رواية ليلى الفصل الثاني عشر بقلم فرحان حسين
البارت الثاني عشر
- إيه يا ليلى!! لحقتي تنسي صوت عمِك .. أمجد؟!!!
كُل خلية في جسمها إرتجفت، لدرجة إن دقات قلبها السريعة غطِّت على أي صوت تاني حواليها، معرفتش تنطق و شريط حياتها في المستشفى بيتعاد قُدامها، غمّضت عينيها و غمغمت بصوت قاسي!:
- عايز إيه؟ و بتكلمني إزاي و إنت محبوس!!!
- هو أنا مقولتلكيش؟ مش أنا خرَجت و هطلّع اليومين اللي عيشتهم في السجن عليكِ .. و محدش هيرحمك مني ولا حتى جوزك!!!
قال بمُنتهى الغل، و رغم الخوف اللي بيدب في قلبها منُه، إلا إنها قالت مُصطتنعة قوة واهية:
- خلّصت؟ إنت شكلك لسه فاكرني ليلى الغلبانة اللي كنت بتدوس عليها زمان يا أمجد!! إنت عارف جوزي اللي بتتكلم عليه ده لو عرف بـ مُكالمتك دي هيعمل فيك إيه؟
قال بقسوة:
- جوزك ده هأجر عليه شوية بلطجية يعدموه العافية!! و هكسرلك الدِرع اللي بتتحامي فيه ده يا ليلى!!!
هِنا فقدت أعصابها، فـ صرخت بهيستيرية:
- لو آسر ضُفره بس جراله حاجه متعرفش هعمل فيك إيه يا أمجد!! لو جيت جنب جوزي هيبقى عليا و على أعدائي!!!
- خافب على نفسك قبل ما تخافي عليه! أنا مش هرحمك!! و الڤيلا اللي إنتِ فيها دلوقتي و متحاوطة بحُرَّاس من كل ناحية .. خليكِ عارفة إن الحُرَّاس دول مش هيمنعوني أدخُلك .. و أربيكِ من جديد يا بنت أخويا!!!
- طب لو راجل .. إعملها و أنا مستنياك!!!
قالت بتحدي رهيب و بـ ثقة مُتناهية! مسمعتش غير صمت تام، عشان بعدُه يقول بحدة:
- قــريــب!! هتلاقيني في وشك قــريــب ســامــعــة؟
و قفَل، بصِت للتليفون و دلوقتي بس سمحت لدموعها بالهبوط، حضنت نفسها و إنهارت في العياط، عياط هيستيري مش حاسه بنفسها لدرجة إنها وقعت على الأرض و جسمها لسه بيترعش، بكت لحد مـ حست إن روحها هتطلع، لحد مـ نامت في مكانها و هي حاسة بجسمها بيطلَّع نار!!
و بعد ساعات مش قُليلة صحيت على صوت رنة تليفونها، مسكته بقلق .. بس لقِتُه حبيبها .. ردِت بصوت مُرهق جدًا إلا إنها كانت بترُد بلهفة:
- أيوا يا آسر!
إنتفض جسمها لما لقِته بيصرَّخ فيها بعنف:
- مــبـتـرُديـش لــيــه!! دي خامس مرة أرِن يا ليلى!!!
سكتت لحظات، و من ثم قالت بصوت هادي عكس البُركان اللي جواها:
- كُنت نايمة .. ليه الزعيق ده؟!
سمعت سكوتُه على الناحية التانية، لحد مـ قال بصوت كلُه ضيق و لكن من غير عصبية:
- عشان قلقت عليكِ مثلًا؟!
- أنا كويسة يا آسر! في حد بيبقى عايز يتطمن على حد يكلمُه بالشكل ده؟!
قالت بمُنتهى الهدوء! بتحاول متبينلوش خوفها و رعشة جسمها من مكالمة عمها، فـ لقته بيقول برفق:
- عندك حق .. حقك عليا! أنا بس قلقت عليكِ!
- حصل خير .. إنت كويس؟
- كويس ..!
- هتتأخر؟
قالت و صوتها بدأ يلين! فـ قال بهدوء:
- لاء يا حبيبتي، هخلص كام حاجه هنا وأرجعلك!!
غمّضت عبنيها و هي بتفتكر الكلام اللي أمجد قتلهولها و تهديدها بـ جوزها، فـ قلبها إتعصر و قالت بنبرة مهزوزة:
- طيب .. خُد بالك من نفسك .. لو سمحت!!!
