رواية ملكة قلبي الفصل الثلاثون 30والاخير بقلم مريان بطرس


 

رواية ملكة قلبي الفصل الثلاثون والاخير بقلم مريان بطرس

الفصل الثلاثون والاخير 

كان يتحرك جيئة وذهابا بغضب اعمى بعدما حدث يشعر بمراجل مشتعلة تغلى بداخله يشعر بعدم تقدير واحترام منها جهته ومن جانب آخر يشعر من جهتها بعدم تقدير بعدم احترام فما بالك بالحب هى لا تحبه ابدا والدليل واضح لم تهتم لكرامته لم تهتم لمعرفة اى شئ بخصوصه لم تهتم حتى بمعرفة مؤهله الدراسى لم تسأله يوما عن يومه كيف يسير عن حياته عن ان كان سعيدا ام لا عن مايحب مايكره مايفضل هذه الأمور ابعد مايكون عن الخجل كان يظنها خجولة منه ولكن ابدا هى لم تهتم للسؤال او بمعرفة ان كان سعيد ام حزين ان كان هناك مشكلة بحياته ام لا دائما مايكون هو المبادر بكل شئ تجاهها والان هاقد ظهر شئ آخر 

ابتسم ساخرا وهو يتذكر الحديث الذى مضى لتزداد ابتسامته الساخرة اتساعا حتى تحولت الى قهقهات ولكنها لم تكن سعيدة انما هى قهقهات مريرة متألمة مجروحة حزينة وهو يتذكر رؤيتها له تظنه ميكانيكى اذا هذا هو ماتظنه صاحب مستوى تعليمى متوسط وبالطبع تظن انه لا يرقى الى مستواها الثقافى كطبيبة حتى وان كانت بيطرية فهناك قانون الانتخاب الطبيعى وتبعا لذلك القانون فهو غير مؤهل للارتباط بها تبعا لاختلاف مستوى الثقافة والدراسة والمكانة الاجتماعية فى المجتمع مابين طبيبة بيطرية تعمل بشركة كبيرة ومجرد ميكانيكى سيارات 

تحرك بغضب يضرب سطح المكتب امامه بقوة وبغضب اعمى حتى كاد يكسره فى حين انتفض كل العمال بالمكان ينظرون الى رب عملهم المخيف وقد اضحى بهالة مرعبة غاضبة زادته رعبا حتى انها كادت تخرج قلوبهم من اماكنها بينما صمت هو ينظر امامه بغضب وشرود هناك شى ما بالوسط ولابد ان يعلمه 
تحرك للخروج من المكان الى جهة مكتب والده ليفتحه مرة واحدة ثم دخل ينظر جهة والده بغضب انتبه الحاج محمد على منظر ابنه الغاضب ولكنه لم يعلق على طريقته ب اقتحام مكتبه انما نظر اليه متسائلا بهدوء 
_مالك؟ ايه اللى عامل فيك كدة ومتضايق كدة ليه اتخانقت مع حد؟

نظر رافد جهته متسائلا بحدة قاطعة 
_هو سؤال واحد وعاوز اجابته انت طلبت ايد شيرين ليا ازاى؟

ارتفع حاجبى محمد ولكنه اجاب بهدوء 
_بالاصول.. طلبتها من والدها بالاصول

ضيق مابين حاجبيه ليسأله بضيق 
_وكان رده ايه؟

هز والده كتفيه يجيبه ببساطة  
_قال هيسألها وبعدها رد وقال موافقين 

ظهر عدم الاقتناع على وجه رافد ثم سأل والده بوجه غير مقروء 
_بس كدة مفيش حاجة تانى معرفهاش؟  

هز محمد كتفيه يجيب ابنه بلا مبالاة مفتعلة 
_لا مفيش هيكون فيه ايه تانى!! 

