رواية ومقبل علي الصعيد الجزء الثاني 2 وهام بها عشقا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم رانيا الخولي



رواية ومقبل علي الصعيد الجزء الثاني 2 وهام بها عشقا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم رانيا الخولي 




 اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
وهام بها عشقًا
رانيا الخولي
الفصل الرابع والعشرون
….

وكعادته لا يجيب ذلك الرقم المجهول
مما جعل مهران يغلقه دون اهتمام وتركه على المنضدة ثم عاد ينظر إليها 
أخذ يتلاعب بخصلاتها بأنامله وابتسامة هادئه مرتسمة على فمه اثر رؤيته لاحمرار وجنتيها من شدة خجلها
هناك اسأله كثيرة تدور بخلده ويريد إجابتها 
لما كذبت على ذلك الشرطي ولم تخبره بالحقيقة
و لما عندما آتتها الفرصة للخلاص منه وعيش حياة هنيئة بعيدًا عنهم لم تقتنصها وتتمسك بها!
هل اصابتها سهام العشق كما أصابته؟
أم إنها لم تستطيع الغدر به لشئ آخر في نفسها
وكأنها لم تعد تستطيع التظاهر أكثر من ذلك إذ رفعت جفنيها لتتقابل شموسها مع سواد ليله الحالك فتنيرهما بعشقِ متملكًا وصم به كلاهما منذ صغرهم.
زحفت أنامله إلى وجنتها يملس عليها بحب وتمتم بوله 
_ صباح الورد
أخفت وجهها في صدره مما زاد ابتسامته ولم يرحم خجلها إذ مد يده إلى ذقنها يرفع وجهها إليه فعادت شمسها تنير ظلمته فسألها بخفوت
_ ندمانه؟
رمشت باهدابها وقد اربكها سؤاله
بماذا تجيب؟
أتجيبه بما يعتمل بداخلها منذ أن وقعت عينيها عليه
أم تخبره بحقيقة مشاعر تحررت رويدًا رويدًا حتى أفلت منها اللجام فتجدها تنساق خلف قلبها الذي أخذها لاسوار جنته وعندما فتح الباب دلفت دون أدنى تردد 
مدت يدها لتمسك القلادة التي مازالت محتفظة بها وكأنها تخبره بأنها كتبت له منذ أن وضعت تلك القلادة بعنقها، فلا لم تندم مطلقًا
سقطت عينيه على تلك القلادة التي ظل سنين يتساءل أين هي ولم يعلم حينها بأنها تحتل عنق تلك الفتاة التي كتبها القدر له 
مد يده ليحتوي يدها والقلادة معًا بين يده وشعر حينها بأن العالم اجمع بين يديه وتمتم بشرود
_ السلسلة دي كانت أمي بتقولي انها عملتها مخصوص يوم ما اتولدت وقالت انها هتفضل في رقبتها لحد ما تسلمها لعرستي يوم فرحي
لاح الحزن بعينيه وتابع 
_ كأنها عارفة انها مش هتعيش لليوم ده فسلمتها ليكي قبل ما تموت
تأثرت بحديثه وعادت بذكرياتها هي أيضًا 
_ كان عمري ١٣ سنة لما سألت خالت امي الله يرحمها عن السلسلة دي حكتلي كل حاجة وقتها وإنها هي اللي لبستهالي يومها
كانت ديمًا تقولي فيكي شبه كبير منها 
حبيت السلسلة دي أوي وفضلت محافظة عليها
لما زمايلي في المدرسة يسألوني مين مهران كنت بحتار لدرجة إني لقيتني انا كمان بسأل مين مهران اللي اتسميت على اسمه ولبست سلسلته.
لحد جدتي ما ماتت واضطريت ارجع البلد اللي خرجت منها عمر يوم.
 أول حاجة فكرت فيها إني اسأل عنك بس اتراجعت لإني بالنسبة لك بنت أكتر راجل بتكرهه في حياتك.
عشان كدة لما لقيت نفسي قدامك قلت خلاص نهايتي هتكون على أيده.

