغيرة والغضب، فأعاد ظهره للمقعد وهو يجيبها مبتسمًا بتسلية: 
_طردتها متقلقيش. 
ارتبكت من حديثه وجلست قبالته على المقعد الجانبي مرددة وهي تعدل من طرف حجابها دون اكتراث: 
_وأنا يهمني في أيه موجودة ولا لأ، أنا كنت آآ.. 
راقبها وهي تبحث عن حجة لبقائها حتى تلك الساعة المتأخرة باستمتاعٍ، فنهضت وهي تجذب حقيبتها: 
_أنا فعلًا اتاخرت ولازم أمشي عن اذنك. 
وقف وهو يشير لها ببسمته الجذابة: 
_مايا استني أنا كنت بآآ.. 
ابتلع كلمته متأوهًا بألمٍ فجأه بحدته: 
_آآه. 
التفتت مايسان إليه بلهفةٍ، فوجدته يرتد لمقعد مكتبه ويده تتمسك بجبهته بألمٍ، هرعت إليه تناديه بهلعٍ: 
_عمران مالك؟! 
رد عليه وهو يرسم بسمة صغيرة:
_الظاهر إني ضغطت على نفسي في الشغل النهاردة. 
على رنين هاتف مكتبه، فضغط على الزر الاوسط وهو يجيب دون رفع السماعه: 
_ألو. 
أتاهما صوتها الشامت تجيب: 
_أرى أنك مازلت على قيد الحياة، أوه بيبي كم كنت أشتاق أن أضمك لصدري قبل أن ترحل عني. 
جحظت عين مايسان بصدمة جعلتها ترتد للخلف لتستند على الحائط ويدها تكبت فمها الواشك على الصراخ، بينما راقب عمران الهاتف وما يحدث معه باستغرابٍ، وبصعوبة تحدث: 
_ماذا تقصدين؟ 
أخبرتها بضحكاتها الساخطة: 
_هل أعجبتك القهوة؟  كانت لذيذة أليس كذلك؟ 
وأغلقت الهاتف وصوت ضحكاتها تغدو أعلى من سابقتها، تحرر صوت مايسان بصعوبة وهي تردد من بين بكائها الحارق: 
_عمران... لأ.

اجتاحه ألمًا عظيمًا يحتل بطنه، حرارة تطوف ببشرته، فنزع عنه جرفاته وفتح أزرر قميصه وهو ينهج كمن كان بسباقٍ، أصعب ما يؤلمه أن يلقى حتفه أمامها، وكأنه كتب عليه العذاب عليها بمحياه ومماته. 

تلبس بسمة صغيرة مخادعة وهو يشير بيده لها: 
_أنا مشربتش القهوة كلها. 
استجابت لاشارة يده فدنت منه وهو يستكمل: 
_أنا كويس متقلقيش. 
أمسكت يدها المرتشعة بكف يده، وهي تردد بارتباك: 
_آآ... أنت شربت منها... آإ... أنت لازم تروح المستشفى بسرعة... آآ.. أنا.... آآنا.. آسفة أنا.... أنا. 
حاوط وجهها بيده وقد احمر وجهه من فرط حرارته، حتى عينيه اصبحت بلون الدماء، جاهد عمران لخروج كلماته الثقيلة: 
_كان نفسي أعوضك عن كل أذى اتسببتلك فيه، سامحيني يا مايا، سامحيني أنا كنت مغفل ومستحقش حبك ده. 
صرخت به وهي تبتعد عنه كليًا: 
_لأ... لأ... إنت مش هتسبني، مش هتسبني يا عمران لأ. 
حاول النهوض عن مقعده وهو يراها تتراجع للخلف وتصرخ بجنون، خطى إليها بخطواتٍ غير متزنة ويده تحيط ببطنها المشتعلة، هامسًا بتعبٍ: 
_مايا. 
سقط عمران أرضًا بعدما قطع نصف المسافة بينها وبين مكتبه، رؤيتها لعزيزها المغرور متمدد أرضًا جعلها تعود لارض الواقع، فهرعت إليه تسند رأسه إلى ساقيها، تشبث بها عمران حتى استقام بجلسته قبالتها فعاد يهمس لها بوجعٍ: 
_مايا.. سامحيني يا حبيبتي سامحيني. 
هزت رأسها نافية وهي تصرخ مجددًا ببكاء منفطر: 
_مش هيجرالك حاجة، هموت يا عمران.. آآآ... أنا بحبك. 
اغلق عينيه وهو يستند على كتفها هاتفًا بهمسٍ ضعيف: 
_عارف... ومستحقش حبك ده.
وأغلق عينيه وهو يتأوه كلما ازداد به الألم، فاسندت جسده للاريكة، وأسرعت لهاتفه الموضوع على المكتب وهي تردد بانهيار: 
_علي... هكلم علي. 
وبصعوبة بالغة حررت زر الاتصال به ويدها تكبت شهقاتها محاولة عدم التطلع له حتى لا تتوتر بما تبقى لديها لانقاذه، اتاها صوت علي  الذي يظن أخيه المتصل: 
_عمران أخبارك؟ 
_علي.. إلحقني يا علي، عمران... عمران شرب سم كانت في القهوة، علي أرجوك عمران بيموت. 
_مايا إهدي وفهميني عمران ماله؟! 
ببكاء قالت: 
_عمران شرب سم يا علي، وحالته صعبة مش عارفة أتصرف ازاي أنا لوحدي معاه في الشركة، أرجوك. 
بالرغم من صدمته الطاحنة ولكنه اجابها سريعًا:
_حاولي تخليه يرجع اللي شربه يا مايسان وأنا دقايق وهكون عندك متقلقيش. 
وأغلق الهاتف سريعًا ليهرع إليهما بعدما طلب الاسعاف لتكن بطريقها لاخيه وقلبه يكاد يتوقف من فرط الرعب. 
                             ******
صنعت مايسان محلول من الملح، وأسرعت تجاه عمران الجالس أرضًا، تضع الكوب على فمه وترجته ببكاء: 
_عمران إشرب ده عشان خاطري. 
فتح عينيه بصعوبة وهو يتطلع لما تحمله، فحاول ابتلاعه وما أن ارتشفه حتى أفرغ ما بمعدته، واستلقى أرضًا ينازع بضعف، ومازالت تتمسك به باكية متوسلة: 
_عمران حاسس بأيه؟ 
فتح رماديته الداكنة وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه، فلم يستطيع اجابتها تلك المرةٍ ودفن رأسه بعنقها، مغلق العينين بإرهاقٍ، رفعت مايسان رأسه إليها ونادته بفزع حينما وجدته ساكنًا: 
_عمــــــــــــــــــران.... لأ متسبنيش يا عمران. 
استند بجسده على الاريكة وصوته المتقطع يصل لمسمعها بصعوبة: 
_غصب عني يا مايا.. غصب عني يا حبيبتي... أنا آسف. 
إسود العالم من حولها، فراقبته بصدمة وهو يغلق عينيه وإتكأت على معصمها على وقفت. 

