رواية حرم الفهد الفصل السادس 6 الجزء الثالث بقلم سميه أحمد






رواية حرم الفهد الفصل السادس 6 الجزء الثالث بقلم سميه أحمد 

 

_بارك الله وبارك عليكُم وجمع بينكُم فيّ خير. 

دي الجُملة اللِّي خرجت من المأذون بعد كتب الكتاب، بين لحظة ودقيقة أتغيرت كُل حاجة، كانت «عشق» فيّ حالة اللاوعي، أما«داغر» مكنش يعرف الطريقة دي صح ولا غلط، هل طريقة كتب الكتاب وكُل ده أستعجال منهُم، هو أكيد فرحان إنها خلاص بقت مراتهُ، لكن الطريقة مكنتش مُناسبة كان فيّ احلام وحاجات عايز يحققها هو مش هيحب ولا هيتجوز كُل شوية. 

_طبيعي تكونوا مصدومين دلوقتي، بس هتتعود أنا عملت كده لأني مُجبر وخايف عليكوا. 

لفت وبصت ناحية«فهد» قالت بتوهان:

_هو أنا مُمكن أموت؟! 

رفع «داغر» حاجبهُ من كلامها ومينكرش أن قلبهُ وجعهُ، أبتسم«فهد» وهو بيحاول يطمنها: 

_تفائلوا بالخير تجدُوه، أرمي حمولك علىٰ ربنا، وأزمة وهتعدي، لو علىٰ الموت فَـ كُلنا إليه رجعوان احنا مُجرد فترات بس، كُلنا لينا وقتنا ونترك الدُنيا. 

بصت قُدامها بخوف وقالت وهيا جواها اسألة كتير: 

_بس أنا خايفة، أنا مش قوية لدرجة إني أقدر أحمي نفسي، أنا بخاف من أي حد حتىٰ لو من عائلتي دي حاجة غصب عني، بس أنا خايفة... 

رجعت بصت لـ«فهد» وقالت بخذلان: 

_هو أنا أمتىٰ هطمن، وأحس بالأمان؟! 

وقتها قرر يدخل«داغر» فيّ الكلام قعد قُدامها علىٰ ركبة ونص، مسك إيديها بين كفوفة وقال بنبرة صوت هادئة: 

_بس أحنا كُلنا معاكِ وجنبك، وأنا أولهُم، مش هتطمني إلا وأنتِ حاولتي تتقبلي فكرة حياتك وتتعودي عليها، عارف إن طريقة التربية وأسلوب عائلتك معاكِ هو اللِّي شكل شخصيتك والسبب فيّ خوفك دلوقتي، من حقك تخافي، بس مش من حقك تخافي وأنا معاكِ، مُستعد اعمل أي حاجة بس تحسي بالأمان والخوف اللِّي جواكِ يتسرب. 

أبتسم«فهد» وهو سامع كلام أبنهُ وكإن الزمان بيعيد نفسهُ بس بطُرق أشد صعوبة ورُعب أكتر، لكن الحنين هيا هيا. 

أبتسمت وهيا باصة فيّ عيُونهُ: 

_الخوف اللِّي جوايا مش من ناحيتك، بالعكس معاكَ أنتَ بس ببقي مش خايفة. 

***

_شروطي واضحة ومفهاش جدل، نسبة الأرباح هتبقي لشركتنا 70٪ وأنتو 30٪ والعكس لو حصل خساير مفيش حاجة هتتبقي بالنص. 

تنحنح الرُجل وقال وهو بيحاول يتفاوض معاه: 

_بس حضرتك النسبة كبيرة جدًا لو حصل ربح ولو حصل خسارة هتبقي كبيرة علينا. 

ضرب علىٰ سطح المكتب بالقلم اللِّي كان بين يدية:.

_ده اللِّي عندي لو موافق هنوقع الورق بكرة. 

وقف ومشي بغرور وخرج من غُرفة الأنترفيوو، عضت شفايفها بعصبية، ورسمت أبتسامة علىٰ وشها بصعوبة. 

_أحنا كان نفسنا نشتغل مع بعض جدًا يا «إسراء» بس يظهر أن التعامل مع رئيس الأدارة صعب أووي فَـ أنا مش هبقا حاطط شركتي بين نار المكسب او الخسارة. 

خرج كُل اللِّي غرفة الأجتماعات، أتلاشت أبتسامة«إسراء» تدريجيًا، خرجت من الغرفة بخطوات سريعة وملامحها كُلها شر، فتحت باب المكتب الخاصة بـ«زين» بهمجية. 