أراد أن يخبرها أنه بالفعل كان ينتوي ذلك لكن تسلل الحب بداخله فلم يستطع فعلها فتتبدل خطته لأن يجعل والدها يعترف بها امام الجميع ويرفع من شأنها امام عائلتها
قد تكون بطريقة خاطئة لكن لم يجد طريقة أخرى غيرها
_ فكرت فعلاً أعمل كدة بس لما عرفت عنك كل حاجة عرفت انك ضحية وملكيش ذنب.
لم يكن هذا ما أرادت سماعه لكنها تعلم بأنه لا يصرح بسهولة عن مشاعره هكذا هو وعليها أن تقبل به كما هو وبمرور الوقت هتعمل بكل الطرق على مداوته من جروحه التي لم تلتئم بمد فحاله مثل حالها وكانت دعوة ان تخرج ما بمكنونها من آلام فتمتمت بحزن
_ انا بقا للاسف كنت ضحية آسيا مرات أبويا وهي كانت السبب في موت أمي إن مكنتش هي اللي قتلتها من الأساس، عرفت تنتقم من أمي فيا أنا
عملتني زي الخدامة مفيش فرق بينا كانت ديمًا تقولي انتي بنت الخدامة ودورك تكملي مكانها.
تساقطت دموعها بغزارة وتابعت
_ كنت بشوف في عينيه رفض للي بتعمله فيا بس مكنش بيقدر يتكلم او يدافع عني
كرهي له زاد وكل مدى بيزيد أكتر لحد ما في يوم لقيت حسين اخويا جاي مرعوب وبيقولها انه اتخانق مع ابن النجايمي والعربية اتقلبت بيه
تنهدت بتعب وتابعت 
_ يومها لقيتها بتقوله إنها هتتصرف استغربت اوي هتعمل أيه؟
لحد ما في يوم لقيتها بتكلم خليل وبتهدده ياإما يسكت ويهدي الأمور ياإما هتعترف بكل حاجة.
معرفش ايه هي الحاجة دي بس جات في الآخر وطلبت منه أنه يتجوزني في المقابل، مكنش قدامي حل غير الهرب.
ولما هربت
نظرت إليه بوله وتابعت بعشق 
_ وقعت في ايدك انت
ضحك كلاهما وسألها بجدية
_ ندمانة؟
عادت الدموع إلى عينيها وصححت كلمته
_ اه ندمانة.
قطب جبينه بعدم فهم لتتابع هي
_ ندمانة إني معرفتكش من زمان
مسح بإبهامه تلك الدمعة التي سقطت من عينيها وتمتم معنفًا 
_ أنا قلتلك إن الدموع دي معدش لها وجود في حياتنا وأوعدك إن كل اللي غلط هيتحاسب بس واحدة واحدة.

_ وانت؟
فجأته بسؤالها وهو يعلم ما تود الوصول إليه جذب ذراعه من اسفل عنقها ونهض دون التفوه بكلمة وملامحه لا تعبر بشئ
اهتزت نظراتها وشعرت بأنها اخطأت باستعجالها
ما كان عليها التطرق في هذا الأمر الآن ليس بتلك السرعة.
نهضت بدورها وتقدمت منه وهو يأخذ ملابس له من الخزانة فمدت يدها توقفه وهي تقول بروية
_ مهران 
نظر إليها بليله الحالك وقد اهتز قلبه لسماع اسمه من بين شفتيها فتابعت
_ بلاش الطريق ده، خلينا نعيش بآمان، كل حاجة اتحرمت منها لقيتها معاك حتى الأمان على نفسي، بس دلوقت عايزة احس بالأمان عليك، الطريق ده نهايته صعبة بلاش تضيع نفسك عشان خاطري.
يعلم جيدًا كم هي محقة في كل كلمة لكن ليس بوسعه التوقف ليس الآن على الأقل فغمغم بتسويف
_ مش بالسهولة دي
تقدمت منه أكثر لتضع يدها على قلبه وتقول برجاء
_ أرجوك بلاش أحنا الأول مكنش عندنا اللي نخاف عليه انما دلوقت انا معدش ليا غيرك بلاش تخليني اعيش قلقانه عليك، الطريق ده انت مش مجبر ليه ولا في أي شئ يستاهل إنك تجازف عشانه 
شعور غريب اجتاح قلبه وهو يراها تتوسله لأجل سلامته
العبرات التي تجمعت داخل عينيها آلمته وتمنى حقًا أن يكون باستطاعته الابتعاد لكن ليس بتلك السهولة
فقال بلهجة حانية
_ متقلقيش كل حاجة هتمشي زي ما انتي عايزة بس اتحملي شوية.
_ توعدني؟
أومأ لها بصدق
_ أوعدك.
ابتسامتها والسعادة التي لاحت على وجهها جعلته يفكر جدياً في الأمر 
ضمها إلى صدره وهو يشعر لأول مرة بأن هناك من يهتم لأمره ويخشى عليه كما تفعل هي
وكأنها شعرت بما يعتمل في صدره فشددت من احتضانه رغم خجلها فهو حقًا يستحق أن تبادر هي لأجله 
❈-❈-❈