دنت مايسان من مكتبه وعينيها مسلطة على نصف القهوة الموضوعة بالفنجان، دموعها تموج على وجهها دون توقف، فخطفت نظرة سريعة لعمران المستند برأسه على طول ذراعه الممدود على جسد الاريكة الجلدية، ورفعت الكوب إليها تبكي بصوت ازداد عن مستواه فجعل عمران يجاهد لفتح عينيه باحثًا عنها جواره حتى وجدها قريبة من مكتبه تحمل هلاك موتها بين يدها. 

ارتعبت نظراته وهو يحلل ما تفعله أمام عينيه، فجاهد ليخرج صوته الهزيل: 
_مايا.. لأ... أوعي تعمليها. 
عادت لتتطلع إليه لتخبره ببكاء: 
_مقدرش أعيش من غيرك. 
حاول النهوض ليمنعها فاختل توازنه وسقط أرضًا ومع ذلك لم ييأس زحف حتى وصل إليها ليترجاها بخفوتٍ: 
_أنا كويس سيبي الكوباية عشان خاطري، بلاش أنا محتاجك جنبي. 
وامسك بيدها يجذبها حتى جلست على قدمه فأمسك عنها الكوب وأسقطه أرضًا واحتضنها بقوةٍ وهو ينازع للرمق الأخير، ذراعيه تعتصرها، يجاهد حتى لا يفقد وعيه فتفعل شيئًا جنونيًا بنفسها. 

كان يعلم بحبها مسبقًا، ولكنه لم يعلم بأنها تعشقه لتلك الدرجة التي تجعلها تضحي بذاتها لأجله، شدد عمران من ضمها حتى استكان على رأسها فثقل جسده عليها، لدرجة بدت هي التي تحمله وليس هو، تنفست  مايسان ببطءٍ وتحاول أن تجبر ذاتها على التطلع إليه، فرفعت وجهها إليه فوجدته يسقط أرضًا فاقدًا للوعي، فتحررت صرخاتها التي رجت جسد علي المندفع للداخل: 
_عمــــــــــــــــــران! 
.......... يتبع........... 
#صرخات_أنثى.... #الطبقة_الآرستقراطية... #الاقوى_قادم...
كل سنة وحضراتكم بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك،بعيدًا عن التفاعل السيء لرواية مختلفة زي دي فأنا في موقف صعب ما بين وعدي باشباح المخابرات ثالث أيام العيد المبارك، ومش قادرة أنزل باقي الرواية برمضان، الواضح ليا اني مستحيل هكروت عمل عشان عمل تاني،انا اختارت نوڤيلا فاطيما وهكملها باذن الله وفور الانتهاء منها هيتم بدء ملحمة أشباح المخابرات،انا وعدت اني هوصل قصة مايسان وصبا وغيرهم من البطلات،لو لينا لقاء قريب هيكون باستكمال صرخات أنثى،هي مش كبيرة وهنستكمل بعدها اشباح المخابرات..متنسوش التفاعل نختمها بتفاعل كبير...بحبكم في الله ♥ 
********________**"*****
تعليقات



×