روايه عشق الادهم الفصل السادس عشر بقلم شهد السيد
•تضحَكين فيضيع كُل ما تبقى لديّ ،
أنظر لعينيكِ فأجد كُل الذّي هَرب منَّي•
أرتمت على الفراش بشرود تضع يدها خلف رأسها واغمضت عيناها لدقائق من ثم فتحتها على أهتزاز الهاتف بجوارها كانت تعلم علم اليقين بأنه هو.
أمسكت الهاتف لاكنها تجيب حتي إنتهي الأتصال و إعيد مرة أخري، أجابت عليه وظلت صامته رغمًا عنها نيران مشتعله بصدرها كلما تذكرت نظرات الفتاه له.
جاء صوته العميق الهادي ذو البحه المميزه التى تشعر به يتغلغل بأعماق روحها:
_ليه الزعل.؟
-مش زعلانة، هزعل من أي انتَ عملت حاجة تزعلني.!
_روحي قالتلي قلبك زعلان منك صالحة فى أنا حاليًا عاوز أعرف هو زعلان من أي علشان أصالحة.
وأمام طريقتة اللطيفة الرومانسية رغمًا عنها ظهر على وجهها أبتسامة هادئة لتغمض عيناها تجيب عليه بهدوء لم تتخلي عنه:
_هو عاوز ينام.
-لأ هو كان غيران.
رده جاء يحمل ف طياتة السعادة الذي يشعر بها تغمر قلبه تغار، وما تفسير الغيرة سوي أنها نابعة من الحب.؟
رغم أنها لم تصرح بحبها له لاكن غيرتها جعلتة محلقًا بالسماء.
بحركه سريعه نهضت تبعد خصلات شعرها المنسدل على وجهها خلف أذنها والحديث جف بحلقها تشعر بتوتر ضربات قلبها حمحمت تستعيد صوتها بحروف مبعثره:
_ما..مـمامبغرش.
دوى صوت ضحكاتة الرجولية المرتفعة، شعر بأنه لم يضحك بتلك الطريقة منذ مدة طويلة، وضع يده على وجهه وأبتسامة مرتسمة على وجهه يهتف بتسلية:
_واضح، بس تعرفي نادين دي كانت من الطلاب المجتهدة لما أشرحلها حاجة كانت تفهم بسرعة.
تلاشي توترها وحلت الحدة عليها تهتف بسخرية وتهكم:
_شكلك كنت صديق الطلبة.
-كان في مابينا محبة متبادلة.
_أدهــم.
هتفت بها بحزم تحاول السيطرة على نوبة الغضب التى أشتعلت بصدرها، كتم ضحكته من الصعود لاكنه لم يستطيع السيطرة على أبتسامتة المتسعة:
_عيون أدهم.
هتفت بأغتياظ من بين أسنانها:
_تصبح على خير.
-وانتِ من أهلي.
_______________♡
ظلت تسير بالغرفة بتوتر تشعر بنقص شيئًا هام رغم أكتمال كل شئ، وضعت ليان قدم على الأخري لتظهر قدمها من أسفل ثوبها تطالع الفتيات الذي تجهزن وجالسين بأنتظار ليليان لتهتف ليان بضجر:
_ورحمة أمي دي خطوبة ما دخلة.!
وضعت فرح يدها على وجنتها تطالعها بملل:
_ليه كل التوتر ده، أدهم لو ذئب بشري وهياكل إيدك وهو بيلبسك الدبلة ما هتعملي كدا.
وقفت تنظر لهم بضيق وأنفعال غير مبرر:
_خلصتوا تريقة.؟
مش عاوزه حد ف الأوضه بره كلكم.
نهضوا واحده تلو الأخرى مغادرين الغرفة لتجد هاتفها يضئ بأسمه أجابت ووضعت يدها على رأسها، هتف بصوت هادئ:
_متوتره ليه ومش طايقه حد.؟
-مش متوتره.
_ممم بأمارة إنك لفيتي الأوضة ستين مره.؟
رفعت رأسها تنظر بزوايا الغرفه ومن ثم لهاتفها بشك من أين علم.!
صدرت منه ضحكه خفيفه يجيبها بصوت هادئ مطمئن:
_مش مستخبي ف الأوضة بس بحس بيكِ، وحاليًا أنا لبست ومستني ليلان هانم تتكرم وتيجي تحضر الخطوبة ومتخافيش مبعضش، ولا انتِ رجعتي ف كلامك وأخدتيني لحم وهترميني عضم.؟
أنهي حديثة بنبرة مرحة، لتبتسم على حديثة اللين الذي طمئنها بالفعل:
_لأ متخافش هصلح غلطتي واتجوزك.
