رواية سجينتى الحسناء الفصل التاسع و الثلاثون39 بقلم اسراء عادل


 

 رواية سجينتى الحسناء الفصل التاسع و الثلاثون بقلم اسراء عادل

الناس يخافون من انفسهم ، من واقعهم 
من مشاعرهم اكثر من اى شيئ آخر
يتحدث الناس عن مدى الحب الكبير ! لكن هذا هُراء
الحب يؤلم ... مشاعر مقلقه
يتم تعليم الناس ان الألم شرير و خطير 
كيف يتعاملون مع الحب إءا كانوا يخشون الشعور ؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حملت سلاحها الميرى و ارتدت ملابس اشبه بملابس الرجال و لثمت وجهها و تحركت بسياره نصف نقل تقودها بنفسها متجهه لمكان اختباءه و فور وصولها للمكان المنشود وجدت تجمع للرجال حولها باسلحتهم يوقفونها و ردد احدهم بصوت غليظ
_ وقف العربيه و انزل هنا يا اخينا .

استمعت له و اوقفت محرك السياره و قفزت لتلامس قدمها اﻻرض الترابيه التى تحيط بالمكان فعاد يحدثها متسائلا
_ انت مين ؟ و ايه اللى جايبك هنا ؟ 

لم تجيب فهدر صائحا
_ متلتم ليه يا اخينا انت ؟ ورينا وشك و اﻻ هنضرب فى المليان !!

لم تحد ببصرها و لم تتفوه ببنت شفه حتى خرج الحرش يسأل بحيره
_ صوتك عالى ليه يا ياض انت و هو ؟

اجابه بتوجس 
_ مش عارف مين الخِطر اللى واقف لنا ده و مش عايز يتكلم ؟

ابتسم الحرش بشر و ردد بجمود
_ و الله هو اللى جاى برجليه لقضاه ... خلص عليه و تاويه 

التفت ليعود للداخل و لكن اوقفه صوتها الرقيق هاتفا
_ و اهون عليك يا معلم ؟

التفت بلهفه و ازال تلثيمة وجهها و ردد و عيونه ترقص من الفرحه و صوته يشاطره السعاده
_ نووور !!!! مش معقول هربتى ازاى ؟ و جيتى هنا ازاى ؟

ابتسمت بحبور و تصنع فاق اروع الممثلين فى تاريخ السينما و هتفت بصوت رقيق اشبع فؤاده المتلهف لها
_ مش قلتلك يا معلم انى هكون هنا فى الميعاد ده ؟ و انا كلمتى سيف على رقبتى ، و ﻻ  اول مره تعرفنى ؟

اتسعت بسمته و اقترب منها هاتفا بغزل
_ طبعا يا ست البنات .

سألته بدلال 
_ ست البنات و بس ؟

لم يستطع تمالك نفسه من دلالها و هتف متيماً
_ ست البنات و ستى و تاج راسى كمان يا قمر ... مبسوطه كده ؟

اماءت صامته فسحبها معه للداخل و هو يوجه اوامره لرجاله هاتفا بصوت غليظ عكس صوته المتصنع الذى يخاطبها به هاتفا 
_ متتحركوش من هنا ... و اى عوء اضرب فى المليان على طول .

ردد رجاله بطاعه
_ اوامرك يا معلم .

دلفا معا لذلك البناء المكون من طابق واحد بجوار بعض الزروعات و اﻻحراش بتلك المنطقه النائيه المجاوره لملاحات ناضبه لم تعد صالحه للاستخدام اخرجت رائحه عفنه لم تستطيع تحملها فتأففت و وضعت يدها على انفها تسد دخول تلك الرائحه النفاذه الى داخل رئتيها .

التفت ناظرا لها ببسمه و ردد يسألها باهتمام
_ المكان مش حلو مش كده ؟

اماءت و هى تبتلع لعابها بتقزز فردد يفسر لها اﻻمر
_ معلش ... يومين تلاته بالكتير و نُكت من هنا انا و انتى .

جلست بهدوء على اﻻريكه المهترئه الموضوعه داخل جدران تلك الغرفه الضيقه و رددت بحذر تسأله
_ و ناوى على فين ؟

اجابها بصوت عاشق لا يتناسب مع كبر سنه و فظاظه ملامحه 
_ المكان اللى تحبيه يا حته من قلبى .

ابتسمت بتصنع و رددت بدلال
_ حته من قلبك مره واحده ؟ اومال كان فين كل ده و انا شغاله معاك يا معلم ؟

التفتت تنظر له بعيون حزينه و استطردت
_ و لا بس لما عرفت ان عينى منك ساعتها اتحركت ؟ 

رفع كتفيه بدهشه و لم يجيب فاعقبت 
_ يعنى لولا المعلمه لواحظ و لا كان زمانك اتحركت و لا سألت فيا !!

اجابها يوضح لها موقفه
_ منا بردك مكنتش اتصور ابدا ان واحده بجمالك و سنك الصغير ده تعوز واحد زيى ؟

رفعت حاجبها اﻻيسر و رددت باستنكار مصطنع
_ زيك ؟ برده بتقول الكلام ده !! انا مش قلتلك ان الف واحده تتمناك يا معلم !! ايه اكبر تأكيد لكلامى اكتر من انى شيلت القضيه عنك و عن رجالتك و لوحدى ؟ تفتكر عملت كده عشان خاطر مين ؟

ابتسم لها و تجرأ اكثر بالاقتراب منها و وضع يده على صدره مشيرا الى نفسه هاتفا بذهول 
_ عملتى كده عشانى انا ؟ 

اماءت مؤكده و رددت 
_ طبعا ... اومال عشان سواد عيون رجالتك يعنى اللى محدش فيهم كان طايقنى و كل صغيره و كبيره تحصل كانو يلبسوهالى ، و لا لما حاولو اكتر من مره يخلوك تشك فيا عشان خاطر اسمى اللى شبه اسم الظابط ده ؟ 

اشاح بيده و ردد بضيق
_ يا شيخه افتكرلينا حاجه عدله !

اقتربت منه بدورها و هتفت 
_ فاكر يا معلم لما رجالتك قالولك عنى انى تبع البوليس و انى اخت الظابط اللى قتلتوه ؟

ضحك بصخب و ردد هازءا 
_ و انا بصراحه شكيت ، بس رجعت دورتها فى دماغى ، ازاى جيالى برجليكى و بنفس اﻻسم ... ما كان ممكن تغيرى اسمك .

تربعت بجسدها على اﻻيكه و التفتت تواجهه بجسدها و هتفت 
_ فيلم قديم و هابط من الافلام العربى يا معلم ، ما انت سألت عنى فى المنطقه اللى اتولدت و اشتغلت فيها طول عمرى .

ايدها هاتفا
_ و الكل شهد لك بصراحه انك بت جدعه و بتاعه شغل و عشان كده وثقت فيكى يا نور و طلعتى قدها و قدود .

انهى حديثه و هو يمسك ذراعها ساحبها اياها ناحيته فدفعته بهدوء و رددت بحده 
_ لااا يا معلم ... انا ابيع هيرويين اه ، اقتل جايز ... انما لحد الحكايه دى و فى الحلال يا معلم .

ابتلع لعابه بنهم و ردد متعلثما
_ مااا اح احنا هنبقا فى الحلااال اومال فاكره ايه ؟

حركت جسدها بطريقه مبتذله و رددت توضح له 
_ ايوه فى الحلال ، يعنى مش هتلمش شعره منى الا و انا مراتك على سنه الله و رسوله و على ايد مأذون كمان مش اى حاجه تاني من اللى بتفكر فيها !

تجهم وجهه وردد بحيره
_ ازاى بس على ايد مأذون و احنا اﻻتنين هربانين ؟ خلينا نكتب ورقتين عرفى دلوقتى و اهى الرجاله بره تشهد عليه و لما نهرب بره مصر نتجوز رسمى زى ما انتى عايزه .

ضحكت بسخريه و نظرت له بضيق و وقفت من مكانها متجه للخارج و هى تردد رافضه 
_ لا معلش يا معلم ، لو كده يبقا معطلكش .

حاولت الخروج فاقترب منها بلهفه و منعها بقوة ساعده هاتفا برجاء
_ استنى طيب ... استنى عشان خاطرى .

