رواية احفاد الجارحى الوحش الثائر الفصل السادس عشر 16بقلم آية محمد


 

 رواية احفاد الجارحى الوحش الثائر الفصل السادس عشر بقلم آية محمد


مرء الليل الكحيل وسطعت شمس يوماً جديد فربما ستكون مزلزلة لقصر الجارحي ....

أعدت الترتيبات بفخامة فاليوم مميز للغاية ، وربما تخدعك المظاهر والقلوب تناجى بالأنين كحالها ..
بغرفة أسيل 
كانت تحاول التماسك ولكن قلبها فشل بذلك ، فحاولت أخفاء دموعها ولكن لم تستطيع طويلاً سقط الدمع الحارق بقوة فأزاح عنها أنين وصرخات حتى صدحت كلمات جاسم بعقلها فعاونتها للخروج  على أرض الواقع ......
بدءت المصففة بتجهيزها على أكمل وجة فتطلعت لأنعكاس صورتها بالمرآة بسخرية وآلم ..
فكم تمنت أن يأتى هذا اليوم ولكن مع من تمناه هذا القلب .....عذراً فالجرح صار معتاد والدموع باتت بالأنسياب 
***________****
بالأسفل 
كان العمل يقام على قدم وساق فالوقت أوشك على النفاذ فشدد يحيى عليهم بضرورة الأنتهاء من العمل قبل بدء الحفل ...
وما هى الا ساعات معدودة وأضأت الأضواء لتنير هذا القصر العملاق فتبرز جماله وبراعة تصميمه ...
أمتلأ الحفل بأبرز الشخصيات فاليوم هام للغاية حتى رجال الشرطة أتوا بدعوة من عدي الجارحي ...
بغرفة معتز 
وقف أمام المرآة يتطلع بشرود بكلماتها القاسية التى حرصت على أن تكون عدو لدود له،  لون الغضب عيناه بلونٍ مخيف للغاية كلما تذكر صفعتها .....نعم قلبه قد نبض لأجلها ولكن ما فعلته ليس بهين أو يسهل للنسيان ..
دلفت يارا وعز للداخل فتغللت الدموع بعيناها ، دموع سعادة لرؤية إبنها بأبهى ما يكون ....
عز بأبتسامة جذابة رغم غزو شعره خصلات من اللون الأبيض فمازالت الوسامة تلاحقه كالظل :_ألف مبروك يا معتز 
إبتسم قائلا بفرحة ذائفة :_الله يبارك فى حضرتك 
أحتضنته يارا قائلا بفرحة بادية :_ألف الف مبروووك يا حبيب قلب ماما 
إكتفى ببسمة خافتة :_الله يبارك فيكِ يا حبيبتي 
عز  بغضب :_ما تحترم نفسك يالا بتحضن مرأتى وأنا واقف ؟!
يارا بغضب شديد :_دا وقته يا عز 
معتز بخوف مصطنع :_برئ والله يا والدي هى الا حضنت مش أنا 
عز بسخرية :_لا صادق يالا 
كبت معتز ضاحكته ثم قال بجدية مصطنعه :_هروح أشوف أحمد وعدي عشان المعزيم 
يارا :_ماشى يا حبيبي 
وتوجه معتز بغرفة أحمد ...
*******__________*****
بغرفة عدي 
صفف شعره الطويل بحرافية وأنتظام ثم وضع البرفنيوم الخاص به ، ثم القى على نفسه نظرة أخيرة برضاء كامل ليجد أخيه يدلف للداخل وعيناه تلمع بسعادة ودمع غامض ...
جاهد لخروج صوته الثابت قائلا بأبتسامة هادئة :_ألف مبرووك يا وحش 
تطلع له بخوف فرفع يديه على كتفيه قائلا بتراقب لتعبيرات وجهه :_فى أيه يا عمر ؟ أنت كويس ؟!
زفر بشيء من الآلم كأنه بحاجة للحديث ، فجلس على الفراش من خلفه قائلا بصوت محتقن :_جراحة نور بكرا يا عدي 
أقترب منه بنظرات متفحصة ثم قال بهدوء :_طب ودا شيء يزعقلك أنت جراح شاطر والا يثبت دا وصولك لحد هنا أنك تبقا مسؤال مستشفى مرة واحدة أعتقد الخوف دا ملوش مكان ولا أيه ؟ 
رفع عيناه قائلا بأنكسار :_العملية مش سهلة يا عدي مش هقدر صدقنى أنا مش هسامح نفسي لو جرالها حا...
قاطعه قائلا بجدية :_عمر بلاش الكلام دا فاهم عمري ما شوفتك مهزوز كدا فى أيه ؟
عمر بخوف مصطنع :_أبو الا يفضفض معاك خلاص يا خويا كنت جاي أخد رأيك فى البدالة دي بس بعد الا سمعته مش عايز أعرف منك حاجه ومن غير سلام عليكم 
وتوجه للخروج ولكنه أستدار على صوت عدي الجادي ...
:_عمر 
أستدار ليجد بسمة على وجه الوحش :_هكون معاك ومش هسيبك 
إبتسم بسعادة فوجود أخيه لجواره يدعمه كثيراً ، فظن أنه لم يتمكن من الحضور لزفافه ولكن أخبره بأنه سيكون لجواره على الدوام ...
خرج عمر وتوجه لغرفتها بينما جلس عدي يرتدى حذائه فصدح صوت هاتفه بالغرفة ليعلن عن خبر جديد ولكنه ربما مجهولا ما ...
******________****
أنهت صلاتها لتتفاجئ بداليا ومعها الفتيات الخاصة بتزين العروس لمساعدتها بالظهور بأبهى الطالات ...
أقتربت منهم بأبتسامة صغيرة حينما طلبت منها أحداهم أن تستعد بأرتدائها الفستان ...
حملته وتوجهت لحمام الغرفة ولكنها توقفت محلها حينما إستمعت لصوت طرقات باب الغرفة ، فتحت داليا لتجد عدي يقف أمامهم ببذلته الأنيقة وطالته الساحرة ، تعالت نظرات الفتيات له بأعجاب شديد فزرع النيران بقلب رحمة وهى ترأهم يتطلعون له بتلك الطريقة ...
خرج صوته  قائلا ببثات :_ممكن تسبونا لوحدنا شوية 
داليا بتفهم :_حاضر ، ثم وجهت حديثها للفتيات :_أتفضلوا  معايا 
وبالفعل أتابعوها للخارج وتبقا عو معها ..
أقتربت منه رحمة قائلة بقلق :_فى أيه يا عدي ؟
إبتسم قائلا بصوته العطر:_هنفذ أتفاقنا  وأخطفك 
إبتسمت بخجل شديد فبادلها الأبتسامة قائلا بجدية :_مامتك فاقت يا رحمة 
لم تستطيع تقبل ما أستمعت إليه لتو وربما كانت دموعها هى من ولجت بشتياق لنبع الحنان ، إبتسمت  لسماعها هذا الخبر السعيد وتلون الحزن بوجهها حينما تذكرت أن اليوم زفافها فكيف ستحفز عيناها برؤياها .
أبى رؤيتها بالعذاب فقرر قطع الصمت سريعاً حينما قال بأبتسامته الساحرة :_مفيش قدمنا وقت يالا 
تطلعت له بصدمة وزهول ثم رددت بهمس من قوة ما أستمعت إليه :_يالا ايه ؟!!
أقترب منها قائلا بخبث :_أيه دا مش عايزة تشوفى والدتك قبل الفرح ؟!
إبتسمت بسعادة حتى أندثرت دموعها:_بجد يا عدي ؟
تطلع لعيناها الساحرة قائلا بألم شديد وهو يضع يديه على موضع القلب تحت نظرات أستغرابها :_بجد بس بطلى بكى 
وبالفعل مسحت دمعاتها سريعاً وهى تحملق به بعدم تصديق ولكنه لم يترك لها مجالا لذلك وجذبها للخروج سريعاً ...
كانت تتوجه لغرفة رحمة لتسلمها هديتها الذهبية ، فتفاجئت بها تخطو بسرعة كبيرة مع عدي وتتوجه للخارج..
آية بستغراب :_أيه دا ؟  أنتوا رايحين فين ؟! 
تطلعت له رحمة بأرتباك فأقترب منها قائلا بنبرة هادئة :_مش هنتأخر يا ماما 
بادلته بسؤال يحمل زهول شديد :_أنتوا خارجين ؟
أسترسل حديثه مسرعاً :_والدة رحمة فاقت 
تبدلت ملامح وجهها لسعادة ثم قالت بفرحة :_حمد لله على سلامتها يا حبيبتي أنا جاية معاكم 
تطلعت لها رحمة بزهول ثم أرتمت بأحضانها تبكى بسعادة فآية كانت لها مثل الآم وأكثر ..
وبالفعل توجهت معهم للمشفى بعد أن تخطى عدي المسافة بوقت قياسي ليتمكنوا من العودة قبل بدء الحفل ...
******________*****
بغرفة مليكة 
كانت تجلس على المقعد ولجوارها شروق بعدما أوشكت الميكب أرتست على أنهاء تزينها ، على يسارها كانت تجلس أسيل بطالتها الساحرة بعدما أنتهت من التزين فكانت كالملاك الأبيض بفستانها الرقيق ، تابعتها مليكة بالمرآة بحزن فهى تعلم ما سر حزنها البادئ على وجهها ولكنه تمنت من الله أن تشعر بمن أحتل قلبه بعشقها الشغوف ....
كانت شاردة به لا تعلم لما تشعر بخوف شديد فربما هذا القلب يشعر  بالمجهول الآليم ...
دلفت رانيا للداخل وبيدها أميرتها الصغيرة فخففت الأجواء بطبعها المشاكس بينها وبين أسيل ...
رانيا بأبتسامة واسعة وهى تتأملهم :_ما شااء الله أيه الجماال دا ؟!
أكتفت اسيل ببسمة صغيرة ، أجابتها شروق قائلة بفرحة:_الجمال لعيونك يا رانيا 
رانيا بسخرية :_عيون مين يا ماما خلاص راحت علينا 
مليكة  :_بجد الفستان دا تحفة عليكى يا رانيا ما شاء الله حاسه أن رائد هيرتكب جرايم النهاردة لأى حد يبصلك 
وضعت عيناها أرضاً بخجل شديد حتى احمرت وجنتها فتعالت ضحكاتهم المشاكسة عليها ...
