رواية احفاد الجارحى اسياد العشق الفصل السادس عشر بقلم آية محمد
#بعنوان….#أختبار_الصداقة ! ….
وزعت نظراتها بين الصغير وبين زوجها بنظرة مشتغلة بفتيل الصدمة ويحدجه أمل يطوفه عاطفة جياشة ، تأملها بعين لاحت بالأحزان على ما مرت به معشوقته الرقيقة ، ألم يكفيها ألم الهجر وما مرت به ! ….، تطلع لهم الجميع بعدم فهم لما يحدث فتحلوا بالصكت لمعرفة ماذا هناك ؟ ، شعرت بأن ذراعيها لم تعد بقادرة على حمل الصغير ؛ فترجته بعيناها المناجية بأن يسرع بالحديث ، يسرع لتخليصها بذلك الأحساس القوي الذي يهاجمها ..أشار برأسه ببطء_إبننا …
أغلقت عيناها بقوة كأنها تحفظ حروف ما تفوه به بداخل أضلاعها لتنهي عذابها بدمعة حارقة هوت على وجنتها على أثر كلماته ؛ فضمته لصدرها ببكاء ، شعرت بأن جسدها لم يعد يقوى على الصمود فأنصاعت له لتجلس أرضاً محتضنة الصغير بقوة هامسة ببكاء مزق البكاء _يا حبيبي ….كنت فاكرة أني أتحرمت منك يا روحي ..
وقبلته بدموع غزت وجه الصغير، جلست “آية” لجوارها بدموع فمسدت على جسده قائلة بصعوبة بالحديث_ ربنا كريم يا حبيبتي الحمد لله ..
نهض “ياسين الجارحي” عن مقعده موجهاً حديثه “لعدي” بغضب جامح_هو اللي كان ورا الموضوع دا ؟ ..
أكتفى بأشارة بسيطة وعيناه محدجة بوعد قراه “ياسين” جيداً فأشار له بثبات _زاد عن الحد …
ألقي بنظرة محملة برسالة مجهولة علم “رعد” ما ود “ياسين” قوله ؛ فخرج على الفور ليتوالى أمر هذا اللعين ..
أحتضنته بقوة كأنها ستخرج من حلمها بدونها ، الهمسات من جوارها تؤكد لها أنها حقيقة ! ..
سعادة طافت بالجميع فأبتسم “يحيي” قائلاٍ _ مبارك عودة حفيدك …
تطلع له “ياسين” ببسمة بسيطة ثم توجه لهم بثبات بادي للجميع ولكن بداخله فضول وسعادة تكفى عالم بأكمله ، ودت “آية” لو أن حملته بين أحضانها لدقائق أو النظر لوجهه ولكن تمسك “رحمة” به ودموعها الغزيرة منعتها عن ذلك ..
أستندت على ذراعيه حتى أستعادت قوتها بالوقوف على قدماها من جديد ، إبتسامتها ممزوجة بدمعة تلمع بفرحة تغمر عالم بأكمله ، حمل “عدي” الصغير من بين يديها ثم أقترب من أبيه فوضعه بين يديه …
تطلع له “ياسين” بهدوء تحول لصدمات متتالية حينما تذكره ، أقتربت منه قائلة بفرحة _عايزة أشيله ..
وجذبته منه برفق لتطلع له مرددة بصدمة _مش معقول ! …
تراقب الجميع رد فعلها بأستغراب ؛ فأقترب “عدي” منها بهدوء_ قدرة ربنا يكون بالملجأ اللي أتعمل عشانك ..
أستدارت إليه بدمع يلمع بعيناها قائلة برضا مزين بفرحة كبيرة _أنا شوفته قبل كدا مرة واحدة وكان بيبكي ومسكتش غير على أيد “ياسين”..
تطلع له “عدي” بنظرة مطولة فلم يجد سوى نفس النظرة المتبادلة بينهم ، حمل “عمر” الصغير بتذمر _بقالكم ساعة ادوا فرصة للعم بقى الله ..
تعال يا حبيبي …
وحمله بين يديه بفرحة فألتف من حوله الشباب جميعاً يتأملونه بفضول ليصيح “حازم” بضيق فشل بأخفائه فقال بصوتٍ منخفض بعض الشيء _ يا ساتر نفس عين عمكم و”عدي” ..
“معتز” بغضب_مش كفايا 2عينه ؟!
“جاسم” بنفس لهجته _كدا كتير على فكرة أبتديت اخاف على مستقبل عيالكم اللي مجوش لسه ..
“ياسين” ببسمة ساحرة وهو يقبل يد الصغير _أهلا بيك بقصر “الجارحي” …
رمقه “معتز” بنظرة قاتلة _وأنت مالك منشكح كدليه بيقولك شكل “عدي”!! ..
جلس به “عمر” على الاريكة وهم لجواره ؛ فقال بعد وهلة قضاها بتأمله _تصدق يالا فيه شكل كبير منه ..نهار أسوح ..
“مازن” بسخرية وصوتٍ منخفض _أول مرة أشوفكم مهزوزين كدا أنشف ياض منك له …
“جاسم” بهدوء_أبتديت أخاف
تعالت ضحكات “أحمد” بعدم تصديق لما يستمع له من أبناء أعمامه ؛ فنهض من جوارهم فوقعت عيناه على معشوقته التى تكبت دمعاتها بحرصاً شديد ، خطى تلك المسافة التى تقطعه عنها بخطوات سريعة بعض الشيء فهمس لها ببسمته العذباء كمحاولة ناجحة منه ليجذبها بعيداً عن أفكارها المتوردة _أيه الجمال دا ؟ ..
