رواية ومقبل علي الصعيد الجزء الثاني 2 وهام بها عشقا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم رانيا الخولي



رواية ومقبل علي الصعيد الجزء الثاني 2 وهام بها عشقا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم رانيا الخولي 





 اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. 
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
وهام بها عشقًا
رانيا الخولي
الفصل الثالث والعشرون
………

صوتها أوقفه فيغمض عينيه بلوعة ويلعن حظه الذي وضعها أمامه الآن
تقدمت منه لتقف أمامه فتجده يشيح بعينيه بعيدًا عنها 
فقالت بثبوت
_ عايزة اتكلم معاك ضروري
تحلى بالثبات رغم صعوبته وتحدث بجمود
_ مينفعش
اندهشت من رده 
_ بس الموضوع مهم
غمغم برفض
_ الأهم أنك تمشي دلوقت 
عقدت حاجبيها بدهشة ونظراته تحيد بعيدًا عنها
همت بتركه لكن شمس بحاجتها فقالت باحتدام
_ متخافش أوي كدة انا جاية بس عشان شمس
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بحيرة
_ مالها شمس.
_ ماجد مش عايز يعمل فرح إلا لما يرجعوا من السفر و يقف على رجليه من تاني.
ازادت قطبت جبينه بغضب وعاد يستفهم منها
_ بتقولي ايه؟ لما يرجعوا؟
رمشت بعينيها خوفًا من هيئته وأجابت بارتباك
_ اقصد يعني أنهم هيأجلوا الفرح لما يقف على رجله، وبعدين انا مش شايفة مشكلة طالما هيكتبوا الكتاب.
زم فمه دلالة على صعوبة تحكمه في غضبه وسألها بحدة
_ حاجة تاني؟
قطبت جبينها بدهشة وسألته
_ يعني ايه؟
يعلم جيدًا بأن ما يتفوه به ستكون حتمًا نهاية لحبها له لكن عليه ذلك إن أراد الصالح لها فتحدث باندفاع
_ يعني خرجي نفسك برة الحوارات دي تمامًا، دي حاجة تخصنا احنا انتي مليكش تدخلي فيها.
لكنه اخطأ إن ظن ذلك فهي أكثر من يعرفه 
واكثر من يعلم بما يجول بداخله
قد يكون محق في دفعها بعيدًا عنه لكن مهما حاولوا لن يفلحوا في ذلك.
العشق أصبح دامسًا بداخلهم ولن يستطيع أحدًا منهم نزعه من داخلهم مهما حاولوا 
_ ليه؟
أجاب باقتضاب
_ من غير ليه.
_ بس انا بقيت واحدة من البيت وليا رأي وخصوصاً إني بقيت مرات عمها
استطاعت بجداره استفزازه لكنه احكم غضبه 
وغمغم بانفعال
_ مرات عمي مرات أبويا متدخليش، ابعدي ومتدخلش وده آخر تحذير ليكي.
تجمعت العبرات داخل عينيها من حدته معها وقلبها يأن ألمًا على ذلك الحبيب الذي باعد القدر بينهم لم تعد تستطيع التظاهر بالثبات أكثر من ذلك فتمتمت بألم
_ مش قادرة، مبقتش قادرة اتحمل العذاب اللي انا فيه ده، كل ما اشوفك قدامي غصب عني قلبي بيحن ليك 
حاولت كتير إني اخرجك من حياتي بس خلاص مبقتش قادرة اتحمل اكثر من كدة، انا واقفة مع شمس و يساعدها عشان حاسة بيها وعارفة قد ايه صعب إن الواحدة تتحرم من الانسان اللي بتحبه
بلاش تدمرهم زينا.
لو تعلم ما فعلته كلماتها بقلبه ما كانت لتسمح لنفسها بالتفوه بكلمة واحدة منها 
عن أي عذاب تتحدث وهو يعاني ويلات العذاب في كل ثانية تمر بحياتهم 
أغمض عينيه يحاول بصعوبة اخفاء مدى تأثره وحارب رغبته في اخذها والهرب بها بعيدًا لكن كيف ذلك وذلك الطوق الذي وضع خلف عنقهم يربطهم بمصيرهم فغمغم بروية
_ أمشي دلوقت
رفعت بصرها إليه فوجدته يبعد عينيه عنها بصعوبة ولذلك ترفقت به وبقلبه وانسحبت بهدوء 
وعاد هو إلى سجنه ولكن هل سترحمهم تلك العيون التي تتطلع إليه بتوعد قاسي..

