رواية نورهان زوجة السلطان الفصل العاشر 10 بقلم كاتب مجهول

 

رواية نورهان زوجة السلطان الفصل العاشر بقلم كاتب مجهول

حكاية #نورهان_زوجة_السّلطان

 الجزء العاشر

في المجر كانت الإستعدادات العسكرية قائمة على قدم وساق وبعد أن أعطى الفاتيكان وجمهرية البندقية وجنوة تطمينات للملك "فلاديسلاف " بالوقوف معه إذا نقض الهدنة و ،لكن العثمانيين كانوا يعلمون بأمر تلك المراسلات ،ونقلوا ذلك لسليمان وكانت خطة السلطان مفاجأتهم قبل يتجمع الأروبيون ،لكن أفسدت نورهان الخطة ،وكمّ ضخم من الأسلحة المخصصة لتجهيز الجيش على وشك السقوط في يد ثوّار البلقن ،كانت الأخبار القادمة على العاصمة "بودا "جيّدة ،وكل شيئ جاهز ،وهم يعوّلون على القلاع ، وخاصة قلعة بلغراد المحصنة ،لانهاك العثمانيين ولما يأتي الأروبيون سيدفعونهم إلى الخلف ،ويستعيدون أراضيهم ،كان الملك يعرف نوايا السلطان سليمان ،ويتجّهز لإحباطها ،والمصادر الوثيقة لا تترك لديه شكا في صحّة تلك المعلومات .




أبعد قليلا إلى الجنوب كانت جماعة من الثّوار الكروات تكمن في المرتفعات بانتظار مرور ثلاثة قوافل من السّلاح ،لكن الربّان إبراهيم باشا كان يفكّر في الحادث الذي وقع على السّفينة ،وهذا الرّجل كان مملوكا تربّى في القصر ويعرف سليمان منذ صغره ، فاستدعى حمزة رئيس الصّناع ،وسأله عن التّلف في الدّفة ،وإن كان يعتقده تخريبا أم لا ،فأجابه : كلّ شيئ وارد يا سيدي، لا يمكنني الجزم بذلك ،وهذا لا يمنعني من الريبة، فأنا أفحص كل يوم السّفينة ،وكلنا يعلم أهمية الحمولة التي عليها ،وهي أمانة السلطان !!!
فكر القبطان إبراهيم ،ثم قرّر إخفاء الأسلحة في مستودع للبضائع ،وصرّح بمخاوفه لرئيس كتيبة الميناء ،واسمه طرخان، فسأله :وماهو المطلوب منّي ؟ فحدثه إبراهيمةبخطّته ،ولمّا إنتهى من كلامه ظهر عليه الرّضى ،وقال :يا لها من فكرة لا تخطر على بال أحد ،وليكن الأمر كذلك !!! إنطلقت القوافل في ثلاثة إتجاهات، ولم يكن هناك حراسة لكي لا تثير الإنتباه ،وكان يقوها أشخاص بلباس التجار وكان بعض العربات مفتوحا ومليئا بالخضار، ولما إقتربت القافلة الأولى من المرتفعات التي تعلو المدينة ،انهارت الصّخور ،وسدّت الممرّ ،وفي تلك اللحظة شرع رجال ملثمون بالهجوم، ولما اقتربوا من العربات ،قال طرخان :والله القبطان إبراهيم محقّ في شكوكه ،وفجأة إنطلقت من العربات نار كثيفة ،ثم ظهر من تحت الأغطية الجنود، والمدافع ،جحظت عينا ميخائيل وصاح :إنه كمين ،تراجعوا بسرعة ،أمّا ميلان فقد أصابته شظية مدفع قتلته ،وقبض العثمانيون على كثير من الجرحى ،ولم ينج ميخائيل إلا بصعوبة ،وقد جرح في رأسه ،وتحسّر كثيرا لما مرّ بصديقه الذي فارق الحياة .
أمّا القافلة التي ذهبت إلى الغرب، فقد وضع لها الثّوار براميل البارود في حفر ،وفجّروها ،ولما نظروا في وسط العربات لم يجدوا أسلحة بل جنودا مقتولين ،فأصابهم الإرتباك ،وعلموا أنّ أمرهم قد إنكشف ،وقريبا يأتي العثمانيون إلى قراهم ،فقرّروا الهرب ،ولم يعلموا الويلات التي سيجرّونها لتلك المنطقة ،في ذلك الوقت كان اليهودي جوزيف ينتظر القافلة المتّجهة لمدينة "أوسيجيك" على الحدود الشرقية مع المجر، وحين أخرج منظاره ،وفحص العربات ،قال لجماعته من اليهود ،هناك شيئ غير طبيعي ،فالقافلة تتنقّل بسهولة ،والمفروض أن تكون حمولتها ثقييلة ،هذا لا يعجبني ،وماذا إن كان فخّا من العثمانيين أو حتى من ميخائل؟ فأنا لا أرتاح كثيرا لهذا الشّخص ،ثم بقي يراقبها من بعيد حتى نزل الليل ،ورأى الجنود يخرجون من العربات ،فصاح : كدت أقوم بخطأ أندم عليه .
والآن سأصفّي ذلك الرجل ورفيقه لكي لا يقودان العثمانيين لدكّاني ،وعليّ رشوة نادل المقهى لينكر أنّه رآني مع إثنين من الأغراب ،لقد كانت فكرتهم سيّئة ،والرّب وحده يعلم ما سيجري الآن في هذه البلاد ، تبا ،كأنّ ما يقع لنا لا يكفي ...
...
يتبع الحلقة 11

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-