-أطلب المأذون.؟
_بس يلا قال مأذون أحنا نعمل سنة خطوبة وبعدين ربنا يسهل ونتجوز.
-آه آه سنة ما أنا واخد بالي أخلصي يا ليليان أنزلي
_أحم أنا لسه ملبستش.
-لسه..
صمت عن أكمال حديثة يقبض على يده متحكمًا بأعصابة ليهتف بهدوء شديد:
_أنا عشر دقايق واكون ف القاعه تكوني وصلتي سلام.
واغلق، فتحت عيناها تزفر بقوة ونهضت تمسك بثوبها ترتدية ووقفت تطالع نفسها بالمرأة بنظرة واثقة تنظر لنفسها من جميع النواحي، أمتدت أصابعها تنزع رابطة خصلاتها لتنساب بحريرية على كتفيها وظهرها، رتبتة بلمسات بسيطة وجلست ترتدي حذائها اللامع من ثم نهضت تأخذ أشيائها مغادره الغرفه.
_______________♡
وقف يصافح المدعوين ويستقبل الأتيين، بجوارة مازن الذي وقف معاونًا لصديقة مرحبًا بالمدعوين وينتظرها.
وضع أدهم يده بجيب بنطالة يجول بعينة على المتواجدين يهتف بنفاذ صبر:
_كدا وخطوبة أمال ف الدخلة هيعملوا أي سيف قالي انهم مستنينهم كل دا.
قاطعة مازن برفض كأنه سبه للتو:
_لو سمحت مستنينها متجمعش ليان قالتلي إن البيت كله جاهز ماعدا حرمك المصون.
نظر له بطرف عينه وعاد يوزع نظراته على المتواجدين ليلكزه مازن هاتفًا:
_احيية يا أدهم ألحق.
نظر خلفة سريعًا نحو باب الدخول ليجد سارة طليقة جاسر بجوار عزام والدها الذي حضر لحفل الخطبة.
زفر بتمهل يخرج يدة من جيب بنطالة مشيرًا لمازن بأتباعه، وقفوا مرحبين بعزام وأدهم متابعًا رحلة بحث سارة عن جاسر بين المتواجدين بطرف عينة بشبة ابتسامة واثقة، لم تخيب أماله سارة لن تكف عن حب جاسر حتى بعد أن انفصلوا.
لمح سيارتها تصتف بالخارج هندم سترتة وأشار لمازن بأتباعه ليجد حازم ملتصق بهم للخارج.
ثبت عينية على باب السيارة بأنتظار نزولها بشغف شديد، هبطت بقامتها الممشوقه تبعد خصلاتها خلف أذنها لتظهر الأقراط اللامعة التى ترتديها أبتسامتها المرتسمه على شفتيها التى زينتهم باللون الأحمر الناري، زينة وجهها الخفيفة التى نجحت بأبراز فتنة وجهها وأعشاب عيناها المضيئة التى تنظر نحوة، تعالت دقات قلبة بحب شديد ينظر نحوها بشغف والحب يشع من عينة.




تقدم بخطوات هادئة يقف أمامها وكلاهما مبتسمًا، أمسك يدها يقبلها بعمق ورقة من ثم أبتسم مستنشقًا الهواء بقوة متحدثًا:
_نفسي أحضنك أخبيكِ عن الناس.
تصنعت الحدة تحاول إخفاء أبتسامتة شفتيها لاكن عيناها أبتسامتها أروع:
_أتلم دي خطوبة.
وعلى ذكر الخطبة عبس وجهة يهتف برفض شديد:
_أنتِ مش هتدخلي جوة.
نظرت له للحظات ورمشت بأهدابها الطويلة مرات متتالية تنظر له كأنة جاء من كوكب أخر:
_نعم.؟؟
وضع يدية بجيب بنطالة متحدثًا بهدوء شديد أقرب للبرود:
_زي ما سمعتي مش هتدخلي كدا.
نظرت لنفسها تحرك أطراف ثوبها من ثم نظرت له بأستفهام:
_هو أي اللى كدا شايفني لابسة بدلة رقص ما تعقل كلامك يا أدهم.
