رواية الهجينه الجزء الثاني الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم ماهي احمد

 



رواية الهجينه الجزء الثاني الفصل الثامن والخمسون   بقلم ماهي احمد


_


• شمس اتضربت بالنار والسبب مشيره 
•ياسين عرف ان عمار ميت وطلع مشيره بره حياته 
•زهره اتفقت مع ياسين انه يبعد عن شمس
•ياسين اتقبض عليه بتهمه قتل فريد 

يلا نبدأ صلوا على اللي هيشفع فينا ياحبايبي 

-------------------(بقلمي ماهي احمد)-------------

”وما حاجتي بـ العينين والقلب يُنار بـ صدق حبه "

مشهد مهيب لأول مره منذ فتره يتجمع الناس في الساحه أمام منزل " ال صاوي" والسبب هو لقدوم الشرطه الى منزل كبيرهم 

كان أخر ما وصل الى مسامع "شمس" نبرته الصادقه يخبرها بعينين بان بهما الصدق : 

_ماقتلـ ـتوش 

طالعته وقد هوى ثباتها أرضاً وحل محله أرتباكها ، وقد شحب وجهها واعتلت الصدمه ملامحها حين رأته مكبل بالأصفاد دون مقاومه منه مستسلم استسلام تام يطالعها بعيون بان بهما صدق حديثه ، وقبل أن تنطق جذبه الشرطي خلفه من مرفقه تراهُ يرحل امام ناظريها حاولت الركض خلف السياره حاولت اللحاق بهِ ولكنها لم تلحق حيث يد" زهره" التي جذبتها من معصمها قائله :

_رايحه فين  يا "شمس" أنتِ كمان عايزه تلفي وراه في الاقسام 

_سبيني ياماما عشان خاطري سبيني 

قالت جملتها بعيون راجيه تحاول  تحرير يدها ولكن منعتها يد "زهره" التي قالت :

_ده على جثتي لو سيبتك تروحي وراه انا قولتلك الف مره "ياسين" مش هيتغير وعمر الخير ما هييجي من وراه أبداً ماصدقتنيش ولا سمعتي كلامي اهوه اديه قـ ـتل فريد ومش بعيد يكون شرب من د مـه 

قالت جملتها تحت أنظار  اهل القريه جميعاً تلتقط اذانهم ماتنطق بهِ فحديثها دلاله على فعلته تعالت الهمسات من حولهم فطالع "الطبيب" الجميع من اهل القريه يتهامسون ولم ينتظر بل صوب سهام كلماته وهو يقول :

_قبل ما تنطقي وتفتحي بوقك يازهره احسبي كل كلمه بتقوليها الاول والزمي حدودك 

ثم أشار بعينيه لـ"شمس" مسترسلاً :

_ادخلي جوه ياشمس ماينفعش تيجي معانا القسم
انا هاروح انا وبربروس وهنطمنك بالتليفون ماتقلقيش اكيد في حاجه غلط 

_ايوه بس انا لازم 

قطع حديثها "يزن" عند وصوله بسيارته امامهما يجلس خلف المقود وبدأ بقول :

_يلا ياعلي ، اطلع يابربروس مافيش وقت 

حاولت "شمس" الصعود ولكن حذرها  "الطبيب" بنظراته قبل حديثه :

_قولتلك مش هينفع تيجي معانا 

صعدا كلاهما الى السياره تراهم يرحلون تحت ناظريها توجهت تلقائياً ناحيه غرفته الغرفه التي اعتاد الجلوس بها بمفرده هرول الجميع من خلفها
ولكنها قامت بصفع الباب بوجه الجميع وما اغلقت الباب عليها حتى اشتمت رائحته بها   ، هوت على الارضيه وانخرطت فى نوبه بكاء عميقه سمعت دقات على باب الغرفه صرخت وكانت نبرتها الباكيه هي الأقوى :

_مش عايزه اشوف حد سيبوني لوحدي 

_افتحي يا "شمس "أنا "ساره" 

زادت شهقاتها وهي تقول : 

_ارجوكي سبيني ياساره دلوقتي عايزه ابقى لوحدي 

علا صوت "زهره"بالخارج والجميع يحاوطها تلبي رغبتها بقول :

_سبيها ياساره خليها تفكر مع نفسها شويه وتعرف ان دم  "فريد" اللي راح ده في رقبتها مش في رقبه غيرها 

ردت "مارال" بحده :

_مين قالك ياطنط "زهيه" ان ياسين هو اللي 
قتـ ـله احنا لسه مانعيفش حاجه 

نطقت تؤكد على ما قالته وهي تصرح بصدق :

_أنا متأكده ان هو اللي قتـ ـله وشرب من د مـ ـه كمان 

تسارعت أنفاس "شمس" تقترب من الباب تريد سماع المزيد وتابعت "زهره" بحديثها تسرد لهم بصدق ما حدث:

_رجعت امبارح البيت بالليل  بعد ما سيبت "شمس" في الكوخ لاقيته دخل اوضته بسرعه وكان قميصه عليه بقع د م الباب كان مفتوح وشوفته وهو بيقلع قميصه الأبيض واول ما شافني قفل الباب في وشي ولو أنتِ سمعاني 
يا "شمس" دوري في اوضته اللي انتِ فيها دلوقتي هتلاقي قميصه اللي لسه مليان بالدم جوه الأوضه مكنتش اعرف ده دم مين بس دلوقتي عرفت انه دم "فريد" 

دارت بعينيها بالغرفه تبحث عن قميصه الأبيض ، فتشت بكل مكان  ، اقتربت من الخزانه تبحث بين قمصانه بعشوائيه تلقي كل ما يقابلها من ملابس على الأرضيه حتى وجدت قميصه الأبيض من بينهم ملطخ بالدماء ، اتقدت عيناها بغضـ ـب ودت لو صبته بأكمله عليه ، خانتها قدماها ومازالت  ممسكه بقميصه تصب كامل غضبها بأزاحه الطاوله المقابله بقوه سمع الجميع الصوت بالخارج 
وشرعت "مارال" بقول :

_شمس أنتِ كويسه ايه صوت التكسيي اللي عندك ده ؟

من جديد لا رد وقامت "زهره" بالرد بدلاً عنها :

_طالما ساكته وبتكسري اي حاجه قدامك يابنت بطني يبقى كلامي طلع صح ولاقيتي قميصه

كتمت "شمس" صوت البكاء بالأجبار ، على الرغم أن اخر شىء تريد سماعه هو نبرة "زهره" الشامته ولم تصمت بل اكملت بقول :

ياما حذرتك منه وقولتلك مش هيتغير ماصدقتنيش وفي الاخر طلعت انا صح وانتِ الغلط ، كلكم غلطتوني وكلكم وقفتوا ضدي وقلتولي انه اتغير مع ان اللي في داء مابيبطلوش

ترغب في الرد وبشده ، تتمنى ان تدافع باستماته ولكن كل شىءً ضده ولم تستطع تكذيبها حتى بينها وبين نفسها وقد امسكت بقميصه الملطخ بدماء غيره اقتربت "زهره" من الباب المغلق سائله: 

