------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية معشوقة الليث الـفـصـل السادس6 بقلم روان ياسين


 

رواية معشوقة الليث الـفـصـل الـسادس بقلم روان ياسين 

(( الـفـصـل الـسـادس ))من رواية معشوقة الليث بقلم روان ياسين 

أبتلعت ريقها بتوجس و من ثم أستدارت ببطئ لتواجه ذلك الضخم ، صرخت فجأة بأعلي صوت لديها :

- لـــــــيــــــث..!

أقترب منها ذلك الرجل قائلاً بخبث :

- هيا حلوتي..فـلتأتي معي بهدوء سنستمتع قليلاً فقط !

هزت رأسها للجانبين و من ثم أقتربت منه بسرعة محاولة لكمه لكن جسدها الضئيل لم يسعادها أمام بنيته الضخمة ، كبلها جيداً و رفعها من علي الأرض لـ تتلوي بين ذراعيه بشراسة لكنها لم تفلح من الفكاك منه !

زمجرت بغضب و قد طفح بها الكيل لتضربه بقدمها في معدته بقوة ، تأوهه ذلك الرجل و هو ينحني مفلتاً إياها لتنهض هي سريعاً محاولة الركض لكنه كان الأسرع حينما هوي بالمسدس علي مؤخرة رأسها !

ترنحت قليلاً و قد أصبحت نظراتها ناعسة ، ظهر ليث من العدم ليلتقفها بين أحضانه و كان هذا أخر ما رآته قبل أن تسمع صوت تلك الرصاصة المدوية !

                  *************

///بـمـنـزل رامـي و مـريـم

جلست راوية بجانب بناتها الثلاثة علي الأريكة الكبيرة و هي تطلع للمكان بنظرات شاملة حادة ، مصمصت سُمية فمها و هي تقول :

- شوفتي يا ماما..راح جاب للمحروسة شقة شرحة إزاي في برج و في كمباوند ؟ !

= أنتي هتسكوتي ليها يا ماما و لا أية..لأ أنتي لازم تفهميها كويس أنك تيجي هنا زي ما انتي عايزة و أن البيت بيتك قبل ما يكون بيتها !

قالتها سهير بخبث بائن بينما هتفت أخري بتأفف :

- أنتوا مش هتبطلوا أسلوبكوا دا..مش كفاية مورينها الويل !

لكزتها أمها بقوة في كتفها وهي تقول :

- بس يا بت يا خايبة أنتي.أسكتي شوية !

جاءت مريم بإبتسامة صفراء و هي تحمل صينيه مشروبات ، قدمت لكل واحدة كوبها و من ثم جلست ليأتي رامي في تلك اللحظة من الداخل ، جلس بجانب زوجته و قال بإبتسامه واسعة :

- منوره يا ماما !

= طبعاً يا حبيبي هكون منورة أومال حد تاني ؟ !

و ألقت نظرة إزدراء علي مريم التي كانت تتحكم بأعصابها بصعوبة !

تحدثوا في شتي الأمور إلي أن قالت راوية بمكر :

- بس حلوة الشقة..أبقي أجي أقعد معاك أسبوعين و لا حاجة !

جحظت أعين مريم بصدمة لتقول سُمية بتهكم :

- أية يا مريم في حاجة يا حبيبتي ؟ !

جزت مريم علي أسنانها و هي تقول :

- لا مفيش !

بعد وقت ليس بقصير أنصرفوا عائدين إلي منازلهم ، أغلق رامي الباب خلفهم بعدما ودعهم ما أن أستدار حتي رأي مريم أمامه تكاد أن تطلق ناراً من فمها ، صرخت مريم بحنق :

- شوفت..شوفت أمك و أخواتك عمالين يلقحوا عليا بالكلام و يرزلوا إزاي ؟ !

زفر رامي و هو يمسح علي وجهه و من ثم قال :

- أعمل أية يعني يا مريم دول أهلي !

= أهلك علي عيني و علي راسي يا رامي لما يحترموا أنهم في بيتي لكن غير كدا لأ !

- قصدك أية يا مريم ؟ !

