رواية سجينتى الحسناء الفصل الخامس و الاربعون45والاخير بقلم اسماء عادل


 

  رواية سجينتى الحسناء الفصل الخامس و الاربعون و الاخير بقلم اسماء عادل

ان المرء يكون اقرب الى الحقيقة حين يكون غبياً ، ان الغباء يمضي نحو الهدف رأساً ، الغباء بساطة و إيجاز ، اما الذكاء فمكر و مخاتلة .

إن الفكر الذكي فاجرٌ فاسد ، اما الغباء فمستقيم شريف ، لقد شرحت لك يأسي ، و على قدر ما يكون الشرح غبياً يكون الأمر افضل فى نظري .

فيودور دوستويفسكي ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انطلق كالصاعقه دون انتظار احداً ان يتبعه و دلف سيارته يقودها بتهور و تبعه البقيه بتخوف و رهبه من شكله المخيف حتى استطاع عماد ان يعترض سيارته و انزله منها و ردد بمهادنه :
_ اهدى يا سيف ، انت عارف انها عندها استعداد تضحى بنفسها عشانك .

زئر بغضب اهوج :
_ تضحى بحياتها مش بنفسها ، هى رايحه تضحى بايه يا عماد دلوقتى ؟

ربت عليه يهدئه هاتفاً :
_ اكيد رايحه تتكلم معاه بالعقل و ...

صرخ يقاطعه مبعدا اياه عن طريقه :
_ ابعد عربيتك يا بنى ادم عشان الحقها .

وصل وائل برفقه البقيه فتصدوا له جميعا و وقفوا له بالمرصاد حتى لا يتهور فاقترب منه وائل ماداً ساعده و ردد :
_ هنسيبك بس بشرط .

رمقه بنظره غاضبه و صرخ به :
_ انت السبب ، انت اللى عرفتها طريقه .... لو اى حاجه حصلت انا هحملك المسئوليه كامله ، بقولكم ابعدو عن طريقى .

اقترب طلعت و ردد بصوت رزين :
_ ماشى يا سيف ، و كلنا جايين معاك ... بس هات سلاحك خليه معايا .

حاول اﻻعتراض و لكنه راى التصميم بعين والده فاخرج سلاحه من مخدعه و ناوله اياه و دلف من جديد لسيارته و ركب عماد الى جواره و تبعه البقيه لموقع الفندق .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فى نفس الوقت بدء شهاب بتوزيع قبلاته على وجهها و لكنها شعرت باحتراق بشرتها من لمساته فانتفض جسدها بين احضانه و حاولت التملص منه و ابعاده عنها و دفعه بعيدا بكل قوتها و هى تصرخ و تتضرع له برجاء :
_ ابوس ايدك سيبنى ، حرام عليك اللى بتعمله ده ... ابعد عنى .

لم يستمع لها و ظل على حالته المنتشيه و هى تصرخ و تدفعه بعيدا بكل قوتها ، حتى وصل سيف و من معه على اعتاب باب الجناح فاستمعوا من الخارج لصراخها المتوسل :
_ ابعد بقولك حرام عليك ... سيبنى سيبنى .

دفع سيف الباب بجسده فانكسر ليجد امامه ذلك المشهد الذى زعزعه و انهى تماسكه الزائف و هى بداخل احضان ذلك الذئب فعاد خطوه للوراء سامحاً لعماد و وائل بالدخول و رؤيتهما للجثه الملقاه على اﻻرض فاستل وائل سلاحه و رفعه بوجه شهاب و ردد :
_ اقف عندك .. ارفع ايدك فوق راسك و انزل على اﻻرض ، حالا و اﻻ هضرب فى المليان .

فعل شهاب بعد ان ترك دارين التى دخلت بحاله من الجمود و دارت بينها و بين سيف حرب نظرات و لكنها كانت من نوع آخر ، من النوع المعاتب فقوس فمه بحزن و خذلان و خرج يستند بجسده على الحائط الخارجى للجناح و اخرج علبه سجائره و اشعل واحده و تنفس دخانها بعمق و اشتم عبقها ليشبع به صدره المتقد بنيران حارقه و ظل يتنفس بحده غير مباليا لما يحدث بالداخل .

على الجانب اﻻخر ظلت تبكى و تنتحب بشهقات عاليه و متتاليه فإقترب منها طلعت ينظر لها بحزن و ردد بصوت هامس :
_ ايه بس اللى جابك هنا ؟ 

لم تجيب و ظلت على حالتها الواهنه تريد الخروج للتحدث معه و ربما تفسير موقفها و لكن اوقفها طلعت بإمساكها من يدها و بحركه رافضه من رأسه هاتفا بتحذير :
_ بلاش دلوقتى يا بنتى ، مش ضامن رد فعله ممكن يكون ايه ؟

ظل وائل واقفا امام شهاب الجاثياً على اﻻرض فرفع اﻻخير بصره و ردد بثقه و غرور :
_ ممكن اعرف انتو هنا ليه ؟ و مش من حقكم تدخلو الجناح بتاعى و بأى تهمه مثبتنى كده ؟

نظر له وائل بنظره غل و كره و ردد بصوت غاضب :
_ لو من ناحيه التهم فهى كتير اوى يا شهاب بيه ، تحب اعدهالك ؟ محاوله اختطاف و اغتصاب انثى و جريمه قتل و ....

قاطعه و هو يردد بغضب :
_ اسمع يا حضره الظابط ، ولا تهمه من دى لبسانى .. انت فاهم لان هى هنا بمزاجها و القتيل ده مش انا اللى قتلته .

صرخت به دارين بانهيار :
_ حرام بقا كفايه .

حاول طلعت اثناءها عن اﻻقتراب منه فحال بجسده بينها و بينه و ردد :
_ اهدى يا بنتى مش كده .

بكت بحرقه و رددت من بين لهاثها الباكى :
_ قتله بسلاح سيف .

لم يعى طلعت تماماً ما قالت فأعادت عليه اﻻمر تكرره مراراً و تكراراً و كأنها رساله مسجله :
_ قتله بسلاح سيف ، قتله بسلاح سيف .

استمع سيف من الخارج لبكاءها و اعترافها بأخذها لسلاحه عندما سألها والده :
_ و ايه اللى وصل سلاح سيف ليه ؟

اجابته بحرقه :
_ انا ... كنت جايه اقتله عشان اريح الناس من شره ، بس هو قتل الجارد بتاعه بسلاح سيف و هددنى انه هيلبسهاله .

سمعوا ضحكات سيف العاليه و الساخره مما يستمع له و هو يحرك رأسه باستسلام من تصرفاتها الغبيه فاقترب وائل و انحنى بجوار الجثه و امسك السلاح بقطعه من القماش حتى لا ينطبع عليها البصمات و خرج يقف امام سيف يسأله باهتمام :
_ سلاحك ده يا سيف ؟

اخذه منه وسط رفض وائل هاتفاً بتحذير :
_ يا بنى البصمات .

ضحك بسخريه و ردد بتأكيد :
_ هو سلاحى يا وائل ... شفت بقا ايه اللى بيحصل لما انت بتشغل عقلك ؟ جبت اغبى مخلوقه على وجه اﻻرض عشان تساعدك فبدل ما تكحلها عميتها و لبستنى قضيه .

حاول التحدث معه و تهدئته و لكن صوت دوى رصاصه خرجت جعلتهم جميعاً يهرعوا للداخل مجددا فوجدوا اللواء حامد و قد اطلق النار على شهاب ارداه قتيلاً .

دام الصمت للحظات حتى قطعه وائل هادراً بحامد :
_ ايه اللى عملته ده ؟ انت كده مفكر نفسك خرجت منها زى الشعره من العجين ؟

اجاب اﻻول مفسرا :
_ انتو مش كنتو عايزين انى احلها !! ادينى حلتها ، عايزين منى ايه تانى ؟

صاح وائل بغضب :
_ انت كده حلتها !!! انت كده لبست سيف .

رد سيف بحزم :
_ و لا لبسنى و لا حاجه ، السلاح بتاعى تسعه ملم و اراهنك ان سلاح الحارس زيه لان ده السلاح المعتمد للحراسات .

رفع وائل حاجبه و ردد بدهشه :
_ يا بنى سلاحك ميرى يعنى الطلقه ميرى .

ضحك سيف بسخريه و اخرج السلاح من خصره مخرجا منه خزنته و ردد :
_ الخزنه دى مش ميرى لانى كنت بدرب بيه ، يعنى ببساطه نبدل الخزنتين و تبقا خلصت .

لم يفهمه فتسائل بصمت ليجيب عليه اﻻول :
_ يعنى شهاب قاوم و ضرب علينا نار جت فى الحارس بتاعه و اللوا حامد ضربه دفاعاً عن النفس .

اماء وائل و ردد :
_ ايوه برده اقتحمنا المكان و قاومنا باى تهمه ؟

ردد حامد :
_ التحريات اللى عندنا كلها ضده و بسيطه اننا نثبت انه خطف دارين ...

لم يكمل حديثه فقاطعه سيف :
_ لا ، انتو تخرجوها بره الليله دى خالص .

ردد وائل :
_ بس كاميرات المراقبه ..

و قبل ان يقاطعه سيف كانت هى تتحدث :
_ هو بعت واحد من رجالته يمسحها .

اماء دون النظر لها و ردد بصوت حاد :
_ اهو سهلها علينا ، بس ده معناه ان فى حارس تانى ...

عادت تقاطعه :
_ كان خايف و مرعوب بعد ما قتل زميله و اكيد هرب .

رمقها على الفور بنظره حاده فحاولت اﻻقتراب منه و لكنه اوقفها برفع يده امامها رافضا اقترابها فتراجعت كما كانت ليردد هو بحزم :
_ دلوقتى ابعت هات قوه و ظبط تحرياتك عشان القضيه ، و احنا لازم نمشى من هنا عشان منبوظش مسرح الجريمه .

اماء الجميع بطاعه فرمقها بنظره بمعنى هيا بنا و لكن اوقفه والده ممسكاً بذراعه و همس له :
_ سيف ... تعالى عايزك .

اخرج مفاتيحه من جيبه و ناولها اياه و ردد بصوت اجش :
_ استنينى فى العربيه .

انتظر والده ان يحدثه فردد اﻻول :
_ بس مش غريبه ان محدش من الفندق لا جه و لا حس بحاجه ؟

اجاب سيف معللاً :
_ اكيد الدور فاضى او هو اللى مفضيه .

اماء بتفهم و عاد يحدثه بمهادنه :
_ طيب انا عايزك تهدى و تتصرف بعقل ، انت فاهم انها ...

قاطعه برفع يده و ردد باستنكار :
_ بابا من فضلك ، انا مش عايز كلام فى الموضوع ده .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كنتُ أظُن أنّ الذي يحبُّني سيحبُني حتى وأنا غارقٌ في ظلامي، حتى وأنا ممتلئ بالندوب النفسية، حتى وأنا عاجزٌ عن حُب نفسي، سيحبُني رغمًا عن هذا، ولكن لا، فلا أحد يخاطر ويُدخِل يدهُ في جُب البئر، الظلام لنا وحدنا.

- أحمد خالد توفيق .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انتظرته و طال انتظارها حتى رأته يقترب من السياره و دلف بصمت و امسك بحزام اﻻمان رابطاً اياه على خصره ففعلت بالمثل و نظرت له بترقب ان يحدثها و لكنه مد راحته و ردد بجمود :
_ هاتى المفتاح .

ناولته اياه فوضعه بمكانه و شغل محرك السياره منطلقا بها و هى صامته لا تعرف ماذا سيكون رده فعله على غلطتها و تدعو ربها ان يتفهم موقفها بالرغم من علمها مدى خطأها .

وصل لوجهته و اوقف محرك السياره فوجدته قد احضرها لمنزل والديها فرددت بتلعثم :
_ انت جايبنى هنا ليه ؟

تنفس عميقا و ظلت انفاسه تعلو و تهبط مع حركه قفصه الصدرى بغضب و ردد بهدوء غير مناسب لحاله جسده المتحفز :
_ انزلى .

بكت و انتحبت هاتفه بتوسل :
_ طيب اسمعنى انا ...

قاطعها بحده و صوت اجش :
_ قولتلك انزلى .

توسلته و ترجته هاتفه :
_ انا عارفه انى غلطت بس انااا ....

قاطعها بنظره حارقه و زئير غاضب :
_ انتى طالق ، و انزلى قبل ما افقد اعصابى .

شلتها الصدمه للحظه توقف فيها عقلها عن التفكير و ظلت صامته فردد هو بضيق :
_ بلغى اهلك  ده لو بتعمليلهم حساب هما كمان انى جاى بالليل بالمأذون ، بس اخلص المصايب اللى حطتينى فيها .

اغلقت عينها و انهمرت عبراتها و هى مطرقه رأسها فصاح مجددا :
_ بقولك انزلى .

فعلت على الفور لينطلق بسيارته بسرعه جنونيه و وقفت هى حائره شارده بذهنها توبخ نفسها على تهورها و انسياقها وراء تفكيرها الغبى الذى اوقعها لاكثر من مره فى كوراث لا حصر لها .

صعدت لمنزل والديها فاستقبلتها فدوى بذعر ضاربه على صدرها من منظرها المبعثر و هتفت :
_ انا كنت متأكده انك مجيك الصبح كده فيها ان ، ايه اللى حصل ؟

ارتمت باحضانها باكيه بانهيار و رددت :
_ خلاص يا ماما ، خسرت كل حاجه ... خسرت سيف و عمره ما هيرجعلى تانى ابدا .

سحبتها بهدوء و رويه لتفهم منها اﻻمر و اجلستها على اﻻريكه و جلست بجوارها هاتفه :
_ براحه بس و فهمينى ايه اللى حصل ؟

قصت عليها اﻻمر ففزعت فدوى مما سمعته و ضربت صدرها بخضه هاتفه :
_ يا لهوى يا دارين ، ايه اللى دخلك فى مصيبه زى كده ؟ انتى يا بنتى بتنعكشى على الهم بمنكاش !

مسحت عبراتها و تحدثت بحزن :
_ ملوش لازمه الكلام يا ماما ، اتصلى ب بابا خليه ييجى هو و جمال عشان سيف جاى بالليل هو و المأذون .

ربتت على كتفها تهدئها هاتفه :
_ متقلقيش ، سيف بيحبك و اكيد هيهدى لحد بالليل ...

قاطعتها بصراخ باكى و نادم :
_ سيف طلقنى خلاص يا ماما ، طلقنى :

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ذهب لعمله و هو يشعر بالعالم و قد تهدمت اسواره من حوله و اصبح قاب قوسين على اﻻنهيار فوق رأسه ، دلف مكتب المأمور و جلس باجهاد واضح فتفهم الاخير حالته فيبدو ان عماد قد اخبره بتفاصيل ما حدث ليقرر اﻻنتظار حتى يتحدث هو بالاول .

قطع صمته بتنهيده متعبه و ردد بصوت جاهد ليخرج قويا :
_ عرفت ان اللوا حامد هو اللى كان بيوصل اﻻخبار لشهاب ؟

اماء معقباً : 
_ عرفت كل حاجه و بلغت وزير الداخليه بكل التفاصيل و هو مستنى بس نخلص قضيه القتل بتاعه شهاب و الحارس بتاعه و بعدها هيتعامل معاه .

رفع بصره و سأله :
_ اللى زى ده لو فضل فى الداخليه ....

قاطعه المأمور مؤكداً :
_ اكيد مش هيفضل ، متقلقش .

تنهد ببطئ و اطرق رأسه لاسفل فردد المأمور يسأله بحيره :
_ انت ناوى على ايه ؟

لم يستوعب انه يسأله عن حياته الخاصه فاجابه بعمليه :
_ انا بره الموضوع اصلاً ، لو وائل بس ميتصرفش بغباء كعادته القضيه هتتقفل من غير مصايب .

اماء المأمور و لم يعلق عليه لتخوفه من إثارته فهو لم يسبق ان رأه بتلك الحاله ليردد باﻻخير :
_ لو عايز تاخد اجازه و تروح اهو عماد على وصول يحل مكانك !

ابتلع بغصه مؤلمه و اماء بصمت و غادر متوجها لمنزل والديه حتى ينفذ قراره الذى اتخذه و نفذه بالفعل .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وصل والدها و اخيها و زوجته بعد ان ابلغتهم فدوى بما حدث فتركا اعمالهما و اتيا بتعجل و جلس هشام محنياً رأسه بانكسار و هتف منتحباً بحزن : 
_ حطتينا فى موقف لا نقدر نغلطه انه طلقك فى الشارع و لا نقدر نصلح ما بينكم  ، انا مش فاهم عقلك كان فين ؟

لم تجيب لشعورها بالوهن و اﻻنكسار فظلت صامته و هى تُوبَخ من والدها :
_ واحده رايحه برجلها لواحد عايزها تزنى معاه ! و كنتى متخيله ايه اللى هيحصل ؟

اجابته و هى تحاول التماسك :
_ كنت رايحه اقتله ، بس هو ...

قاطعها هشام بحده :
_ رايحه تقتليه ؟ هو القتل بالساهل كده ؟ انتى فاكره انك لو حتى وقفتى قدامه و رفعتى المسدس فى وشه كنتى هتقدرى تقتلى ؟ القتل ده عايز ناس تانيه بدم بارد و انتى مكنتيش هتقدرى تعمليها .

اعقب عليه جمال :
_ و حتى لو كنتى قدرتى تقتليه ! كان وضعك و وضع سيف هيكون ايه ساعتها ؟ فهمينى ؟ 

انتظرها ان تجيبه و لكنها كانت غارقه بحزنها فاستطرد :
_ كنتى هتتسجنى و يمكن توصل للاعدام ، و سيف بمركزه ده كان هيبقا معاون السجن اللى مراته محبوسه فيه !! انتى متخليه الوضع كان هيبقا عامل ازاى ؟

تدخل هشام معقباً :
_ ده لو مكانش الحارس بتاعه قتلها قبل كل ده عشان يحمى الراجل بتاعه .

ازدادت نوبه بكاءها فهتفت ليلى بحده :
_ يا جماعه خلاص بقا براحه عليها ، هى كانت محطوطه تحت ضغط ربنا العالم بيه ، و حتى لو اتصرفت غلط فده بدافع حبها ليه ...

قاطعها جمال بصياح :
_ مفيش راجل هيقبل على نفسه المنظر اللى شافها بيه ابدا يا ليلى ، حتى لو عارف انه بيهددها و خصوصاً انه اكتر من مره يقولها خليكى بره الموضوع .

هتفت اخيراً بعد طول صمت :
_ ما هو صاحبه هو اللى كلمنى و قالى ان انا الوحيده اللى هقدر انقذ سيف ...

قاطعها بغضب
_ و صاحبه ده غلطان ، بس انتى اللى كان مفروض تكبرى جوزك يا دارين و تقوليله على كل حاجه و هو يتصرف ، لكن انتى لغتيه .

قطع حديثهم معا رنين جرس الباب فنظروا لبعضهم البعض و ردد جمال بحزم :
_ ادخلو انتو جوه ، خلينى اتكلم معاه انا و بابا بس .

فعلت سيدات المنزل ما امرهن به و فتح الباب ليجد سيف و معه والده و المأذون فاعقد حاجبيه فيبدو انه قد اتخذ قراره و ليس كما ظن انها لحظه غضب .

رحب بهم و ادخلهم ففتح المأذون دفتره على الفور و ردد :
_ عايز البطايق لو سمحتم .

نظر جمال لسيف و ردد بخفوت و حرج
_ انت اخدت قرارك خلاص ؟

نظر له اﻻخر بغضب و هتف :
_ انا طلقتها خلاص يا جمال ، اللى بينا انتهى لحد كده .

اعقب عليه بحزن :
_ بس المفروض انت عارف هى ليه عملت كده ؟

انتفض سيف من مكانه و ردد و هو يشير بسبابته امامه لجمال المتعجب من شكله :
_ غلطها مش مقبول مهما كانت الدوافع نبيله زى ما بتقول فالطريقه غلط ، و بعدين انا مش عايز كلام فى تفاصيل خلاص اللى حصل حصل و لو على حقوقها فأنا ...

قاطعه هشام بحده :
_ يا بنى انت ليه بتصغرنا كده ؟ احنا اتكلمنا فى حاجه و لا طلبنا منك حاجه ؟

اجابه بتوضيح :
_ الحق ميزعلش حد ... هى ليها حقوق عندى و انا هديهالها كامله .

ابتسم هشام بمرار و اماء بصمت و ردد جمال معترضاً :
_ معتقدتش انها هتقبل تاخد منك حاجه يا سيف !

ابتلع لعابه و بلل شفتيه و ردد بوجل :
_ لو هتعارضنى فى ده كمان فساعتها مش هتعب نفسى فى الجدال مع حد ... من اﻻساس اختك معترفتش بوجودى فى حياتها و لو فضلت على طريقتها حتى و احنا فى النهايه فأنا مش هجادل خلاص براحتها .

ارتمى على المقعد و نظر للمأذون مردداً باجهاد ة
_ خلص يا شيخ اﻻجراءات .

انهى المأذون كتابه اﻻوراق و ردد بجديه :
_ امضى هنا يا باشا .

اقبل عليه و انحنى ليوقع قسيمه الطاق و تحدث المأذون هاتفا :
_ فين الزوجه عشان توقع هى كمان ؟

استدعاها لتلج للخارج و عيونها حمراء من كثره البكاء مطرقه رأسها لاسفل و اقتربت بتمهل للمأذون و انحنت تنظر للاوراق فوجدت توقيعه اسفل قسيمه الطلاق ، فاغلقت عينها بأسى و حزن و نزلت عبراتها رغما عنها على وجنتيها و امسكت بالقلم و وقعت هى اﻻخرى ، و قبل ان تغادر استمعت له يردد بجديه و هو يُخرج مفاتيحه من جيب سترته الميرى :
_ مفتاح الشقه خليه معاكى لحد العّده ما تخلص و تنزلى العفش .

انتظر ان تمد يدها لاخذه و لكنها ظلت مطرقه رأسها لاسفل فتقدم جمال و اخذه منه و ردد :
_ تمام يا سيف .

هندم بدلته و استعد للمغادره و لكنه التفت و ردد بجمود :
_ فى الشرع من اﻻفضل انها تفضل فى بيت الزوجيه و متخرجش منه ، بس طبعا ده لو هى عايزه تنفذ الشرع و انا كده كده مش هفضل فى الشقه هروح اقعد فى شقتى القديمه .

اجابه هشام بتحفز
_ بس انا مش حابب اسيب بنتى عايشه لوحدها و خصوصاً انك عارف ظروفها الصحيه ، و الشرع بيقول كده للزوجين مش للزوجه بس ، لعل و عسى يبقا فى اصلاح ... و طالما انت مش موجود يبقا خليها وسطنا افضل .

سحب شهيقا بعمق و اماء موافقا و لكنه اكد عليهم :
_ اوكى بس يا ريت متنسوش ان لحد عدتها ما تخلص هى لسه على اسمى و على ذمتى يعنى مش عايز تجاوزات ...

قاطعه هشام بغضب :
_ عيب كده يا بنى انت كده بتشتمنا .

رد عليه متنفسا بغضب :
_ لا ابدا ، انا بس بعرفكم حاجات ممكن تكون تايهه عنكم .

غادر برفقه والده الذى لم يتحدث بكلمه واحده طوال جلستهما ليهدر به فور ان دلفا للسياره معاً :
_ انا فضلت ساكت عشان مصغركش قدامهم ، بس كان عندى امل انك تتراجع و متكبرش الموضوع للدرجه دى .

قاد سيارته باتجاه منزل والديه و اجابه بحزن خيم على ملامحه :
_ خلاص يا بابا الكلام مبقاش ليه لازمه ، كل واحد راح لحاله .

نظر امامه للطريق و اكمل :
_ يمكن كده احسن ليا و ليها ؟ بالرغم من اننا حبينا بعض ، لكن كنا تعبانين مع بعض اوى ... و خلاص القصه خلصت لحد هنا .

حرك والده رأسه باستسلام و حزن على حال نجله البكرى و ما آلت اليه حياته من مصائب اوصلته لحاله اليأس التى يعاصرها اﻵن .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور شهر ..

دلفت مكتبه بابتسامه سعيده فبادلها بابتسامه منمقه و اشار لها بالجلوس امامه و ردد :
_ مبرك البراءه يا نور .

اجابته بامتنان :
_ كله بفضل ربنا و مساعدتك ليا يا سيف باشا .

اماء براسه بحركات متتاليه و ردد بتأكيد :
_ انتى بنت كويسه و ظابط شاطر جدا و تستحقى الشهاده اللى الواحد شهدها فى حقك ، و لولا تدخل وزير الداخليه فى القضيه بتاعتك عشان يعوضنا اللى حصل فى قضيه شهاب البدراوى كان ممكن تاخدى حكم لا قدر الله .

اسندت يدها امامها على المكتب و رددت بتأكيد :
_ كله خير من عند ربنا يا فندم ، بس فعلا مش مصدقه اللى حصل ... ازاى اللوا حامد يقدم استقالته ؟ و وائل بيه يتنقل الصعيد !! تحس ان القضيه دى فيها إنّ .

لم يعقب و يخبرها بملابسات القضيه لسريتها و لكنه حاول تغيير الاجواء قليلا فردد بمزاح :
_ يا ستى سيبك من الكلام اللى يحرق الدم و خلينا فى المهم .

انتبهت حواسها لحديثه فردد بتأكيد :
_ عماد بيخلص اجراءات اﻻفراج و ان شاء الله بكره بالكتير تكونى فى حضن مامتك ، و كلها كام يوم و ترجعى تستلمى شغلك تانى ، بس زى ما اتفقنا انك هتتحولى لاعمال مكتبيه .

اماءت بابتسامه مرحه عندما استطرد :
_ و عماد بيه ماشى فى اجراءات نقلك عشان تشتغلى هنا فى سجن النسا .

اتسعت بسمتها عندما هتف :
_ مش قادر على بعادك يا ستى ، عايزك قدامه ليل نهار هنا و فى البيت .

اطرقت رأسها بخجل من تلميحه و لكنه لم يهتم و اكمل :
_ انا طبعا معزوم على الفرح ؟

رفعت وجهها تنظر له و رددت برجاء و توسل :
_ حضرتك انا كنت عايزه طلب بس ...

صمتت ليحثها على المواصله فاستطردت
_ تبقا وكيلى ، حضرتك عارف ان بابا الله يرحمه كان بيعتبرك ابنه و انا مليش حد غيرك فلو يعنى ...

قاطعها متحركا من مكانه و متجها لها و انحنى بالقرب منها يربت على كتفها بدعم و تأكيد هاتفا :
_ طبعا ، من غير ما تقولى يا نور ..ده شرف ليا .

شكرته بحماس و وقفت استعداداً للمغادره فى نفس لحظه دخول عماد بمرح و مزاح مرددا :
_ خلصت ورق اﻻفراج ، تعالى بقا نطلع من هنا على اقرب مأذون .

ضحك سيف و ردد بتحذير :
_ ولد .. اتأدب و انت بتتكلم ، كل حاجه هتتعمل بالاصول مش سلق بيض هو .

رفع حاجبه اﻻيسر بدهشه من حديثه فاعقب اﻻول بتحفيز :
_ انا حماك يا بغل و لا انت معندكش خبر ؟

انعقدت حاجبيه بتوتر ففسرت له نور اﻻمر :
_ انا طلبت سيف باشا يبقا وكيلى .
ابتسم و وافق فوراً و هو يقترب من رفيقه يحتضنه هاتفا بموده :
_ طبعا ، اخويا و حبيبى .

ربت سيف على كتفه متمنياً له دوام السعاده و الفرح ليخرجا معا و يظل هو بمفرده جالساً على مكتبه ، فامسك هاتفه و فتح معرض الصور ليتصفح صورها التى تملؤه ناظراً لها باشتياق .

اغلق عينيه ليسترجع بعض ذكرياتهما السعيده معا و ضحكاتها و طفولتها فتنهد باسى و حدث نفسه بحزن :
_ يا ترى اللى عملته كان صح و لا تسرع منى زى ما الكل بيقول ؟ بس شكلها و هى فى حضن الكلب ده مش عايز يروح من بالى !!

سحب شهيقا بعمق و زفره ببطئ و امسك اﻻوراق التى امامه ليلهى نفسه بالعمل حتى يستطيع ان ينسى او بالمعنى اﻻدق ان يتناسى .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

قابعه بغرفتها ممتنعه عن اظهار اى ملامح للحياه منذ ثلاثين يوميا لم تتوقف عن البكاء بانهيار ، تهرب من الواقع بالنوم و رغما عنها تشعر دائما بالخمول و النعاس فتقضى معظم يومها نائمه و الباقى من اليوم تقضيه ما بين رفض الطعام المقدم لها او رفض التحدث مع اى فرد من افراد عائلتها ، اﻻ ليلى و نيللى اللتان لم تتركاها بمفردها منذ ذلك اليوم المشئوم ناهيك عن محاولات نيللى المضنيه بالصلح بينهما و لكن باءت كل محاولاتها بالفشل بسبب رفض الطرف اﻻخر اﻻ و هو سيف من التحدث باﻻمر باﻻساس .

دلفتا بمرح زائف للمره التى لا تُحصى كمحاوله بائسه اخرى لاخراجها مما هى فيه فهتفت نيللى بصياح ممازح :
_ قومى يا كسلانه بقا .

اعتدلت فى نومتها و رددت بتذمر :
_ اطفى النور و امشى .

لتتبعها ليلى هاتفه برجاء :
_ انهارده عيد ميلاد جمال يا ديدو ، قومى عشان نجهز البيت و الزينه سوا .

عادت للنوم واضعه الوساده فوق رأسها لتمنع اذنها من اﻻستماع اليهما فسحبتها نيللى رغما عنها هاتفه بحده طفيفه :
_ بلاش غلاسه ، انتى مردتيش تنزلى تشترى معانا حاجات العيد ميلاد ، على اﻻقل قومى ساعدينا فى تركيبها !

بكت مجددا فاحتضنتها ليلى تربت على ظهرها هاتفه بحزن :
_ انسى بقا يا دارين و عيشى حياتك .

رفعت وجهها الباكى تنظر لها و تردد بقهر :
_ و هو سيف يتنسى برده يا ليلى ؟

احتدت نبرتها هاتفه :
_ هو اللى اختار يا دارين ...

قاطعتها هاتفه ببكاء :
_ انا اللى غلطت و اى راجل مكانه كان هيتصرف كده ، انا مش مغلطاه بس ...

صمتت و بكت بحرقه لتكمل :
_ بس وحشنى اوى اوى ، و كل ما الوقت بيعدى بيوحشنى اكتر .

مسحت عبراتها و تربعت على الفراش بجسدها هاتفه :
_ عارفه ان ساعات بشم ريحته حواليا ، و انا نايمه بحس بدفا حضنه ... وحشنى اوى .

احتضنتها اكثر و حاولت اخراجها عما هى فيه فرددت بحزم :
_ طيب قومى بقا ساعدينا عشان نخلص قبل ما اخوكى يرجع من الشغل ، خلينا نعمله مفاجأه حلوه و اوعدك بالليل هنام معاكى و نعيط سوا للصبح .

ضحكت رغما عنها من مزاحها فضحكتا كل من نيللى و ليلى و وقفن ثلاثتهن استعداداً لتجهيز زينه الحفل ، ظللن يُزين المنزل حتى دلفت فدوى هاتفه بفرحه :
_ ما شاء الله يا بنات ، البيت بقا شكله يفرح .

نزلت نيللى من اعلى المقعد الذى كانت تقف عليه لتعلق الزينه و رددت بمرح :
_ اعمليلنا اى حاجه تتشرب يا طنط احسن تعبنا اوى .

وافقت بايماءه طفيفه مردده :
_ يا سلام ، بس كده ؟

قبل ان تخرج استمعن لصوت ارتطام حاد التفتن على اثره ليجدن دارين و قد سقطت ارضا مغشيا عليها فصرخت فدوى بذعر :
_ بنتى ... دارين !

هرعن ثلاثتهن ناحيتها لحملها و وضعها لاقرب اريكه و ارحنها عليها ، و بدءت ليلى بسكب المياه على وجهها فى محاوله لافاقتها وسط نحيب فدوى فهتفت نيللى مطمأنه :
_ متقلقيش يا طنط ، تلاقيها بس من قله اﻻكل ما ت
انتى عارفه ان اكلتها قليله اوى .

بكت و ضربت على فخذيها بحزن :
_ يا قهرتى عليكى يا بنتى ، ربنا يجازى اللى كان السبب .

فاقت من اغماءتها تردد بخفوت :
_ انا كويسه متخافوش .

احتضنتها والدتها بلهفه ام حزينه على ابنتها و رددت برجاء :
_ عشان خاطرى يا بنتى ، انا قلبى مخلوع عليكى حرام كده .

اعتدلت بجسدها فحاولت نيللى منعها هاتفه :
_ طيب براحه .

هتفت موضحه :
_ انا دوخت من قله الحركه و كتر النوم .

لتعقب عليها ليلى :
_ و قله اﻻكل يا دارين .

سحبت نفسا عميقا و طردته هاتفه بحزن :
_ خلاص بقا متكبروش الموضوع .

عدن لتجهيز الزينه فتنحت نيللى للجانب و هاتفت سعد الدين تخبره بحاله داين الواهنه و ترجوه المساعده :
_ حاول معاه تانى يا سعد عشان خاطرى ، دى بتموت .

اجابها بنفاذ صبر :
_ يا نيللى خلاص ، هو مش قابل اى كلام ... هروح اقول له ايه بس ؟

اخرجت زفره حانقه و هتفت ترجوه :
_ طيب هات دكتور و تعالى نطمن عليها ، انا مش مطمنه .. شكلها تعبان اوى و وشها دبلان .

ردد بتفسير :
_ طبيعى طالما مش بتاكل .

زفرت بضيق و هتفت بحده
_ يا سعد اعمل اللى بقولك عليه ، هو كل حاجه لازم جدال ؟

وافق مستسلما لها فهو يعلمها جيدا ان ما وضعت امرا ما برأسها فستقوم بتنفيذه مهما كلفها اﻻمر .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلف منزل والديه بعد يوم طويل و شاق و ارتمى على اﻻريكه الموجوده بالصاله فاقتربت منه والدته تربت عليه هاتفه بسؤال :
_ احطلك تاكل ؟

رفض و هو يردد :
_ انا محتاج انام شويه عشان ورايا كام مشوار بالليل .

جلست بجواره و ربتت عليه تردد :
_ مش ناوى ترد مراتك ؟

شعر باختناق فاعتدل بجسده و رمقها بنظره غاضبه و ردد بحده :
_ هو انا مش هخلص من الموضوع ده ؟ و بعدين ايه الحكايه ؟ هو مش انتى برده اللى كنتى معارضه الجوازه دى من اﻻول و قلتى انها مش مناسبه ؟ ادينى اهو اخيرا اقتنعت بكلامك .

حاولت محادثته بهدوء عله يستمع لها :
_ يا بنى ده كان قبل ما اعرفها و اعاشرها و اشوف قد ايه بتحبك ! سامحها يا سيف ده المسامح كريم و انت برده بتحبها ...

قاطعها بصياح و تذمر :
_ يوووه ... كل ما اجيلك تفضلى تكلمينى فى نفس الموضوع ؟ انا خلاص زهقت و لو عيزانى مجيش هنا تانى افضلى افتحى معايا الموضوع ده !

دلف طلعت على صياح ولده فردد بحده :
_ صوتك عالى ليه على امك يا سيف ؟

اجاب بحده :
_ يا بابا ...

قاطعه بغضب :
_ صوتك ميعلاش على امك تانى مره ، و مهما كبرت متنساش نفسك .

ثم التفت ينظر لمنار هاتفا بصيغه آمره :
_ و انتى سبيه على راحته ، اللى بياكل على ضرسه بينفع نفسه ... هو حر .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف سعد الدين برفقه الطبيب فنظرت دارين لها بمعاتبه و رددت :
_ ليه بس كده يا نيللى ؟ انا كويسه و الله .

اجابتها بتفسير :
_ مش هيحصل حاجه لو اطمنا عليكى ، انتى مش شايفه وشك عامل ازاى ؟

امتثلت لرجاءهم جميعاً عندما تكاتلوا عليها و دلفت غرفتها استعداداً للكشف عليها و فور ان انتهى الطبيب من فحصها وقف مكانه و اغلق حقيبته و ردد و هو يكتب الوصفه الطبيه لها :
_ طبعا واضح جدا انها عندها انيميا ، عشان كده عايزكم تعملو التحاليل دى فى اسرع وقت عشان نقدر نديها العلاج المناسب و الجنين اللى فى بطنها ميتأثرش بضعفها ده .

يتبع ........................................
.........................................................

الخاتمه بكره بامر الله ..

اتمنى تكون الروايه عند حسن ظنكم و ارجو التعليق و التقييم دعما ليا و للروايه .

انا زعلان اوى اننا خلاص هنودع سيف و دارين بس كل حاجه و ليها نهايه .

الخاتمه 
#سجينتى_الحسناء 
#اسماء_عادل_المصرى 
#زعيمه_مافيا_الروايات 
#ملكة_الواقعيه

سأظل احبك و لو طال انتظاري ...
فإن لم تكن قدري ... فأنت اختياري

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

استيقظ من نومه على صوت جرس الباب فتوجه ليفتحه ليجدها امامه بعيون باهته و ملامح حزينه و نظرات اشتياق فاقت الحد فرددت بصوت خافت يكاد يكون مسموع 
_ مش هتقولى ادخلى ؟

ابتسم ابتسامه مقتضبه و اشار لها بالدخول و اغلق الباب و التفت ينظر لها باشتياق هو اﻻخر و نظرات تملؤها العتاب فبادلته بنظرات راجيه تطلب السماح فردد بهدوء
_ جايه ليه ؟

اجابته و هى تحاول كتم غصه بكاءها 
_ عشان وحشتنى ، هو انا موحشتكش ؟

رفع وجهه ليقابل مقلتيها الحزينتين و ردد باشتياق 
_ وحشتينى طبعا .

ابتسمت بحزن و اقتربت منه تسأله بحيره
_ اومال مش بتسأل عليا ليه ؟

حاول الهروب من نظراتها التى تفتضح اشتياقه لها و ردد بحزن
_ عشان زعلان منك يا دارين .... زعلان منك اوى .

اقتربت اكثر تردد برجاء
_ سامحنى .

حرك راسه برفض و ردد
_ مش قادر .

بكت و امسكت راحته بمحايله هاتفه
_ وحياتى عندك .

دمعت عينه رغما عنه فرفعت اناملها تمسح له عبراته و ابتسمت له بحزن معترفه 
_ انا غطلت كتير ، بس انت كل مره كنت بتسامح .. و عارفه ان غلطى المره دى كبير اوى ، بس مش شايف ان العقاب كان كفايه ؟ انا مش قادره اعيش من غيرك .

وقفت امامه شبه ملتصقه به لدرجه اختلاط انفاسهما و رددت بتوسل
_ سيفو ... انت وحشتنى اوى .

انحنى و قبلها قبله عميقه تجاوبت معها على الفور و ابتعد لحظه ليردد 
_ و انتى وحشتينى اكتر .

عاد لتقبيلها و حملها و توجه لغرفه النوم فاوقفته برجاء 
_ سيف ، احنا اتطلقنا .. مش هينفع .

ابتسم و هو ما زال متوجها للغرفه و اسندها على الفراش هاتفا ببسمه فرحه
_ انتى لسه فى العده و انا رديتك لعصمتى ... ها موافقه ؟

قضمت شفتاها بداخل فمها و اماءت باﻻيجاب فاعتلاها على الفور ليبث لها اشتياقه و عشقه الذى لا ينضب ابدا .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انتفض من نومته بفزع على صوت طرقات عاليه على الباب فنظر بجواره فلم يجدها لينظر لحالته المنتشيه من اثر حلمه الحسى الذى اوصله لحاله مقاربه للواقع فزفر بانفاسه المتضايقه و اتجه لفتح الباب ليجدها امامه تنظر له بلهفه فقوس فمه ممتعضا من رؤيتها فهتفت
_ مش هتقولى اتفضلى ؟

زم شفتيه بضيق وادار وجهه عنها فدلفت للداخل و جلست امامه على اﻻريكه فسألها بحده
_ ايه اللى جايبك ؟

اجابته و هى تتحرك من مكانها لتجلس بجواره
_ وحشتنى ، قلت اجى اشوفك .

ضحك ساخرا و ردد بغضب
_ انتى فكرانى لما سكت على افعالك كان عشان انا مش قادر اعمل حاجه ؟

اماءت بلا و رددت بصوت هامس مثير
_ لا عشان بتحبنى زى ما بحبك .

رمقها بنظره حاده و غاضبه و هدر بها
_ حب ؟ حب ايه اللى بتتكلمى عنه ؟ هو فى واحده تحب واحد تأذيه بالشكل ده ؟

وقف منتفضا و اشار للباب و ردد بصوت جهورى 
_ اتفضلى امشى من هنا ، انا مش عايز اشوفك و حاولى تبعدى عن طريقى لانى مش ضامن نفسى هقدر امسك نفسى عن اذيتك و لا لأ؟

اقتربت منه بجرأه و رددت
_ ليه كل ده ؟ كل حاجه عملتها كانت من حبى فيك .

اخشوشنت ملامحه و جحظت عيناه و زئر بغضب
_ بطلى تتكلمى عن الحب عشان انتى متعرفيش عنه حاجه ، انتى اذتينى بكل شكل و انا سكت و عديتها اكتر من مره عشان خاطر صله الرحم و بس انما تجيلى لحد هنا و تقوليلى حب و مش حب ...

قاطعته مقتربه مه اكثر و رددت و هى تحاول احتضانه
_ انا حبك اﻻول و نسرين و دارين اﻻتنين اخدوك منى يا سيف ، و اهو ربنا محبش الظلم و اتطلقت ... يبقا ايه المانع اننا نبقا سوا ؟

ابعد ذراعيها الملتفين حول عنقه بسراشه و صاح هادرا
_ ابعدى عنى بقولك يا هايدى اﻻ متلوميش اﻻ نفسك فى اللى هعمله معاكى ، كفايه اوى اللى جرالى من تحت رأسك .

ضحكت بسخريه و رددت
_ بقا انت زعلان منى عشان عملتلك عمل ؟ و انت مصدق من جواك انه مستحيل يأذيك !! و مش زعلان من اللى راحت نامت فى حضن راجل تانى و هى على ذمتك ؟

لم يشعر بنفسه اﻻ و صفعته الغاضبه تزين وجهها الذى يراه دميم من جرأتها و هتف صارخا بها
_ دارين اشرف منك و من عينتك ، و مش معنى اننا اتطلقنا انى اسيبك تخوضى فى عرضها بالشكل ده ، امشى اطلعى بره بدل ما المره الجايه مش هكبر حد و هتصرف معاكى بمعرفتى .

حاولت التحدث و لكنه سحبها من ذراعها و فتح باب الشقه و القاها بالخارج و هو يصرخ بها 
_ اطلعى بره و اياكى اشوفك و لو صدفه حتى .... بررررره .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تعجب الجميع من الخبر و تعجب معهما الطبيب الذى ردد بعمليه
_ ازاى متعرفوش ان فى حمل ؟ ده واضح انه فى اكتر من ست اسابيع .

نظرت لها والدتها بحيره فهتفت موضحه
_ اللى حصل خلانى مأخدتش بالى من التأخير .

سألتها فدوى باهتمام
_ و كلام الدكتوره ؟ و الخطوره اللى عليكى ؟

لمعت عينها على الفور لتخوفها من ان تطلب منها الطبيبه ان تجهضه فترجتهم جميعا
_ عشان خاطرى محدش يقول اى كلام من ده ... ربنا بعته فى الوقت ده بالذات عشان يعوضنى بيه و ..

قاطعتها فدوى هاتفه بحزن
_ و افرضى سيف مش عاوزه ؟

تجهمت ملامحها و ازدادت تعابيرها حزنا على حزنها و هتفت رافضه
_ لا يا ماما مش للدرجه دى !! يمكن سيف خلاص مش عايزنى و لا عايز يفتكرنى انما مستحيل يفكر انه يخلينى اجهضه .

شعر الطبيب بالحرج فهتف بعد ان تنحنح 
_ طيب يا جماعه انا شايف انها اﻻفضل ترجع للدكتوره بتاعتها و تكشف نسا عشان يقدرو يحددوا اﻻفضل ليها و لصحتها ، بعد اذنكم .

غادر الطبيب و اوصلته ليلى للباب و جلست والدتها بجوارها تردد بتفسير
_ افرضى الدكتوره قالت فى خطوره هتعملى ايه ؟

رمقتها بنظره جاده  هتفت بتأكيد
_ برده هخليه .

سألتها مجددا
_ و افرضى سيف مسك فى حكايه انه فى خطوره و صمم تنزليه ؟

بكت و رددت بحزن
_ هيبقا عايز ينزله خوف عليا يا ماما ، و انا مستحيل انزله فاهمين ؟

نظرت لاوجههن جميعا و رددت بغضب
_ الموضوع ده محدش يعرف عنه حاجه ... و لا حتى بابا و جمال .

انعقد حاجبى ليلى و هتفت بحيره
_ يعنى ايه ؟

هدرت بغضب
_ يعنى زى ما سمعتو .

ثم نظرت لنيللى و رددت بتحذير قوى
_ لو سعد عرف هيقول لسيف و لو ده حصل تنسينى و متعرفنيش تانى .

ترجتها بمهادنه
_ مش يمكن لما يعرف قلبه يحن ...

قاطعتها صارخه بها
_ لو هيرجع عشان اللى فى بطنى ، فانا مش عيزاه  ... ارجوكم احترمو رغبتى و لو مره واحده .

وسط بكاءها و انهيارها بهذا الشكل لم يجدن بدا سوا بالرضوخ لرجاءها و اخفاء اﻻمر لاجل غير مسمى .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مر شهر اخر و حال سيف ليس بافضل حال فترك لحيته حتى وبخه عليها المأمور هاتفا
_ يا سيف انت عارف ان مينفعش تبقا بدقن .

اعترض بجسده و ردود افعاله و لكنه اماء باحترام هاتفا
_ حاضر يا فندم هحلقها .

عاد للمنزل كعادته يرتاح قليلا و يأخذ حمامه و ينام و لكن تلك المره وجد اخته تقف امام باب منزله القديم الذى يقيم فيه منذ الطلاق فابتسم لها و ردد
_ ماما اللى بعتاكى ؟

اماءت بصمت فسحبها داخل احضانه و ردد معتذرا
_ معلش انا مقصر فى حقك ، بس كل ما اروح لماما بضايق من كلامها .

رددت و هى تدلف معه للداخل و تجلس بجواره تربت عليه
_ بتضايقك عشان عيزاك ترد مراتك ؟

زفر بحنق و ردد 
_ يا ساره بلاش انتى كمان تتكملى معايا فى الموضوع ده .

زمت شفتيها و اقتربت منه اكثر تنظر لعينه بتفحص و رددت تسأله
_ طيب ممكن اسألك سؤال و تجاوبنى عليه من غير تهرب و لا لف و دوران ؟

اماء موافقا باستسلام من تدخلهم بحياته و هو يردد بتذمر
_ اتفضلى يا ستى ، كنتو رافضين جوازى منها و دلوقتى رافضين انفصالى عنها و كأنكم بتدخلو فى حياتى لمجرد انكم تعارضونى !!

رددت بضيق من اسلوبه الحاد
_ لا طبعا مش كده ، بس كلنا اتأكدنا انها بتحبك بغض النظر عن تصرفاتها الغلط اللى انت تقدر تقومها زى ربنا ما قال .

تنهد بحزن فهتفت تسأله
_ انت لسه بتحبها ؟

ادار وجهه عنها و زفر باختناق فابتسمت و امسكت هاتفه تضيئ شاشته التى تزينها صورتها بالخلفيه و رددت
_ لسه بتحبها يا سيف بدليل ده .

ردد بغضب
_ ايوه بحبها ، بس مش معنى ده انى ابقا مليش قيمه عندها .

هدءته و قالت بحب
_ غلطت من حبها فيك ، متستحقش انك تسامحها ؟

اجاب و هو يقتل غصه بكاءه
_ اسامحها على اى غلط اﻻ انها تقلل منى و تلغينى من حياتها ، و تتعامل كأنى مش راجل قادر احميها .

سألته بمكر
_ انت شاكك فيها و لا متأكد انها مستحيل ...

لم تكمل حيث قاطعها
_ اكيد مش شاكك فيها ، و لا الطلاق كان بسبب الموضوع بتاع شهاب اكتر من احساسى بالعجز جنبها لما ترمى نفسها هى فى الخطر عشانى ، ربنا قال للراجل اللى بيموت و هو بيحافظ على عرضه شهيد ... لكن مجابش سيره الست اللى بتضحى بنفسها عشان جوزها لان هى اللى عرضى مش العكس ، انا اللى المفروض احميها مش العكس .

نزلت دمعه غادره على وجنته فمسحها على الفور و ردد 
_ هى مكانش عندها ثقه انى اقدر اكون الراجل اللى يحميها و ده واجعنى اوى .

ربتت على كتفه و سألته
_ طيب شهرين عقاب مش كفايه ؟ و ﻻ ناوى تستمر لامتى ؟

ضحك بحزن و ردد
_ انتى مفكرانى بعاقبها ؟ انا بعاقب نفسى بسوء اختيارى يا ساره .

ابتسمت بحزن و عادت تسأله
_ طيب يعنى خلاص الحكايه خلصت بينكم ؟

اماء بحزن هاتفا
_ للاسف ، مش هقدر انسى اللى حصل .. كده احسن للكل .

نظرت بمقلتيه بتركيز و سألته
_ حتى لو عرفت انها حامل ؟

رمقها بنظره مدهوشه بادلته اياها بنظره مبتسمه و هى تحرك رأسها بالايجاب هاتفه
_ ايوه يا سيف ، دارين حامل .

انتفض بغضب يسألها
_ ازاى ؟ عرفتى منين ؟

ردت عليه ببسمه 
_ كنت عند الدكتوره بتاعتى بتابع معاها عشان انت عارف ان من يوم الحادثه و انا مش عارفه احمل تانى ، و شوفتها هناك و حاولت طبعا تخبى عليا و قالت لى ان مامتها اللى بتكشف بس على مين ؟

اغلقت عين غامزه بها و هتفت
_ سألت عنها الدكتوره و قالت لى انها حامل فى الشهر الثالث .

تعجب و تسائل بداخل نفسه لما خبئت عليهم حملها فسأل ساره بحير
_ طيب متعرفيش صحتها عامله ايه ؟ الدكتوره كانت قايله ...

قاطعته ضاحكه بانهيار و هتفت بمشاكسه
_ متخافش ... الجنين تمام و زى الفل .

هدر بغضب
_ انا مالى و مال الجنين المهم هى .

عادت لضحكاتها العاليه و هتفت تطمئنه
_ صحتها كويسه برده متخافش .

تنهد براحه و تضرع لله مناجيا ربه
_ ربنا يكملها على خير يا رب .

ظلت تنظر له بمكر و دهاء فصاح بها
_ ايه ؟

ضحكت و هتفت تسأله
_ لسه عند رأيك ؟

اجاب بتوتر 
_ اه ، الحمل مش هيغير حاجه .

ابتسمت و هتفت تتلاعب معه 
_ فعلا ، بس هيزود شهور العده شويه .

رمقها بنظره متفهمه لما تعنيه فزفر انفاسه بالضيق و حرك راسه باستسلام على افعالها الطفوليه من وجهه نظره .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بحزن بائن دلفت منزل والديها و هى تبكى و فدوى تحاول تهدئتها
_ يا بنتى خلاص اللى حصل حصل ، و اصلا ما انتى قلتلها ان انا اللى بكشف .

جلست تبكى و تنتحب و تردد بحزن
_ هتقوله ، و هيفضل ورا الموضوع لحد ما يعرف انى حامل .

زفرت والدتها زفيرا قويا و سألتها
_ و فيها ايه ؟ ما مسيره هيعرف .

نظرت لها بحزن و هتفت مفسره
_ لو رجع دلوقتى هيرجع عشان الحمل يا ماما ، انا بعّد اﻻيام ان شهور العده تقرب تخلص يمكن يكون بيعاقبنى و ناوى يرجعنى بعدها ... مش عايزاه يردنى بس عشان الحمل .

اشاحت فدوى بيدها معترضه و اتجهت للمطبخ و هى تهتف
_ حتى لو ... مش احسن من الوضع اللى انتى فيه ده ؟

تضايقت من تلميحها و شعرت بالخزى فحتى عائلتها لم تؤازرها منذ طلاقها و لم يتدخل احد للصلح بينهما و كأنهم معترفين بخطأها و اﻻكثر من ذلك موافقين على طلاقها فدلفت غرفتها لتكمل نحيبها و بكاءها الذى لم ينقطع منذ شهرين .

لم يمر الكثير من الوقت حتى استمعت فدوى لطرقات على الباب ففتحت لتجدهما ساره و سيف فرحبت بهما بسعاده بعد ان فهمت ان امنيتها قد تحققت و ادخلتهما الصالون تهتف بمرح
_ اهلا و سهلا ، ايه النور ده ؟

ابتسمت ساره لفهمها سبب سعاده فدوى و رددت 
_ ده نورك يا طنط ، اومال فين دارين ؟

اجابتها بتعجل 
_ هناديها اهو على طول .

دلفت بفرحه لا تسعها و هللت 
_ يا داارين ، سيف بره .

انخلع قلبها لحظه سماعها باسمه يتردد امامها من جديد و وقفت ترتدى على عجاله و بالرغم من حزنها لعودته بسبب خبر حملها فقط اﻻ انها من داخلها شعرت بالفرحه تغمر كيانها فقط لمجرد وجوده بمحيطها .

دلفت بهدوء مردده تحيه لبقه لقاها هو بايماءه طفيفه لتهرع ساره باحتضانها و توبيخها بمرح
_ كده برده تخبى علينا ، انا زعلانه منك .

لم تعقب و ظلت انظارها ترتكز عليه وحده لتزيل نار اشتياقها له اما هو فظل مطرقا رأسه خوفا من ان يتهور و يسحبها داخل احضانه لشوقه لها و لافتقاده عبيرها .

جلست تتنحنح و تردد
_ ازيك ؟

رفع بصره بعد ان اشتدت ملامح الغضب عليها و هتف بجمود
_ الحمد لله .

رأت ساره ان من اﻻفضل ان تترك لهما مجالا بالرغم من تصميم سيف ان تأتى معه فرددت بادعاء
_ معلش يا ديدو محتاجه التويلت ضرورى .

ابتسمت و اشارت لها بالدخول و لكنها دلفت للمطبخ تقف برفقه فدوى هاتفه بتضرع
_ ربنا يهديلهم الحال يا طنط .

رفعت فدوى كفيها للسماء متضرعه 
_ امين يا رب .

اما عنهما فظلا صامتين حتى شعرت بالضيق من سكوته فسعلت سعله صغيره لتحثه على الحديث و لكنه ظل صامتا فرددت بحرج
_ تشرب ايه ؟

ادار وجه رافضا 
_ مش عايز حاجه .

تضايقت من جموده فسألته بضيق
_ اومال جاى ليه ؟

رمقها بنظره غاضبه و هو يصر على اسنانه و ردد
_ جاى اطمن عليكى انتى و اللى فى بطنك .

ضحكت بسخريه و رددت
_ عليا !! و كنت فين شهرين بحالهم ؟ انت جيت لما عرفت بالحمل و بس يا سيف متضحكش عليا و لا على نفسك .

رفع صوته قليلا 
_ و كنتى منتظره ايه بعد اللى عملتيه ؟ ده لحد اللحظه اللى احنا فيها و انتى لسه لغيانى من حياتك .

صاحت هى اﻻخرى بحده
_ وانت فين من حياتى اصلا ؟

اجابها بعد ان وقف محتدا
_ انا فهمتك ان شهور العده زيها زى الجواز ، مينفعش تخرجى و تدخلى على مزاجك من غير ما اعرف .

قاطعته صارخه 
_ و مين قالك انى بخرج و ادخل ، انا منزلتش من البيت غير مرتين عشان الدكتوره .

اقترب منها و هدر بها
_ و برده مخبيه حملك ، اللى هو انا مليش وجود لا فى حياتك كراجل و لا كأب للى فى بطنك !

بكت و رددت بحرقه
_ مقلتلكش عشان متقوليش نزليه ، او ترجع بس عشانه زى دلوقتى .

رد عليها بقسوه
_ و مين قالك انى هرجع ، انا عايز يبقا ليا دور فى حياه ابنى مش اكتر و ليا دور فى حياتك لحد ما عدتك تخلص احتراما ليا ، و على اﻻقل الاحترام اللى معرفتيش تديهولى و انا جوزك اديهولى فى اخر شهور بينا .

ارتمت على المقعد واضعه وجهها داخل راحتيها تبكى بقهر و رددت بنحيب
_ انت بعد غياب شهرين لسه جاى تكمل عليا !! ماشى يا سيف شوف انت عايز ايه و انا هعمله .

رد عليه بقوه
_ تحترمى وجودى فى حياتك لحد ما تولدى لان عدتك كده هتبقا لحد الولاده .

اماءت بصمت و هو يكمل
_ و اكون حاضر مع ابنى او بنتى فى كل كبيره و صغيره من حياته ، متحرمنيش من حقى فى ده ... نتعامل مع بعض بتحضر و تسمحيلى ابقا موجود .

ضحكت باكيه و اماءت من جديد معقبه
_ حاضر يا سيف ، حعمل لك احترام اكتر من اﻻول لحد العده ما تخلص ، و حاضر هخليك تكون حاضر اى حاجه تخص ابنك او بنتك .

صمتت قليلا و اطنبت
_ بس ده لما ييجى للدنيا ، و لحد ما اولد مش عايزه اشوفك تانى .

هشم فكه و صر على اسنانه من طريقتها و ردد بغضب
_ نعم !! بتقولى ايه ؟

اجابته بحزن
_ غبت عنى شهرين مسألتش فيهم عنى و لا كنت تعرف اخبارى ، و رجعت عشان الحمل ، يبقا خلينا زى ما احنا و لما اولد ابقا شوفه براحتك ، لكن وجعى لما شوفتك و جرحتنى بالشكل ده اكتر بكتير من وجع بعادك عنى .

مسحت وجهها بيدها و اكملت
_ و عشان الزعل وحش عليا و الواضح اننا كل ما نشوف بعض هزعل اكتر يبقا اﻻفضل ما شوفكش لحد ما اولد عشان الحمل يكمل على خير ، لانى عايزه البيبى ده يمكن اكتر منك .

دلف هشام و جمال بعد انتهاء دوامهما بالعمل ليتفاجئا بوجود سيف و دارين تحتد عليه صارخه بقهر
_ تمام ؟ و لا لسه عايز تحرق دمى اكتر من كده ؟

اقترب هشام يتسائل بحيره
_ سيف !! ايه الحكايه ؟

تبعتهم فدوى و ساره ليستمعا لسيف مرددا
_ ابدا ، بس الواضح ان مفيش فايده .

هللت بحرقه
_ اه مفيش فايده ، دارين الوحشه رد السجون بتاعه المشاكل الغبيه و اللى كل تصرفاتها غلط متنفعكش يا سيف باشا و ربنا رحمك انك بعدت عنها .

اقتربت ساره تمسك ذراع اخيها هاتفه بمهادنه
_ استحملها شويه يا سيف ، انت عارف هرمونات الحمل بتتعب اعصاب الواحده .

نظرا كل من هشام و جمال بعضهما البعض و رددا بنفس واحد متعجب
_ حمل !!

ضحك ساخرا و ردد 
_ لا مش معقول !! مخبيه عليكم انتم كمان ، ما شاء الله تفوقتى على نفسك المره دى يا دارين .

بكت بانهيار و صرخت عاليا
_ كفايه بقا ، كفايه مش مستحمله حد ... سيبنى يا سيف ، ايه اللى جابك ؟ امشى و سيبنى .

لملم مفاتيحه و هاتفه من على المنطده و استعد للمغادره فامسكه جمال مرددا
_ اهدى و خلينا نقعد و نتكلم بالعقل .

انزل ذراعه الممسكه به و ردد 
_ معاها مفيش لا عقل و لا كلام بيجيب نتيجه .

استعد ليغادر فصرخت به 
_ اياك تيجى هنا تانى .

احتدت تعابيره و هشم اسنانه و التفت لها هاتفا يغضب
_ عارفه انا اقدر اعمل فيكى ايه على اللى بتعمليه ده ؟

سحبته ساره لتحاول ايقافه و لكنه كان كالسلاح الملقم و جاهز للانطلاق فابعدها عنه و ردد بغضب
_ اقدر اخليكى تعيشى فى بيتى لحد ما تولدى لان ده حقى و شرع ربنا ، و اقدر احبسك و امنع عنك الزيارات لحد ما تتعلمى اﻻدب ، و اقدر كمان احرمك من كل حاجه بتحبيها لحد ما تتوسليلى انى اسامحك ، و بعد كل ده برده مش هسامحك يا دارين .

ردت عليه بشجاعه زائفه
_ متقدرش تعمل اى حاجه من دى لانك طلقتنى .

اماء و هو مقترب منها و ممسكا برسغها وسط رفض و اعتراض ذويها على ما يحدث و ردد بفحيح كفحيح اﻻفعى 
_ لا اقدر ، الشرع مصرح لى بكده لحد يا تتعدلى و ساعتها ارجعك لعصمتى يا تفضلى على وضعك و الطلاق يبقا نهائى .

اصرت على تحديه
_ و افرض رفضت ؟

اجابها بتصميم
_ ده غير انك ساعتها بتكونى مخالفه للشرع ، اقدر اجبرك على ده بالقانون فبلاش طريقك العافيه اللى انتى ماشيه بيها معايا دى لانك مش هتكسبى .

تدخل هشام متسائلا
_ يا بنى فهمنا بس ليه كل ده ؟

اجابه بغضب
_ بنتك حامل فى الشهر التالت و انت نفسك متعرفش ، ايه رأيك فيها ؟ مفيش راجل مالى عنيها و اولهم انا يا عمى .

التفت هشام بعد ان استطاع سيف اثارته و سألها بحده
_ انتى حامل بجد ؟ و مخبيه علينا كل ده ؟

بكت و فسرت بحزن
_ خفت لما تعرفو تقولو لسيف و ...

صاح بها جمال موبخا
_ انا مبقتش عارف اﻻقيلك مالكه ، ملكيش كتالوج ... اغرب ست على وجه اﻻرض و اغباهم ، اللى ملهاش راجل بتروح تدور لها على راجل تتحامى فيه عشان يبقا ظهرها و انتى تلت رجاله مش ماليين عنيكى .

ظل توبيخهم لها يزداد حده و ساره و فدوى عاجزتين عن صد الامر عنها حتى وقعت مغشيا عليها من قوه الضغط النفسى عليها ، فحملها سيف و هرع بها للمشفى على الفور .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ظل يجوب الرواق جيئا و ايابا بتوتر فاقترب منه هشام يسأله بحرج
_ قلقان اوى كده على مين فيهم يا سيف ؟

رمقه بنظره حاده فحقا قد اكتفى منهم جميعا فعشقه لها قد كلفه الكثير بالرغم من احساسه بمدى تعلقه بها اﻻ انه قد ايقن اخيرا تسرعه معها فتصرفاتها غير سويه مطلقا فاجابه بغضب
_ خايف على مراتى يا عمى ، على دارين لان اللى فى بطنها ده انا لسه مشفتوش ، و انتو عارفين و متأكدين انى بحبها ، فملوش لازمه التلميحات دى الله يخليك .

هرعت منار و طلعت بعد ان ابغلتهما ساره بما حدث و احتضنت نجلها هاتفه بمؤازره
_ حبيبى يا بنى ، ربنا يطمنك عليهم يا سيف .

ابتلع بصمت حتى خرج الطبيب و ردد بعمليه
_ هى كويسه ، ضعطها كان عالى شويه و واضح انها متعرضه لضغوط جامده ، فارجو منكم تخلو بالكم عليها لحد ما تولد عشان الجنين ميتأثرش بنفسيتها .

دلف سيف بلهفه فوجدها جالسه على الفراش فابتسم و اقبل عليها هاتفا بمرح
_ لازم تخضينى عليكى عشان تعرفى غلاوتك عندى يعنى ؟

بكت و اعقبت 
_ و انت لازم تجرحنى لحد ما اموت او اموت نفسى عشان تحس بيا و باللى جوايا ؟

اقترب اكثر و جلس على طرف الفراش و احتضنها و اسند رأسها على كتفه هاتفا بحب
_ بحبك و الله ، و كنت زعلان اوى منك بس خلاص عفا الله عما سلف .

ابعدته بوهن و هتفت
_ لا انت راجع عشان اللى فى بطنى .

قبلها من ثغرها قبله رقيقه و ردد بحزم
_ ابدا و الله ، بس كانت حجه كويسه اشوفك بيها عشان كنتى وحشانى اوى .

ردت باكيه
_ كداااب .

اخرج هاتفه و اضاء شاشته المزينه بصورتها و ردد
_ ابدا حتى شوفى ، لسه صورتك على تليفونى بتونسنى .

و اخرج ورقه صغيره مطويه من جيب سترته و فتحها لتجدها نفس الورقه التى اعترفت له فيها بحبها منذ وقت و ردد
_ و كلمه بحبك يا سيف لسه زى ما هى مكانها جنب قلبى ، بتفكرنى بكل لحظه حلوه قضناها سوا حتى لو كانت وسط مشاكل و صعوبات .

ابتلعت بوجل و هو يقترب منها هامسا بنبره رومانسيه
_ بحبك يا مولاتى ، و محبتش غيرك فى حياتى .

ابتسمت و هى تبكى فمسح دموعها بابهامه و رفع وجهها ينظر لعيناها المترقرقتين بالعبرات و ردد 
_ تقبلى ترجعيلى ؟ 

ازداد نحيبها فشاكسها هاتفا
_ و بعدين بقا يا بومه ، هنادى على ليلى تقولهالك !

ضحكت رغما عنها فقبلها قبله رقيقه و ابتعد لحظه مرددا
_ بحبك .

اجابته بغبطه من السعاده و لا زالت العبرات تتجمع بعينيها و لكنها كانت دموع الفرح
_ و انا محبتش غيرك .

قبلها بعمق ساحبا اياها بقوه حتى تنحنح والدها الذى دلف لتوه برفقه الجميع و استمع له الجميع و هو يردد بتحذير 
_ يا ابنى !! مش كده قلت ميت مره .

ضحك و ردد مهللا بصوت الساخر
_ قلتلك مسيرى هبوسك قدام ابوكى و اهو جه وقتها .

فانحنى يقبلها امام الجميع و هى تدفعه بحرج و اعاد راسه للوراء باستمتاع لمشاكسه الجميع الذين ظلوا يضحكون على تصرفه حتى قطع ضحكتهم صوته المردد
_ عايز بس استأذن دارين فى حاجه و عايز موافقه الكل عليها .

استمع له الجميع بتركيز فردد 
_ لو الحمل طلع ولد هسميه ريان ، و لو طلع بنت عايز اسميها ميرا على اسم بنتى الله يرحمها .

اماءت موافقه فانحنى يهمس باذنها مرددا
_ و فى طلب كمان بس هقوله بينى و بينك .

تحرجت منه لظنها انه يتجاوز بالحديث و الملاطفه كعادته و لكنه فاجأءها بقوله
_ مش اللى فى بالك يا مولاتى .

تحرج جمال و ردد للجميع
_ طيب تعالو خليهم يتصافو على مهلهم يا جماعه .

خرج الجميع فنظرت له باهتمام و هو يردد
_ انا عارف ان الخطوه دى متأخره ، بس كنت عايز نروح لاستشارى نفسى !

لمعت عينها ببريق الدهشه و التعجب ففسر لها
_ انا و انتى يا ديدو محتاجين ده ، انا مروحتش بعد موت نسرين و ميرا و انتى برده بعد اللى حصل و مريتى بيه كنتى محتاجه توجيه عشان كده فعلا احنا محتاجين نروح و لو على سبيل الفضفضه مش العلاج عشان محدش يشكك فى حبنا لبعض .

ابتسمت و سألته بحيره
_ ليه و هو فى حد مش مصدق ؟

اماء مؤكدا 
_ ايوه ، ناس شايفين اننا استعجلنا و ناس تانيه شافو اننا مش مناسبين لبعض و غيرهم شاف ان المشاكل اللى مرينا بيها كانت كفيله تنهى اى حب بينا بس انا حابب اقول للناس دى حاجه مهمه .

ترقبت ما هو اتٍ فردد و هو ينظر لنقطه ما بالفراغ
_ انا حبيتك من اول نظره و ده اللى خلانى استعجلت و صارحتك بحبى من قبل ما مشاكلك تتحل ، و اتأكدت من حبى ليكى اكتر مره فى مواقف كتير ممكن اقعد اقولهالك كلها دلوقتى بس هبقا عايز صفحات كتير اوى عشان اسجلها فيها و اكتب عليها تاريخ حبنا .

ابتسمت و اعقبت عليه
_ و انا حبيتك من مواقفك معايا و مش هكدب واقول حب من اول نظره ، بس البنى ادم بيحب بصدق من المواقف و التصرفات مش بس الكلام الحلو و لو بتقول محتاج صفحات عشان تقول فيها ازاى حبتنى اكتر و اكتر ، فأنا محتاجه كتاب كبير احكى فيه شهامتك و رجولتك و حنيتك معايا يا سيف .

انحنى و قبلها بعمق هاتفا بغمزه عينه
_ و قلتى هنسميها ايه روايه حبنا يا مولاتى ؟

ابتسمت و هى تطبع قبله على وجنته هاتفه
_ سجينتى الحسناء ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تم بحمد الله 
انتهت احداث الرواية نتمنى ان تكون نالت اعجابكم وبأنتظار اراؤكم فى التعليقات وشكر 
لزيارة عالم روايات سكير هوم 
لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-