روايه مصاص دماء الفصل السابع والثلاثون بقلم غزل
تجاهلو الأخطاء الإملائية إن تواجدت..
إلتفتت نحوه بجسدها كاملاً
تحدق بهيئته المظلمة و الشعاع القاتم الذي يحيط جسده
كذلك عيناه الحمراء القرمزية
"أهلاً بالسيد جيون، يبدو أنكَ ذكي عكس السخفاء في قصرك"
نطقت كلماتها بملامحَ جامدة وصوتٍ كان حاداً عكس تماماً الصوت الطفولي الذي كان لديها طوال الوقت السابق
لم يكن للخوفِ مكان في قلبها من مظهره
وكان الفضل يعود لجيون الذي جعلها تتخطى خوفها منه ومن المملكة بأكملها
تلك هي إميليا حاليا..
إميليا التي كانت تصطنع الضعف طوال الوقت.
تقدم الغرابي خطوات أقرب منها بينما إبتسامة جانبية خافته تزين ملامحه الحادة
هو كانَ عالماً بكل ما تفعله و ما تدعين
لكنه قد أحب العبث معها، يحب اللعب قليلاً..
وجهت إميليا سكينتها الملعونة نحوه بملامحَ باردة
و عيناها الحادة قد توجهت تحديقاتها نحو الجسد الذي ظهر من خلف جيون
كانت زوراَ الغاضبة وللغاية من خداع الصغيرة لها طوال هذه المدة
تخطت زوراَ جيون وهي تتقدم نحو إميليا بملامحَ غاضبة وعيون حمراء، توقفت أمامها مباشرة
"لمَ فعلتِ ذلك؟!"
"رُبما للحصول على بعض التسلية"
ألقت إميليا كلماتها بجمود نحو زوراَ التي قد إزداد غضبها بينما تعبث بسكينتها الملعونة بين أصابع يدها الرقيقة
حاولت زوراَ التقدم نحو الجامدة أكثر لكنها قد تراجعت للخلف بينما تمسك ذراعها التي قد خُدشت بسكينة إميليا فجأة
هي في حالة صدمة، لم تتخيل ولم تستطع تصديق أن التي أمامها هي ذاتها الصغيرة اللطيفة
زوراَ أصبحت متعلقة بالصغيرة كثيراً ولا تود فقدانها
تراجعت للخلف بينما تدعك جرح ذراعها وقد بدأت تشعر بقواها تضعف و بجسدها يرتخي بتعب
لكن لايزال بإمكانها مهاجمة إميليا ولكنها لا تريد إيذاءها ..
إبتسامة جانبية قد سيطرت على ملامح إميليا وهي توجه نظراتها نحو الغرابي الساكن قبل أن تُرخي جسدها ليقع داخل البوابة الشفافة ما جعلها تختفي من المكان حيث عالمها البشري
أما الآخر فلم يحاول القيام بأي حركة أو حتى منعها..
فقد إكتفى بالإبتسامة وهو أعلم بما سيحدث مستقبلاً
...
فتحت عيناها ببطء لتجد نفسها في الغابة المظلمة التي قد دخلتها في البداية من أجل التحدي السخيف
الغابة كانت خالية تماماً و هادئة
كذلك كانت مستغربة من سكون الغرابي و عدم ملاحقته لها إلى هنا
نهضت تنفض ثيابها التي قد تلوثت ببعض الأتربة، حملت سكينتها ثم أخذت خطواتها بهدوء و ملامح ساكنة تحاول العثور على مخرج من هذه الغابة
تمتلك فوبيا من الأماكن المظلمة ولن تحتمل البقاء هنا كثيراً، لذا عليها البحث عن مخرج بأقسى سرعة
إستغربت حينما وجدت ضوء خافت على بعدٍ منها لذا سارت نحوه بخطواتٍ حذرة
حالما وصلت للمكان وجدت مجموعة من الشباب فتيان و فتيات يجلسون على شكلِ دائرة و يشابكون أيديهم ببعض
و في وسطهم شمعة كبيرة مشتعلة مع صورة و بعض الكلمات الغير مفهومة
إستغربت حينما تعرفت على الشباب، فقد كانو رفاقها و الصورة التي في الوسط هي صورتها
يبدو أنهم يحاولون إستدعاء روحها عن طريق تلك الطقوس كما يعتقدون، يال سخافتهم تلك
"ما الذي تفعلونه!"
تحدثت وهي تقف على مقربة منهم وعلى إثر ذلك قد إنتفض الجميع و صرخوا بقوة و رعب، يعتقدون أن طقوسهم قد نجحت و أن التي أمامهم روحها
قلبت إميليا عيناها بضجر من منظرهم الخائف و كيف يحتضنون أنفسهم برهبة
تقدمت ترمي حقيبة ظهرها جانباً ثم إستلقت على البساط الذي كانو يفرشونه على الأرض بتعب
"مااا.. هذا!!"
"هل هي ح..حقيقة؟!"
"أريد أمييي!!"
تشجعت أحد الفتيات منهم والتي كانت صديقة إميليا المقربة ثم تقدمت نحوها لتتلمس بشرة وجهها الساكن ببعض الخوف، تحاول التأكد من أنها حقيقة
"إميليا! أنتِ لستِ شبح صحيح؟!!"
" لست كذلك روز "
"ألم تموتي ؟!"
"لا، كانت قصة طويلة"
حالما قالت إميليا كلماتها حتى إنقض عليها رفاقها بالعناق بعدما تأكدوا من أنها هي .. وليست شبحاً كما في إعتقادهم
كان جسد الصغيرة منهكاً تماماً و رفاقها ينهالون عليها بالأسئلة مثل أين كانت طوال هذه المدة و كيف إستطاعت البقاء على قيد الحياة ..
