رواية حياة المعلم الفصل السابع عشر بقلم خلود أحمد
#حياةالمعلم
الفصل السابع عشر
"مبروك ي عريس"
هتف بذلك والد حمزة سيد لحمزة بعد ان كتب كتابه على تلك العروس فاخذه سيد فى مكتبه فى الفيلا التى يقام بها الزفاف ليهئنه
تابع سيد وهو يعطيه اوراق
"اتفضل ي عم اهو ورق الشركه هديه" واخذه بحضنه وهو يقول
"الف مبروك ي ولا"
ابتعد عنه وهو يجلس على المكتب ويامره بالجلوس
"المهم عايزه اقولك حاجه الشراكه مع والد عروستك هتستمر سنه بالكتير سنه ونص فتشد حيلك كده وشركه كمان هديه ي عم هتكون معاك"
"اشيد حيلى ازاى" سال حمزه بعدم فهم
اجابه سيد بحقارة
"ازاى ازاى يعنى انت عبيط يلا ولا ايه يعنى انا انصحك انك تجرب كل الستات وتاخدنى قدوة واخليك تتجوز وحده اكيد لا انت تعيش حياتك معاها وتفك كده بدل وشك العكر اللى شبع امك"
"برضوا مش فاهم "
"مش فاهم ايه" ثم وقف وجلس امامه وهو يقول
"ي حمار افهم انت تعشلك يومين وتجيب ولدين"
واكمل بتحذير
"اولاد بلاش بنات وتخلص الشراكه وناخد منها العيال وانا هربيهم"
واكمل بتامل
"هربيهم دول هيبقوا الورثه بتوعى"
التف ايه وهو يقول
"عايز توام بس المرادى اولاد وامهم بنت حسب ونسب لما يكبروا يعرفوا قيمته"
اغتاظ منه حمزه وصاح بغضب
"انا لا يمكن اعمل كده"
رد والده باستفزاز
"هتعمل ي حبيب ابوك والا انت عارف"
ثم اكمل
" إلا خديجه وفاطمه عاملين ايه ولا امهم الجربوعه عرفت مكانهم سمعت انك بتدور عليهم "
تابع بتهديد
"فاكرنى مش عارف فوق بدل ما تزعل عليهم انا لغايه دلوقتى كويس معاك اقعد كده واسمع الكلام بدل ما تدور عليهم تقوم تزورهم"
جلس حمزة وهو لا يظهر على وجهه شئ
اكمل سيد وهو يربت على قدم حمزه
" كده جدع وتعجبنى استنى الوريث "
اما حمزه براسه
كاد والده يتحدث لكن صوت دوشه وتوقف الموسيقى بالخارج قاطعهم فخرجوا ليروا ماذا يحدث ليتفاجا حمزه بمن بالخارج
" حياه "
..........
تجلس بالسيارة مع ذلك الذى لاتعلم من اين خرج لها لكن لا يهم يكفى انه ساعدها رغم عدم فهمه لما يحدث واااه مما يحدث معها لا تعلم ماذا تريد منها الدنيا الا يكفى ما حدث لكنها المخطئ تالمها هذه المرة ليس ذنب احد بل ذنبها هى من ارادت مواجهته تذكرت ما حدث منذ ساعات
flash back
"بتعيطى ليه ردى عليا بقولك"
هتف بذلك هاشم لتلك التى تبكى امامه بشكل استفز رجولته فاراد ان ياخذها باحضانه ويحميها من العالم اجمع لكنه استغفر ربه لتلك الافكار واعاد سواله
"ما تردى عليا بقا"
لكن لا رد فقط تحاول ايقاف تاكسى ودموعها تسيل بلا توقف استمر فى سوالها لكن لا رد فغادر وتركها
لم تنتبه حياه لمغادرته كل ما تريده ان تواجه ذلك الغادر وكأن تلك الرساله اعطتها الشجاعه للمواجهه التى تهرب منها لتبدا حياة جديده لكن يجب ان تنهى تلك الحياة اعتادت المواجهه ولكن ما حدث كان فوق احتمالها احتاجت استراحه محارب وتلك الرساله اعادت لها روح المحارب لكن رغم ذلك هى محروجه ودموعها التى تنهر خير دليل على مدى حرجها لكن لا يهم فلتواجه الان والزمن يداوى فقط تجد ما يوصلها لهناك لكن اين
قاطع كل ذلك تلك السيارة التى اقتربت منها وظهر ذلك المعلم الضخم امامها مرة اخرى وهو يقول لها بطريقه امريه
"اركبى"
استفزتها طريقته وان كانت فى موقف اخر كانت ستريه كيف يتخدث معها ذلك الضخم هكذا لكنها مع ذلك لم ترد حتى اعاد كلامه بصوت اعلى واسلوب مخيف ارعبها فركبت السيارة سريعا وهى تسبه بصوت منخفض وصله
" همجى وجاهل"
رد هاشم باستفزاز
"نسيتى قلبل الادب واحترم نفسك "
" سوق وانت ساكت"
اغتاظ منها وصاح بغضب