قال بإستغراب:
- صوتك مالُه؟!
قالت بسرعة بتحاول تبان طبيعية:
- صوتي كويس أهو .. يلا يا حبيبي مش هعطلك .. سلام!
- إستني هنا!! هو إيه اللي مش هعطلك سلام! مالك يا ليلى!!
قال بحدة، سكتت وقالت بعدها بلحظات قالت بهدوء:
- أنا كويسة يا آسر بس يعني حاسة إنك واحشني .. شوية!!!
- شوية؟!
قال ساخرًا، فـ قالت بإبتسامة:
- أيوا شوية صغننين، عشان زعقّتلي!!
- خلاص لما آجي هصالحك .. إتفقنا؟
- إتفقنا..!!
- سلام مؤقتًا يا حبيبتي!!!
- سلام!
قفلت و فضلت ماسكة التليفون و بصَّاله، قامت من على السرير و طلعت البلكونة بتبُص على الأراضي الواسعة قدامها، مش شايفة أي حرَس حوالين الڤيلا .. لمَحِت شخص جسمُه بدين إلى حدٍ ما، بيجري جوا الڤيلا في الجنينة ماسك في إيدُه سكيـ.نة بتنقَّط د.م!!!! المنظر رعبها، دخلت بسرعة و صد.رها بيعلى و بيهبط، جريت على تليفونها و بإيد بتترعش إتصلت عليه، و جريت بسُرعة على الباب عشان تقفلُه إلا إنها إتأخرت، رجلُه إتحطت عائق بيمنع الباب من إنه يتقفل، صريخها عِلي و هي بتزُق الباب بضهرها و التليفون على ودنها، سمعت صوته في التليفون و أول ما سمعتُه صرّخت بإسمه بحالة من الهلع رهيبة:
- آســـر!!!! آآآســـــــر!!!!!
و إتزامن مع صُراخها وقوعها على الأرض بعد ما دفع الباب بكل قوته اللي غلبت قوتها المعدومة! و على الناحية التانية مُجرد ما سمع صراخها إتنفض من على كرسي مكتبه لدرجة إن الكرسي إرتد لـ ورا! بيصرّخ في التليفون و من شدة عصبيته عروقُه نفرت:
- فـي إيــه!!!!
إتفتح باب مكتبه بعنف فـ بص للعسكري اللي قال بأنفاس لاهثة:
- أمجد .. هرب يا آسر بيه!!!!!!
• • • • • • •
واقعة على الأرض و التليفون واقع جنبها، بتزحف لـ ورا و هي شايفة أمجد بيقرب ناحيتها و إبتسامة مُقيتة على وشُه، بصِت على السكينة عليه بفزع و الدموع مالية وشها، فـ إبتسم بسُخرية و قال بـ شر:
- زي ما صفِيت البـ.غل اللي كان واقف تحت!!! هصَّفيكِ إنتِ كمان يا ليلى!!!
بصتلُه و جسمها بيترعش، و قالت بكُل حرقة:
- بتعمل فيا كدا ليه!!! ليه ده أنا بنت أخوك!!! ده أنا من دمك!!!
نزل لمستواها فـ رجعت أكتر بخوف إلا إنه مسك شعرها بكُل قسوة و قربها منُه و هو بيصرخ في وشها:
- مـتـجـيـبـيش سـيـرتـه!!!! بــكـرهُـه!!!! و هحسَّرُه عليكِ دلوقتي!!!
حاولت تجاريه في الكلام و تدوش على نُقط ضعفُه بحد مـا آسر ييجي فـ قالت:
- ليه؟! قولي ليه الكره ده كلُه لأبويا!! عملَك إيـه!!!
شد أكتر على شعرها فـ تآوهت بألم رهيب، فـ قال بقسوة:
- خد مني كل حاجه حلوة، خد معاملة حلوة من أبويا اللي كان بيفضله علينا كلنا، خد مني أمك اللي كنت بعشقها من زمان، خد شركة أبويا و بقت تحت إدارته هو، خد الحلو كلُه، بس أنا خدت أغلى حاجه عليه .. خدت روحُه .. أنا اللي قطعت فرامل عربيته يومها، أنا اللي موِته و موِت أمك يا ليلى!!!