ثم حول انظاره له متسائلة بتعجب 
_ليه فيه حاجة؟

ظل رافد ينظر جهته بنظرات غير مقتنعة لينفى برأسه اخيرا قائلا بهدوء 
_لا مفيش حاجة

ثم تحرك من المكان وقد اشتعلت عينيه الكهرمانية بلهيب حاد عليه ان يعلم ماذا يحدث حوله عليه ان يعلم مايجرى والآن وليس بوقت آخر 

__________________________________
خرجت من العمل هى وصديقتيها لتجد اميرة تتثائب ثم بدأت تطقطق عتقها قائلة ب ارهاق 
_اخيرا دة الواحد تعب لما خلاص معادش قادر 

ابتسمت عليها ولم تعلق فى حين اكملت اميرة ب ارهاق 
_الحل دلوقتى انى اروح اخد دوش وانام بس بعد ماتكون ماما مجهزالى الاكل لانى فعلا مرهقة 

ضحكت وهى تقول 
_طيب وبالنسبالك متجهزيش اكل لوحدك 

هزت رأسها تجيبها بمرح 
_لا انا شبه دب الباندا المقيم فى البيت لما هجيب شلل لامى معرفش اعمل حاجة انا يا قاعدة بذاكر او بتفرج على التلفزيون او باكل او لازقة ل بابا فى المحل غير كدة لا بمعنى اصح زى ما هى بتقولى انا بنت ابويا وكل خناقة بينهم انا واقفة مع ابويا بس 

ضحكت عليها ولم تعلق فى حين التفت لتلك التى اصبحت بهذه الايام مهتمة بالهاتف بدرجة غريبة ملفتة للانتباه لتسألها بتعجب 
_مالك ياجنا مركزة ف ايه؟ 

لم تجب جنا لتنظر الفتاتان جهة بعضهم بتعجب لترفع الاخرى صوتها متسائلة 
_جنا!!

انتبهت جنا لصوتها لتسألها بتعجب 
_هه بتقولى حاجة؟

ضحكت وهى تقول 
_لا دة انتى مش معانا خالص مركزة ف ايه 

اشاحت بعينيها عنها تعيدها للهاتف وهى تجيبها ب لا مبالاة 
_مفيش كنت برد على رسايل واتس 
لتصمت لبرهة ثم تقول 
_كتتى بتقولى ايه؟

رمشت شيرين بعينيها بتعجب لتجيبها اخيرا 
_ابدا كنا بنتكلم هتعملو ايه لما تروحو 

اعادت انظارها للهاتف وهى تجيبها ببساطة 
_معرفش لما اروح واشوف هشوف ماما عاوزة منى ايه واعمله 

هزت رأسها بهدوء فى حين كانت تطالعها هى واميرة بتعجب وبالاخص حينما وجدتها توقفت تنظر يسارا ويمينا بتوتر لتحول كلا منهما انظارهم جهتها ثم لبعض لتتساءل اميرة بتعجب 
_فيه ايه يا جنا انتى مستنية حد؟  

ظلت تنظر لها بتوتر لتجيبها اخيرا بتلعثم 
_يعنى 

هزت شيرين رأسها تسألها بتعجب 
_يعنى ايه؟ ماهو يا اه يا لا ولو كدة نمشى ونسيبك لو عاوزة تبقى لوحدك 

_لا 
قالتها جنا بسرعة لتعدل حديثها حينما وجدت نظراتهم المتعجبة 
_يعنى اقصد انى مستنية بس ياريت تستنو معايا علشان مش هستنى لوحدى 

قطبت أميرة حاحبيها تنظر جهة شيرين لتمط شيرين فمها بجهل ثم حولت عينيها جهة جنا تسألها بتعجب 
_ودة مين دة اللى مستنياه؟

_مساء الخير يابنات اخرت عليكم؟
التفت الفتيات على ذلك الصوت الاجش القادم من بعيد لتناظره جنا ب ابتسامة فى حين اتسعت عينى اميرة بخوف وهى ترتعد من الاسوأ ان يحدث فى حين تعالت ضربات قلب شيرين لتلف وجهها جهة صاحب الصوت بتوتر لينظر لها ب ابتسامة عميقة فى حين التمعت عينيه الخضراء بسعادة وهو يجدها امامه بعد هذه الفترة من الغياب ياالله لكم اشتاق لها اشتاق لرقتها حنانها مرحها ضحكتها اشتاق لذكرياتها التى تقصها عليه لتجعله يضحك اشتاق لروحها التى كانت تدب بالمكان وتعلو به من الحياة اشتاق لكل مابها حد الجنون وهاهى تقف امامه الآن يقسم ب انه لن يجعلها تبتعد ثانية سيحجزها بين ذراعيه ليجعلها لا تستطيع الهرب منه ابدا ابدا سيهتم بها وسيروض لسانه وغيرته فقط لتبقى معه دائما وابدا 