****______****
بحث عنها كثيراً ولم يجدها فخرج جاسم من غرفته ليتفاجئ به فأقترب منه قائلا بستغراب :_واقف كدليه يا رائد ؟
زفر بأرتياح ثم قال مسرعاً :_جاسم طب الحمد لله خد دا وأديه لداليا لأنى لازم اكون بالحفلة عشان أعضاء الوفد الايطالي حضروا ومفيش حد من ولاد عمك تحت معرفش أختفوا فين ؟
حمل الحقيبة منه ثم قال بستغراب:_اوك بس أيه دا ؟
اتجه للدرج قائلا بغضب  بعدما استدار له:_حبيت أعمل فيها أخ كويس فجبتلها فستان مع رانيا بس مش عاجب حضرتها فجبت غيره الا هو مع سيادتك ولو مش عجبها مش هتلاقينى عشان تقول وحش ولا حلو 
تعالت ضحكات جاسم وهو يتأمل غضب رائد المريب فرمقه بنظرة مميته جعلته يبتلع ضحكاته مسرعاً كالأم التى تحتضن صغارها خوفاً من الضباع ، ثم توجه لغرفتها وبداخله حماس لتطبيق خطته الأخيرة ...
****________****
بغرفة احمد 
دلف معتز للداخل فوجده يجلس على الأريكة بشرود فتقدم منه قائلا بغضب :_نعم أنت لسه ملبستش ؟!
أفاق على صوته فقال بهدوء شديد على عكس حال هذا القلب المعافر :_متقلقش هلبس حالا ..
وتوجه أحمد لحمام الغرفة ولكنه توقف حينما رفع معتز يديه على كتفيه قائلا بحزن :_وكان ليه من الأساس يا أحمد ؟
رفع عيناه ليلتقى بعين إبن عمه قائلا بصوت ممتد بالحزن :_محدش بيختار شريك القلب يا معتز 
كانت كلمات مصحوبة برحلة آلم فاقت الجبال لسنوات نقلها أحمد له بكلماته لعلها تويقظه على حقيقة ما ولكن هل ستكون كافيلة لأخراجه من مرآة الذكريات ؟!!!!
دلف أحمد لحمام الغرفة تاركاً خلفه نيران تتأجج به فتجعله يكبت ما به بتوعد لقلبه ووعيد لها ..
دلف مازن للغرفة قائلا بمزح :_ لقيت أول عريس ولازم نقرصه عشان نحصله فى يوم الجمعه ذي ما بيقولوا 
وتوجه إليه قائلا بغرور :_ايدك لو سمحت 
رفع معتز يديه قائلا بسخرية :_هما بيقولوا ركبة بس أنت صح أقرص الأيد الا هتنهى حياتك يوم الملاكمة الا هو الجمعه ذي ما حضرتك حددت ..
أبتعد عنه سريعاً قائلا بخوف مصطنع :_أنت مفيش حد يهزر معاك أبداً .
معتز بتأكيد :_ لا يا خفيف 
خرج أحمد من الحمام بعدما أرتدى البذلة الأنيقة قائلا بأبتسامة مكر :_هى المعركة بدءت تانى ولا أيه ؟
مازن بتأفف :_المعركة مش عادلة يا ريس 
تعالت ضحكات أحمد قائلا بخبث :_يوم الجمعه هنحدد 
لوى فمه بضيق شديد :_مش بقولكم عيلة تشل أنا نازل 
وتركهم مازن وتوجه للاسفل ....
دلف ياسين قائلا بستغراب :_الواد دا بيكلم نفسه ليه ؟
معتز بعدم مبالة :_سبك منه دا مخبول وقولى ايه الشياكة دي كلها يا جارحي 
أحمد بسخرية :_أديك قولتلها جارحي ؟!  يعنى الشياكة والجماال والأناقة .
إبتسم إبتسامته الفتاكة قائلا بسخرية تعادل أحمد :_لا ذكي يالا 
أحمد بغرور :_أستاذك 
أنكمشت نظراته فأسرع قائلا :_تلميذك يا عالمى بس بلاش الوش دا 
قال معتز من وسط سيل الضحكات :_جبان
كاد أن يعلق ولكن قطعهم دلوف حازم بعدما أطلق صفيراً قوياً :_ايه الجمااال دا يخربيت كداا  بس على فكرة مش المفروض أنى أغير منكم ولا من عدي  أه لأنى كيوت وعسل وأحلى منكم بشهادة الجميع 
رفع ياسين يديه على كتفيه قائلا بصوتٍ كالبركان الهادئ ؛_بشهادة  مين يا حبيبي ؟
تطلع له برعب حقيقي ثم صاح بهمس :_مأنت عارف شهادة الأمهات بتبقا مجروحه 
معتز :_جبااان 
حازم بحزن مصطنع :_كدا يا ميزو وأنا الا كنت هعملك جو بالحفلة 
أحمد بسخرية :_هو جاب حاجه جديدة مش أنت أخويا بس معترف أنك جبان وغبي 
إتسعت إبتسامته قائلا بغرور :_حبيبي يا أبو حميد والله 
حل الصمت على الجميع فأستدار حازم ليرى ماذا هناك ؟ فتصنم جوارهم 
دلف ياسين للداخل وأتابعه رفيقه المعتاد يحيى ..
وقف يتأملهم بصمته القاتل فخرج صوته أخيراً قائلا بستغراب :_فين عدي ؟ 
ياسين :_ مش فى أوضته حتى عمر مختفى 
:_أنا هنا 
قالها بأبتسامة واسعه فبدا يحيى أعجابه الشديد به قائلا بفرحة :_ كبرتم وبقيتوا عرسان عجزتونا بدري 
تطلع له ياسين الجارحي بنظرة يعرفها جيداً فأسرع بالحديث :_أو أنا على حسب 
إبتسموا بسمة متخفية حفاظاً لقواعد ياسين ..