في غرفة حازم وقف 

❈-❈-❈
عادوا إلى المنزل وبداخلها رهبة من رؤية والدتها
دلف مصطفى وهو يحمل الحقائب ويقول بمزاح
_ مادام البيت هادي كدة يبقا مالك نايم.
ابتسمت سارة ومازال قلبها ينبض بقوة من تلك المقابلة، تعلم أن أخيها يحاول تلطف حدة رهبتها لكن هي الآن تود الهرب لا تريد رؤيتها 
نظرت لأخيها وتمتمت برجاء
_ مصطفى لو سمحت انا حقيقي تعبانة ومحتاجة ارتاح شوية هدخل اوضتي انام ساعتين وبعدين يبقا اشوفهم.
أومأ لها بتفاهم لا يريد الضغط عليها يكفي تلك الخطوة التي بادرتها بإرادتها
دلفت غرفتها لتغلق الباب خلفها وقد عاد شعور الوحدة يأرقها
نظرت إلى طفلتها التي غفت على ذراعها وكأنها توعدها بألا تخذلها يومًا كما فعلت والدتها
وضعتها في فراشها وذلك الألم يعتصر قلبها
رن هاتفها وهي تعلم جيدًا هويته فمن غيره يشعر بها كلما احتاجت إليه
_ وصلتي ولا لسة ياحبيبتي؟
اغمضت عينيها وازداد الحزن بداخلها لاحتياجها له وهو بعيد عنها، صمتها اشعره بالقلق 
_ سارة انتي معايا؟
ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بشوق
_ محتجالك اوي ياجاسر.
يعلم جيدًا بأن السبب في حالتها تلك هي والدتها، فتلك المقابلة هتكون صعبة بالنسبة لها لكن حقًا لابد منها 
_ وانا ديمًا جانبك مهما بعدنا بس انا عايزك المرة دي تعملي اللي انتي شيفاه ومحتاجة له
بلاش تداري وتتخبي من كل عاصفة تقابلك كملي حياتك وواجهي لإن مهما كانت قوتها مسيرها تعدي.
هزت رأسها بنفي وقد صعب عليها المضي وغمغمت بألم
_ لو الكلام ده سمعته قبل ما اعرفكم كان ممكن اعمل به، بس بعد ما شفت ماما وسيلة واهتمامها بيكم حسيت إن أنا ومصطفى اتظلمنا كتير وعيشنا حياة صعبة معاهم.
_ بس في الآخر لقيتم اللي يعوضكم وهي برضه حست بالندم بعد فراقكم صحيح متأخر بس يكفي انها فاقت 
اديها فرصة أخيرة واتكلمي معاها والغي اللي فات بلاش تفتحي القديم لأنه هيتعبك أكتر وبلاش عتاب أو أنك تفكريها بغلطها لإن كل واحد غلط من جواه معترف بغلطه مهما لسانه وعقله أنكر 
والأفضل إنك متعاتبيش ولا تفتحي مواضيع عدت وانتهت.
تعلم انه محق بكل كلمة نطق بها ولذلك قررت أن تفعل ذلك كي لا تفتح جبهة أخرى من الصراع بينها وبين والدتها
_ نامي دلوقت وبعد ما تصحي بادري انتي بالكلام معها، خليكي انتي المتحكمة في أمورك.
أنهت معه المكالمة وشعرت برغبة حقًا في النوم 
فوضعت رأسها على الوسادة ليبادر النوم تلك المرة ويجعلها تنام رأفة بحالها.

