رواية تدابير القدر الفصل الثانى 2بقلم باسم غانم

 

 رواية تدابير القدر الفصل الثانى بقلم باسم غانم


أسندت رأسها بتعب على زجاج النافذة و هى تضع يدها على فمها تمنع شهاقاتها و دموعها تنهمر ببطئ ..
لا تعرف كيف تتعامل معه ؟ !
و لكنها إن صمتت على غهانته المتكررة فسيظن إنها ضعيفة و سيتمادى !
كيف يشك بها و يصفعها أيضاً ؟
إعتدلت بهلع عندما لاحظت توقف السيارة ..
عدلّت من خمارها و أخرجت منديل ورقى من حقيبتها لتمسح وجنتها و دموعها !
نظر لها ببطئ و هو يتابع حركاتها بدون أى رد فعل ..
نزلت مسرعة ؛ لا تريده ان يرى وجهها فهى تكره الشفقة !
رفعت حقيبتها ببطئ لتنزلها أرضاً لتجده يقف أمامها ..
ظلّ ينظر لها لبرهة ليبدأ يشعر بالندم عندما وجد آثار يده على وجنتها ..
و لكنها لم تتوقف بل إتجهت بخطى سريعة بعض الشئ عرقلتها الحقيبة قليلاً مبتعدةً عنه !
و عاد الصداع ليستولى على وعيها !
شعرت أن الصورة أمامها مشوشة و إنها تترنح قليلاً ..
و لكنها لم تُرد ان تتوقف !
تقدم إليها و هو يخرج أوراق السفر من حقيبة صغيرة بيده ..
نظر فى ساعته ليقول بسرعة : لازال متبقى نصف ساعة على الطائرة , لنجلس فى أى مكان !
لقد شعرت أن جميع الأنظار موجهة لها ..
و شعرت بالحنق عليه أكثر عندما وجدتهم يتهامسون كون ان هنالك آثار صفعة على وجنتها !
توقفت عندما سمعت صوته و لكنها لم تلتف إليه ..
لاحظ هو توقفها ليتقدمها هو بخطوات واسعة نحو قاعة كبيرة ..
إستنجت هى من آثاثها و شكلها إنها قاعة كبار الزوار !
وجدته يجلس على إحدى الطاولات لتنظر للمقعد الذى يقابله فى تردد ..
لاحظ هو وقوفها و إرتجافها و التشنج البادى على وجهها ..
قال بحنق ناظراً حوله : إجلسى لا تجعليهم تحدثون أكثر !
نظرت له بعينين خائفتين و نظرت للارض بصمت !
لم يراها بهذا الضعف منذ قليل !
تنهد بقوة محاولاً الهدوء ليقول مريداً طمأنتها : إجلسى نور !
نظرت له بتردد و وضعت حقيبتها أرضاً جالسة على مقعدها ..
أرخت رأسها على المقعد مغمضة عينيها بهدوء ..
و إرتسم الألم على ملامحها !
تشعر إنها غير متزنة !
لاحظ هو هذا و لكنه لم يرسم على وجهه أى تعبير ..
بل أشار لرجل بالقدوم ليهمس له ببعض الكلمات ..
فتحت هى عينيها ببطئ لتعتقد إنه أشفق على حالها و سيطلب لها فطور !
شعرت بالجوع فور تذكرها الطعام ؛ فهى لم تتناول شيئاً من الأمس !
وقفت ببطئ دون أن تدلى بأى كلمة معلِقة أنظاره بها !
سارت بضع خطوات ليوقفها بسرعة قائلاً : إلى أين ؟ !
توقفت و لم تلتفت له قائلة فى إقتضاب : للمرحاض !
نظر لها بريبة و لكنه لم يرد !
إتجهت بخطوات بطيئة متثاقلة آثراً للصداع نحو المرحاض ..
نظرت لنفسها فى المرآة بعد أن أغلقت الباب خلفها ..
غسلت وجهها عدة مرات علّها تقلل من درجة حرارة وجنتها دون فائدة !