عينيها جحظت، و نبضات قلبها إتسارعت، و لسانها إتجلِّم بـ حديد .. حتى ألم شعرها مش حاسه بيه، مش شايفة قدامها غير عياط طفلة متواصل و هي مرمية في حضن أبوها اللي غرقان في دمـ.ه، ماسكة إيد أمها بتترجاها تصحى و تلعب معاها، محسِتش غير بـ قبضات بتعصُر قلبها، و كإن الوجع مقسوم ليها هي و بس، حتى آسر اللي دخل الأوضة و مسك عمها و مسابوش غير و هو شِبه ميت .. محسِتش بيه، كانت في عالم تاني، مفاقتش غير على حُضن بيحتويها بكل ما أوتي من قوة .. و إيد بتلف حوالين خصرها و التانية بتمسح على شعرها، و صوته الدافي بينتشلها من السواد اللي محاوطها:
- سامعاني؟
غمّضت عينيها و الدموع بتجري على خدها، و محستش بنفسها غير و هي بتلف إيديها حوالين رقبته و صُراخ متواصل بيخرج منها، صراخ ممزوج بـ عياط يفطر القلب، صراخ من شدة القهر اللي هي حاسة بيه، ضمها لصدره و غمض عينيه و صوت عياطها بيعصر قلبه:
- بـــابــا!!!! أبـــويــا آآآه!!!! قــتــل أبـــويــا!!!!!
أدرك الموقف، فـ ضمها لصدره كويس و غلغل إيديه تحت شعرها و أول ما وصل لرقبتها ضغط على نقطة فيها فـ وقعت بين إيديه فجأة، شالها بين إيديه و حطها على السرير، و مسك أمجد المُغمى عليه من ياقة قميصه، جَرُه على الأرض وراه لحد م وقف قدام السلم و بكل قسوة دفعه بـ رجله من فوق السلم، دخلت قوات الشرطة و ظابط صرّخ في آسر بحدة:
- آسر بتعمل إيه!!!
بصلُه آسر ببرود:
- بخلَّص عليه .. عندك مانع؟
- أومال إحنا هنا بنعمل إيه!!
قال الظابط بحدة، فـ فقد آسر أعصابه و صاح بصوت جهوري:
- إهــدى عـلـى نــفــســك يا زيــاد!!! ده في نص بيتي و طلع لـ مراتي عايزني أحــسـس على أمــه!!!!
زياد قال بـ وش شاحب:
- إهدى! أحنا هنعمل اللازم!!
إلتوى ثغره بإبتسامة ساخرة:
- ده لو لحقتوه بقى!
و كمل و هو بيشمر قميصه:
- لو مات إدفنوا جتِته في أي خرابة، و لو لسه فيه الروح .. إدفنوه حي، و يلا إطلعوا برا!!!
بصلُه زياد بـ ضيق، و شاور للعساكر ياخدوا أمجد، و فعلًا طلعوا كلهم برا، طلع آسر لمراتُه، قعد جنبها و مسح على شعرها فـ كشّرت بألم، إستوعب إن فروة راسها بتوجعها، مسك إيديها و النار اللي في قلبه مش بتهدى، قربها من شفايفه و قبّلها و قال:
- حقك عندي .. و عليا!!
رمشت بعينيها و فتَّحت، فضلت باصة للسقف للحظات بتحاول تجمَّع اللي حصل، لحد ما وقفت عند حادثة أبوها و أمها المُفتعلة، شددت على إيده و دموعها نزلت من عينيها بتقول و هي مش بصَّاله:
- هو اللي يتِمني .. هو اللي دمرلي حياتي!
قعد قدامها و مسك خصرها بإيد واحده و قوِمها، خدها في حضنه و قبّل جبينها، سندت راسها على صدرُه و غمّضت عينيها و همست بألم:
- حاسة .. إن حتى النفس بقى صعب عليا! في وجع مكتوم جوايا!!!
مسك راسها وضمها ليه أكتر وقال بهدوء:
- ليلى .. حرَم آسر الحولي لازم تبقى قوية، لازم تقوي و تهدي عشان نعرف نفكر .. و أنا في ضهرك هاخد عنك أي خبطة هتوجعك .. و شوفي إنتِ عايزة إيه و أنا أعملهولك!!!
رفعت وشها المُرهق ليه و مسكت قميصُه و قالت:
- عايزاك جنبي!! أنا بقوى بيك يا آسر!!!
إنهارت في العياط و قالت و هي بتترعش:
- لما شوفته ماشي في الڤيلا بالسكينة كان قلبي هيُقف، و لما لقيته دخل و مسكني من شعري و السكينة قريبة مني كان في دماغي حاجتين .. أول حاجه إنب خلاص هشوف أمي و أبويا تاني و رايحالهم .. بس الحاجة التانية إني مش هعرف أحضُنك قبل ما أمشي!!!
- شششش بس!!! بعد الشر!
قال و هو بيضُمها لصدرُه بخوف بيحاول يداريه بشتَّى الطُرق، فـ همست بصوت مبحوح و هي بتحضنه:
- مش شر .. كنت هروح لماما و بابا يا آسر!!!!
حَس بغصة في قلبه و ظهرت في نبرة صوته لما قال:
- طب و أنا؟ هتسيبيني لمين؟ ده أنا حياتي من غيرك تُقف يا قلب آسر!!!
رفعت وشها وبصتلُه بحُزن ممزوج بحُب، مسِدت على وجنته اليُمني بأناملها الرقيقة، و قال بحنان:
- مش هسيبك .. مش هسيبك يا حبيبي أبدًا!!
مال عليها و قبّل شفـ.تيها المرتعشة بلُطف، فتجاوبت معُه و هي تشعر به يُمسد على جراحها بطريقتهُ الخاصة، و كإنه بيعالج كل جرح إتحفر جواها، و كإنه بيزرع ورود جوا روحها و قلبها اللي بينزف!!!
• • • • • •
- مات؟ من الضرب؟
ماسك التليفون بيشرب سيجارة في البلكونة، فـ رد الطرف الآخر بهدوء:
- ياريت من الضرب يا آسر بيه، لما دخل المستشفى وقع تحت إيد دكتور معندوش ذمة .. سرق أعضائُه و إتعمل عليه صفقة أعضاء محترمة!!!
إبتسم آسر و قال بجمود:
- نهاية متوقعة! بالنسبة لـ ماجد، لسه في السجن مش كدا؟!
- لسه يا باشا .. و بصراحة الندم بياكل فيه!!!
- خليه ياكل .. أي جديد بلّغني!
و أنهى المكالمة، رفع وشُه للسما و إبتسم لمدى عدل خالقُه، دخل جوا لاقاها لسة نايمة شُبه عـ.ارية مش مغطيها غير لِحاف أبيض، قرّب منها و قعد قدامها بيتأمل ملامحها الأنثوية بلمحة براءة، مال عليها و قبّل وجنتها .. ثم جوار شفتيها .. و من ثم ذقنها لينتهي به الحال مُلثمًا شفتيها بحُب، صحيت ليلى و حطت إيديها على صدرُه عشان تبعدُه إلا إن ملمس إيديها الناعم على جزعه العلوي خلاه يتعمق أكتر، لحد ما حس إني نفسها بيروح فـ بِعد بسُرعة و دفن أنفه في رقبتها و همس و هو سامع أنفاسها اللاهثة:
- ريحة جسمك من غير أي برفان .. بتقتلني!!!
حاولت تحاوط ضهرُه العريض، و مسدت على شعرُه من ورا، و قالت بـ براءة:
- عايزة أجيب طفل يكون شبهك في كل حاجه يا آسر، شكل و طباع و أخلاق و حنيّة و كله!!
قال بهدوء:
- مش دلوقتي خالص موضوع الأطفال ده!!
قالت بإستغراب:
- ليه؟
رفع وشه ليه و مسح على شفتيها السُفلى بإبهامه:
- عشان عايزك مُتفرغة ليا أنا وبس، مش عايز حد يشغلك عني حتى لو الحد ده إبني!!
بصتلُه للحظات و همست:
- بس أنا عايزة بيبي منك!!
- مش دلوقتي يا حبيبتي!
- إمتى طيب؟
سألت بنبرة حزينة، فـ قال بهدوء:
- يعني .. سنة إو سنتين و نفكر في الموضوع ده!
شهقت بصدمة:
- سنتين!!! ليه يا آسر!!
- قولتلك ليه!
قال بضيق المرة دي و هو بيبعد عنها، فـ ضمت وجنتيه برفق وقالت:
- مين قالك يا حبيبي إني هنشغل عنك؟ أنا هبقى مُتفرغة ليه و ليك مش هيبقى في حياتي أغلى منكوا!!!
- أنا قولت لاء يا ليلى!!!
