رواية احفاد الجارحى اسياد العشق الفصل التاسع عشر بقلم آية محمد
#بعنوان ……ماذا فعلت ؟! ….
سقط على المقعد على أثر لكمته القوية ، ولكن سرعان ما تحلى بالثبات والنظرات الساكنة بالغموض ،أسرع إليهم “ياسين” بعد أن لحق “بعدي” لمكتب “أحمد” للتناقش بأمراً هام خاص بالأجتماع المسائي فصعق حينما أستمع لما يحدث وخاصة من رد فعل “عدي” ، أسرع ليقف أمام وجهه قائلاٍ بصدمة تعتري ملامحه _معقول تكون صدقت كدا على “أحمد” !…
لم يغير حديث “ياسين” من حدة عيناه فكان يتطلع لأحمد بنظرات كرماق الموت المتأجج ، تبادل معه النظرات بشيء من السكون ،عيناه تدرس كل رد فعل بأهتمام لسماع ما سيقوله رداً على “ياسين” …
خرج عن رداء الصمت قائلاٍ بصوت غاضب بعدما جذبه ليقف أمام عيناه الثائرة _الشهامة الزيادة عن الحد دي هتهد كل اللي بينك وبين “أسيل” يا غبي ….
زفر “ياسين” بأرتياح لثقة “عدي” به فأتضح الآن سبب غضبه المبرح ،رفع وجهه إليه فرى “عدي” دمائه المنسدلة من فمه على أثر لكمته له ،شعر بحزنٍ عارم لما فعله فأخرج من جيب سرواله منديل ورقي ثم كتم به الجرح قائلاٍ بهدوء _يا “أحمد” أنا أكتر واحد فاهمك وعارف أنك غيرنا كلنا وبرضو عارف أد أيه أنت بتحب “أسيل” ليه تخسر اللي بينكم بسبب جريمة بشعة نسبتها لنفسك بمنتهي الرضا ! ..
ثم كبت غضبه بصعوبة ليعاود الحديث بنفس لهجة الهدوء _أنا توقعت أنك تساعدهم ….تعرف من البنت دي مين غلط معاها وتصلح الأمور لكن توافق على الكلام اللي اتقال داا اللي خالاني أفقد أعصابي …..طيب مفكرتش أن الأمور ممكن تكبر و”أسيل” تعرف بالموضوع دا تخيل أيه هيكون رد فعلها خصوصاً بعد الفحوصات اللي عملتها ! …
رفع عيناه له بنظرة مطولة بها تأييد لما يقوله فشدد على شعره الغزير بغضباً جامح على صمته فغادر على الفور ،أقترب منه “ياسين” بهدوء _ “عدي” كلامه صح يا “أحمد” أنت كدا صعبت الأمور محلتهاش …
وتركه وتوجه بالمغادرة ؛ فتوقف حينما رأى تلك الفتاة تقف خارج غرفة المكتب وعيناها أرضاً بخزي ،الدموع تنسدل كالأمواج العارمة بكثرة خفت شاطئ المياه فلم تعد ترى أين الصواب وأين الخاطئ ؟! ، رمقها “ياسين” بنظرة غاضبة ثم لحق “بعدي” للأسفل بصمتٍ قاتل …
ولجت للداخل ببكاء وعينٍ منكسرة كحال قلبها فما أن رأها “أحمد” حتى أعتدل بوقفته قائلاٍ بأستغراب لعودتها _”سارة” ! ….رجعتي ليه ؟ …
أغلقت باب المكتب ثم تقدمت منه بخطوات بطيئة للغاية حتى دانت منه ، تطلع لسكونها بأهتمام فقالت بدموع وأنكسار بدى بصوتها _مش عارفة أشكرك أزاي يا “أحمد” ..
تطلع لها قليلاٍ ثم أشار لها بالجلوس على المقعد فأنصاعت له لحاجتها بالأسترخاء ،جلست بهدوء فجذب أحد المقاعد وجلس أمامها ،طال صمتها والأرتباك سيد موقفها …
قطع “أحمد” الصمت قائلاٍ بهدوء_قدمتلك مساعدتي بدون ما أعرف حاجة عن الموضوع لسه مش حابه تتكلمي ؟ ..
رفعت عيناها إليه بتذكر ما حدث !
##
تذكرن كم كان البكاء ملذها ، ما أخفته منذ خمسة أشهر لم تعد تقو علي أخفائه ، صارت الآن بشهرها السادس وترتدي ملابس فضفاضة للغاية ، كانت تستغل زيارة والدتها المتكررة لخالتها وأقامتها معها بصفة متكررة قد تصل لشهراً متكاملاٍ ولكن باتت الأمور أكثر سوءاً حينما كبرت بطنها بطريقة ملفتة ، كانت والدتها تتعجب من طريقة ثيابها التى تبدلت للغاية فبدأ الشك يساورها وخاصة بملاحظاتها الدقيقة لبعض الأمور الخاصة بالفتيات لذا قررت مراقبة إبنتها جيداً لتستيقظ من غفلتها على أمراً كارثي ….
لتهوى على وجهها بعدد لا حصى له من الصفعات بعدما أكتشفت أمرها بالضغط عليها بالحديث ، ربطت الأم بذكائها بعد رؤيتها لأحمد يوصلها للمنزل بأنه من فعل بها ذلك لذا قررت التوجه إليه سريعاً لمواجهته …للبكاء …للتوسل …
نهضت “سارة” تستند على ما يقابلها من المقاعد حتى أسرعت لهاتفها تطلبه فأجابها على الفور ، كل ما قالته ببكاء له _أنا محتاجة مساعدتك أرجوك ما ترفضش أنا ماليش غيرك يساعدني …أرجوك يا “أحمد” …
أرد معرفة نوع المساعدة التى تتحدث عنها ولكن سرعان ما أخبره الحارس بأمر تلك المراة التى تود مقابلته فسمح لها بالصعود وأغلق مع “سارة” الهاتف فأذا به يعلم منها ما حدث فعلم الآن أي مساعدة تريدها ! ….وعده لها بأنه سيعاونها جعله ينصاع ويتقبل ما يستمع إليه !! …حتى هى صعقت حينما أستمع إلي حديث أمها برضا تام فكانت تمنحه السماح أن ثار ورفض الموضوع …فالأمر ليس بالهين ولكنها تفاجئت بما فعله ! …
##
عادت من ذكرياتها على صوته الهادئ_لو مش حابة تتكلمي بلاش …
أشارت له بالنفي ثم شرعت الحديث بصوتٍ منكسر متحطم للغاية مثير للشفقة _أنا غلطت يا “أحمد” وأنا معترفة بدا صدقني بس أنا معنديش أستعداد أفقد كل حاجة من جديد مع أنسان حقير زي دا ..
تطلع لها بعدم فهم فأزاحت دمعاتها وأسترسلت حديثها المؤلم _خدعني بحبه وطلب أننا ننتجوز عرفي لحد بس ما يخلص جيشه وهيجي يطلبني من ماما وأنا غلطت وصدقته ،أتجوزنا وبعدها بفترة أكتشفت أني حامل وطبعاً أول ما قولتله بان على حقيقته …
بقى ثابتٍ للغاية قائلاٍ بصوتٍ مشابه لحالته _وبعدين ؟ ..
أجابته بدموع _رفض بعلن جوازنا وطلب مني أغضب ربنا تاني وأنزل اللي فى بطني بس أنا رفضت وهددته أني هقول لأخويا وهفضحه …
وأنفجرت بهالة من البكاء ليسودها الكلام الخافت المملؤء بطوفان من الآنين _ضربني وتعمد أنه يسقطني … من كتر الضرب محستش بنفسي غير بالمستشفي ولا أعرف حتى مين اللي وداني ….
ثم إبتسمت بسخرية _الحاجة الوحيدة اللي فوقت عليها أنه سرق شنطتي اللي كان فيها عقد الجواز وكل شيء يخصني …أختفى وكان فاكر أني سقطت بس سبلي جرح ودرس كبير أووي …
وأنحنت برأسها أرضاً تخفى شهقات دمعاتها ، بادلها بسؤالا هام يشغل فكره _ طيب ليه مقولتليش لوالدتك الحقيقة لما أفتكرت أني أنا اللي عملت كدا ؟ ..
بقت لفترة طويلة تبكى دون أجابته فأبى أن يضغط عليها بالحديث ، تركها وتوجه للبراد الصغير الموضوع بمكتبه ،جذب أحد العصائر وقدمه لها ، ألتقطته منه بيداً مرتعشة فجلس مجدداً لتشرع بالحديث من تلقاء نفسها _لأني ببساطة محبتش أعيش نفس التجربة المعتادة لأي بنت غلطت زيي …
ضيق عيناه بعدم فهم فقال بتعجب _أزاي؟ ..
قالت ببسمة ألم والدموع تنهمر دون توقف _أي واحدة بتغلط مع شاب حتى لو كانت زيي متجوازه عرفي أول ما الأهل بيعرفوا فبيغلطوا غلطة أكبر أنهم بيفكروا أزاي يجوزها منه مبيفكروش حياتها بتبقي معاه أيه بعد كدا !! ..
وأغلقت عيناها بدموع _وأنا مش عايزة أعيش مع بني أدم حقير زي دا يا “أحمد” أذا كان هو كان بيقتل ابني بدم بارد وهو لسه مكتملش هأمن عليه أزاي يعيش معاه أو أسيبه وأخرج بأي مكان ؟! …هعيش معاه أزاي وأنا شايفاه أحقر بني أدم عرفته ؟ ..هديله ثقة أزاي وهو سبب تحطيم ثقة أهلي فيااا ؟ ..صعب أوي ..