_أنتَ ازاي ترفض فرصة زي دي، أنتَ مين علشان ترفضها اصلًا، الشركة مسؤالة مني ومنك لوقت رجوع ماسة ووقتها مستغنيين عن خدامات حضرتك. 

رفع عينهُ من علىٰ اللاب وبصلها ببرود: 

_نبرة صوتك، أتكلمي بصوت واطي وبذوق ده لو عايزاني أرد عليكِ. 

مشيت بسُرعة ووقفت قُدام المكتب خبط علية بكُل قوة وقالت بزعيق وعصبية وصوت عالي سمعهُ كل من بالشركة: 

_الشركة دي مسؤالة مني، والصفقة دي كانت هترفع الشركة لفوق بسبب بنأدم همجي وغبي زيك ضاعت علينا فُرصة بمليون جنية. 

وقف قُصادها وبصلها بتحدي وغضب: 

_أخرررسيي يا «إسراء» وإلزامي حدودك معايا، علشان انتِ سوقتي فيها اووووي. 

بصتلهُ بحدة وقالت بتحدي: 

_أقل من أسبوع هخرجك برا الشركة دي يا «زين» وصدقني هخليك تكره اليوم اللِّي فكرت تتحداني فيه. 

سند بإيدهُ الأتنين علىٰ المكتب وبصلها بتحدي أكبر وقال وهو باصص فيّ عُيونها: 

_أقل من شهر هلقيكِ بتجري ورايا، أصلك بتحبي الجري ورا الرجالة أوووي. 

رفعت إيديها وزعقت بتحذير:

_محدش ساق فيها غيرك، ونجوم السماء اقربلك من إني افكر فيّ واحد حقير زيك، ده بِبُعدك يا بن المحمدي. 

خرجت ورزعت الباب وراها بعصبية شديدة، أما «زين» فضل واقف مكانهُ حط إيدهُ فيّ جيب البنطلون وهمس:

_أقولك أزاي إني بحبك وأنا عارف إنك بتحبي غيري، ده مش عدل إني أفكر فيكِ وأنتِ عقلك مع غيري. 


***

فتح باب البيت سمعت صوت مامتها وباباها فيّ البلكونة وصوت ضحكهُم، أبتسم واتسحبت بهدُوء وراحت ناحيتهُم. 

_بخخخخ وحشتوووني أووي. 

حضنها«آيان» وقال بحُب: 

_وأنا بقول البيت نور كده ليه أتاريكِ جيتي. 

طبعت قُبلة علىٰ خد «آيان» وقالت ببكش: 

_حبيبي يا بابا والله منور بيكَ. 

رفعت «داليا» حاجبها وقالت بمرح: 

_هو واخد كُل الحُب، ونسياني يا ست«جودي». 

قامت من جنب «آيان» وحضنت«داليا» وقالت بشتياق وهو مُبتسمة:

_طب والله بجد وحشتيني الكام ساعة اللِّي غبت فيهُم. 

رفعت حاجبها وقالت بمرح: 

_والله؟! أنتِ تأخدي جائزة فيّ الباكش والله. 

أبتسم وبصت حواليها، كانت بلكونة فيها تربيزة صِغيرة عليها طبق مخبوزات وكوبايتين شاي وكُرسيين و ورد علىٰ سور البلكونة، وفيٰ الأرضية، أما علىٰ الحائط كان فيّ ورق شجر نازل عليها بالطول كان شكلها فوق الروعة. 

_طب أنا هأخد شاور وهرجعلكوا تيك كير يا حبايبي. 

مشيت «جودي» وفضلو علىٰ نفس القاعدة لما بعدت،غمز«آيان» لـ«داليا» وقال بمرح: 

_أنا وأنتِ وكوبايتين شاي وصوة ميادة، وتقولك الحُب يبان فيّ عُيوني وإيديا تقول خبوني من شوقها ألمس إيديك. 

أبتسمت بحُب وكملت الأغنية بصوتها التُحفة: 

_ و الدنيا تبقى أنا وأنتَ، ولا بسأل فين أو إمتى، طول ما أنا في حضن عينيكَ. 