❈-❈-❈

مر يومًا بعد يوم وهو في انتظارها حتى أقترب الموعد
اليوم سيتحدد مصيرهم وسيكتشف ما يخبئه لهم القدر
طرق بابها فوجدها تفتح دون التفوه بكلمة
تقابلت النظرات لتبث الشكوى من تلك العيون السوداء لكن صفاء عيونها الشمسية جعلته يحتار فيهما فتحدث القلب بما يدور به:-
"حقا هذا الشعور يضايقني فأنا معكي ولأول مرة أقف مكتوف الأيدي فما أشعر به معكي غريب فأي صدفة ألقت بكي في طريقي فأنا حقا أشعر بالحيرة 
 فأيهما انتي البراءة ام الغدر! 
الطيبة أم الإنتقام!
 فكلما نظرت إلى وجهكي أرى غدرٍ لا يبالي
 وكلما أمعنت النظر إلى عينيكي أرى براءة وانكسار يغلفهما الحزن 
وكأن عينيكي تناديني أنا مجبرة على إيذائك فسامحني. 

فتجيبه بشموسها الذهبية 
إني عالقة في بحر من الحيرة..
فلا أعلم من أنت..
أأنت الطيبة أم القسوة..
القوة أم الضعف..
حقيقة أم وهمًا غاصت به أحلامي
هل سقطت في دوامة غدرٍ أم لاح من الأفق نور أضاء ظلماتي 
فأنا مثلك لم اذق طعم الحنان يومًا 
وعانيت من ظلمات أب ظالم وبطش زوجته.. 
حتى عندما هربت من هذا الظلم وظلماته.. 
التقيتك انت وكأنه كتب على أن أرى العذاب اينما ذهبت
 فأنت تعد صورة ابي بقسوته وجبروته.. 
وفي نفس اللحظه اتفاجئ بك وكأني أرى شخصا أخر عكس ذلك.. 
ألقاك منبع للحنان وملاذا للأمان.. 
فحقا لم اعد اعرفك.. 
أأخاف منك واحذرك أم أطمئن لك وأقترب Rasha sapr"