تنهدت بقوة و هى تجفف وجهها خارجة ببطئ ..
وجدته يحتسى الشاى متحدثاً فى الهاتف ضاحكاً !
و كإنه لم يفعل شيئاً منذ قليل !
إنتبه لعودتها كما هى إنتبهت لكلامه !
ضحك بخبث قائلاً : لا تخافى عزيزتى لن أتأخر !
رسم على وجهه إبتسامة هادئة قائلاً برومانسية :
لن أستطيع الإبتعاد فى الأساس !
إرتسم الجمود على ملامحه و هو يلقى نظرة خاطفة على نور قائلاً :
لا تقلقى سأنهى هذا الأمر بسرعة !
بعد ذلك أغلق الخط و بدأ فى تناول شطائره مع الشاى !
حتى لم يكلف نفسه بإحضار فطور لها ..
أغمضت عينيها معيدة رأسها للخلف بعد ان شعرت بالدوار ..
كانت تشعر بالحنق من مكالمته و لكنها لم تستطع مجادلته الان !
نظر إليها و هو يقف قائلاً ببرود : هيا حان موعد الطائرة !
فتحت عينيها ببطئ حاملةً حقيبتها و هى تتابع خطواته المسرعة ..
حاولت الإسراع لتلحق به و لكنها بالكاد تسير !
إلتفت خلفه ليزفر فى حنق و وقف ينتظرها فى ضجر !
ما أن أقتربت منه حتى عاد ليمنل طريقه للباب المؤدى إلى أرض المطار بعد أن أتمّا الإجراءات ..
نظرت للطائرة برهبة و هى تشد خمارها للامام آثراً للهواء الذى أعاده للخلف !
صعدت درجتين من سلم الطائرة ليلتفت لها فى حنق !
قال بنفاذ صبر منزعجاً : هيا لا أريد أن تقلع الطائرة و نحن واقفين !
نظرت له ببرود و لم تجيب بل تبعته ببطئ و خوف !
جلسا فى المقعدين المخصصن لهما ليبدأا بالسكون..
شعرت نور بقلبها يخفق عندما بدأت الطائرة فى الإقلاع ..
ربط حذامه ببطئ و ألقى نظرة سريعة عليها ..
زفر بحنق و هو يمد يديه ليربط لها حذامها ..
إنتفضت فى فزع و تفاجؤ عندما وجدت يديه على خصرها يغلق لها حذام الأمان !
نظرت له بإستنكار و زهول بينما هو نظر للامام بصمت بعدما إنتهى !
لقد أشغلها هذا عن كون الطائرة قد أقلعت !
أغمضت عينيها و هى لا تزال تشعر بالصداع ..
و تذكرت أن السبب فى كل ما هى فيه الأن هو والدها !
بل كيف يكون هذا أب ؟ !
لا بل كيف يكون إنسان ؟ !
لقد باعها بالمال لرجل فى مثل عمره !
و الأن هى تتحمل القصوة و الإهانات من هذا الشخص الذى لا تعرفه !
تمتمت بحنق قائلة : حسبى الله و نعم الوكيل !
إلتفت لها فى زهول و قد سمع ما قالت !
إحتدت نظراته و هو يتوعدها و همس قائلاً بوعيد :
سأريكى كيف تدعين علىّ ؟ !
نظرت له بسرعة متفاجئة !
و عاد الخوف ليدب فى قلبها !
هى لم تكن تقصده !
كيف تخبره بهذا !
هى تخجل من كونه والدها !
ماذا يمكن ان يفعل بها أيضاً ؟ !
كان يشعر بالحنق ؛ كيف تدعو عليه و هى تريد آذيته ؟ !
تريد سرقته و التلاعب بع و من المفترض أن يكون طوعها !
يال السخرية !
لقد قرر أن يوقفها عند حدها !
ما هى إلا دقائق معدودة حتى هبطت الطائرة ..
نزل الركاب و من ضمنهم نور و هشام !