أخرج يدية من جيب بنطالة يجيب بضيق شديد مشيحًا بنظرة عنها:
_من الأخر شكلك حلو مش هستحمل إني أشوف حد من الموجودين بيبصلك.
ضمت شفتيها تمنع أبتسامتها لينظر لها بطرف عينة من ثم نظر نحو الأشجار التي خلفها:
_طلعيها متكتميهاش.
وكأنها كانت بأنتظار حديثة حتي أبتسمت بأتساع حتى ظهرت أسنانها اللؤلؤية تشبك يدها بيدة وتحدثت برقة:
_بس أنا معاك انتَ ومحدش فيهم يهمني.
ضغط على يدها بلين وترك لأبتسامتة طريقها على وجهه يشعر بقلبة يعزف لحنًا موسيقي من فرط سعادتة بحديثًا التي تخبرة به بطريقة غير صريحة بحبها له.
بجوارهم.
نظر لها بأبتسامة حنونة يطالع فرحتها الشديدة بالثوب تفرد أطرافة وتتحدث بسعادة بالغة عنة وكم عانت بأختيار تصميمة.

لدقائق رأى بها رهف كانت عندما تحصل على شئ جديد تكون سعيدة به بدرجة لأ توصف حتي إن كان شيئًا بسيط لأ يذكر، رأي بها طفلة لم تعيش طفولتها، فاق من تأملة الشارد على يدها التى تلوح أمام وجهة وصوتها المرتفع:
_مــاازن انتَ نمت واقف زي الحصان.؟
أبتسم أكثر يبعد تلك الخصلة المتطايرة التى تحجب جزءًا من وجهها عنه يتحدث بنبرة دافئة:
_سرحان فـ جمالك.
سعلت بخفة تضع كف يدها اليمني فوق ذراعها الأيسر تهرب بنظراتها بعيدًا عنه ضحك بخفوات يمد يدة لها لتتعلق بها ونظرت ليده التى تحاوط كف يدها بأحتواء شعور افتقدة رغم وجود أبيها على قيد الحياة، رغم وجودة لم تشعر بأمان وجود الأب وأختفاء الشعور بمغادرتة، لم تجد أب يفتخر بما تفعل وبمستواها التعليمي كـ عز والد ليليان، كما يقولوا وجودة لأ يختلف عن عدمة.
وهناك من يكاد يشتعل غضبًا يخفيها بجسدة الضخم مقارنة بجسدها الضيئل وهى تقف أمامة كـ المتهم المنتظر لعقابة لاكن بقلب يتراقص فرحًا لغيرتة لن تنكر تحذيراته الشديدة لها بأمر الثوب لاكنها نفت تؤكد بأنه حتمًا سيعجبة بشدة والأن تحصد ما قالت.

أشار للظاهر من جسدها يهتف من بين أسنانه بغضب مكبوت:
_هو دا الزفت المقفول، بالنسبة لكتافك ورقبتك وما بعدها اللى ظاهر مش تبع التعليمات.؟
زفرت فرح بضيق تعقد يدها أمام صدرها:
_أي ياحازم هو أنا ظابط معاك هتقولي تعليمات.
-فرح.
هتف بأسمها بنبرة حازمه تصحبها نظره قاتمه رافعًا سبابته بوجهها:
_القرف دا مش هتدخلي بيه جوا لبس لبنان دا تنسية هنا خالص مصر تختلف هروح أجيب مفتاح البيت من ليليان وارجعك تغيري.
نظرت نحوه ترفع رأسها قليلًا بتحدي بعدما وضعت يديها اليمني بخصرها:
_مش هغير يا حازم ملكش حكم عليا.
ضغط على أسنانه حتى كادت تتهشم وتركها وعاد للداخل بخطوات حارقة بكل بساطة أصابته بمقتل كرامته معلنه بأنه ليس له ادني حق بمحاسبتها وليحترق هو وغيرته.
ضمت فرح شفتيها تلعن تسرعها وحماقتها على ما تفوهت به ولحقت به للداخل.
وضعت يدها بذراعة تتنفس بعمق وهما يدلفان للداخل وفور أن رأهم المدعوين تعلقت الأعين عليهم، الظاهر للجميع علاقة دبلوماسية من أجل العمل ولأنهم يناسبان بعضهما أجتماعيًا وماديًا، لأ أحد يلاحظ النظرات والمشاعر يلاحظوا الظاهر فقط ويحكمون من خلالة.