انقطع حبل الوصال بينهم وترجلت لتسمح له بالدخول
مؤكد أن بداخله شئ يود التحدث به
وقف ينظر إليها وعينيه ترجوها تلك المرة ألا تخيب رجاءه 
_ ايه اللي عايزة تعرفيه؟
تطلعت إليه وعينيها تجوب عينيه التي ترى فيهما اسأله يود الإجابة عليها لكنها حقًا لا تملك لها أي إجابة
كل ما تعرفه بأنها عاشقة لخاطفها الذي لم ولن تستطيع الهرب منه أينما ذهبت
فتمتمت بمغزي
_ مبقتش عايزة اعرف حاجة، وياريت متقولش.
عينيها ترجوه ألا يخبرها لكن عقله يجبره على اخبارها كي يؤكد لها بأنها لم ولن تشعر بما يحمله لها بداخله وغمغم بروية
_ بس انا مصر تعرفي كل حاجة.
خفضت عينيها كي تهرب من أسر عينيه التي أصبحت سر عذابها وليلها الحالك يطغى بسطوته على شموس عينيها لا هي تستطيع اضاءة ظلامه ولا هو يسمح بذلك
حارب شوقه وانامله التي تود رفع وجهها إليه لكن منعه صوت هاتفه فلم يتردد في الأجابة وابتعد قليلًا كي يجيب وقد كان وهدان يود معرفة ميعاد التسليم
اهتزت نظراتها بخوف وهو يخبره به وخشيت أن ترفع عينيها فيرى فيهما دليل خيانتها
خائنة لكنها مجبره، كل شئ حولها يجبرها على ذلك رغم صعوبته.
ها قد عاد إليها يطالبها برفع وجهها إليه لكنها لن تستطيع
إن رفعت بصرها فسوف تعترف بكل شئ 
عليها الهرب من أمامه 
_ مهرة.
أغمضت عينيها بعذابٍ قاسٍ لا يبالي بما يعانيه قلبها الذي اخذ يهدر بعنف واسمها يطالبها بألا تخذله لكنها مجبرة.
تقدم خطوة ترجلتها هي للخلف وكأنه علم ما تعانيه عندما رأى دمعتها
أخذ ينظر إليها وهي تهرب منه إلى المرحاض وتغلق الباب خلفها فعلم حينها بأنها ستفعلها
انسحب بهدوء واستسلام من غرفتها وقد ترك عنقه بين يديها تفعل به ما تشاء
فقد زهد تلك الحياة وإن كان خروجه منها على يدها فهو اكثر من مرحب بذلك.
لكن هي كيف تواجه هي قسوة الحياة وهي وحيدة؟..
ستقسو عليها ولن ترحمه
نزل إلى الأسفل وتوجه إلى مكتبه في وجوم تام 
تعبيره هادئه لا تبين شئ فقام بفتح حاسوبه ينتظر خروجها وما تنتوي فعله.
اغلق شاشة الحاسوب عندما طرق الباب ودلف منه وهدان وبعينيه الف سؤال لكنه لم يجرؤ على التفوه بها وقد علم مهران ما يدور بداخله
فسأله
_عملت ايه؟
_ كل تمام زي ما أمرت، بس…
التزم الصمت لا يجرئ على التكملة فسأله مهران
_ بس ايه قول.
اخفض عينيه بحرج وغمغم بتحير
_ بس احنا هيكون وضعنا أيه وخصوصاً إنك بلغتها بالميعاد الحقيقي يعني لو الظابط ده صدقها هنروح كلنا في داهية لو مكنش من الحكومة هيبقى من الناس اللي بنتعامل معاها، وخليل بيه كمان هيروح في الرجلين.
يعلم جيدًا بأنه يجازف برهان خاسر لكنه تقدم خطوة لن يستطيع الرجوع فيها 
_ متقلقش انت هتكون بعيد تمامًا انت ورجالتك 
تعجب وهدان من هدوءه وسأله بحيرة
_ وانت؟
عاد بظهره للوراء ودون إرادته جال الحزن واضحًا في عينيه وقال بقوة زائفة
_ يمكن حان خلاص وقت النهاية 
تأثر وهدان بحال سيده وخاصة انه يعرفه جيدًا ويعلم مدى نقاء سيده
لكن استسلامه يتعبه حقًا وهو لم يراه يومًا بتلك الحالة
تركه وغادر فهو بحاجة إلى البقاء وحيدًا.
أخذ يطرق بأنامله على المكتب أمامه وهو شاردًا فيها 
دقات قلبه رتيبة لكنها تدق بعنف فتنقبض وتتوقف للحظات عندما سمع صوتها تهاتفه
لم ينظر للحاسوب خشيةً من طبع صورتها داخل ذكرياته فتظل عالقة بها 
فظل على وجومه وهو يسمع صوتها
_ أنا موافقة بس على شرط، تساعد بنت عمي إنها تهرب
_……..
_ لأ أنا مش هكون معها لإن الهرب منه مستحيل انا السبب في وضعها وانا الملزمة اهربها ولولا كدة كان مستحيل أخون
_ ……..
_ الميعاد هيكون………….

أغمض عينيه وقد ازدادت وتيرة دقاته وقد خسر رهانه.
نهض من مكتبه صاعدًا لغرفته مستسلم لقلبه.