وجففت دمعاتها قائلة برجاء _أنا مش عايزة منك غير أنك تكدب على ماما وتقولها انك هتتجوزني لحد بس اما اولد وانا والله هاخد ابني واسافر فى أي حتة …
إبتسم بسخرية _الموضوع مش بالبساطة دي يا “سارة” ..
ونهض ليقف أمام الشرفة بتفكير طال لدقائق فعمق فكراها ،وضعت العصير من يدها على الطاولة ثم أقتربت منه قائلة بأرتباك _أنا طلبت منك مساعدتك من غير تفكير فى زوجتك أنا فعلاٍ أسفة …هقول لماما على الحقيقة كلها …
وتركته وتوجهت للخروج بقلبٍ ينفطر من الندم على ما ارتكبته بحقها وبحق “أحمد” …
_أستنى ..
قالها “أحمد” بحدة بعدما رأها تخرج ،أستدارت لترى ماذا هناك ؟ ؛ فأقترب منها قائلاٍ بعد تفكير _من واجب الأخ أنه يساعد أخته وأنا وعدتك أني هساعدك …
ثم صمت قليلاٍ كأنه يتحلى بالشجاعة لما سيتفوه به _اللي بتقوليه دا مش هيمنحك حياة كريمة أنتِ وابنك وسط المجتمع دا عشان كدا أحنا هنقول أننا أتجوزنا رسمي بورق مزور قدام والدتك لأن مينفعش أتجوزك وأنتِ حامل لحد ما تولدي هيكون بعقد حقيقي هسجل الولد وبعدها هطلقك …هكون أخ ليكِ فقط دا اللي أقدر أقدمهولك …
إبتسمت من وسط دمعاتها قائلة بدموع _مش عارفة أقولك أيه ؟! ..
تطلع لها بألم لما سيفعله بمعشوقته _متقوليش يا “سارة” ردك الشكر بأن “أسيل” متعرفش حاجة عن الموضوع دا وخاصة أنها عندها م…
وصمت قليلاٍ ليتغلب على آلآمه_مشاكل تمنعها من الحمل …
حزنت للغاية لأجلها فقالت بدموع _ربنا يرضيها ياررب …أطمن مش هعرف حد خالص ….
وغادرت لمنزلها بينما جلس على مقعده بتفكير عميق بما سيترتب على قراره الأحمق ! …
***************
“ببريطانيا”..
قال الطبيب بضيق_أنصت إلي جيداً ،الحالة غير مستقرة بعد لذا أنصحك بأن تلزم المشفي لثلاث أيام ،مغادرتك الآن تعني تعرضك لخطراً كبير …
أستدار “ياسين” بوجهه إليه بثبات _أخبرتك بأني المسؤول عن حالتي …
ثم أستند على المقعد قائلاٍ بألم يمحيه بثباته الفتاك _ما عليك سوى تنفيذ ما طلبته …
أشار له الطبيب قائلاٍ بتفهم _حسناً سأطلب منهم يعدون الطائرة بفريقها الطبي للسفر للقاهرة فى الحال ..
صاح “يحيى” بضيق _هتنزل من غيري !! …أنا جاي معاك ..
زفر بغضب _هو انا أخد إبني معايا أنت لسه حالتك مستقرتش …
_رجلي على رجلك ..
قالها بأصرار ثم أستدار للطبيب بصوتٍ مائل للمزح _أعد لي مكاناً بطائرتك المجهزة فأنا بحاجة للسفر أكثر منه ..
رمقهم الطبيب البريطاني بنظرة دهشة فتمتم بخفوت _سمعت عن قوة العرب والآن رأيتها برمق عيني ! …
وخرج الطبيب لينفذ ما طلبه “ياسين الجارحي” فقال “يحيى” ببعض الغضب _هموت وأفهم دماغك ..قولت هننزل بعد 24 ساعه وقولنا ماشي فجأة قرارك يتغير كداا ! …
تطلع للنافذة الصغيرة بغموض ،فأنسدل ظل الرجل المراقب لهم برفق فأبتسم بثقة لحبكة الخطة التى رسمها للقضاء على عدوه اللدود …لا يعلم بأنه يسبقه بخطوة ، لم يبالي بحديث “يحيى” وحمل هاتفه برسالة “لرعد” حتى لا يستمع ذلك الجاسوس له ففضل كتابة رسالة نصية له …
“بعد ست ساعات هكون بمستشفي **عايزك تجيلي أنت والأولاد بدون ما حد يأخد باله ” …
وأغلق هاتفه بنظرات تنضح بالغموض وبسمة تسلية للقادم …..
********************
بالقصر …..
وبالأخص بغرفة “ملك” …
طرقت “آية” باب الغرفة فحينما علمت “ملك” بأنها بالخارج أسرعت بأزاحت دمعاتها ….
ولجت للداخل ببسمة رقيقة _منزلتيش تتغدي معانا ليه يا لوكا …
جاهدت للحديث بنبرة ثابتة _ مش جايلي نفس فأنتهزت الفرصة للدايت ..
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق _مش عارفة أنتِ و”يارا” ماسكين على الدايت دا لييه ؟ ..
أجابتها ببسمة تجاهد لرسمها _عشان نفضل صغير كدا محتاجين اللي يشوفنا ميصدقش أننا عندنا شباب وقريب هيكون عندنا أحفاد …
إبتسمت حتى تورد وجهها قائلة بمشاكسة_حاسه بتلقيح عليا أنا والبت “شذا” عشان فاتحين على البحري فى الاكل …
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية _ياختي انتِ بيبان عليكِ ! …بلاش تجريح بقى ..
إبتسمت على مزحتها ثم قالت بجدية _”ملك” ..
أنتبهت لها بأهتمام فقالت بلهجة تحمل القلق _هو “يحيى” كلمك ؟ ..
حل الأرتباك عليها فقالت بتوتر _لا …ليه ؟ …
قالت بحزن _اول مرة “ياسين” يسافر وميكلمنيش ! …
شعرت بحزنها فكانت بمثل ذلك الامر منذ قليل لتفق على حقيقة مؤلمة ، استعادت الكلمات سريعاً فقالت لتقذف بقلقها بعيداً _ كنت زيك كدا وسألت “رعد” قالي انهم مشغولين جداً فى مشروع كبير بيعملوه خارج مصر وهيرجعوا قريب أن شاء الله …
اجابتها بأمل وقلبها يحاوره الخوف _ أن شاء الله …
وأكتفت ببسمة صغيرة مكنونه بتوتر وخوف لا تعلم لما يهاجمها ؟! ….
***************
بمطبخ القصر …
ولجت “دينا” للداخل لتصعق مما رأته فقالت بصوتٍ متحشرج من شدة الصدمة _أيه اللي بيحصل هنا دااا ؟! …
أستدارت “شروق” وهى تتناول قطعة من الكعك ووجهها متسخ للغاية ،بينما أخفضت “مليكة” كوب العصير الممتلأ بالفواكه ، وكذلك وضعت “داليا” الدجاج المقرمل على الطاولة بحسرة من رؤية والدتها حالتها المفترسة ، أما “نور” فأكملت قضم الحلوي بصدمة ،بينما أخفت “مروج” قالب الكعك خلف ظهرها …
كبتت “رحمة ” ضحكاتها بصعوبة بعدما هرولت للداخل على صراخ “دينا” حتى “عز” كاد فمه بأن يصل أرضاً مما رأه …
“مروج” ببسمة واسعة بعدما جففت فمها من أثر الشوكلا ملوحة بيدها بمرح _هاي Dad …
“عز” بصدمة وهو يتمتم بخفوت “لرحمة” _هو فى الحالات اللي زي دي بيتقال أيه ؟ ..
كبتت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث _مش عارفة يا عمي بس الحالة دي طبيعية صدقني ..
أستدار لها فأشارت له بتأكيد فقال بأقتناع _يمكن مأنتِ اللي مجربة ..
إبتسمت قائلة بمرح _من رأيي تخرج بره رأفة بحالة الحرج ..
رمقهم بنظرة جانبيه ثم تطلع لها قائلاٍ لسخرية وهو يتوجه بالخروج _واضح واضح ..
وغادر “عز” سريعاً أو ربما فلت من المجاعة التى رأها منذ قليل ! …
أقتربت منهم “دينا” بغضب _أيه اللي بتعملوه داااا هتبقوا شبه الأفيال …
رمقتها “داليا” بغضب _خدي بالك من ألفاظك يا مامتي ..أحنا بنأكل وجبة لينا ووجبة للبيبي ..
ضيقت فمها بسخط _أنتِ بالذات تخرسي خالص ..
