رواية ومقبل علي الصعيد الجزء الثاني 2 وهام بها عشقا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم رانيا الخولي



رواية ومقبل علي الصعيد الجزء الثاني 2 وهام بها عشقا الفصل السادس والعشرون 26 بقلم رانيا الخولي 





 اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
وهام بها عشقًا
رانيا الخولي
الفصل السادس والعشرون
……

تمت مداهمة عملية التسليم من قبل الشرطة فلم يكن هناك متسع للفرار
مما جعل الجميع يستسلم لمصيرهم إلا من خليل الذي رفض الاستسلام
لكن الشرطة حاوطته من كل جانب فلم يستطيع الفرار فينظر بغضب لمهران الذي وقف هادئًا بينهم فيعلم حينها أنها خطة مدبره منه للإيقاع بهه فغمغم بغضب
_ عملتها ياابن الهواري.
زم مهران فمه باستياء مصطنع وتمتمت بروية
_ معلش بقا الظروف بتحكم.
تم وضع القيود في ايديهم وقاموا بوضعهم في السيارة تحت نظرات مدحت المنتصرة
تقدم مدحت من مهران وقال بمغزى
_ ضربة معلم بصراحة وفلت من تحت ايدي.
ضحك مهران وتحدث بحبور
_ تقول ايه بقا في ابن الهواري، ابن جان.
رفع مدحت حاجبيه وتحدث بمغزى
_ أوعى تفتكر إني هسيبك هفضل أتابعك لحد ما أتأكد إنك ماشي سليم.
_ لأ من الجهة دي اطمن بس في حاجة أخيرة هعملها قبل ما ارتاح منك نهائي 
وقبل أن يفهم مدحت ما ينتويه مهران حتى تفاجئ بلكمة قوية اصابت وجه مدحت فيرتد للخلف من قوتها 
وضع يده بجانب فمه ليجد الدماء تسيل منها غمغم محتدًا
_ ياابن الـ…… الهواري 
مسد مهران يده وتحدث بقوة 
_ عشان اتعديت على حرمة بيتي ولو كنت عملتها بدري شوية كان زماني مخلص عليك.
عاد مهران لثباته وتركهم متوجهاً لسيارته كي يعود إليها فقد انتهت مهمته عند تلك النقطة.
……….

كان مقيدًا في كرسية وقلبه الذي تزداد وتيرته قلقًا عليها؛ لا يرحمه
ماذا فعل عمه بها؟ 
عينيها وهي تستجدية أن ينقذها لا تترك مخيلته
خذلها مرة أخرى وهو يقف عاجزًا أمام عمه 
لكنه تلك المرة تركها كي لا يثير غضبه أكثر فيقوم بقتلها وستكون فرصة للتخلص من كلاهما 
دلف صالح وهو يقول بيأس
_ بحاول أكلمهم بس تليفونهم مقفول
لن يستطيع البقاء اكثر من ذلك فقال بأمر
_ فكني.
_ ما تصبر شوية لحد ما نعرف مكانها، عمك ممكن يرجع دلوقت هما زمانهم خلصوا التسليم وجاي.
_ قلتلك فكني.
تقدم منه صالح ليحل قيوده ثم هم بالخروج لولا مداهمة بعض الرجال للمكان وأخذوا يبحثون في كل مكان فسألهم سليم بدهشة
_ انتم مين؟
قال وهدان وهو يظهر من خلف رجاله
_ انا وهدان وجاي بأمر من مهران بيه عشان أخد ست مرح.
عقد حاجبيه مندهشًا وسأله
_ تاخدها فين؟ وبصفته أيه؟
نظر وهدان لرجاله كي يفتشوا المكان بدقة أكثر ثم تحدث باطراق
_ عمك اتقبض عليه في مداهمة من المركز ودلوقت مطلوب مني إني اسلم مراته لبنت عمها 
عاد الرجال خاليين الوفاض وسليم في صدمة كبيرة لا يعرف ماذا يفعل فيها.
_ ملقناش حد
سألهم وهدان 
_ دورتم كويس.
اجاب أحدهم
_ ملهاش اثر هنا
عاد سليم لوعيه وغمغم بعدم استيعاب
_ مش معقول
نظر إلى وهدان وسأله بشك
_ ومهران؟
_ مهران بيه خارج الموضوع لإن الشحنة كانت جاية لعمك ومعنديش كلام تاني اقوله
خرج وهدان كي يبحث عنها في مكان آخر أما سليم فقد الجمته الصدمة وجعلته غير مدركًا لما يحدث
عليه أن يقاوم كي يبحث عنها قبل عثور رجال مهران عليها.
نظر إلى صالح وسأله
_ فين عربيتي؟
_ انا خليت حافظ يرجعها الفيلا وكان فيها أخوها 
بس انا معايا العربية التانية.
_ هات المفاتيح
أخذها منه ثم خرج مسرعًا كي يبحث عنها والقلق ينهشه
ظل يبحث في كل مكان ولا يجد لها أثر
حتى تذكر ذلك المخزن القديم الذي تركوه منذ اعوام لبعد المسافة
نفى وجودها فيه وظل يحاول التفكير لكن عبثًا لا يوجد غيره
انطلق إليه وظل طوال الطريق يدعوا ألا تكون به، فهو محاط بالخطر من كل جانب 
تحسس سلاحه الذي اخذه من صالح ودعى بداخله أن تكون بخير حتى يصل إليها 