اما هى فنظرت جهته بتوتر لا تصدق ب انه بالفعل هاهنا امامها وبعد عدة ايام فقط من تركها له ترى لما جاء؟ أ جاء لاجلها ام لشئ آخر؟ وماذا ان كان جاء لها هل ليعتذر ام لشئ آخر؟ وهل هذا يعنى ان يحارب الدنيا لاجلها ويحارب قدرها الاسود؟ هل سيكون بهذه الشجاعه للوقوف امام ذلك البربرى الاحمق المرتبطة به؟  هل سيستطيع الوقوف امام ذلك الحائط البشرى الذى ربطها به اجبارا ام ماذا ؟

بينما تراجعت اميرة للخلف تنفى برأسها برعب ويبدو ب انها هى اكثر من يفهم جدية الموقف تخشى بالفعل مما يكون وصل لعقلها وقد فهمته من نظراته المتطلعة الى الاخرى بشوق تتمنى الا يكون هذا والا يكون قد القى بنفسه بالنار قادما للاعتراف بحبه لتلك الخرقاء ف لو حدث ستكون هناك نيران مشتعلة لن يستطيع اى احد اطفائها، هل قدم ذلك المعتوه للاعتراف بحبه؟ لا والف لا فهو سيكون قد القى بنفسه فى جحيم ذلك المهووس البربرى المخيف ولن يخرج من تلك النيران حى يرزق ابدا نعم تقسم على هذا 
نعم تعترف ب ان باسم قوى البنية يملك العضلات صاحب جسد رياضى إلى حد ما ولكنه يبدو غر امام شخص ك رافد الدسوقى نعم ف رافد يختلف تماما عنه بل انه لا يوضع بجملة واحدة مع اى بشرى كان فهو عملاق من العمالقة القديمة، يملك جسد كجسد الجنود فى الحرب قديما يخشاه كل من ينظر له، يملك هيبة وطغيان ونظرة حادة تجعلك تتراجع امامه، وجوده وحده كفيل بحجب نور الشمس وان وقف باسل امامه سيهلك لا محالة بالاضافة الى 

رمشت بعينيها تتطلع الى من يقبع امامها وتحديدا نظراته فى حين تذكرت نظرات الآخر، هناك فرق واضح باسم ينظر لها بحب ربما بوله او اعجاب فى حين نظرات رافد مختلفة نظراته ينظر الى شيرين بنظرات عشق مجنونة تكاد تصل للهوس يستطيع الاعمى رؤيتها واضحة بعينيه بمشاعر جارفة تشبه امواج عالية متلاطمة فى عينيه وواضحة وضوح العيان وتلك الامواج التى تعكس تدفق مابقلبه ان سمح لها بالخروج ستأتى على الاخضر واليابس ولن يستطيع احد النجاة منها لذا تتمنى تتمنى بالفعل ان تنتهى تلك الكارثة 

فى حين ابتسمت جنا ناظرة له ثم قالت بسعادة 
_باسم حمد الله على السلامة اتمنى تكون متوهتش ولا تعبت للوصول لهنا 

ابتسم باسم يحول عينيه جهة شيرين قائلا ب ابتسامة عذبة يختصها بها تحديدا 
_حتى لو تعبت ميهمش كل شئ يهون قدامكم 

تخطبت وجنتى شيرين فى خجل فى حين ابتسمت جنا بسعادة اما أميرة فقد تراجعت للخلف برعب وهى تكاد تلطم على وجهها اى مصيبة فد سقطت فوق رأسهم الان يا الله تتمنى ان ينتهى ذلك اللقاء على خير لتأخذ جنا جانبا وتسرد لها بعض الخطوط العريضة عن الامر حتى لا تحط كارثة فوق رءوسهم تدعو الله ان يمر ذلك اليوم بالفعل فى حين اقترب باسم خطوة جهة شيرين يقول بسعادة 
_ازيك يادكتورة عاملة ايه ؟ 

نظرت له شيرين بخجل لتجيبه بصوت بالكاد يسمع 
_الحمد لله 

نظر لها باسم ليميل برأسه جانبا يتطلع بوجهها بحب ليقول بسعادة 
_مبسوط انى شوفتك كويسة 
ثم استدرك مكملا 
_لا دة انا مبسوط انى شوفتك اصلا دة يعتبر النهاردة اسعد يوم بحياتى 