_ساكته ليه ما تتكلمي ياشمس طلعت انا الصح ولا لاء يابنت المهدي 

حديث العبرات اقوى من أي حديث في هذه اللحظه دموعها تتحدث بدلاً عنها ، وزادت "زهره" بالضغط عليها حين قالت :

_أنتِ لازم تطلقي منه في اسرع وقت وانا هعرف اخليه يطلقك ازاي حجته انك تبقي مراته عشان يحميكي من فريد اللي مكنتش شايفه اي ضرر منه واهو فريد مات مالهوش حجه تاني خلاص اقتربت من الباب اكثر  تقبض بكفها على المقبض تحاول فتحه عنوه :

_افتحي الباب ياشمس بقولك 

من جديد لا رد ، لم تفتح الباب وقطع حديثها دخول  "الخاله" أتيه برفقه "حسان " وقد عادت من سفرها المفاجىء ولم تخبر احد بمكانها سائله : 

_في ايه ياولاد ، حصل ايه وايه اللمه اللي بره دي 

ابتلعت "مارال " غصه مريره بحلقها وهي تصرح :

_ اهدي ، ياخاله وايتاحي  وخدي نفسك أنتِ جايه من سفي

رفضت "الخاله" وبشده وأثرت على قول :

_ والراحه هتيجي منين والخلق ملمومه حوالين بيت الصاوي وانا زي الاطرش في الزفه معرفش شىء 

قاطعتها "زهره" بقول :

_تعالي ياخاله معايا انا هعرفك كل حاجه 

----------------(بقلمي ماهي احمد )-----------------

جالسه بمفردها بغرفتها تأبى النزول على الرغم بمعرفتها بالقبض على "ياسين " ولكنها احكمت اغلاق غرفتها جالسه بمنتصف فراشها تقضم أظافرها بتوتر رن هاتفها للمره التى سئمت من عدها رأت اسم  المتصل  لتجده "بدر " فقامت بأغلاقه كالعاده حتى سمعت صوتاً هامساً  خارج نافذتها تحركت بحذر بعدما قبضت حاجبيها وما ان اقتربت حتى وجدته "بدر" يتسلق الجدران من أجلها قامت بفتح النافذه سريعاً تدور بعينيها في المكان حتى لا يراهُ أحد أخبرته "غدير" بارتباك :

_بدر ،  أنتَ أتجننت  ايه اللي جابك هنا يامجنون 

دارت بعينيها بالخارج فأكملت :

_وكمان في وسط النهار مش خايف لا حد يشوفك  

لم ينتظر حتى تعطيه فرصه للدخول دخل بالفعل عبر  النافذه يرد على سؤالها بقول :

_ ابقى كداب لو قولتلك مش خايف ، بس خوفي عليكي كان أكبر

طالعته باستغراب فهز رأسه يؤكد على حديثه بنبره حانيه بان بها صدقه :

_أه والله العظيم خوفي عليكي كان أكبر 

اقترب منها خطوه ولمعت عيناها بالعبرات فاكمل هو :

_ بقالك اكتر من أسبوع مابترديش على تليفوناتي ، كل يوم بعدي من تحت شباك اوضتك في الفجريه زي كل مره بس مابشوفكيش ،  نور أوضتك دايماً مطفي ومابتظهريش ، حتى مع اللمه والهيصه اللي حصلت تحت  ،  القريه كلها اتجمعت تحت بيتكم قولت اكيد هشوفك في وسط اهلك بس برضوا مالقتكيش  ، مكانش قدامي حل اني اشوفك واطمن عليكي غير اني اطلع على العواميد وابقى زي الحراميه بس عشان اطمن عليكي 

لم تعرف ماذا تقول أعطته ظهرها وهي تنظر الى الأرضيه تتحرك خطوه للأمام ، اتى خلفها سائلاً :

_للدرجه دي مش عايزه تشوفيني ، شوفتي بقت تقيله على قلبك 

هزت رأسها نافيه تتسارع انفاسها تخبره بارتباك :

_المشكله أني عايزه اشوفك 

اقترب منها يقف أمامها سائلاً بلهفه :

_وايه اللي منعك ياغدير ، احكيلي 

نطقت بقهر من بين دموعها :

_المشكله اني مش عارفه احكي ايه

حثها هو بلين :

_قولي اللي في بالك وشاغل تفكيرك 

ظلت" غدير "صامته لثواني قبل ان تقول بألم داخلي كاد ان  يفتك بها:

_احساسى بالذنب مموتني  ، حاسه اني ارتكبت ذنب كبير ، وكل يوم بلوم نفسي عليه لدرجه اني كل يوم بحلم اني بقول لياسين وياسين عارف باللي عملته ، بتخيل انه عارف اني حاكيتلك عشان اريح ضميري ، انا مش عارفه انام يابدر مش قادره انام ، خايفه لا سره يطلع بره في يوم ،  حتى لما عرفت ان البوليس قبض عليه كنت عايزه انزل عايزه اعرف في ايه بس ماقدرتش انزله ، ماقدرتش ابص في وشه واقف جنبه ما انا كمان قتلته ، قتلته لما حاكيتلك سره 

شعورها مر كمراره العلقم وشعر هو بذلك 
وأدرك بأنها  تسببت بكارثه ما فقط لأخباره لا يستطيع لومها بل عذرها حين قال :

_عندك حق تخافي ، مع أني وعدتك قبل كده أني مش هقول لحد وأنتِ ماصدقتنيش بس هسيب الأيام تثبتلك أني قد ثقتك ياغدير ، بس عايزك تعرفي حاجه واحده بس أنا لو كنت عايز اغدر بيكي كنت غدرت من وقت ما حاكتيلي بس يعلم ربنا اللي في قلبي أن نيتي من ناحيتك خير 

نبرته في جملته هذه تحديداً هزتها وردت هي عليه ودموعها تتسابق:

_اللي خلاني احكيلك من الأول اني وثقت فيك وحسيت معاك براحه ماحستهاش مع حد في يوم 
بس احساس الذنب اني حاكيتلك حاجه عن غيري مش من حقي احكيها هو اللي مخليني 

أوقف حديثه حين وضع سبابته على فمها وتلاحمت اعينهم بلطف ناطقاً:

_اعتبري أنك ماحكتيش ، وانا ماسمعتش ، انا مش عايز اعرف حاجه عن ياسين ولا عن الخاله ولا عن اي حد انا عايز اعرف كل حاجه عن غدير  ، البنت اللي اول مره شوفتها خبطت فيا بعجلتها ومن يومها وانا مش عارف انساها ولا عارف انسى رقتها وبرائتها 

استطاع بجملته الأخيره سلب ضحكه منها :

_اخيراً ابتسمتي ، كفايه عليا ابتسامتك دي هتخليني مبسوط سنه قدام 

كانت نبرته لينه وهو يطلب منها بابتسامه :

_ممكن ماتعيطيش تاني بقى وانسي الموضوع ده خالص 

لم ترفض هذه المره هزت رأسها بابتسامه قائله :

_أنتَ ازاي كويس اوي كده ، مكنتش اعرف ان حظي حلو كده عشان عرفتك في يوم

تهكمت تفاصيله ببطىء وانمحت البسمه من على وجهه بقول :

_أنا مش كويس زي ما أنتِ فاكره كلنا عندنا عيوب 

اخبرته "غدير" سريعاً:

_ أنتَ صح ، كلنا عندنا عيوب احنا مش ملايكه بس عيوب عن عيوب تفرق 

جلس على المقعد خلفه ووضع رأسه بين كفيه ، حركته هذه اربكتها ، جلست القرفصاء تحاوط كف يده ورأت عبوس وجهه سائله:

_مالك يابدر ، اتغيرت مره واحده كده ليه ؟

حاول في بادىء الامر أن ينكر ما بداخله ولكن بعد محاولاتها قرر أن يخبرها بما يحمله قائلاً:

_لو حد غلط غلطه كبيره قبل ما يشوف حد  ويعرفه ، وجه بعد كده لما عرف الانسان ده اتغير واعترفله بذنب عمله قبل ما يعرفه تفتكري اللي اعترفله ده هيسامحه 

وأتاه الرد بلين :

_والله على حسب اللي قدامه متسامح ولا لاء وياترى الغلطه اللي عملها دي كبيره ولا صغيره يعني هيقدر يسامحه فعلاً ولا لاء 

جاوبها متمنياً :

_انا بتمنى أنها تسامحه 

بدر أنا مش فاهمه حاجه 

حدثها "بدر"يطلب برجاء: 

_غدير انا عايزك تسمعيني للأخر وبعد كده اعملي اللي أنتِ عايزاه 

تسلل القلق اليها ، هزت رأسها بالموافقه وهي تحتضن عينيه تنصت اليه باهتمام  :

_غدير انا هحكيلك على كل حاجه 

وقبل ان ينطق وضعت سبابتها على فمه حين سمعت صوت الباب يفتح :

_هوووش ما تتكلمش خالص 

أشار برأسه بالموافقه ، فسمعت صوت "حسان" بالخارج : 

_ غدير ، أنتِ لسه قافله على نفسك بالمفتاح من ساعتها ،  افتحي الباب 

ابتلعت غصه مريره بحلقها تأمره بالرحيل ولكنه اصر بقول :

_مش همشي ياغدير انا سامع صوت حد جوه 

توترت الأجواء همست " لبدر" وهي تشير بأصبعها على النافذه :

_امشي دلوقتي حسان لو شافك هتبقى مصيبه 

اشار برأسه بالموافقه يتوجه الى النافذه وقبل ان يغادر سمع صوت "حسان"بالخارج يأمرها بعلو صوته: 

_افتحي ياغدير بقولك لو مافتحتيش هكسر الباب 

خرج "بدر " عبر النافذه سريعاً ، وتوجهت هي الى هاتفها تشغل احدى مقاطع الفيديو بعدما فتحت الباب قائله بغضب :

_عايز ايه ياحسان 

دلف الى غرفتها دون استئذان يفتش بعينيه بكل مكان قائلاً :

_انا كنت سامع صوت  ، مين كان معاكي هنا 

انكرت وبشده :

_محدش ،  وبعدين ده تلاقيه صوت التليفون 

ومافتحتيش على طول ليه ؟ 

سألها واخبرته هي مجبره :

_عشان كنت بغير هدومي ولا أنتَ نسيت ان احنا كبرنا ومابقيناش اخوات وماينفعش اقعد قدامك بهدوم عاديه 

لم يمانع نفسه من الأبتسام وهو يقترب منها : 

_أنا اسف ، انا بس استغربت لما مالقتكيش تحت 
وخصوصاً وانا مش فاهم ايه اللي حصل لياسين 
وهما راحوا فين دلوقت 

اجرى حديث طويل بينهما عما حدث لياسين  لم يتوقف الا حينما قال :

_انا مش عارف ياسين هيلاقيها منين ولا منين 

----------------(بقلمي ماهي احمد)------------------

كانت الصدمه كبيره ، الصدمه من قوله لم يتوقع أحداً ما تفوه بهِ الضابط " احمد " حين سأله "الطبيب"  عن مكان "ياسين " صرخ "الطبيب"
بوجهُ قائلاً :

_أنتَ بتقول ايه ، هو ايه اللي مش موجود هنا ، احنا كنا وراكم خطوه بخطوه وشوفنا العربيه وهي داخله القسم هنا 

ابتلع الضابط "أحمد" غصه مريره بحلقه  يدور بعينيه بالمكان محذراً بعينيه قبل لسانه :

_وطي صوتك يادكتور علي اللي عندي قولتهولك انا لو مكنتش بقدر الخاله حكيمه وعامل حسابي انكم كبار القريه انا كنت اخدت معاك اجراء تاني  

تقدم "الطبيب"خطوه الى الأمام وزاد اقترابه منه
يرمقه بنظرات مشتعله ولو كان أعينه رصاص لسقط صريعه ، ولكن هناك من وقف يعترض طريقه قائلاً بهدوء :






_تريث ، تريث يا اخي فالضابط أحمد ضابط كفوء و ما هو الا عبداً 

نطق "بربروس" كلمته الاخيره ببطىء ساخراً  مما جعل" الضابط احمد  " يطالعه بغضب فاصطنع ابتسامه مزيفه وهو يقول :

_للمأمور ، عبداً للمأمور فهذه هي طبيعه عمله 

علق " الضابط" بضجر وهو يحرك رأسه بغير رضا :

_الزم حدودك في تلميحاتك ياشيخنا 

وتراجع امام نظرات "بربروس "  المحذره وهتف بضجر :

_انا قصدي يعني ان مش في ايدي حاجه اعملها 

قطع "يزن" صمته باستهجان برز فيه اللوم :

_ أنتَ غلطان ياعلي ، أحنا ماشوفناش العربيه وهي داخله القسم احنا كنا بعيد عنهم بمسافه 

رد " الطبيب" بانفعال: 

_أنتَ بتقول ايه يايزن ، ايه التخاريف دي 

تبادل " يزن " والضابط احمد " النظرات القلقه مما جعل " يزن " يبرر :

_ أنا اللي كنت سايق العربيه مش أنتَ وانا جيت هنا على طول وما أخدتش بالي هو اكيد اترحل على مصر 

فقه "الضابط احمد" بقول :

_ده اللي بحاول افهمهولكم من وقت ما دخلتوا عندي بس محدش راضي يديني فرصه 

علم "بربروس" بأن الجدال سيزيد التعقيد فدعم حديث " يزن "بقول :

_ لقد اخطأنا الفهم ويجب علينا السفر الأن الى القاهره 

_أنتوا هتجننوني 

قالها "الطبيب" بانفعال ضد عادته الهادئه فأحكم "بربروس" قبضته يجذبه للخارج وعند خروجه دار "يزن" بعينيه بالمكان وكأنه رأى شيئاً ما ارغمه على قول ذلك 
-----------------( بقلمي ماهي احمد)----------------
الوضع كالتالي تجلس والده فريد  بخصلات مبعثره  امام جثه ولدها الوحيد ، تراهُ بداخل كفنه مظهر ابنها فلذه كبدها بداخل الكفن كفيل بأن يقتلع القلب من بين الضلوع  ، مازالت جثه "فريد" بداخل الڤيلا  ، الجميع بانتظاره بالخارج حتى يتم مراسم الدفن اقترب زوجها من جثته قائلاً بنبره بان بها وجعه بقول :