" ويا ترا بقا ي ست الدكتورا عايزة تروحى فين"
وكانه بسواله اعاد فتح الجرح فاعطته العنوان بشرود وعقلها سارح فى ما حدث معها هى تريد اجابه سوال واحد من ذلك الغادر لماذا فعل ذلك فيما قصرت معه اخذت تتذكر حياتها معه علها تجد سبب يبرر ما فعل لكن لم تجد فمنذ زواجهم وانجابها الصغيرتين واه من الصغيرتين لم تكن تريد لهم تلك الحياة لكن ليس بيدها شى اعانها الله على تربيتهم هم هديه الله لها كم اردت ان تربيهم كما تربت فى بيت ملئ بالحب والمودة كانت تحاول بناء منزل بدوم مهما مر عليه الزمن لكن ليس كل ما يريده المرء يدركه
وعاود ذلك الڛؤال الذى يطاردها منذ ما حدث معها يتردد فى بالها ماذا ينقصها عن تلك التى تركها لاجله ماذا الذي يجعله يفعل ذلك لتهون عليه حياتهم وصغيراته
فاقت من تلك الدوامه على صوت هاشم وهو يخبرها بوصولهم فشكرته ونزلت
احتار هاشم ايلحقها ام لا
" اف بقا وانت مالك ي بارد ما هى لو عايزك معاها كانت قالت هتدخل ليه فى اللى مالكش فيه وحده وكانت تعيط وعايزه توصيله وساعدتها كانها اى حد مالك بقا فى ايه هتمشى ي هاشم وتتلم وترجع بيتك تشرب شايك وتتخمد مالك انت واضبط علشان انت حالك مش مضبوط "
حادث هاشم نفسه وهو يغادر المكان لكن فى مواجهة بين العقل والقلب دائما ما يفوز القلب ما لم يكسر
عاد هاشم لنفس المكان الذى ترك به حياه حيث لم يطاوعه قلبه على تركها منظرها وهى سارحه وتبكى اوجع قلبه مهما كابر هى بها شى يوثر به شى لا يستطيع تحديد ماهيته لكنه يشعر بشعور جميل لم يشعر به رغم زيجاته قد تكون عيونها البريئه التى تشبه عيون صغارها التى تحثه على حمايتههم من الدنيا ام الحنان الذى يشع منها فتلك الصغيرة تذكره بامه رحمها الله فى حنانها ام عصبيتها التى تروقه تشبه القطه التى تحتاج ترويض لكن كل ذلك لا يهم الان المهم ان يتبع ذلك الشعور الذى يخبرها انها تحتاجه بشدة الان
دخل هاشم وهو يبحث عن حياة فى ذلك المكان الذي دخلت بيه ليتفاجا مما يحدث معها فاقترب من مكان وقوفها وهو يستمع لحديثها الذى اوجهه كيف تحملت تلك الصغيرة كل هذا لكنه لم يرد التدخل الا اذا احتاجته وهذا ما حدث فردد وهو يقف امامها
"استعنا على الشقى بالله ما كان زمانى باكل رز مع الملايكه لكن طول عمرى فقرى نقول ايه "
...........................
عادت زمردة للمنزل وهى مصدومه لا تعرف كيف تتصرف بعد ما فعلته الا يكفيها ما فعلته فى الصباح لتنيه بما فعلته بعد ان راته مرة اخرى فهى ما ان رات عيسى بمكتبه حتى نهرته لكونه يلاحقها حتى بالعمل ايضا لا تعلم اين كان عقلها وهى تخبره بذلك بكل جديه وغضب وماذا يظن الان عنها ترا ايراها غبيه فهو اخبرها بكل ببرود انه مديرها وان ذلك مكتبه وايضا طريق عمله كان يلمح وان لم يكن ياكد انه لم يلاحقها فى الصباح او الان هى الغبيه واكدت ذلك بعد ان رمت الملف الذى عملت عليه طيله اليوم بوجه وتركته مصدوم من هروبها وكانه فعل لها شئ
هى لم تفكر حتى وهى ترميه بالملف وتترك الجريدة بما فيها وها هى تعود للمنزل مرة اخرى ترا اتخبر والدتها عن استقالتها اليوم ام تنتظر يومين حسنا هى تعلم تخبرها مع نهايه الشهر وكيف لم يمنحوها راتب وهى من عملت بجد ولم تكافا على ذلك وطردوها وهكذا ستواسيها امها لشهرين او ثلاث حتى تستعيد نفسيتها التى ظلمت وترتاح من العمل لكن السوال الاكبر والاهم ماذا ستفعل باقى الايام واين ستذهب لمدة شهر
اخذت تفكر وهى تدخل للمنزل لكن قاطع افكارها صوت تقى التى تجرى وراء فاطمة وخديجه على الاريكه تشجعهم
"تعالى ي بت هنا"
