روايه عذاب قسوته الفصل الثامن بقلم ام فاطمه
شعور الندم يحدث حينما يقع الشخص بتصرفات لا تحمد عواقبها في وقت الغضب؛ فيشعر بالندم، فيشعر بحاجته للعودة للماضي حتى يصلح ما أتلافه، شعر بالندم يحاوطه على ما فعله بها، تذكر كلماتها وحبها العتيق إليه الذي بدى بأبسط أفعالها، ترجته بأن يمنحها غرفة من غرف قلبه لتسكنها ولكنه حطمها بأبشع السبل بل حرص على أن تحولها كلماته القاسية لرماد خائب الرجا!..
جاب بسيارته الشوارع هائما على وجه حزيناً على ما إقترفه فى حقها؛ فأقسم أن ينتقم من صاحب هذة الرسالة الذي بات على علم بمن خلفها، توقف بسيارته بأحد الشوارع الرئيسة كما أخبر صديقه "حسام" بأنه سيكون بأنتظاره حينما ألح عليه ليعلم بمكانه بعدما إستمع بصوته على الهاتف فشعر بأن هناك خطبٍ ما.
بعد دقائق بسيطة توقفت سيارة "حسام" هو الأخر ليهبط منها سريعاً فولج ليجلس بالمقعد المجاور له قائلاً بلهفة_كان مال صوتك؟...
ثم ألقى نظرة متفحصة عليه ليتمتم بقلق_أنت كويس؟..
تطلع له بألم مصاحب لصوته المنكسر_متفرقش كتير...
إنقبض قلبه حينما رأي رفيقه هكذا فأسرع بالحديث_في أيه يا "فريد"، متخبيش عني حاجة أحنا من يومنا وأحنا سرنا واحد! .
إستند برأسه على المقعد بحزن _معتش عارف هحس بأيه تاني يا "حسام" حاسس اني شبه ميت، جسم كل اللي دخاله شوية هوا، أكتر حاجة بتزوره هو الألم والحزن... والجديد الظلم...
تطلع له بأهتمام ليصبح بغضب _مين دا اللي ظلمك؟..
إبتسم "فريد" بسخرية_المرادي أنا اللي ظالم يا صاحبي..
إرتخت ملامحه لمعرفته بماذا يقصد فقال بهدوء _أنت فيها يا "فريد" إتقبل حبها ليك وعيش حياتك معها، صدقني مع الوقت هتحبها..
أجابه بصوتٍ يحمل معاني الآلآم _أنا دمرت حبها ليا بمنتهي البرود وهدمت كل الفرص اللي كان ممكن تكون بينا.
ضيق عيناه بعدم فهم ليقص عليه "فريد" ما حدث منذ البداية حتى الآن...
ولجت لغرفة الصغيرة لتودعها قبل رحيلها، وجدتها غافلة على فراشه الصغير، فقبلتها ونظرات الحزن تودع ملامحها الرقيقة، تعلم ألم الفراق جيداً ولكن عليها ذلك رغم أن قلبها يكاد ينشطر لنصفين لتعلقه الشديد بها كأنها إبنتها التي لم تنجبها!...
غمستها بنظرة مطولة لتنهمر الدموع من عينيها فغادرت على الفور حتى لا تشعر بها...
توجهت لمنزلها بوقتٍ متأخر للغاية فأذا بشابين يتعرضوا طريقها بمظاهر أرعبتها، إبتلعت ريقها الجاف بصعوبة فأسرعت من خطاها ولكن سرعان ما إعترض طريقها أحدهما قائلاً بلهجة مقززة_رايح فين يا جميل السعادى، متيجى نوصلك لأى مكان تحبيه، أو تيجى أنتِ معانا، ونقضى وقت لذيذ مع بعض .
خرج صوت "ريهام" بصعوبة وهي تدفشه بعيداً عنها_ لو سمحت إبعد عنى وسبني فى حالي...
جذبها الأخر بنظرة جعلتها ترتجف_لا ده أنتِ شكلك بتعرفي تخربشي،وأنا بحب النوع ده .
رفع الأخر سلاحه الأبيض ليوجهه إليها بغضب_هتيجى معانا بالذوق ولا أ..
رفع السكين على رقبتها وجذبها عنوة قائلاً وعيناه تكاد تفترس جسدها المغطي أسفل ملابسها الفضفاصة_كدا حلو ..يلا بينا بقى
حاولت الأستغاثة والصراخ ولكن لم يستمع لها أحداً وخاصة أنهم بمنتصف الليل، صدح دوي لأجراس دوريات الشرطة تأتى من بعيد فتشتت فكرهم ليلقيها من يقيد حركاتها أرضاً حيث طريق السيارات لتسقط أمام أحدهما فهرولوا هاربين..
كانت تقود سيارتها لتعود لمنزلها بعد قضاء يوما شاق بالعمل، صرخت فزعا حينما وجدت شابا يلقى بفتاة أمام سيارتها حاولت جاهدة أن تتفاديها بأقصى ما يمكنها ولكن للاسف بسبب سرعتها لم تتمكن فصدمتها...
هبطت فتاة شابة في منتصف العشرين، رقيقة الملامح، أسرعت إلي من سكنت الأرض ألماً، هزتها "راتيل" بلطف، فوجدتها مازالت على قيد الحياة، قربت "ريهام" يديها من صدرها بألم يجتاز ملامحها، إنحنت "راتيل" لتكون على نفس مستواها قائلة بحزن_أنتِ كويسة؟..