“مليكة” بغرور _اه شدي عليهم يا خالتو يستاهلو …
رمقتها “نور” بغضب _الله يرحم الفاكهة اللي كنتي غطسانه فيها من شوية …
جذبت ثمرة من التفاح تقضمها بتلذذ _طيب أنا هولد بعد أسبوع وهلحق نفسي بريجيم قاسي دوري على نفسك لسه فى أول شهرين وبقيتي شبه الكرنبة …
“رحمة” بمرح_مبلاش نفتح سيرة الكرنب لأنه منحصر بمطبخ “الجارحي” ومرصوص جانب بعض …
تأملت “مليكة” بطنها ثم استدارت تتأمل “شروق” والفتيات لتقول ببعض السخرية _بصي دا موضوع حساس مش هقدر أفيدك فيه …
كبتت “دينا” ضحكاتها بصعوبة فقالت “شروق” بمرح _يا طنط أحنا مقدور علينا كلها كام يوم وهنولد الدور والباقي على اللي لسه مطلعش ليهم بطن دول …عندك البت “مروج” لسه داخله مع جوزها سابته وطلعت على المطبخ جري شبه اللي كانت صايمة بقالها 80 سنة …
دفشتها “مروج” بغضب _ما تحترمي نفسك يا قلقاسة مكعبرة …
“شروق” بصدمة _هى وصلت للقلقاس لا دا كدا كتير محدش يوقفني على اللي هعمله وسعي يا بت يا “نور” …
تعالت ضحكات “دينا” بعدم تصديق فأستندت على الحائط تكبت ضحكاتها بصعوبة …
_أيه الجمال دا …شكلي هكافئ البنات أنهم خالوني أشوف الضحكة الحلوة دي …
قالها “رعد” بهيام بها بعدم ولج للداخل على أصواتهم المرتفعه ، نغزت “مليكة” “داليا” بضيق_شايفة باباكي رومانسي أزاي يابت مش زيك داخلة شمال فى “جاسم” شبه اللي متجوز واحد صاحبه الراجل دا ليه الجنه .
أستدارت بوجهها لها قائلة بصوتٍ كالرعد _كلمة كمان وهخليكي تولدي وأنتِ واقفة …
تركتها وهرولت للخارج ببسمة مكبوتة ، تطلعت له بخجل من نظرات الفتيات فأقترب ليغمز لها بعيناه وهو يتأمل فستانها الفضفاض غير عابئ بمن حوله _لسه برضو حورية بالبنفسج …
قالت بأرتباك والضيق يلحق نبرتها _أيه اللي بتقوله دا البنات واقفة ! ..
همس بمكر _مهو دا المطلوب عشان يعرفوا أد أيه أنتِ أجمل منهم بمراحل..
رفعت “داليا” يدها على كتفيه بخفة _كابتن ….
أستدار “رعد” لها فقالت بضيق _يعني مش مكفيك أنك أب صغير وجنتل وأنا نفسي بعاكسك تقوم تتجرد من الأنسانية وتحطم قلوب أبت الخضوع للأستعمار ؟ ..
تعالت ضحكات الفتيات بشدة لعلمهم بما تقصد ، أستند “رعد” على الحائط بسخرية _ما يمكن الدولة اللي رزلة وعايشة دور بلية الواثق فى نفسه فصدت نفس الأستعمار أنه يحتلها !.
“مروج” بسخرية وهى تضرب يدها بمرح _الله عليك يا عمي …
“نور” ببسمة واسعة _تم قصف الجبهة …
“شروق ” بضيق _الجبهات كلها وحياتك …
ثم أقتربت منه قائلة بضيق _الا بقولك يا عمي …
أستدار ليكون مقابلا لها _قولي …
قالت بصوتٍ منخفض وعيناها تراقب الفتيات_ما تعلم “معتز” يكون زي حضرتك كدا وهدعيلك أربع دعوات هينفعوك والله ..
كبت ضحكاته قائلاٍ بهدوء بعدما رفع ساعة يديه_أنا هجتمع بيهم بعد ربع ساعة هشدلك عليه عيووني ..
إبتسمت بسعادة _تسلم يا عم الناس …
تعالت ضحكاته مشيراً لزوجته بمرح ثم غادر على الفور ، تطلعت لخطاه المتباعد قائلة ببسمة واسعة _فى رعاية الله يا عمي …
جذبتها “دينا” من تلباب فستانها قائلة بغضب _بقى بتعاكسي جوزي يا حيوانه وأنا واقفة كدا عيني عينك !! …
صرخت بمرح_صلي على النبي يام “رائد” والنبي ما أقصد كل ما بالقصد انه يحنن قلب الراجل عليا …
تعالت ضحكات “رحمة ونور” ….فصاحت بهما بغضب _بتضحكوا على أيه الحقوووني بسرعة ..
“مروج” بأنتقام _تستاهل يا طنط دي بتتغزل بأنكل “رعد” ليل نهار …ولا أيه يا بنات ..
“نور”_اااه حصل وبالأخص عيوووونه بتقول رومادي فاتح ولا غامق …
جحظت عيناها بصدمة فصاحت ببسمة رضا _طبعاً بعد الحفلة دي لو حلفتلك بأيمنات المسلمين أنه محصلش مش هتصدقي ؟ ..
رمقتها بنظرة مطولة ثم أنفجر الجميع ضاحكاً ……
************
بمكتب “أحمد” …
قالت “أسيل” بالهاتف بضيق _أنت قولتلي أنك جاي وأنا بستناك من ساعتها يا “أحمد” ..
أجابها بهدوء _كنت راجع والله يا روحي بس عمي كلمنا كلنا وقال فى أجتماع مفاجئ حتى “عدي وياسين” وباقي الشباب رجعوا المقر …..
أجابته بدلال _أوكى بس هتعوضهالي ..
إبتسم بعشق _أكيد يا روح قلبي أول ما هرجع هأخدك ونتعشا بره بالمكان اللي تحبيه …
صاحب صوتها السعادة _بموت فيك على فكرة …
قال بنفس لهجتها _وأنا بعشقك على فكرة …
أجابته بخجل _ هجهز نفسي لحد ما ترجع …سلام بقى ..
_سلام يا عمري …
ووضع الهاتف أمام عيناه ليعود للشرود مجدداً والحزن والخوف من قراره بمساندة “سارة” يلمع بعيناه ….يكاد يقتل بعدة خناجر على أن يرى حزنٍ بعيناها يكون هو سببه ! …
أشار له “معتز” بأن ينضم لهم من خلف الزجاج العملاق الفاصل بين مكتب كلا منهم والصالة الرئيسية الخاصة بأجتماعتهم ؛ فوضع هاتفه ثم نهض وتوجه للباب الفاصل بينهم ليجد الجميع يرموقونه بنظرات أشبه بالنيران وخاصة “عمر” …
جلس على المقعد المجاور “لرائد” يتأمل نظرات سكونهم بصمت قطعه قائلاٍ بضيق من نظراتهم _ اللي عنده كلمة وحابب يقولها يتفضل …
“عمر” بغضب _طبعاً عندنا كلام كتير بس حضرتك أيه اللي عندك تقوله الأول ؟ …
“أحمد” بهدوء_أنا ساعدتها مش أكتر …
رمقه “رائد” بنظرة مميتة ثم قال بغضب _نعم ! ..المساعدة أنك تتجوزها !!! …
“أحمد” _هى مش قابلة تعيش مع الحيوان اللي عمل معاها كدا ومن واجبي كأقرب صديق لأخوها وأخ ليها أني أساعدها …
“معتز” بذهول _تساعدها على حساب بيتك وجوازك يا “أحمد” !! …
“حازم” بصدمة _بجد مش مصدق أنك عايز تعمل كدا فى “أسيل” يا “أحمد” ..
صاح بغضب _عملت أيه يعني ؟! ..خلاص الوقتي فقدتوا رجولتكم ونصايحكم عن شهامة عيلة “الجارحي” ! …
تلونت عين “عدي” بالغضب الجامح فكور يديه بغضب ليضع “ياسين” يديه على يداه سريعاً ليشير إليه برجاء بأن يتمسك بالثبات فأشار له بيديه …
فقال “ياسين” بهدوء_خد بالك من كلامك كويس يا “أحمد” أنت عارف كويس أحنا على أيه ؟ ..
“رائد” بسخرية _ الشهامة من وجهة نظر “أحمد” يا جماعة أننا نهد علاقاتنا بزوجتنا بالجواز من أي واحدة غلطت والا كدا يبقى فقدنا رجولتنا …مش كدا ولا أيه يا “أحمد” ؟ …
شعر بخطئ ما تفوه به فقال بحرج _مقصدتش كدا يا “رائد” أنا بس أ…
قطعه “عدي” بهدوء_أعمل اللي يريحك يا “أحمد” أنت مش صغير …بس تأكد أن كل واحد فينا أتكلم من خوفه عليك …
اشار له “عمر” بتأكيد فوضع عيناه أرضاً بخزي من طريقته بالحديث الحاد معاهم ،ثم استدار “لجاسم” الذي ألتزم الصمت من البداية فقال بمرح_ساكت ليه يا ترفل أتش متقول رأيك بالمرة عشان تبقى كملت ..
تطلع له “جاسم” بنظرات حادة ثم قال بصوتٍ مشابه نظراته _كلامي مش هيعجبك لأني مش هتكلم كإبن عمك وصديقك هتكلم بصفتي أخ يا “أحمد” واللي بتعمله دا هيقضي على أختي ولو حصل أوعدك ساعتها هتكون خسرتني بجد ….
“ياسين” بنبرة هادئة ليبطف الأجواء_أنت مكبر الموضوع ليه يا “جاسم” هو مش هيتجوزها هى بس أول ما هتولد هيكتب عقد رسمي ويسجل الولد وبعد كدا هيطلقها ولا كأن حاجه حصلت …ربنا رايد ليها الستر يبقى بلاش نتكلم بالموضوع كتير …
أجابه بضيق _وأيه اللي يضمنلي أن الموضوع ميوصلش لأسيل ؟! ..