أما هي فقد كانت تستمع إلى عواء الذئاب وجسدها ينتفض بخوف
البرودة قاسية وتلك الاشياء التي تزحف على أقدامها ترهبها
وذلك الظلام الحالك يطغى بسطوته عليها
وقلقها على من أحبت يكاد يدفعها للجنون 
ظلت تدعوا ربها أن ينقذهم 
حتى شعرت بصوت من خلفها جعل قلبها يرتعد بخوف
استدارت ببطئ وهي مستنده على ذراعيها لتتقابل عيونها مع تلك العيون التي تحاكي الموت وأنياب حادة قاسية تتوعد لها ازدردت لعابها بصعوبة ولعباه هو يسيل بلذة من فمه 
هل هذه ستكون نهايتها؟
عاشت منبوذة وماتت خائنه القيت للذئاب.
كانت أقدامه تتقدم منها وكأنه يتلاعب باعصابها ويتلذذ بذاك الخوف الذي يراه بها
اهتزت نظراتها وشريط.حياتها يعاد أمامها بتلك اللحظة
ضحكاتها مع والديها 
بكاؤها عليهم 
عذابها في منزل عمها والاشد منه في منزل زوجها
لم تجد ما يجعلها تتشبث بالحياة لأجله
أخيها تعلم جيدًا بأن مهرة لن تتركه 
وسليم سينجوا بوفاتها فهو البسمة الوحيدة في حياتها
فلتستسلم للموت فهو الارحم لها الآن
هم الذئب بالهجوم عليها لولا تلك الرصاصة التي استقرت ما بين عينيه وسقط قتيلاً بجوارها 
لم تحرك ساكنًا بل ظلت على وضعها تنظر إلى الأمام وكأنها بين انياب ذلك الذئب ينهش بها حتى انها شعرت بأنيابه تخترقها 
تقدم منها سليم وعينيه تجول عليها كي يتأكد من سلامتها وتمتم بخوف
_ مرح انتي كويسة؟ فيكي حاجة؟
صوته لم يساعدها على التركيز فلم تنتبه له 
ادار وجهها إليه وتحدث بقوة
_ مرح متخافيش انتي بخير وخلاص الكابوس انتهى.
لم تهتم وظلت على حالها
ازداد قلقه عليها وقام بحملها والخروج منها من ذلك المكان لكن رجال مهران الذين احاطوه لم يتركوا له الفرصة فتقدم منه وهدان قائلاً
_ سيبها ياسليم بيه هي دلوقت في امانتنا.
كانت مستسلمة بين يديه ترفض العودة إلى تلك الحياة البائسة لكن سليم غمغم بغضب
_ أبعد من قدامي.
تحدث وهدان بجدية
_ بلاش تخليني أخدها بالغصب، مينفعش إنك ترجعها البيت بعد اللي حصل، هي دلوقت محتاجه بنت عمها.
نظر سليم إليها فيشعر بغصة مؤلمة في قلبه على حالها، فهو محق لن يعيدها إلى ذلك المنزل بقسوته لكنه يقسم لها الآن بأنه سيعيدها إليه لكن كأميرة
جذبها لصدره أكثر وذهب بها إلى سيارته كي يعيدها لوعييها 
ولم يقف وهدان أمامه بل تركه يفعل ما يريد
تقدم منها أكثر وهو يجبرها على العودة
_ مرح فوقي انتي بخير فوقي عشان خاطري وعشان خاطر أخوكي
