رواية كارمن الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ملك ابراهيم



رواية كارمن الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ملك ابراهيم 





الفصل_24


- عايزك تعرفي اني مصدقتش لحظة واحدة انك ممكن تخونيني وتكوني السبب في كل اللي حصلي.

بكت وهي تخفي بداخلها سر كبير جعلها تعيش حياة من الخوف والهلع، لا يمكنها اخباره بشئ، تخاف ان يعاقبها على ما فعلته ويضعها خلف القضبان الحديدي لتنتظر الحكم عليها بالموت او قضاء عمرها بالسجن حتى تموت.

ابتعد عنها وقبل أعلى رأسها مرة أخرى وهمس اليها بحنان:
- حاولي تنامي شويه وارتاحي.

أومأت برأسها وهي مازالت تبكي، جفف دموعها بيديه ووضع الغطاء فوقها باحكام، اغمضت عيناها تدعي النوم امامه، نظر اليها بحزن ثم خرج من الغرفة ليتركها تنام براحة.

فتحت عينها عقب خروجه من الغرفه وبكت بصوت مكتوم، تخشى ان يعلم الحقيقه ذات يوم، تعلم جيدا ان رشيد سيبحث عن الحقيقه ولن يهدأ حتى يعرف ماذا حدث. اغمضت عيناها مرة أخرى وهي تعود الي الماضي بذاكرتها وتذكرت ما حدث معها بعد ثلاثة شهور من زواجها من رشيد... ✋

لم ترى والدتها منذ زواجها من رشيد، حاولت الكثير من المرات الاتصال بها والاطمئنان عليها لكن والدتها رفضت الحديث معها وحرمت عليها رؤيتها بعد ان تزوجت رغماً عنها. 

ذالك اليوم كانت هي بالجامعه ورشيد بعمله، رن هاتفها برقم والدتها، فرحت كثيرا ان والدتها تتصل بها واعتقدت انها اشتاقت اليها كما اشتاقت كارمن اليها وردت عليها سريعا بسعاده لكنها سرعان ما بهتت ملامحها بقلق عندما استمعت الي صوت رجل يتحدث اليها ويخبرها ان والدتها مريضه بالمنزل وتريد رؤيتها على الفور. 

لم تفكر لحظة واحدة من هذا الرجل الذي تحدث اليها من هاتف والدتها، فقط ركضت من الجامعه وصعدت بداخل اول سيارة اجرة في طريقها وذهبت الي منزل والدتها في أسرع وقت. توقف عقلها تماما عن التفكير فقط تريد الاطمئنان علي والدتها. 

ركضت الي منزل والدتها وطرقت على الباب بقوة. 

فتح لها الباب رجل بملامح مخيفه مثل المجرمين وقطاع الطرق! نظرت اليه بخوف وتحدثت بتلعثم:
- حضرتك مين؟! هي ماما فين؟ 

تأملها من الأعلى الي الاسفل بنظرات وقحة متفحصً جسدها واجاب عليها:
- جوه تعبانه اوي وعايزة تشوفك بسرعه. 

لم تفكر لحظه واحدة وركضت الي غرفة والدتها. حدقت بالفراش بصدمة عندما رأته فارغًا، التفت لكي تسأله عن والدتها لكنها تفاجأت به يقف خلفها مباشرة وينظر اليها بنظرات وقحة. 

تراجعت الي الخلف قليلاً مبتعدة عنه وسألته بخوف وجسدها يرتجف بشدة:
- ماما فين؟! 

اجاب عليها ساخرًا:
- وانتي عايزة ماما ليه.. اللي هيحصل بينا دلوقتي مينفعش ماما تشوفه! 

حدقت به بصدمة وتراجعت اكثر الي الخلف وهي تتحدث بخوف:
- يحصل ايه.. 

ثم ارتفع صوتها وهي تصرخ بهلع:
- ماماااا

لم يجيب عليها احد! وهو ينظر اليها ويتأمل جسدها بوقاحة ويقترب منها بخطوات بطيئة قائلا:
- متتعبيش نفسك يا جميل.. امك مش هنا. 

بلعت ريقها بخوف واشارة اليه بتحذير:
- طب لو سمحت ابعد عن طريقي عشان امشي من هنا. 

تحدث ساخرًا وهو ينظر بطرف عينيه الي الكاميرا الصغيرة المثبته بالحائط:
- ما انتي هتمشي من هنا.. بس لما اخد اللي انا عايزه الاول. 

