رواية الأميرة والتفاح الذهبي الفصل الثالث 3 بقلم كاتب مجهول

 

رواية الأميرة والتفاح الذهبي الفصل الثالث بقلم كاتب مجهول

غابة السّاحرات (حلقة 3 )

جرى الأمير ،في المسارب الضّيقة ،وفجأة عثرت ساقه في حجر ،وسقط على الأرض ،ولمّا إلتفت خلفه فرأى عيون الثعابين التي تكاد تدركه ،فقال في نفسه: لقد هلكت !!! لكنه سمع صوتا من وراء الصخور يقول له من هنا !!!ولما نظر إلى مصدر الصوت، وجد امرأة من الجنّ مع إبنها الصغير تشير إليه بديها،وتقول أسرع يا فتى، فنهض، وأخذ يعرج حتى دخل في شقّ بين تلّتين ، وأخذت الثعابين تمدّ رؤوسها ،محاولة المرور ،وهي تطلق صيحات مخيفة ،لكن الشّق كان ضيقا إلى درجة أن الأمير كان يحسّ ببرودة الحجارة على وجهه ،ثمّ إقتربت منه المرأة ،وسألته ما الذي أتى بك إلى جبل الجان الذي لا ينبت فيه لا الزّهر ولا الرّمان ؟



جرت الدّموع على خدّه ،وأجابها :لقد جاء بي عشق نور النّدى إبنة الملك ،تعجّبت المرأة وقالت :إرجع إلى أهلك قبل أن يقتلك أبوها ،فهو لا يرحم أحدا !!! قال الأمير: دلّيني على قصر سّيدكم ،وأنا سأتدبر حالي ،ردت : في آخر الشقّ توجد مئات الكهوف الكبيرة والصّغيرة التي يسكنها قومي ،والملك في أكبرها ،وهو مزيّن بالنّقوش ،وعلى بابه الحرّاس ،وإياك أن تخبرهم أنّي من دلّك على الطريق !!!
تحامل الفتى على نفسه ،وسار رغم الألم في ساقه ،حتى وصل إلى مدينة من الكهوف المتلاصقة تضيئها المشاعل ،وكان الجن يدخلون ويخرجون ،والحركة لا تهدأ ،لم يهتم به أحد ،فلقد كانوا مختلفي الأشكال والألوان ،لكن لما وصل أمام مدخل القصر قبض عليه الحرس ،وأرادوا قتله ،فقال أنصحكم أن لا تفعلوا ،فسيغضب الملك ،هيا إحملوني إليه ،فأنا أحمل خبرا مهما إليه ،لما مثل في حضرته :قال ملك الجان : سأسمعك ثم أرميك للثّعابين ، لقد رأيت المدينة ولذك ستموت ،أجاب الأمير وما ينفعك موتي ،وأنا أقدر أن أردّ إبنتك إليك ،أشار الملك للحرس بالإنصراف ،وسأله هل تعرف نور الندى ؟ قص عليه الأمير كل ما حدث من سرقة التفاحات الذهبية حتى لقاءه بالغول ، صمت الملك قليلا ،ثم قال إذن أنت تطلب مني إعطاء ذلك الطماع مفتاح الكنوز ،ولكن هل تعلم ما هو هذا الشّيئ ؟
  أجاب الأمير: لا ...لكن نور الندى أثمن من كنوز الأرض ، وقف الملك ،وقال له إقترب أيها الفتى !!! معك حقّ ،سأعطيك المفتاح ،لكن كما تعرف فهي مسحورة ،وأنت الوحيد الذي يمكنه فك هذا السّحر عنها ،إفعل ذلك من أجلها ،وسأعطيك ما تشاء من الذهب والفضة ،أطرق الأمير برأسه ،وقال :ليعذرني سيدي ،لم أقطع البحار والجبال طمعا في المال، بل لأني أحبّها ،أجاب الملك: أعدك أن أنظر في الأمر :والآن ستبقى قليلا معنا لتلتئم جروحك ،وبعد ذلك سأجهّزك للرّحيل لغابة السّاحرات . 




بعد أيام تعافى الفتى ،وعرف أنّ عليه أالذهاب إلى غابة مظلمة مليئة بالنباتات المفترسة ،التي تقدر على ابتلاع ثور وفيها أشجار تتكلم وأخرى تبكي ،لكن لما تذكر نور الندى تشجع ،وقال في نفسه :هذه الغابة لا تخيفني ،وسأذهب، وآتي بترياق لرفع السّحر عن الأميرة . لمّا نزل من الجبل وجد الشّيخ واقفا ،وقال له لقد نجحت في مهمتك الثانية ،وبقي الآن السّاحر ،وهو يحبّ أيضا الأميرة ،ولن تنتصر عليه إلا بالحيلة .
كالعادة تحوّل الشّيخ إلى فرس أبيض وبعد أيام وصلوا إلى هضبة رأى الأمير تحتها غابة موحشة ينعق فيها البوم ،وألأشكار فيها كثيفة ومتعانقة الأغصان ،فأس بانقباض في قلبه ،فحمل جراب طعامه ،وأوقد مشعلا ،ولما هم بالنزول قال الشيخ :هذه المرة أوصيك بأن تعرف أين تضع قدميك ،فأجمل النباتات يمكن أن تصطادك وتاأكلك ،لذلك فكّر بالعقل ولا تصدّق البصر ،إقترب الأمير الغابة ودخلها ،فإذا هي قاتمة قليلة الضوء ،مشى قليلا ،وإذا به يرى زهرة جميلة ذات ألون براق ،وبينم هو ينظر إليها بإعجاب جاءت فراشة وحطت عليها ولم أرادت أن تطير وجدت نفسها ملتصقة ،وبدأت الزهرة بأكلها ببطء .
قال في نفسه : تلك الزهور أشدّ بطشا من الثعابين التي رأيتها في جبل الجن ،وعلىّ أن أحذر، وإلا تحولت إلى وجبة لأحد هذه النباتات ،دار في الغابة وفتش عن كوخ الساحر حتى تعب ،فجاء تحت شجرة كثيرة الأوراق، وجلس ليأكل ،ولمّا فتح جرابه إقترب منه ثعلب جائع ،فرمى له بقطعة جبن فأكلها ثم قال له : إبتعد عن تلك الشجرة ،وإلا قيدتك بجذورها الخشنة ،وسحبتك داخل التراب لتصير طعاما لها ،ومن حسن حضّك أنها تحسّ الآن بالشبع ،قفز الأمير من مكانه مذعورا ،ورأى قربه جلد ظبية ،فلام نفسه على حمقه ،وشكر ذلك الحيوان الصّغير، ومدّ له ما تبقّى من جبنه .
أكل الثعلب ،ومسح شفتيه ،ثم قال له أعتقد أك قد ظللت طريقك ،وسأدلك كيف تخرج من هنا ،أجاب الأمير لا يا صديقي لقد سافرت ثلاثة أيام لأصل هنا ،وأنا أبحث عن كوخ السّاحر الأعظم ...
يتبع الحلقة 4

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-