إبتسمت بخجل ثم تطلعت له بغضب من وجود الجميع فغمز بعيناه بعدم مبالة من وجود أحد …
أقتربت منهم “مليكة” بغضب _أنا العمة على فكرة وليا الاولوية أني أشيله الأول ..
رمقها “حازم” بنظرة غاضبة _ياختي أتنيلي كفايا اللي أنتِ شايلاه ..
لكمه “ياسين” بقوة قائلاٍ بتحذير _صوتك يترفع عليها تاني ومش هتلاقي رقبتك يا خفيف .
وحمله من “عمر” ليضعها بين يدها ببسمة هادئة _أتفضلي يا حبيبتي ..
إبتسمت بخجل فقبلته قائلة بسعادة _شكل بابي و”عدي” جدااً
أسرعت إليها الفتيات بلهفة فقالت “نور” ببسمة رقيقة_ما شاء الله ..
أستدارت “رانيا” لرحمة _ربنا يباركلك فيه يا روحي ..
أكتفت ببسمة صغيرة فلم تصدق بعد ما تعيش به من واقغ مخيف ،تطلع لهم “يحيي” بغضب _بقى كدا تاخدوا الولد دوريات وتسبونا واقفين كدا ؟!! ..
حمل “ياسين” الصغير قائلا ببسمة واسعة _لا طبعاً أزاي! ..
ثم وضعه بين ذراع أبيه الذي أحتضنه ببسمة صغيرة ؛ فرفع عيناه “لرحمة” _هتسميه أيه ؟ .
نقلت نظراتها “لياسين الجارحي” ببسمة هادئة فزفر “حمزة” بضيق _لا متقولهاش …
“حازم” بصوت منخفض _قضي علينا يا شباب …
ترقب “ياسين” رد فعل “عدي” فأبتسم مقبلاٍ جبهتها أمام الجميع _ هسجله زي ما أختارتيه ..
إبتعدت عنه بخجل أكتسح ملامح وجهها فجعلها كحبات الكرز بل أشد حمرة من لونه الجذاب …
وقف “ياسين الجارحي” بمنتصف قاعة قصره العملاق يتأمل عائلته بعيناً تلمع بمجهول ، فأمام عيناه تقف معشوقته تضم حفيدها الصغير وعلى جواره عصب العائلة بأكملها ، طاف الغموض بعيناه وهو يتأمل ضحكاتهم الرجولية على أثر حديث “حازم” المرح ، أزدادت رغبته فيما سيفعله ليجعلهم أشد صلابة لمواجهة تلك الحياة القاسية ، أما على يمينه فكان يقف رفيق دربه يتطلع له بنظرة يعلمها جيداً فمازال يشعر بالخوف من ما سيفعله “ياسين” لأجله …
**************
وقف تتطلع لضوء القمر بنظرة لامعة بدمع يجتازه الآلآم ، ذكرياته …همساته ….رائحته تجوب بها فتجبرها على التفكير به عنوة رغم ما فعله بها ! ..
ودت لو أن أخبرت العالم بأكمله بأنها صارت ملكه هو ولكنه أبى ذلك وفضل أن تظل علاقتهم بالخفاء ، دمعة يلحقها ألم فحطام قلب ! … أخبرته من قبل أنها تخشى أن يتسلل الكره لقلبها فيطفئ شعلة الحب خاصته ولكنه لم يعبئ بها فهوت من بين السحاب لتسكون بين طبقات الأرض كالمنبوذة ، بداخلها خوفاً شديد من أن يفتضح أمرها أمام والدتها مريضة القلب التى أن علمت بما فعلته لسقطت ضريعة فحينها لن تغفر لذاتها ما أرتكبته من ذنبٍ فاضح ، سرت رجفة بجسدها حينما طاف بفكرها صدق ما تشعر به فشعرت بأنها ستخوض هذة التجربة المريرة بمفردها لن تجد أحداً يساندها بعدما فعلته ..
..”الله أكبر ….الله أكبر ” …
صاحت المكبرات بأعلى صوتٍ تمتلك لتصيح للعالم بأكمله بأن هناك من هو أعلى وأعظم من الكون …هناك القادر على محو الآلآم ….يدعوك إليه لتقذف ما بداخل قلبك …
أغلقت عيناها تحبس دمعاتها بقوة ، بصوتٍ مرتجف مندثر بالآنين _يارب …
قالتلها بكل يقين وبكل ذرة ندم أستدعتها برجاء ، قطع ظلام الليل نور الصباح بعد أن أنتهى وقت الفجر ،ظلت كما هي تتأمل ضوء الشمس المنبعث بكبرياء ربما ستفقده هي ، ولجت جلست على سجادة الصلاة بعد أن أنهت صلاتها ،تشكو لربها قلة الحيلة التى وضعت ذاتها بها ، رفعت “سارة” ساعة يدها بضيق حينما أشرف على موعد العمل ؛ فتحملت على ذاتها بالنهوض للذهاب ..
************
نظرات مرسلة بشغف يوزعها بين خفايا ملامحها ، حتى بنومها تصبح أكثر وسامة ،كأنها بتحدى سافر مع ضوء القمر وضياء الشمس ! …
تمتلك ملامح بسيطة للغاية قد تملكها أيه فتاة ولكنه يشعر بأنها أميرة بل ملكة وقلبه خاضع لحكمها ،إبتسم بسخرية حينما تذكر معاملته القاسية معاها ،تذكر قوتها حينما كانت تتحداه ….تتحدى “ياسين الجارحي” ! …
رفع أصابع يديه يمررها على وجهها بعشق وشغف ،مع كل لمسة كان يشعر بأنه يلامس ذكريات أعوام مرت ، إبتسم بمكر حينما تلون وجهها بحمرة يعلمها جيداً فربما كانت كافية للتأكد بأنها مستيقظة ..