ازداد رعبها اكثر وهو يقترب منها، صرخت بخوف وحاولت الركض خارج غرفة والدتها، امسك بها بقوة ومنعها من الخروج من الغرفة وحملها بقوة الي الفراش، كانت تصرخ بكل صوتها ولا احد يجيب علي صراخها، حاولت الدفاع عن شرفها بكل قوتها، كانت تركله بقدميها وذراعيها وتصرخ وتبكي لكنه كان الاقوى منها. 

لم تستسلم له وقامت بركله بقوة ودفعه بعيدا عنها وركضت مسرعه خارج الغرفة، لحق بها مسرعا وامسك بها مرة أخرى وهي تصرخ ولا تجد احد يأتي لأنقاذها، دفعته بعيدا عنها مرة اخري ولم تشعر بشئ الا وهي تأخذ احد التحف من فوق الطاولة وقامت بضربه بقوة فوق رأسه، شعر بدوار خفيف اثر الضربه لكنها لم تستسلم وكررت الضربة اكثر من مرة بطريقه سريعه فوق رأسه حتى سقط امام عينها علي الارض ودماءه تسيل من رأسه. 

القت ما بيدها ارضًا بجواره وهي تنظر اليه بصدمة، الدماء جعلتها في حالة من الذهول.

جلست علي الارض امامه تنظر الي جسده الهامد امامها. تجمدت قدميها من الصدمة ولم تستطيع التحرك من مكانها. 

لم تعلم كم من الوقت وهي علي هذه الحالة حتى عادت والدتها الي المنزل ومعها زوجها الجديد. 

شهقت سهير بصدمة بعد رؤيتها لـ ابنتها تجلس بمنتصف الشقه صامته وامامها جسد رجل ينزف الدماء. 

ركضت اليها سهير بصدمة تتحدث اليها بهلع:
- كارمن!! ايه اللي حصل ؟ مين الراجل ده؟! 

ركض زوج سهير الي جسد الرجل وتفحصه ثم تحدث الي سهير بصدمة:
- نهار اسود بنتك قتلته!

التفتت سهير تنظر اليه بصدمة وصرخت به:
- ده مين اصلا وازاي دخل هنا!! ؟

ثم نظرت الي ابنتها مرة أخرى وتحدثت اليها بصراخ:
- مين ده يا كارمن؟ انتوا ازاي دخلتوا هنا وايه اللي حصل؟! 

نظرت كارمن الي والدتها وتحدثت ببكاء:
- انا قتلته؟ 

حدقت بها سهير بصدمة قائلة:
- هو مين ده؟ 

بكت كارمن ولم تستطيع الحديث. وقف زوج سهير وتحدث اليها:
- الراجل مات يا سهير.. هنعمل ايه؟! 

نظرت اليه سهير بصدمة ثم نظرت الي ابنتها وتحدثت بتوتر:
- مش عارفه.. انا اصلا مش فاهمة ايه اللي حصل وازاي ده دخل هنا؟ .. 

ثم نظرت الي ابنتها وتحدثت اليها مرة أخرى:
- كارمن.. قوليلي ايه اللي حصل؟ مين الراجل ده وليه قتلتيه؟! 

كانت كارمن تبكي وتعانق جسدها بخوف وهي تنظر الي جثمان الرجل، اجابة علي والدتها بتلعثم:
- مش عارفه ده مين.. هو كلمني من تليفونك وقالي انك تعبانه. 

حدقت بها سهير بصدمة، توتر زوج سهير وتحدث اليها:
- مش وقته الكلام ده يا سهير.. احنا لازم نلاقي حل بسرعه. 

نظرت اليه سهير وتحدثت بقلق:
- مفيش حل غير اننا نبلغ الشرطة! 

تحدث زوجها بقلق:
- لا شرطة ايه!.. لو بلغنا الشرطة كلنا هنروح في داهية ومش بعيد بنتك تتعدم فيها وانتي كمان تاخدي مؤبد عشان الجريمة دي حصلت في بيتك. 

شهقت سهير بصدمة وتحدثت بقلق:
- والحل ايه دلوقتي؟! 

نظر زوجها الي جسد الرجل وتحدث:
- لازم ننقل الجثة دي بعيد عن هنا وبكده محدش هيعرف مين القاتل. 

نظرت اليه سهير بدهشة قائلة:
- هننقله من هنا ازاي مش فاهمه.. 

ثم تعصبت واضافة:
- انا دماغي خلاص وقفت عن التفكير مش قادرة افكر. 