عمر بضيق:_عمى سحب كلامه ذي حال ناس كتير متعرفش الرجل دا بيعملهم أيه ؟!!!
استدار ياسين بوجهه لأبنه فأسرع بالوقوف جوار يحيى ومعتز قائلا بأبتسامة واسعه :_ميبقاش قلبك أسود يا حااج 
لم يتمالك يحيى زمام أموره فانفجر ضاحكاً ..
رفع عمر يديه قائلا برعب :_كفاياااا يا عمى أبوس أيدك  هتشنق 
كف عن الضحك فهو يعلم صحيحة المعلومة ، رمقه ياسين نظرة أخيرة ثم قال بصوت خرج أخيرااااً من عاصفة السكون :_ روح شوف أخوك فين افضلك  
هرول عمر من الغرفة للبحث عن أخيه وظل هو يقف كالجبل الشامخ قائلا بصوته الثابت :_طبعاً أنتوا متخيلين أنى جاي أبارك وأهنى والكلام الفاضي دا 
أرتبك الجميع وبالأخص حازم الذي أنسحب على الفور لعلمه بأن الحديث لصاحب العرس المبجل ..
أكمل ونظراته تطوفهم بعدما تقدم ليقف امامهم مباشرة :_أنا حبيت أكون واضح للكل من الاول أنا أب للبنات دي قبل ما يكون فى صلة قرابة بينكم سواء يعنى لو حد فكر يأذي حد فيهم كأنه بيتعدا على ياسين الجارحي نفسه ...
كان يوجه حديثه وعيناه تكاد تأكل معتز بنظراته فهو لم يعلم من هو ياسين الجارحي بعد !!..
أسترسل حديثه بنبرته الساكنة :_كلهم بناتى مش بس مليكة اي واحدة هتشتكى من تصرف حد فيكم هتكون عقوبته مزرتوش فى أحلامه قبل كدا الكلام دا أنا قولتله لرائد قبل كدا وجيه الدور عليكم وطبعا للبعدكم دا آذا كان فيا عمر ولسه على قيد الحياة 
:_بعد الشر عليك يا ياااسين 
قالها يحيى بغضب شديد فمازال هو رفيق الدرب والروح 
رفع يديه كأشارة له بألتزام الصمت فأيده ووقف يتابعه بصمت ، أقترب منهم قائلا بجدية لا تحتمل أي نقاش :_كلامى واضح ولا أوضح تانى 
ياسين وعيناه ارضاً :_من قبل ما حضرتك تقول الكلام دا وانت عارف اخلاقنا الا أتربينا عليها فأكيد من رابع المستحيلات ننحدر للمستوى دا 
إستمع له وبسمة الفخر تزين وجهه كأنه يخبر يحيى بانجاز ما صنع ..
أحمد بتأييد :_تأكد أنه مش هيحصل أن شاء الله 
أشار برأسه فهو يعلم جيداً أنه من المستحيل أن يفعل ذلك فأقترب من معتز قائلا بغموض :_يعنى متكلمتش يا معتز !!
رفع وجهه قائلا بعدم فهم :_المفروض أقول ايه ؟
:_سبونا لوحدنا
قالها ياسين ونظراته مسلطة على معتز فغادر الجميع بأمره على الفور ، لم تتبدل ملامح وجهه فوقف يستمع له بثبات ..
اشار بعيناه قائلا :_أقعد يا معتز 
جلس معتز على المقعد يستمع له فجلس هو الأخر بعد مدة طالت بالصمت قائلا بغموض :_فى حكاية عجبتنى اوى وحابب أنك تسمعها 
تابعه معتز بأهتمام فياسين لا يتحدث الا قليلا وبأموراً هامة للغاية لذا ما يقوله فهو قاموسٍ للجميع ..
تابع حديثه قائلا  بثبات خالى من التعبيرات:_حكاية حب بين أتنين من صغرهم وهما بيحبوا بعض حتى كل الا حواليهم كانوا عارفين كدا وكان طبيعى النهاية بالزواج ..
صمت قليلا ثم تابع حديثه :_الشاب دا فجأة قرر أنه يتخل عن حبه لشكوكه أن أخوه بيحب نفس البنت حارب قلبه وبعد بس معرفش يبعد أكتر عارف ليه يا معتز ؟
:_ليه ؟
قالها بأهتمام كبير فأكمل قائلا بنظراته العسلية المحفورة بذكاء لتقيم من امامه :_مش عشان هو  أبوك لا عشان قلبه عاشق والعشق له قوانين وقواعد مينفعش أي حد يتخطاها لأن المعرض للخطر هو نفسه وبس 
صدم معتز من ما أستمع إليه ربما أول مرة يستمع لقصة والده وربما لأنها رسالة واضحة من ياسين بأن ما سيرتكبه هو خطأ فاحش وربما ما كان ينوى فعله بها سيكون الأنين مصيره لا محالة ؟!! كل ما يراه أمامه هو شخصٍ ذكي للغاية يحاول أدخال النتائج الوخيمة له بدون أن يخجله ..
وقف ياسين وقبل  الخروج أستدار قائلا بهدوء :_راجع كلامى كويس يا معتز وساعتها هتلاقى حل لطريقك المخيف 
وتركه وغادر تركه يحسم أموره فربما يجد طريقه وسط الأشواك ..
*******_______***
بالمشفى 
لم تنتظر رحمة عدي وآية وركضت من السيارة لغرفة والدتها بسعادة ، راقبتها آية بسعادة وهو تدعو الله أن يسعدها على الدوام ولكن بداخلها تشعر بخوفٍ ما لا تعلم بمصدره ؟..
بغرفتها ..
كانت تجلس ببكاءٍ حارق بعدما أستعادت وعيها وسألت عن إبنتها فلم يتمكن أحداً من آجابتها ، وما هى الا دقائق معدودة حتى وجدتها تقف أمامها بأبهى الثياب ووجهه منير كأنها وجدت السعادة بعد شقاء ، حينها كان سببٍ كافيلا لجعلها تسترد ما تبقى من العافية ...
أحتضانتها بين أحضانها بقوة ودموع تنازع الطرفين بقوة "رحمة " ببكاء :_مامااااا
لم تجد سوى يديها لتزيح بها دموعها قائلة بدموع :_يا حبيبتي يا بنتى كنت خايفه عليكى أوى من الزفت داا عمل فيكِ أيه يا ضنايا 
خرجت من أحضانها قائلة بأبتسامة من  وسط دمعاتها_ميقدرش يعمل فيا حاجة وعدي موجود 
أنكمشت ملامح وجهها بستغراب :_عدي مين ؟
:_دي قصة طويلة اوي يا ماما النهاردة فرحنا على فكرة 
قالتها رحمة بفرحة فقالت بصدمة :_فرح مييين ؟! ومين عدي داا ؟ 
أخذت بسرد ما حدث لها منذ أن تقابلت معه إلى تلك اللحظة وهى تستمع لها بسكون ..
بالخارج 
رفضت آية الدلوف للداخل مانعة من عدي ذلك بأتاحة فرصة للأبنة بالحديث مع والدتها ...
أما بالداخل فتسمرت والدتها حينما قصت لها ما حدث ، لم تشعر بدموع السعادة لمثل هذا الشاب فطلبت منها رؤيته ..
خرجت رحمة تبحث عنه فوجدتهم بالخارج فقال بفرحة التمسها عدي لأول مرة :_ماما عايزة تشوفك 
تطلع لوالدته فأشارت له بسعادة فدلف معها للداخل ...
بالداخل ..
وجدت شاباً وسيم للغاية ، نبع الرجولة عنوان رئيسي بعيناه المذهبة ..
خرج صوتها أخيراً بعدما جلس على مقربة منها قائلة بدمع الأمتنان  :_مش عارفه اقولك أيه يابنى على الا عملته مع بنتى 
:_متقوليش حاجة خالص رحمة بجد تهمنى وأكيد كنت هعمل كدا وأكتر لو شوفت حد محتاج مساعدتى 
قالها عدي وعيناه مسلطة عليها فأبتسمت بسعادة لأختيار إبنتها ، دلفت آية للداخل بعدما تركتها رحمة وتوجهت للكافيه الموجود بالمشفى لتجلب لهم المشروب ...
دلفت بخطوات بطيئة للغاية وصدمة تفوقها أضعاف ، تطلعت لها والدة رحمة بنفس قوة الصدمة فربما تشعر بأنها تعرفها جيداً أو رأتها من قبل ...
كلما أقتربت منها كلما تقلصت المسافة للماضى لترى الآن من تلك السيدة المقتبل عمرها بنفس العمر ..
جلست جوار إبنها وشعوراً مريب يطاردها والأخرى بصدمة زمان أعلمها بأن الطيبة ميزان وكنز ربما بفترة لم تشملها  فمن أذتها بالحديث الباطل هى من أنقذت إبنتها من دمار وهلاك !!! 
كانت الصدمة هى الغالب ببدء الامر ولكن تخطتها آية كى لا تفسد فرحة إبنها ولكن بداخلها ألف سؤال وسؤال هل كان ما حدث مجرد صدفة ام تخطيط للايقاع بأبنها ؟ هى بحرب كبيرة فلم تستطع حسم أمورها فستأذنت للخروج قليلا ..
جلست على الاريكة بخوف شديد ثم أخرجت هاتفها وهى بحالة من الدموع ربما معشوقها يتمكن من تخفيف ما بها ...
ما هى الا ثوانى معدودة حتى ترنح صوته على طرب قلبها ..
ياسين :_أنتِ فين؟
جاءه صوتها الباكى ..ياسين...
أنقطع حبال القلب فقال بلهفة :_فى أيه ؟؟
اجابت ببكاء :_رحمة هى بنت عادل الا كان خطيبي قبل كدا 
لم يفهم منها شيء فكل ما يعلمه بأنها كانت مخطوبة من قبل فخرج صوته المتلهف :_آية أنتِ فيين ؟ 
:_المستشفى 
أجابها بهدوء :_مش هتأخر 
وأغلق الهاتف وتوجه لسيارة ففتح السائق بابها سريعاً ..
وبالفعل كما أخبرها ما هى الا دقائق ووصل للمشفى فتوجه إليها ..