تطلع “أحمد” بنظرة رجاء لعدي بأن يغلق ذلك الموضوع لقدرته على ذلك فقال بصوتٍ يغلفه الحدة ليكون بصف رفيقه _”اسيل ” مش هتعرف طول ما السر دا مخرجش برانا أحنا ال8 ….الموضوع دا يتقفل وميتفتحش تاني ….
أشاروا له بهدوء فقال “حازم” بمرح لتغير الأجواء بين “جاسم وأحمد”_ طيب مش تتشملل وتجوز أخوك الأول يابا بدل ما قربت أبقى عصير طماطم من غير سكر ! …
“جاسم” بسخرية_هموت وأعرف مستعجل على أيه ؟ ..
أجابه بصوتٍ منخفض وعيناه تتفحص “عدي” بخوف _حاسس أني داخل على مرحلة صعبة أوي يالا بشوف الدنيا كلها ورد حمرا وأنا العندليب وبغني للبت بقيت حاسس أن نظراتي للبت شبه “حمدي الوزير” فى فيلم الاغتصاب …
تطلع “ياسين لعدي” وأحمد لرائد ، ومعتز لجاسم وعمر ومن ثم انفجروا ضاحكين فتعالت القاعة بضحكاتهم الرجولية حتى “عدي” تعال بالضحك فقال “عمر” بصعوبة بالحديث _لا كدا الموضوع بقى خطر ولازم يوصل “لياسين الجارحي”..
رمقه بنظرة ضيق _ياكش يوصل للسلطات عشان يعتقلوني وترتاحوا مني …
“جاسم” بصوتٍ متقطع من فرط ضحكاته_نرتاح أزاي وسيرة “الجارحي”
هتكون على كل لسان …
“أحمد” _ياررريت عشان الصحافة تعمل معايا أول لقاء مع أخ حمدي الوزير …
رائد _هيسحلوك معاه يا حيوان مأنت أكيد مشارك بالجريمة السودة دي ..
عمر _رجل الاعمال الشهير احمد الجارحي واخيه الاصغر بتهمة هزت الراي العام …
“ياسين” بمكر _طيب يا خفة منك له لما يجي الدور عليكم بالتحقيقات هتعملوا ايه ولو الحظ وقعكم مع الوحش أقصد “عدي الجارحي” ..
كبت معتز ضحكاته بصعوبة _وحش أيه بقى دا اول واحد هيشرفنا بالتخشيبة بتهمة التستر على حمدي الوزير وشركائه …
تعالت الضحكات بينهم فرفع “عدي” ساعته بملل ليشير لرائد_شوف عمي أتاخر ليه ؟ ..
_أنا أهو ..
قالها “رعد” بعدما ولج للداخل ليجلس على المقعد المقابل لهم ، إبتسم “معتز” بتسلية بعدما أطلق صفير أعجاب به _أيه الشياكة دي كلها ..
أستدار إليه ببسمة خبث _أركن على جنب يا “معتز” جايلي منك شكاوي كبيرة …
تمتم “جاسم” بشماتة _يا ساتر يارررب ..
أستدار إليه “رعد” ببسمة خبث _دورك جااي متقلقش …
“عدي” بهدوء_حضرتك جمعتنا ليه يا عمي ؟ ..
تطلع لهم جميعاً بثبات ثم قال بعدما تفحص ساعته _”ياسين ” حابب يشوفكم …
أجابه “عدي” بلهفة _رجع مصر ؟ ..
أكتفي بأشارة بسيطة له فاسرع “ياسين” بالحديث _الدكتور سمح لهم بالسفر ! ..
“عمر” بأستغراب _دكتور أيه ؟؟؟؟…
تطلع “رعد” “لعدي وياسين” بهدوء فقص عليهم “ياسين” ما حدث لأبيه وتبرع “ياسين الجارحي” بكليته من أجله ، ساد الوجوه الفزع والبعض الخوف والاخر الصدمة ولكن كان المشترك بينهما الفخر برابط الصداقة القوي بين “يحيى وياسين الجارحي” …
*************
بالقصر …
هبط “مازن” يبحث عن الشباب بملل من أغلاق هواتفهم ، لفت أنتباهه هبوط “عز وأدهم” متوجهون للخروج فتوجه إليهم ليسأل عنهما فعلم بما حدث مع “ياسين ويحيي” وأجتماعهم بهما بالمشفي فتوجه معهم …
**************
بالمشفى …
أسرع “عمر” إلي “ياسين” بلهفة _بابا ..
إبتسم وهو يراه بأحضانه فرفع يديه يربت على ظهره بثبات ، جابت نظراته “عدي” الذي يتطلع له بضيق وحزن على ما فعله بدون علم أحد …
فقال بثبات يغمره الحزن _حمدلله على سلامتك ..
أجابه بثبات _الله يسلمك ..
أقترب “رعد” منه ببسمة هادئة فجلس لجواره ، أما على الجانب الأخر فجلس “ياسين” جوار “يحيى” بدمعة لمعت بعيناه على اخفاء الأمر عليه فأحتضنه “يحيى” بأسف وأخبره بأنه لم يرد أدخال الحزن لقلبه …
أستدار “ياسين” بعيناه اللامعة بالمكر لأحمد _أخبار صفقة الأسمدة ..
أقترب “أحمد” منه قائلاٍ بأرتباك _كنا هنخسرها لولا تدخل عمي “عز” ..
قطع “ياسين” المجلس قائلاٍ بشيء من الثبات والغموض_مملكة “الجارحي” متعملتش من ثروة وأملاك أتعملت من تضحية “عز” وصبر “يحيى” ونقاشات “رعد” “وأدهم” ومرح “حمزة” اللي بينجح أنه يخفف عننا يوم صعب متعملتش بالفلوس زي ما كل الناس فاكرة اتعملت بحبنا لبعض والثقة اللي كل واحد فينا زرعها فى التاني ..
ثم رفع عينيه إليهم _قسوتي عليكم لأني للأسف لسه مشفتش فيكم دا ..
تطلعوا جميعاً لبعضهم البعض فأكمل وعيناه تجوب وجوههم _لسه مبقتوش أيد واحدة …
ثم أستدار بوجهه قليلاٍ “لعدي” _أنا السبب فى الكبرياء اللي عندك دا ويمكن يكون السبب الرئيسي فى عدم وحدتكم لأنك عمرك ما سمعت لحد ولا هتسمع لأنك فاكر أن دا ضعف ..
كاد “عدي” بالحديث فرفع “ياسين” يديه ليلتزم الصمت فأكمل هو بلهجة غامضة_مش عايز أسمع من حد حاجه خلاص كل اللي أتبني أتهد فى اليوم اللي أنا و”يحيي” دخلنا فيه المستشفي وهينتهي على السرير دا ..خلاص مفيش أمبراطورية الجارحي كله أنتهي أتمنى تكونوا مبسوطين …
“عمر” :_لا يا بابا أحنا لسه موجودين ونقدر نكمل
إبتسم بسخرية :_ وريني …
كاد “جاسم” بالحديث ولكن على صوت “ياسين الجارحي” بحذم _أخرجوا من هنا …
كانت بمثابة الأمر القاطع فخرجوا وبداخلهم أنين عميق ودافع قوي حتى “عدي” هدأت ثورة قلبه فتطلع “لياسين” و”رائد ” قائلا بلهجة جعلت الجميع بذهول _أيه المطلوب مني بالظبط ..
تطلعوا لبعضهم البعض بدهشة وأستغراب فأبتسم “ياسين” قائلا بغرور :_نوريهم شباب “الجارحي” يقدروا يعملوا ايه ؟ ..
إبتسم “عدي” قائلا بمكر _أوك هتنازل وأساعدكم بالشركات بس ليا قواعد وشروط …
زفر “عمر” بغضب “_مفيش فايدة نعتزل بكرامتنا أفضل
“رائد” بهدوء_أستنى بس يا “عمر” لما نسمع الأول …
“معتز” بتأفف :_أتفضل ..
جلس “عدي” على الأريكة بغرور _محدش ينسي أني سيادة المقدم “عدي الجارحي” دا أولاً ..
زفر “معتز” بضيق :_وثانياً ؟
رسمت الجدية على وجهه فقال بلهجة رسمية :_محدش من الأدارة يعرف أني هشتغل معاكم
“ياسين” بسخرية _هو أحنا هنتاجر فى المخدرات يا عدي!! …
صاح بغضب _اللي عندي قولته محدش يعرف وخلاص وخاصة الحيوان اللي أسمه “مازن” دا لأنه لو عرف أعتبر القسم كله عرف…
أنفتح الباب على مصرعيه ليدلف “مازن” ببسمة واسعة :_حبيبي يابو نسب دانا واقف بره من ساعة تقريباً وقولت للممرضة اللي كانت داخلة بالأدوية لعمي “يحيي” أستني مدام الباب مقفول يبقي أسرار حربية بين عيلة الجارحي وقولت يا واد اقف امن على اسرارهم بدل ما حد يسمع كلمة كدا ولا كدا ثم أني على علم من أول يوم نزلت فيه الشركات
تطلع “عمر” “لياسين” ومن ثم “لجاسم” و”رائد” لتتنقل النظرات بخوف “لعدي” ليركضوا جميعاً فى محاولات مستميتة لأنقاذ هذا الأحمق الذي وقع فى براثين الوحش الثائر !! …
سقط على المقعد على أثر لكمته القوية ، ولكن سرعان ما تحلى بالثبات والنظرات الساكنة بالغموض ،أسرع إليهم “ياسين” بعد أن لحق “بعدي” لمكتب “أحمد” للتناقش بأمراً هام خاص بالأجتماع المسائي فصعق حينما أستمع لما يحدث وخاصة من رد فعل “عدي” ، أسرع ليقف أمام وجهه قائلاٍ بصدمة تعتري ملامحه _معقول تكون صدقت كدا على “أحمد” !…
لم يغير حديث “ياسين” من حدة عيناه فكان يتطلع لأحمد بنظرات كرماق الموت المتأجج ، تبادل معه النظرات بشيء من السكون ،عيناه تدرس كل رد فعل بأهتمام لسماع ما سيقوله رداً على “ياسين” …
خرج عن رداء الصمت قائلاٍ بصوت غاضب بعدما جذبه ليقف أمام عيناه الثائرة _الشهامة الزيادة عن الحد دي هتهد كل اللي بينك وبين “أسيل” يا غبي ….
