رواية موقف سيارات الفصل الخامس و الخمسون بقلم حسام يونس
وحصل اللى مجاش فى بالى ابدا..سمعت اخواتى يقترحون على امهم أن يطردونى
من المنزل.
زوجة أبى..مينفعش دلوقت نفعنى فى خدمة جدتكم ..وكمان لو راح القسم هيرجعوا غصب عننا علشان جدته موجوده هنا وكمان البيت باسم أبوه هو كمان زيكم.
واذدات مضايقضهم لى قولا وفعلا
وزاد خوفى لو طردونى من الشارع وحكاويه.
وابتديت اشتغل اكتر فى البيت تنضيف
ومراعاة جدتى وراندا اكتر من الاول وأبتدت زوجة أبى ترضى عنى اكتر
ولكن فى موضوع الاكل لا فضل الوضع زى ماهو بل اسوء من الاول.
وكانت المفاجأه الأكبر موت جدتى
وكل هواجس وخوف الدنيا تملك منى
ازاى هتمشى دنيتى..بعد وفاة جدتى
وهى اكبر سند لى فى الدنيا.
وبعد انتهاء اليوم من دفن وعزاء
دخلت الحجره التى انام فيها ابكى بشده
لفراق جدتى..وسمعت اخواتى يتكلمون مع امهم.
الأكبر...اعملى حسابك هاخد اودتة جدتى
بدل نومى فى الصاله .
الأصغر...والحيوان اللى جوه ده اطرديه
كفايه بقى خنقه.
زوجة أبى...اصبروا يومين بص وهمشيه
بعد ما سمعت كلامهم قررت أن أمشى من البيت بدل القهر النفسى ده.
وفى الليله دى منمتش خالص وبعد اذان الفجر لميت هدومى فى شنطه بلاستيك
ودخلت الاوده على زوجة أبى
واقتربت من رندا غطتها كويس...ثم رفعت يدها وبوستها فقلقت من نومها
كرم...متقلقيش انا بس حبيت اسلم عليكى قبل ما أمشى من البيت
راندا...بتوتر حركت رأسها تعلن رفضها لقرارى بترك البيت.
كرم...معلش كده احسن بس اوعدك هرجع واخدك واعالجك علشان تملى الدنيا حركه.
راندا...أمسكت يده وباستها ودموعها مغرقه وشها.
وخرجت من البيت بهدوء...ووقفت قدام البيت من بره وانا عندى امل كبير انى ارجع اولا علشان راندا وثانيا علشان اقف جنب اخواتى وزوجة أبى.
سهام...رغم كل اللى عملوه فيك.
كرم...اوقات كنت بعذروهم واحس أن ابويا السبب فى اللى كلنا فيه.
سهام...مفكرتش تزور ابوك من بعد موت امك.
كرم...ابدا هروح اقوله ايه بعد ما قتل امى قدام عينى...الصراحه مكنتش عاوز اشوفه اساسا.
سهام...قضيت ليلتك ازاى
كرم...فى حضن ركس
سهام...مين ركس
كرم...كلب كان من كلاب الشارع ..كنت بأكله واشربه والعب معاه لما كنت بخرج أرمى الزباله.
سهام...كمل يا كرم سماعك.
كرم ..المهم مشيت ولاقيت ركس جي اى ورايا...وبعدت عن الحى اللى فيه البيت ولاقيت جنينه دخلت فيها وحطيت دماغى فوق الشنطه الصغيره البلاستيك ونمت وركس فاضل قاعد جنبى لحد ما صحيت من النوم لما الشمس ملت المكان
بنورها.
وعدى تلات ايام وانا بنام فى الجنينه
وباكل من صناديق الزباله انا وركس
وفكرت اشوف شغل علشان اقدر اعيش
وبالفعل كان فى عماره بتتبنى جانب الجنينه...راحت للغفير وطلبت منه يتوسطلى اشتغل مع اى حد من اللى شغالين فى العماره.
وبتساهيل ربنا قدر يشغلنى مع عمال المحاره.
واشتغلت وقبضت فلوس بقيت اقوت بيها نفسى علشان اقدر اعيش.
وبعد الشغل كنت بنام مقتول من التعب
وفضلت على كده حوالى شهر.
لحد ما اتعرفت على علاء...كان صنايعى معايا فى الشغل.
علاء...انت ايه حكايتك يابنى شكلك وراك حدوته كبيره.
حكيت له حكايتى كلها...واتأثر بيها اووى
وقلى عندى ليك شغل اسهل من ده..وفلوسه اكتر بكتير بدل هدت الحيل اللى انت فيها دى...94
ورحت معاه وقابلنا راجل قوى البنيه
علاء...ازيك يا معلم لقتلك طلبك
المعلم...تقصد الاخ ده
علاء ...ايوه
المعلم ...بس ده صغير اووى
علاء...بس ولد عتره ومقطوع من شجره
وده كان طلبك منى.
المعلم...نجربه ونشوف...بص يابنى كل المطلوب منك هتاخد منى لفه صغيره وتسلمها لواحد هعرفك مكانه
وفهمت من الكلام انى هكون صبى توصيل مخدرات.
ووافقت على الشغل وفضلت معاهم سنه
لحد ما بقيت محل ثقه المعلم وقدرت اخد اوده فوق سطح احد البيوت
سهام...مخفتش من الشغلانه دى
كرم..لا خالص الجوع والخوف من الشارع
قوه قلبى.
لحد ما فى يوم كنت هوصل لفه لمكان وحصل كبسة حكومه ولكنى هربت قبل ما يتقبض عليه.
والموقف ده خلى المعلم ينبسط منى قوى وإدانى فلوس كتير مكافأه ليه
واول شئ فكرت فيه راندا اختى
ورحت البيت لقيت زوجة أبى وراندا
واستغربت من حضورى
زوجة أبى ..رحت فين يا كرم وعايش مع مين.
كرم...تعمدت معرفهاش اى معلومه عنى
وأخرجت الفلوس من جيبى واعطتها لها
وجلست بجوار رانده واعطيتها باكو شوكلاته كبير وناولتها مبلغ من المال لها
كرم...لو احتجتى حاجه اشتريها..وكل فتره هجيلك واجبلك كل اللى تحتاجيه
وأشد ما احزنى لما جيت أمشى تعلق عيون راندا بى وهى تبكى.
مسحت دموعها وبوستها فى قورتها
ومشيت فى خطوات ثقيله لفراقها مره اخرى
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا
