رواية كارمن الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ملك ابراهيمالفصل السابع والعشرون امسك بها قبل ان تقترب من باب الشقه وطعنها بظهرها. صرخة مدوية خرجت منها وهي تسقط علي الارض، استمع الي صوت صرختها حارس العقار ومعه صاحب الشقه الذي جاء معه لاخذ الإيجار منها او طردها من الشقه، نظر الاثنان الي بعضهما بصدمة وتفاجأن بمن يفتح باب الشقه والدماء فوق يديه وثيابه ويريد الهرب، امسك به حارس العقار سريعا بمساعدة صاحب الشقه وتقدموا الي داخل الشقه وكانت الصاعقة رؤيتهما لسهير وهي تحتضر وتلفظ انفاسها الاخيرة علي الارض والدماء تنسال من جسدها، قام الحارس بالاتصال علي الشرطة وأخبرهم بالواقعه. ***** بعد عدة ساعات. بداخل شقة رشيد. كانت كارمن تجلس امام رشيد يتناولان الطعام معا بصمت، لم يتحدث معها رشيد منذ الأمس، كان يسترق النظر اليها بين الحين والاخر، مازال يحبها وقلبه ينبض بعشقها، لكنها دائما تألم قلبه بأفعالها الغامضه وصمتها المستمر! صدح صوت هاتفه وكسر الصمت السائد بينهما، اجاب رشيد علي الهاتف واستمع الي صوت خالد الحزين يخبره: - البقاء لله يا رشيد.. تحدث رشيد بصدمة واعتقد ان جده حدث له شئ: - مين يا خالد؟! اجاب خالد بحزن: - سهير سالم مامت كارمن.. اتقتلت النهارده في شقتها. انتفض رشيد من مكانه بصدمة وهو يحدق بـ كارمن بذهول. استغربت كارمن من رد فعله ونظرت اليه يترقب. تحرك رشيد من امامها مسرعا واتجه الي غرفة النوم واغلق عليه الباب من الداخل وتحدث بصوت منخفض: - انت بتقول ايه يا خالد؟! اجاب خالد بثقة: - زي ما بقولك كده.. طليقها الاخير طعنها بسكينه في شقتها وصاحب الشقه وامن العمارة قدروا يمسكوه وبلغوا.. لكن للأسف مقدروش يلحقوها وماتت قبل ما توصل المستشفى. استمع رشيد الي الخبر بصدمة وهو يفكر في كارمن وصدمتها الكبيرة بعد ان يخبرها بهذا الخبر الصادم، اضاف خالد بتأكيد: - كارمن لازم تيجي عشان تتعرف علي جثة مامتها وكمان عشان إجراءات الدفن والتحقيقات انت فاهم. تحدث رشيد بعتراض: - مش هينفع يا خالد.. انت عارف كارمن بتمر بإيه.. مش هتستحمل تشوف مامتها كده. تحدث خالد: - وبعدين يا رشيد.. لازم كارمن تيجي وتتعرف على جثة والدتها! زفر رشيد : - انا جايلك دلوقتي يا خالد ونحاول نشوف حل بعيد عن كارمن.. مش لازم كارمن تعرف دلوقتي اللي حصل لمامتها. تحدث خالد بقلة حيلة: - اللي تشوفه يا رشيد انا في المستشفى دلوقتي تقدر تيجي تتعرف على الجثة بما انك جوز بنتها. اغلق رشيد الهاتف وارتدى ثيابه وخرج مسرعا من المنزل دون ان يتحدث الي كارمن. تابعت كارمن ذهابه مسرعا بدهشة ثم شردت بالتفكير في والدتها وهي تتساءل بداخلها ماذا سيفعل طليق والدتها بعد تهديده لهما وعدم اعطاءه النقود التي طلبها! ***** بداخل المشفى. تعرف رشيد علي جثة سهير سالم وحزن كثيرا بعد رؤيتها، تحدث معه خالد واخبره انه سيعود الي قسم الشرطة ويبدأ التحقيق مع المتهم في صباح الغد وسيحاول الاسراع في انهاء تصريح الدفن وشهادة الوفاة ويخبر رشيد بكل التفاصيل. ذهب خالد الي قسم الشرطة وعاد رشيد الي منزله وهو يفكر كيف سيخبر زوجته بموت والدتها. عاد رشيد الي منزله ودلف غرفة النوم، كانت كارمن نائمه وتعانق جسدها بخوف، كانت مثل الطفله الصغيرة، اصبح هو الان كل شئ لها بالحياة، تساءل بداخله؛ هل يمكنه العيش معها بسلام بعد كل ما حدث بينهما؟ هل سينتهي فراقهما ويعودان عاشقان كما كانوا بالسابق بعد رحيل والدتها؟ هل بموت والدتها انتهى كل شئ تسبب في فرقهما ام هناك أشياء اخرى ستكشف في الايام المقبله؟ لقد ارهقه التفكير كثيرا واشتاق اليها كثيرا! اقترب منها وتمدد بجوارها فوق الفراش وهو يتأملها بنظرات عاشقه، هي لم تكن حبيبته وزوجته فقط، بل كانت طفلته وكل شئ له بالحياة، اشتاق كثيرا لعناقها ورؤية ابتسامتها، رفع يديه بهدوء ومسد على وجنتيها الناعمه ثم شعرها الطويل وهو يتأملها بشتياق. اقتربت منه بجسدها وكأنها تشتاق هي الأخرى لـ عناقه. فتح ذراعيه وعانقها بقوة، كانت خائفة وشعرت بالأمان عندما قربها من قلبه، همست بصوت خافت: - متبعدش عني تاني يا رشيد.. انا بموت من غيرك. عانقها بقوة وهمس اليها: - انا عمري ما بعدت عنك يا كارمن.. انتي دايما اللي بتبعدي عني. بكت بداخل حضنه وهي تتمسك به بقوة كي لا يبتعد عنها، تمسك بها هو الاخر وظل يمسد علي شعرها وهو بداخل صراع قوي بين قلبه الذي يعشقها وعقله الذي يرفضها خوفا من ان تخذله مجددا بدافع سذاجتها وضعف شخصيتها. اغمضت عيناها بداخل حضنه وهمست اليه: - انا بحبك اوي يا رشيد. رق قلبه لها وهو يستمع الي صوتها الهامس، كان يشتاق اليها كثيرا، عانقها بقوة ثم رفع وجهها اليه وتأملها بنظرات عاشقه وهمس امام شفاتيها: - انا بعشقك.. ثم قبلها بلهفة واشتياق، بادلته المشاعر واستسلمت له سريعا واصبح لا يفصلهما شئ، استطاع اشتياقهما اذابة الجليد الذي كان بينهما واكتملت علاقتهما من جديد گـ زوج وزوجة. ***** في الصباح. بداخل قسم الشرطة. دقق خالد النظر بأحد الملفات والذي يجمع معلومات عن المتهم وبه معلومة هامة عن عمله السابق مع سعد بشار. استغرب خالد من ترابط علاقة عمله بـ سعد بشار وهي نفس الفترة التي تزوج فيها من سهير سالم. دقائق قليلة ودخل العسكري بالقاتل وسمح له خالد بالجلوس وبدء الحديث معه وتسجيل بعض المعلومات الشخصيه عنه وأكد القاتل ان سهير هي من ارادت قتله وما فعله كان دفاع عن النفس وبدء في قص رواية غير حقيقية عن الحادث. شعر خالد ان هذا القاتل يخفي شئ، استخدم خالد حيلة ذكيه وتحدث الي القاتل بثقة: - عايز اقولك ان القصه اللي انت حكتها دلوقتي دي مش حقيقيه.. لان المجني عليها كانت حاطه كاميرات في كل زوايا الشقه وكل حاجة اتسجلت وشوفناك وانت بتتهجم عليها وتقتلها. انتفض القاتل بخوف قائلا: - يا باشا انا كنت بهزر معاها صدقني وكان تهديدي لها مزيف مش حقيقي. تحدث خالد بذكاء: - بس تهديدك لها كان حقيقي وده واضح جدا من كلامك معاها. تحدث القاتل بتوتر: - يا باشا دا كان موضوع قديم وصدقني انا مينفعش ابلغ عنها ولا عن بنتها اساسا! انا كنت بهددها عشان اخد منها شوية فلوس، بس هي اللي صدقت وحاولت تقتلني وانا كنت بدافع عن نفسي وغصب عني قتلتها. تحدث خالد بشك: - لا انا عايز اسمع الحكاية من الاول عشان افهم؟ طليق سهير بخوف: - انا هفهمك الحكاية كلها يا باشا وهتتأكد بنفسك ان مكنش في نيتي قتل وكان دفاع عن النفس... من حوالي اربع سنين او اكتر، الباشا اللي كان مشغلني هو اللي طلب مني العب على سهير واتجوزها وبعد كده طلب مننا نستدرج بنتها.. اصل بنتها كانت متجوزة ظابط وكان الظابط ده معلم علي الباشا والباشا كان عايز يفضحه وينتقم منه وعشان كده طلب مننا نضحك على بنتها ونجيبها شقة سهير وواحد من الرجالة لمؤخذة يعني يغتصبها ويصورها وهو معاها وننشر الصور والفيديوهات ويفضح الظابط. نظر خالد الي المتهم بصدمة وانتفض جسده وهو يتحدث بعنف: - وعملتوا ايه في بنتها؟! نظر القاتل اليه بخوف وتحدث بتلعثم: - والله يا باشا محدش قرب من بنتها.. بنتها اصلا دافعت عن نفسها وضربت الواد على دماغه وفكرت انه مات. التقط خالد انفاسه بصعوبة واردف: - يعني ايه فكرت انه مات؟! تحدث المتهم بصدق: - يومها كلمنا بنتها وقولنالها ان امها تعبانه اوي وانا اخدت سهير وخرجنا وهو كان مستنيها في البيت ولما جت حاول يعتدي عليها زي ما كنا متفقين بس هي ضربته بحاجة واغمى عليه وهي فكرته مات وانا استغليت خوفها ده وعملت اتفاق مع سهير ضد جوزها بس والله العظيم يا باشا انا مليش دعوه كله كان بترتيب سعد بشار وهو اللي طلب مني اهدد بنت سهير ونستغلها ونحط مخدرات في دولاب جوزها ونبلغ عنه وبعدها سعد بشار طلب مني اقنع بنت سهير تروحله السجن وضحكنا عليها وفهمناها انها لو راحتله هيخرج جوزها من السجن وبعد كده جالي اوامر من سعد بشار اني اطلق سهير وابعد عنها، بس بصراحة انا طمعت في فلوس سهير ونصبت عليها وخدت كل فلوسها قبل ما اطلقها وبعدها سهير اختفت هي وبنتها اربع سنين وانا انفصلت عن شغلي مع سعد بشار بعد ما عصيت اوامره وخدت فلوس سهير من غير ما هو يعرف ومن فترة عرفت ان سهير رجعت غنيه اكتر من الاول وظهرت في حفلة وهي معاها فلوس كتير وعشان كده فكرت ارجع ابتزها واطلب منها فلوس واهددها بالموضوع القديم يمكن اعرف اطلع منها بقرشين.. والله يا باشا انا مكنش في نيتي اقتلها وهي اللي صدقت وحاولت تقتلني. استمع خالد الي حديثه بصدمة وذهول. لم يتوقف المتهم عن الحديث وهو يقسم له انه قتل سهير دفاعا عن النفس، تحدث اليه خالد بفضول: - اسمه ايه الظابط اللي انتوا عملتوا معاه كده؟ اجاب المتهم بخوف: - اسمه رشيد الجبالي يا باشا بس احنا كنا بنفذ اوامر سعد بشار وملناش دعوه. تحدث خالد مرة أخرى: - والراجل اللي حاول يعتدي على مرات الظابط حصله ايه؟ اجاب المتهم بثقة: - كان جرح صغير في راسه وفاق بعدها وسعد بشار امر انه يختفي عن هنا وبعته يشتغل في اسكندرية ومعرفش بعدها حصله ايه! تحدث خالد: - عايز اعرف اسمه ايه؟ أومأ المتهم برأسه بالايجاب وتحدث برجاء: - انا قولتلك كل الحقيقه يا باشا والله انا مظلوم وكنت بدافع عن نفسي. نظر خالد الي العسكري وامره بأخذ المتهم الي الحبس مجددا. خرج المتهم من غرفة التحقيقات ونظر خالد امامه بصدمة لا يصدق كل ما سمعه الان. ***** بداخل شقة رشيد. استيقظ رشيد على صوت هاتفه يعلن عن اتصال من خالد. نظر الي الهاتف وخفض صوته ثم ابتعد عن كارمن وخرج من الغرفة لكي يستطيع الحديث بعيدا عنها. استمع الي صوت خالد وهو يتحدث اليه بنبرة حزينه وطلب منه مقابلته الان. استغرب رشيد وشعر ان هناك شئ هام يريد خالد اخباره به. عاد الي الغرفة سريعا واخذ ثيابه ودلف الي المرحاض. استيقظت كارمن لكنها ادعت النوم بخجل بعد ما حدث بينهما ليلة امس. بعد دقائق قليلة خرج رشيد من المرحاض ثم اسرع في الخروج من المنزل وذهب لمقابلة خالد في احدى الاماكن الهادئة التي اعتاد الاثنان الذهاب اليها للتحدث معا بهدوء. توقف رشيد بسيارته امام سيارة خالد، ترجل خالد من السيارة وترجل رشيد هو الاخر وهو ينظر اليه بفضول، توقف امامه خالد وتحدث بقلق: - في حاجات مهمة عرفتها وانا بحقق مع طليق سهير وانت لازم تعرفها. نظر اليه رشيد باهتمام. زفر خالد بضيق واضاف: - اول حاجة لازم تعرفها ان طليق سهير طلع واحد من رجالة سعد بشار. حدق به رشيد بستغراب: - يعني ايه!!؟ اجاب خالد بتردد: - مش عارف ابدأ منين! تحدث رشيد بقلق: - ماتتكلم يا خالد نشفت دمى..؟! نظر اليه خالد بتوتر وبدأ يخبره بكل شئ قاله المتهم. انتفض رشيد من مكانه بعد ان اخبره خالد انهم رتبوا لـ اغتصاب زوجته وتصوريها ثم اخبره انها استطاعت الدفاع عن شرفها وقامت بضرب الرجل فوق رأسه واستطاعوا بخداعها انه مات وابتزازها ان تضع له المخدرات بداخل خزانة ثيابه وابتزازها حتى تذهب لزيارة سعد بشار. جلس رشيد مكانه بصدمة بعد ما اخبره به خالد. لا يصدق ان كارمن تحملت كل هذا بمفردها، لكنه تساءل لماذا لم تخبره بكل هذا من قبل؟ من منعها من الحديث؟! تحدث خالد بحزن بعد ان اخبره بكل شئ: - كلنا ظلمنا كارمن يا رشيد وهي للاسف كانت ضحية لمجرمين معدومين الضمير وامها الله يرحمها هي السبب في كل ده. تحدث رشيد بحزن: - انا مش قادر افهم هي ليه خبت عليا كل ده! اجاب خالد بثقة: - اكيد خافت منك يا رشيد.. يعني هي فاكره انها قتلت وجوزها ظابط.. يعني اكيد هتخاف تقولك. تحدث رشيد بحزن: - انا اللي مقدرتش اكسب ثقتها كفايه يا خالد. تحدث خالد بفضول: - المهم انت بتفكر تعمل ايه دلوقتي؟ تحدث رشيد: - انت عرفت منه اسم اللي كارمن فاكره انها قتلته؟ اجاب خالد: - اه عرفت اسمه وعرفت انه في اسكندرية. أومأ رشيد برأسه بالايجاب. اضاف خالد بفضول: - طب هتعمل ايه دلوقتي.. تصريح الدفن هيخرج بكره الصبح. تحدث رشيد بحزن: - ربنا يرحمها هي اللي كانت السبب في كل اللي حصلنا ده. تحدث خالد: - كارمن لازم تعرف يا رشيد وكمان لازم ناخد اقوالها بكره على الاقل. أومأ رشيد برأسه بالايجاب: - حاضر يا خالد انا هحاول اقول لـ كارمن. خالد: - والكلام اللي طليق مامتها قاله؟ هتقولها انك عرفت؟ اجاب رشيد: - لا يا خالد.. مش قبل ما اوصل للي حاول يعتدي عليها وهي فكرت انها قتلته.. انا لازم اعلم كارمن تثق فيا. أومأ خالد برأسه: - اللي تشوفه يا رشيد.. وانا هخلصلك كل الإجراءات وان شاء الله بكره تيجي تستلم تصريح الدفن. أومأ رشيد برأسه بالايجاب وشكره علي مساعدته ووقف شاردا فيما اخبره به خالد. الان تأكد من برائة كارمن. ***** بعد عدة ساعات وقبل ان يعود رشيد الي المنزل. تحدث الي جد كارمن واخبره بوفاة والدة كارمن وطلب منه ان يأتي في الصباح لحضور مراسم الدفن. ثم عاد الي منزله وهو يفكر كيف سيخبر كارمن بموت والدتها. كانت كارمن تجلس شارده امام التلفاز، تفكر فيما حدث بينها وبين رشيد، وتفكر في والدتها وتتساءل بداخلها ماذا فعلت والدتها مع طليقها وهل اعطته النقود التي طلبها ام سينفذ تهديده ويخبر رشيد بكل شئ. لا تريد ان تخسر رشيد مجددا. بعد الكثير من التفكير قررت ان تواجه مشكلتها وتخبر هي رشيد ويحدث ما يحدث لم تعد تبالي بشئ! لقد خسرت كل شئ ولم يعد هناك شئ لتخسره مجددا. دلف رشيد الشقه واقترب منها وهو في حيرة ولا يعلم من اين يبدأ الحديث وكيف يخبرها. كانت كارمن في نفس الحيرة وتحدثا الاثنان معا في نفس اللحظة: رشيد: في حاجة مهمة عايز اقولهالك. كارمن: في حاجة مهمة عايزة اقولهالك. نظر الاثنان الي بعضهما بدهشة وتأملها رشيد بدهشة قائلا: - حاجة ايه اللي عايزة تقوليها؟! تحدثت كارمن بتوتر: - قول انت الاول كنت عايز تقول ايه؟ اغلق التلفاز وجلس امامها وهو يحدق بها باهتمام قائلا: - مش مهم انا كنت عايز اقول ايه.. المهم انتي عايزة تقولي ايه.. اتكلمي يا كارمن وانا هسمعك. توترت كثيرا ثم خفضت وجهها وهي تفرك بيديها بقوة وتحدثت بصوت هامس: - انا عايزة اعترفلك بحاجة.. أومأ برأسه وتحدث: - قولي انا سامعك؟ اغمضت عيناها لكي تشجع نفسها علي الحديث ثم تحدثت بصوت قوي وسريع حتى لا تخف مجددا وتتوقف عن الحديث كما كان يحدث معها دائماً: - انا السبب في كل اللي حصلك.. انا اللي حطيت المخدرات في دولابك.. ثم رفعت عيناها اللامعة بالدموع ونظرت اليه واضافة: - بس صدقني كان غصب عني.. انا مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل. لم يتفاجئ من حديثها كما كانت تتوقع، بل استقبل حديثها بهدوء وتحدث: - مين اللي طلب منك تعملي فيا كده؟ بكت واجابة: - ماما وجوزها.. هما اللي طلبوا مني اعمل كده وماما فهمتني ان انت مش هتتأذي.. قالتلي ان انت هتاخد جزا في شغلك بس ومش هيحصل اي حاجة. استمع اليها بدون رد فعل غاضب وهذا ما استغربته كارمن وشعرت انه يعرف كل شئ واعتقدت ان طليق والدتها نفذ تهديده لوالدتها واخبره بكل شئ. كارمن بستغراب: رشيد انت ليه مش متفاجئ من كلامي؟! تأملها بصمت، شعرت بالقلق اكثر وتحدثت بسذاجتها المعتادة: - انت قابلت طليق ماما؟.. هو قالك حاجة؟! تحدث بهدوء: - مش فاهم.. هو كان بيهددك بحاجة؟ خفضت وجهها وتحدثت بتوتر: - ايوه.. ثم صمتت قليلا ثم اردفت بخوف: - طلب من ماما فلوس وهددها لو مخدش الفلوس هيبلغ عني وهيقولك كل حاجة. تحدث بغضب مكتوم: - هيقولي ايه بالظبط؟ نظرت اليه بتوتر، لا يمكنها التراجع الان، كان قلبها علي وشك التوقف من شدة الخوف لكنها بدأت الحديث وعليها التخلص من خوفها الان: - هيقولك ان انا قتلت. حدق بها بصدمة، بكت بحزن ونظرت الي يديها وهي تتذكر دماء الرجل الذي قتلته وبدأت في قص عليه كل ما حدث معها. انهارت في البكاء وهي تتذكر ما حدث في الماضي وتخبره كل شئ بحزن وندم. نظر اليها بحزن قائلا: - لو كنتي حكتيلي اللي حصل معاكي ده وقتها اكيد مكناش هنوصل للي وصلناله دلوقتي. شحب وجهها بخوف وتحدثت بتلعثم: - خوفت اقولك.. صدقني انا كتير حاولت اقولك بس خوفت. تحدث بحزن: - خوفك مني ملوش غير معني واحد.. ان انتي عمرك ما وثقتي فيا. نظرت اليه بحزن وهي تبكي: - انا عشت عمري كله مسجونه جوه الخوف.. خوفي هو اللي كان بيتحكم فيا... كتير اتمنيت ان يكون عندي القوة واقدر اهزم خوفي وانتصر عليه.. بس كان دايما هو اللي بينتصر عليا وانا كنت بخسر.. خسرتك وخسرت حبك ليا وخسرت ابني وخسرت اربع سنين من عمري.. خسرت حاجات كتير بسبب خوفي وجه الوقت اواجه خوفي وكفايه خسارة لاني تعبت ومبقتش هتحمل خسارة تانيه. هز رأسه بحزن وهو يتأملها: - في حاجة كمان خسرتيها.. حدقت به بدهشة، تنهد بتعب ثم التقط نفسا عميق: - مامتك.. حملقت به بصدمة واعتقدت ان والدتها فعلت شئ اخر، تنفس مرة أخرى بعمق واضاف: - مامتك اتوفت امبارح.. وتصريح الدفن هيكون جاهز بكره الصبح. Malak Ibrahim يتبع... ✍️ الفصل الثامن والعشرون من هنا |
رواية كارمن الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ملك ابراهيم
تعليقات