زفر “ياسين” بأرتياح لثقة “عدي” به فأتضح الآن سبب غضبه المبرح ،رفع وجهه إليه فرى “عدي” دمائه المنسدلة من فمه على أثر لكمته له ،شعر بحزنٍ عارم لما فعله فأخرج من جيب سرواله منديل ورقي ثم كتم به الجرح قائلاٍ بهدوء _يا “أحمد” أنا أكتر واحد فاهمك وعارف أنك غيرنا كلنا وبرضو عارف أد أيه أنت بتحب “أسيل” ليه تخسر اللي بينكم بسبب جريمة بشعة نسبتها لنفسك بمنتهي الرضا ! ..
ثم كبت غضبه بصعوبة ليعاود الحديث بنفس لهجة الهدوء _أنا توقعت أنك تساعدهم ….تعرف من البنت دي مين غلط معاها وتصلح الأمور لكن توافق على الكلام اللي اتقال داا اللي خالاني أفقد أعصابي …..طيب مفكرتش أن الأمور ممكن تكبر و”أسيل” تعرف بالموضوع دا تخيل أيه هيكون رد فعلها خصوصاً بعد الفحوصات اللي عملتها ! …
رفع عيناه له بنظرة مطولة بها تأييد لما يقوله فشدد على شعره الغزير بغضباً جامح على صمته فغادر على الفور ،أقترب منه “ياسين” بهدوء _ “عدي” كلامه صح يا “أحمد” أنت كدا صعبت الأمور محلتهاش …
وتركه وتوجه بالمغادرة ؛ فتوقف حينما رأى تلك الفتاة تقف خارج غرفة المكتب وعيناها أرضاً بخزي ،الدموع تنسدل كالأمواج العارمة بكثرة خفت شاطئ المياه فلم تعد ترى أين الصواب وأين الخاطئ ؟! ، رمقها “ياسين” بنظرة غاضبة ثم لحق “بعدي” للأسفل بصمتٍ قاتل …
ولجت للداخل ببكاء وعينٍ منكسرة كحال قلبها فما أن رأها “أحمد” حتى أعتدل بوقفته قائلاٍ بأستغراب لعودتها _”سارة” ! ….رجعتي ليه ؟ …
أغلقت باب المكتب ثم تقدمت منه بخطوات بطيئة للغاية حتى دانت منه ، تطلع لسكونها بأهتمام فقالت بدموع وأنكسار بدى بصوتها _مش عارفة أشكرك أزاي يا “أحمد” ..
تطلع لها قليلاٍ ثم أشار لها بالجلوس على المقعد فأنصاعت له لحاجتها بالأسترخاء ،جلست بهدوء فجذب أحد المقاعد وجلس أمامها ،طال صمتها والأرتباك سيد موقفها …
قطع “أحمد” الصمت قائلاٍ بهدوء_قدمتلك مساعدتي بدون ما أعرف حاجة عن الموضوع لسه مش حابه تتكلمي ؟ ..
رفعت عيناها إليه بتذكر ما حدث !
##
تذكرن كم كان البكاء ملذها ، ما أخفته منذ خمسة أشهر لم تعد تقو علي أخفائه ، صارت الآن بشهرها السادس وترتدي ملابس فضفاضة للغاية ، كانت تستغل زيارة والدتها المتكررة لخالتها وأقامتها معها بصفة متكررة قد تصل لشهراً متكاملاٍ ولكن باتت الأمور أكثر سوءاً حينما كبرت بطنها بطريقة ملفتة ، كانت والدتها تتعجب من طريقة ثيابها التى تبدلت للغاية فبدأ الشك يساورها وخاصة بملاحظاتها الدقيقة لبعض الأمور الخاصة بالفتيات لذا قررت مراقبة إبنتها جيداً لتستيقظ من غفلتها على أمراً كارثي ….
لتهوى على وجهها بعدد لا حصى له من الصفعات بعدما أكتشفت أمرها بالضغط عليها بالحديث ، ربطت الأم بذكائها بعد رؤيتها لأحمد يوصلها للمنزل بأنه من فعل بها ذلك لذا قررت التوجه إليه سريعاً لمواجهته …للبكاء …للتوسل …
نهضت “سارة” تستند على ما يقابلها من المقاعد حتى أسرعت لهاتفها تطلبه فأجابها على الفور ، كل ما قالته ببكاء له _أنا محتاجة مساعدتك أرجوك ما ترفضش أنا ماليش غيرك يساعدني …أرجوك يا “أحمد” …
أرد معرفة نوع المساعدة التى تتحدث عنها ولكن سرعان ما أخبره الحارس بأمر تلك المراة التى تود مقابلته فسمح لها بالصعود وأغلق مع “سارة” الهاتف فأذا به يعلم منها ما حدث فعلم الآن أي مساعدة تريدها ! ….وعده لها بأنه سيعاونها جعله ينصاع ويتقبل ما يستمع إليه !! …حتى هى صعقت حينما أستمع إلي حديث أمها برضا تام فكانت تمنحه السماح أن ثار ورفض الموضوع …فالأمر ليس بالهين ولكنها تفاجئت بما فعله ! …
##
عادت من ذكرياتها على صوته الهادئ_لو مش حابة تتكلمي بلاش …
أشارت له بالنفي ثم شرعت الحديث بصوتٍ منكسر متحطم للغاية مثير للشفقة _أنا غلطت يا “أحمد” وأنا معترفة بدا صدقني بس أنا معنديش أستعداد أفقد كل حاجة من جديد مع أنسان حقير زي دا ..
تطلع لها بعدم فهم فأزاحت دمعاتها وأسترسلت حديثها المؤلم _خدعني بحبه وطلب أننا ننتجوز عرفي لحد بس ما يخلص جيشه وهيجي يطلبني من ماما وأنا غلطت وصدقته ،أتجوزنا وبعدها بفترة أكتشفت أني حامل وطبعاً أول ما قولتله بان على حقيقته …
بقى ثابتٍ للغاية قائلاٍ بصوتٍ مشابه لحالته _وبعدين ؟ ..
أجابته بدموع _رفض بعلن جوازنا وطلب مني أغضب ربنا تاني وأنزل اللي فى بطني بس أنا رفضت وهددته أني هقول لأخويا وهفضحه …
وأنفجرت بهالة من البكاء ليسودها الكلام الخافت المملؤء بطوفان من الآنين _ضربني وتعمد أنه يسقطني … من كتر الضرب محستش بنفسي غير بالمستشفي ولا أعرف حتى مين اللي وداني ….
ثم إبتسمت بسخرية _الحاجة الوحيدة اللي فوقت عليها أنه سرق شنطتي اللي كان فيها عقد الجواز وكل شيء يخصني …أختفى وكان فاكر أني سقطت بس سبلي جرح ودرس كبير أووي …
وأنحنت برأسها أرضاً تخفى شهقات دمعاتها ، بادلها بسؤالا هام يشغل فكره _ طيب ليه مقولتليش لوالدتك الحقيقة لما أفتكرت أني أنا اللي عملت كدا ؟ ..
بقت لفترة طويلة تبكى دون أجابته فأبى أن يضغط عليها بالحديث ، تركها وتوجه للبراد الصغير الموضوع بمكتبه ،جذب أحد العصائر وقدمه لها ، ألتقطته منه بيداً مرتعشة فجلس مجدداً لتشرع بالحديث من تلقاء نفسها _لأني ببساطة محبتش أعيش نفس التجربة المعتادة لأي بنت غلطت زيي …
ضيق عيناه بعدم فهم فقال بتعجب _أزاي؟ ..
قالت ببسمة ألم والدموع تنهمر دون توقف _أي واحدة بتغلط مع شاب حتى لو كانت زيي متجوازه عرفي أول ما الأهل بيعرفوا فبيغلطوا غلطة أكبر أنهم بيفكروا أزاي يجوزها منه مبيفكروش حياتها بتبقي معاه أيه بعد كدا !! ..
وأغلقت عيناها بدموع _وأنا مش عايزة أعيش مع بني أدم حقير زي دا يا “أحمد” أذا كان هو كان بيقتل ابني بدم بارد وهو لسه مكتملش هأمن عليه أزاي يعيش معاه أو أسيبه وأخرج بأي مكان ؟! …هعيش معاه أزاي وأنا شايفاه أحقر بني أدم عرفته ؟ ..هديله ثقة أزاي وهو سبب تحطيم ثقة أهلي فيااا ؟ ..صعب أوي ..