لم تستطع الإجابة على شيء فقد غابت عن الوعي بسبب إنهماكِ جسدها، فالذي لا تعلمه أنها قد تلقت من الغرابي هدية ستجعل من حياتها تتغير تماماً..
سارع رفاقها بالإتصال على الشرطة و الإسعاف، الدنيا كانت في حالة فوضى من أخبارها التي إنتشرت على نطاق واسع
الجميع مستغرب من بقائها على قيد الحياة، رغم أن كل من دخل لتلك الغابة لقي حتفه أو إختفى لمدى الحياة ..
_الساعة الثانية عشر ظهراً ..
داخل أحد غرف المستشفى الكبير، تستلقي ذات الجسد الصغيرة على سرير ذو أغطية بيضاء بينما تحدق في سقف الغرفة بشرود غير مهتمة بأنبوب التغذية المتصل بمعصمها
قاطع شرودها صوت طرقٍ خفيف على باب الغرفة الأبيض يليه دخول شاب
نظرت نحوه بإستغراب فهي لا تذكر بأنها تعرفه من قبل كما أخبرت الممرضين بعدم السماح لأحد بالدخول لها خوفاً من أن يكونو صحفيين متطفلين
تقدم الشاب بخطوات بسيطة ليجلس على كرسي خشبي يقع قرب سريرها و إبتسامة هادئة على ملامحه
إعتدلت إميليا بجلستها وهي تنظر نحوه بإستغراب و بعض الغضب
كان ذلك الشاب هو إبن العجوز صاحب الكوخ المنعزل في الغابة، لكنها لا تعرفه كونها لم تره
"من أنت؟"
"لا يهم من أنا، المهم أني قد حللت مشكلتكِ"
"أية مشكلة؟"
"جعلتُ الجميع يعتقدُ بكونكِ كنتِ تائهة في الغابة وتم العثور عليكِ من قبل صاحب الكوخ فقط، لذا لن يسألكِ أحد عن الحقيقة"
"هل أنت صاحب الكوخ ثم أي حقيقة؟!"
"حفيد صاحب الكوخ، حقيقة تواجدكِ في مملكة مصاصي الدماء، المهم طاب يومكِ"
ألقى كلماته بإبتسامة قبل أن يغادر تاركاً تلك الصغيرة في صدمة شديدة من معرفته بأمر مملكة مصاصي الدماء وما حدث لها
ظلت شاردة طوال بقية اليوم إلى حين الرابعة عصراً والذي كان وقت السماح لها بالخروج بما أن صحتها بحالة جيدة
كان مزاج إميليا معكراً للغاية بسبب أنها مضطرة على العودة حيث منزل عائلتها المتسلطة
طرقت باب المنزل العصري بضجر كبير و هي تحدق بالشوارع من حولها و ضمادة بيضاء تلتف حول رأسها نظراً لكونها حصلت على ضربة قوية بعض الشيء في رأسها
لا تنكر أنها قد إشتاقت لعالمها رغم ضجيج السيارات و الشوارع المزعج
فُتح الباب من قِبل والدتها والتي حالما رأتها حتى تنهدت، فهي أم في كل الأحوال، و الأمهات يفتقدون أبنائهم في بعض المواقف
تجاهلت إميليا والدتها بملامح جامدة وهي تدخل المنزل و تتوجه نحو غرفتها مباشرة
أغلقت والدتها الباب ثم وقفت بجانب زوجها الواقف أمام الدرج وهو يشاهد إبنته الصغيرة بعد كل ذلك الإختفاء وهي تصعد الدرج ..
يبدو أن قلبهم قد حن وأخيراً لطفلتهم الصغيرة ..
فتحت إميليا باب غرفتها البُني بملامح هادئة لكنها سرعان ما تعكرت عندما وجدت غرفتها قد تغيرت تماما و أصبحت جدرانها باللون البنفسجي بدل الأبيض و كذلك الأثاث و الأغراض تم تغيير مكانها
و شقيقتها الكبرى مستلقية على سريرها بينما تعبث بالهاتف، يبدو أن شقيقتها هذه إستغلت عدم تواجدها وأخذت غرفتها فلا طالما كانت غرفة إميليا جميلة في نظرها
إتجهت إميليا بخطوات هادئة نحو التي إستقامت عندما رأتها و أخيراً
شهقت الأخت الكبرى بصدمة و ألم عندما أمسكتها إميليا من خصلات شعرها الأسود القصير و جرتها لخارج غرفتها ثم ألقتها خارجاً بجمود.
ثم أغلقت باب غرفتها بالمفاتيح و إرتمت على سريرها ذو الأغطية البيضاء بتعبٍ شديد
يمكنها سماع صوت شقيقتها الكبرى و التي تُدعى تمارا
وهي تدق باب الغرفة بقوة و صراخها وصل للحي بأكمله
حتى وإن كانت تمارا الأخت الكبرى فإميليا أقوى منها بكثير نظراً لكونها كانت تتمرن في نادٍ خاص بالكراتيه قبل فترة
الصغيرة تشعر بألم شديد ينهش جسدها ببطء و تعب مفرط
وذلك يعود لِجيون ..
الذي قام بإلقاء نوعٍ من اللعناتِ على جسدها ليُنهش و يضعف ببطء شديد إلى أن تفقد كل قوى جسدها .. ربما سيزيل تلك اللعنة إن أتت له بنفسها لتترجاه !
ماكرٌ كما المعتاد.
🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓"مصاص الدماء"