بحث عنها بعيناه فكان صوتها المرشد له  :_ياسين 
أتجه إليها قائلا بهدوء :_فاهمينى فى أيه ؟
جاس لجوارها فقالت بخوف :_أنا عارفها كويس ولا يمكن أنساها أنا شوفتها لما كنت حامل بعدي وعمر كانت معاه ومع أمه حتى كانوا بيشددوا بالكلام عليا وأنا عملت نفسي مش شايفهم فجأة كدا كل دا يحصل ؟ أكيد مقصود يا ياسين امها عملت كدا عشان تدخل عيلتنا 
كان يستمع لها بهدوء ثم قال بثبات :_عمرك ما كنتِ كدا يا آية بلاش التفكير داا 
صاحت بغضب :_تفكير أيه ؟؟بقولك البنت دي عملت كل داا عشان توقع إبنى وأنا مش هسمح ان الجوازة دي تتم حتى لو كنت هتحدى إبنى 
:_أنا على طول كنت جانبك وبدعمك يا آية بس المرادي لا 
قالها ياسين وهو يتأملها بنظرة تراها لأول مرة فقالت بصدمة :_يعنى أيه يا ياسين ؟
تطلع لها قائلا بنبرة هدوء مميتة :_يعنى أنتِ غلط وأنا مش هساندك في الغلط دا ..أنتِ اكتر واحدة عارفه ياسين الجارحي كويس فمتتصوريش منى أقف معاكِ ولو دققتى فى كلامك كويس هتلاقى أنها مجرد صدف مش أكتر ولا أقل 
شردت قليلا ثم تحلت بالصمت فتركها ودلف للغرفة بعدما طرقها ليجد رحمة وعدي بالداخل معها ..
رحمة بسعادة :_دا أنكل ياسين يا ماما
ياسين بصوتٍ منخفض سمعته رحمة وعدي :_تقصدي زعيم المافيا 
إبتسم عدي بشماته أو بمعنى أعلان سقوطها بمحطة الهلاك على عكسها ابتسمت قائلة بهدوء :_قلبك ابيض 
:_عفونا عنك 
قالها ياسين بعدما جلس على الأريكة يتطلع لوالدتها قائلا بأبتسامة هادئة :_حمدلله على السلامة 
إبتسمت بدمع خفى قائلة بسعادة :_الله يسلمك يا بيه
قاطعها مسرعاً حتى لا تحزن رحمة :_بيه مين هو صاحب المستشفى هنا عموما النهاردة فرح عدي ورحمة ودا طبعاً مش هيتم غير بموافقتك وذي ما شوفتى عدي اول ما عرف أنك فوقتى من الغيبوبة جاب رحمة ومترددش ثانية واحده للمعازيم الا بالبيت .
تطلعت لعدي ببكاء ثم قالت بصوت متقطع :_ربنا يباركلك فيه يا رب 
رحمة :_هروح أشوف طنط آية وجاية 
أشار لها عدي بأبتسامة عشق قرأها من بالغرفة ...فتوجهت لأخر مجهول ربما سيكون عليها مواجهته حتى تحصد الهناء والراحة ..
خرجت فلم تعثر عليها فتوجهت للاسفل لترأها ولكنها صرخت بقوة حينما كمم فمها أحداً وسحبها للأعلى ..
بالغرفة ..
دلفت آية للداخل بعدما عتابت نفسها ولكن بنهاية المطاف هى مجرد بشر ليست ملاك حاشة لله فالخطئ يطوف بها على الدوام ..
جلست على الأريكة جوار زوجها فتطلعت لها السيدة بدموع ثم قالت ببكاء :_أنا مش عارفه أقولك ايه يا آية الا شوفته هنا أكبر دليل أن ربنا كريم أوى زرع حب بنتى فى قلبك وخاليكى ليها ذي الأم بالظبط ..
يقال أن الكلام الصادق يدلف للقلب بدون وسطة ولا محايلات وهكذا ما حدث معها فخرج صوتها أخيراً :_متقوليش كدا أنا فعلا حبيت رحمة أوي وربنا الا يعلم 
كان عدي يتابع حديثهم بصدمة فيبدو أنهم على معرفة من قبل ...قطعت الحديث قائلة بدموع :_ربنا ناجكى من الحيوان دا عيشتى معاه كانت سودة باع دهبي وكل حاجه عشان تجارة مع أخوه وسافر مصر وسابنى أنا ورحمة وبعد محاولات منى سافرتله مصر وفضلت معاه لحد ما اكتشفت صدمات تانيه أنه أتنازل عن حصته بالمصنع الا أشتراه بفلوسى لأخوه معرفش لييه بس الا أعرفه أنه حيوان وميستهلش أنى ادعيلة بالرحمة 
أكملت بدموع :_لما مات عيشت تحت رحمة اخوه وابنه الا كان بيتحكم فينا انا وبنتى كأننا عبد عنده بس مزرعتش فى قلب بنتى الكره من ناحيته أبداا بالعكس كنت بقولها انه كان بيحبنا وبيحمنا من شر عمها وهو فى الحقيقة الا حطنا تحت رحمته ..
تساقط الدمع من عين آيه على ما تستمع إليه نعم كانت مخطوبة له ثم فسخ الخطبة نعم حزنت كثيراً ولكن الله أرد لها بعد تلك السنوات ان ترى بعيناها مقولة آياته القرأنية العظيمة 
أعوز بالله من الشيطان الرجيم 
بسم الله الرحمن الرحيم

وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ ... وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ...

صدق الله العظيم 
فالربما كان حالها الآن أسوء من ذلك تطلعت لزوجها وهو يرمقها بنظرات عتاب لاجل ما كانت ستفعله فبكت كثيراً لوجود مثل الزوج بحياتها ، أما عدي فبدءت الخيوط تتضح له شيئاً فشيء ...
علت ضربات قلبه بشيء من القلق ثم تزايدت بقوة كأن خنجر مطعون بقلبه فردد بهمس .."رحمة"...  نعم يا قلب الروح أنها السكن لقلبك وأنين الروح تشعرك بما تمر به ..فهى لك روح القلب وملكته هى عشقٍ من نوع أخر ...