تشديدة علي يدها ونظرته الهادئه جعلت ثقتها وهدوئها الزائف حقيقة.
رحبوا سويًا بالمدعوين حتى جاء وقت أرتداء خاتم الخطبة.
وقفت ليان بجوارها تمسك علبة مخملية زرقاء بأبتسامة سعيدة للغاية، أخرج أدهم الخاتم الذي كان غاية بالرقة والجمال يضعه بأصبعها وانحني مقبلًا يدها.

فتحت ليان علبة أخري كبيرة مربعة الشكل ليظهر ما جعل أعين تكاد تخرج من أماكنها، عقد فريدة والدة أدهم ذلك العقد الذي صُنعه والدها لها خصيصًا وكان فريدًا كـ أسم صاحبتة ولم يرتدية أحدًا بعدها نهائيًا الآن تحصل علية هي بكل بساطة تعلقت أعين النساء على يد أدهم التي امتدت تخرج العقد وتضعه على عنق ليليان التى أحنت رأسها قليلًا ليغلقه.

طبع قبلة رقيقة على رأسها وأبتسامة هادئة ضاعفت وسامتة:
_مبروك عليا أنتِ.
ودت الآن هي أحتضانة عيناها الملتمعه بسعادة جعلتة يشعر بالفخر لأنه هو سر هذه السعادة، كل هذه اللحظات والنظرات والأفعال موثقة من خلال عدسات تصوير الصحافة الذي تسابقوا بألتقاطها.
وقفت خلفها تشبك يدها ببعضهم بأبتسامه متسعة لأجل سعادة شقيقتها وما حصلت عليه بعد عناء ودت شكر أدهم بشدة على أسعادها، تلك السعادة التى على وجهها لم تراها منذ إن كان والدهم على قيد الحياة والشاهد على حديثها صور قديمه، وجدت من يقف جوارها كأنه لأ يراها عقد حاجبيها للحظات تهتف بتساؤل:
_انتَ زعلان مني يا زياد.؟
لم يكلف نفسه عناء الألتفات وأجاب بجفاء:
_لأ.
خيم على نبرتها حزن طفيف ووقفت تنظر له:
_حساك زعلان مني مكلمتنيش من أول ما جيت حتى لما كنت بسلم عليك بصتلي بضيق ومشيت.
وبنفس جفائه السابق أجاب وعينيه معلقه على ما يحدث أمامه:
_عادي.
شعرت بغصة تحتل حلقها والتفتت تغادر تنقذ المتبقي من كرامتها لتصتدم بشاب دون قصد التفتت ترفع يدها بأسف:
_أنا آسفه والله مخدتش بالي.
أقترب الشاب خطوه يهتف بأبتسامه وديعه:
_ولا يهمك يا قمر.
التفتت جودي لتغادر من أمامه تهتف بهدوء:
_عن أذنك.
أمسك يدها يجذبها الخطوه التى تراجعتها يقترب بوجهه منها:
_عشان أكون صريح معاكِ يا قطه فى رهان عالي أوي عليكِ ومش من عوايدي أخسر رهان واللى تخسر فرصه تقرب فيها من ياسين الدويري تبقى هبله.
ظلت للحظات صامته تحاول أستيعاب ما يقال ورأت ما يقارب السبعة شباب يقفوا على بعد ليس كبير منهم ينظرون نحوه وظاهر على وجههم الضيق لفوزة الرهان كما قال.
وبكل ما أوتيت من قوة دفعتة تبعده عنها ترمقة بأزدراء:
_تبقي أنتَ الأهبل ومش باقي على عمرك لو متعرفش أنا مين.
وتركته تكمل سيرها للخارج، قبض على يده بقوه وغضب من نظرات الشماته الموجهة نحوه من أصدقائة وخرج خلفها بخطوات سريعة يهتف بسخرية:
_تبع مين يعني.
_تبعي أنا ياروح أمك.
تحدث بها زياد بعدما وضع يده على ذراع ياسين يديره نحوه وصدم رأسه برأس الأخر بضربة قوية سقط ياسين على أثرها أرضًا.
أنحني زياد فوقة منهالًا عليه باللكمات، أقترب حازم منهم سريعًا الذي كان يقف على باب القاعه يرفع زياد عن ياسين الذي سالت الدماء من أنفة واعتدل بصعوبة ينظر لملابسه التى كانت بحالة سيئة وقميصة الأبيض الذي تزين بنقاط من الدماء ولوثة أثار العشب الذي يفترش الأرض.
