رواية سحر الزاجوا الفصل الثاني 2 بقلم محمد ابراهيم عبد العظيم

 

رواية سحر الزاجوا الفصل الثاني بقلم محمد ابراهيم عبد العظيم

(٢) والأخير.. 
لما راحت تُقف ورا الشجره التانيه , مابصتش عليها لإن لفت نظرى مشهد تانى خالص .

 لما قدمت كام خطوه ووقفت ورا الشجره الأولى اللى كانت واقفه عندها البنت دى .. شوفت مركبه كدا صغيره بتتأرجح وبتتحرك ببطء وبثبات شديد جوه البحر ..

 فضلت متبعاها لحد ما لقيتها بتقف ف مكان مش بعيد .. تقريباً كانت جزيره .. جزيره قريبه من مكانى وأنا واقفه .. مصدر الإضاءه على الجزيره دى مجموعه كتيره جدا من الشموع بسبب الإضاءه اللى بتتحرك وكأن في خيالات موجوده على الجزيره دى .. لكن ثوانى الحاجه اللى مش فاهماها هى إن المركبه أتحركت ووقفت عند الجزيره ومافيش أصلاً حد عليها !!!!!!!!!! . 

رجعت للقصر وأنا بجرى .. طلعت أوضتى .. وعدى اليوم الغريب دا على كدا .. وعدت حوالى 5 ايام .. ماكنتش عارفه ليه بابا ماظهرش لحد دلوقتى .. كل ما أسئل عمتى عليه .. تقولى بيغيب علشان شغله وهما معتمدين عليه ف الشغل وقريب هتروحيله . 

كنت بكره الليل لما كان يليل عليا .. سيناريو أحداث أول يوم كان بيتكرر معايا كل ليل .. الغريب إنى بتشد لصوت الطفله وبقرب وبشوف المركبه اللى بتتحرك لواحديها .. شيء غامض بيخلينى أعيش مع المشهد كل ليله وكأنه بيتعاد لأول مره . 

ماكنتش حابه أخرج .. أرتبط بأوضتى جدا .. كنت بشوف البحر وتحديدا الجزيره وانا واقفه ف أوضتى .. وأسرح بالساعات وأنا باصه للمركبه اللى بتتحرك لواحديها !! . 

ف يوم أنا وعمتى و عم مُراد كُنا بنتغدى .. لاحظت النظرات الصامته بينهم وبين بعض .. وكأنهم بيتكلمو بلغة الصمت .. مترردين .. بيحاولو يكونو هاديين قدامى .. قمت من على كرسي السفره وقولت بصوت عالى وبحده : 

_ بابا فين .. مش عايزين تقولولى ليه .. انا هنا بقالى 10 أيام وماشوفتوش .. لو مخبيين عليا حاجه الأفضل تقولوها دلوقتى لإنى ..... 

مالحقتش أتكلم .. لقيت عمتى كارلا بتقولى : 

* زاجوا .. باباكى مات !!!! .. مات فى نفس يوم اللى بعتلك فيه جواب .
 
أنهرت .. بكييت .. صرخت .. ناديت على بابا مش مصدقة إللي سمعته .. طلعت أوضتى أترميت على السرير وانا ببكى .. معقول أغلى حاجه ليا يموت قبل ما حتى ألقي عليه نظرة الوداع . 

ثوانى ولقيت عمتى بتدخل أوضتى ومعاها كوبايه فيها عصير .. طبطبت عليا .. وأدتنى العصير .. وبعد ما شربته طلعت من شنطتها ورقه وقالتلى : 

- دى كلام من باباكى .. وصانى أدهولك ف إيدك لو جراله حاجه . 

بعد ما خرجت ماحستش بنفسي .. ماكُنتش شايفه غير سواااد تااام .. هدوء مرعب .. فتحت عينى وأنا حاسا بخمول و إن جسمى متكسر .. لما بصيت حواليا لقيت نفسي بتمايل .. جسمى بيتمرجح يمين وشمال بهدوء .. أنا على المركب إياها و بتتحرك بيا للجزيره !!!! . 

أنا إيه اللى جابنى هنا .. مين اللى رمانى على المركب دى ؟ . 

ثوانى وقفت المركب عند الجزيره .. الجزيره طويله جدا ماعرفش إزاى .. سامعه صوت من بعييد جدا بينادى عليا .. زاااجوااااااااااااا .. زاااجوااااااااااااااااا !!!!!! .