تحدث اليها زوجها:
- حاولي تهدي انتي خالص وخدي بنتك جوه وخليها تهدا كده وتغسل ايديها ووشها وانا هتصرف. 

حدقت به سهير بستغراب ثم أومأت برأسها واقتربت من كارمن وتحدثت اليها:
- كارمن تعالي معايا ندخل جوه احنا. 

نظرت اليها كارمن وهي تبكي واردفت:
- مش حاسه برجلي يا ماما. 

زفرت سهير بعصبيه قائلة:
- وده وقته تجيلك الحالة الزفت دي! 

اقترب زوج سهير منها قائلا:
- انا ممكن اشيلها ادخلها جوه لو مش قادرة تقف على رجليها. 

رمقته سهير بغضب قائلة:
- لا خليك انت شيل المصيبة التانيه ده وخلصنا منه. 

ثم تحدثت الي كارمن:
- حاولي تقومي معايا يا كارمن وانا هسندك لحد جوه. 

مدت يديها لـ ابنتها واستندت كارمن عليها ورفعتها سهير بكل قوتها عن الأرض واخذتها الي داخل غرفة كارمن القديمة. 

ساعدتها حتى الفراش، جلست كارمن فوق الفراش وهي تبكي وتتحدث الي والدتها:
- يعني هو مات بجد يا ماما؟ 

نظرت اليها والدتها وتحدثت بغضب:
- انا مش فاهمه انتي ايه اللي جابك هنا! ودخلتي هنا ازاي انتي والمصيبه ده؟! 

اجابة كارمن وهي تبكي بخوف:
- هو كلمني من تليفونك وقالي انك تعبانه وانا جيت بسرعه عشان اطمن عليكي وهو كان موجود هنا لوحده وحاول.....

حدقت بها والدتها بصدمة:
- حاول ايه؟! 

اجابة كارمن بخوف وبكاء:
- حاول يغتصبني يا ماما وانا كنت بدافع عن نفسي والله مكنش قصدي اقتله. 

حدقت بها والدتها بذهول ثم ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تفكر في حديث ابنتها! تعلم جيدا ان كارمن لا تكذب ودائماً تقول الحقيقه، وضعت يديها فوق رأسها بعد ان توقف عقلها عن التفكير، لا تفهم شئ من ما حدث! تتذكر انها لم تجد هاتفها منذ الصباح واصرار زوجها على خروجهما من المنزل في هذا الوقت زرع الشك بقلبها.

نظرت اليها كارمن وهي تبكي قائلة:
- هما هيموتوني يا ماما عشان قتلته؟ انا مكنش قصدي والله.. انا كنت بدافع عن نفسي.

نظرت اليها سهير بصمت وهي تفكر ماذا تفعل الان وكيف تواجه زوجها بشكوكها به انه هو من رتب لكل ذالك! نظرت كارمن امامها وتحدثت بخوف:
- اكلم رشيد واقوله اللي حصل؟

صرخت بها والدتها:
- رشيد مين اللي تكلميه انتي اتجننتي! انتي ناسيه ان رشيد ظابط، يعني هو اول واحد هياخدك من ايدك لحبل المشنقه!

بكت كارمن اكثر بخوف، زفرت سهير بغضب وتحدثت اليها بعصبيه:
- كفايه عياط بقى وترتيني وتعبتي اعصابي ارحميني.

وقفت سهير من مكانها واضافة بغضب:
- حاولي تقومي تغيري لبسك ده.. لسه ليكي هدوم هنا في الدولاب بتاعك.. خدي اي حاجة البسيها واغسلي وشك وايدك وانا هخرج اشوف المصيبه اللي برا.

خرجت سهير من الغرفة واغلقت الباب على ابنتها، ارتمت كارمن فوق الفراش وهي تبكي بخوف.

اقتربت سهير من زوجها وهو يقوم بتنظيف الدماء من فوق الارض، وقفت امامه وهي تنظر الي جسد الرجل علي الارض وتحدثت:
- هنعمل ايه دلوقتي؟

اجاب عليها وهو ينتهي من تنظيف الدماء:
- انا كلمت رجاله اصحابي هيجوا يشيلوه ويرموه في اي مكان مهجور بعيد عن هنا.

حدقت به بصدمة قائلة:
- وأصحابك هيشيلوه ازاي.. وبعدين هما مش ممكن يبلغوا عننا؟!

نظر اليها بثقة قائلا:
- دول اصحاب عمري وانا واثق فيهم متقلقيش.