وجففت دمعاتها قائلة برجاء _أنا مش عايزة منك غير أنك تكدب على ماما وتقولها انك هتتجوزني لحد بس اما اولد وانا والله هاخد ابني واسافر فى أي حتة …
إبتسم بسخرية _الموضوع مش بالبساطة دي يا “سارة” ..
ونهض ليقف أمام الشرفة بتفكير طال لدقائق فعمق فكراها ،وضعت العصير من يدها على الطاولة ثم أقتربت منه قائلة بأرتباك _أنا طلبت منك مساعدتك من غير تفكير فى زوجتك أنا فعلاٍ أسفة …هقول لماما على الحقيقة كلها …
وتركته وتوجهت للخروج بقلبٍ ينفطر من الندم على ما ارتكبته بحقها وبحق “أحمد” …
_أستنى ..
قالها “أحمد” بحدة بعدما رأها تخرج ،أستدارت لترى ماذا هناك ؟ ؛ فأقترب منها قائلاٍ بعد تفكير _من واجب الأخ أنه يساعد أخته وأنا وعدتك أني هساعدك …
ثم صمت قليلاٍ كأنه يتحلى بالشجاعة لما سيتفوه به _اللي بتقوليه دا مش هيمنحك حياة كريمة أنتِ وابنك وسط المجتمع دا عشان كدا أحنا هنقول أننا أتجوزنا رسمي بورق مزور قدام والدتك لأن مينفعش أتجوزك وأنتِ حامل لحد ما تولدي هيكون بعقد حقيقي هسجل الولد وبعدها هطلقك …هكون أخ ليكِ فقط دا اللي أقدر أقدمهولك …
إبتسمت من وسط دمعاتها قائلة بدموع _مش عارفة أقولك أيه ؟! ..
تطلع لها بألم لما سيفعله بمعشوقته _متقوليش يا “سارة” ردك الشكر بأن “أسيل” متعرفش حاجة عن الموضوع دا وخاصة أنها عندها م…
وصمت قليلاٍ ليتغلب على آلآمه_مشاكل تمنعها من الحمل …
حزنت للغاية لأجلها فقالت بدموع _ربنا يرضيها ياررب …أطمن مش هعرف حد خالص ….
وغادرت لمنزلها بينما جلس على مقعده بتفكير عميق بما سيترتب على قراره الأحمق ! …
***************
“ببريطانيا”..
قال الطبيب بضيق_أنصت إلي جيداً ،الحالة غير مستقرة بعد لذا أنصحك بأن تلزم المشفي لثلاث أيام ،مغادرتك الآن تعني تعرضك لخطراً كبير …
أستدار “ياسين” بوجهه إليه بثبات _أخبرتك بأني المسؤول عن حالتي …
ثم أستند على المقعد قائلاٍ بألم يمحيه بثباته الفتاك _ما عليك سوى تنفيذ ما طلبته …
أشار له الطبيب قائلاٍ بتفهم _حسناً سأطلب منهم يعدون الطائرة بفريقها الطبي للسفر للقاهرة فى الحال ..
صاح “يحيى” بضيق _هتنزل من غيري !! …أنا جاي معاك ..
زفر بغضب _هو انا أخد إبني معايا أنت لسه حالتك مستقرتش …
_رجلي على رجلك ..
قالها بأصرار ثم أستدار للطبيب بصوتٍ مائل للمزح _أعد لي مكاناً بطائرتك المجهزة فأنا بحاجة للسفر أكثر منه ..
رمقهم الطبيب البريطاني بنظرة دهشة فتمتم بخفوت _سمعت عن قوة العرب والآن رأيتها برمق عيني ! …
وخرج الطبيب لينفذ ما طلبه “ياسين الجارحي” فقال “يحيى” ببعض الغضب _هموت وأفهم دماغك ..قولت هننزل بعد 24 ساعه وقولنا ماشي فجأة قرارك يتغير كداا ! …
تطلع للنافذة الصغيرة بغموض ،فأنسدل ظل الرجل المراقب لهم برفق فأبتسم بثقة لحبكة الخطة التى رسمها للقضاء على عدوه اللدود …لا يعلم بأنه يسبقه بخطوة ، لم يبالي بحديث “يحيى” وحمل هاتفه برسالة “لرعد” حتى لا يستمع ذلك الجاسوس له ففضل كتابة رسالة نصية له …
“بعد ست ساعات هكون بمستشفي **عايزك تجيلي أنت والأولاد بدون ما حد يأخد باله ” …
وأغلق هاتفه بنظرات تنضح بالغموض وبسمة تسلية للقادم …..
********************
بالقصر …..
وبالأخص بغرفة “ملك” …
طرقت “آية” باب الغرفة فحينما علمت “ملك” بأنها بالخارج أسرعت بأزاحت دمعاتها ….
ولجت للداخل ببسمة رقيقة _منزلتيش تتغدي معانا ليه يا لوكا …
جاهدت للحديث بنبرة ثابتة _ مش جايلي نفس فأنتهزت الفرصة للدايت ..
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق _مش عارفة أنتِ و”يارا” ماسكين على الدايت دا لييه ؟ ..
أجابتها ببسمة تجاهد لرسمها _عشان نفضل صغير كدا محتاجين اللي يشوفنا ميصدقش أننا عندنا شباب وقريب هيكون عندنا أحفاد …
إبتسمت حتى تورد وجهها قائلة بمشاكسة_حاسه بتلقيح عليا أنا والبت “شذا” عشان فاتحين على البحري فى الاكل …
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية _ياختي انتِ بيبان عليكِ ! …بلاش تجريح بقى ..
إبتسمت على مزحتها ثم قالت بجدية _”ملك” ..
أنتبهت لها بأهتمام فقالت بلهجة تحمل القلق _هو “يحيى” كلمك ؟ ..
حل الأرتباك عليها فقالت بتوتر _لا …ليه ؟ …
قالت بحزن _اول مرة “ياسين” يسافر وميكلمنيش ! …
شعرت بحزنها فكانت بمثل ذلك الامر منذ قليل لتفق على حقيقة مؤلمة ، استعادت الكلمات سريعاً فقالت لتقذف بقلقها بعيداً _ كنت زيك كدا وسألت “رعد” قالي انهم مشغولين جداً فى مشروع كبير بيعملوه خارج مصر وهيرجعوا قريب أن شاء الله …
اجابتها بأمل وقلبها يحاوره الخوف _ أن شاء الله …
وأكتفت ببسمة صغيرة مكنونه بتوتر وخوف لا تعلم لما يهاجمها ؟! ….
***************
بمطبخ القصر …
ولجت “دينا” للداخل لتصعق مما رأته فقالت بصوتٍ متحشرج من شدة الصدمة _أيه اللي بيحصل هنا دااا ؟! …
أستدارت “شروق” وهى تتناول قطعة من الكعك ووجهها متسخ للغاية ،بينما أخفضت “مليكة” كوب العصير الممتلأ بالفواكه ، وكذلك وضعت “داليا” الدجاج المقرمل على الطاولة بحسرة من رؤية والدتها حالتها المفترسة ، أما “نور” فأكملت قضم الحلوي بصدمة ،بينما أخفت “مروج” قالب الكعك خلف ظهرها …
كبتت “رحمة ” ضحكاتها بصعوبة بعدما هرولت للداخل على صراخ “دينا” حتى “عز” كاد فمه بأن يصل أرضاً مما رأه …
“مروج” ببسمة واسعة بعدما جففت فمها من أثر الشوكلا ملوحة بيدها بمرح _هاي Dad …
“عز” بصدمة وهو يتمتم بخفوت “لرحمة” _هو فى الحالات اللي زي دي بيتقال أيه ؟ ..
كبتت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث _مش عارفة يا عمي بس الحالة دي طبيعية صدقني ..
أستدار لها فأشارت له بتأكيد فقال بأقتناع _يمكن مأنتِ اللي مجربة ..
إبتسمت قائلة بمرح _من رأيي تخرج بره رأفة بحالة الحرج ..
رمقهم بنظرة جانبيه ثم تطلع لها قائلاٍ لسخرية وهو يتوجه بالخروج _واضح واضح ..
وغادر “عز” سريعاً أو ربما فلت من المجاعة التى رأها منذ قليل ! …
أقتربت منهم “دينا” بغضب _أيه اللي بتعملوه داااا هتبقوا شبه الأفيال …
رمقتها “داليا” بغضب _خدي بالك من ألفاظك يا مامتي ..أحنا بنأكل وجبة لينا ووجبة للبيبي ..
ضيقت فمها بسخط _أنتِ بالذات تخرسي خالص ..
