رواية الأميرة والتفاح الذهبي الفصل الثاني 2 بقلم كاتب مجهول

 

رواية الأميرة والتفاح الذهبي الفصل الثاني بقلم كاتب مجهول

حكاية #الأميرة_و_التّفاح_الذّهبي
الجزء الثاني

قال الشّيخ : أوصيك بالدّخول لمّا ينام الحرس ، و عليك بأخذ الطائر دون أن تهتمّ بما تراه أو تسمعه !!! في المساء حين دخل الأمير، وجد الطائر الذهبي جالسا قرب نافورة ماء ،و حوله جواري جميلات يغنّين ويأكلن ما لذّ وطاب من صنوف الطعام ،والثمار ،فنسي نصيحة الشّيخ ،ومدّ يده ليتناول عنقود عنب حبّاته عجب ،وما كاد يلمسه حتى أحسّ بالباب يغلق وراءه ،وجاءه غول بشع المنظر ،وصاح به : ويحك أيها اللعين !!! من دلّك على هذا المكان الذي لا يعرفه الإنس ولا الجان ؟ 
إحتار الأمير، وندم على تهوّره ،وقال سأخبرك بالحقيقة : ذلك الطير كان يأتي إلى حديقة أبي، ويسرق تفّاحاته الذّهبية ،ولمّا أردت القبض عليه هرب،و ترك ورائه ريشة ذهبية ،وعرفت أنّه فتاة، ولقد جئت للبحث عنها !!! ضحك الغول وقال : من يدخل هنا لا يخرج أبدا ،ولكنّي ،سأمنحك فرصة ،فإذا جئتني بمفتاح الكنوز الذي عند ملك الجان ،أطلقت الطائر ،وأعلمك بأنّها ابنته الوحيدة ،وأنا من اختطفها عقابا له، فلقد ساعدته على هزيمة أعدائه ، ووعدني بمنحي المفتاح ،لكن لمّا ذهبت له ،أطردني من قصره .
كان الأمير يسمع بإهتمام، ثمّ سأله : وأين يسكن ذلك الملك ؟ أجاب الغول : في جبل السّحاب، وهو على مسافة سبعة أيام من هنا ،والذي أتى بك إلى هذا المكان قادر أن يقودك إلى مملكة الجان !!! لكن أخبرك بشيئ ،لمّا يطلب منك سبب بحثك عن الطائر ،حاول أن تجد في ذهنك جوابا مقنعا ،وإلا قتلك دون رحمة ،فهو يحبّ إبنته جدا، ولولا معرفته بقوّتي، لجاء لقتلي أيضا ،هيّا إنصرف الآن ،فليس لي ما أزيده، وليكن الحظّ معك، فالمؤكّد أنّك ستحتاج إليه كثيرا في رحلتك الطّويلة .



مشى الأمير حتّى تعب ،وقال : يا ربّي كيف سأجد ذلك الجبل الذي لم يدخله الإنس قبلي ،ثم جلس على الأرض، وأخرج الرّيشة ،وحاول أن يتخيّل صاحبتها ، فخنقته العبرات : وقال : ربّما لن أراك أبدا يا طيري الجميل ،وبينما هو كذلك ،جاءه الشّيخ ، وسأله : ما سبب بكائك؟ فقصّ عليه الفتى كلّ ما حصل له، ،رفع الرّجل حاجبيه ،وأجابه : لا تيأس يا بنيّ !!! أنا سأدلّك على مملكة الجان ، لكن أخبرني ،هل حقّا تريد أن تذهب إلى هناك؟ 



فدوننا جبال ووديان ،وغابات مليئة بالهوام والوحوش ؟ 
قال الأمير : لن أتراجع ،وسأتحمّل كل شيئ من أجلها ،صمت برهة ثم قال له : هل تعرف تلك الفتاة قبل أن تصبح طيرا ذهبيا ؟ ردّ الشّيخ : من منّا لا يعرفها ،فلا مثيل لحسنها وأدبها بين بنات الإنس والجان ،ولقد أراد أحد كبار السّحرة الزّواج منها فرفضت ،وإنتقم منها بتحويلها إلى طائر بديع اللون لكي يراها كل يوم لمّا تطير في السّماء ،وستبقى كذلك حتى يأتي أحد لتخليصها من ذلك السّحر !!! لمّا أتمّ الشّيخ كلامه ،تحوّل لفرس أبيض يخلب الأبصار ،وقال له: إصعد على ظهري ،وإنطلق يطوي الأرض طيا، أحسّ الفتى بالبهجة لقرب لقاء حبيبته التي هام بها ،وأنشد :

سآتيك يا أميرتي
على جناح الرّيح والغيوم
يا وردتي وزهرتي
وأمل حياتي
أمرض من شدّة عشقي
حينما لا أرى عينيك
وحمرة خدّيك
وأقبّل شفتيك الدّافئتين




صهل الحصان ،وحرّك رأسه لجمال الشّعر الذي يفيض حبّا ورقّة ،بعد ساعات وصلوا أمام جبل تعانق قمّته السّماء ،ويغطيه الضّباب ،رجع الشّيخ إلى شكله ،وقال للأمير لقد إنتهت مهمتي ،وعليك بمواصلة الطريق وحدك . إسمع !!! في مكان ما توجد مدينة منحوتة في الصّخر ،وملك الجان يسكن هناك ،أوصيك بالحذر من الثعابين الطائرة ،ولو عثرت عليك لمزّقتك ،وهي تخرج عادة في الليل ، إذن عليك أن تجد المدينة قبل أن ينزل الظلام ،وإن لم تكن واثقا من نفسك ،فلا تفعل ،فأنا لا أريد أن أكون سببا في هلاكك ،هل فهمت ؟
 أجاب الفتى : وما فائدة حياتي دون أميرتي ؟ قال الشيخ :إسمها نور النّدى ،ولقد أثبتت شجاعتك ،ومروءتك ،والآن أسرع ،فالجبل كبير،وليس لك الكثير من الوقت ،شرع الأمير في الصعود ،وبحث في كلّ مكان ،لكن لا شيئ ،وبعد ساعت بدأ الليل في النزول ،وتناهت إلى أذنيه رفرفة طيور كأنّها دقات طبول مزعجة ،فصرخ بفزع : ويحي إنّها الثعابين الطائرة ...
...
يتبع الحلقة 3

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-