«يُشفي المرء بمن يحُب» جملة قرائتها كتير، أي علاقة ناجحة شوفتها قُدام عُيوني كانت مبنية علىٰ الحُب كانت بتأكدلي الجُملة دي، يظهر شخص فيّ حياتك بدون سابق إنذار ويعالج ويحاول يخليك تتعأفا من الماضي تمامًا ويحاول يخليك تتأقلم وتبقي نسخة أفضل من النسخة القديمة وتبدأ تحب شخصيتك فَـ دي الحاجة الفِيفُورت في أي علاقة شوفتها، فيّ الحقيقة بدأت أصدق جملة «يشفي المرء بمن يحُب بل لأن من يُحب يفعل»آيان حاول يغير من «داليا» كتير وأكبر مثال شخصيتها حاليًا، رغم إنها كانت السبب فيّ معظم اللِّي حصلها وهو صلح كُل ده وخرج منها أفضل نسخة،نسيت الماضي وحبت حياتها وهو فيها وبجد طلع«يُشفي المرء بمن يحُب بجد».

***

_ياخرابي عليكَ، يا حبيبي حرك البشاميل حلو كده هيتقل ويبقي مش حلو. 

رمي المعلقة فيّ الحلة بنرفزة وقال بضيق: 

_لا منا مش علىٰ كبر هقف فيّ المطبخ لولادك إن شاء الله عنهُم ما طفحوا. 

برقت بصدمة وقالت: 

_بتقول لولادك كده وأنا اللِّي بقول عليك أب مُتفهم وأب شاطر أتريك محتاج تتعالج. 

شاور ناحية دماغهُ وقال بقلو صبر: 

_اه أنا محتاج اتعالج وتعبان فيّ دماغي عندك مانع. 

ضربت«نور» كف إيديها بالكف التاني وقال بصدمة: 

_لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهُم إن كان سحرًا فَـ أبطلة. 

لما شاف حالتها حاول يكتم ضحكتهُ وقال وهو خارج من المطبخ: 

_ساعتين والاكل يكون جاهز ومتنسيش بعد صلاة المغرب هنروح لأختي«غرام» علشان فيّ اجتماع خاص بالعيلة. 

***

_قديش كان فيّ ناس علىٰ المفرق تنطر ناس، وأنا بأيام الصحو ما حدا نطارني، صارلي شي ميت سنة مشلوح بهالدكان. 

سندت بكف إيديها علىٰ خدها وهيا قاعدة واقفة فيّ البلكونة وبتبص علىٰ الجنينة، أتنهدت وهمست:

_الجو هنا تُحفة وشكل الورد يُرد الرُوح لكن اللِّي مقعدني فيّ الفيلا دي يقبض الروح. 

كان واقف وراها سند علىٰ باب البلكونة الأزاز وحط رجل فوق رجل وهو واقف وإيدو فيّ جيب البنطلون: 

_لا إله إلاّ الله، هنعترض علىٰ أمر الله. 

شهقت بصدمة وأخدت نفاسها بالعافية بسبب الخضة: 

_خضتني يا «يوسف». 

قال وهو مقرب منها: 

_يا عُيوني يوسف يا قلب يوسف. 

رفعت حاجبها بتقزز: 

_أي المُحن ده، اوعا تفكر إنك كده رومانسي ويلكم يا حبيبي انا هرجع من الرومانسية بتاعتك، ده شغُل عيال أندر إيدج. 

ضحك بقوة لدرجة انو أتراجع لورا وقال بين ضحكاتهُ: 

_ما علينا من هرجع والقرف ده، بس أي حشر ويلكم فيّ الحوار ده؟!!! 

ربعت إيديها وقالت بعصبية وصرامة: 

_أنتَ هتصاحبني ولا أي، هو أنا ليا كلام معاك أصلًا. 

فضل متنح حوالي خمس دقايق قال وهو علىٰ نفس الصدمة: 

_اي اللِّي حصل من شوية كُنت حبيبي و ويلكم، ودلوقتي هتصاحبني. 


ربعت إيديها ورفعت حاجبها وقالت بغيظ: 

_أطلع برا لو سمحت. 

قدم كام خطوة وقعد علىٰ الكُرسي، وحط رجل فوق رجل، وفضل باصص قُدامهُ بـهدُوء، أستغربت حالة الهدُوء اللي كان فيها، وقفت وقعدت علىٰ الكُرسي اللِّي قصادهّ. 

_طب أي هنفضل كده كتير. 

أبتسمت أبتسامة جانبية وقالت بتوهان: 

_ومين السبب؟! 

=بس أنتِ مسألتيش؟! 

_اسأل واحد منع اي وسيلة اتصال بينا فص ملح وداب وسابني يوم فرحي؟! 

=لحد دلوقتي مسألتيش؟! 