التفتت تنظر له بترقب فابتلع لعابه من جديد و ردد بتحذير 
_ مأذون و رسمى دى هيكون فيها خطوره كبيره و احنا اﻻتنين هربانين .

لم تحد نظراتها القويه و المصممه عنه فأماء مستسلما بطاعه و ردد بحبور
_ ماشى كلامك يا ست البنات .... مأذون و شهود و جواز رسمى .

لتعقب مكمله حديثه 
_ و دلوقتى ، انا مش هفضل معاك هنا و انا مش حلالك يا معلم .

عض على شفته و ردد موافقا
_ ماشى يا نور ، ماشى كلامك يا ست البنات .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لم تذُق النوم منذ ان علمت بالخبر و لكنها حاولت جاهده ان تتمالك نفسها بالصلاه ، غصه بكاءها  الهبت حلقها و هى تناجى ربها بإلهامها الصبر و السلوان على مصيبتها .

دلف طلعت بخطاً منكسره فرفعت وجهها ترمقه بنظره حزينه متحسره و سألته 
_ عملت ايه ؟

تنهد بضيق و ارتمى على المقعد و لم يجيبها فوقفت مكانها تصرخ به 
_ برده معرفتش تشوفه ؟ ليه ؟ 

رد بصوت متعب
_ لسه التحقيق شغال و .... 

قاطعته صارخه بحرقه 
_ ابنك بايت فى المشرحه من امبارح يا طلعت ، حرام عليهم كده  اكرام الميت دفنه .

صاح بدوره هادرا
_ ارحمينى شويه انتى كمان و حسى بيا ، انا واحد هيدفن ابنه فبلاش تيجى عليا انتى كمان يا منار .

بكت بحزن و اطرقت رأسها بالم و رددت 
_ مقهوره ... مقهوره عليه يا طلعت ، ابنى ميستاهلش الموته دى .

سحب نفسا عميقا و طرده بتمهل و ردد 
_ ربنا يجعله فى ميزان حسناته و يصربنا على فراقه .

و على الجانب اﻻخر لم يختلف حال عائله دارين كثيرا ففدوى تجرعت مراره الفقد و اﻻلم و تجرع معها زوجها و نجلها الالم الذى لم يستطيعوا تمالكه فانهاروا جميعا لتحاول ليلى تضميد حزنهم بالمواساه على الرغم من احتياجها للمواساه هى اﻻخرى فدارين كانت اختاً لها بحق و لكن لابد ان تظل قويه من اجلهم .

ظلت فدوى داخل احضانها تبكى و تنوح و هى تردد
_ مش قادره اصدق ، حاسه ان حد هيصحينى و يقولى انك بتحلمى !!

ربتت ليلى على كتفها و رددت بصوت هادئ
_ ادعيلها يا طنط ، هى دلوقتى محتاجه لدعواتنا اكتر من العياط .

اقترب جمال منحنى الظهر و جلس باجهاد بجوار والده فنظرتا لهما و تسائلت فدوى 
_ ها ؟ ايه اﻻخبار ؟

رد هشام بجمود
_ روحت انا و اللوا طلعت و برده مردوش يدخلونا .

قوست حاجبيها بحيره و سألت 
_ معقول موافقوش ؟ اومال اللوا طلعت لازمته ايه ؟

اجابها بضيق
_ اهو اللى حصل بقا ، و هو الراجل مقصرش و فضل يزعق معاهم بس ...

صمت و اطرق رأسه ارضاً فسألته 
_ ايه يا هشام ؟

اجاب جمال عنه هاتفاً باسى 
_ واضح انهم لسه فى التشريح يا ماما عشان موافقوش ابدا اننا حتى نشوفهم عشان على اﻻقل نتعرف عليهم ، بس موافقوش ابدا .

بكت حتى احترق فؤادها و رددت بشهقاتها
_ بيشرحوها يا هشام ... اه يا حرقه قلبى عليكى يا بنتى .