جذبها إليه مستنداً بجبينه على جبينها ،فقال وصوته يلفح وجهها بخبث _مفيش داعي تمثلي أنك نايمة …
فتحت عيناها بضيق ليحاطها الندم أضعافاً على ما فعلته فكأنها أنخضعت لمخططاته للوقوع بها …عيناه كسهام تسهل بأختراق قلبها ، رموشه تلامس حاجبه عن تعمد كأنها تتزين بطولها الوثير! …
قال والبسمة ترافقه _ليه مش عايزة تقتنعي أنك بالنسبة ليا كتاب مفتوح ؟! ..
رمقته بنظرة ضيق ثم قالت بسخرية _الكل “لياسين الجارحي” كتاب مفتوح أيه الجديد ؟ ..
تعالت ضحكاته الرجولية قائلاٍ بأعجاب _أحلى حاجة بتعجبني فيكِ لمضتك دي ..
لم تتبدل نظرات غضبها فقربها إليه قائلاٍ بحرافية للفوز بها كما تعود _بس “ياسين الجارحي” مش كتاب مفتوح لحد غيرك ..
رمقته بنظرة حزينة ثم نهضت من جواره ، توجهت لتقف أمام شرفتها الصغيرة قائلة بألم_أنت عمرك ما كنت كتاب مفتوح ليا يا “ياسين” ،قضيت معظم حياتي معاك ومقدرتش أفهمك بالعكس بحس أن ممكن اللي حواليك يفهموك عني …
لحق بها ببسمة صغيرة أندثت بين ملامح وجهه الثابتة ، وضع يديه حول خصرها ثم قربها إليه ليهمس جوار أذنها بصوته العميق _عشان بخاف عليكِ أكتر من نفسي …
ثم صمت قليلاٍ ليكمل بنفس ذات الهمس_أنتِ أضعف نقطة بحياة “ياسين الجارحي” …
لأنك حياتي وروحي وأساس عيلتي كلها يا “آية” ..
أغلقت عيناها ببسمة حينما سرى عشقها بجسدها ، جذبها لتقف أمام عيناه فرفع وجهها بلامسات يديه الحنونه قائلاٍ وعيناه تتأملها _نظرات البراءة اللي بعيونك دي حتى بعد ما كبرنا بالعمر بخاف أشوف فيهم حيرة وخزف من اللي جاي يمكن دا السبب اللي بيخليني أبعدك أنك تعرفي أي مشاكل ..
ثم قربها لأحضانه قائلاٍ بغموض من القادم _عايز أشوف بسمتك على طول ودا اللي بحاول أعمله …
شددت من أحتضانه بعشق فكلما حاولت أن تثور علي نظام حكمه كلما تغلب عليها بدهائه فتنقلب الموازين من معارض لمؤيد بشغف ! .
أحتضنها بقوة كادت بأن تحطم أضلاعها فشعرت بالخوف من طريقته وخاصة بعد أن تركها وتوجه للخزانة يحذم أغراضه دون النظر إليها ، أقتربت منه بحزن فقد أعتادت على أمر السفر المفاجئ فلم يعلمها من قبل عن مواعيد سفره_هتسافر فى الوقت دا ؟! ..
رفع عيناه عليها ببسمة مشاكسة _أممم متقوليش أن عشان حفيدك ظهر فعايزاني أسيب شغلي وأفضل بالقصر ؟ ..
أشارت له بتأكيد وبسمتها تكتسح ملامحها ، تحول للثبات قائلاٍ بمكر يليق به _أوكى …
ثم أقترب منها قائلاٍ بغضب مصطنع _ بدل مأنتِ بتذكريني بواجبي فين يا هانم واجبك كزوجة ؟ ..
تطلعت لملامحه الثابتة بصدمة من سرعة تحوله فقالت بأرتباك _واجبات أيه ؟..
أشار بعيناه على حقيبته فأسرعت آليها ترتبها سريعاً بخوف من نظراته ، أستدار “ياسين” ببسمة ساحرة حينما رأها ترمقه بنظرات خوف ، جذب أحد الحلى وتوجه لحمام الغرفة ليبدل ثيابه أستعداداً للذهاب ، الخوف من عدم رؤياها مجدداً يعصف قلبه المسكين ، أصبحت كالأدمان بالنسبة له ولكن رفيق العمر بحاجه إليه لذا أن حتم الأمر التخلى عن هذا العالم بأكمله لأجله لن يتأخر بذلك ..
*****************
بغرفة “يحيى” …
أنهى ترتيب حقيبته فوضعها أرضاً ثم أقترب من معشوقته قائلا ببسمة هادئة حتى لا تشك بشيء _ها يا روحي مش هتقوليلي طلباتك زي كل مرة ..
أجابته بتذمر _مش لما أعرف أنت مسافر فين عشان أشوف هطلب أيه ؟ ..
تسلل الأرتباك لملامحه فسرعان ما تحلى بالجدية الذائفة
_مهو أنا لو أعرف يا قلبي هقولك بس أنتِ عارفة “ياسين” بسحب منه الكلام بالعافية ،عرفت أننا عندنا meeting بره مصر مفيش معلومات أكتر من كدا ..
إبتسمت “ملك ” بمرح _عارفة طباعه كويس ..