نور التى تتمنى الوصول بسرعة لكى تنعم بقسط من الراحة ..
و هشام الذى بتوعدها بالشر !
ركبا السيارة التى كانت فى إنتظارهما و كلاً منهما يلتزم الصمت !
و لكلٍ منهما أفكاره ..
وقف السيارة امام ذلك المنتجع ليترجلا منها بهدوء ..
ما أن دخلا الغرفة المخصصة لهما ..
حتى خلعت نور خمارها و كادت أن تتوجه للأريكة بغرض أن تنام !
و لكنها فوجئت بيد هشام تمسك بذراعها و تلويه خلف ظهرها بعنف لتصرخ متألمة ..
حاولت فك قبضته و لكن دون جدوى ؛ كانت يده أقوى من يدها !
قالت برجاء متألمة : أترك يدى أرجوك !
شدّ على يدها و هو يشعر بالإنتصار قائلاً مشترطاً :
قولى إنكِ لن تتدخلين فى شئونى و لن ترفعى صوتك مجدداً !
أغمضت عينيها بقوة لتومئ بالإيجاب بتألم ..
تركها بقسوة ناظراً لها بإشمئزاز و إنتصار ..
و خطى بسرعة نحو المرحاض ..
جلست على الأريكة تدلك ذراعها بألم !
تتنهدت بقوة و هى تستلقى على الأريكة كالجنين !
وضعت كلتا يديها امام رأسعا و أغمضت عينيها معلنةً عن دخولها فى نوم عميق !
خرج بعد دقائف باحثاً عنها بعينيه ليجدها نائمة بتلك الوضعية و يبدو عليها الإعياء الشديد !
نظر لوجنتها المتورمة و آثار يده على التى لازلت واضحة عليها ..
تعجب كونها نامت فى تلك الدقائق المعدودة ليراوده شعور ظغنها فقدت وعيها ..
تقدم نحوها ببطئ ناظراً لها بترقب ..
وقف أمامها ناظراً لها بقلق ..
مدّ يده بهدوء ليضها على عنقها يستشعر نبضها ..
شعر بحرارتها المرتفعة ليبعد يده بسرعة ..
وضع يده على جبينها و من دون وعى حرك يده ليضعها على وجنتها ..
عندما تشنجت ملامحها دالةً على تألمها .. أدرك الأمر و أبعد يده مسرعاً !
ظلّ ينظر لملامحها المتألمة لفترة و ولّ وجهه عنها مدعيّاً البرود !
أمسك بهاتفه و مفاتيحه و خرج صافقاً الباب خلفه !
خليط بين الندم و الإنتصار يجتاحه !
زفر بحنق و هو يحاول إخراجها عن باله !
عاد بعد عدة ساعات ليدلف للغرفة ..
وجد الأجواء هادئة ليجبره هذا على النظر للأريكة !
وجدها لازلت نائمة ..
أفرح هاتفه لينظر للساعة بهدوء !
إنها نائمة منذ العاشرة و النصف !
أمن الطبيعى أن أربع ساعات فى الصباح ؟ !
ألقى بمفاتيحه على الطاولة و تقدم نحوها ببطئ ..
هزّها برفق قائلاً ببرود : نور .. إستيقظى !
هى لم تكن متعبة بقدر إنها ليست لديها طاقة لتستخدمها !
عندما ألحّ فى إيقاظها فتحت عينيها ببطئ ناظرةً له بعدم إدراك ..
ظلّت تنظر حولها بلى هدف بينما هو كان ينظر لها بهدوء ..
عندما رأها إستيقظت وقف بإعتدال مبتعداً عنها !
سمعت صوته و يبدو إنه يتحدث لشخصٌ ما !
و لكنها لم تستطع تفسير الكلام لعدم إدراكها و ألم أذنها ..
بعد فترة لم تعد تسمع صوته !
و لكن هنالك شئ جعلها تضطر أن تنهض ..
إعتدلت فى جلستها ببطئ و تجاهلت وجوده تماماً ..