هدر هشام بصوت اجش غاضب
_ بس بقا كفايه .
~~~~~~~~~~~~~~
امسك راحتيها و نظر لها بتمحص و ردد
_ نور تبقا بنت استاذى اللوا علاء البرهومى .

استمعت له بانتباه و هو يقص عليها قصتها فردد يوضح
_ وقت ما كنت شغال فى المكافحه كان ابنه عمرو لسه ملازم و نزلناه متخفى فى قضيه مع المعلم الحرش ، كانت فكره سياده اللوا على اساس انه وجه جديد و لسه مش معروف .

اكمل حديثه بضيق
_ كنت رافض المجازفه بشاب لسه صغير و ممكن يتكشف بس الولد كان عنده ثقه بنفسه كبيره اوى .

لمعت عينه بالحزن و استطرد
_ فى الوقت ده كانت نور فى اخر سنه فى الكليه و اللى عرفته من والدها انه دخلها الشرطه غصب عنها .

اكمل توضيحه مرددا
_ طبعا فى اقل من سنه قدرنا نمسك اكثر من تهريبه للهرويين بس كميات كانت صغيره اوى و عرفنا بعدها انها كانت طعم عشان يكشف الرجاله اللى معاه .

امسك بطرف سيجارته و اشعلها متنفسا دخانها بحزن و ردد
_ اتكشف و عذبوه عشان يعترف شغال تبع مين ؟ و للاسف كان فى رجاله تانيه شغالين معانا و متخفيين برده بين رجالته قدرو يصوروه و هما بيقتلوه .

شهقت بخضه و رددت بخوف
_ صوروه ؟ طيب ليه محاولوش ينقذوه ؟

اجاب بحزن
_ كانو هيعضرضو نفسهم للخطر و ممكن يكتشفو هما كمان و مش بعيد يتقتلو ! غير كده الرجاله دى كانت مش شرطه ... مجرد ناس مجندينهم من قلب رجالته عشان يبلغونا اخباره و ميعرفوش انه ظابط .

ملامحها المتجهمه جهلتها تزرف الدمع قليلا فأكمل هو بعد ان ربت على فخذها
_ بعد ما مات جت نور و اشتغلت معايا ، بصراحه البنت كانت شاطره اوى و كانت بتعمل المستحيل عشان تثبت نفسها خصوصا بعد ما اللوا علاء تعب و رقد .

اعقبت عليه
_ مستحملش الزعل على ابنه مش كده ؟

اماء معقبا 
_ ابنه الوحيد يا ديدو .

انتفضت بفزع هاتفه
_ واهلنا يا سيف ؟ انت ابنهم الوحيد  انا بنتهم الوحيده ، تفتكر حالتهم عامله ايه دلوقتى ؟

تنفس بضيق فرددت
_ عشان خاطرى خلينا نكلمهم ، هم اكيد ...

قاطعها بحسم 
_ طيب استنى اشوف تليفون عشان نعرف نكلمهم .

تحرك صوب الباب قاصدا الخروج لشراء هاتف محمول مصرا على اخبار عائلتيهما بانها لا يزالا على قيد الحياه فتفاجئ برفيقه عماد يقف امامه مبتسما و احتضنه مرددا
_ يااا يا اخى ، بالرغم ان الواحد عارف الحكايه بس و الله قلبى وجعنى .

وجد من تصيح خلفه مردده 
_ اومال اهلنا عاملين ايه لما الغُرب زعلانين كده ؟

تجهمت ملامحه و ردد بصوت خافت 
_ الغُرب؟ مالها مراتك يا سيف ؟

ابتسم معقبا 
_ متوتره شويه بس ، اللى مرت بيه مش شويه .

عادت لصياحها العصبى 
_ يا سيف كلم اهلنا بقا ، و لو انت مش فارق معاك اهلك فيا ريت تكلم اهلى انا لانى متخيله حالتهم دلوقتى عامله ازاى !!

زفر بضيق و نظر لها نظره تحذيريه من اسلوبها فى التحدث معه امام رفيقه ففهمت نظرته على الفور ليردد بصوت حاد
_ اعمليلنا شاى لحد ما وائل ييجى .

ثم نظر لعماد هاتفا بصيغه آمره
_ اتصل بيه خليه ييجى هنا و لا اديهولى اكلمه .

لم يعترض فهاتفه على الفور و صاح به موبخا اياه
_ اتصرف و عرف اهلنا لان انا كده جبت اخرى و ..

قاطعه وائل 
_ طيب اصبر بس بعد العزاء عشان ...

عاد لغضبه هادرا 
_ يا ابنى امهاتنا مش هتستحمل .

زفر اﻻخر باستسلام و ردد بالنهايه راضخا لطلبه
_ طيب حاضر ، انا رايح دلوقتى على دار المناسبات اللى باباك هيعمل فيها العزا و هكلمهم و انا هناك .

استمع لصوت بكاءها فترك الهاتف من يده و اتجه ناحيتها و ادارها ناحيته فنظرت له بحزن و رددت ببحه بكاء
_ اهلنا بيجهزو لعزانا يا سيف ، انت متخيل هم حاسين بايه دلوقتى ؟ ارجوك كلمهم عشان خاطرى .

اماء صامتا و سحبها معه للاريكه التى يجلس عليها عماد و اجلسها امامه و امسك الهاتف و ردد بحده
_ اسمع يا بنى انت ... روح حالا لاهل دارين و بلغهم بالحقيقه و انا ...

قاطعه وائل هاتفا
_ طيب يا سيف ، حاضر .. كل التعب ده هيروح على اﻻرض عشان قلبك الضعيف ده .

اغلق معه و توجه لمقابله طلعت امام دار المناسبات و مد ساعده مرددا
_ ازى حضرتك يا فندم ؟

اماء بهدوء مرددا
_ الحمد لله يا بنى .

تنحنح ليجلى صوته و ردد بتردد
_ طيب انا كنت عايز حضرتك معايا فى مشوار مهم .

رفع طلعت حاجبيه متعجبا و ردد يسأله باهتمام
_ خير يا بنى ؟  هو ده وقت مشاوير برده ؟

ابتلع لعابه بتوتر و ردد 
_ معلش مشوار ضرورى لحد بيت اهل دارين ، و يا ريت تجيب مع حضرتك سياده المستشاره و بنت حضرتك .

اماء مستسلما و ردد بانصياع
_ حاضر يا بنى .

بالفعل هاتف زوجته لتحضر برفقه ابنته لمنزل والدى دارين و هنالك جلسوا معا بانتظار وائل ان يتحدث بعد ان اخبرهم بوجود امر هام .

رمقهم جميعا بنظرات متفحصه و ردد بصوت متوتر
_ طبعا كلنا عارفين ان سيف و دارين كانو مستهدفين من اكتر من جهه و احنا كنا بنحاول نحميهم بس فى جهات جديده دخلت و ...

قاطعته منار بحده
_ و قدرو يقتلوهم و انتو فشلتم انكم تحموهم .

هدر طلعت بضيق هاتفا
_ خلاص يا منار ، اﻻعمار بيد الله و محدش قصر من ناحيتهم فى حاجه .

ابتلع وائل بوجل فهو يعلم ان ما هو آتى لن يمر مرور الكرام فردد بتلعثم
_ طيب نهدى شويه عشان عايز اقولكم على حاجه مهمه .

فكر كثيرا قبل خوض ذلك الحديث حتى لا يلام على شيئ فان علموا بان اﻻمر كان مخطط له منذ البدايه و تركوهم يعايشون ذلك اﻻلم لربما واجه غضبهم جميعا و من الممكن ان يعَرضوا عنهما لتسببهما بذلك اﻻلم للجميع فاحتسبها و ردد بدبلوماسيه 
_ احنا فرغنا الكاميرات فى مكان الحادثه و شوفنا اللى حصل كله .

اعتدل الجميع و تنبهوا له و هو يكمل
_ العربيات قطعت عليهم الطريق و سيف كالعاده خاطر بنفسه و نزل لهم و هو بيضرب نار و الواضح ان دارين فضلت مستخبيه فى دواسه العربيه لانها مكانتش ظاهره .

دمعت عين فدوى و زاد بكاءها فحاوطها جمال بذراعيه يواسيها هاتفا بدعم
_ ادعيلها يا ماما .

اكمل وائل دون مماطله
_ المهم ان القوات بتاعتنا قدرت توصل المكان بس سيف كان اتصاب ، بس الحمد لله قدرنا نمسكهم كلهم و دلوقتى محبوسين على ذمه القضيه و فاضل اعترافهم على الراس الكبيره اللى مشغلاهم .

ردد جمال بغِل
_ عشان ياخدو جزائهم .

اماء وائل معقبا 
_ ايوه و عشان نقدر نعمل ده و كمان نعرف نلملم كل الخيوط بتاعه اعداء سيف و اللى بيحاولو يأذوه كان لازم نعلن خبر وفاته .

ران الصمت ارجاء المكان و الكل منتظر منه ان يكمل حديثه الذى استرعى انتباهم فردد بتوتر جلى 
_ سيف و دارين عايشين الحمد لله .