"مش هتمسكينى اممم "هتفت بذلك فاطمه وهى تهرب من تقى وتخرج لها لسانها لتعتاظ منها تقى ويكملن ركض وخديجه تشجع
" اجلى ي طمطم اجلى بسلعه "
( اجرى ي طمطم بسرعه)
تعبت تقى من الجرة وراء تلك القردة كما تدعوها
فجلست على الاريكه وهى تصيح بصوت منهد من التعب
" انت ي زفته تعالى هنا اخد نفسى وامسكك ي زفته "
اعترضت خديجه على ذلك
" عيب ي تقى هقول لمامى "
نظرت لها تقى بغيظ ثم لاختها التى تتحرك امامها وتستفزها لكن خطرت لها فكره فامسكتها واخذت تقبل خدها بمشاغبه والصغيرة تتعالى صحكاتها
" هتقولى لمامى طيب تعالى بقا "
ثم وقفت وهى تقول لفاطمه بتهديد
" هتيجى ولا ادى خديجه للوحش ياكلها "
نظرت لها فاطمه بخوف على اختها
"وحش"
" اه وحش هتيجى بقا بالادب ولا "
لم تكمل كلامها لتقترب منها فاطمه فهى تعرف كم تحب كل من هن الاخرى ارتسمت على وجه تقى ابتسامه انتصار طفوليه لكن لم تدم حيث افلتت خديجه من يدها وهربت كلتاهما منها واخذن معهم باقى كتبها وهن يصحن
"الحقينا ي تيتا تقى هتضربنى"
" وتاكلنى للوحش "
خرجت على الصياح والدتها والسيدة زينب
"فى ايه اى اللى حصل مالكم"
اقتربت فاطمه منها وهى تهتف ببراءة كادت تقتل تقى
" تقى ضربتنى وهترمى خديجه للوحش مش صح ي ديجا"
امات خديجه براسها بشده وهى تنظر لجدتها ببراءة هى الاخرى
لتصيح امنه فى تقى بغضب
" انت ي زفته مالك بولاد اختك قدك دول وربنا لاحرمك من المصروف وبعدين مش بتذاكرى ليه ها "
ردت تقى بتبرير
"ي ماما هما اللى غلطانين دول..."
"بزمتك دول غلطانين "
قاطعتها امنه وهى تشير الى الصغيرات التى ينظرن بكل ببرءاة ولطافه موجوده في العالم
لتجيب تقى بتبرم
"لا صراحه بس برضوا هما اللى غلطانين ي ماما دول رسموا فى كتبى وبوظوها "
اجابتها امنه ببرود وهى تاخذ الصغيرتين لتجلس وتطعمهم فهى تركتهم قليلا لتجهز لهم الاكل
"وفيها ايه يعنى يعيشوا ويرسموا" واكملت بحنان وهى تنظر لهم
"قلب تيتا بيحب الرسم عايز يطلع رسام كلى ي طمطم يلا القطر رايح على بق مين"
هتفت فاطمه بحماس" انا "
اكملت اطعامهم بينما تقى تكاد تموت غيظا
"طب والله حرام بقا مليش دعوة عايزه كتب جديدة"
اجابت امنه ببرود
"حد قالك تسيبى كتبك مرميه"
"ي ماما "
"بلا ماما بلا بتاع يلا على جوه روحى ذاكرى بطلى دلع"
كادت تقى تدخل بحزن لكن صوت امها اوقفها وهى تقول
"ابقى خدى هاتى مكانهم"
ثم اكملت وهى ترفع اصبعا بتهديد
" بس لو حصل حاجه تانيه مليش دعوة "
اقتربت منها تقى وهى تقبلها بحب وتقول بمشاغبه
"ربنا يخليكي لينا ياست الكل ترا انتى ام الام انتى التوب انتى عظيمه والله الحج محمد دا امه دعياله انه اتجوزك"
ضحكت امنه عليها لتأمرها بحزم
"يلا ادخلى ذاكرى عملتك اكل جوه"
غادرت تقى بينما تتابع زمرده ذلك وهى تبتسم على حنان امهم فهى ونعم الام
سالت زمردة امها عن حياة فاخبرتها انها عادت منذ فترة وتستريح بغرفتها وطلبت منها عدم ازعاجها لكن زمردة كانها اخبرتها ادخلى وازعجى حياة فدخلت الغرفة وتركت امها تهتف للصغيرات بتانيب
"ينفع اللى حصل دا مش كده غلط"
لم تعترض الصغيرات فهن يعلمن ذلك لتقول خديجه وفاطمه بخجل فى صوت واحد" احناا اسفين "
"بس مش انا اللى المفروض تعتذريله هتعتذروا لمين "
"لتقى"
وكادتا تقوما ليعتذرن من تقى لكن امنه منعتهم وهى تقول بحب "خلصوا اكل الاول ماصدقت انكم بتاكلوا يلا هم "
لكن صوت زمردة التى خرجت وهى تسالها
"هى حياه فين ماما مش جوه"
ردت باستغراب
" مش جوه امال راحت فين شوفيها يمكن عند تقى "
كادت تبحث عنها لكن رنين الجرس اوقفها لتتجه لفتحه لكن تفاجات بمن على الباب
"انتو"
..........