“مليكة” بغرور _اه شدي عليهم يا خالتو يستاهلو …
رمقتها “نور” بغضب _الله يرحم الفاكهة اللي كنتي غطسانه فيها من شوية …
جذبت ثمرة من التفاح تقضمها بتلذذ _طيب أنا هولد بعد أسبوع وهلحق نفسي بريجيم قاسي دوري على نفسك لسه فى أول شهرين وبقيتي شبه الكرنبة …
“رحمة” بمرح_مبلاش نفتح سيرة الكرنب لأنه منحصر بمطبخ “الجارحي” ومرصوص جانب بعض …
تأملت “مليكة” بطنها ثم استدارت تتأمل “شروق” والفتيات لتقول ببعض السخرية _بصي دا موضوع حساس مش هقدر أفيدك فيه …
كبتت “دينا” ضحكاتها بصعوبة فقالت “شروق” بمرح _يا طنط أحنا مقدور علينا كلها كام يوم وهنولد الدور والباقي على اللي لسه مطلعش ليهم بطن دول …عندك البت “مروج” لسه داخله مع جوزها سابته وطلعت على المطبخ جري شبه اللي كانت صايمة بقالها 80 سنة …
دفشتها “مروج” بغضب _ما تحترمي نفسك يا قلقاسة مكعبرة …
“شروق” بصدمة _هى وصلت للقلقاس لا دا كدا كتير محدش يوقفني على اللي هعمله وسعي يا بت يا “نور” …
تعالت ضحكات “دينا” بعدم تصديق فأستندت على الحائط تكبت ضحكاتها بصعوبة …
_أيه الجمال دا …شكلي هكافئ البنات أنهم خالوني أشوف الضحكة الحلوة دي …
قالها “رعد” بهيام بها بعدم ولج للداخل على أصواتهم المرتفعه ، نغزت “مليكة” “داليا” بضيق_شايفة باباكي رومانسي أزاي يابت مش زيك داخلة شمال فى “جاسم” شبه اللي متجوز واحد صاحبه الراجل دا ليه الجنه .
أستدارت بوجهها لها قائلة بصوتٍ كالرعد _كلمة كمان وهخليكي تولدي وأنتِ واقفة …
تركتها وهرولت للخارج ببسمة مكبوتة ، تطلعت له بخجل من نظرات الفتيات فأقترب ليغمز لها بعيناه وهو يتأمل فستانها الفضفاض غير عابئ بمن حوله _لسه برضو حورية بالبنفسج …
قالت بأرتباك والضيق يلحق نبرتها _أيه اللي بتقوله دا البنات واقفة ! ..
همس بمكر _مهو دا المطلوب عشان يعرفوا أد أيه أنتِ أجمل منهم بمراحل..
رفعت “داليا” يدها على كتفيه بخفة _كابتن ….
أستدار “رعد” لها فقالت بضيق _يعني مش مكفيك أنك أب صغير وجنتل وأنا نفسي بعاكسك تقوم تتجرد من الأنسانية وتحطم قلوب أبت الخضوع للأستعمار ؟ ..
تعالت ضحكات الفتيات بشدة لعلمهم بما تقصد ، أستند “رعد” على الحائط بسخرية _ما يمكن الدولة اللي رزلة وعايشة دور بلية الواثق فى نفسه فصدت نفس الأستعمار أنه يحتلها !.
“مروج” بسخرية وهى تضرب يدها بمرح _الله عليك يا عمي …
“نور” ببسمة واسعة _تم قصف الجبهة …
“شروق ” بضيق _الجبهات كلها وحياتك …
ثم أقتربت منه قائلة بضيق _الا بقولك يا عمي …
أستدار ليكون مقابلا لها _قولي …
قالت بصوتٍ منخفض وعيناها تراقب الفتيات_ما تعلم “معتز” يكون زي حضرتك كدا وهدعيلك أربع دعوات هينفعوك والله ..
كبت ضحكاته قائلاٍ بهدوء بعدما رفع ساعة يديه_أنا هجتمع بيهم بعد ربع ساعة هشدلك عليه عيووني ..
إبتسمت بسعادة _تسلم يا عم الناس …
تعالت ضحكاته مشيراً لزوجته بمرح ثم غادر على الفور ، تطلعت لخطاه المتباعد قائلة ببسمة واسعة _فى رعاية الله يا عمي …
جذبتها “دينا” من تلباب فستانها قائلة بغضب _بقى بتعاكسي جوزي يا حيوانه وأنا واقفة كدا عيني عينك !! …
صرخت بمرح_صلي على النبي يام “رائد” والنبي ما أقصد كل ما بالقصد انه يحنن قلب الراجل عليا …
تعالت ضحكات “رحمة ونور” ….فصاحت بهما بغضب _بتضحكوا على أيه الحقوووني بسرعة ..
“مروج” بأنتقام _تستاهل يا طنط دي بتتغزل بأنكل “رعد” ليل نهار …ولا أيه يا بنات ..
“نور”_اااه حصل وبالأخص عيوووونه بتقول رومادي فاتح ولا غامق …
جحظت عيناها بصدمة فصاحت ببسمة رضا _طبعاً بعد الحفلة دي لو حلفتلك بأيمنات المسلمين أنه محصلش مش هتصدقي ؟ ..
رمقتها بنظرة مطولة ثم أنفجر الجميع ضاحكاً ……
************
بمكتب “أحمد” …
قالت “أسيل” بالهاتف بضيق _أنت قولتلي أنك جاي وأنا بستناك من ساعتها يا “أحمد” ..
أجابها بهدوء _كنت راجع والله يا روحي بس عمي كلمنا كلنا وقال فى أجتماع مفاجئ حتى “عدي وياسين” وباقي الشباب رجعوا المقر …..
أجابته بدلال _أوكى بس هتعوضهالي ..
إبتسم بعشق _أكيد يا روح قلبي أول ما هرجع هأخدك ونتعشا بره بالمكان اللي تحبيه …
صاحب صوتها السعادة _بموت فيك على فكرة …
قال بنفس لهجتها _وأنا بعشقك على فكرة …
أجابته بخجل _ هجهز نفسي لحد ما ترجع …سلام بقى ..
_سلام يا عمري …
ووضع الهاتف أمام عيناه ليعود للشرود مجدداً والحزن والخوف من قراره بمساندة “سارة” يلمع بعيناه ….يكاد يقتل بعدة خناجر على أن يرى حزنٍ بعيناها يكون هو سببه ! …
أشار له “معتز” بأن ينضم لهم من خلف الزجاج العملاق الفاصل بين مكتب كلا منهم والصالة الرئيسية الخاصة بأجتماعتهم ؛ فوضع هاتفه ثم نهض وتوجه للباب الفاصل بينهم ليجد الجميع يرموقونه بنظرات أشبه بالنيران وخاصة “عمر” …
جلس على المقعد المجاور “لرائد” يتأمل نظرات سكونهم بصمت قطعه قائلاٍ بضيق من نظراتهم _ اللي عنده كلمة وحابب يقولها يتفضل …
“عمر” بغضب _طبعاً عندنا كلام كتير بس حضرتك أيه اللي عندك تقوله الأول ؟ …
“أحمد” بهدوء_أنا ساعدتها مش أكتر …
رمقه “رائد” بنظرة مميتة ثم قال بغضب _نعم ! ..المساعدة أنك تتجوزها !!! …
“أحمد” _هى مش قابلة تعيش مع الحيوان اللي عمل معاها كدا ومن واجبي كأقرب صديق لأخوها وأخ ليها أني أساعدها …
“معتز” بذهول _تساعدها على حساب بيتك وجوازك يا “أحمد” !! …
“حازم” بصدمة _بجد مش مصدق أنك عايز تعمل كدا فى “أسيل” يا “أحمد” ..
صاح بغضب _عملت أيه يعني ؟! ..خلاص الوقتي فقدتوا رجولتكم ونصايحكم عن شهامة عيلة “الجارحي” ! …
تلونت عين “عدي” بالغضب الجامح فكور يديه بغضب ليضع “ياسين” يديه على يداه سريعاً ليشير إليه برجاء بأن يتمسك بالثبات فأشار له بيديه …
فقال “ياسين” بهدوء_خد بالك من كلامك كويس يا “أحمد” أنت عارف كويس أحنا على أيه ؟ ..
“رائد” بسخرية _ الشهامة من وجهة نظر “أحمد” يا جماعة أننا نهد علاقاتنا بزوجتنا بالجواز من أي واحدة غلطت والا كدا يبقى فقدنا رجولتنا …مش كدا ولا أيه يا “أحمد” ؟ …
شعر بخطئ ما تفوه به فقال بحرج _مقصدتش كدا يا “رائد” أنا بس أ…
قطعه “عدي” بهدوء_أعمل اللي يريحك يا “أحمد” أنت مش صغير …بس تأكد أن كل واحد فينا أتكلم من خوفه عليك …
اشار له “عمر” بتأكيد فوضع عيناه أرضاً بخزي من طريقته بالحديث الحاد معاهم ،ثم استدار “لجاسم” الذي ألتزم الصمت من البداية فقال بمرح_ساكت ليه يا ترفل أتش متقول رأيك بالمرة عشان تبقى كملت ..
تطلع له “جاسم” بنظرات حادة ثم قال بصوتٍ مشابه نظراته _كلامي مش هيعجبك لأني مش هتكلم كإبن عمك وصديقك هتكلم بصفتي أخ يا “أحمد” واللي بتعمله دا هيقضي على أختي ولو حصل أوعدك ساعتها هتكون خسرتني بجد ….
“ياسين” بنبرة هادئة ليبطف الأجواء_أنت مكبر الموضوع ليه يا “جاسم” هو مش هيتجوزها هى بس أول ما هتولد هيكتب عقد رسمي ويسجل الولد وبعد كدا هيطلقها ولا كأن حاجه حصلت …ربنا رايد ليها الستر يبقى بلاش نتكلم بالموضوع كتير …
أجابه بضيق _وأيه اللي يضمنلي أن الموضوع ميوصلش لأسيل ؟! ..