تزايد الآلم فشعر بأنه لم يقوى على الوقوف فهى بماسأة كبيرة ،استغل حديثهم وخرج يبحث عنها وهو يحاول مقاومة تلك النيران المتأججة بقلبه فعصف به صوتها المكبوت وهى تستنجد به ....
أسمه يتردد بأذنيه لا يعقل هذاااا 
..."عدي"...."عدي"....يا الله ما هذا العشق ؟؟؟!! ...شعر بأنه على وشك الأنهيار حينما لم يتمكن من رؤياها فعلم أنها بخطراً كبير حينما صدح الهاتف برقم الحرس ليخبروه بأن هذا المجنون هرب من تحت سيطرتهم ، واقف كالصنم لا يعلم ماذا يفعل ؟؟ فكاد أن يصل للجنون إلي أن توصل لحلا ما ربما يقربه منها مثلما فعل من قبل ...
****__________***
بأعلى المشفى 
تراجعت للخلف بزعراً شديد لا تصدق أنها ترأه أمامها ، كادت الصراخ ولكن من سيسمعها بمثل تلك المسافة الشاسعه ....تراجعت للخلف وهو يقترب منها بعين تشبه الجحيم قائلا بصوتٍ مخيف :_كنتٍ مفكرة أنى هسيبك كدا لحد غيرى  لا وأيه فرحك النهاردة
ثم تعالت ضحكاته الخبيثة ليكف مرة واحدة قائلا بصوت نفسي مريب :_متخافيش أنا مش هقتلك بسرعة ..
وأخرج من جيبه سكينٍ حاد وأقترب منها فتراجعت بخوفٍ شديد وبكاء وتواسلات له وهو بدون عقل فكيف سيستمع لها ؟!! 
مصطفى بجنون وصوت كالموت :_لو أنتِ مش ليا فأنتِ مش لغيرى يا رحمة ...ورفع يديه  بالسكين على ذراعيها فصرخت بقوة وسقطت أرضاً تتراجع للخلف بآلم ودموع لم يفصلها عن السقوط من على سطح هذا المشفى سوا بضع خطوات قليلة ، ذراعيها تنزف بغزارة والآلم يحطمها لم تجد ملجئ سوى البكاء بأسمه فصاحت بصراخ  .."عدي"..."عدي" .... 
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_نادي بصوت أعلى جايز يسمعك 
لم تستمع لسخريته فهى تعلم بقلب معشوقها بأنه سيصل هنا ويحررها منه ..فأغمضت عيناها تردد أسمه والأخر يقترب منها ...
فتح عيناه ليجد نفسه أمام باب بأخر المطاف فدلف ليجد معشوقته تتراجع للخلف بخوفٍ شديد وهذا الحقير يقترب منها ..لم يشعر بقدماها الا وهو يقف أمامه كالوحش الثائر وربما هو لقبه المصون ، اطبق يديه على رقبته وعيناه تتحداه بأنه وصل بزمن فياسي ليلبي نداء معشوقة الروح ..كانت الصدمة كافيلة بجعله عاجز أمام هذا الوحش المخيف ليلقى الحتف الأخير بين يديه ..
تطلعت له بسعادة كبيرة فحاولت الوقوف ولكنه اشتبكت بشيء ما ملقى أرضاً لتهوى على أحرف سطح المبنى ولكن أحضانه كانت الأقرب إليها ..
رفعت عيناها لعيناه بثقة بأنها ستظل بآمان وهو لجوارها ، كم ودت أحتضانه بقوة ولكنه لم يصبح زوجها بعد ، إبتعدت عنه ليرى جرح يديها فحملها للأسفل بقلق لم يهدء الا حينما أخبره الطبيب بأن الجرح بسيط ..
*****_________****
بالقصر 
بغرفة أدهم 
دلفت شذا تبحث عنه بغضب لتأخره إلي أن وقعت عيناها عليه يجلس بحزن  فتوجهت إليه بخوف :_مالك يا أدهم ؟
كان ما بيده يحمل إجابة صريحة لها فرفعت يديها على كتفيه قائلة بحزن شديد :_أدعيلها بالرحمة يا حبيبي 
رفع عيناه الممزوجة بالدمع قائلا بصوت هادئ :_كان نفسي تكون موجودة يا شذا وتشوف حفيدتها فاليوم دا 
جلست جواره قائلة بهدوء:_الدعاء هو الا هيفدها يا أدهم ربنا الا يعلم هى كانت ليا أم مش حما وخلاص عشان خاطري متزعلش نفسك عشان أسيل لو شافتك كدا هتزعل 
إبتسم بسخرية فهو حرص الا يخبرها بحب ابنتها الخفى حتى لا تحزن وتقسو عليها مثلما فعل ولكنه يعلم بأن ما فعله هو الصائب ...
******________*****
بالقصر ..
عاد الجميع للقصر فأسرعت رحمة بالصعود للأنتهاء من التزين بعدما أطمئن الجميع بأنها بخير ...
ولحقت بها والدتها بمساعدة آية ويارا فكانت فرحة لرحمة ان تحضر والدتها الزفاف معها ، أخبرهم رعد بالهبوط للحفل إلى أن يبدل عدي ورحمة ثيابهم فهبطت الفتيات بثيابهم البيضاء للأسفل ...
وقفت مليكة أمامه بفستانها الضيق من الصدر والهابط بأتساع شاسع وحجابها التى أحتفظت به مثلما فعلت جميع الفتيات فكانت كالحورية التى هزت عرش قلبه فرفع يديه لها لتنضم له ...