_الشمس قربت تغيب ولازم ندفنه  كل المسؤولين مستنيين الجثه تخرج 

ماذا قال ، مسؤولين ، أهذا حقاً ما كل ما يهمه ، انتظار المسؤولين ، سألته بغضب بان في عينيها التي شنت حربً عليه :

_مسؤولين ، هو ده كل اللي يهمك وابنك اللي مات ، ابننا اللي مطلعناش غير بي من الدنيا ، مايهمكش 

ضربت بكفيها على وجنتيها من بين دموعها قائله :

_هتسيب دمه يادمنهوري يروح بلاش ، دم ابني الوحيد وأنتَ عارف مين السبب في قتله ابني اللي المفروض يدفني انا اللي بدفنه والسبب في موتوا عايش وأنتَ واقف تتفرج 

امسكت بكفه وهي تخبره بحزن ودموع كست قلبها قبل عيونها:

_أنتَ مش هتسيب دمه يروح هدر يادمنهوري صح قول صح ، قول انك هتجيب حقه عشان يرتاح في تربته 

اشار برأسه بالأيجاب يشير للرجال من خلفه يأمرهم بحمل نعشه ولكنها ظلت قابضه بكلتا يديها على نعشه ترجوه بالقلب والعين وكل حواسها :

_لا فريد ، لاء ، ماتاخدهوش مني يادمنهوري 

سكن كل شىء من حولها  ، كان الصراخ رفيقها  ، تصرخ بهيستريا لم تقدر على فراق روحها فهو بمثابه الروح بالنسبه لها وها هو يغادر جسدها

_فريـــــد 

  هرولت ناحيته تعركل طريق كل من يحاول اخذه منها ، هرول الأطباء بسرعه في محاوله لأحتوائها فأعطاها طبيب منهم حقنه مهدئه حتى يتمكن من اتمام مراسم دفنه غابت عن الوعي تماماً والنتيجه هو هنا  ، الكل يقف أمام قبره من ضباط وعساكر ورتب ذو قيمه وكل من له شأن بالداخليه استقبل والده العزاء بقلب مفطور  من الجميع يحاول بقدر الأمكان رباطه جأشه وهو يطالع  قبر ابنه  وقف كالصنم وكأنه بصدمه جمدته يقف بذهول  وهو يدخل ابنه الى قبره ولم يسيطر على عقله الا شىء واحد وهو عدم التصديق ، هدىء الوضع قليلاً وبقى هو امام قبره تحدث داخلياً بما لم يسمعه غيره :

_سامحني يافريد ، سامحني يابني بس وحياه رقدتك في قبرك لا خليه يتمنى الموت ومايطلوش 

-------------------(بقلمي ماهي احمد)---------------

_ياوكستــــــاه 

قالها "بربروس" بصوتً بان بهِ أنفعاله انتفض "يزن"  على أثره بانزعاج سائلاً : 

_ في أيه يابربروس بس  ،  ليه الوكسه دلوقتي 

ونطق يرد على سؤاله وهو يعتدل بجلسته بداخل السياره :

_لقد ألمني ظهري يارچل من الصباح حتى انتصافه الليل نجلس بداخل هذه العربه نترقب قسم الشرطه لقد حفظت كل من دخل وخرج عن ظهر قلب اريد معرفه ما يدور بذهنك أيها المزندع 

كلاً منهما كان حائراً بتصرف "يزن" واردف هو بما يوقف حيرتهم قائلاً :

_احنا هنفضل هنا نستني الظابط احمد لحد ما يخرج ونمشي وراه لحد ما نتأكد ان مافيش حد بيراقبه ومنه هنعرف هو ليه انكر مكان ياسين واحنا عارفين انه لسه جوه ماطلعش 

كان غضب " الطبيب" ظاهراً على وجهه الذي اصبح شديد الاحمرار  وعيناه التى تحولت الى اللون الاسود من فرط الانفعال بقول:

_ ولما أنتَ عارف انه جوه طلعتنا ليه من القسم وماطربقناش القسم على دماغ كل اللي فيه 

هتف "يزن" بما جمده مكانه:

_ عشان هما عارفين حقيقتنا  ، بيستفزونا عايزينك تبان على اصلك عايزين يشوفوا في زي  ياسين تاني  ولا لاء في العيله 

وكأن رده كالخناجر تطعن "الطبيب" بقوه لاتوصف فصاح بربروس بذهول : 

_وحسرتـــــاه 

ماذا تقول يارچل وكيف علموا حقيقتنا من الاساس 

هز "يزن " رأسه نافياً :

_معرفش يابربروس كل اللي اعرفه ان في كل شبر في القسم في كاميرا حركه عين الظابط احمد كانت بتقول امشوا بسرعه ، هو كان بينبهنا بطريقته ، الرجاله اللي مترشقه حوالين القسم 

اشار برأسه للأمام : 

_شايف الرجاله اللي هناك دي 

هز رأسه بالأيجاب فأكمل حديثه :

_رغم انهم ملبسينهم لبس عساكر عشان يبانوا عساكر طبيعين بس دول قوات امن خاصه جسمهم وطريقه حركتهم مابيربشوش حتى ، كل ده خلاني اتأكد ان الموضوع كبير ولازم نهدى عشان نعرف نفكر 

كان التوتر هو السائد وتضاعف بقول "الطبيب " :

_هما لو عرفوا حقيقتنا مش هيستنوا عشان يهدوا القريه باللي فيها 

لسه مش متأكدين وعملوا الحركه دي وان ياسين مش جوه عشان عايزين حد فينا ينفعل ويلموا اكبر عدد مننا فهمت ياعلي 

صمت لثواني يطلب منه الهدوء: 

_انا عارف انك عايز تطمن على ياسين ومش لوحدك كلنا عايزين نطمن عليه ونعرف اللي بيحصل بالظبط بس انفعالك هيزيد الطينه بله مش هينشفها 

اشار "بربروس" عليه من مجلسه على المقعد الخلفي بقول : 

_ كم أنتَ ذكي أيها الصغير 

------------------(بقلمي ماهي احمد )----------------
ما زالت في غرفته في ظلمه الليل ، هذه الليالي التي لا يشعر بك فيها احد تبكي وحدك وتفكر في الخلاص من كل شىء حتى روحك  ، تذكرت
" شمس" ما حدث للمره الألف طوال اليوم ، تذكرت تلك الأمسيه حين كانت مع "ياسين" يسيرون بين الحقول والبقع الخضراء يأكلون الذره المشوي ويتسايرون بين الغيطان وكانت اخر كلماته التي وعدها بها هو محاوله نسيان من اطلق عليها النار والعيش بسلام كأي فتاه بعمرها ، وما مضى سوى القليل من سيرهم معاً حتى وجدوا اضواء تضوي من بعيد تخطف الأبصار  طالعت السماء وقد وجدت الكثير من الطائرات الورقيه وكأنها بسباق من منهم ستحلق عالياً أكثر بألوان زاهيه ، واصوات ضحكات الأطفال تصل الى مسامعهم والفرحه باديه على وجوههم تطلعت الى المكان واول ما شعرت بهِ هنا هو الدفء  رمقته "شمس " بعيون فرحه ابتسمت بحب وما ان رأى بريق عينيها حتى تحول الى شخص أخر كست عينيه نظرات حانيه طالعته تقص لهُ ذكرى حدثت لها بالماضي بقول : 