ابتلعت أميرة رمقها تخشى ان يكون اليوم هو اسوأ يوم بحياة الكل فى حين ارتفع وجه شيرين جهته بذهول تناظره بعيون تلتمع بالبراءة والسعادة ليبتسم لها ابتسامة ساحرة ابرزت نواجزه فى حين كانت عيونه الخضراء تلتمع بشدة مثيرة قشعريرة لطيفة بجسدها 
انتبهت شيرين لنظراته لتبعد عينيها تعيدها ارضا لينظر هو جهتها بحزن ليهتف ب اسمها برقة 
_شيرين 

رفعت شيرين نظراتها له بتساؤل ليقول بحزن 
_انتى لسة زعلانة منى؟

التمعت عينى شيرين بالدموع لتنزل وجهها ارضا ليهتف ب اسمها مرة اخرى 
_شيرين

نظرت له شيرين بعيون سوداء ملتمعة بالحزن ليقول بضيق 
_دموع يا شيرين دموع؟
ثم ابتلع ريقه ليقول بضيق 
_شيرين انا ما اقصدش كل اللى وصلك دة والله ماقصد انا انا 

صمت وكأنه يستصعب عليه اكمال جملته ليقول اخيرا بحسم
_شيرين انا آسف والله آسف مكنتش اقصد اللى وصلك دة 

رمشت بعينيها تحاول الخروج من دوامة حديثه لتقول بحزن 
_الكلام كان واضح يا دكتور مظنش ليه معنى تانى 

نظر لها ليقول بقوة 
_لا ليه وفيه ابعد تانية 

_وايه هى بقى الابعاد دى 
قالت جملتها بضيق مقرونا مع وضع احدى يديها بخصرها ليقول هو بدفاع 

_لنفس السبب اللى بتعمليه دلوقتى 
هزت رأسها بعدم فهم ليكمل بتوضيح 

_يعنى تفتكرى لما تبقى واقفة واحدة جميلة زيك فى المزرعة ويبص عليها عامل من العمال ويتفنن فى النظر ليها ولتفاصيلها وجسمها بنظرات بدائية تفتكرى هيبقى رد فعلى ايه سواء منه او منها 
تفتكرى لما واحدة جميلة زيك تحط ايديها فى جيب بنطلونها من ورا وسط العمال تفتكرى هيبصولها ولا لا وبطريقة مش لطيفة ولا لا تفتكرى لما تبقى واقفة دلوقتى وحاطة ايدك فى وسطك تفتكرى هيبصولك ازاى 

اتسعت عينيها بصدمة لتشير جهة صدرها قائلة بذهول 
_انت بتبصلى ازاى انت بتتهمنى ب 

صرخ بها بغضب 
_انا مبتهمش انا بوضح

نظرت له بغضب لتتسع عينيها بصدمة فى حين التمعت عينيها السوداء الجميلة لتصبح اشبه بحجرى كريمين  لتقول بغضب 
_بتوضح ايه ها بتوضح انى مش محترمة وبلفت انظار الناس ل

قاطعها بغضب صارخ 
_لا بوضح انى بغير 

اتسعت عينيها بصدمة تراجعت للخلف على اثرها وهى تستمع لذلك الاعتراف فى حين تعالت ضربات قلبها بجنون هل ماسمعته حقيقى ترى اذاك يعنى ما برأسها فعلا فى حين اتسعت عينى اميرة بصدمة اكبر لتتراجع للخلف وهى تمسح على وجهها الم يجد افضل من ذلك الوقت وهذا المكان للاعتراف اى جنون هذا الذى سقطت به واى عته هذا الذى سقطت به صديقتها متى ستوضح الامر مسحت حبينها الذى تفصد بتلك اللحظة بحبات العرق نتيجة خوفها فهى لا تخشى سوى شئ واحد وهو ان يهبط عليهم ذلك النيزك القاتل والمخيف المسمى رافد الدسوقى ف ان حدث سيقتلهم جميعا لا محالة 
حولت انظارها جهة باسم بغيظ الم يكونو بالمزرعة معه وجههم بوجهه طول الوقت لم يعرف ب انه يحبها الا بعد ان ابتعدت عنه ليدرك هذا الابله بما يكنه من مشاعر لم ترى مثلث حب قاتل مسموم بقدر هذا المثلث الذى تتمنى الهروب منه وقطع صلتها بهم جميعا قبل ان تصبح شهيدة لجنون الحب هذا الذى سيروه بالفعل فهى لديها طموحات اعلى من ان تدهس تحت عجلات رافد الدسوقى فقط لانه يكرهها لانها اقلت من قدره وسيظن انها من شجعت مخطوبته على تركه فى حين هذا المعتوه الواقف امامها ماذا ان علم انه يحب احداهم مخطوبة ماذا سيكون ردة فعله 
تنهدت تتابع مايحدث بصمت ورعب فى حين ابتلعت شيرين ريقها قائلة بتوتر 

_بتغير عليا ازاى مش فاهمة؟ معناه ايه الكلام دة؟

نظر لها ليقول بغضب 
_هو ايه اللى مش فاهماه فى كلامى هو الراجل يغير على واحدة ليه ؟

ليه؟
تسائلت هى ب استفهام ليصرخ بها بغضب 
_لانى بحبك ياشيرين 

شهقة عاليه صدرت من اميرة وهى تستمع لكلماته وهى تضع يدها على فمها بعدم تصديق بينما تراجعت شيرين للخلف بصدمة لا تستطيع التصديق هل حقا ما سمعته؟ هل باسم العربى واقع بحبها بالفعل؟ هل بالفعل يتمناها؟ هل قطع كل المسافات لاجلها؟ فى حين ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه جنا اما باسم ف اكمل قائلا 
_ايوة بحبك ياشيرين بحبك من ساعتها قولت يمكن اعجاب وهيروح مع الوقت وبمجرد ماتبعدى هنساكى لكن الحقيقة لا الحقيقة انى اتعلقت بيكى اكتر لما بعدتى اصبحت حاسس انى فى بعدك بتعب بقيت بتمناكى ليل نهار بقيت حاسس ان فيه حاجة نقصانى بقيتى امنيتى وطلبى من ربنا بقيتى الحاجة الوحيدة اللى بتمناها يا شيرين 

تراجعت شيرين للخلف بصدمة اكبر فى حين ارتفعت دقات قلبها 
التمعت عيناها بالدموع وتحشرج صوتها بالبكاء فى حين تباطئت دقات قلبها من الرعب وكأن جبال تجثم على صدرها حتى شعرت ب انه بالكاد يستطيع العمل فى اى وقت،  هذا الشاب يحبها متيم بها فى حين هى مرتبطة ب آخر ماذا يجب عليها ان تفعل ماذا يجب عليها ان تقول هل تقول له الحقيقة وكيف ستبرر الامر وجنا كبف تجعلها تفهم ب انها لم تكن تكذب عليها لم تكن تهمشها اذا كانت اميرة بالكاد قبلت الامر ماذا عن جنا 
وماذا ان علم باسم ب حقيقة الامر هل سينتظر ليفهم حقيقته ام سيتركها ويذهب دون ذرة ندم واحدة وستسقط من عينيه هل سينتظر ليستوعب حقيقته ويدافع عن ذلك الحب المزعوم ام سيراها مجرد كاذبة مخادعة دهست قلبه ومشاعره وكانت تتلاعب به هو وآخر ماذا يجب ان تفعل ماذا 
فى حين اقترب باسم منها بعيون تلتمع بالحب قائلا برقة وبصوت عميق ساحر 

_شيرين انا عارف انى جرحتك بس مش قصدى انا طبعى كدة عصبى انا راجل شرقى غيور وبحب بنت زى القمر قدرت تسرق قلبى ف طبيعى اتحمأ واتضايق وازعق مش بدافع حاجة سوى انى بحبك 

ثم اقترب منها محتضنا يدها الرقيقة بين يديه الكبيرة قائلا بحب 
_شيرين انا بحبك بجد ارجوكى ادينى فرصة وصدقينى مش هتندمى 