ثم وضعت يدها حول رقبته بدلال _بس عارفة طباع “يحيى الجارحي” أكتر وعارفة أد أيه هو خبيث لأنه ببساطة اللي يخليه فاهم دماغ “ياسين الجارحي” يخليه يفهم العالم كله .
تعالت ضحكاته بعدم تصديق لوصفها الدقيق فوضع يديه حول يدها قائلاٍ بمكر _أنتِ مغرورة فيا صدقيني أنا مسكين ..
إبتسمت بسخرية _لا صدقتك يا روحي ..
وتركته وكادت بالأبتعاد فجذبها لأحضانه بقوة وخوف من القادم ، شعرت به “ملك” فأبتعدت عنه بشك _”يحيى” أنت كويس؟ ..
جاهد لأخفاء الأمر فقال والمرح يرفقه _ لا ..
أنخلع قلبها لوهلة فتطلعت له بصدمة ليكمل بنفس ذات اللهجة _رجعيلي قلبي وهبقى كويس ..
لكمته بقوة والغضب يشتعل بمقلتيها فتعالت ضحكاته ليجذبها لأحضانه عنوة _هعملك أيه يعني مأنا كل ما أكون رومانسي معاكِ تقوليلي نفس الكلمتين ..
إبتسمت بمشاكسة _لأنك المفروض كبرت وهيكون عندك حفيد ! ..
لوى فمه بسخط_والمطلوب أكون أخرس وأتبرا من مشاعري يعني ولا أجيب عكاز وأسند عليه عشان أعجب سعاتك !
لم تتمالك ذاتها فأنفجرت ضاحكة لتقول بصعوبة من بين ضحكاتها _المطلوب أنك تقلل من وسامتك حبتين تلاته دانا لولا سفر “ياسين” معاك كنت قولت أنك رايح تتجوز عليا ..
ردد بخبث _أتجوز ؟ ..
تصدقي فكرة ..
تحولت ملامحها للغضب الجامح فكمته على صدره بغضب _عشان كنت قتلتك يا “يحيى” ..
ضيق عيناه بمكر _مش أنتِ اللي عايزة كدا وبعدين أنتِ عايزة واحد لما يعدي الأربعنات يتسند على عجاز يبقى شوفيني أشوف حالي وأختار موزة كدا أعيش معاها أجمل سنين عمري اللي اتبقى ..
تطلعت له بغضب _كدا مااااشي ..
لم يفهم ما تود فعله فتراقبها بلا مبالة ليجدها تتوجه لخزانته الخاصة ثم أخرجت سلاحه الخاص قائلة بصراخ _دانا أقتلك قبل ما تطلع من هنا ..أتشاهد على روحك وروحها أن شاء الله ..
صرخ بها بصدمة _أعقلي يا مجنونة أنا بهزر يخربيت كدا …..
هرولت خلفه فأبتسم بعدم تصديق _يا “ملك” أحنا كبرنا على كدا لو حد من الأولاد سمعنا هيقولوا علينا أيه ؟ ..
أجابته بسخرية _ومكنتش شباب من شوية ! ..
ردد مسرعاً _شباب فين بس أوعدك وأنا راجع هشترى عكاز وأمشي بيه وبعدين اللي أستحمل الجنان تلاتين سنة ميكررهاش صدقيني ..
تطلعت له بضيق أنقلب لرعب حينما رأته يستند على الحائط محتضن جانبه بألم بادي على وجهه .، شعر بخنجر يمزق أحشائه فود أن يصرخ بألم ولكن لم يستطيع ، أستند على الحائط بضعف فشعر بأنه على وشك الأغماء ،وضع يديه على جانبيه يحاول أن يخفف حدة الألم ولكن دون جدوى ،أقتربت منه “ملك ” بفزع _”يحيى”
حاول أن يستمد كل ذرة قوة لديه حتى لا تشعر به معشوقته فجاهد للوقوف مستقيماً ثم جذب السلاح منها ببسمة جاهد لرسمها _بقى بتهدديني بالسلاح يا “ملك” ..
تطلعت له بصدمة وغضب _أنت بتمثل عليا ..
أشار لها بيديه _كدا تعادل ..
ثم تركها وكاد بالتوجه لحمام الغرفة فأستدار قائلاٍ بغرور _متستقليش بذكاء الراجل لما يعدي الأربعينات يا شاطرة ..
وغمز لها بمرح ثم ولج سريعاً قبل أن ترى شتات آلآمه ،كبت آنينه المنبعث بقوة شرخت ما تبقى بجسده الهزيل حاول أن يسترد طاقته لحين خروجه من القصر ولكن الأمر يزداد سوءٍ..
**********
بغرفة “أحمد” .
وقف يمشط شعره الأسود بشرود أنقطع بأقترابها منه ، أستدار ببسمة عشق لا طالما تزين وجهه لها ، تأملته بنظرة متفحصة ، بذلته السوداء الأنيقة ،عيناه ذات اللون الساحر ، رائحته المميزة كعادته …
رأها تتأمله بفضول فأعتدل بوقفته بغرور مصطنع _ أنفع ؟ ..
آبتسمت مشيرة له بيدها بتأكيد فتعالت ضحكاته بمرح ، راى بعيناها نظرات أرتباك قطعها بجدية _في حاجة يا حبيبتي ؟
أشارت إليه بحيرة فهي تعلم جيداً أن أخبرته الحقيقة لن يسمح لها بالذهاب لذا يحاوطها الأرتباك لما ستفعله فقالت بتوتر _”شروق” و”مليكة” هينزلوا يشتروا حاجات البيبي لأن معاد ولادتهم قربت فأنا عايزة أنزل معاهم ..
تطلع لها بنظرة مطولة يجتازه الحيرة بملامح أرتباكها فخطفه الفكر لمطافين مطاف الحزن لتأخيرها بالأنجاب ومطاف أخفاء أمراً ما عنه ولكن بنهاية الأمر لن يرفض لها أمر وربما هي تعلم ذلك ، طبع قبلة صغيرة على جبينها قائلاٍ ببسمة صغيرة _أعملي اللي يريحك يا روحي
وتركها وغادر فأبتسمت بسعادة لسرعة تتفيذ مخططاتها ..
************
بغرفة “رحمة” ..
قضى الليل بأكمله جوارها لرعاية التؤام ، شعر بأنها مسؤولية كبيرة عليها بمفردها لذا كان لجوارها يساهم بما تفعله ويشاركها فرحتها بعودة الصغير ..
وقف أمام المرآة بنظرة ذهول فبعدما أنهى أرتداء ملابسه الخاصة بالعمل مثلما يرتدى أعمامه وأولادهم أصبح مقرب بالشكل “لياسين الجارحي” لحداً كبير ، أقتربت منه “رحمة” بعد أن صنعت له قهوته المفضلة قائلة دون النظر إليه _القهوة يا حبيبي ..
أستدار إليها ببسمة هادئة _بنفسك ؟ ..
أشارت له بخجل ثم قطعت كلماتها وهى تتطلع له بصدمة ، ضيق عيناه بأستغراب _مالك ؟ ..
أجابته بصوتٍ يكاد يكون مسموع _حاسة أني شايفة نسخة “لياسين الجارحي” ..
إبتسم بسخرية _أنهي “ياسين”…
أقتربت منه ببسمة هادئة _تفتكر إبني هيكون زي عمي يا “عدي” ..
تلونت عيناه بالغضب _أشمعنا ؟ ..
أجابته بهيام _هفرح جدااااً على فكرة أمال أنا سميته “ياسين” ليه ؟ ..
رفع قدميه يحذم حذائه وعيناه مسلطة عليها بغضب _أمنيات الزوجات ان الطفل يطلع شبه الأب وأنتِ واقفة تتكلمي عن جده بمنتهي البرود ..
آبتسمت بعدم تصديق لحالة الحرب والعداء البادية لها بحديثه كأنها تتحدث عن عدو مصر اللدود فقالت بذكاء_وأنت و”ياسين الجارحي” ايه مأنتم نسخه من بعض ! ..
أرتشف قهوته وعيناه ترمقها بنظرة محتقنة _أنا مش شبهه على فكرة لا شكل ولا شخصية …
وتركها وتوجه للأسفل فتعالت ضحكاتها بتسلية على القادم …
*************
بغرفة ” شروق” ..
أرتدت جلبابها الأسود الفضفاض ثم أستدارت لها وهى تكمل حجابها قائلة بهدوء _حاضر يا “مليكة” خلصت أهو ..
رمقتها بغضب _بقالك ساعتين بتقوليلي خلصت أنجزي لسه هنشترى حاجات كتير بعد ما ننزل من عند الدكتورة ..
جذبت حقيبتها والخوف يترابص بملامحها _مستعجلة على ايه انا خايفة تحددلي ..
إبتسمت قائلة بمرح _هي موتة والسلام ..
لكمتها بخفة _الله اكبر ياختي …
كادت بأن تلكمها هى الاخرى ولكنها تفاجئت “بأسيل” تدلف للداخل قائلة بهدوء_”أحمد” وافق هجي معاكم ..
أقتربت منها “مليكة” قائلة بحذر _قولتي انك راحة للدكتورة ؟ ..
أجابتها بنفي _لا لو عرف مش هيرضى ..
تطلعت لها بصدمة فقالت بضيق _بلاش يا “أسيل” أنتِ كدا هتعملي مشاكل بينك وبين جوزك وبعدين الكدب مش طبعك ! ..
أجابتها بهدوء_كدبت عشان عارفة انه مش هيرضى يخليني اروح وأنا عايزة أطمن على نفسي مش أكتر …
تدخلت “شروق” قائلة بحذر_خلاص يا “مليكة” سبيها تعمل اللي يريحها ..
إبتسمت لها “أسيل” بأمتنان على قطعها لحديثها فتوجهت معهم لمجهول سيضعها على أول خطوة من الهلاك! …
****************
على المائدة العملاقة …
صاح بصوتٍ متقطع _ألحقني يا “معتز”
تعالت ضحكات “معتز” قائلاٍ بعدم تصديق _عارف والله لو جابك من رقبتك مش هتدخل ..
صرخ “حازم” بألم _”راااائد”
تناول فطوره بعدم مبالة _ولا أعرفك ..
إبتسم “ياسين” بسخرية _محدش قالك تهزر معاه على الصبح
أكمل “جاسم” لكمه ببسمة واسعة _شوفت مقامك عند الكل يالا …
رفع يديه على وجهه بغضب _وأنت مالك منشكح كدا ما القلوب عند بعضها ..
“عمر” بغضب _نفسي مرة أشوفكم مبتتخانقوش ..
“أحمد” بسخرية_عيب يا “عمر” أخويا وعايز يتربى ..
وأشار لجاسم بهدوء_كمل كمل
تطلع له بغضب _أنت أخ أنت …دانت قلبك دا طحونة يا جدع ..
رفع القهوة بتلذذ_بالظبط ..
كبت “رائد” بسمته بصعوبة ،زفر “معتز”بغضب _هو “عدي” بيعمل ايه كل دا؟ ..
“ياسين” _معرفش والمفروض نكون بالمقر بس عمك منبه محدش يتحرك غير لما ينزل
“جاسم” _لو نزل قبل “عدي” هتحصل مشاكل ..
قطع حديثهم الخادم قائلاٍ لياسين وعيناه أرضاً_ الظرف دا عشان “يحيي” بيه ..
ألتقطته “ياسين” ببسمة هادئة_شكراً يا عمي صبحي ..
وبقى بين يديه لحين هبوط “يحيي” لا يعلم بأن الحقيقة التى يخفيها أبيه تتأرجح بين يديه ، انقطعت الهمسات فيما بينهما حبنما هبط “عدي” ليقف أمامهم بأستغراب من الذهول الذي يراه على الوجوه ، بدى للجميع “كياسين الجارحي” بذاته ، فلأول مرة يرتدى مثل هذا النوع من الملابس الكلاسكية التى تليق برئيس المقر الخاص بأمبراطورية “الجارحي” …
همس “جاسم” بذهول للجميع _حد شايف اللي أنا شايفه ..
“حازم” بنفس ذات الصدمة _”ياسين الجارحي” بعينه
آبتسم “عمر” بأعجاب فأطلق صفيراً حماسي_أيه الشياكة دي يا ديدو ..
“ياسين” ببسمة هادئة لا تليق سوى به _كدا نشتغل بذمة بقى ..
إبتسم “عدي” بخفة_الشغل معايا هيختلف .
تعالت الضحكات فيما بينهما بينما تراقبهم الجميع بأستغراب ، قطع حديثهم هبوط “ياسين الجارحي” و”يحيى” ، تطلع الجميع للحقائب المحمولة بين يد الخدم بأستغراب فقال “أحمد” بأستغراب _هو حضرتك مسافر ! ..
أشار له بثبات _عندنا أجتماع أنا ويحيي مهم ..
“رائد” بهدوء_طب والمقر؟ ..
أجابهم بنفس ذات الثبات_دي مهمتكم ومهمة “عدي” اللي كان شرطه أكون خارج المقر ..
صعق الجميع بينما تراقبه “عدي” بهدوء ، أخفى “ياسين” بسمة أعجابه بملامح إبنه العنيد وفضل تجاهله تماماً فقال بحدة _أتمنى لما أرجع ملقيش غلطة والا أنتوا عارفين الباقي ..
تلونت الوجوه بالخوف فهمس “جاسم” برعب _مش قولتلكم أحنا هنكون ضحايا “عدي” ..
إبتسم “عمر” قائلاٍ بشماتة _طيب يا شباب ربنا معاكم أستأذن أنا عشان أتاخرت على المستشفي ..
وأستدار ليغادر فسرعان ما تخشبت قدميه على كلمات “ياسين الجارحي”_معاهم يا “عمر” ..
تطلعوا له بشماتة فأقترب من “يحيي” قائلاٍ بهمس أستمع له الجميع حتى أبيه _وأنا هعمل معاهم أيه يا عمي هقسلهم الضغط ولا هديهم أدوية مصحصحة ؟
كبت “يحيي” ضحكاته قائلاٍ بصوتٍ منخفض _كنت أتمنى أساعدك يا إبني بس أنت عارف فأعتقد الأفضل أنك تتخلى عن وظفتك شهر ولا حاجة ..
أشار له بأقتناع فغادر “ياسين الجارحي” لسيارته قائلاٍ بحذم_”أحمد” ..
لحق به سريعاً للخارج ، فتح السائق باب السيارة له فأستدار لأحمد بهدوء_ألغي سفرك وخليك جانب “عدي” أنت اللي عارف نظام الشغل كويس وأنا مش هجازف بتعب أبوك وأعمامك ..
أشار له بتفهم _أعتبره حصل ..
رفع يديه على كتفيه ببسمة هادئة ثم جلس بالسيارة بأنتظار “يحيى” الذي أنضم لها سريعاً فغادرت السيارة للمطار بسرعة تحمل بطياتها مجهولا ما …
أما بالداخل …
هبطت “أسيل” مع “مليكة وشروق” فتوجهت معهم للخارج لتجد الشباب يستعدون للرحيل بالسيارات ، أقترب منهم “معتز ” و”ياسين” فقال بهدوء_خلى بالكم من نفسكم ..
أشاروا له بالأجماع فقال “معتز” _هترجعوا أمته؟ ..
أجابته “شروق” ببسمة رقيقة _لما نخلص على طول وبعدين أحنا هنجيب حاجات كتير ..
إبتسم قائلاٍ بعشق فاح من نبرته _خلي موبيلك مفتوح ..
أشارت له بخجل فغادر ليصعد لسيارته ويلحق بالشباب ، صعدت “أسيل وشروق” مع السائق بأنتظار “مليكة” التى تستمع جيداً لحديث زوجها ، أقترب منهم “أحمد” قائلاٍ بنبرة غامضة علمتها “مليكة” جيداً _أنتوا رايحين فين يا “مليكة” ؟ ..
أجابته بتوتر _هى مش “أسيل” قالتلك أننا رايحين نجيب لبس للبيبي ! ..
تطلع لها بنظرة مطولة ثم قال بهدوء_أتمنى تكون دي الحقيقة ..
وزعت نظراتها بين زوجها وبينه بأرتباك _أكيد يا “أحمد” أحنا هنكدب ليه ؟ ..