دلف غرفته ومازالت الأسئلة تدور بخلده
حارب شوقه الذي يريد أن يأخذه إليها كي يعلم سبب فعلتها 
سيتركها تفعل ما تريد 
دلف المرحاض كي يأخذ حمامًا دافئًا كي يريح اعصابه قليلًا وقد كان له ما أراد إذا خرج وهو يشعر برغبة في النوم دون اللجوء إلى المنوم
هم بالاستلقاء على الفراش 
لولا طرقة خافتة مترددة شعر بها، يعلم جيدًا هوية صاحبها
لم يشاء ازعاجها ويقوم بفتح الباب وهو عاري الصدر
فقام بارتداء قميصه القطني وذهب ليفتح لها
فيجدها واقفة خافضة عينيها لا تستطيع التطلع إليه 
وهو لم يضغط عليها رغم إنه في أمس الحاجة لرؤية شموسها كي تنير دربه المظلم
وكأنها علمت ما يدور بخلده إذا رفعت عيونها الشمسية فتهتز اوصله من نورهم الآخذ لأنفاسه وقلبه الذي ازدادت وتيرته فتجعله يغوص في بحور الشوق
لكن دمعتها التي سقطت منهما أظلمت عينيه وجعلت ليله أشد قتامة.
أنادمة انتِ أم القلب بات يدق بعشقٍ جارف ليس بوسعه التوقف.
كانت عينيها تجوب داخل ليله الحالك تبحث فيه عن شئ يجعلها تتراجع ويعنفها الندم 
لكن لم تجد سوى ذلك الاحتياج الذي يناجيها ألا تخذله وتبقى معه، لم يشعر يومًا بمدى احتياجه لأحد كما يحتاجها هي وقد ظهر هذا واضحاً في نظراته
تمتمت بألم
_ حاولت أخون بس مقدرتش.
لا تعرف من اين أتتها الجرأة لكي تلقي بنفسها داخل احضانه وتسمح لدموعها بالنزول 
كانت يديها تتشبث به ووجهها تخفيه في صدره كأنها تتحامى به من غدر زمانها
بكت بحرقة وبكل الأوجاع التي عاشتها منذ مولدها حتى الآن
تبكي لضعفها وقلة حيلتها أمام جبهة أخرى فتحت لها وكلما شعرت بالألم كلما أخفت وجهها اكثر داخل صدره
بكاءها جعله يشعر بتدفق الدم داخل أوردته
حاول الثبات لكن عبثًا لم يطاوعه قلبه ولا ذراعاه الذين أحاطها بعشقِ متملكًا وكأنه يخشى من ضياعها 
اغمضت عينيها وازدادت تشبثًا به وكأنها تريد الاختباء داخل ضلوعه وذراعيه لم تبخل عليها بذلك 
فيتشبث هو أيضًا بدوره وكأنه يناجيها الا تتركه وتظل بين ذراعيه ولن يخذلها يومًا فقط تبقى بين ذراعيه 
أمسك رأسها يرفعها إليه كي ينظر داخل شموسها وقد آلمته تلك الدموع التي غزت عينيها فيمسحها بإبهامه وهو يتمتم بوله
_ الدموع دي ملهاش وجود في حياتنا بعد الليلادي
رفعت بصرها إليه تستفهم معنى كلمته فيومئ لها مؤكدًا بما ظنته 
فالعشق لاح واضحًا في عينيه ولن يخفيه بعد الآن هو الآن أكثر احتياجًا لها 
ذلك الوحيد الذي عانى ويلات من عذاب الوحدة أتته هي كي تنير حياته بحب لم يشعر به من قبل 
 وأخذت عيناه تحكي لها ما لم تستطيع الشفاه التفوه به
شعور الأمان الذي كانت تشعر به معه أصبح الآن يغلفه العشق من كل جانب فتلتف حولهما سرب من الفراشات في هالة تخطف الخيال 
عينيه التي تتجول بكل أريحية على ملامحها وتنشر الدفئ في قلبٍ أرهقته الدنيا بقسوتها لأنف حاد لكن يحكي قوة وصلابة لم يهزه شيء
وشفتيها التي تهتز برهبة لموقف لم تختبره يومًا
تلك المشاعر التي فرضها عليها جعلها تنتظر القادم بتردد.
عينيه ترجوها ألا تبعده ومشاعرها تطالبها بالغوص في أكثر عمق مشاعره 
انامله التي تتحسس شفتيها لا ترأف بقلبه ولا بعقله الذي استسلم أمام كل تلك المشاعر التي يعيشها كلاهما 
كفى لم يعد يستطيع التحمل فمال عليها بروية يلثم شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وقضت على ما تبقى بداخلها من اعتراض 
مد يده ليغلق الباب وأغلق معه أحقاد ماضي وحاضر وربما مستقبل..

