روايه مصاص دماء الفصل الثامن والثلاثون بقلم غزلان
تجاهلو الأخطاء الإملائية إن تواجدت..
فتحت ذات الجسد الصغير عيناها بهدوء إثر صوتِ المنبه الذي يصدح في أرجاء الغرفة، كذلك صوت بعض السيارات خارجاً، دعكت عيناها بضيق وهي تستقيم من سريرها
يبدو أنها قد إعتادت على الهدوء الذي كان في قصر جيون
نامت بثياب المستشفى التي أتت بها أمس لكنها لم تكن مهتمة حتى..
التعب يرهق جسدها الرقيق فلم تنم أمس سوى ساعتين بسبب الكوابيس التي قد ظهرت فجأة في أحلامها
بالإضافة إلى تفكيرها الزائد لساعات طويلة
غادرت نحو حمام غرفتها ببطء فجسدها بأكمله يؤلمها
أخذت حماماً سريعاً ثم توجهت نحو خزانة الثياب الخشبية البنية، فتحت بابها تلقي نظرة على الثياب داخلها
وكما توقعت لا وجود لثيابها
فقط ثياب شقيقتها تمارا ما يوجد في الخزانة
حملت فستاناً طويلا ربيعياً مع معطف ليقيها من البرودة الخفيفة خارجاً، جمعت خصلات شعرها الطويل بطريقة غير مرتبة ولم تتعب نفسها بتمشيطه أساساً
وقعت أنظارها على حقيبة شقيقتها الجلدية الصغيرة والتي كانت تحتوي على بعض الأموال و المستلزمات الصغيرة مثل المفاتيح و بطاقة الإنتماء
حملتها لتحشرها في جيب المعطف الكبير
خرجت من الغرفة بخطوات هادئة نحو المطبخ حيث والداها و شقيقتها يتناولون الإفطار على المائدة المستديرة
تقدمت نحو الطاولة لتسحب شطيرة صغيرة من على أحد الأطباق ثم تغادر نحو باب الخروج
"إميليا إنتظـ.."
حاولت والدة الصغيرة إيقافها لكنها كانت قد خرجت و صفعت الباب خلفها
كانت تسير في تلك الشوارع بينما تقضم الشطيرة التي بين يداها متجاهلة كل تلك الأنظار من حولها، فلا تزال حديث المنطقة
سارت بخطواتها الهادئة نحو الطرق العديدة و الشوارع الحضرية الممتلئة بأناس يسيرون هنا و هناك
حشرت آخر قطعة من شطيرتها ثم قطعت الطريق الكبير بهدوء
دوى صوت زمارة سيارة في المكان، فقد كاد رجل أن يدعسها لو لم يتوقف في الوقت المناسب
طل برأسه نحوها يلقي عليها الشتائم
أما هي فنظرت نحوه بطرف عينها ثم أكملت طريقها بغير إهتمام
وقفت ترتاح قليلاً حينما وصلت أخيراً أمام ثانويتها، لقد مشت لفترة طويلة كما أن تعب جسدها لم يتوقف منذ الأمس
ألقت جسدها بتعب على الرصيف بينما تسند ظهرها على جدار مدخل الثانوية بإرهاق كبير
جعدت ملامحها بألم وهي تحاول الوقوف مجدداً، كان الألم يفتك بجسدها الضعيف..
تقدمت نحو مدخل الثانوية ثم الأروقة التي كانت فارغة بسبب أن الدوام قد بدأ منذ فترة و كلٌ في صفوفه عدى قلة من الطلاب
توقفت أمام ملصق صورتها الكبيرة والتي تزينها بعض الزهور و الكلمات المؤثرة، يترحمون عليها ..
مدت ذراعها ببطء نحو الملصق لتنتزعه من مكانه ثم تمزقه على الأرضية الرخامية البيضاء وكل ذلك تحت تحديقات الطلاب القليلين والذين قد علمو مسبقاً بعودتها من خلال الأخبار
إلتفتت مجدداً تكمل وجهتها نحو مكتبة الثانوية، تحتاج لبعض المعلومات من هناك
حول مملكة مصاصي الدماء..
دخلت المكتبة التي كانت فارغة تماماً سوى من المسؤولة عنها التي تجلس على كرسي خلف مكتبها الخشبي وبين يداها كتاب ما
تقدمت نحو المسؤولة التي يبدو عليها الكبر في العمر بينما تضع نظارة طبية على عيناها الصغيرة بعض الشيء
"المعذرة"
"اوه نعم ماذا هناك صغيرتي"
وضعت المسؤولة كتابها جانباً بينما تعدل نظارتها الطبية وهي توجه تركيزها نحو إميليا بإهتمام
عادة لا يأتي أحد لزيارة المكتبة..