إكتفي ببسمة صغيرة ثم صعد لسيارته هو الأخر ليلحق بهم ، تطلع “ياسين” لأرتباكها بنظرة متفحصة فقال بهدوء_ليه كدبتي ؟ ..
رفعت عيناها إليه بدموع فهى تخشى أن ينسب إليها تلك الصفة اللعينة _غصب عني يا “ياسين” “أسيل” محلفاني ..
جفف دمعاتها ثم أحتضنها بمرح _خلاص يا ستي أنا أسف وبعدين أيه دا قرتي من أول قلم ! ..
تحاولت دمعاتها لسيل من الضحك قائلة بصعوبة بالحديث _مأنت اللي لهجتك مريبة ..
_أسف لقطع لحظاتكم الغالية دي بس لو ممكن نأجلها ونشوف الشغل اللي ورانا …
تفوه بها “عدي” بحدة فأبتعدت عنه سريعاً قائلة ببسمة واسعة بعدما تطلعت لما يرتديه_”عدي” !!! …مش معقول شبه ب…
رفع يديه بحذر بأن لا تكمل حديثها قائلاٍ بسخرية _مش شكله ومتزوديش بالكلام
تعالت ضحكات “ياسين”بعدم تصديق لما يحديث فجذبه بلطف قائلاٍ بحدة مصطنعه _يالا..
صعد لسيارته غامزاً لها بعشق _هشوفك بعدين يا روحي …
أشارت له بهيام فغادر بسيارته سريعاً ،أستدارت لتصعد للسيارة هى الأخرى فوجدت “عدي” يرمقها بنظرة متفحصة على بسمتها الهائمة به فقال بسخرية_أكتبيله جواب لو حابة ..
تطلعت له بخوف ثم قالت بأرتباك _دا زوجي على فكرة .
تطلع لباب السيارة المنفتح على مصرعيه ففهمت ما ود قوله لتسرع من أمامه للسيارة التى توجهت لمراساها بينما صعد هو الأخر لسيارته وتوجه للمقر …
************
توجهت “آية” لغرفة “رحمة” لتجد الجميع لجوارها فجلست معهم تشاركهم الفرحة بالتؤام الصغير لعلها تصارع هذا الشعور المريب الذي يطاردها فربما لا تعلم ماذا هناك بعد ؟! …
***********
توجهت الطائرة لبريطانيا حيث ستتم الجراحة ،بعد أن حفظ الطبيب السرية التامة لما سيحدث بعيداً عن الصحافة التى تنتشر هنا وهناك لأجل عائلة كهذة ! …
يشعر بالخيانة لأجل وعوده لها بأن يكون قريباً منها والآن يعرض حياته للخطر لأجل رابط الصداقة القوي ، نُقل على السرير المتحرك لداخل غرفة العمليات حيث تم تخدير “يحيى” ،تمسك “ياسين” بذراعيه وهو يراه غافلاٍ عن هذا العالم تماماً فأستدار للأطباء الذين يحاطونه قائلاٍ بنوع من الرجاء ..(مترجم)
_مهما حدث حافظوا على حياته هو حتى لو كلف الأمر حياتي ..
أشاروا له بهدوء فردد الشهادة وبعض الدعاء بخفوت ثم أشار لهم ليشرعوا بتخديره ، كلما غابت عن الوعي كلما كانت ترسم صورة لها أمامه ، دعى الله بأن يعود مجدداً لأجلها هي فلن يحتمل دموعها مهما كلف الأمر ، نقل نظراته “ليحيي” ببسمة خافتة كأنه يخبره بأنه سيفعل المحال لأجله! …ثم غاب عن الوعى هو الأخر ….فربما الآن حان الوقت لأختبار أقوى الصداقات وخيوط الأخوة فيما بينهما …
****************
بالمقر وبالأخص بمكتب “ياسين الجارحي” …
كان يستمع لما يقوله “أحمد وياسين” بحرصاً شديد بعد أن قضوا اليوم بأكمله يعلموه هو و”عمر” المطلوب بهذا العمل ومهمامهم الجديد ، لم ينكر “عدي” ذكاء “ياسين وأحمد” ومهارتهم البادية له فربما علم الآن لما وكلهم “ياسين الجارحي” بأمر المقر …
نهض “أحمد” عن مقعده قائلاٍ بهدوء بعد أن أنتهى من مهامه _هنزل أنا بقى عشان الmeeting …
أشار له “ياسين” بهدوء_تمام هكون مكانك لحد ما ترجع ..
أكتفى ببسمة بسيطة له ثم غادر متوجهاً للمصعد …
توقف أمامه إلي أن هبط من الأعلى ؛ فولج ليجدها تجلس أرضاً بالداخل ، تطلع لها بأستغراب_”سارة ” !
ولج سريعاً ثم أغلق باب المصعد لينحني لها بذهول _أنتِ كويسة ؟ ..
أخفت ما كانت تحتضنه بداخل حقيبتها ثم تحملت على ذاتها للوقوف ، رأى دموعها تكتسح ملامحها فقال بلهفة _حد زعلك ؟ ..
لم تجيبه ولكنها حاولت جاهدة أيقاف سيل الدموع ولكن بدون جدوي ، زفر بضيق _ما تتكلمي يا بنتي أيه اللي حصل ؟ ..
أستدارت إليه بدموع _أرجوك يا “أحمد” روحني …
ثم قالت برجاء وهى تجاهد الوقوف _ عايزة أرجع البيت ..
بقى كما هو قائلاٍ مع حفظ المسافات بينهم _طيب تعالى ..