_شيرين!! 
تلك الصرخة الغاضبة التى شقت المكان والتى جعلت الجميع يلتف على اثرها كانت خارجة من فم غاضب التف الجميع على اثرها ليظهر امامهم فجاءة هو نعم هو بكامل هيبته وطغيانه بحضوره المخيف والمرعب فى الابدان هيئة همجية مخيفة نظر الجميع لذلك العملاق القادم نحوهم بطوله المرعب ووجهه المسود من الغضب عيونه الكهرمانية المرعبة بضوئها الذهبى القاتل خصلات شعره المبعثرة بغير ترتيب وقميصه الغير مهندم 
كان يتحرك بخطوات غاضبة يحرق الارض تحت قدميه د يصدر شحنات وشرارات حارقة فى المكان عيناه الذهبية ترمقهم بلهيب حارق قاتل كان منظره بالفعل كقاتل همجى بلطجى قادم للقتل بل ليس فقط القتل بل انه قادم لانهاء حياتهم جميعا 
تلقائيا دب الرعب فى بدن شيرين لتتراجع للخلف بفزع فى حين شحب وجهها وازرقت شفتيها واصبحت يديها كالثلج لتضاهى هى الاموات فى تلك اللحظة وهى تراه قادما نحوها بنظراته الذهبيه المخيفة تعرف تلك النظرة تعرف تلك الخطوات تعرف ذلك الوجه هو قادم لعمل مجزرة بمعنى اصح لن يستطع احد النجاة من بين يديه الآن، هاقد حضر مندوب عزرائيل الان، عند تلك الفكرة انتفض قلبها داخل صدرها ينبض برعب ك ارنب مزعور تتمنى الهروب من المكان ولكن للاسف تيبست قدماها وجسدها ارضا 
فى حين كانت اميرة تنظر جهته برعب وهاقد حدث ماكانت تخشاه هذا ماكانت ترتعد منه كيف ليوم ان يكون اسوأ من هذا هاقد انتهت بل انتهو جميعا لذا لم تجد بد من ان ترفع يديها على وجهها تلطمهم برعب وهى تولول كالنسوة صارخة 
بفزع 

_  جالك الموت ياتارك الصلاة بيتهيألى اننا كلنا هنتسلم لعزرائيل دلوقتى 

لم تستطع جنا فهم مايحدث التفت تنظر لصديقتيها بتعجب من ردة فعلهم لتعود تنظر الى ذلك الكائن العملاق القادم من احدى الكواكب الاخرى لتتراجع تلقائيا للخلف ويرتعد جسدها تلقائيا من تلك الهيئة والهالة المرعبة المحيطة به ماهذا الكائن وكيف يعيش على هذا الكوكب وماذا يريد منهم لا تعلم من هذا الكائن المهيب المخيف والذى يثير الرعب بالابدان من المفترض ان مكانه ليس هنا بل انه مكانه فى احد اماكن التعذيب بمجرد أن ينظر اليه احدهم يستطيع ان يقر بكل مايريد انما ان يكون مع بشر طبيعيين فهذا محال
اما عن باسم فظل يرمش بعينيه ليلتف الى الفتيات بتعجب ثم يعود ينظر الى هذا الضخم القادم ناحيتهم ليقول بهدوء 
_اؤمر؟

اشتعلت عينى رافد وهو يرى ذلك الغريب يمسك بيد مخطوبته فى حين هو لا يفعلها ليعود بنظرات حادة الى تلك التى تكاد تسقط مغشيا عليها الان من الرعب لتبعد يدها تلقائيا عن باسم واضعة اياها خلف ظهرها 
قطب باسم جبينه بتعجب ليجد ذلك الضخم يصرخ بغضب 
_ايه اللى بيحصل هنا دة؟

كان يقول كلماته مقتربا من شيرين رامقا اياها بنظرة حادة كادت تطرحها قتيلة لتبتلع ريقها محاولة اخراج الكلمات لينتبه باسم للامر ليقف حائل بينهم قائلا بجدية 
_اؤمر كلامك معايا.

رمقه رافد بجانب عينه ثم ابعده بيده جانبا عن مجال رؤيته قائلا بجديه قاتلة 
ابعدلى انت كدة دورك جاى متقلقش 

تراجع الاخر للخلف بضعة خطوات على اثر دفعته الخفيفة تلك اى كائن هذا فلم يبذل مجهود يذكر لابعاده ترى من ماذا صنع جسده أ من فولاذ ام ماذا؟ فى حين اقترب هو الى تلك التى كادت تسقط مغشيا عليها ناظرا جهتها قائلا بحدة 

_انا مستنى الاجابة لسؤالى مين دة وبيعمل ايه هنا؟

فتحت فمها عدة مرات تحاول اخراج اى حرف ولكنها كانت لا تفلح لتغلقه مرة اخرى ليصرخ هو بها بغضب وقد انفلت زمام صبره من معقله 
_شيرين!!