_ تعرف ان الطياره الورق دي كانت حلم من احلامي في يوم 

ابتسم بحنان على اقوالها البسيطه وأردف بما ثبتها :

_عارف 

قبضت حاجبيها باستغراب من كلمته وقبل ان تنطق لم تجده وقد تبخر من أمامها ، اختفائه المفاجىء اربكها طالعت المكان تدور بعينيها بحثاً عنه ، استدارت تناديه بأسمه دون رد وقبل محاولتها الثانيه في مناداته قد عاد يقف خلفها انتفضت من اقترابه بقول : 

_ خضتني كنت فين 

حاولت ان تستدير ولكنهُ منعها هامساً  بقول : 

_خليكي زي ما أنتِ ماتبصليش 

تناول كفها بحنان يتشبث بهِ وكأنه هو من يأخذ الأمان منها وليست هي ، كانت ساكنه كالمكان تماماً تطالع كفه الذي حاوط كفها يضع بكفها خيط طويل وهو يطالع السماء بقول :

_بصي فوق 

طالعت السماء بعينين زاد بريقهما عند رؤيه الطائره الورقيه وقام هو بلف الحبل حول كفها :

_اوعي الحبل يفلت منك ، شدي الحبل جامد 
كل ما مسكتك ليها تبقى اقوى هتعرفي تتحكمي فيها اكتر لو ايدك ضعفت هتقع منك وهتبقى جنبك على الأرض 

ابتهجت كثيراً لهذا ، ابتهجت بسعاده بانت بكل أنش بها ، هزت رأسها بالموافقه واصبحت الرياح شديده بعض الشىء مد كف يدهُ يساعدها على توازن الطائره حتى تبقى بالسماء تخبره من بين ضحكاتها المتتاليه بسعاده : 

_خللي بالك هتقع ، الحق هتشبك في طياره تانيه 

جذباها معاً بقوه ناحيه اليسار قليلاً ، حتى سمعت  بكاء طفله بجوارها ربما في التاسعه من عمرها  طالعتها "شمس " بحنان سائله :

_مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه ؟ 

اشارت بسبابتها على الواقف بجوارها من بين شهقاتها ودموعها المتتاليه :

_عمو ده سرق طيارتي 

طالعته "شمس " بعدم تصديق فتحدث "ياسين " مبدياً انزعاجه :

_محدش قالك قبل كده عيب نتهم الناس بالباطل ماسمهاش سرقتها يابابا ،  اسمها استلفتها 

قاطعته الطفله معترضه باستهزاء  :

_ لاء ، سرقتها وانا مش باباك 

رفع " ياسين "حاجبه باستنكار :
_ ايه البت دي 
_انا عايزه طيارتي ياحرامي 
قالتها لهُ الصغيره فابتسم "ياسين "ساخراً وهو يعلق : 
_لا بقولك ايه اسمعي هتقلي ادبك هقل أدبي  ،  هتقولي عليا حرامي هحط محفظتي في جيبك والبسك تهمه على مقاسك تروحي شرطه الأحداث تتربي هناك 

_بس بقى ياياسين 

كان هذا حديث "شمس " التي قاطعتهما وكأنه دخل بسباق عنيف بالتحدي بالكلمات مع طفله لا تتجاوز التاسعه من عمرها ، جلست "شمس" القرفصاء بمستوى الطفله تمد لها يدها بخيط الطائره وهي تقول :

_احنا اسفين اوي على اللي حصل ، حقك عليا ماتزعليش 

مدت لها كف يدها بالطائره وهي تقول :

_عمو مكانش يقصد يزعلك 

ثم قامت بتقبليها على وجنتيها طالعت الطفله "ياسين"باشمئزاز ثم أشارت لـ "شمس " بالاقتراب تهمس لها بأذنيها ، ابتسمت "شمس" على ما أخبرتهُ لها الطفله فنطق "ياسين" بانزعاج :

_تصدقي أنك ماتربتيش 

شهقت الطفله من سماعه لما همست بهِ للجالسه امامها ، ورحلت تهلل ووجه الفتاه يبدو عليه السعاده ما ان ركضت ومعها طائرتها وكأنها تقول انا الفائزه بالأخير وهتفت وهي تهرول بمرح :

_شكراً 

وقفت "شمس" واستقامت تطالعه بقول :

_مازعلتش اكيد صح  ، دي طفله ، يعني ما تاخدش على كلامها 

_لا مازعلتش ، مابعملش عقلي بعقل عيال صغيره وهجيبلك طياره أحلى منها 

ضحكت وتابعت السير معه حتى وصلا الى الشجره الكبيره وجد عليها أرجوحه ومن الواضح بأنه تم صنعها من أطار سياره مربوطه بحبل سميك جلست عليها تقبض بيدها على الحبال تخبرهُ  بنبره ضاحكه :

_ أنا حاسه أني بعيش طفولتي اللي ماعشتهاش من جديد ، طيرت طياره وكمان بركب مرجيحه وكأن النهارده كل حاجه كنت محرومه منها زمان بتتحقق 

وقف خلفها يدفعها بكفه دفعه بسيطه  فلتت ضحكه منه حين رأها هكذا وسألته هي :

_بتضحك على ايه ؟

بان الصدق في حديثه النابع من فؤاده ينجح دائماً في اسرها ويجعلها مسلوبه الاراده  : 

_اللي يشوفك ويشوف برائتك يقول ما عشتش ولا يوم حزين ، بتخطفي العين ، هدوئك ، وقلبك اللي مهما شاف من قسوه الأيام بريء ، بيفضل بريء ، الناس من بعيد تقول عليكي بتغرقي في شبر مايه بس في الحقيقه انا عمري ما شوفت اقوى منك في يوم اتحملتي كتير من يوم ما عيونك شافوا النور ، وبالرغم من ده كله لسه ملاك زي ما أنتِ ما تلوثتيش من جبروت الأيام اقل حاجه تفرحك زي الاطفال 

قام بدفعها برفق يسترسل حديثه يشير على الأرجوحه بعينيه :

_شويه وقت على مرجيحه يخلوكي طايره في السما زيهم ، وكلمه حلوه تطمنك تخليكي حاسه بأمان سنين  تانيه قدام انا عشت كتير وشفت اكتر  بس ماشفتش أنقى من جمال قلبك في يوم ياشمس 

حديثه هذا جعلها تبتسم ، أوقفت الأرجوحه تنظر أمامها بارتباك طريقه نطقه لأسمها وكأنها تسمع أسمها للمره الأولى تستشعر حلاوته لأنه فقط منه 
حديثه أربكها لم ترد بل هربت بعينيها منه
تزيح خصلاتها المتطايره على وجهها بارتباك زائد ،  لاحظ ارتباكها رفع كف يدهُ يزيح خصلاتها المتناثره يجمع  شعرها في قبضه يدهُ وهو يقول :

_الهوا شديد النهارده تحبي الملك شعرك 

استدارت تنظر لهُ ، فرأت ضحكته الواسعه ، وهذا جعلها تبتسم سائله :

_بتعرف تعمل ضفيره 

هز رأسه قائلاً :