وأشار لها بأن تكمل طريقها بذاتها فهو لن يحمل ذنبٍ التمسك بها ، صعدت لسيارته فبعث برسالة “لرائد” بأن يتوالى محله بالأجتماع لأمراً هام ، وتوجه بها لمنزلها …
***************
صعدت للأعلى بسرعة كبيرة فزفرت “مليكة” بغضب _يعني يا “أسيل” لو كنا عملنا التحاليل دي فى وقت تاني غير النهاردة كان هيجرا أيه ؟ ..
صعدت “شروق” الدرج بتعب هى الأخرى_معرفش الدنيا هتطير الدكتورة قالتلك أعمليه وهاتيه بالأعادة كان لذمته أيه ننزل نعمله تاني أحنا على وش ولادة ياما أرحمينا من طلوع السلم ..
تطلعت لهم بضيق _مش هيجيني نوم لحد أسبوع من دلوقتي وبعدين أحنا وصلنا أهو ..
وتوجهت للداخل فسمحت لها الممرضة بالولوج …
تأملت الطبيبة الفحوصات بتركيز وأمامها كانت تجلس “شروق” و “أسيل” أما “مليكة” فكانت تجلس على أحد المقاعد المجاورة لهم ..
خلعت الطبيبة النظارات ثم وضعتها أمامها قائلة بلهجة تغلفها الحزن قليلاٍ_زي ما توقعت بس طلبت التحاليل زيادة تأكيد ..
إبتلعت “أسيل”ريقها برعب من لهجتها بالحديث فقالت بصعوبة _ايه التوقع ؟
أجابتها بعملية _فى مشاكل عندك بالرحم ففكرت الحمل طبيعي صعبة شوية …وفى الحالات اللي زي دي بنلجئ للحقن المجهري وبرضو النسبة هتكون ضئيلة جداً بس الأمل عمره ما هيكون مفقود ثقة بربنا سبحانه وتعالى …
سقطت كلماتها كالسهام القاسية التى مزقت قلب “أسيل” فلم تشعر بدمعاتها التى هوت كالسيل بلا توقف ولا بحديث “مليكة وشروق” بمحاولات عديدة لتخفيف حدة ما أستمعت إليه ،تراقبت أنفاسها التى تلهث من فرط ما ستراه بالقادم ،شغفها لكونها أم يجعلها كمن داعسه قطاراً سريع فسقط ضريعاً …
دموع …حطام …إنكسار …بكاء …ألم …أحاسيس تطاردها بلا توقف فلم تشعر بما هى به ، أسرعت للخارج لشعورها بأنها لحاجة للتنفس لم تستمع لصراخ “مليكة” بها وأوقفت أحدى سيارات الأجرة (تاكسي) ليغادر بها على الفور …
*************
توقفت سيارة “أحمد” أمام منزلها فهبطت كالجثة المزفة لموتها ، صعدت الدرج للاعلى وعيناها أرضاً ،لم ترى نظرات والدتها الغاضبة وهى ترمقها من الشرفة بعدما رأتها تهبط من سيارة “أحمد” مجدداً ، لم يشأ أن يضغط عليها لمعرفة ما بها فغادر على الفور ،أغلقت الباب فأذا بوالدتها تصيح بغضب _هو فى أيه بالظبط كل شوية يوصلك للبيت ؟
إبتلعت ريقها بتوتر _هيكون فى أيه يا ماما يعني “أحمد” بيلقيني واقفه عشان المواصلات فيقترح عليا يوصلني لا أكتر ولا أقل وبعدين أنتِ عارفة أخلاقه كويس ..
صاحت السيدة ذات الأربعون عاماً بعصبية _والناس هنا متعرفش غير الكلام وأنا الوحيدة اللي عارفة أنك كنتِ بتحبيه قبل كدا ..
ثم أعتدلت بوقفتها بغضب _بت أوعى تكوني بترسمي عليه فوووقي لنفسك دا راجل متجوز ..
تطلعت لها بصدمة ثم قالت بأرتباك _أيه اللي بتقوليه دا يا ماما أنا مستحيل أفكر كدااا لو على توصيله ليا معتش هركب معاه..
وتركتها وهرولت من أمامها سريعاً قبل أن يفتضح أمرها ….
**************
بمكانٍ ما “بأيطاليا” …
صاح بذهول _ماذا ؟ ..
أبتسم بغرور _مثلما أخبرتك سيدي ترك “ياسين الجارحي” أدارة الشركات لأبنه الأكبر ساحة المعركة أصبحت بين يديك الآن ..
أرتشف “جون” مشروبه بتلذذ فعادت احلامه بتحطيم امبراطورية “الجارحي” تنمو من جديد لا يعلم بأن “ياسين الجارحي” يسبقه بخطوة فربما وضع “عدي” بطريقه لأمراً ما يجول بخاطره ! ….
*********
بمكتب “ياسين”
تمدد على المقعد بتعب شديد ففرد ذراعيه كمحاولة لتخفيف آلآم أصابعه ، نهض عن مقعده يتفحص مفاتيح الخزانة الموضوع بجاكيته فلامس الظرف المطوي ، أخرجه بتذكر فزفر بضيق لنسيانه له ،سمح لذاته بأن يرى محتواياته فمن الممكن أن هناك امرا خاص بالعمل ،تخشبت قدماه محله ليلقي به أرضاً بصدمة حاوطته بلا توقف ….
حطام قلوب …همسات عشق ….أختبارات قاسية ….هلاك مخير ….اختيارات مؤجلة …ياسين الجارحي !فربما الآن حان الوقت للتغمد بأحداث الجزء الرابع