دا .. دا .. دا صوت بابا .. أيوه .. دا صوت باابا .. جريت وأنا بنادى عليه .. كان في باب خشب بيفصل بينى وبين صوت بابا .. فتحت الباب وأنا بنادى عليه .. حسيت بحراره شديده خرجت من جوه لما فتحت الباب .. لاحظت إن المكان جوه مافيهوش نور .. مسكت شمعه .. وأول حاجه عينى وقعت عليها .. هو تابوت !! . 




تابوت خشب كبير مقفول .. بعدت نظرى عنه وأنا بلوح بالشمعه قدامى وبنادى على بابا .. لكن ماكنش بيرُد عليا .. المكان ضيق جدا ماكنش فيه أصلا غير التابوت دا .. جيت علشان أخرج سمعت من ورايا صوت خربشه جوه التابوت !! .. رجعت علشان أبص .. أكتشفت إن فى فتحه ف التابوت من تحت !! . 

وفى حاجه بتحاول تخرج من الفتحه !! .. وجهت الشمعه للفتحه وأنا بقرب ببطء .. ثوانى ولقيت فار كبير بيخرج من الفتحه !! .. ووراه فار تانى .. وتالت .. أكتر من 10 فيران بيخرجو ورا بعض من التابوت .. بعد ما خرجو رجعت أبص تانى جوه الفتحه .. شوفت حاجه خليتنى أقول لنفسي مستحيل .. شوفت إيد مفروده جوه التابوت و أأأ .. والساعه اللى بابا دايما كان بيلبسها ملفوفه حوالين الإيد دى !!!!!!!!!!!!! . 

قُمت وقفت .. حاولت أشيل الجزء العلوى من التابوت علشان أتأكد .. حاولت لكن ماقدرتش .. فجأه المكان اللى أنا فيه بدأ يتهز .. رجعت للمركبه بسرعه .. قبل ما أركب .. بصيت على البحر .. لقيت مجموعه كبيره جدا من الجثث قابيين على وش المايا !!! .. وشوشهم سوده جدا .. أجسامهم منفوخه .. عيونهم مبرئه و .... وباصيين علياااا !!!!! . 

لحد ما اتأكد إن عيونهم مش باصه عليا لأ .. دول باصيين على حاجه ورايا .. حسيت بخطوات بتقرب عليا من ورايا .. حرارة جسم شديده لمست ضهرى .. الإيد اللى لابسا الساعه لقيتها على كتفي لكن كانت سوووده جدااا .. متفحمه !!!! . 

وصوت غليظ جدا بيقول : سامحيينى يا زاجوااا !! .

ماقدرتش أبُص .. ماكنتش قادره أشوفه .. ماكنتش عايزه أسيب صوره ليه ف خيالى زى ماكنت واقفه ومتوقعه شكله .. وبدون أى مقدمات .. غرز سكينه ف ضهرى !!! .. وكل الجثث اللى ف البحر بدأو يصرخو .. غربان سوده بيخرجو من ورا الشجر وبيقربو منى !! .  

فوقت لقيت نفسي نايمه على السرير .. لما بصيت حواليا وأكتشفت إنه كان كابوس لقيت عم مُراد واقف قصاد السرير وبيبُصلى .. قبل ما أتكلم لقيته بيقولى : 

_ زاجوا .. أهربى فورا . 

قولتله وأنا مستغربه : 

_ أهرب من إيه .. من مين ؟ . 

قالى : 

_ أسمعى اللى بقولك عليه من غير نقاش .. لو ماهربتيش النهارده هتقتلك !! .. مش مهم تعرفى .. يلا بسرعه تعالى ورايا . 

قلقت من كلامه .. صدمة موت بابا مع الكابوس اللى شوفته خلانى مش مركزه فى اللى بيحصل حواليا .. ركبت معاه العربيه وبدأنا نبعد عن القصر .. لقيته بيقولى : 

_ لازم تتأكدى يا زاجوا إن عمتك دى شيطانه .. هى السبب ف موت أبوكى ومن قبله جدك !!.

قولتله : 

* إييييه .. أنت بتقول إييه .. قصدك إن هى اللى قتلت بابا . 

قالى : 

_ عمتك بتعمل سحر غجرى .. السحر دا من أقدم وأقوى أنواع السحر ف العالم .. ماحدش يسمع عنه .. بتحط السحر دا جوه مشروب ف يوم معين من الشهر .. واللى يشربه بيتلعن وبينتهى بيه المطاف بإنه بينتحر بإرادته وسط مجموعه كبيره من السحره والطقوس الغجريه !!! .. المركبه اللى بتشوفيها بتتحرك لواحديها .. ليلة موت أبوكى .. كان راكب فيها .. بعد ما شرب قهوه جواها سحر الزاجواا !! . 