وهي تقف على بعد منهم تتابع ما يحدث بقلب يخفق خوفًا وفرحًا، قبضت على طرف ثوبها المنفوش برقة جعلت منها كـ وردة الياسمين المتفتحة زينة وجهها الرقيقة بالألوان الوردية التى أبرزت ملامح وجهها لاكنها أضافت على برائتها أنوثة.


أبتعد عن يد حازم وأقترب منها قابضًا على يدها يسحبها خلفه لأخر الحديقة بمكان هادئ ضاغطًا على أسنانه بقوة يهتف بغضب جم:
_انتِ عاوزه توصلي لأيه بعمايلك دي فهميني.
أبتعدت خطوة للخلف تبعد خصلة شاردة خلف أذنها تهتف بتماسك:
_أنا معملتش حاجة ومش قصدي حاجة ومسمحلكش تزعقلي كدا.
-هه تسمحيلي صح متسمحليش أزعق إنما تسمحي للكلب دا يلمسك عادي مش كدا.
رفعت أصبعها بوجهه بتحذير وغضب لم يراهم من قبل:
_أحترم نفسك وألزم حدودك معايا ولا أسمحلك ولا أسمح لغيرك.
نظر لها بتهكم وسخرية يشير بأصبعه عليها من أسفلها لأعلها:
_وبمنظرك دا حد هيستني تسمحيله انتِ فاكره نفسك عيلة عندها سبع سنين عشان تلبسي كدا، وأياكِ بعد كدا حد يقرب منك خطوة زياده عن حدوده ومتديهوش بالقلم على وشه سامعه.
نهى حديثة بغضب شديد وغادر يعود للداخل من جديد،أغمضت عيناها بقوة واعادت فتحها لتتسرب أبتسامة بطيئة لشفتيها وحتي أن كانت غيرتة وهم، هى أحبت ذلك الوهم.
تجلس عاقدة يدها على الطاولة بجوارها والدتها تشاهد وفقط أمسكت الهاتف التى جلبته لها ليليان وتعلمت عليه سريعًا تفتح حافظة الصور تطلع للمره المائة على الصور التى ألتقطتها لها جودي قبل مجيئهم وكم سعدت بذلك الثوب الجديد الأنيق التي لم تتخيل بالأحلام إن ترتدية وزينة الوجة الذي كان من المستحيل إن تضعها، تشعر الأن بأنها فتاة كـ باقي الفتيات لتجربيها ما يفعلوا.

وضعت يدها على حجابها تتحسسة ببطئ وأبتسمت عندما تذكرت كم عانت وهى تحاول تقليد الفتاه التى كانت بالفيديو لتنجح بالأخير رفعت وجهها لتتقابل بعيون جاسر يقف على بعد ليس بالبعيد يدخن سيجارته ببطئ وهدوء شيئًا ما بداخلها يجعلها تشعر بأن هناك ما حدث له ليبقي صامت طوال الوقت هكذا.
عادت تنظر لهاتفها من جديد لتشعر بأحد يجلس على الناحية الأخري بجانبها رفعت نظرها لتجد سيف مبتسمًا بلطف محافظًا على البعد بينهم:
_مالك أتخضيتي كدا ليه مكنش قصدي أخوفك.
ظهر على وجهها شبة أبتسامة مترددة وهى تنظر حولها برهبة متوقعة أن يراها والدها ويبرحها ضربًا وإهانة لأنها فقط نظرت نحوة أو تحدث إليها يهتف بصراخ غليظ"عاوزه تچيبيلي العار،هجتلك وأشرب من دمك لو خرچتي عن طوعي،خلفة شؤم"
أفاقت من هلاوس عقلها على يد سيف التي تلوح أمام وجهها يهتف بأسمها:
_جميلة، يابنتي سرحانة ف أي.
هزت رأسها بالنفي تقبض على يدها بقوة عندما نظرت بجانبها ووجدت والدتها قد نهضت، وضع أمامها كأس عصير وصحن به كيك مظهرة شهي:
_كُلي.
أبعدت الصحن والكوب تهتف برفض شديد وهى تتحاشي النظر نحوه:
_معاوزاش.