بدأت حالة ثابتها وهدُوئها تنتهي تدريجيًا: 

_بجد أنتَ مصدق نفسك؟! سامع نفسك بتقول أي؟! هو انتَ ازاي قادر تعيش دور الضحية وأنا اللِّي اتأذيت مش أنتَ. 

بص فيّ أتجاة وقال بفراغ: 

_فكري فيا لمرة واحدة. 

وقفت، قالت بخفوت حزين: 

_افكر فيّ واحد سابني فيّ اول الطريق، دا انا بقيت خايفة ادي الأمان لـ أي حد تاني بعدك يخذلاني اي شخص، بقيت خايفة قلبي يتكسر تاني. 

شاورت ناحية باب البلكونة وقالت وهيا مغمضة عُيونها: 

_أخرج برا يا «يوسف» أرجوك سبني فيّ حالي، كفاية بقا كفاااية. 

***

_متشوفوا «يوسف» هيجي امتي؟! 

ريح «عُمر» ظهرهُ علىٰ الكُرسي وقال بضيق: 

_أفتكرولنا حاجة عدلة طيب.

لسه هيرد عليه «زين» وقتها دخل القهوة «داغر» قعد علىٰ الكُرسي ورما الفون والمفاتيح عليها وحط رجل علىٰ رجل وفضل باصص قُدامهُ، فضل التلات شباب يبصو لبعض بذهول من حالة التوهان اللِّي كان فيها، حرك «عُمر» أيدو قُدام وش«داغر» وقال بقلق: 

_مخهُ أتلسح يعيني. 

بصلهُ «داغر» بطرف عينهُ وقال بعصبية: 

_سيبك مني علشان منزلش فيك ضرب. 

=لا وعلىٰ اي الطيب أحسن، يكش تولع. 

فضلهُ ساكتين حوالي خمس دقايق محدش فيهُم بيتكلم كُل واحد فيّ ملكوت آخر، قاطع الصمت صوت«غيث» وهو بيقول بهدُوء وراه بُركان من الوجع: 

_ليه مُمكن حد يسيب حد في نص الطريق لوحدهُ، وهو عارف إنهُ مش هيكمل ولا هيعرف يعمل حاجة من غيرهُ. 

الكُل أستغرب سؤال «غيث» والكُل عارف قصدهُ علىٰ مين، شرب«داغر» رشفة من الشاي وقال: 

_أحيانًا بنكتشف إننا بنبالغ جدًا فيّ تقدير الأشخاص، وبنديهُم قيمة أكبر من قيمتهُم الفعلية؛ نتيجة حُبنا المُبالغ فيه ليهُم، وده بيترتب عليه إنهُم بيعرفوا نقاط ضعفنا وبيرحوا ويجوا عليها طبعًا بدون رحمة. 

حتى لو رحيلهُم هيسبب ألم، فهُما فيّ النهاية هيكُونوا مُجرد ذكرى عابرة، أفضل ما يستمروا طول عُمرهّم مصدر أذي. 

أدخل فيّ الحوار«عُمر» وقال برزانة: 

_لما تمشي أمشي وقلبك مفهوش غير ذكرى الشخص، الذكرى كده كده هتنساها، بس ماتمشيش أبدًا أبدًا، وأنتَ جواك أسئلة واحتمالات وكلام متعلق لأنك مش هتنسا، أنتَ كأنك بالظبط بتحط علىٰ قلبك قيود وبتقولهُ لو جدع فكها.

طبطب«زين» علىٰ كتف«غيث» وقال بحُب أخوي: 

_من وجهة نظري لو فعلًا كُنت بتحب حد والظُروف حكمت تمامًا تمامًا تفقدهُ، روح وأكشف قُدامهُ مرة علىٰ الأقل إن فُراقة هزك، وإنك بتعاني عادي؛ لأنهُ ميستحقش يحس إنهُ متحبش، أو متزعلش عليه.


_قعدة القهوة اللِّي بنعقدها كُل أسبوع بالنسبالي علاج مجاني والله. 

قالها«عُمر» وهو بيحاول يغير مسار الحوار، ضرب كتفهُ «زين» بمرح وقال:

_حبيبي احلا مشاء عليكَ أنتَ شخص توكسيك أصلًا. 

رفع خصلة شعرهُ اللِّي نزلت على عينهُ وقال بغرور: 

_لما الشهرة. 

***

_أخلصي يا «عشق». 

=أعمل اي مش فاهمة؟!