كان صوته يأتي من البعيد وكأنه يأتي من عالم أخر
لكنه عالم بغيض لم ترى منه سوى القسوة
يتردد صدى صوت محبوبها لكن لا تريد الذهاب إليه 
لكنها مجبرة على العودة لأجل أخيها 
تساقطت دموعها وهي ترمش بعينيها دلالة على عودتها
أغمض سليم عينيه براحة عندما استردت وعيها وتمتم بروية
_ الحمد لله 
وكأنها انتبهت لوجوده فتطلعت إليه تجوب ملامحه تتأكد حقا من وجوده 
هل ما تراه حقيقة؟
هل عاد حقًا إليها سالمًا؟
وهي هل مازالت على قيد الحياة؟
وكأنه علم بها إذ قال بهدوء
_ اطمني انتي كويسة والكابوس انتهى خلاص
_ انتهى؟
أومأ بعينيه بحزن وأكد لها
_ عمي اتقبض عليه بتهريب سلاح 
صدمة اخرى تلقتها في ذلك الرجل وعتاب آخر ينضاف إليه لتركها والتخلي عنها لذلك الرجل 
فقالت بجمود
_ عايزة أخويا.
اومأ لها وتحدث بتفاهم
_ اخوكي في البيت هوديكي عنده.
هزت راسها بنفي 
_ مش هدخله تاني انا هاخده ونمشي من البلد.
تنهد بتعب شديد وتمتم بهدوء
_ مش هينفع تخرجي من البلد وانتي بالحالة دي، مهرة مستنياكي خدي اخوكي وروحي عندها لحد ما الأمور تتحسن وبعدها هسيبك تمشي 
لم يمهلها فرصة للاعتراض وانطلق بالسيارة وخلفه رجال مهران
كانت تنظر من النافذة بشرود وهو يراقبها بعينيه ودموعها التي تتساقط بغزارة تدمي قلبه
وصلو إلى المنزل ولم تقبل بالولوج إليه ظلت في السيارة حتى دلف ليأخذ أخيها ثم عاد إليها
ترجلت من السيارة عندما رأته قادمًا إليها 
فتحت ذراعيها لتأخذه في أحضانها بلهفة
وقلبها يأن ألمًا على حالهما
ابتعدت عنه قليلًا كي تنظر إليه ثم تحدثت بخفوت
_ متخفش إحنا خلاص هنبعد عن البلد دي ومش هنرجعها تاني.
هز الطفل رأسه بتأييد لها وكأنه هو أيضًا لا يريد البقاء فيها فتتابع بابتسامة
_ احنا هنروح عند مهرة والصبح هنسافر ونبعد عنهم.
أخذته لتضعه بسيارة وهدان تحت نظرات سليم المندهشة فدنت منه لتتمتم بجمود
_ لحد هنا وكل واحد يروح لحاله خلاص معدش في كلام ممكن يتقال
هم بالمعارضة لكنها منعته
_ قلتلك مفيش حاجة ممكن تتقال أنا ماشية ومستحيل ارجع البلد دي تاني ومش عايزة أي حاجة تفكرني بيها.
تطلع إليها بألم وغمغم باعتراض
_ وانا ذنبي ايه؟
_ ذنبك إنك دخلتني حياتك ولما احتاجتك اتخليت عني وسيبتني لغيرك.
_ اقسملك كان غصب عني مكنش ينفع أعارضه 
ابتسمت بوجع 
_ عرفت بقا إن غيري ديمًا ليه الأولوية في حياتك؟
هز رأسه بنفي وغمغم معاتبًا
_ أنا لما جتلك وطلبت منك نهرب ليه رفضتي؟