❈-❈-❈

دلف مصطفى غرفته دون استأذن ليجد حلم قد انتفضت بخوف وقد سقط الهاتف من يدها عندما دلف الغرفة مما أثار دهشته ونظر إلى الهاتف بشك.
وخاصةً عندما تمتمت بوجل 
_ مصطفى انتي جيت أمتى؟
لم يجيب بل نظر إلى الهاتف الملقي على الأرض وقبل أن تميل عليه كانت يده تسبقها مما جعل الخوف يزداد أكثر بداخلها
نقل بصره بينها وبين الهاتف ليندهش حقًا من ذلك الارتباك المرتسم على وجهها 
لكنه لم يشك بها لحظة واحدة ولم يجعل الشك يدخل حياتهم يومًا حتى يجعله يدخل الآن
ناولها الهاتف وهو يبتسم لها ويتمتم بمزاح
_ ايه شوفتي عفريت؟
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت بابتسامة وهي تحتضنه باشتياق وتظاهرت بدورها بالمرح
_ هو العفريت بيبقا حلو كدة بس انت خضتني مش أكتر
ابعدها عنه قليلًا كي ينظر إليها باشتياق وغمغم بضيق مصطنع
_ بس انا قايلك إن ساعتين بالكتير وهكون عندك 
هزت كتفها بدلال وهي تتظاهر بالتجاوب معه
_ والمطلوب؟
غمز لها بعينيه وتمتم بوله
_ تعويض، أنا بصراحة كنت مستني مقابلة تانية خالص
همست بجوار اذنه 
_ بس كدة من عينيه…..

❈-❈-❈

في منزل أمجد

تحسس فراشه يبحث عنها لكنه شعر به فارغًا 
اعتدل جالسًا وبحث عنها بعينيه في ارجاء الغرفة فلم بجدها حتى سمع صوتها في المرحاض.
نهض مسرعًا وطرق الباب وهو يناديها بقلق
_ ليلى انتي كويسة؟
انفتح الباب وخرجت منه وهي مرهقة فاخذ يدها يسندها عندما لاحظ شحوبها وسألها بريبة
_ مالك ياحبيبتي.
اجابت بوهن وهو يساعدها على الاستلقاء
_ انا كويسة متقلقش
جذب عليها الغطاء وقال بقلق
_ مقلقش ازاي وانتي تعبانه بالشكل ده.
ابتسمت كي تطمئنه 
_ كل ده عادي بسبب الحمل، الشهور الاولى بس وبعدين هكون كويسة
جلس بجوارها اخذًا يدها بين يديه وغمغم بتعاطف
_ تحب اجبلك دكتور؟
_ أومال انا ايه؟
_ اقصد يكون تخصص.
جذبته ليستلقي بجوارها تمتمت بحب
_ خليك انت جانبي وانا هكون كويسة.
استلقى بجوارها ثم وضع رأسها على صدره وتحدث بشوق وهو يملي عينيه منها 
_ انا جانبك على طول بس انتي بلاش تبعدي.
تشبثت بيده التي تحاوطها وغمغمت بنفي
_ عمري ماهقدر ابعد لإنك الهوا اللي بتنفسه اه بحب شغلي واخد وقت كبير مني بس ده مش معناه إنه اهم منك
داعب وجنتها بأنامله وتحدث بوله
_ عمري ما كان عندي ادنى شك في كدة بس بغير من أي حاجة تشغلك عني.
ابتسمت بروية وتمتمت بخفوت 
_ بس أنا عمري ما بغير لإني واثقة إن مفيش غيري في حياتك.
_ تعملي ايه بقى في حظك اللي وقعك في واحد رجعي زيي
ضحكت وهي تغمض عينيها
_ خلاص انا مش هروح المستشفى بكرة وانت خد اجازة وخلينىنا نقضي اليوم مع بعض.
أوما لها بابتسامة واخذ يداعب خصلاتها حتى عادت للنوم.