= يعني لما الست والدتك تشرف هي و أخواتك..أسفة أنا مش هبقي موجودة في القعدة عشان أنا زهقت بجد..الباب اللي يجيك منه الريح سده و أستريح !

و من ثم تركته متجهه لغرفتها و هي تنعي حظها العثر..!

نعم رامي حنون جداً و هادئ و أيضاً كريم لكنه عند عائلته يصبح كـ الطفل الصغير ، هو لا يخاف منهم لكنه لا يريد أن تحزن منه والدته أبداً ، فمهما كانت إمرأة سيئة لكنها تبقي أمه التي أنجبته !

تمددت علي السرير بعدما أبدلت ملابسها بأخري مريحة أكثر ، أغمضت عينيها و تنهدت بعمق لتجد رامي يتمدد بجانبها..!

أعطته ظهرها لتشعر به يحتضن خصرها و هو يقول بهمس :

- مريم..حبيبتي متزعليش !

لم يجد رد ليبتسم بخبث و هو يقول :

- تؤتؤتؤ..مينفعش كدا علي فكرة ؛ أنتي مش ملاحظة أنك بقالك أسبوع عند أهلك ؟ !

ألتفت له بحدة و هي تقول بغيظ :

- لو سمحت سيبني في المصيبة التانية !

أحتضنها أكثر و هو يقول :

- أية يا حياتي ؟ !

= رُسل !

أنتفض و هو يقول بفزع :

- أعوذ بالله يا شيخة..ما تفتكريلنا حاجة عدلة !

نظرت له بغيظ قبل أن تضربه بالوسادة ليقهقه هو بمرح قبل أن يضمها له بعشق جارف ، فهي حبيبته التي سعي خلفها لمدة أربعة أعوام طوال..!

             *************

فتحت عينيها ببطئ لتجد الرؤية مشوشة ، رمشت عدة مرات حتي عادت الرؤية كما هي لتجد وجه ليث أمامها ، آنت بضعف و هي تضع كف يدها علي مؤخرة رأسها ، قال ليث بجمود :

- حمدلله علي سلامتك !

ثم نهض لتناظره هي بدهشة ، تحسست ذلك الرباط الذي يحيط رأسها و قد بدأت تتذكر ما حدث رويداً رويداً..

نهضت ببطئ و هي تمسك برأسها بقوة ، فذلك الصداع الفتاك يكاد أن يودي بها !

وصلت بأعجوبة للباب لـ تفتحته ببطئ و هي تبحث بعينيها عن ليث لكنها لم تجده !

أغمضت عيناها بيأس و من ثم دلفت للكوخ مرة أخري ، جلست علي السرير واضعه راحتيها عليه و هي تفكر بذلك الغامض الوسيم..!

             *************

مـر أسـبـوع كـانت بـه الـأوضـاع مسـتـقـرة لـدي الجـمـيـع مـا عـدا حـمـيـدة الـتـي يـتـأكل قـلـبها عـلـي فـلذة كـبـدهـا رُسـل ، فـهـي لم تـحـدثـهـا إلـا بـعـض الـثـوانـي و كـان مـضـمـونـهـا أن لا تـقـلـق لأن الـمـكـان الـتـي تـمـكـث لـا يوجـد به شـبكـة جـيـدة..

لـكـنـها لـم تـقـتـنع ؛ فـقـلـبـها يـشـعر أن هـنـاك شئ مـا بـبـكريـتـها !

              **************

- و الله كان نفسي أنهار بس أي ضونط هاڤ تايم !

قالتها رُسل بإبتسامة سمجة و هي تحدق بـ ليث ، ضيقت عيناها و هي تكمل بغيظ :

- مش كفاية أن أنا اللي عامله الأكل لأ و حضرتك تيجي تقولي مش حلو !

تشدق بهدوء :

- مش هي دي الحقيقة !

فركت جبينها و هي تقول بحنق :

- و الله لو قتلته و قطعته حتت ما هيبقي حرام !

= بتقولي حاجة ؟ !

- مبقولش !

نظر اها مطولاً قبل أن يقول :

- بس حلو السويت شيرت دا !

ضحكت ببلاهه قائلة :

- اه ما هو بتاعك !