_ لأن فيه روح متعلقة بيا مكنش ينفع اسيبها.
 ابتسم بمرارة
_ زيي بالظبط لو كنت عارضته وعرف اللي بينا كان هيحصل زي اللي حصل الليلة دي، سكوتي مكنش ضعف بس كان عذاب وقهر محدش يقدر يتحمله، عايزة تبعدي انتي براحتك بس أنا مش هبعد 
انسحبت بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخلها من دمار وصعدت بجوار أخيها وأخذت تنظر إليه بدموع وهو يتركها ترحل دون التمسك بها
لو اجبرها على البقاء ما كانت لتسمح بالفراق يدخل بينهم لكنه تركها ترحل بهذه السهولة.
❈-❈-❈
ظلت تزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا تنتظر عودته بفارغ الصبر
تأخر الوقت ولم يعود
ماذا ستفعل إذا اكتشف الضابط كذبها عليه؟
وماذا ستفعل أيضًا إن تم القبض عليه
لا لن تقف مكتوفة الأيدي وتتركه لذلك المصير
توقفت عن التفكير وقررت الذهاب والبحث عنه
همت بالخروج من الغرفة لكن سامية اوقفتها
_ رايحة فين بس يا ست مهرة؟
فتحت مهرة الباب وهي ترد بإصرار
_ هدور عليه مستحيل أسيبـ…..
قاطع حديثها رؤيته وهو يصعد الدرج مما أشعرها بالراحة لعودته سالمًا ولكن أيضًا بخذلان منه على إصراره بإكمال السير في ذلك الطريق
انصرفت سامية ما إن رأته فتقدم من مهرة التي جالت العبرات داخل عينيها وهي تنظر إليه بعتاب وما إن دنى منها حتى تمتم بثبات
_ رايحة فين؟
كشفت مهرة عن انيابها ودفعته بغضب
_ انت مالك؟
كانت تدفعه بقوتها الواهنة بكل كلمة وهو يجاريها
_ بتسأل ليه؟ ان شالله اغور في ستين داهية عايز ايه؟
همت بدفعه مرة أخرى لكنه احكم يدها بين يديه وغمغم بتحذير وهو يشير للدرج خلفه.
_ دفعه كمان وهتلاقيني تحت.
اغتاظت من هدوءه وصاحت به بامتعاض وهي تحاول دفعه رغماً عنه 
_ احسن خليني ارتاح منك بقا 
احكم قبضته على يدها التي تحاول التحرر وقال بامتعاض
_ اهدي وفهميني عاملة غاغة ليه؟
اندهشت من الهدوء الذي يتحدث به وكأنه لم يفعل شئ 
_ مالك بتتكلم ببساطة كدة ولا كأنك عملت حاجة.
_وانتي تعرفي ايه عن اللي بعمله؟ وبعدين تعالي الاوضة مينفعش نتكلم على السلم كدة.
اغتاظت حقًا منه وهو يدلف الغرفة بكل هدوء
دلفت خلفه لتقول بغضب
_ انت كنت فين؟
خلع جلبابه ورد بفتور وهو يدلف المرحاض 
_ طلعيلي لبس من الدولاب ودخليه ورايا الحمام
اندهشت حقًا من هدوءه معها وشعرت بأنها اخطأت عندما تتبعت قلبها ولم تبلغ عنه.
انتبهت على صوته من داخل المرحاض 
_ قلت الهدوم
رغمًا عنها أخرجت ملابس له من الخزانة وتقدمت من المرحاض لتطرق بابه كي يأخذ منها الملابس لكنها شهقت بصدمة عندما وجدت يده تجذبها للداخل وأغلق خلفه الباب.
….
استكانت برأسها على صدره ومازالت الأسئلة تدور بخدلها
تريد أن تعرف ما حدث معه ولما لم يطاوعها ويبتعد عن ذلك الطريق
وكأنه علم بمعناتها إذ نظر إليها وسألها بهدوء
_ عايزة تعرفي أيه؟
رفعت بصرها إليه وهتفت برجاء
_ عايزة أعرف ليه عملت كدة؟
اعتدل مهران كي يستطيع التحدث معها وقال بثبوت
_ وانتي ليه خبيتي عليا
اهتزت نظراتها واندهشت من معرفته لهذا الأمر
_ عرفت أمتى؟
_ تفتكري إن حد غريب هيدخل بيتي من غير ما اعرف؟
اخفضت عينيها وأجابت 
_ خفت
قطب جبينه بحيرة 
_ من ايه؟
عادت تنظر إليه وتحدثت بحيرة
_ مش عارفة بس كان احساس بالخوف مش عارفة إذا كان منك ولا عليك
وانا معرفش أخون، وحاولت أقنع نفسي وقتها بأنها فرصة عشان أهرب بعيد عنكم انا ومرح
لما جيت عندي في الوقت ده كنت في اصعب حالاتي ما بين قلبي وعقلي
حيرانة بين الاتنين ولما سمعتك بتتكلم في التليفون عن ميعاد التسليم خفت اوي وحسيت بمعنى اليتم للمرة التانية.
تنهدت بألم وتابعت 
_ حاولت اهرب من مشاعري بس اكتشفت وقتها إني حبيتك مهما انكرت إلا إنها الحقيقة الوحيدة في حياتي
غيرت الميعاد عشان يبعد عني وفي نفس الوقت شغلته بمرح عشان اتأكد أنه هيكون بعيد عنك، زمانه دلوقت هربها.
ابتسم مهران بحب ومال عليها يقبل جبينها وتمتم بوله ونظراته لا تحيد بعيدًا عن عينيها
_ وانا كمان نهيت كل حاجة
قطبت جبينها بعدم فهم وسألته
_ يعني ايه؟
_ يعني كلمت الظابط مدحت وعرفته الميعاد الحقيقي عشان نكمل مع بعض من غير قلق وخوف وقبضوا على خليل ورجالته يعني بنت عمك دلوقت بقيت حره