❈-❈-❈

كان الجميع على قدم وساق استعدادًا لعقد القران
كانت شمس في قمة سعادتها بموافقة سليم 
أما مرح فقد قررت الهرب تلك الليلة فلن تظل لحظة واحدة بعد الآن
ستذهب اثناء انشغالهم في المناسبة كما اتفقت مع حلم
ظلت بجوار شمس وآمال حتى بدأ عقد القران ثم قامت بأخذ الحقيبة الصغيرة التي اعدتها مسبقًا ومعها أخيها وتسللت من الباب الخلفي وخرجت منه
كانت تدعوا بداخلها أن تجد سيارة تنقلها إلى محطة القطار فلابد أن مهرة تنتظرها الآن.

بعد انتهاء ظل الجميع يبارك ويتمنى لهم السعادة لولا سليم الذي يشعر بقبضة حادة في قلبه لا يعرف سببها 
جاء أحد الرجال وتقدم من سليم ليهمس بجوار أذنه ما جعله ينتفض بصدمة وسأله
_ هي فين دلوقت؟
_ لسة خارجة أول ما شفتها جتلك على طول.
اومأ له سليم واستأذن من عمه وأسرع خلفها يدعوا بداخله أن يلحقها كي لا تدمر نفسها، فإن علم عمه لن يرحمها وسيبحث عنها دون ملل ولا كلل حتى يعثر عليها وحينها لن يرحمها مهما حاولوا 
استقل سيارته وخرج مسرعًا يبحث في الطرقات 
والرؤية صعبة بسبب الأمطار مما جعل خوفه عليها يشتد. 

كانت تسير بخوف شديد وخاصة عندما اسدل المطر ستائره فيزداد خوفها أكثر ولكن تلك المرة على أخيها.
ظلت على طريقها تتعثر في سيرها وقد بللتها الأمطار 
لا اثر لقدم سيارة ولن تستطيع السير في المطر لذا توقت تحت شجرة عتيقة وأخذت تنشف لأخيها رأسه ووجهه وعينيه تسألها ما سبب ذلك
_ متخافش ياحبيبي دلوقت نلاقي عربية ونركب القطر وتروح القاهرة ونبعد عن الناس دي.
هز رأسه علامة على الموافقة رغم إنه لا يعرف لما كل ذلك.
ظلت واقفة حتى رأت سيارة قادمة من خلفها
فتقدمت للأمام وأخذت تشير إليها حتى توقفت 
أسرعت إليه تسأله
_ ممكن لو سمحت توديني محطة القطر؟
نظر إليها من رأسها حتى اغمص قدميها بنظرات ماكرة ورحب بخبث
_أكيد طبعًا احنا نتمنى نخدم
تراجعت مرح وشعرت بالقلق من نظراته فارتدت للخلف بتوجس وتمتمت برهبة
_ لأ خلاص تقدر تمشي.
فتح الرجل باب السيارة وترجل منها وهو يشملها بعينيه 
_ ليه بس ياحلوة دا انا خايف عليكي من الجو ده
مد يده لها ليجذبها لكنها ابتعدت بخوف وهمت بسحب أخيها والهرب لكنه استطاع الوصول إليها وهم بجذبها إليه لولا تلك اليد التي سحبته للخلف 
وفاجأته بلكمه اطاحت به وجعلت الدماء تنفر من انفه