نظر لها بملل لتنفخ هي بسأم ، صاحت بحنق :

- طب أتكلم معايا طيب ؛ أنا أقسم بالله حاسة أني هفرقع من الفراغ دا !

= بصراحة كان في سؤال عايز أسألهولك من زمان !

فتحت عيناها و هي تقول بسعادة :

- بجد..لا دا أنا أقعد بقاا !

و جلست بجانبه ليراقبها بدهشة ، قالت و هي تضع يدها أمام وجهها :

- أنا عارفة أنت هتسأل في أية بس عموماً أنا مش مرتبطة !

= بس مش دا السؤال لأني متأكد أن مفيش حد هيبصلك أصلاً !

جحظت عيناها بصدمة لكنها سرعان ما ضيقتها و هي تبرم شفتيها ، صاحت بغيظ :

- لا يا حبيبي لا يا بابا..دا أنا شباب المهندسين و المعادي بيجروا ورايا..دا أنا لو قولت يا أرتباط ألاقي طوابير طوابير واقفة ؛ هو حد يلاقي زيّ أصلاً ؛ حضرتك أنا فول أوبشن !

= أممممم هديتي و لا لسة ؟ !

- هيييييييح..أتكلم بس حاول تقلل من عدد الطوب !

= هو أنتي تافهه و هبلة كدا طبيعي ؟ !

- لا قيصري !

قالتها و هي تنفجر بالضحك ، ضربت ليث بمنكبه و هي تكاد تتنفس لترتسم إبتسامة جانبيه علي شفتيه ، قالت و هي تلوح بيدها و مازلت نوبة الضحك منتباها :

- يا لهوي عليكي يا بت يا رُسل دمك عسل.. شربااات !

لاحظت إبتسامته التي زادته وسامه لتبتسم هي الأخري بإتساع و هي لا تعلم أن ذلك البرعم الصغير الذي بقلبها بدأ أن يكبر و يتفتح !

                **************

كانت تقف بسيارة رسل منتظره عبور السيارات التي أمامها في اللجنة ، عندما جاء دورها نظر لها الشرطي قليلاً قبل أن يقول :

- الرخص يا آنسة !

رمشت عدة مرات فهو قد جعل السيارات التي أمامها تمر دون أن يري أي رخص منهم !

أعطته رخصة القيادة خاصتها ليتفحصها و من ثم يتشدق :

- رخصة العربية كمان لو سمحتي !

زفرت بملل و لتمد يدها في مكان رخصة السيارة حتي تأخذها لكنها لم تجدها ، توترت قليلاً و ظلت تبحث عنها لكنها لم تجدها ، نظرت للشرطي بتوتر و هي تقول :

- أحم..مش معايا !

هز رأسه و هو يقول :

- تمام..أركنيلي بقاا هناك عقبال ما الباشا يشوف هيعمل أية معاكي !

قالت بملامح مترجية :

- لو سمحت و الله دي أصلاً مش عربيتي دي عربية أختي و..

صاح بجمود :

- أركني يا آنسة هناك !

نفخت بضيق و من ثم سارت بالسيارة قليلاً حتي صفتها جانباً و من ثم ترجلت منها ، أستندت عليها مكتفه ذراعيها أمام صدرها ، أنتظرت قليلاً ليأتي أحدهم لكن لم يأت ، أمسكت بهاتفها محاولة مهاتفه رسل من ذلك الرقم التي أتصلت منه عليهم حتي تعلم مكان الرخصة لكن لا رد !

تزمرت و هي تقول :

- حرام و الله..أتصل بمين دلوقت يا ربي !

خطر ببالها رامي لكن المسافة بعيدة جداً عليه فهي علي حدود منطقة الساحل الشمالي..!

لمست عدة لمسات علي شاشة الهاتف لتأتي برقم عمتها حتي تتصل بها ، وضعت الهاتف علي أذنيها تنتظر الرد و ما أن فُتح الخط حتي وجدت من يسحب الهاتف من علي أذنها و يغلق الخط !

نظرت لكف يدها الذي مازال علي وضعية إمساك الهاتف و من ثم نظرت لذلك الذي سحبه منها لتتسع عيناها حينها بدهشة و صدمة !

_ يُـتـبـع _

الفصل السابع من هنا

تعليقات