تذكرت مهرة أمر مرح وأخيها فسألته بقلق
_ وهي فين دلوقت؟
طمئنها مهران
_ متقلقيش عليها بعت رجالتي يجبوها.
نظرت إليه بحيرة وعادت الاسئلة تحتل عينيها لكنها تلك المرة صرحت بها وسألته
_ ليه عملت كدة؟
داعب وجنتها بأنامله وأجاب بهدوء 
_ مش هقولك عشانك ولأنك طلبتي ده مع انه كان دافع بس الدافع الأقوى إني أنا اللي عايز أبعد عن الطريق ده لنفسي ولأولادي بعد كدة، مش عايزهم يواجههوا نفس المصير اللي انا شفته وعيشت فيه مجبر 
كنت مجبر اكون قاسي مع كل اللي حوليا وكنت فاكر إن دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليني في موقف قوة 
ابتسم بسخرية وتابع
_ مكنتش اعرف إن القسوة دي صيحيح بتخلي الناس تخاف منك بس بيبقا جواهم كره وفي اقرب فرصة بيدوسوا عليك فيها.
عاد بذكرياته إليها وتابع
_اكتر واحدة اتعذبت مني كانت حلم، وللأسف ضعفها كان بيعذبني لأنها بتفكرني بالإنسان الضعيف اللي اسرته جوايا.
_ كنت بتحبها؟
اجفلته بسؤالها فاراد أن يكون واضحاً معها فتحدث بروية
_ مش عارف بس اللي كنت واثق منه إنها كانت شئ اساسي في حياتي مقدرش استغنى عنه وعشان كدة لما جدي فرض عليا اتجوزها مترددتش ووافقت 
لكن هي فضلت الانتحار على أنها تعيش معايا
_ يعني انت…؟
هز رأسه بنفي والقهر ظهر واضحًا على ملامحه
_ عمري في يوم ما فكرت أاذيها ولو كنت اعرف انها هتعمل كدة كنت سيبتها تروح للي قلبها أختاره.
تأثرت مهرة بحديثه فوضعت يدها على خده وتحدثت بتعاطف
_ مش عارفة ليه قلبي حاسس انها عايشة لإن مفيش حاجة تأكد إنها ماتت.
تنهد بتعب وتمتم بتمني
_ لو كانت عايشة كانت ظهرت، صحيح محبتنيش واتعلقت بغيري بس انا واثق إنها لو عايشة مكنتش هتقدر تبعد كل ده، حلم كانت متعلقة بيا بجنون واحنا لسة اطفال، لدرجة ٱني كنت بهرب منها وهي تفضل تدور عليا
لما كانت تضايقني اكتر واخاصمها مكنتش تسيبني إلا لما اصالحها
ولما كبرنا ونجحت في الثانوية جدي رفض انها تكمل زي ما عمل معايا بس جاتني وترجتني إني أقنعه، مقدرتش اتحمل دموعها وأجبرت جدي أنه يوافق.