وقفت ببطئ محاولةً إكساب نفسها التوازن الذى تفتقد إليه !
إتجهت بخطى بطيئة نحو المرحاض تحت ناظريه المترقبين ..
فور أن دخلت للمرحاض حتى رسم على وجهه الإمتعاض ..
كيف يطلب منه أخيه يحسن معاملتها ؟ !
ألا يعرف الظروف و ما كانت تسعى إليه ؟ !
حتى لو .. هو لن يستطيع ان يتعامل معها بشكل جيد !
رفع ناظريه إليها ليجد بقع مياه متفرقة على بلوزتها و تنورتها !
لمَ هى مبتلة هكذا ؟ !
أدرك مُتأخراً إنها كانت تتوضأ !
إتجهت لتمسك بخمارها و ترتديه على عجلة ..
فتحت حقيبتها ببطئ و قد لاحظ هو حركتها البطيئة ..
وجدها تُخرج المُصلاة و فرشتها أرضاً ..
و وقفت لتُصلى فى فى خشوع !
شعور غريب بالراحة إجتاحه عندما رآها تُصلى !
لقد نسى كل شئ و ظلّ شارداً فى ملامح وجهها التى ذهب عنها التشنج و الألم !
و إستنكر كيف تُصلى و هى لصة محتالة ؟ !
و قد إقتنع إنها إحدى حيلها لتجعله يصدقها و يآمن لها !
و لكن هيهات .. إنه حَذِر كثيراً !
نظر لباب الغرفة الذى طُرق ليقف بهدوء ليفتحه !
نظر للعامل الذى كان يدفع عربة الطعام التى طلبها و أعطاه بعض المال شاكراً إياه !
أدخل العربة للداخل و وضعها أمام الفراش ..
و جلس بهدوء شديد يتناول طعامه فى صمت ..
لاحظ إنها أنهت صلاتها و لكنه لم يلتفت لها , بل وقف بعد دقائق دافعاً العربة ليوقفها أمام الأريكة و قال ببرود : تناولى طعامك و سنتحدث بعدها !
نظرت له بعدم رضا و من ثم نظرت للطعام ..
قالت ببرود ناظرةً للطعام :
ماذا تغير ؟ ! ألم تقل إنك لن تنفق علىّ ؟ !
زفر بحنق و قال متوعداً : لا تمتحنى صبرى ؛ فهو منعدم عندى !
لا أحب أن أعيد كلامى مرتين , ثم أن الوضع سيتختلف عند عودتنا !
لم يخيفها كلامه أو يهزّها بل ظلّت تنظر له فى تحدٍ ..
ليُعيد قوله فى حنق : هيا تناول طعامك سريعاً !
إبتسمت ساخرة و هى تتأمل ملامحه الحانقة ..
أضافت فى تهكم قاصدة إستفزازه :
يبدو إنك أصبحت تنسى كثيراً ؛ لقد قلت تواً إنك لا تحب أن تعيد كلامك مرتين !
نظر لها و الشر يتطاير من عينيه و قبض يده فى قوة فى محاولة للتماسك !
قال بجدية و هو يلتفت عنها :
كما تريدين .. لا تتناولين الطعام و كإن أمرك يهمنى !
أضاف ساخراً : و لكن إذا سُؤلتى فيما بعد فلا تكذبى و تقولى إننى منعتكِ عن الطعام .. فيكفى ما لديكِ من ذنوب !
لقد قررت أن أفضل قرار ستتخذه معه هو أن تتجاهله !
فلن ترد عليه رد يُغضب ربها و ستجعله يشتاط غضباً من هدوءها !
سحب مقعد ليحلس قائلاً بجدية قاطباً حاجبيه :
عند وصولنا للمنزل عليكى فعل الآتى ..
أولاً .. أمى لم و لن تعرف أن أبى كان يريد أن يتزوج بكى مفهوم ؟ !
ثانياً .. من المفترض إننا زوجين أمامهم جميعاً , و تتعاملين بلطف معهم !