_بصراحه لاء خايب أوي فيها  ، بس بعرف اعمل اللي احسن من الضفيره 

هنا استدارت بوجهها رفعت عينها تنظر لهُ بتخبط خاصهً وشعرها بين قبضته الحنونه سائله :

_اومال هتعملي ايه 

انا مش شايف معاكي توكه عشان كده هلملك شعرك كله من غير اي حاجه ما تتربط فيه ، ايه رأيك تحبي أبدأ 

هزت رأسها بالموافقه تنظر أمامها فهي مازالت على الأرجوحه تنتظره حتى ينتهي باللعب بخصلاتها ، تشعر بأصابعه تتغلل بين خصلاتها برفق ، حتى قسم شعرها الى نصفين أخذ خصله رفيعه من كل طرف ثم قام بعقدهم سوياً ولف ما تبقى على يده مره في الثانيه ومن كثره طوله استغرق بعض الوقت بلفه حتى رفعه يعقده بباقي الخصلات وبعد انتهاءه وقف امامها بعدما ازاح ما فعله على كتفها الأيمن يريها صنع يديه بقول : 

_ها ، ايه رأيك مش أحلى من الف ضفيره 

ابتسمت بسمه واسعه عند رؤيتها :











_الله حلوه اوي اتعلمتها فين دي 

رد على سؤالها بتذكر :

_مممممـ حوالي في التمانينات كده فاكره الولاد والبنات الهيبس دوول في التمانينات لما كانوا بيكبروا شعرهم وشعرهم يبقى طويل وهايش كده. 

جحظت عيناها بعدم تصديق تقول بنبره تخللت بها ضحكاتها :

_لاء ماتقولش اوعى تكون كنت مربي شعرك زيهم 

طالع اصبعها لثواني ثم اقترب من فرع شجره قاطعاً اوراقها وأخذ يلف غصنها على أصبعه على شكل دائره واكمل : 

_ماتفكرنيش بقى عشان بؤحرج ، انا تعايشت مع كل الأجيال اللي ممكن تتخيليها في يوم  ، طولت شعري في التمانينات وصاحبت عيال
الديسكوهات وشعري الطويل لما كان بيضايقني كنت بربطه الربطه دي عشان كنت بتحرج احط توكه فيه 
التسعينات بقى  اتصاحبت على شله من عباده الشيطان الجرايد والصحف اتكلمت فيها كتير الحكايه دي ، شويه عيال أغنيه فاضيين ودماغهم مسوحاهم ومايعرفوش وقتها ان انا كنت الشيطان اللي مسوحهم بس في نفس الوقت بصاحب المؤدب خريج الجامعه والمتدين والمتزمت  كنت عايز اصاحب كل الاشكال والالوان واعرف نوعيه البشر 

_وعرفت ؟

سألته ونظرت لهُ فجذب كفها  ووضع بأصبعها ما تم صنعه بيديه بأوراق الشجر يرد على سؤالها : 

_عرفتهم لدرجه ان من نظره واحده اعرف احدد مقاس صباعهم كمان  

فاجأها ما فعله واخبرها بابتسامه : 

_ مش عيب تبقي مرات ياسين الصاوي وايدك فاضيه 

طالعت الخاتم بابتسامه وتذكرت يوم عرسهما وكيف تم ،  عبس وجهها قليلاً فأشار بما نبهها :

_ انا مش عارف ازاي نسيت اجييلك خاتم بالرغم جوازنا مش حقيقي بس ده حقك عليا ،  دي اقل حاجه ممكن اقدمهالك بس اوعدك اول ما انزل على مصر مش هعمل شىء غير اني اشتريلك خاتم يليق بيكي مع ان مهما لفيت مش هلاقي حاجه تليق بيكي في يوم 

كانت عيناه صادقتين للغايه ، خطفها بريقهما لحظه توقف فيها الزمن على كليهما ثبتت عيناها عليه وكأنه البحر الذي غرقت فيهِ برضا تام ودون ان تشعر وجدت نفسها تبتسم رغماً عنها تتفوه بقول :

_أنتَ عندي أجمل من مليون خاتم 

اتسعت ابتسامته وما مر سوا لحظه حتى تداركت الموقف اهذا حقاً ماتفوهت بهِ ، تذكرت عندما قال لها بقهوه الفيشاوي : 

_اوعي تحبيني ياشمس 

تندم وبشده تود لو صفعت نفسها على ما تفوهت بهِ استدارت تتجه ناحيه الأرجوحه وقد اربكتها نظراته تحاول تغيير مجرى الحديث :

_بس ، بس انا بجد مش مصدقه ، تاخد الطياره من طفله عشان تدهاني

من جديد لاحظ ربكتها ، وقرر الا يضايقها ،اقترب من الأرجوحه يسند وجهه بكفه وما يفصل بينهم سوا الاطار قائلاً :

_ما أنتِ كمان طول عمرك كان نفسك فيها من وأنتِ طفله 
لم تسأله بالكلمات بل كان فضولها لمعرفه كيف علم هذا واضح من نظراتها لهُ ولم ينتظر بل ارضا فضولها بقول :
_لما كنت بعاملك بقسوه قدام الضبع وخليله كنت مابعرفش أنام عشان كنت ببقى عارف انك مش هتنامي ، واول ما اتأكد ان الضبع نام كنت بجيب طياره ورق واطيرها من بعيد وحاول على قد ما اقدر انها تظهرلك من شباك القبو بعد ما اسيبهولك مفتوح بالليل كنت بطيرها بالليل عشان وقتها مكنتيش بتقدري تفتحي عينك في الضلمه عمري ما هنسى ضحكتك اللي بتظهر ودموعك اللي بتختفي اول ما الطياره تطير قدامك ، لمعه عيونك لما كانت بتشوف الطياره وكأنك كنتي بتحسديها  على حريتها اللي كانت مسلوبه منك  وانا السبب فيها ، كل ما افتكر قد ايه أنتِ تعبتي بسببي زمان ، بكره نفسي أكتر 

بهت وجهه و أستدار يعطيها ظهره حتى لا ترى لمعه عيناه ، وكأنه كلما يكتم الكلمات بداخله يتراكم حبرها بداخل عينيه 

لم تكن تصدق ما تسمعه كيف له هذا ، كيف يكمن بداخله كل هذا الحنان حتى مع سيطرة الضبع عليه وقفت امامه ثم لانت نظراتها ورأى فيها خوفاً حقيقياً عليه وهي تذكره بحدث مر  : 

_لما وقعت من على السلم لما كنت بحاول اهرب وايدي اتعورت لما صحيت لاقيت ايدي متربطه وملفوفه بشاش وقطن مين اللى دواهالي مش خليله صح 
صارحها بعينين فضحهما صدقه :
_كنت أنا ، ونبهت على خليله ماتقولكيش 

أخذت تكرر سؤال اخر عليه :
_لما الضبع قالك ماتفتحلهاش القبو ولاقيته مفتوح 
اخبرها مسرعاً بنبره حانيه  :
_عصيته عشانك  

كانت تسمعه بعينين باكيتين تنتظر أن يصرح بالمزيد ولم يطل انتظارها حين التقطت اذنها نبرته المقهوره حين قال: 