لاحت الغيرة عليها لكنها لم تبديها له وقالت بثبات
_ مهرة حبتك كأخ لها لأن مكنش فيه غيرك قدامها فتحت عينيها عليك وده خلاها تحس انك اخ مش زوج ابدًا وجدك كان لازم يراعي ده وميضغطش عليكم.
_ جدي ده كان إنسان أهم حاجة المصلحة حتى لو على خساب اقرب الناس له وده كان سبب رئيسي في موت ولاده.
اراد غلق الحديث معها فنظر في ساعته وقال بثبوت
_ قومي جهزي نفسك عشان مرح زمانها جاية.

….
وقفت السيارة أمام بوابة القصر فتنزل منها مرح وعينيها تحكي حزنًا وألمًا على كل ما عاشته ومرت به تلك الفترة
لم تجد سوى ذراعاي مهرة تستقبلها بلهفة وشوق كما كانت لها دائمًا 
بكت وانتحبت على كل شئ 
على رحيل والديها وحرمانها منهم وأيضًا قلبها الذي حكم عليه بخسارة من احبته 
وعلى شعور بالخوف من مستقبل مجهول لا تعرف ما يخبئه لها.

اخذتها مهرة وهبت بها إلى الغرفة عندما أمرها مهران بذلك.

دلفت الغرفة مع أخيها وقالت سامية بترحيب
_ نورتي القصر ياست مرح 
ابتسمت بمجاملة دون النطق بشئ فتابعت سامية
_ انا هروح احضرلك حاجة خفيفة تاكليها
_ لأ بلاش انا تعبانه ومحتاجة أنام
رفضت مهرة واصرت على تناول وجبة خفيفة لأجل أخيها فلم تمانع حينها.