ثالثاً .. إن رأيتكِ فى مكانٍ واحد مع أبى دون وجودى أو وجود أخى فلن يحدث لكى خير مفهوم ؟ !
رابعاً و أخيراً .. حياتنا الشخصية لا احد يعرفها أياً كان مفهوم ؟ !
كانت تستمع لكلامه و الخوف يتملكها مما ستلاقيه هناك ..
اومأت مجيبة دون أن تُبدى أى رد فعل ..
لا لزالت لا تعرف كيف ستتعامل مع الأمور !
و هل كل عائلته متطبعين بطباعه ؟ !
عليه أن يتبع الحزم معها لإن أى خطأ و لو بسيط ستحدث بسببه عواقب جسيمة !
و هو لازال لم يعرف كل أفكارها الشيطانية بعد !
جلست على الأريكة و هى تشعر أن قدميها لم تعدان تحملانها !
دلكت رأسها و هى تشعر بالصداع !
قررت أن تخرج بعض من حيرتها الأن !
قالت بخفوت دون أن تنظر إليه :
و إلى متى سيستمر هذا الوضع ؟ !
رسم على وجهه السخرية و قال بتهكم :
فى الحقيقة لا أعلم كم من الوقت ستنعمين بهذا و لكن لا تقلقى لن يتعدى الأمر أكثر من عام !
سنقول إننا لسنا متفاهمين و سننفصل ..
تلك الكلمة و قعت على مسامعها للمرة الثانية كالصاعقة !
أومأت مجيبة بلى مبالاة و فضّلت الصمت ..
تابع هو حديثه قائلاً بوعيد : هذا غير شروطنا الأولى .. لا تغفلى عنها !
رفعت ناظريها إليه فى هدوء قائلة فى خفوت :
لا تقلق .. المهم أنت تلتزم بها !
رسم التهكم على وجهه و حرك رأسه معبراً عن ضجره ..
إستلقى على الفراش بعدها و تدثر بالغطاء جيداً ..
نظرت له بهدوء و ترقب !
ما ان أطمأنت إنه نام حتى ألق ناظريها بسرعة على الطعام ..
وقفت مسرعة متجهة إليها لتبدأ تتناول الطعام بسرعة ..
لقد كانت تشعر بجوع و وهن لم تشعر به من قبل !
و لكنها غالبت رغبتها امامه ..
لم تُرد ان تنصاع لأمر كى لا يشعر إنها ضعيفة ..
و لكنها أيقنت إنها أضعف منه بمراحل !
بنيةً و إجتماعياً و عزوةً !
نظرت له و ملامح الكره ترتسم على وجهها !
هى لا تعرف لمَ يفعل هذا بها ؟ !
ألا يكفى إنها تزوجته دوناً عن إرادتها ؟ !
أغمضت عينيها بقوة و هى تمتم بضجر !
هل كل الرجال هكذا ؟ !
فتحت عينيها ببطئ و شردت فى ملامحه ..
عينان مغلقتان بهدوء مما أعطيناه مظهراً حليماً !
إنها عكس نظراته الحادة التى تهابها تماماً !
إنتبهت بعد فترة إلى إنها أطالت الوقوف أمامه ..
حمحمت بإحراج و إبتعدت عنه مسرعة !
.
.
إستيقظت ليلاً و هى تشعر بألم شديد ..
صرخت بألم و هى ترجف منتفضة !
إعتدل فى ذعر على صوت صراخها ..
أشعل الضوء و وقف مسرعاً بإرتباك ..
هو لا يعرف ما بها او ماذا عليه أن يفعل ..
كانت تضع يديها على أذنها و هى تصرخ باكية ..
إلتفت حوله ليزفر بضجر عندما لم يجد هاتفه !
نظر لها بقلق و تقدم نحوها مسرعاً ..
أمسك بذراعيها جالساً على الأريكة ثانياً إحدى ساقيه تحته ..