وقفتا كل من ميار و فدوى تصرخا بعدم تصديق احداهما تحمد الله و اﻻخرى تردد بان قلبها كان دليلها و اخبرها بذلك حتى ردد هشام 
_ انت متاكد يا بنى ؟ انا مش عايز اتصدم تانى و ....

قاطعه وائل مؤكدا
_ عايشين و هتكلموهم حالا .

امسك هاتفه و اتصل برقم عماد الذى اجاب مرددا
_ ايوه 

ردد اﻻول بتأكيد 
_ افتح اﻻسبيكر و خلى سيف و دارين يكلمو اهلهم .

فعل على الفور فردد سيف بصوت متردد
_ الو ... ماما ؟

صرخت منار بفرحه
_ سيف ... يا حبيبى يا بنى ، انت بخير ؟ انت كويس ؟

اجابها بصوته الهادئ
_ الحمد لله يا ماما ربنا نجانى بفضل دعاكى ليا .

صاحت فدوى 
_ فين دارين يا سيف ؟

اجابتها على الفور
_ انا هنا يا ماما .

بكت و انتحبت فرددت اﻻخيره تواسيها
_ حقك عليا يا ماما و الله غصب عنى ، مكنتش عارفه اوصل لكم .

ردد طلعت بجديه
_ المهم انتو فى امان ؟

اجابه سيف
_ حاليا ايوه ... و لحد ما نشوف التحريات هتوصل لفين ؟ بس اﻻهم تتصرفو فى العزا كأننا ...

قاطعته منار قبل ان يكمل
_ بعد الشر عنكم يا حبيبى .

زفر وائل بضيق و ردد بصوت غاضب
_ عرفت انا ليه كنت مصر اعرفهم بعد العزا ؟ شهاب رجع و اكيد هيبعت حد يحضر او يجمع معلومات و ...

قاطعته منار مؤكده 
_ متخافش يا حضره الظابط .. هنتصرف كأننا معرفناش حاجه ، مش كده ؟

رددتها و هى تنظر حولها للجميع فاماؤا برؤسهم جميعا مؤكدين استكمالهم لحزنهم المصطنع حتى اشعارا اخر .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

شيئان يدمران اﻻنسان :
اﻻنشغال بالماضى ، و اﻻنشغال بالاخرين ....
فمن طرق باب الماضى اضاع المستقبل ...
و من راقب اﻻخرين اضاع نصف راحته !!

اعطى اوامره لرجاله بالتحرك فورا كلٌ الى جهه فارسل البعض لاحضار المأذون باوراقه و دفتره و ارسل اخرون لتجهيز المكان لتلك الليله الخاصه من اطعمه و زينه و ارسل اخرون لشراء فستان ابيض خاص بالاعراس كما طلبت منه فلم يتبقى سواهما بمفرديهما فنظرت له بتلاعب و رددت
_ انت كده وزعتهم كلهم و انا بصراحه خايفه منك على نفسى يا معلم .

ابتسم بوجهها و ردد بغزل
_ متخافيش منى يا ست البنات ، اللى عايز حاجه غاليه لازم يتعب عشان يوصلها و انا صبرت و نولت .

بادلته بابتسامه مصطنعه و هتفت 
_ طيب انا هدخل بقا اظبط نفسى شويه على الرجاله ماتيجى .

اماء متحمسل ليظل جالسا يتخيل الساعات القادمه و هو باحضانها تلك الحوريه التى امتلكت قلبه الكهل و الذى قد تناسى تلك المشاعر و اﻻحاسيس منذ زمن .

دلفت للمرحاض الصغير الذى يتواجد بالداخل و خلعت عنها ملابس الرجال التى ترتديها و حررت رباط عريض مربوط على فخذها به سلاحها و عاودت ارتداء ملابسها و خرجت تخفى السلاح خلفها و انحنت تهمس له 
_ معلم !!

التفت ينظر لها ببسمه فرحه فاخرجت سلاحها امام وجهه مثبته اياه امام جبهته فذُعر على الفور و ردد بوجل مرتجفاً
_ ايه ده ؟ بلاش هزار يا نور السلاح يطول .

ابتسمت بشرر يتطاير من عينها فاجفلته خوفا من ملامحها و هى تردد بصوت غاضب مخيف
_ تفتكر فى حد ممكن ينسى تاره يا معلم ؟

لم يعى تماما ما قالت فآثرت التوضيح هاتفه
_ اخويا اللى قتلتوه بدم بارد .

ابتلع بعد ان فهم ما تعنيه فردد بذعر
_ مش ممكن .... انتى اخته بجد ؟

اماءت و حاجبها مرفوع و هتفت
_ كنت ناويه اخد حقى منك بالقانون ، بس و انا فى السجن عرفت حاجه مهمه اوى ... ان اللى زيكم مينفعش معاهم قانون البشر عشان بيقدرو يشتروه بفلوسهم ، قانون الغابه هو اللى بيمشى .. القوى بياكل الضعيف و الكبير بيدوس على الصغير عشان كده انا قررت اخد حقى منك بقانون العدل . العين بالعين و السن بالسن و البادى اظلم .

نظر لها مرتجفا و ردد بحذر
_ الرجاله زمانها جايه و مش هتلحقى تهربى ، هيجوبوكى و ...

قاطعته ساخره بضحكه رنانه مردده
_ و مين قالك انى ههرب ؟

اطلقت رصاصه على الفور استقرت بمنتصف جبهته سقط صريعا على الفور و رددت بتشفى 
_ انا هفضل هنا لحد ما رجالتك تيجى و اخلص عليهم واحد واحد حتى لو هموت مش هيهمنى .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 جلسوا مطئطئى الرأس ياخذون العزاء بقاعه الرجال و يظهر على ملامحهم الحزن المصطنع ربما و ربما حقيقى لما هم مضطرين عليه لحمايه احبائهم و لكن كان اﻻمر مغايرا بعزاء السيدات حيث جلست فدوى تبكى و تنتحب و بجوارها كل من ساره و ليلى و الجميع يواسوهن حتى انفضوا قليلا من حولهن فاقتربت منار تهتف بضيق
_ بلاش الفال الوحش ده على الولاد ، قالولنا نبان زعلانين بس بلاش الندب ده الله يخليكى يا فدوى .

وقفت و مالت باتجاه اذنها و رددت بضيق
_ انا هعمل اى حاجه و بنتى ترجع فى حضنى ، و معنديش استعداد ابدا اعرضهم للخطر ... انما لو انتى خايفه على شكلك و برستيجك بلاش تعيطى يا حضره المستشاره .

تضايقت من حديثها فاقتربت ابنتها تردد بتوضيح
_ يا ماما ده عشان خاطر امنهم ... يعنى ارجوكى بلاش تحسسى الناس انك مش زعلانه ، خلى الليله تعدى على خير .

اقتربت زوجه رشاد و ابنته الهوجاء فنظرت لهما بتجهم و رددت بجمود
_ ايه اللى جابك ؟

بكت و انتحبت و هتفت بحرقه
_ متحرمنيش احضر عزاه يا عمتى ابوس ايدك ، عايزه اودعه .

اقتربت والدتها تردد بأسف
_ قلبى عندك يا منار ، و الله الواحد ما مصدق .

رمقتها بنظره حارقه  هتفت بحده
_ خدى بنتك و امشى بدل ما هخلى البوليس يمسكها بتهمه قتل حفيدتى و امها و محاوله قتل بنتى ... انا ساكته عشان انا فيا اللى مكفينى ، بس افوق و اللى حصل مش هيعدى .

تخوفت والدتها فسحبتها مردده بتوبيخ 
_ قومى بقا جرستينا ، لسه هنشوف منك مصايب ايه تانى ؟ ... قومى .

انفض العزاء و جلست العائلتان تتحدث بشأن التهديدات التى يتعرض لها نجليهما فردد هشام بضيق
_ طبعا اللى حصل ده مرفوض و غير كده ازاى كلكم تبقو عارفين بمحاوله قتل سيف يوم فرحهم و مخبيين علينا ؟

اجاب جمال مفسرا
_ سيف قالى يا بابا و مكانش عايز حد يعرف عشان فرحتكم متقلش ، المهم دلوقتى نشوفهم و نطمن عليهم .

ايدت والدته حديثه هاتفه بلهفه
_ ايوه بالله عليك يا بنى .... عايزه اشوف بنتى .

اجاب وائل رافضا
_ مش هينفع يا جماعه ارجوكم قدرو موقفى ، انا متكلف من رؤسائى ان الخطه دى تتنفذ لحد ما نوقع شهاب و غير كده هيعرضنا كلنا للخطر ، ده غير ان الحرش لسه متماسكش .

لم يكمل حديثه فاستقبل مكالمه من هاتف نور فابتسم بحرج و استأذن ليجيب
_ ايوه يا نور خير ؟

اجابته بحسم
_ افتح الداتا ، بعت لحضرتك لوكيشن يا ريت تيجى بسرعه و معاك قوات دعم .