صمت لثواني يهتف بنبرة حزن مصتنعه لأكنها صدقتها:
_هو أنا بخوف للدرجادي،عمومًا متخافيش مش حاططلك فيها حاجه صفرا.
زفرت بضيق تضع يدها على وجنتها بعفوية متحدثة:
_مش جصدي أجول أنك حاططلي حاچة.
أبتسامة هادئة أعتلت وجهة متأملًا تفاصيل وجهها وحركتها العفوية يجذب معها أطراف الحديث:
_كنت بهزر معاكِ، أنا أليف والله حتى أسألي ليليان.
ضحكت بخفة رغمًا عنها تحرك رأسها بالإيجاب وأمسكت الشوكة تأكل بها الكيك بصمت، عقد يده على الطاولة يهتف بتساؤل:
_انتِ خريجة أي.؟
شعرت بتوقف الطعام بحلقها لتبتلعه بصعوبة تهتف بضيق شديد:
_مكملتش علام(تعليم).
عقد حاجبية بخفه يهتف بشك:
_أهلك رفضوا ولا أنتِ محبتيش تكملي.؟
سيطر الحزن على ملامحها تترك الشوكة من يدها تنظر له بهدوء والحزن مخيم بعمق عيناها:
_هما رفضوا.
أبتسم بمزاح يأكل قطعة من الكيك:
_والله يابنتي خير ما عملوا فيكِ خدنا أي من التعليم غير الشحططة والنزول ف الشمس والصحيان بدري ووزير كل ساعة بقرار شكل.
أبتسمت بهدوء رغمًا عن جراح قلبها التى عادت تؤلمها من جديد وكأنها نست الجرح وجاء هو يضع عليه الملح:
_بس العلام حلو يعملك جيمة(قيمة) وسط الناس وتجف (تقف) وتحط صابعك ف عين التخين بشهادتك وتعالج المحتاج وتنصر المظلوم وتعمر وتبني مستشفيات ومدارس.
حديثها صحيح لو نظرنا لقيمة التعليم من وجهة نظر جميلة ف حديثها صحيح مليون بالمائة، هو كان غرضة جعلها تبتسم لأ أكثر، أعجابة زاد بها أكثر بعد حديثها هذا يهتف بهدوء شديد كأنه يطلب منها قلمًا:
_تتجوزيني يا جميلة.
كان يقف بعيدًا عن الجميع يدخن سيجارته ببطئ شعر برائحة عطر يحفظه على ظهر قلب يقترب منه وصوت ناعم رقيق يهتف أسمه بلهفة:
_جاسر.
ألتفت ببطئ يطالع تفاصيل وجهها الذي كان أول شئ يراه عندما يستيقظ يراها متشبثه بأحضانه كأنه سيفر هاربًا ملابسه التى كانت تحب أرتدائها طوال الوقت، يتأمل كل هذا بملامح باردة لا توحي بشئ جعلت غصة مريره تنقبض على قلبها رغم هذا لم تستسلم:
_كلمتك كتير جدًا مبتردش ومن أسبوعين بقى بيديني مغلق.
وضع يده بجيب بنطالة ببرود قاتل:
_غيرت الخط، وبعدين ترني عليا ليه هو لسه ف حاجه بينا وأنا معرفش.؟
شبة أبتسامة أعتلت وجهها تجيب بهدوء شديد:
_ف بينا ورقتي انتَ لسه مطلقتنيش رسمي يا جاسر.
أشاح بنظرة عنها ليري جميلة تضحك بصحبة سيف هو لم يكن معجبًا بها مجرد فضول نحوها لأ أكثر:
_لما أفضي هبقي أروح اطلقك رسمي وابعتلك ورقتك.
-ياريت بسرعة عشان ف عريس جايلي ولقطة بصراحة مش ناوية أفرط فيه.
نجحت بأغضابة ليرفع سبابتة أمام وجهها بخطورة وتحذير:
_طول ما انتِ لسه على ذمتي تحافظي على كلامك سامعة.
لم تزول أبتسامتها ووضعت كف يدها الأيسر على معدتها المسطحة تزفر ببطئ:
_قريب من هبقي عليها ولازم أشوف أب لأبني عشان يتولد ف بيئة مستقرة ويلاقي أب وأم عايشين مع بعض.
أنخفض بعد حديثها صوت الموسيقيّ المزعج من وجهة نظرة وأصوات الناس وصوتها هى الذي صدح برأسه (أبني).