انتفضت شيرين من مكانها برعب فى حين تساقطت دموعها على وجنتيها بسرعة ولكن الامر لم يزيده سوى حدة ليلف عينيه بالمكان لتقع على تلك الارنب المزعور الواقفة بالخلف والتى بمجرد ان نظر لها تراجعت للخلف اكثر قائلة برعب 
_اقسم بالله انا ماليا دعوة بحاجة ولا كنت اعرف حاجة

قطب جبينه بتعجب لينتفض باسم من مكانه قائلا بحمية 
انت مين وعاوز ايه 

ارتسمت ابتسامة شرسه على وجه الاخر ليقول بنبرة غريبة 
_انا مين ف دة بعدين بس ممكن اعرف انت مين وكنت ماسك ايدها ليه 

صرخ باسم بغضب وقد فاض به الكيل من هذا الهمجى المخيف 
_وده يخصك فى ايه؟ وانت مالك؟

اتسعت عينى رافد ليعود بعينيه جهة الأخرى الواقفة بتصنم والتى لم تبدى اى ردة فعل ليقول بهدوء ما قبل العاصفة وهو يشير جهة صدره 
_انا مين؟
ثم صرخ بغضب 
_انا خطيب الهانم اللى كنت ماسك ايدها فى وسط الشارع، انت اللى مين بقى؟

تراجع باسم للخلف فى حين صدرت شهقة رقيقة من فم جنا لينفى باسم برأسه قائلا بذهول 
_مش صحيح شيرين مش مخطوبة ولا مرتبطة الكلام دة مش حقيقى 

تلك النظرة وذلك الذهول يعرفهم جيدا هل كان ذلك الوغد يحاول التقرب من محبوبته هل كان يحاول الاقتراب من مخطوبته من حبيبته اى جنون هذا لا لايصدق كيف سولت له نفسه بل كيف هى اعطته تلك الجراءة للدرجة التى جعلته يقترب منها الى ذلك الحد لدرجة ان يمسك يدها 
حول وجهه جهتها ليجدها كما هى مثل الصنم ليجد ذلك الصوت الانثوى الرقيق الصادر من الخلف بحزم

_لا مش صحيح شيرين مش مخطوبة لو مخطوبة كنا احنا اول ناس عرفنا 

ارتفع حاجبيه بصدمة اى جنون هذا لينظر جهتها مرة اخرى قائلا بحزم 
_مش عاوزة توضحى حاجة ياشيرين هانم 

ظلت شيرين على نفس صدمتها ليعود بعينيه الى الاخيرة التى تقف بمكانها ك ارنب مذعور واقفة على اهبة الاستعداد للركض فى اى احظة ليهتف بها بحزم 
_وانتى مش عاوزة توضحى حاجة يا دكتورة؟

نظرت اميرة ارضا بخجل منه ومن شيرين ومن باسم ارضا الوضع بالفعل صعب الاحتمال ولا تتمناه لاحد حتى الد اعدائها ان يسقط به فهو يقف يرى مخطوبته مع آخر ويكتشف انها تتنكر لعلاقتهم فى حين باسم يقف كالابله بالزفة ليكتشف انه يخطب احداهن مخطوبة فى حين الوضع الاصعب هو لشيرين وهى مسحوقة بين حجرى رحى 

_دكتورة!!

كان هذا الصوت الهاتف هو ل رافد لتنظر ارضا تبلل شفتيها ثم قالت بخجل 
_بشمهندس رافد معاه حق هو خطيب شيرين فعلا

نفى باسم برأسه قائلا بجدية وذهول
_بس شيرين عمرها ماقالت انها مخطوبة حتى انها مش لابسة دبلة 

قطب رافد جبينه بتعحب ليرفع يدها صارخا بغضب وهو يشير جهة محبسها قائلا بحسم 
_امال ايه دة؟  

_هو مش دة مجرد خاتم عادى؟
كان الرد من جنا اجابة على سؤاله ليقطب جبينه ثم يعود الى شيرين قائلا بسخرية 

_هو بقى كدة؟
نظرت شيرين ارضا بخزى لينظر هو جهة الخاتم بنظرة اخرى لهم كل الحق فى ان يظنو هذا فقد كان المحبس عبارة عن حلقة تشبة جديلتين ملتفتين حول بعضهم البعض تحدها فصوص بيضاء من الاعلى 
ليومى برأسه قائلا بسخرية 