قال بصرامة، و بعد إيديها بهدوء و قام دخل الحمام، لبست ليلى قميصه و هي زعلانة جدًا، أخدت لبس من أوضة الملابس و طلعت برا الجناح و دخلت أوضة تانية و دخلت حمامها عشان تستحمّى!!
طلع آسر بعد شوية لافف الفوطة على خصره، دوّر بعينه عليها و مالقهاش، إستغرب و إتعصب، طلع من الأوضة ونادى عليها في الطُرقة إلا إن مافيش رد، دخل الأوضة اللي جنب الجناح لاقاها يادوبك لسه بتخرج بالفوطة من الحمام، إتصدم و قال:
- إيه اللي جايبك هنا؟
بصتلُه بضيق و بعدها بصت للأرض و هي ماسكة طرف الفوطة من فوق خشيةً من وقوعها وقالت:
- إنت شايف إيه؟
قرّب منها و بعد خصلة من شعرها كانت بتنقّط على جسمها وقال:
- شايف أحلى بنت في الدُنيا!!!
و كمل بس بنبرة قاطعة:
- متجيش هنا تاني، أومال حمامنا راح فين؟
قالت و هي بتبصله بضيق:
- إنت كُنت فيه
- و فيها إيه .. تيجي تستحمي معايا!!!
قال ببساطة فـ شهقت بحرج و وشها إحمر و قالت:
- لاء طبعًا، مقدرش!!
قال بإبتسامة على الخجل اللي بيعشقه منها:
- ليه؟ مش أنا جوزك حبيبك؟
- أيوا .. بس أنا بتكسف .. جدًا!
قالت و مجرد التخيل خلَّى وشها يجيب ألوان، فـ ضحك من قلبه و ضم راسها لصدره و قال بعد تنهيدة:
- ربنا يصبرني على كسوفك ده!
دفنت راسها في صدرُه بس لما إفتكرت موضوع الأطفال إدايقت شوية، إلا إنها قررت إنها مش هتفتحه تاني دلوقتي، بعدت عنه بخجل وقالت:
- طب إطلع برا عشان أغير!!
مسك إيديها وشدها وراه برفق وقال:
- تغيري في جناحنا، في أوضتنا مش هنا!!!
مشيت وراه وقالت بدهشة:
- إيه المشكلة هنا زي هناك!
- لاء!
قال بهدوء، و فتح باب الجناح و منه باب الأوضة!! و دخّلها أوضة تبديل الملابس و لبس هو لبسه برا!، طلعت و هي لابسة بيچامة بِرمودا و مسيبة شعرها، و هو كان لابس بنطلون قطن بس و بيتابع اللي حصل في القِسم بعد ما مشي عن طريق التليفون، قعدت قدام المراية بتحُط كريم على إيديها و رجليها و سامعاه بيقول بعصبية:
- يعني إيه مش عايز يعترف!!! ده مغتصب واحدة و معترفة عليه يعني القضية لابساه! طيب يا زياد سيبهولي و أنا بكرة هاجي و أشوف الموضوع ده!!
قفل التليفون بضيق و شتم في سرُه، فـ بصتلُه ليلى بحُزن وقالت:
- يا ساتر يارب .. إغتصاب؟! البنت دي أكيد متدمرة دلوقتي!
قعد على الكنبة و بصلها و هو بيقول بهدوء مُغاير تمامًا لإنفعاله اللي كان من دقيقتين:
- أكيد!
أفتكرت اللي كان بيحصلها في المشتشفى فـ قالت برجفة:
- ربنا يعينها! أوحش حاجه تحصل لأي بنت إن حاجة زي دي تتاخد غصب عنها!!
- تعالي!!
فتح دراعه اليمين ليها، فـ مشيت ناحيته و قعدت جنبه و في حضنه، مسح على شعرها برفق، فـ قال بإبتسامة:
- شخصيتك معايا بتختلف 180 درجة يا آسر ..!!
قال بحنان:
- مش مراتي .. و بنتي و حبيبتي، أكيد هيبقى ليها معاملة خاصة!
- حبيبي إنت!!
قالت بإبتسامة و هي بتبصلُه، فـ باس راسها و قال بهدوء:
- بما إن اليوم النهاردة هيبقى فاضي، فـ هننزل نحاول نعُك شوية و نعمل أكل، و بليل نتعشى برا!!!
- يلا!!
قالت و كلها حماس، و بعدين قالت بغرور:
- بس إيه نعُك دي! على فكرة أنا بعمل أكل حلو جدًا!