_بس كل ده مابقاش يهم دلوقت كل ده فات اوانه ياشمس  عشان ياسين القديم جزء من ياسين بتاع بكره ، الطفله الصغيره عندها حق ياشمس لما قالتلك انا مستهلكيش ، الطفله ماقعدتش معانا خمس دقايق وعرفت اني ماستهلكيش 

ازالت دموعها مسرعه تضع اصبعها على شفاه تخبره بما يشعر بهِ فؤادها ضاربه بكل حساباتها وتحذيره لها من عدم الوقوع بحبه بقول :

_انا حبيتك ياياسين 

صمت تام خيم عليهما وكأن الأرض توقفت عن الدوران تصريحها العفوي هذا قادر على جعله اسير لها أرادت وبشده معرفه التعبير الظاهر على وجهه التحمت نظراتهما وحين شعرت ان تعبيره مبهم اكملت : 

_انا حبيت ياسين القديم وياسين بتاع دلوقتي وياسين بتاع بكره ، حبيتك بجد 

النظرات الدافئه في مقلتي زوجها والتي يشملها بها تؤكد حبه لها  ، كل أنش بجسده يريد اخبارها كم طال انتظاره لسماعه تلك الكلمات منها وانتظرت هي  رده على احر من الجمر عدا الرد الذي قاله حين صدمها وتحدث بابتسامه يداري بها ضعفه : 

_مابقاش ينفع ياشمس أنا ابو عمار 

كان التوقيت منتصف الليل حين أوشكت الشمس على الشروق وبان المنظر الدافىء وغياب القمر من السماء لتعلن الشمس عن بدايه اشراقها ليوم جديد ، وتعلن  "شمس " الانسانه بانفطار قلبها من كذلك 

فاقت "شمس" من شرودها على صوت دقات الباب بقول :

_شمس افتحي الباب احنا عارفين أنك مانمتيش
محدش فينا قادر ينام النهارده ممكن تفتحي بقى 

مسحت عباراتها مسرعه تفتح الباب سامحه لهم بالدخول هذه المره 
----------------(بقلمي ماهي احمد )----------------
سياره "الضابط أحمد" في الأمام يتبعها سياره "يزن" توقف "الضابط أحمد "بسيارته أمام كشك خاص بالسجائر حول "الطبيب"عينيه باللون الأسود قبل نزوله من السياره حتى يمشط المنطقه 
لعل احداً ما يراقبه وما تأكد أن الوضع على مايرام 
هبط من السياره وخلفه "يزن" يشير بعينيه "لبربروس "حتى يقف بعيداً عنهم  ليؤمن المكان ، امسك " الطبيب" بكفيه  "الضابط " من تلابيبه وهو يقول بعنف :

_اسمعني بقى أنا طول عمري مؤدب والعيبه مابتطلعش من بوقي ، بس لو حكمت ابقى قليل الأدب وشمحطجي كمان لو ما قولتلناش الحقيقه دلوقتي اخويا فين 

اشار "يزن"برأسه لكي يخبرهم بالحقيقه وهو يقول بنبره ساخره: 

_مايغركش أدبه ده أخوه ياسين 

حاول "الضابط"فك قبضه "الطبيب" ولكنها محكمه 
اشار بيدهُ للتحدث فأمر "يزن " الطبيب" بقول :

_سيبه ياعلي عشان نعرف هيقول ايه 

شهق " الضابط احمد" يلتقط انفاسه وهو يخبرهم بصعوبه :

_وانا لو مكنتش عايز اقولكم كنت نبهتك بأشاراتي الصبح يايزن ، انا مش عدوكم انا مش مستفاد حاجه من كل ده الخاله حكيمه الكل عارفها وخيرها سابق على كل اهل القريه وانا مستعد اعمل اي حاجه ترضيها من غير ما تقولوا لو مكنتوش جيتوا كنت هستنى لحد ما الاوضاع تتحسن وتبقى تمام  واجيلكم لحد عندكم بس وجودكم هنا معايا ممكن حد يشوفنا وهيبقى خطر عليا وعليكم 

_انا مش هتحرك من هنا الا لما اعرف فين أخويا 

جاء رد "الطبيب" قاطع فأخبره " الضابط " يدور بعينيه بالمكان والقلق يتسلل لقلبه :

_ اخوك في مكان ماحدش يقدر يوصله جوه القسم زنزانه تحت الأرض بيتحط فيها اللي متوصي عليهم من فوق فيها كل أنواع التعذيب وياسين  متوصي عليه اوي من الناس اللي فوق ، ما هو برضوا ماقتلش حد هين ده ابن وزير الداخليه بس في معلومات اتسربت وعرفت من الحرس الخاص اللي واقف على "ياسين" بأن "ياسين "ماقتلش "فريد" وان "فريد " انتحر علشان كده الدمنهوري مارضاش يعرض جثته على الطبيب الشرعي وعايز اقولك حاجه كمان ياسين حتى مش هيتحاكم ولا هيتعرض على نيابه "ياسين "لو طلع بره البلد وسافر على مصر  مش هتشوفوا تاني ، الحراس الخاصه دي مابيعملوش حاجه غير انهم كل ساعه بيحقنوا بحقن تهد جبال انا مستغرب ازاي عايش لحد دلوقتي وكل عشر دقايق بيكهربوا بڤولت عالي يهد اسود  من اول لحظه بس الغريبه اكتر انه مابيموتش 

_بيقاوم 

كان هذا سؤال "الطبيب" ودموعه تسابقه على ما يحدث لشقيقه فأتى رده :

_نهائي ،  اول ما دخلنا مكتبي  الحراس اتلموا حواليه وهما رافعين اسلحتهم قرب واحد منهم ومعاه حقنه لسه هيحطها في رقبته مسك أيده وكان هيخلعها  بصلهم باستهزاء  ورجع يسألني  وقالي فريد مات فعلاً  ،  اكدتله انه مات واندفن وقتها اتنهد تنهيده طويله وساب ايد الحارس وسابه يديله الحقنه ومن وقتها انا نفسي ماشفتهوش بس بيوصلني اللي بيحصله من تحت 
انا لازم امشي دلوقت وقفتنا مع بعض غلط بس الدمنهوري مش هيسكت ناوي يهد القريه باللي فيها ، وخللي بالكم من شمس مش بعيد ينتقم منها هي كمان ويلومها على انتحار ابنه ، لازم تهربوا ياسين في اسرع وقت واللي ماتعرفهوش كمان ان "فريد" كان مريض نفسي وبيتعالج 

طالع "الضابط" المكان بعيون حذره ورحل مسرعاً ،  شرد الطبيب لثواني فيما قاله وما افاقه سوا اتصال "الخاله " وما اتاها الرد حتى اخبرها  :

_ احنا خلاص ياخاله جايين على البيت هاجي واحكيلك كل اللي عرفته 

-------------------(بقلمي ماهي احمد)----------------
 دائماً ما تصدمنا الحياه لديها من الحيل الكثير تتلاعب بنا وتحركنا كما تحرك العصا عرائس الماريونت  أحمق من ظن نفسه يفهمها  وبين الليل والغد يتغير كل شىء كما تغير الكثير  بحياة "ياسين" الأمس كان ينعم بغرفته الدافئه واليوم هو هنا يقف عاري الجسد كما ولدته أمه ، حتى هذه اللحظه لا يصدق "ياسين" انه هنا مكتوف الأيدي مكبل بأصفاد حديديه بداخل زنزانته في ليالي الشتاء البارده ودلو من المياه المثلجه قد القي على جسده مما جعله ينتفض يبذل مجهود مضاعف حتى يتمالك نفسه من كثره الحقن وما أن فتح عينيه حتى وجد الباب الحديدي يفتح وقد خمن من القادم بداخله وما رأه حتى نجح بتخمينه انه هو " الدمنهوري " نزع ستره بدلته من عليهِ واعطاها للحارس جواره يشمر عن ساعديه طالعه 
"ياسين" باستخفاف وهو يقترب منه بقول :