❈-❈-❈

في الصباح 
وعلى مائدة الإفطار
تجمعت العائلة بسعادة بالغة بمناسبة أخرجتهم من حالة الحزن التي غلفتهم تلك الفترة 
نظرت ليلى إلى معتز وقالت بسعادة
_ إن شاء الله المناسبة الجاية هتكون لمعتز
أمن الجميع خلفها لكن معتز تحدث برفص
_ لاا انا ليا مواصفات ومميزات خاصة ولحد دلوقت ملقتهاش.
تحدث مصطفى بمزاح
_ قلتها قبلك وفي اليوم اللي قلتها فيه لقيتها فيه برضه 
ربت على كتفه وأردف
_ ابشر هتقابلها قريب 
سألته سارة بحنين
_ مصطفى انت هتفضل باعد ابنك عننا كدة انا عايزة أشوفه هو وحلم
رفض جاسر تأييدها 
_ لأ طبعًا مينفعش احنا منضمنش الخبر يصل لمهران وخصوصاً إنه فاكرها ماتت أي ظهور ليها هيعمل شك، خلينا نصبر شوية.
_ انا كمان رأيي من رأي جاسر خلينا نصبر شوية ولو انتي عايزة تشوفيهم يبقى روحي قضي معاهم يومين
نظرت إلى جاسر الذي لم يمانع وأيد رأيه فترتسم ابتسامة تملؤها السعادة بتلك الخطوة التي خطاها جاسر تجاه علاقتهم.
نهض أمجد قائلاً
_ طيب نستأذن أحنا بقى عشان ميعاد الطيارة 
نهض مصطفى بدوره
_ اه فعلًا الكلام اخدنا يادوب اغير هدومي 
كذلك سارة التي نهضت لتأخذ ابنتها من وسيلة 
_ معلش هأخركم شوية لحد ما اغير لسيلا 
منعتها وسيلة من أخذها وقالت برزانة
_ سيبيها انا هغير لها وحضري انتي حاجاتك.
اومأت سارة وذهبت إلى الغرفة بسعادة كبيرة ليس لذهابها بل لأنه ترك لها بعض من حريتها 
انتهت اخيرًا من تجهيز حقيبتها وهمت بحملها لولا دخوله وعينيه تنظر إليها بامتعاض مرح
_ فرحانة أوي انك هتسافري وتسيبيني؟
تقدمت منه لتلف ذراعيها حول عنقه وتمتمت بدلال
_ بصراحة آه عشان اشوقك ليا شوية.
رفع حاجبيه مندهشًا
_ ليه مش مكفكيش الشهر اللي عذبتيني فيه ده؟
اومأت له وهي تتمتم بدلال
_ شهر ايه دا كلهم خمنتاشر يوم بس.
_ ياسلام؟
أكدت له
_ اه وبعدين متقلقش كلهم يومين بالظبط وهرجع.
ابتسم بحب وهو يعدل وضع حجابها وتمتم بوله 
_ بحبك
هم بتقبيلها لولا صوت مصطفى الذي قال بغيظ
_ خلص ياعم مش وقته.
ضحكت سارة وابتعدت عنه لتحمل حقيبتها وهمت بالخروج لكن ما أن وصلت إلى الباب حتى عادت إليه تلقى نفسها في احضانه 
احاطها بقلبه قبل ذراعيه واراد في تلك اللحظة أن يمنعها من الذهاب 
كيف سيتحمل بعدها يومين كاملين.
نزعت نفسها عنه بصعوبة وتمتمت باستياء
_ تعالى معانا.
ملس بابهامه على وجنتها وغمغم برزانة
_ للأسف مش هينفع لأننا الأول كنا بنقعد في الشقة إنما دلوقت مصطفى ومراته عايشين فيها 
_ ننزل في فندق
_ برضه مينفعش لان كدة مصطفى هيتحرج اوي وانا مش عايز أوصله الاحساس ده
أومأت له بتفاهم ثم حملت حقيبتها وذهبت معهم.