تفاجئت به أمامها ينظر إليها بغضب هادر مما جعلها ترتد للخلف بوجل 
كانت عينيه حادة لا تبشر بخير وخاصة عندما هدر بها
_ خدي الولد واستنيني في العربية 
بخوف شديد اخذت أخيها ووضعته في السيارة ثم عادت إليه وعندما وجدته يبرح الرجل بكل الغضب الذي يحمله 
تقدمت منه وهي تقول بهلع
_ سيبه ياسليم الراجل هيموت في ايدك
نظر إليها بغضب وهدر بها
_ قلتك اركبي العربية
انسحبت بوجل لكنها تنفست براحة عندما وجدته ينهض بالرجل ووضعه في سيارته وغمغم بتحذير
_ بلاش تقع قدامي مرة تانية لإن المرة الجاية مش هرحمك.
هز الرجل رأسه بخوف واستقل سيارته وانطلق بها 
أما هو فأخذ ينظر إليها بغضب جحيمي وتقدم منها ليقول معنفًا
_ عجبك اللي حصل ده؟ لو أخرت شوية عارفة ايه اللي كان هيحصلك؟
قطبت جبينها بألم وسألته بضياع
_ أيه؟
قطب جبينه بعدم فهم وعادت تخاطبه
_ أيه اللي ممكن يحصلي أكتر من اللي عملتوه فيا؟
ايه اللي ممكن يحصل قد ما اتخليت انت عني وسيبتني في ايد مبترحمش.
تجمعت الدموع في عينيها وأردفت بألم
_ مسألتش نفسك انا عايشة في بيتكم ازاي ولا عمك
بيتعامل معايا إزاي
هزت راسها بألم وتابعت جلده
_ متعرفش لأنك جبان والحاجة الوحيدة اللي قدرت تعملها إنك تهرب، تهرب من كل حاجة ممكن تتعب
إنما أنا ميهمكش المهم انت متتعبش
ظهوري قدامك هيتعبك يبقى بلاش منه
احساس الخيانة تاعبك يبقى بلاش اتواجد نهائي
حبك ليا بتحاول على قد ما تقدر تتخلص منه (صرخت بأعلى صوتها) وأنا مش مهم، اتحرق اروح في داهية مش مهم
اتعذب انام مع واحد كل اللي عايزة يشوفني مذلولة قدامه مش مهم
 انا بتعامل اقل من الخدامة غير تعذيبه ليا لو وقفت قصاده
ضربته بيدها في صدره فارتد للوراء وهي تصيح به
_ جاي ورايا ليه؟ عايز مني أيه؟ انا بكرهك وبكره اليوم اللي عرفتك فيه أمشي مش عايزة أشوفك قدامي.

طفح به الكيل ولم يستطع الصمود أمامها أكثر من ذلك فصاح بدوره وهو يبعد يدها التي تدفعه 
_ وانا بتعذب اكتر منك، اتعذبت يوم ما عمي طلبك ليه
واتعذبت اكتر لما دخلتي بيته واتقفل عليكم باب واحد بتعذب في كل مرة بشوفك قدامي ومش قادر اشيل عيني من عليكي وإحساس الخيانة جوايا بيدمرني، كل ليلة بنام وصورتك مش بتفارق خيالي
ببقا عامل زي المجنون وانا بتخيلك في حضن عمي وانا عاجز قدام قلبي 
 ومع ذلك مش قادر ابعد 
كل ما أفكر اهرب وابعد القيني برجع تاني
احساس العجز بيزيد جوايا وصراع ما بين عقلي وقلبي اللي بيعاتبني وبيتهمني اني اتخليت عنك وما بين عقلي اللي بيجبرني إني ابعد عشان مكنش خاين في نظر نفسي.
عارفة القهر اللي حسيت به وانا سامع صوتك في اول ليلة ليكي في البيت
هز رأسه بضياع وكأن الأصوات تعاد في مسمعه
_كنت بندبح بسكين بارد ومن يومها صوتك بيتردد جوايا 
تقدم منها خطوة واحدة وعينيه تهيم بعينيها وقد بللتهم الأمطار الغزيرة التي تسقط عليهم وتابع بألم
_ ان كان حد مطلوب منه أنه يهرب فهو أنا يمكن لما أبعد ارتاح من عذابي

_ هترتاح وهترتاح نهائي كمان..
التفت كلاهما لصاحب الصوت فيتفاجئ بخليل واقفًا مع بعض رجاله..


الفصل الخامس والعشرون من هنا


تعليقات



×