تطلع “أحمد” بنظرة رجاء لعدي بأن يغلق ذلك الموضوع لقدرته على ذلك فقال بصوتٍ يغلفه الحدة ليكون بصف رفيقه _”اسيل ” مش هتعرف طول ما السر دا مخرجش برانا أحنا ال8 ….الموضوع دا يتقفل وميتفتحش تاني ….
أشاروا له بهدوء فقال “حازم” بمرح لتغير الأجواء بين “جاسم وأحمد”_ طيب مش تتشملل وتجوز أخوك الأول يابا بدل ما قربت أبقى عصير طماطم من غير سكر ! …
“جاسم” بسخرية_هموت وأعرف مستعجل على أيه ؟ ..
أجابه بصوتٍ منخفض وعيناه تتفحص “عدي” بخوف _حاسس أني داخل على مرحلة صعبة أوي يالا بشوف الدنيا كلها ورد حمرا وأنا العندليب وبغني للبت بقيت حاسس أن نظراتي للبت شبه “حمدي الوزير” فى فيلم الاغتصاب …
تطلع “ياسين لعدي” وأحمد لرائد ، ومعتز لجاسم وعمر ومن ثم انفجروا ضاحكين فتعالت القاعة بضحكاتهم الرجولية حتى “عدي” تعال بالضحك فقال “عمر” بصعوبة بالحديث _لا كدا الموضوع بقى خطر ولازم يوصل “لياسين الجارحي”..
رمقه بنظرة ضيق _ياكش يوصل للسلطات عشان يعتقلوني وترتاحوا مني …
“جاسم” بصوتٍ متقطع من فرط ضحكاته_نرتاح أزاي وسيرة “الجارحي”
هتكون على كل لسان …
“أحمد” _ياررريت عشان الصحافة تعمل معايا أول لقاء مع أخ حمدي الوزير …
رائد _هيسحلوك معاه يا حيوان مأنت أكيد مشارك بالجريمة السودة دي ..
عمر _رجل الاعمال الشهير احمد الجارحي واخيه الاصغر بتهمة هزت الراي العام …
“ياسين” بمكر _طيب يا خفة منك له لما يجي الدور عليكم بالتحقيقات هتعملوا ايه ولو الحظ وقعكم مع الوحش أقصد “عدي الجارحي” ..
كبت معتز ضحكاته بصعوبة _وحش أيه بقى دا اول واحد هيشرفنا بالتخشيبة بتهمة التستر على حمدي الوزير وشركائه …
تعالت الضحكات بينهم فرفع “عدي” ساعته بملل ليشير لرائد_شوف عمي أتاخر ليه ؟ ..
_أنا أهو ..
قالها “رعد” بعدما ولج للداخل ليجلس على المقعد المقابل لهم ، إبتسم “معتز” بتسلية بعدما أطلق صفير أعجاب به _أيه الشياكة دي كلها ..
أستدار إليه ببسمة خبث _أركن على جنب يا “معتز” جايلي منك شكاوي كبيرة …
تمتم “جاسم” بشماتة _يا ساتر يارررب ..
أستدار إليه “رعد” ببسمة خبث _دورك جااي متقلقش …
“عدي” بهدوء_حضرتك جمعتنا ليه يا عمي ؟ ..
تطلع لهم جميعاً بثبات ثم قال بعدما تفحص ساعته _”ياسين ” حابب يشوفكم …
أجابه “عدي” بلهفة _رجع مصر ؟ ..
أكتفي بأشارة بسيطة له فاسرع “ياسين” بالحديث _الدكتور سمح لهم بالسفر ! ..
“عمر” بأستغراب _دكتور أيه ؟؟؟؟…
تطلع “رعد” “لعدي وياسين” بهدوء فقص عليهم “ياسين” ما حدث لأبيه وتبرع “ياسين الجارحي” بكليته من أجله ، ساد الوجوه الفزع والبعض الخوف والاخر الصدمة ولكن كان المشترك بينهما الفخر برابط الصداقة القوي بين “يحيى وياسين الجارحي” …
*************
بالقصر …
هبط “مازن” يبحث عن الشباب بملل من أغلاق هواتفهم ، لفت أنتباهه هبوط “عز وأدهم” متوجهون للخروج فتوجه إليهم ليسأل عنهما فعلم بما حدث مع “ياسين ويحيي” وأجتماعهم بهما بالمشفي فتوجه معهم …
**************
بالمشفى …
أسرع “عمر” إلي “ياسين” بلهفة _بابا ..
إبتسم وهو يراه بأحضانه فرفع يديه يربت على ظهره بثبات ، جابت نظراته “عدي” الذي يتطلع له بضيق وحزن على ما فعله بدون علم أحد …
فقال بثبات يغمره الحزن _حمدلله على سلامتك ..
أجابه بثبات _الله يسلمك ..
أقترب “رعد” منه ببسمة هادئة فجلس لجواره ، أما على الجانب الأخر فجلس “ياسين” جوار “يحيى” بدمعة لمعت بعيناه على اخفاء الأمر عليه فأحتضنه “يحيى” بأسف وأخبره بأنه لم يرد أدخال الحزن لقلبه …
أستدار “ياسين” بعيناه اللامعة بالمكر لأحمد _أخبار صفقة الأسمدة ..
أقترب “أحمد” منه قائلاٍ بأرتباك _كنا هنخسرها لولا تدخل عمي “عز” ..
قطع “ياسين” المجلس قائلاٍ بشيء من الثبات والغموض_مملكة “الجارحي” متعملتش من ثروة وأملاك أتعملت من تضحية “عز” وصبر “يحيى” ونقاشات “رعد” “وأدهم” ومرح “حمزة” اللي بينجح أنه يخفف عننا يوم صعب متعملتش بالفلوس زي ما كل الناس فاكرة اتعملت بحبنا لبعض والثقة اللي كل واحد فينا زرعها فى التاني ..
ثم رفع عينيه إليهم _قسوتي عليكم لأني للأسف لسه مشفتش فيكم دا ..
تطلعوا جميعاً لبعضهم البعض فأكمل وعيناه تجوب وجوههم _لسه مبقتوش أيد واحدة …
ثم أستدار بوجهه قليلاٍ “لعدي” _أنا السبب فى الكبرياء اللي عندك دا ويمكن يكون السبب الرئيسي فى عدم وحدتكم لأنك عمرك ما سمعت لحد ولا هتسمع لأنك فاكر أن دا ضعف ..
كاد “عدي” بالحديث فرفع “ياسين” يديه ليلتزم الصمت فأكمل هو بلهجة غامضة_مش عايز أسمع من حد حاجه خلاص كل اللي أتبني أتهد فى اليوم اللي أنا و”يحيي” دخلنا فيه المستشفي وهينتهي على السرير دا ..خلاص مفيش أمبراطورية الجارحي كله أنتهي أتمنى تكونوا مبسوطين …
“عمر” :_لا يا بابا أحنا لسه موجودين ونقدر نكمل
إبتسم بسخرية :_ وريني …
كاد “جاسم” بالحديث ولكن على صوت “ياسين الجارحي” بحذم _أخرجوا من هنا …
كانت بمثابة الأمر القاطع فخرجوا وبداخلهم أنين عميق ودافع قوي حتى “عدي” هدأت ثورة قلبه فتطلع “لياسين” و”رائد ” قائلا بلهجة جعلت الجميع بذهول _أيه المطلوب مني بالظبط ..
تطلعوا لبعضهم البعض بدهشة وأستغراب فأبتسم “ياسين” قائلا بغرور :_نوريهم شباب “الجارحي” يقدروا يعملوا ايه ؟ ..
إبتسم “عدي” قائلا بمكر _أوك هتنازل وأساعدكم بالشركات بس ليا قواعد وشروط …
زفر “عمر” بغضب “_مفيش فايدة نعتزل بكرامتنا أفضل
“رائد” بهدوء_أستنى بس يا “عمر” لما نسمع الأول …
“معتز” بتأفف :_أتفضل ..
جلس “عدي” على الأريكة بغرور _محدش ينسي أني سيادة المقدم “عدي الجارحي” دا أولاً ..
زفر “معتز” بضيق :_وثانياً ؟
رسمت الجدية على وجهه فقال بلهجة رسمية :_محدش من الأدارة يعرف أني هشتغل معاكم
“ياسين” بسخرية _هو أحنا هنتاجر فى المخدرات يا عدي!! …
صاح بغضب _اللي عندي قولته محدش يعرف وخلاص وخاصة الحيوان اللي أسمه “مازن” دا لأنه لو عرف أعتبر القسم كله عرف…
أنفتح الباب على مصرعيه ليدلف “مازن” ببسمة واسعة :_حبيبي يابو نسب دانا واقف بره من ساعة تقريباً وقولت للممرضة اللي كانت داخلة بالأدوية لعمي “يحيي” أستني مدام الباب مقفول يبقي أسرار حربية بين عيلة الجارحي وقولت يا واد اقف امن على اسرارهم بدل ما حد يسمع كلمة كدا ولا كدا ثم أني على علم من أول يوم نزلت فيه الشركات
تطلع “عمر” “لياسين” ومن ثم “لجاسم” و”رائد” لتتنقل النظرات بخوف “لعدي” ليركضوا جميعاً فى محاولات مستميتة لأنقاذ هذا الأحمق الذي وقع فى براثين الوحش الثائر !! …