اعقد حاجبيه و تجهمت ملامحه و هو يسألها
_ لوكيشن ايه و دعم ايه ؟ انتى فين ؟

اجابته بقوه
_ عند الحرش .... بسرعه قبل ما رجالته ترجع .

صاح بها بغضب
- انتى عملتى ايه يا نور ؟ احنا مش اتفقنا هناخد حقك بالقانون ؟

اجابته موضحه 
_ و انا حاولت و فشلت و كنت ناويه اموت عشان اخد تارى بس لقيت ان امى الغلبانه متستحقش منى كده ، عشان كده حاول تيجى بسرعه قبل الرجاله بتاعته ما ترجع .

سألها بغضب
_ انتى قتلتيه ؟

لم تجيب و هتفت باصرار
_ بسرعه يا وائل باشا .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

هرعت القوات بسرعه فائقه لموقعها الذى حددوه على هاتفها فوجدوها محاصره من قبل رجاله و معظمهم صرعى و ما ساعدها اكثر هو وجود اسلحه بداخل المنزل المتواجده هى به .

فور ان استمع الرجال لصوت صافرات الشرطه استسلمو على الفور فاقتحم وائل المنزل ليجدها تجلس باريحيه بجوار جثه الحرش تنظر لها بتشفى و تلك الطلقه المستقره بجبهته فتجهم و ردد بحده
_ انتى بتستهبلى ؟ مكانش ينفع تموتيه بطريقه تانيه عشان نعرف نخرجك منها دفاع عن النفس حتى ؟

دار حول نفسه و هو يكمل توبيخه لها بغلظه
_ مديهاله فى راسه و من المسافه دى ؟ ده سبق اصرار يا نور ... انتى لو عايزه تجلطينى مش هتعملى كده .

تنفست بهدوء غريب و هتفت
_ سيبها على ربنا يا فندم ، انا خلصت الناس من شره و لو كان اتمسك كان هيلاقى اللى يشيلها عنه و متنساش اننا مقدرناش نثبت عليه قتل عمرو الله يرحمه و خرج منها زى الشعره من العجين .

هدر صارخا
_ فملاقتيش حل تانى غير ده ؟

اماءت مؤكده
_ ايوه ، مفيش حل تانى ... و اديكم اهو مسكتو لواحظ للمره الكام ؟ ورينى بقا هتقدرو تنفذو فيها حكم يرضى كل الناس اللى اتأذت منها و ﻻ لا ؟

تنفست بضيق و هدرت بعصبيه
_ انا عملت شغلى صح لاخر وقت ، و دلوقتى اللى يشوفه القانون و العدل انا راضيه بيه يا فندم .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلف وراءها الغرفه حاملا طبق من الحساء الساخن من صنع يديه و ردد بصوت رزين
_ ديدو ... قومى عشان تاكلى .

ادارت له ظهرها و التفت بالغطاء و لم تجيب فجلس بجوارها مرددا برجاء
_ طيب عشان خاطرى ، وحياه سيف عندك قومى يا مولاتى .

جلست بتذمر و رددت بحزن
_ عاجبك اللى حاصل لاهالينا ؟ انت ازاى هادى كده ؟

تضايق من موقفها و لما تحمله اﻻمر و كأنه بيده فردد بهدوء
_ طيب قومى بس كلى و نبقا نتكلم بعدين .

رفضت متذمره كالاطفال
_ لا مش عايزه ، انا عايزه اروح لماما .

ضحك باستسلام على افعالها و اقترب محدثا اياها بدلال كما يدلل اﻻطفال
_ طيب كلى و هجيبلك حاجه حلوه لو خلصتى طبقك .

قوست فمها و زمت شفتيها فضحك و قبلها قبله رقيقه على وجنتها و ردد 
_ بجد .

بعبوس وجهها سألته
_ هتجيب لى ايه ؟

كتم سخريته بعد ان ابتلعت الطُعم و رد بسؤال
_ انتى نفسك فى ايه ؟

وضعت سبابتها اعلى شفتها تفكر بطفوله جعتله ينهار امام عفويتها و رددت
_ شيكولاته 

اغلق عينه محاولا استجماع نفسه من براءتها المهلكه لرجولته و ردد مؤيدا
_ حاضر .. شيكولاته و مصاصه كمان .

عبست ملامحها و هتفت متذمره
_ مصاصه ايه ؟ انت فاكرنى طفله ؟

اخفى ابتسامته و ردد بجديه زائفه 
_ لا ابدا ... كبيره و مولاتى و جميله الجميلات كمان .

ليقترب منها هاتفا بوقاحه
_ بس انا كد هحتاج مقويات عشان اقدر على الوحش ده انا راجل صحتى على قدى .

ضغطت باسنانها على شفتها خجلا من تلميحاته الجريئه و ضربته على صدره موبخه اياه
_ بطل قله ادب .

اماء موافقا و ردد بعبث
_ طيب خلصى الشوربه على ما انزل اشتريلك الشيكولاته و اجيب لنفسى شويه فيتامينات ، اﻻجازه دى هتهد صحتى .

لم يتأخر بالعوده حاملا معه اكياس المشتروات فهرعت ناحيته تختطف منه الواح الشيكولاته فابعدها عنها و ردد بحماس
_ لا استنى .... عندى فكره حلوه اوى .

نظرت له بتحمس فردد
_ بتحبى الفراوله ؟

اماءت فاستطرد
_ طيب ايه رأيك بفراوله بالشيكولاته ؟

ابتسمت موافقه فهتف
_ طيب استنينى جوه هسيح الشيكولاته و اغسل الفراوله و اجيلك .

دلف يتراقص و هو حاملا طبق الفاكهه و يغنى فضحكت على منظره و اقترب منها جالسا بجوارها على الفراش هاتفا بمشاكسه
_ بصى بقا بما اننا فاضيين خلينا نلعب لعبه .

انتظرت بترقب فهتف موضحا
_ انا جايب طبقين واحد فيه شيكولاته و التانى فيه ملح و هنغمى عنينا احنا اﻻتنين و كل واحد يمسك الفراوله و يأكل التانى و اللى يأكل التانى ملح يتحكم عليه بحكم ايه رأيك ؟

وافقت فاغلقا اعينهما برباط و ردد بجديه
_ حطى ايدك على الصنيه عشان الفها و محدش فينا يعرف فين الملح من الشيكولاته !

فعلت باثاره و هى فرحه تشعر بالسعاده و بدءت هى امساك اول ثمره فراوله و وضعتها بالطبق و اخرجته و وضعتها بفمه فتضايق و ردد
_ يا بت اللذين ، عرفتى تجيبى الشيكولاته ازاى ؟

رددت بجديه و حماس 
_ يلا بلاش حمرقه .

امسك هو بالثمره و غمسها بالطبق و وضعها بمفها فصرخت متذمره 
_ ياااك ، ملح .

ازالا رباط عينهما فابتسمت بانتصار مردده
_ طبعا كنت مفكر انك هتكسب بس شوف ربنا بقا .

عض باسنانه على شفته السفلى بغيظ متوعداً و ردد يسألها
_ احكمى 

فكرت و رددت بمشاكسه
_ اقف على رجل واحده لمده دقيقه .

رفع حاجبه ليعتلى وجهه نظره مدهوشه و ردد برجاء 
_ اهون عليكى ؟

اماءت مؤكده 
_ ايوه و يلا بلاش حمرقه .

اغتاظ منها و فعل حتى انقضت الدقيقه و عاد يجلس بجوارها و ردد
_ غمى عنيكى عشان مش هسيبك اﻻ لما اردهالك  

ابتسمت بانتصار فامسكت الثمره و غمستها بالطبق لتضعها بفمه فصاح مهللا
_ ايوه بقا ... ملح .

ازال الرباط على الفور فوجدها تنظر له نظرات راجيه بريئه كالاطفال فردد
_ مش هياكل معايا .

ترك الفراش و جلس امامها على المقعد المجاور للفراش و ردد بخبث
_ تعالى هنا .

فعلت و هى تطئطئ رأسها فردد ببسمه عابثه 
_ عايزه تعرفى حكمى ؟

اماءت بصمت فردد 
_ تغريينى !!

نظرت له مدهوشه و سألته بعدم فهم 
_ ايه ؟ اغريك ؟ ازاى ؟

ابتسم و ردد مقطع من المسرحيه المصريه الشهيره ريا و سكينه مرددا
_ اغريييه يا ريه ، متعرفيش يعنى ايه ؟

قضمت شفتها بخجل و وقفت امامه تتمايل بجسدها بدلال قاتل و كأنه يحتاج لذلك الدلال حتى تؤجج مشاعره المتلهفه بها و لها فشعر بجسده يحترق من فرط اثارته و وقف حاملا اياها و القى بها على الفراش و قفز فوقها هاتفا بمشاكسه
_ انا مش محتاج فيتامينات ... انا محتاج دارين ، دارين و بس فى حياتى 
امسك راحتيها و نظر لها بتمحص و ردد