_ مش عايزك تقلق انا مش همد ايدي عليك بس تفتكر ايه الحاجه الوحيده اللي منعاني عن ضربك ياياسين لحد دلوقتي 

هنا حيث ظهر على "ياسين "تقاسيم مسترخيه يخبره بما أشعل ثورته : 

_يمكن عشان أنا عريان  ، وأنتَ خجول شويه بس بحذف الجيم 

طالعه "الدمنهوري" الذي اشتعلت ثورته من هذا المتبجح الذي سبه بالفاظ نابيه أمام حراسه وكل من يهابونه صك على أسنانه يشير الى الحارس بعينيه حتى اقترب الحارس منه يصعقه بالصاعق الكهربائي من جديد احترق جلده مع وجود الماء على جسده أخذ يتألم بصمت يكتم ألمه داخله حتى لا يرى نظره شامته من الواقفين فأكمل 
"الدمنهوري " حديثه بتقاسيم مسترخيه يجلس على المقعد جواره وهو يقول : 

_هـــا ، وقفنا لحد فين 

تصنع التذكر وهو يقول :

_أه ، افتكرت تفتكر أنا مش همد ايدي عليك ليه 

فأجاب عليهِ مع ابتسامه مكسوره جاهد لأخراجها
من بين شفتيه : 

_العجز باين 









 تسارعت انفاسه وهو يخبر حراسه باستدعاء كلاب الحراسه الشرسه ابتسم "ياسين" على فعلته ورأى " الدمنهوري" مدى عدم اكتراثه اقتربت الكلاب تنبح أمامه ترك الحارس الحبال المكبله بها وما ان ركضت نحوه حتى طالعهم "ياسين" بعينين 
ثابته جمدتهم وقفوا كالصنم أمامه فهو الألفا له قدره على التحكم بالذئاب وجميع فصائلهم أشار للكلاب بعينيه حتى استداروا بانتظار اشاره منه للقضاء عليهم ، استغرب الحراس من الأمر هما في البدايه يعلمون بأن الأمر مريب بدى القلق على وجه الدمنهوري فنطق "ياسين" بما أثار غيظه :

_ماتقلقش يادمنهوري دي كلاب اليفه مش زيك 

بان القلق على وجهه يعلم بأنه يتعامل مع شىء اخر غير البشر ولكنه لم يعلم مدى قوته شرد قليلاً وقاطع شروده صوت "ياسين " الذي قال :

_تحب انا بقى  اقولك انا مش راضي امد ايدي عليك ليه لحد دلوقتي 

أشار برأسه مع بسمه صفراء قائلاً :

_عشان انا مؤدب ، مابضربش اللي اكبر مني 

هنا امر " الدمنهوري" رجاله بصوتٍ صارم :

_خدوا الكلاب بسرعه من هنا 

امر ونفذ حراسه طلبه ، استدعى الحقن على الفور 
ولكن مفعول هذه الحقن قصير سرعان ما يكتسب قوته من جديد حاول ياسين فك قيده ولكنهم كانوا الأسرع بغرز الحقن بجسده منا ضاعف من ضعف جسده اكثر وامر الدمنهوري حراسه بنضاعفه الحقن بأخذ جرعه كامله  كل نصف ساعه 

--------------------( بقلمي ماهي احمد )--------------
أن شعور الأختناق مميت ، كانت "غدير"غارقه  بنومها تشعر بوجود شخص ما بغرفتها يقترب رويداً رويداً هنا وباالرغم من بروده الطقس  استيقظت "غدير " لاهثه والعرق يغطي وجهها شهقت عند رؤيه "ياسين" فهو لم يعتاد على دخول غرفتها هكذا ابتلعت ريقها وقبل أن تنطق سألها هو بنبره حاده :

_عملتي أيه ياغدير ، انطقي ، قولتيله 

اقتربت منه بجسد دبت به القشعريره من نبرته ولاكن لانت تقاسيمها حين أقتربت منه تخبره بابتسامه :

_ حصل حاكيت لبدر على كل حاجه زي ما اتفقنا بالظبط 

ابتسم بسمه ماكره يثنى عليها ما فعلته : 

_برافو عليكي 

ابتسمت بغرور تغمز لهُ بطرف عينيها مازحه :

_عيب عليك ده أنا تلميذه ياسين الصاوي 

هكذا تحلم بنفس الحلم كل ليله  تقريباً ، استيقظت من نومها تلهث تتمنى لو كان حلمها حقيقي شربت من كوب من الماء عند رؤيتها للصباح وقد اشرق شمس يوم جديد اتجهت الى خزانتها ترتدي ملابسها نزلت تهبط على الدرج بخطوات واسعه ، سمعت صوت من داخل غرفه الخاله وهي تقول :

_يبقى لازم نهربه ياسين مش هيفضل تحت ايديهم ياولدي 

اقتربت من باب الغرفه بحذر حتى سمعت "يزن"
وقد تردد في بادىء الامر بقول 








:

_انا عايز اقول حاجه بس مش عارف ده صح ولا لاء بس انا متأكد ان ياسين هو اللي عايز كده ، ياسين عايزهم يموتوه 

انقبض قلبها عند سماعها كلماته لم تستطيع تصديق ما قاله خرجت بالخارج ونتيجه لغضبها مما سمعت قادتها قدماها الى طريق "بدر " مره أخرى 

-------------------(بقلمي ماهي احمد)--------------
يجلس بدكانه ويفتتح يومه كالعاده وما ان شرب كوب الشاي الخاص بهِ حتى بدأ عمله بتصليح اول 
دراجه تقابله ، هاتفه يرن رأى  المتصل بعينيه حتى كتم صوت رنين الهاتف والقاه بجواره ينتزع الاطارات من الدراجه يقوم بأصلاحها ، مرت ثواني حتى دخل عليه المتصل وهو يقول :

_ياسلام يعني التليفون جنبك اومال مابتردش عليا ليه يابدر 

مسح يدهُ بالمنشفه الخاصه بهِ بعدما ابتلع ريقه بتوتر قائلاً :

_الظاهر كده اني ماسمعتهوش من كتر الشغل ياابو المعاطي 

واتاه الرد بجفاء : 

_كتر الشغل ، شغل ايه ده يابو شغل اللي يخليك ماتردش عليا بالأيام 

ركل بقدمه الدراجه من أمامه بعنف انتفض بدر على اثرها قائلاً:

_أنتَ عايز ايه يا ابو المعاطي 

اشعل دخان سيجارته وما امتلئت رئتيه بدخانها حتى قال : 

_ ايه اخبار البت اللي اسمها غدير وصلت معاها لحد فين 

واجاب بالكذب :



تعليقات



×