ساعدت مهرة عمر على النوم بعد تلك الليلة الشاقة التي عاشها
ثم جلست بجوار مرح وهي تشعر بالخجل منها فهي تشعر بأنها سببًا رئيسًا في كل ما يحدث لها فتمتمت بأسف 
_ حقك عليا
ابتسمت مرح بحزن وقالت بثبوت
_ده قدر ونصيب وانا نصيبي اني اعيش الايام دي والحمد لله الشر أحياناً بيبقى وراه خير والخير إننا خرجنا من تحت ايدين ابوكي ومراته والاهم منهم حسين
انا هسافر القاهرة واعيش هناك يمكن البعد يخفف الجروح اللي صابتني هنا
ايدت مهرة حديثها 
_ عندك حق كفاية إننا خرجنا من تحت ايديهم، بس انا مش هكون مرتاحة وانتي هناك لوحدك، خليكي معايا هنا…
قاطعتها بثبات
_ مش هينفع مش هكون مرتاحة خلينا اعمل حاجة انا مقتنعة بيها لأول مرة في حياتي يمكن الاقي علاج لعمر وانا التانية الاقي حياتي.
_ وسليم؟
ابتسمت بمرارة وأجابت بألم
_ انا وسليم خلاص مبقاش ينفع نرجع لبعض بعد اللي حصل، لا انا هقدر أرجع البيت ده تاني ولا هو هيقدر يسيب بيته وأهله، يظهر إن كلمة مستحيل هتفضل في حياتنا.
_ ليه تحكموا على نفسكم بالفراق مع إن في ايديكم ترجعوا لبعض
_ وتفتكري الناس هتقول ايه. ابسط ما فيها هيقولوا بلغ عن عمه عشان يتجوز مراته
_ اللي يقول يقول المهم إنكم ترجعوا لبعض.
غيرت مرح مجرى الحديث فقالت بابتسامة
_ سيبك مني دلوقت المهم إني اتطمنت عليكي شكلك بيقول انك مبسوطة معاه.
ابتسم قلبها قبل ثغرها وتمتمت 
_ جدًا، عمري ما كنت اتخيل إن ليا سعادة في الدنيا دي او إني اتجوز مهران في يوم من الايام أشوف؛ لأ واتجوزه كمان، بس زي ما قولتي النصيب
ربتت على ساقها وقالت بحب هسيبك تنامي دلوقت ولما تصحي هيكون لينا كلام تاني.

عادت مهرة لغرفتها لتجد مهران نائماً في فراشه 
لا تصدق حتى الآن أن كل سئ في حياتها ولى وانتهى 
دنت من الفراش لتستلقي بجواره وتتطلع إلى ملامحه التي تمتاز بصلابة وقوة تدب الخشية في قلب من يراه لكنه يحمل قلبًا نقيًا لم تستطيع الدنيا العبث به.
ابتسمت بخجل عندما فتح عينيه بتثاقل ليجدها تنظر إليه فتمتم بصوت مبحوح
_ أخرتي ليه؟
_ ماخرتش انت اللي نمت على بسرعة.
جذبها لكن تلك المرة ليضع هو رأسه على صدرها وغمغم بخفوت
_ تعبان اوي وعايز أنام.
لم تمانع بل رحبت به واحتوته بذراعها كي يستطيع النوم بأريحية.
ستعمل بكل الطرق على راحته كما فعل هو معها 

❈-❈-❈
في المركز
بعد محاولات عدة استطاع سليم مقابلة عمه بعد إن جاءه بمحامي العائلة كي يجدوا ثغرة يخرجوه بها 
لكن المحامي اكد له بأن الأمر في غاية الصعوبة
جلس في المكتب ينتظر دخوله لكن ما إن رأه حتى تحدث بحدة
_ جاي تشمت.
نهض سليم باحترام وتقدير له فهو يعتبره ابًا له مهما فعل فقال بنفي
_ العفو ياعمي مهما كان انت اللي ربتني بعد موت ابويا وعاملتني زي ابنك ولازم اقف معاك حتى لو كنت على غلط، انا كلمت المحامي و….
قاطعه خليل برفض
_ انا مش عايز مساعدة من حد انا عارف كويس هعمل ايه، الناس دي لو اتخلت عني أنا هبلغ عنهم والتهديد ده وصلهم وهما اكيد هيخرجوني.
هز سليم رأسه بيأس منه فهو يلقي بنفسه في التهلكة ظنًا منه بأنها خلاصه فغمغم بروية
_ الناس دي مبترحمش ومش بسهولة كدة هيوافقوا
تحدث بتعالي
_ وانا خليل النجايمي وضربتي والقبر وهنشوف
المهم ماجد ميعرفش حاجة عن اللي حصل والصبح لازم يسافر 
نظر إليه بسخط وتابع
_ اما عقابك انت وهي بعد ما أخرج هيكون واعر قوي.
نهض وترك سليم الذي يشعر بقبضة حادة تعصر قلبه
كل شئ يضيق من حوله حتى اشعره بالاختناق


الفصل السابع والعشرون من هنا


تعليقات



×