_ نور تبقا بنت استاذى اللوا علاء البرهومى .

استمعت له بانتباه و هو يقص عليها قصتها فردد يوضح
_ وقت ما كنت شغال فى المكافحه كان ابنه عمرو لسه ملازم و نزلناه متخفى فى قضيه مع المعلم الحرش ، كانت فكره سياده اللوا على اساس انه وجه جديد و لسه مش معروف .

اكمل حديثه بضيق
_ كنت رافض المجازفه بشاب لسه صغير و ممكن يتكشف بس الولد كان عنده ثقه بنفسه كبيره اوى .

لمعت عينه بالحزن و استطرد
_ فى الوقت ده كانت نور فى اخر سنه فى الكليه و اللى عرفته من والدها انه دخلها الشرطه غصب عنها .

اكمل توضيحه مرددا
_ طبعا فى اقل من سنه قدرنا نمسك اكثر من تهريبه للهرويين بس كميات كانت صغيره اوى و عرفنا بعدها انها كانت طعم عشان يكشف الرجاله اللى معاه .

امسك بطرف سيجارته و اشعلها متنفسا دخانها بحزن و ردد
_ اتكشف و عذبوه عشان يعترف شغال تبع مين ؟ و للاسف كان فى رجاله تانيه شغالين معانا و متخفيين برده بين رجالته قدرو يصوروه و هما بيقتلوه .

شهقت بخضه و رددت بخوف
_ صوروه ؟ طيب ليه محاولوش ينقذوه ؟

اجاب بحزن
_ كانو هيعضرضو نفسهم للخطر و ممكن يكتشفو هما كمان و مش بعيد يتقتلو ! غير كده الرجاله دى كانت مش شرطه ... مجرد ناس مجندينهم من قلب رجالته عشان يبلغونا اخباره و ميعرفوش انه ظابط .

ملامحها المتجهمه جهلتها تزرف الدمع قليلا فأكمل هو بعد ان ربت على فخذها
_ بعد ما مات جت نور و اشتغلت معايا ، بصراحه البنت كانت شاطره اوى و كانت بتعمل المستحيل عشان تثبت نفسها خصوصا بعد ما اللوا علاء تعب و رقد .

اعقبت عليه
_ مستحملش الزعل على ابنه مش كده ؟

اماء معقبا 
_ ابنه الوحيد يا ديدو .

انتفضت بفزع هاتفه
_ واهلنا يا سيف ؟ انت ابنهم الوحيد  انا بنتهم الوحيده ، تفتكر حالتهم عامله ايه دلوقتى ؟

تنفس بضيق فرددت
_ عشان خاطرى خلينا نكلمهم ، هم اكيد ...

قاطعها بحسم 
_ طيب استنى اشوف تليفون عشان نعرف نكلمهم .

تحرك صوب الباب قاصدا الخروج لشراء هاتف محمول مصرا على اخبار عائلتيهما بانها لا يزالا على قيد الحياه فتفاجئ برفيقه عماد يقف امامه مبتسما و احتضنه مرددا
_ يااا يا اخى ، بالرغم ان الواحد عارف الحكايه بس و الله قلبى وجعنى .

وجد من تصيح خلفه مردده 
_ اومال اهلنا عاملين ايه لما الغُرب زعلانين كده ؟

تجهمت ملامحه و ردد بصوت خافت 
_ الغُرب؟ مالها مراتك يا سيف ؟

ابتسم معقبا 
_ متوتره شويه بس ، اللى مرت بيه مش شويه .

عادت لصياحها العصبى 
_ يا سيف كلم اهلنا بقا ، و لو انت مش فارق معاك اهلك فيا ريت تكلم اهلى انا لانى متخيله حالتهم دلوقتى عامله ازاى !!

زفر بضيق و نظر لها نظره تحذيريه من اسلوبها فى التحدث معه امام رفيقه ففهمت نظرته على الفور ليردد بصوت حاد
_ اعمليلنا شاى لحد ما وائل ييجى .

ثم نظر لعماد هاتفا بصيغه آمره
_ اتصل بيه خليه ييجى هنا و لا اديهولى اكلمه .

لم يعترض فهاتفه على الفور و صاح به موبخا اياه
_ اتصرف و عرف اهلنا لان انا كده جبت اخرى و ..

قاطعه وائل 
_ طيب اصبر بس بعد العزاء عشان ...

عاد لغضبه هادرا 
_ يا ابنى امهاتنا مش هتستحمل .

زفر اﻻخر باستسلام و ردد بالنهايه راضخا لطلبه
_ طيب حاضر ، انا رايح دلوقتى على دار المناسبات اللى باباك هيعمل فيها العزا و هكلمهم و انا هناك .

استمع لصوت بكاءها فترك الهاتف من يده و اتجه ناحيتها و ادارها ناحيته فنظرت له بحزن و رددت ببحه بكاء
_ اهلنا بيجهزو لعزانا يا سيف ، انت متخيل هم حاسين بايه دلوقتى ؟ ارجوك كلمهم عشان خاطرى .

اماء صامتا و سحبها معه للاريكه التى يجلس عليها عماد و اجلسها امامه و امسك الهاتف و ردد بحده
_ اسمع يا بنى انت ... روح حالا لاهل دارين و بلغهم بالحقيقه و انا ...

قاطعه وائل هاتفا
_ طيب يا سيف ، حاضر .. كل التعب ده هيروح على اﻻرض عشان قلبك الضعيف ده .

اغلق معه و توجه لمقابله طلعت امام دار المناسبات و مد ساعده مرددا
_ ازى حضرتك يا فندم ؟

اماء بهدوء مرددا
_ الحمد لله يا بنى .

تنحنح ليجلى صوته و ردد بتردد
_ طيب انا كنت عايز حضرتك معايا فى مشوار مهم .

رفع طلعت حاجبيه متعجبا و ردد يسأله باهتمام
_ خير يا بنى ؟  هو ده وقت مشاوير برده ؟

ابتلع لعابه بتوتر و ردد 
_ معلش مشوار ضرورى لحد بيت اهل دارين ، و يا ريت تجيب مع حضرتك سياده المستشاره و بنت حضرتك .

اماء مستسلما و ردد بانصياع
_ حاضر يا بنى .

بالفعل هاتف زوجته لتحضر برفقه ابنته لمنزل والدى دارين و هنالك جلسوا معا بانتظار وائل ان يتحدث بعد ان اخبرهم بوجود امر هام .

رمقهم جميعا بنظرات متفحصه و ردد بصوت متوتر
_ طبعا كلنا عارفين ان سيف و دارين كانو مستهدفين من اكتر من جهه و احنا كنا بنحاول نحميهم بس فى جهات جديده دخلت و ...

قاطعته منار بحده
_ و قدرو يقتلوهم و انتو فشلتم انكم تحموهم .

هدر طلعت بضيق هاتفا
_ خلاص يا منار ، اﻻعمار بيد الله و محدش قصر من ناحيتهم فى حاجه .

ابتلع وائل بوجل فهو يعلم ان ما هو آتى لن يمر مرور الكرام فردد بتلعثم
_ طيب نهدى شويه عشان عايز اقولكم على حاجه مهمه .

فكر كثيرا قبل خوض ذلك الحديث حتى لا يلام على شيئ فان علموا بان اﻻمر كان مخطط له منذ البدايه و تركوهم يعايشون ذلك اﻻلم لربما واجه غضبهم جميعا و من الممكن ان يعَرضوا عنهما لتسببهما بذلك اﻻلم للجميع فاحتسبها و ردد بدبلوماسيه 
_ احنا فرغنا الكاميرات فى مكان الحادثه و شوفنا اللى حصل كله .

اعتدل الجميع و تنبهوا له و هو يكمل
_ العربيات قطعت عليهم الطريق و سيف كالعاده خاطر بنفسه و نزل لهم و هو بيضرب نار و الواضح ان دارين فضلت مستخبيه فى دواسه العربيه لانها مكانتش ظاهره .

دمعت عين فدوى و زاد بكاءها فحاوطها جمال بذراعيه يواسيها هاتفا بدعم
_ ادعيلها يا ماما .

اكمل وائل دون مماطله
_ المهم ان القوات بتاعتنا قدرت توصل المكان بس سيف كان اتصاب ، بس الحمد لله قدرنا نمسكهم كلهم و دلوقتى محبوسين على ذمه القضيه و فاضل اعترافهم على الراس الكبيره اللى مشغلاهم .

ردد جمال بغِل
_ عشان ياخدو جزائهم .

اماء وائل معقبا 
_ ايوه و عشان نقدر نعمل ده و كمان نعرف نلملم كل الخيوط بتاعه اعداء سيف و اللى بيحاولو يأذوه كان لازم نعلن خبر وفاته .

ران الصمت ارجاء المكان و الكل منتظر منه ان يكمل حديثه الذى استرعى انتباهم فردد بتوتر جلى 
_ سيف و دارين عايشين الحمد لله .

وقفتا كل من ميار و فدوى تصرخا بعدم تصديق احداهما تحمد الله و اﻻخرى تردد بان قلبها كان دليلها و اخبرها بذلك حتى ردد هشام 