ضربت«فيروز» بخفة دماغ«عشق» وقالت بضيق وهيا حواليها كُل البنات: 

_يا بنتي ركزي معايا، أنا شفت ترند علىٰ الفيس فَـ عايزاكِ تجربية مع «داغر» اشطا. 

هزت رأسها بعدم فهم: 

_اشطا بس اشمعنا أنا. 

زعقت بعصبية: 

_ما كُلنا مفشكلين يا قلبي. 

مسكت الفون وقالت وهيا بتفتحهُ: 

_ايوا صح إنتو ستات مش وش عمار بيوت. 

=أخلصي. 

بصت «عشق» لـ«فيروز»: 

_اعمل أي؟!

سألتها«فيروز»: 

_هو فين دلوقتي. 

=فيّ القهوة. 

_اووبااا جت فيّ الجوون. 

شاورت «فيروز» علىٰ «عشق» وقالت بأمر: 

_أكتبيلو ماسدج أنتَ فين؟! 

نفذت«عشق» كلامها وبعتت ماسدج لـ«داغر» شافها ورد عليها وقال: 

_فيّ القهوة. 

قرأتها«فيروز» وقالتلها: 

_أكتبيلو ماسدج وقوليلي أخرك 9 وابعتيلو أيموشن متعصب. 

رفعت «عشق» حاجبها وقالت بقلة صبر: 

_بقولك اي فكك مني انا كده هصطبح بعلقة. 

قالت«فيروز» بتهديد: 

_نفذي الكلام بدل ما أدغدغك فيّ بعضك. 

نفذت«عشق» وكتبت الماسدج رد عليها بماسدج صدم الكُل: 

_وأنتِ مالك، أرجع وقت ما أحب وأتعدلي بدل ما أعدلك. 

ضربت «فيروز» علىٰ رجليها وقالت بحسرة: 

_منكوا لله يبتوع السوشيال ميديا، مقالش زيهُم. 

أما«عشق» وقفت متنحة من الماسدج وقالت وبغباء: 

_قالي أنتِ مالك. 

ضحكت فيّ أخر الكلام، تنحت«جودي» وقالت بقلق: 

_يالهوي البت لحست خاالص يعيني. 

وقفت جمبها«فيروز» وقالت بخوف: 

_هيا بتضحك علىٰ أي، طب هيا خايفة ولا مبسوطة ولا مصدومة. 

وقفت«عشق» عن حالة الضحك الهيسترية اللِّي أصابتها، وأتغيرت ملامحها وبصت لـ«فيروز» بحدة، قالت بزعيق غضب: 

_فيروووززز. 

صوتت «فيروز» وطلعت تجري بسُرعة، جريت وراها«عشق». 

قالت «فيروز» وهيا بتحاول تأخد نفاسها بالعافية: 

_اللهُم إن كان سحرًا فَـ أبطلهُ.

مسكت «عشق» السليبر اللِّي كان فيّ رجلها وحدفتهُ علىٰ «فيروز»: 

_متخراسي بقا أخرسيي. 

طلعت «فيروز» فوق السفرة وهيا بتنهج من كُتر الجري قالت برجاء: 

_يستي حقك عليا والله، أنا زيي زيك كُنت بجرب معرفش إنو هيمسح بكرامة اللِّي جابوكِ الأرض. 

حطت إيديها فيّ وسطها وقالت بعصبية: 

_بتجربي جاية تجربي علىٰ قفايا صح، طب ما تغوري تجربي فيّ «غيث» اهو مننا وعلينا وعارفك علىٰ اي، لكن أنا اتهزق ليه يبنأدمة برأس بخاخة. 

سقفت بأيديها الأتنين وقالت بعصبية وطريقة سوقية: 

_مخلاص يا حبيبتي مكنتش كلمتين محشورين فيّ زور الواد، متسبية يفك علىٰ نفسهُ ويقولها ولا لازم النكد. 

_حوش حوش النكد، لا وأنتِ كُنت سايبة فيّ حالو، ده لو عدا يوم من غير خناقة ونكد، ده لو فات يوم من غير نكدك كان تجرالك حاجة. 

قالت «بينار» كلامها وهيا خارجة من الأوضة بتاعت«فيروز». 

_بس يا اللِّي بتحبي «رائد» صاحب اخويا. 

=بتحب مين؟!!!!  











سأل السؤال ده«فهد» لما دخل الشقة وسمعت صوت خناقتهُم جايبة أخر الشارع. 

عدلت طرحتها بتوتر، قالت بتعلثم: 

_مبحبش حد، قصدي معرفش بتقول اي، بحب مين، هيا بتقول اي، هو حضرتك بتسألني أنا؟! أنتَ مين أصلًا. 