قولتله بإستغراب : 

* الزاجوا .. دا أسمى .. يعنى لما باابا قالى إن جدى وصاه إنه يسمينى الأسم دا كان علشان أأأأأ .. كدا يبقى جدى كان عارف الموضوع دا . 

سكت لثوانى .. فرمل .. بصلى وقالى : 

_ اللى ماكنتش عايزك تعرفيه إن جدك هو اللى كان عارف أصل وفصل النوع دا من السحر الغجرى .. ف مره شوفته واقف وماسك ف إيده حتة قُماشه فيها دم ناشف .. خرج من جيبه شوية بُن ف كيس صغير وفرك الدم دا جوه البُن وهو بيتمتم بكلام مش مفهوم .. ماكُنتش أعرف هو بيعمل إيه وليه متدارى بالشكل دا .. بعدها بكام يوم لقينا جثة مراته مرميه على الجزيره .. قاطعه شراينها !!! .




 وبعد كام يوم لقينا جثة جدك ف أوضته .. شانق نفسه .. واللى حتطله السحر كانت بنته كارلا .. بعد ما أبوها علّمها .. وبدأت الجثث تتوالى ورا بعضيهم كل شهر 3 جثث بنلاقيهم قابيين على وش المايا .. لأ نعرف هما مين ولا جم منين .. يعنى جثه كل أول عشر أيام من الشهر .. والسبب ف كل دا عمتك كارلا .. والنهارده نهاية اليوم العاشر ف أول الشهر .. زاجوا أنا دلوقتى هوصلك لواحده عزيزه عليا .. هتفضلى عندها بعد ما الليله دى بالذات تعدى .. هحجزلك أول طياره رايحه على مصر .  

قولتله بعد ما لقيته سكت : 

* أنت ليه بتعمل معايا كدا .. ليه ماكنتش بتتكلم معايا .. وف كل مكان بتروح معاها .. ليه بتحاول تنقذنى قبل الساعات الأخيره ؟ 

قالى بأسي : 

_ ماكنتش أتخيل يوم من الأيام إن بنتى ومراتى يروحو منى بسبب الزاجوا .. كارلا قضت عليهم .. اللى خلانى أعمل كدا إنك شبه بنتى تغريد الله يرحمها .. وكان لازم ييجى الوقت المناسب اللى أخد طارهم .. وأظن الوقت دا جيه خلاص . 

وصلنى لواحده ست عجوزه وسابنى عندها ورجع للقصر تانى .. ماكنش عارف إنها شربتنى عصير ومن بعدها شوفت الكابوس المرعب اللى شوفته .. حاسه بحاجه بتجرى جوه دمى .. الدم بيغلى ف عروقى .. كان لازم أرجع وأخد حق أبويا .. فعلا رجعت .. بصتلى بخبث .. عينى كانت بتزغلل لما كنت ببصلها .. اتفاجئ عم مُراد لما شافنى .. لقيته بيجرى عليها وبيكتّفها .

وقبل ما أى حاجه تحصل قتلتها .. أيوه غزيتها بسكينه ف قلبها .. رميناها ف البحر .. اما أنا فرجعت مصر تانى .. رجعت بعد الأيام اللى عشتها هناك ف القصر .. بعد ما أخد طار أبويا منها .. ودلوقتى قبل ما أكتب كل الكلام دا .. وبعد ما فات 3 شهور .. وأنا بقلب بالصدفه ف شنطتى .. لقيت ورقه .. أفتكرت الورقه اللى أدتهالى بعد ما شرّبتنى العصير .. فتحتها وقريتها .. كانت رساله من بابا .. بيحذرنى من صاحب جدى .. بيقولى فيها إنه قتل مرات صاحبه اللى هو جدى .. ومن بعدها قتل جدى .. وإن بابا أكتشف كل دا متأخر .. وإن اليوم اللى بابا كتبلى فيه الجواب كان يوم 20 / 6 / 2003 .. وإن سحر الزاجوا بيجرى ف دمه ف الوقت اللى بيشرب فيه قهوته وهو بيكتب كلامه دا ليا !!!!! . 

تمت...
الكاتب ✍️
#محمد_إبراهيم_عبدالعظيم


انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
تعليقات



×