_ انت متاكد يا بنى ؟ انا مش عايز اتصدم تانى و ....

قاطعه وائل مؤكدا
_ عايشين و هتكلموهم حالا .

امسك هاتفه و اتصل برقم عماد الذى اجاب مرددا
_ ايوه 

ردد اﻻول بتأكيد 
_ افتح اﻻسبيكر و خلى سيف و دارين يكلمو اهلهم .

فعل على الفور فردد سيف بصوت متردد
_ الو ... ماما ؟

صرخت منار بفرحه
_ سيف ... يا حبيبى يا بنى ، انت بخير ؟ انت كويس ؟

اجابها بصوته الهادئ
_ الحمد لله يا ماما ربنا نجانى بفضل دعاكى ليا .

صاحت فدوى 
_ فين دارين يا سيف ؟

اجابتها على الفور
_ انا هنا يا ماما .

بكت و انتحبت فرددت اﻻخيره تواسيها
_ حقك عليا يا ماما و الله غصب عنى ، مكنتش عارفه اوصل لكم .

ردد طلعت بجديه
_ المهم انتو فى امان ؟

اجابه سيف
_ حاليا ايوه ... و لحد ما نشوف التحريات هتوصل لفين ؟ بس اﻻهم تتصرفو فى العزا كأننا ...

قاطعته منار قبل ان يكمل
_ بعد الشر عنكم يا حبيبى .

زفر وائل بضيق و ردد بصوت غاضب
_ عرفت انا ليه كنت مصر اعرفهم بعد العزا ؟ شهاب رجع و اكيد هيبعت حد يحضر او يجمع معلومات و ...

قاطعته منار مؤكده 
_ متخافش يا حضره الظابط .. هنتصرف كأننا معرفناش حاجه ، مش كده ؟

رددتها و هى تنظر حولها للجميع فاماؤا برؤسهم جميعا مؤكدين استكمالهم لحزنهم المصطنع حتى اشعارا اخر .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

شيئان يدمران اﻻنسان :
اﻻنشغال بالماضى ، و اﻻنشغال بالاخرين ....
فمن طرق باب الماضى اضاع المستقبل ...
و من راقب اﻻخرين اضاع نصف راحته !!

اعطى اوامره لرجاله بالتحرك فورا كلٌ الى جهه فارسل البعض لاحضار المأذون باوراقه و دفتره و ارسل اخرون لتجهيز المكان لتلك الليله الخاصه من اطعمه و زينه و ارسل اخرون لشراء فستان ابيض خاص بالاعراس كما طلبت منه فلم يتبقى سواهما بمفرديهما فنظرت له بتلاعب و رددت
_ انت كده وزعتهم كلهم و انا بصراحه خايفه منك على نفسى يا معلم .

ابتسم بوجهها و ردد بغزل
_ متخافيش منى يا ست البنات ، اللى عايز حاجه غاليه لازم يتعب عشان يوصلها و انا صبرت و نولت .

بادلته بابتسامه مصطنعه و هتفت 
_ طيب انا هدخل بقا اظبط نفسى شويه على الرجاله ماتيجى .

اماء متحمسل ليظل جالسا يتخيل الساعات القادمه و هو باحضانها تلك الحوريه التى امتلكت قلبه الكهل و الذى قد تناسى تلك المشاعر و اﻻحاسيس منذ زمن .

دلفت للمرحاض الصغير الذى يتواجد بالداخل و خلعت عنها ملابس الرجال التى ترتديها و حررت رباط عريض مربوط على فخذها به سلاحها و عاودت ارتداء ملابسها و خرجت تخفى السلاح خلفها و انحنت تهمس له 
_ معلم !!

التفت ينظر لها ببسمه فرحه فاخرجت سلاحها امام وجهه مثبته اياه امام جبهته فذُعر على الفور و ردد بوجل مرتجفاً
_ ايه ده ؟ بلاش هزار يا نور السلاح يطول .

ابتسمت بشرر يتطاير من عينها فاجفلته خوفا من ملامحها و هى تردد بصوت غاضب مخيف
_ تفتكر فى حد ممكن ينسى تاره يا معلم ؟

لم يعى تماما ما قالت فآثرت التوضيح هاتفه
_ اخويا اللى قتلتوه بدم بارد .

ابتلع بعد ان فهم ما تعنيه فردد بذعر
_ مش ممكن .... انتى اخته بجد ؟

اماءت و حاجبها مرفوع و هتفت
_ كنت ناويه اخد حقى منك بالقانون ، بس و انا فى السجن عرفت حاجه مهمه اوى ... ان اللى زيكم مينفعش معاهم قانون البشر عشان بيقدرو يشتروه بفلوسهم ، قانون الغابه هو اللى بيمشى .. القوى بياكل الضعيف و الكبير بيدوس على الصغير عشان كده انا قررت اخد حقى منك بقانون العدل . العين بالعين و السن بالسن و البادى اظلم .

نظر لها مرتجفا و ردد بحذر
_ الرجاله زمانها جايه و مش هتلحقى تهربى ، هيجوبوكى و ...

قاطعته ساخره بضحكه رنانه مردده
_ و مين قالك انى ههرب ؟

اطلقت رصاصه على الفور استقرت بمنتصف جبهته سقط صريعا على الفور و رددت بتشفى 
_ انا هفضل هنا لحد ما رجالتك تيجى و اخلص عليهم واحد واحد حتى لو هموت مش هيهمنى .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 جلسوا مطئطئى الرأس ياخذون العزاء بقاعه الرجال و يظهر على ملامحهم الحزن المصطنع ربما و ربما حقيقى لما هم مضطرين عليه لحمايه احبائهم و لكن كان اﻻمر مغايرا بعزاء السيدات حيث جلست فدوى تبكى و تنتحب و بجوارها كل من ساره و ليلى و الجميع يواسوهن حتى انفضوا قليلا من حولهن فاقتربت منار تهتف بضيق
_ بلاش الفال الوحش ده على الولاد ، قالولنا نبان زعلانين بس بلاش الندب ده الله يخليكى يا فدوى .

وقفت و مالت باتجاه اذنها و رددت بضيق
_ انا هعمل اى حاجه و بنتى ترجع فى حضنى ، و معنديش استعداد ابدا اعرضهم للخطر ... انما لو انتى خايفه على شكلك و برستيجك بلاش تعيطى يا حضره المستشاره .

تضايقت من حديثها فاقتربت ابنتها تردد بتوضيح
_ يا ماما ده عشان خاطر امنهم ... يعنى ارجوكى بلاش تحسسى الناس انك مش زعلانه ، خلى الليله تعدى على خير .

اقتربت زوجه رشاد و ابنته الهوجاء فنظرت لهما بتجهم و رددت بجمود
_ ايه اللى جابك ؟

بكت و انتحبت و هتفت بحرقه
_ متحرمنيش احضر عزاه يا عمتى ابوس ايدك ، عايزه اودعه .

اقتربت والدتها تردد بأسف
_ قلبى عندك يا منار ، و الله الواحد ما مصدق .

رمقتها بنظره حارقه  هتفت بحده
_ خدى بنتك و امشى بدل ما هخلى البوليس يمسكها بتهمه قتل حفيدتى و امها و محاوله قتل بنتى ... انا ساكته عشان انا فيا اللى مكفينى ، بس افوق و اللى حصل مش هيعدى .

تخوفت والدتها فسحبتها مردده بتوبيخ 
_ قومى بقا جرستينا ، لسه هنشوف منك مصايب ايه تانى ؟ ... قومى .

انفض العزاء و جلست العائلتان تتحدث بشأن التهديدات التى يتعرض لها نجليهما فردد هشام بضيق
_ طبعا اللى حصل ده مرفوض و غير كده ازاى كلكم تبقو عارفين بمحاوله قتل سيف يوم فرحهم و مخبيين علينا ؟

اجاب جمال مفسرا
_ سيف قالى يا بابا و مكانش عايز حد يعرف عشان فرحتكم متقلش ، المهم دلوقتى نشوفهم و نطمن عليهم .

ايدت والدته حديثه هاتفه بلهفه
_ ايوه بالله عليك يا بنى .... عايزه اشوف بنتى .

اجاب وائل رافضا
_ مش هينفع يا جماعه ارجوكم قدرو موقفى ، انا متكلف من رؤسائى ان الخطه دى تتنفذ لحد ما نوقع شهاب و غير كده هيعرضنا كلنا للخطر ، ده غير ان الحرش لسه متماسكش .

لم يكمل حديثه فاستقبل مكالمه من هاتف نور فابتسم بحرج و استأذن ليجيب
_ ايوه يا نور خير ؟

اجابته بحسم
_ افتح الداتا ، بعت لحضرتك لوكيشن يا ريت تيجى بسرعه و معاك قوات دعم .

اعقد حاجبيه و تجهمت ملامحه و هو يسألها
_ لوكيشن ايه و دعم ايه ؟ انتى فين ؟

اجابته بقوه