_علشان كدة اختارتى دة واصريتى عليه؟

ثم نظر جهتها صارخا ب اشمئزاز 
_علشان محدش يعرف انك مخطوبة وتعملى اللى على هواكى 

ثم صرخ بها بغضب 
_انتى بتلعبى بيا يا شيرين؟ 

رفعت له انظار ميتة لتقول بجمود اشبه بجمود الاموات وقد شعرت بتلك اللحظة بالعرى، بالجرح، بالمهانة، بالتعب والارهاق 
_انت اللى لعبت بيا يا رافد 

اتسعت عينى رافد بصدمة لتومئ برأسها قائلة بصوت ميت 
_انت اللى شايفنى لعبة بتلعب بيها انت اللى بتدبحنى انت اللى سلبت حريتى 
ثم صرخت بغضب 
_انت اللى سلبتنى حياتى وشخصيتى انت اللى حولتنى لوحدة معرفهاش انت اللى خلتنى مش انا لدرجة انى مش عارفة انا مين وبعمل ايه انت يا رافد انت 

تعالى صوتها فى اخر جملتين ليتراجع رافد للخلف بصدمة وهو يستمع لكلماتها ونبرتها التى لم يسمعها مطلقا ليجدها تومئ برأسها قائلة بجدية ميتة
_انت دبحتنى وجاى دلوقتى بتطالب بحقك انت قتلتنى وجاى تمثل الشرف انت خلتنى انسانة حقيرة مش عارفة انا مين وعاوزة ايه 

تراجع رأس رافد للخلف بصدمة كمن القاه احدهم بحجر لتلتمع عيناه بالدموع فى حين وضع يده على صدره ب الم حارق وهو يشعر بنصل حاد ينغرز فى قلبه ليقول ب الم 
_انا يا شيرين؟ انا؟!!

صرخت شيرين بجنون 
_ايوة انت يارافد انت، انت الجانى ف ما تمثلش دور البرئ والضحية، انت اللى سلبتنى حقى وحياتى، انتى اللى حبستنى فى قفصك بعدك ماكسرتلى جناحى، انت اللى دبحتنى وهلكت روحى انت 

رفع عيون متألمة جهتها ليجد نظراتها تجابهه نظرات جريحة ذبيحة مجنونة نظرات كارهة ناقمة مشمئزة 

اتسعت عيناه بصدمة ماذا حدث؟ لا يستطيع فهم شئ لما تكرهه هكذا؟  لما تقابل عشقه وحبه بهذا الكره لما تنظر لها بذلك الاشمئزاز والقرف ليقول بصوت متحشرج وقد التمعت عيونه بالدموع فى حين شعر ب الم حاد يتزايد اكثر واكثر بقلبه 
_انا مش فاهم حاجة وضحيلى 

صرخت شيرين بجنون وهتفت ب استنكار غاضب فى حين اطلقت عيناها السوداء شراراتها السامة

بجد مش فاهم لا لا بجد مش فاهم؟!! ازاى يعنى المجرم مش عارف جريمته ولا هو لازم يمثل دور الضحية!!

اتسعت عيونه بصدمة وجاء ليفتح فمه حينما هتفت اميرة بعقلانية 
_بشمهندس رافد بيتهيألى انكم محتاحين تتكلمو لوحدكم شوية وتتفاهمو قبل اى حاجة

التفت جنا جهة اميرة بذهول هل تأمن لذلك المعتوة على صديقتها اى جنان هذا فى حين اومئ رافد برأسه ليسحب شيرين خلفه بقوة ليتحرك من محيط المكان فى حين تنقاد هى خلفه كشاه مساقة للذبح 
بينما التفت جنا جهة اميرة صارخة بغضب 

_انتى اتجننتى؟  انتى ازاى تآمنى للمجنون دة عليها دة ممكن يموتها فى اى لحظة 

نظرت لها اميرة لتتطلع الى المكان الذى ذهب منه كلاهما وهى تتذكر رافد ونظراته لتقول بهدوء 
_مظنش، وبيتهيألى انهم محتاجين يتكلمو مع بعض وكل واحد يفهم التانى جواه ايه 

نظرت جنا جهتها بخوف ولم ينتبه احد الى ذلك الواقف بينهم والذى توحشت عيناه لتصبح اشبه ببؤرتى الجحيم وقد شعر بالمهانة والغضب والحرقة  الا حينما وجدوه يركض بغضب حارق يحرق الارض تحت اقدامه وهو يركض بالاتجاه الذى ذهب منه كلاهما منذ قليل 
تمت 


تعليقات



×