حط إيدو علىٰ دماغهُ بتعب وقال بنرفزة:

_خلاص مش عايز أعرف. 

***

فيّ تمام الساعة9بليل كانت العيلة كُلها قاعدة فيّ الرسيبشن، أما «فيروز» كانت واقفة فيّ المطبخ بتعمل عصير مانجا وعصير جوافة وموز وفراولة باللبن وجنبهُم حلويات كانت معمولة من بدري، وبتساعدها«جودي» و«بينار» و«عشق». 

_عصير المانجا حلو بس ناقص شوية سُكر. 

=هو أنتِ غبية ازاي حلو وناقص سُكر صباح الفل، شاربة أي علىٰ المساء. 

حطت الكوباية علىٰ الرخامة وقالت بنرفزة: 

_تصدقي وتأمني بالله أنا أستاهل ضرب الجزم علشان بساعد واحدة زيك. 

خرجت«جودي» من المطبخ وسابتهُم وهيا فيّ طريقها قبلت«عُمر» همست: 

_استغفر الله العظيم يا ربّ. 

=اللهُم قوي أيمانك يا اخت «جودي» بارك الله فيكِ. 

أبتسمت بضيق: 

_وبارك الله فيك، ربنا يخدك يا «عُمر». 

قال وهو بيحاول يداري ضحكتهُ: 

_لما الحُب. 

رفعت حاجبها وقالت بضيق: 

_يبني هو أنتَ ازاي بنأدم رخم كده. 

ربع إيدهُ وقال بمشاكسة: 

_ما تيجي نقسم السماء. 

ضيقت عُيونها وسألت بأستغراب: 

_أزاي؟! 

غمز بأحدي عينيه، قال بمرح وهو مُبتسم: 

_أنتِ تكملي النجوم، وأنا أكملك. 

تنحت بصدمة، غمضت عُيونها وفاتحتها تاني عملت الحركة دي حوالى تلات مرات، قالت وهيا بتبص فيّ كُل الاتّجاهات: 

_لا بارك الله فيّ الكتمان ياخي. 

***

خرجت «فيروز» من المطبخ وهيا شايلة صنية العصير و وراها«بينار» بصنية تانية، و«عشق» و«جودي» معاهُم الحلويات وزعوا علىٰ الكُل وقعدوا. 

_القعدة من غير أكل ملهاش لازمة. 

قالها«أسر» وهو بيشرب رشفة من عصير المانجا. 

_طول عُمرك بتموت فيّ الاكل والشُرب بجد أنتَ لو قعدت ساعة من غير ما تأكل يحصلك حاجة. 

شرق فيّ العصير لما سمع كلام«نور» مراتهُ. 

اتنحنح «فهد» وأتجهت كُل العُيون عليه، حرك الكوباية بين إيدة بعشوائية كانت قاعدة جنبهُ «غرام» وعلىٰ يمينة«داغر». 

_أكيد الكُل عارف السبب ورا أنكُم هنا أن في مُشكلة أو سبب قوي، المرادي غير كُل مرة... 

ضحكت«فيروز» وقالت وعُيونها فيها بعض الدموع: 

_هعيط بجد. 

بصلها «غيث» وقال دون وعي: 

_أنتِ دايمًا بتعيطي، أو مش قادرة، وعندك تراست ايشيواز، وهتموتي، وهتنامي، حياتك والله عبارة عن كده. 

الكُل أبتسم علىٰ كلامهُ ورد فعلهُ، بينما هو كان بيتمني الأرض تنشق وتبلعهُ،«فيروز» كانت فيّ ملكوت تاني، وبين نارين، نار «غيث» وخوف من المُستقبل، و نار الماضي. 

رجع «فهد» كمل كلامهُ قال بجدية: 

_فيّ خبرين، الكُل مُضطر يتقبلهُم، ومحدش يسأل ليه، مش عايز أي سؤال، وياريت تسيبوا الحيرة والفضول جواكوا بس. 

الكُل ركز بأنتباه شديد، بسبب صرامة«فهد» اللِّي كانت واضحة مدا أهمية الموضوع، رجع ظهرهُ لورا وقال بنبرة صوت قوية: 

_كُلنا هنمشي من الحارة وهنعيش فيّ عمارة مع بعض، والخبر التاني فرح«داغر» و«عشق» و«زين» و«اسراء» كمان يومين.....  

             الفصل السابع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×