- أي حاجه منك حلوة!!!
قال و هو بيقرص دقنها، فـ إبتسمت و خدته من إيده و نزلوا تحت للمطبخ، آسر مشّى الخدم من المطبخ وقالهم يروقوا الڤيلا، فـ زقت ليلى آسر برفق على الكرسي و قالت بـ حماس حقيقي:
- خليك قاعد هنا و إتفرج!! و trust the process !!!
إبتسم و قال:
- وريني إبداعاتك!!
إبتدت فعلًا تطبخ بـ مهارة، فتحت ضرفة المطبخ اللي فوق و سابتها مفتوحة، و مخدتش بالها و هي بتعدي كانت راسها هتخبط في الضرفة إلا إنه قام إتنفض حط إيده على مقدمة راسها قبل ما تلمس الضرفة و ضم راسها بإيد واحدة لصدره و بالإيد التانية قفل الضرفة و هو بيقول:
- خلي بالك يا حبيبتي و على مهلك!!
بعدت راسها عنه، و بصتلُه بإبتسامة عاشقة و قالت:
- شُكرًا!!
باس راسها و سابها تكمل و قاعد مركز مع كل حركة بتعملها، خلصت الأكل وحطته قدامه على الطرابيزة، و قعدت جنبه، فـ قال بخبث:
- طب يعني كملي جميلك و أقعدي على رجلي!!!
- حاضر!!
قالت بإبتسامة، فـ إبتسم و قال:
- بعشق حاضر و هي طالعة منك من غير مُناهدة كدا!!
قامت و قعدت على رجله فعلًا، يمكن لإنها حقيقي إتعودت على ده، و إبتدت تأكلُه، أكلته أول لقمة و فضلت بصاله برهبة مستنية التقييم بفارغ الصبر، لحد ما قالها:
- حلو اوي، كل حاجه فيه مزبوطة!!!
- ألف هنا!!
قالت بفرحة فـ إبتدى هو كمان يأكلها، كان فيه شوية من الأكل على طرف شفايفها اللي تحت فـ بكل جراءة قرب شفايفُه و قبّل طرف شفايفها و خد منها الحتة دي، إتكسفت جدًا و قالت بخفوت:
- يا آسر!!!
- يا عيونه!!
قال بإبتسامة، فحاوطت رقبته و دفنت راسها في تجويف عنقه، فـ إتنهد و قال و هو بيمسح على ضهرها:
- والله شكل لا في مطاعم النهاردة و لا زفت!!
قالت و هي بتشدد على حضنه:
- ليه بقى؟
- عشان عايزك تبقي في حُضني على طول!!!
شالها بين إيديه و راح لـ جناحهم، دخل الأوضة و حطها على السرير فـ قالت:
- يعني مش هننزل؟
- تؤ!!
قال و هو بيفتح درج الكومود، و طلع شريط برشام و قالها بهدوء:
- أنا سالت دكتور صاحبي على برشام منع الحمل ميكونش ليه أي أعراض جانبية وقالي على ده!
بصتلُه بصدمة و قامت وقفت قدامه و هي بتقول و باصة للبرشام بصدمة:
- إنت .. إنت بتتكلم بجد؟! مين قالك أصلًا إني هاخده؟
قال بهدوء:
- متاخديهوش ليه؟
قالت و عينيها بتلمع بالدموع:
- عشان عايزه أخلف منك! عشان عايزه أبقى أم و عايزاك تبقى أب و هتبقى أحسن أب في الدُنيا!
قرّبت منه و حاوطت وجنتيه و قال برفق:
- آسر .. متعملش كدا، متحرمش نفسك و لا تحرمني من حاجه زي دي!!
بصلها للحظات و لأول مرة يحس بالضعف قدام دموع شخص، لأول مرة يحِس إنه متكتف قدامها بالشكل ده، أخد نفس عميق وحاوط وشها و هو بيمسح دموعها و قال بهدوء:
- ششش مش عايز أشوف دموعك دي!
و كمل و هو بيبعد عينيه عن عينيها:
- أنا مش مستعد أبقى أب دلوقتي! دي مسئولية و أنا مش أدها حاليًا وسط ظروف شُغلي دي!!
قالت و صوتها بيترعش:
- إنت أدها، أنا بقولك إنت هتبقى أحسن أب، و مش عشان إنت ظابط ميبقاش عندك ولاد يا آسر .. مش منطقي!