هزها برفق قائلاً بخوف و هو يشعر أن قلبه يخفق :
ماذا بكى نور ؟ ! ماذا بكى ؟ 
قالت وسط صراخها : سأموت من الألم هشام .. سأموت !
نظر لها و هو يشعر ان قلبه يتقطع ندماً !
وقف مسرعاً و قال بتوتر : حسناً .. حسناً سنذهب للطبيب ..
تحملى قليلاً !
أمسك ببنطاله مسرعاً و إتجه للمرحاض على عجلة ..
إرتدى بنطاله مسرعاً و خرج راكضاً ..
نظر حوله ليمسك بخمارها و أبعد يدها بصعوبة عن أذنها و هو ينظر لها بشفقة !
ألبسها إياه بفيضوية و وضع يديه على خصرها ليساعدها فى النهوض ..
 بدأ يشعر إن تفكيره مشلول !
خرج من الفندق تقريباً و هو يحملها ..
وضعها فى السيارة برفق و إتجه ليقود مسرعاً باحثاً عن أى طبيب بعينيه !
توقف امام عيادة هذا الطبيب و نزل مسرعاً و أنزلها برفق ..
ما أن رأى الطبيب حالتها حتى أعطاها إبرة مسكنة !
بدأت تهدأص لتأخذ أنفاسها بقوة ..
نظر الطبيب لهشام بريبة و قال بتحفز : ماذا تقرب لها ؟ !
قال هشام على الفور هو ينظر لنور بقلق :
زوجها .. انا زوجها !
أدرك متأخراً إنها قال زوجها !
لم يعطى للأمر بالاً كونها حقاً زوجته حتى و لو على الورق فحسب !
و لقد فهم الأن أن سلامتها من مسئولياته !
إستيقظ على سؤال الطبيب قائلاً بحيرة :
هل وقعت على رأسها أو أصتدمت بشئ بقوة ؟ !
لم يعرف بماذا يجيبه ..
و ماذا سيقول ؟ !
و فى ماذا سيفكر بها كونه صفعها ؟ !
سمع صوتها الخافت قائلة و هى تحاول التماسك :
لقد وقعت من الفراش بالأمس !
نظر لها بزهول كونها أخفت إنه صفعها !
كان يمكنها إخباره و جعل الطبيب أيضاً يقف فى صفها !
يقف فى صفها ؟ !
هذا يعنى إنه أخطأ !
ليس كلياً و لكن هنالك خطأ يقع عليه !
تنهد الطبيب بقوة و هو يكتب بإنهماك قائلاً :
حسناً الألم سيذهب إن إتبعتى تلك الأدوية !
لا تقلقا !
نظرت له و إبتسمت بوهن ..
بينما وف هشام مسرعاً يريد أن يساعدها !
و لكنها أبعدت يده بهدوء متجهة للخارج متجاهلاه ..
لقد أهانها كثيراً دون أن تفعل له شئ !
و ايضاً لقد أصبح احد أسباب ألمها !
نظر لها بإستنكار بعدما أبعدت يده خارجة !
هو حقاً لا يفهمها !
كيف ترفض أن يساعدها ؟ !
أليس ما تسعى إليه هو أن تتقرب منه ؟ !
و ها هى الفرصة أتت إليها على طبق من ذهب !
لم تخبر الطبيب إنه صفعها !
و أبعدت يده رافضةً مساعدته !
عد تدللها أو تقربها منه بأى طريقة كانت !
خمارها , و صلاتها !
هنالك شئ هو لم يفهمه !
بعد ما كان يظن إنه يعرف جيداً كيف يتعامل مع أمثالها .. أصبح الأن معترفاً بحيرته امام أفعالها المناقضة تماماً للرغبتها !
بل إنها لن توصلها أبداً لأى نتيجة ترجوها !
تبعها بسرعة و هو يشعر ان تفكيره فى شأنها سيقضى عليه !
لقد قرر أن يتمهل و يتحرى ليعرف أسلوب تفكيرها أولاً ..
و من ثم سيحاربها بالسلاح الأنسب لها !

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-