بالإضافة أن المرأة لم تتعرف على إميليا، يبدو أنها ليست من النوع الذي يتابع الأخبار
وذلك أشعر الصغيرة بالراحة، فليس لها أي قدرة على تلقي الأسئلة حول عودتها
"أين قد أجد كتب الأساطير القديمة؟"
"أوه ستجدينها على اليسار في الرف رقم ستة و ستين"
"أشكركِ سيدتي"
إنحنت إميليا بإحترام للسيدة المبتسمة ثم توجهت حيث أرشدتها المسؤولة
وقفت تناظر ذلك الرف الخشبي الطويل الذي يقع حيث الزاوية المظلمة بعض الشيء
كانت الكثير من الكتب مرتبة على رفوفه
إستغربت الصغيرة من مظهره المقلق قليلاً و كذلك من كونه يحمل أرقاماً شيطانية (66)
إقتربت من الرفوف تبحث بعيناها عن أي كتاب يحمل عنواناً له علاقة بمصاصي الدماء
إستغرقت حوالي ربع ساعة كاملة وهي تبحث بين الكتب الكثيرة إلى أن وقعت عيناهاَ على كتاب ذو لون قرمزي
حاولت سحبه فضولاً منها لكنه كان في رف عالي
غادرت لتجلب كرسي خشبي صغير، وضعته على مقربة من الرف ثم صعدت فوقه لتلتقط الكتاب أخيراً
وسعت عيناها حينما وجدت أنه ما تبحث عنه بالفعل، فقد كان يحمل عنوان *مملكة مصاصي الدماء*
إنحنت بتعبٍ لتجلس على الأرضية التي كانت باردة نوعاً ما لكنها لم تكترث كثيراً
وضعت الكتاب القديم في حجرها ثم نفضت الغبار القليل الذي يغطيه فعلى ما يبدو أنه موضوع هناك منذ أعوام
فتحته لترى تلك الكتابات الغريبة والتي كانت مكتوبة بخط يد عشوائية
قطبت حاجباها بضيق، فلم تستطع فهم أي شيء من المكتوب فيه
كانت لغة غير مألوفة ولا حتى مفهومة ..
نهضت من مكانها ثم ذهبت لتحجزه عند المسؤولة
ستأخذه معها للمنزل إلى حين عثورها على مفهوم تلك الكلمات
_الثامنة مساءاً _
قد عادت إميليا للمنزل الذي تمقته منذ فترة طويلة
وهي تحمل بين يداها أكياس طعامٍ للتتناوله، لا ترغب بتذوق طعام والدتها التي لاتزال تراها مجرد أم متسلطة
طرقت الباب بهدوء وماهي إلا ثوان حتى فتحته لها شقيقتها الغاضبة
"هل أخذتي حقيبتي الصغيرة؟!"
"فعلت"
ألقت إميليا الحقيبة بين أيدي شقيقتها بضجر
والتي قد همت بفتحها سريعاً، صدمت حينما وجدت أن كل مالها قد صرف ولم يعد في الحقيبة ولو سنتاً واحداً حتى
"إميليا ! أين أموالي بحق الجحيم ؟! لقد كنت أدسها من أجل شراء أحمر شفاه نال إعجابي !!"
كانت تمارا تصرخ بصوتٍ عالٍ و غاضب نحو التي صعدت نحو غرفتها بهدوء، صوت صراخها قد جذب مسامع والدتهما التي تقدمت تحاول تهدئة إبنتها الكبرى
إستلقت إميليا على سريرها بينما تحمل في يدها اليمنى حاسوبها والذي قد إفتقدته حقاً، و باليد الثانية تحمل أصابع البطاطس من علبة مشتريات الطعام وهي تتذوقها بنَهم
بدأت بتصفح الانترنت أملاً منها على العثور على أي معلومات عن الكتاب الذي تضعه بقربها لكن لم تكن هناك أي جدوى..
نظرت نحو الكتاب بشرود لفترة وجيزة قبل أن تبعثر شعرها بعصبية، منذ أن وطئت قدمها عالم البشر من جديد و الألم و الإرهاق يرافقها، كذلك الكوابيس الغير مفهومة
تشعرُ بالحرقة الكبيرة في رقبتها، حيث قام جيون بغرس أنيابه سابقاً..
بعد بحثٍ طويل وبدون نتيجة قد غفت بشكلٍ مبعثر
بسبب جسدها المرهق و كذلك بسبب الليلة الماضة التي لم تنم أغلب ساعاتها
•مملكة مصاصي الدماء•
ظلامٌ دامس في تلك الغرفة الباهته
أمطار غزيرة و عواصف رعدية تعصف خارجاً
شمعة صغيرة تتوسط سطح مكتب الغرابي الذي يجلس على كرسيه المخملي و سكينة صغيرة تتلاعب بين أصابعه
عيون حمراء حادة و إبتسامة جانبية تزين ملامحه الجامدة
تقع بقربه زوراَ الملتف حول ذراعها ضمادة بيضاء
حيث الخدش الذي خلفته الصغيرة
كانت ملامحها تشع بالسكون وعيناها تحدق بالعاصفة خارجاً
"سيدي، يمكنني التكفل بإعادتها للمملكة"
"مامن داعٍ"
"عذراً سيدي؟"
"ستأتي بقدميها"
قال كلماته بصوتٍ هادئ للغاية
وقد صوب السكينة الصغيرة نحو مكتبه الخشبي
كانت حركة بسيطة منه
لكنها جعلت السكينة تخترق الخشب الصلب بسهولة
...
🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓 بحبكم فرولاتي بحبكم جدا