- ليلى!!
قال بضيق و هو بيبعد إيده عنها، و كمل:
- أنا قولت نأجل الخطوة دي! الموضوع خِلص!!
قال بعصبية، عصبية لإنه إكتشف أد إيه هو ضعيف قدام دموعها، و عصبية من إنها مُصممة، بصتلُه للحظات و كانت هتتحرك عشان تسيبه و تمشي، إلا إنه مسك دراعها و قال بضيق:
- لسه مخلصتش كلامي!
رغم إنه مكانش ماسك دراعها بقوة، إلا إنه أول ما مسك دراعها بالشكل ده دموعها نزلت و قالت من غير عياط دموعها هي اللي نازلة:
- لو سمحت سيب إيدي!!
- أنا قولت دموع لاء!
قال و هو بيشدها ناحيته و بيمسحلها دموعها، بصتلُه بتعب و إرهاق و قالت:
- طب ممكن .. تبعد عني؟
- و بعد ما أبعد؟
قال برفق و هو بيمسح على شعرها لـ ورا، غمَّضت عينيها و قالت:
- سيبني يا آسر!
- ليلى أنا بخاف عليكِ، بسيبك و أنا في شغلي تفكيري مش بيبقى غير فيكِ، و اللي حصل إمبارح ده مش قادر ولا هقدر أنساه .. تخيلي يحصل و كمان إنتِ معاكِ طفل! إفهميني يا ليلى!
بصتلُه بعدم إقتناع، إلا إنها قالت بهدوء:
- طب أنا مش عايزه أتكلم دلوقتي!
- و أنا عايز أنهي الموضوع ده دلوقتي!
قال بضيق، فـ قال بعصبية:
- مش هنهيه! عشان أنا مش موافقة!
- إنتِ بتعلي صوتك؟!
قال بتحذير، فـ بصتلُه للحظات وقالت بضيق:
- لاء!!
- تمام! إمشي دلوقتي!
قال بمُنتهى البرود عكس العصبية اللي جواه و اللي بيحاول جاهدًا يتحكم فيها، مشيت فعلًا من قدامه و راحت على الكنبة و نامت عليها، لما لاقاها كدا إتجنن و فقد آخر ذرة صبر كانت فيه فـ صاح فيها بعصبية:
- أســمــيـه إيـه ده يـعـنـي؟!!!
إنتفض جسدها بخوف و بصتلُه و قالت برهبة:
- هو .. إيه؟!
- قومي نامي على السرير!!!
قال بحدة!! فـ ضمت رجليها لـ صدرها و قالت بصوت خافت:
- عايزه أنام هنا!!!
- لــيــلـى!!!
إنتفض جسمها بس متحركتش، فـ مشي ناحيتها بمُنتهى العصبية و من خوفها غطت راسها بـ وشها و هي فاكرة إنه جاي يمد إيده عليها، إتشمر مكانه لما شافها بتغطي راسها بإيديها بخوف، قطب حاجبيه و أخد نفس عميق، و نزل على ركبته قدامها مسك إيديها و بعدها عن وشها بهدوء فـ بصتلُه و عينيها كلها خوف، حَس بـ غصة في قلبه و هو عايز بأسرع وقت يمحي نظرة الخوف اللي في عينيها دي، مسح على شعرها و رجعُه لـ ورا، و قال بصوته الأجش:
- ليه؟
مرّدتش، فـ مسك إيديها و فتحها و قبّل باطنها بحنان، و قال بهدوء:
- ليه نظرة الخوف دي؟ خايفة مني؟
مسح على خدها و قال بلُطف:
- أنا كنت عايزك تنامي في حُضني، مش عايز أنام على السرير غير و إنتِ فيه!! بس مادام إنتِ عادي بالنسبالك تنامي و أنا مش جنبك .. فـ هسيبك براحتك يا ليلى!!
و قام .. ضلِم الأوضة و راح ناحية السرير و نام عليه و بعد دقايق حَس بإيد بتحاوط خصره من ورا، و مقرّبة جسمها من ضهره، لفِلها و خدها في حضنه و هو بيغلغل أناملُه في شعرها و بيبوس راسها و هو مبتسم لإنه كان متأكد إنها هتيجي وراه و إلا كان نيّمها غصب عنها في حضنه من الأول! مال عليها لما نامت و قبّل شفتيها بحُب و بِعد بَعد ثواني و فضل يتأملها لحد ما راح في النوم!