_ عند الحرش .... بسرعه قبل ما رجالته ترجع .

صاح بها بغضب
- انتى عملتى ايه يا نور ؟ احنا مش اتفقنا هناخد حقك بالقانون ؟

اجابته موضحه 
_ و انا حاولت و فشلت و كنت ناويه اموت عشان اخد تارى بس لقيت ان امى الغلبانه متستحقش منى كده ، عشان كده حاول تيجى بسرعه قبل الرجاله بتاعته ما ترجع .

سألها بغضب
_ انتى قتلتيه ؟

لم تجيب و هتفت باصرار
_ بسرعه يا وائل باشا .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

هرعت القوات بسرعه فائقه لموقعها الذى حددوه على هاتفها فوجدوها محاصره من قبل رجاله و معظمهم صرعى و ما ساعدها اكثر هو وجود اسلحه بداخل المنزل المتواجده هى به .

فور ان استمع الرجال لصوت صافرات الشرطه استسلمو على الفور فاقتحم وائل المنزل ليجدها تجلس باريحيه بجوار جثه الحرش تنظر لها بتشفى و تلك الطلقه المستقره بجبهته فتجهم و ردد بحده
_ انتى بتستهبلى ؟ مكانش ينفع تموتيه بطريقه تانيه عشان نعرف نخرجك منها دفاع عن النفس حتى ؟

دار حول نفسه و هو يكمل توبيخه لها بغلظه
_ مديهاله فى راسه و من المسافه دى ؟ ده سبق اصرار يا نور ... انتى لو عايزه تجلطينى مش هتعملى كده .

تنفست بهدوء غريب و هتفت
_ سيبها على ربنا يا فندم ، انا خلصت الناس من شره و لو كان اتمسك كان هيلاقى اللى يشيلها عنه و متنساش اننا مقدرناش نثبت عليه قتل عمرو الله يرحمه و خرج منها زى الشعره من العجين .

هدر صارخا
_ فملاقتيش حل تانى غير ده ؟

اماءت مؤكده
_ ايوه ، مفيش حل تانى ... و اديكم اهو مسكتو لواحظ للمره الكام ؟ ورينى بقا هتقدرو تنفذو فيها حكم يرضى كل الناس اللى اتأذت منها و ﻻ لا ؟

تنفست بضيق و هدرت بعصبيه
_ انا عملت شغلى صح لاخر وقت ، و دلوقتى اللى يشوفه القانون و العدل انا راضيه بيه يا فندم .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلف وراءها الغرفه حاملا طبق من الحساء الساخن من صنع يديه و ردد بصوت رزين
_ ديدو ... قومى عشان تاكلى .

ادارت له ظهرها و التفت بالغطاء و لم تجيب فجلس بجوارها مرددا برجاء
_ طيب عشان خاطرى ، وحياه سيف عندك قومى يا مولاتى .

جلست بتذمر و رددت بحزن
_ عاجبك اللى حاصل لاهالينا ؟ انت ازاى هادى كده ؟

تضايق من موقفها و لما تحمله اﻻمر و كأنه بيده فردد بهدوء
_ طيب قومى بس كلى و نبقا نتكلم بعدين .

رفضت متذمره كالاطفال
_ لا مش عايزه ، انا عايزه اروح لماما .

ضحك باستسلام على افعالها و اقترب محدثا اياها بدلال كما يدلل اﻻطفال
_ طيب كلى و هجيبلك حاجه حلوه لو خلصتى طبقك .

قوست فمها و زمت شفتيها فضحك و قبلها قبله رقيقه على وجنتها و ردد 
_ بجد .

بعبوس وجهها سألته
_ هتجيب لى ايه ؟

كتم سخريته بعد ان ابتلعت الطُعم و رد بسؤال
_ انتى نفسك فى ايه ؟

وضعت سبابتها اعلى شفتها تفكر بطفوله جعتله ينهار امام عفويتها و رددت
_ شيكولاته 

اغلق عينه محاولا استجماع نفسه من براءتها المهلكه لرجولته و ردد مؤيدا
_ حاضر .. شيكولاته و مصاصه كمان .

عبست ملامحها و هتفت متذمره
_ مصاصه ايه ؟ انت فاكرنى طفله ؟

اخفى ابتسامته و ردد بجديه زائفه 
_ لا ابدا ... كبيره و مولاتى و جميله الجميلات كمان .

ليقترب منها هاتفا بوقاحه
_ بس انا كد هحتاج مقويات عشان اقدر على الوحش ده انا راجل صحتى على قدى .

ضغطت باسنانها على شفتها خجلا من تلميحاته الجريئه و ضربته على صدره موبخه اياه
_ بطل قله ادب .

اماء موافقا و ردد بعبث
_ طيب خلصى الشوربه على ما انزل اشتريلك الشيكولاته و اجيب لنفسى شويه فيتامينات ، اﻻجازه دى هتهد صحتى .

لم يتأخر بالعوده حاملا معه اكياس المشتروات فهرعت ناحيته تختطف منه الواح الشيكولاته فابعدها عنها و ردد بحماس
_ لا استنى .... عندى فكره حلوه اوى .

نظرت له بتحمس فردد
_ بتحبى الفراوله ؟

اماءت فاستطرد
_ طيب ايه رأيك بفراوله بالشيكولاته ؟

ابتسمت موافقه فهتف
_ طيب استنينى جوه هسيح الشيكولاته و اغسل الفراوله و اجيلك .

دلف يتراقص و هو حاملا طبق الفاكهه و يغنى فضحكت على منظره و اقترب منها جالسا بجوارها على الفراش هاتفا بمشاكسه
_ بصى بقا بما اننا فاضيين خلينا نلعب لعبه .

انتظرت بترقب فهتف موضحا
_ انا جايب طبقين واحد فيه شيكولاته و التانى فيه ملح و هنغمى عنينا احنا اﻻتنين و كل واحد يمسك الفراوله و يأكل التانى و اللى يأكل التانى ملح يتحكم عليه بحكم ايه رأيك ؟

وافقت فاغلقا اعينهما برباط و ردد بجديه
_ حطى ايدك على الصنيه عشان الفها و محدش فينا يعرف فين الملح من الشيكولاته !

فعلت باثاره و هى فرحه تشعر بالسعاده و بدءت هى امساك اول ثمره فراوله و وضعتها بالطبق و اخرجته و وضعتها بفمه فتضايق و ردد
_ يا بت اللذين ، عرفتى تجيبى الشيكولاته ازاى ؟

رددت بجديه و حماس 
_ يلا بلاش حمرقه .

امسك هو بالثمره و غمسها بالطبق و وضعها بمفها فصرخت متذمره 
_ ياااك ، ملح .

ازالا رباط عينهما فابتسمت بانتصار مردده
_ طبعا كنت مفكر انك هتكسب بس شوف ربنا بقا .

عض باسنانه على شفته السفلى بغيظ متوعداً و ردد يسألها
_ احكمى 

فكرت و رددت بمشاكسه
_ اقف على رجل واحده لمده دقيقه .

رفع حاجبه ليعتلى وجهه نظره مدهوشه و ردد برجاء 
_ اهون عليكى ؟

اماءت مؤكده 
_ ايوه و يلا بلاش حمرقه .

اغتاظ منها و فعل حتى انقضت الدقيقه و عاد يجلس بجوارها و ردد
_ غمى عنيكى عشان مش هسيبك اﻻ لما اردهالك  

ابتسمت بانتصار فامسكت الثمره و غمستها بالطبق لتضعها بفمه فصاح مهللا
_ ايوه بقا ... ملح .

ازال الرباط على الفور فوجدها تنظر له نظرات راجيه بريئه كالاطفال فردد
_ مش هياكل معايا .

ترك الفراش و جلس امامها على المقعد المجاور للفراش و ردد بخبث
_ تعالى هنا .

فعلت و هى تطئطئ رأسها فردد ببسمه عابثه 
_ عايزه تعرفى حكمى ؟

اماءت بصمت فردد 
_ تغريينى !!

نظرت له مدهوشه و سألته بعدم فهم 
_ ايه ؟ اغريك ؟ ازاى ؟

ابتسم و ردد مقطع من المسرحيه المصريه الشهيره ريا و سكينه مرددا
_ اغريييه يا ريه ، متعرفيش يعنى ايه ؟

قضمت شفتها بخجل و وقفت امامه تتمايل بجسدها بدلال قاتل و كأنه يحتاج لذلك الدلال حتى تؤجج مشاعره المتلهفه بها و لها فشعر بجسده يحترق من فرط اثارته و وقف حاملا اياها و القى بها على الفراش و قفز فوقها هاتفا بمشاكسه
_ انا مش محتاج فيتامينات ... انا محتاج دارين ، دارين و بس فى حياتى .

يتبع .................................
...........................................

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-