وقفت تنظر اليه بدهشة، تسلل الي داخلها الشعور بالخوف، يبدو انها تزوجت من زعيم عصابه. لم يمر علي زواجهما سوى اسبوع واحد وكل يوم تكتشف انها اخطأت في الاختيار هذه المرة!

دقائق قليلة ورن جرس الباب، انتفض جسد كارمن بداخل غرفتها، جلست سهير مكانها تتابع ما يحدث، ذهب زوج سهير وفتح الباب لاصدقائه. كانوا يرتدون الزي الرسمي لرجال الاسعاف وجاؤ بسيارة الاسعاف حتى لا يشك بهم احد، حدقت بهم سهير بدهشة! كيف استطاع زوجها ان يرتب لكل هذا ويأتي اصدقائه في زي رجال الاسعاف وهم علي كامل الاستعدادات بهذه السرعة! شعرت انها وسط مجموعه من المجرمين. 

استقبل زوجها اصدقائه وتحدث إليهم:
- بسرعه يا رجاله عايزكم تاخدوه من هنا وميظهرلوش اثر. 

اقترب اصدقائه من الجثمان وحملوه واخذوه بطريقه تبدو لمن يراهم انهم يأخذون مريض الي المشفى. 

جلست سهير بصدمة تتابع ما حدث أمامها، اغلق زوجها الباب خلف اصدقائه بعد ذهابهم وعاد اليها وكأن شئ لم يحدث! حدقت به صدمة قائلة:
- هو ايه اللي حصل ده؟ ازاي قدرت تتقف معاهم بالسرعه دي انهم يجيو بسيارة اسعاف ولبسهم وكل حاجة بتآكد انهم مسعفين؟! 

اجاب عليها زوجها:
- انا حاولت احل مشكله بسرعه عشان انتي وبنتك متتأذوش. 

وقفت من مكانها واقتربت منه وتحدثت اليه بمكر:
- انا سألت بنتي ايه اللي حصل وقالتلي ان الراجل ده كلمها من تليفوني وقالها اني تعبانه وعايزه اشوفها ضروري وعشان كده كارمن جت بسرعه ولقته هنا في البيت وهو اللي فتحلها وكمان حاول يعتدي عليها! 

بلع زوجها ريقه بتوتر وهو يستمع الي حديثها، حدقت به سهير اكثر واضافة:
- تفتكر مين اللي سمحله يدخل بيتي وكمان كان عنده الجرءه انه يعمل كده في بنتي! 

نظر اليها زوجها وتحدث بتوتر:
- قصدك ايه يا سهير؟! 

اجابة بقوة:
- قصدي ان اللي حصل ده انت لك يد فيه.. انت اللي اصريت اننا نخرج من البيت في الوقت ده ولما اكتشفت اني نسيت تليفوني في البيت هنا وقولتلك ان انا عايزة ارجع اخده انت منعتني.. وكمان اللي انت عملته دلوقتي انت والعصابه اللي معاك! كل دي حاجات لازم تشككني فيك. 

نظر اليها بصدمة ثم ابتسم ساخرًا:
- برافو عليكي يا سهير.. اسمع ان طول عمرك ذكيه! 

حدقت به بصدمة وتحدثت اليه بعصبيه:
- يعني انت فعلا اللي رتبت لكل ده؟!.. طب ليه؟ ايه اللي كنت هتستفاده لو الحيوان اللي انت بعته ده قدر يعتدي على بنتي؟! 

اجاب عليها ببرود:
- مش انا اللي كنت هستفاد يا سوسو.. انا كنت بنفذ اوامر مش اكتر.. وبسبب الغبي اللي مات ده كل الخطط بتاعنا هتتغير. 

حدقت به بذهول قائلة:
- خطط ايه؟ انا مش فاهمه حاجة؟ ايه علاقة بنتي بكل اللي انت بتقوله ده؟! 

اجاب عليها:
- بنتك متهمناش في حاجة.. كل الحكايه ان الباشا اللي بشتغل معاه وخيره عليا، له حساب كبير مع جوز بنتك وكل اللي حصل ده كان لتصفية الحساب مش اكتر.

حدقت به سهير بذهول قائلة:
- يعني انت اتجوزتني عشان تصفوا حساباتكم مع جوز كارمن؟!
الكاتبة_ملك_إبراهيم
🙂🙂
 يتبع

الفصل الخامس والعشرون من هنا

 

تعليقات



×