❈-❈-❈

استيقظت صباحًا لتجد رأسها مستكين بكل هدوء على صدره الذي احتواها بحب لم تشعر به من قبل 
لم تصدق ما حدث حتى الآن وكيف أنها استسلمت له بتلك السهولة وكان سحرًا أسرًا ألقي عليهم لينهل كلاهما من نهر العشق بعد جفاء وعذاب
وكلما تشربوا منه كلما شعر أكثر بالظمأ فيعودوا إلى نهر الحب الخالد ليرتوا أكثر منه
تذكرت حنانه همساته احتوائه لها حين ترددها
كل شئ حدث بينهم أكد لها بأنه ليس ذلك الشخص الذي سمعت عنه الأقاويل 
بل شخص آخر به من الحنان ما اروى به عطشها له
لم يجبرها على شيء بل ترك لها الإختيار
وجعلها العشق تستسلم بكل رحابة فتنعم بحضنه الذي لم يبخل عليها بفيض من المشاعر التي تعيشها لأول مرة.
ستعمل بكل الطرق على تحرره من سطوة الماضي الأليم وترسم أمامه مستقبل ملئ بالورد وتبعده عن طريق المخاطر الذي فرض عليه.
اغمضت عينيها فور إن رمش بعينيه دلالة على استيقاظه.
كان يخشى من فتحها كي لا يفوق من ذلك الحلم الذي بات ليلته يغوص في بحوره
هل حقًا حقيقة ام خيال 
لم يؤكد له ثقل رأسها على صدره ولا ذراعه الذي يحتويها 
بل انفاسها الغير منتظمة التي لا ترأف بعنقه فتقذف حمم بركانية لا تعرف الرحمة.
نظر إليها يتأكد أكثر فيبتسم بتروي وهو يراها تتظاهر بالنوم
ابعد خصلاتها التي سقطت على وجهها وهم بايقاظها لولا صوت هاتفه الذي جعله ينظر إليه باستياء فيجده ذلك الرقم المجهول الذي لا يجيب صاحبه
أجاب عليه لربما يفلح تلك المرة ويرد عليه
_ مين؟
….

في الطائرة 
نظر مصطفى بحب إلى سيلا التي بدأت تغمض عينيها بنعاس وتحدث بحبور
_ تعرفي إن ماما هتفرح بيها أوي لأن ديمًا تقولي نفسي اشوفها
تبدلت ملامح سارة للحزن وغمغمت بهدوء
_ لو كان نفسها تشوفها بصحيح مكنش في حاجة هتمنعها إنها تزورنا.
لامس مصطفى الاشتياق الذي تخفيه تجاه والدتهم وقال بمحايدة
_ شوفي ياسارة انا عارف إنها قصرت معاكي ومقامتش بدوره كأم معانا بس هي حقيقي ندمانة وبعدنا عنها خلاها تحس بالخسارة اديها فرصة وقربي منها وهتلاقي فعلاً انها اتغيرت
هزت راسها بنفي وقالت بحزن
_ للأسف ماما مكنش لها دور في حياتي غير الاسم بس
يوم ما ولدت سيلا كانت اكتر حد محتجاله في الوقت ده، ولما جاتني المستشفى فرحت وقلت إنها هتفضل معايا بس اتفاجئت بيهم بيستأذنوا بحجت إنها مش هتقدر تروح معايا وإنها مطمنة عليا مع ماما وسيلة
اتقهرت بجد ووقتها عرفت إن مليش غير العيلة دي اللي لقيت فيها الأب والأم وكل عيلتي. 
شعر مصطفى حقًا بما تعانيه لكن لن ييأس وسيظل يقرب بينهما حتى تهدأ الأمور بينهم

اقتباس من القادم.

انتفضت حلم بخوف وسقط الهاتف من يدها عندما دلف مصطفى الغرفة مما أثار دهشته ونظر إلى الهاتف بشك.
وخاصةً عندما تمتمت بوجل 
_ مصطفى انتي جيت أمتى؟
لم يجيب بل نظر إلى الهاتف الملقي على الأرض وقبل أن تميل عليه كانت يده تسبقها ….


الفصل الرابع والعشرون من هنا

تعليقات



×