أما أسيل فهبطت وتقدمت من أحمد الشارد بجمالها الهادئ فخرج معها للخارج ...
أما شروق فمع كل خطوة تخطوها إليه كأنها تزيح دوامة الفكر العميق فهو بحرباً بين هذا القلب المتحجر وهذا العقل المغيب ...
وبالفعل خرجوا جميعاً للقاعة الخارجية فألتفت حوالهم نخبة من الصحافة فهم عائلة مرموقة للغاية إلى أن جلسوا بالمكان المخصص لكلا منهم ...
بغرفة ملك ...
تطلعت لها بأبتسامة صغيرة قائلة بفرحة :_خلاص يا نونو كدا تمام 
وقفت نور قائلة بأبتسامة خافته :_شكراً يا طنط دورت على داليا عشان تلفلى الحجاب ومالقتهاش حتى مروج مختفية من الصبح 
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_داليا ومروج فى أوضة رانيا من الصبح بتحاول تقنعهم بالفساتين الا رائد جابهم لا دي مقتنعه ولا دي مقتنعه ..
تعالت ضحكات نور قائلة بمرح :_طب مش تقولى هروح أغلس عليهم 
ملك بسيل من الضحكات :_ماشي يا قلبي أجى اوصلك ؟
نور بنفى :_لا الاوضة هنا مش مستهلة 
ملك :_أوك يا حبيبتي 
وتركتها نور وخرجت بينما أكملت ملك أرتداء ملابسها ..
توجهت لغرفة رانيا ثم وقفت بعدما تحطم حذائها ، أستندت على الحائط حتى كادت أن تتعثر فأسرع إليها جاسم بعدما توجه للهبوط ..
جاسم بقلق :_نور أنت كويسة 
أعتدلت بوقفتها قائلة بأبتسامة هادئة :_مش عارفه بس أنا قولتلهم الكعب ماليش فيه 
إبتسم بخفة ليبدو على اوسم ما يكون ثم جذب المقعد فعاونها على الجلوس قائلا بتفكير :_خاليكى هنا وانا هروح أشوف حد من البنات او على الأقل عمر 
إبتسمت قائلة بفرحة :_والله هتأخد ثواب لو  جبتلى داليا او مروج السبب فى الكارثة دي 
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_علم وينفذ دانا هجبلك الأتنين من شعرهن 
تعالت ضحكاتها قائلة بمرح :_بأنتظارك 
توجه جاسم لغرفة رانيا فطرق الباب ولكن لم يستمع لرد ، ترك الغرفة وتوجه لغرفة مروج فطرق ولم يستمع للرد أيضاً فأستدار عائداً للخلف ولكنه توقف على سماع همسات آنين  مريبة جعلته يدلف للداخل سريعاً ليجدها تفترش الأرض بآلم ...
شعر بالفزع فأقترب منها سريعاً قائلا بلهفة :_مرووج
رفعت عيناها بتعبٍ شديد حتى أنها لم تستطيع  الحديث فعاونها على الوقوف قائلا بخوف :_فى أيه ؟؟
مروج وتعب وهى تحاول أبعاد خصلات شعرها المتمردة :_مش عارفه ناديلي ماما يا جاسم 
أشاح بنظراته عنها قائلا بهدوء :_مامتك فى الحفلة تحت أنتِ فطرتى ؟
أجابته بأشارة برأسها ليعلم بلا فتطلع لها بغضب شديد :_هنزل اجبلك حاجة من تحت وجاي 
أكتفت بالاشارة له ، توجه للهبوط بعدما ترك رسالة لعمر الذي صعد على الفور فأنحنى يزيح عنها الحذاء بصمت ..
إبتسمت قائلة بخجل :_الدوك بنفسه بيساعدنى 
إبتسم وهو يتأملها عن قرب فقال بهدوء :_مينفعش والا أية ؟
نور بأبتسامة مرحة بعدما ارتدت ما قدمه لها :_هينفع طبعاً بس خالى بالك عشان أنا بخاف من الدكاترة 
كانت تقصد الجراحه فما يفصلها عنها ساعات قليلة فأرتعب قلبه لمجرد ذاكرها ، وقفت وخطت جواره وهو بعالم اخر فوقفت ليتعجب هو ويقف ليرى ماذا هناك فقالت بدموع :_هو أنا ممكن أموت قبل ما أشوفك يا عمر ؟
أليس بها رحمة للرأف بقلبٍ متألم فأتت هى لتزيده اضعاف !!
أقترب منها قائلا بصوت محتقن :_بلاش جنان يا نور ويالا عشان ننزل 
جذب يديها ولكنها لم تنصاع له فأستدار ليجد الدموع تغزو الوجه بأكمله فقال بصوتٍ غاضب  :_ممكن أفهم بتبكى لييه دلوقتى ؟
أشتدت بالبكاء فزفر بغضب شديد فى محاولة للتحكم بأعصابه ، أقترب منها يزيح عنها دموعها قائلا بهدوء مخادع :_مش هيحصل حاجة صدقينى يا حبيبتي وبعدين لو مش حابه بلاش منها 
إبتسمت بدلال :_بس أنا عايزة أشوفك 
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_هتشوفى نجيب محفوظ يعنى ؟!! والله أنا خايف عليكِ أحتمال تطلبي الطلاق 
تعالت ضحكاتها قائلة بمرح وهى ترفع بيدها لتلامس وجهه :_هقرر ساعتها 
إبتسم بعشق وأقترب خطوة منها حتى تتمكن من لامس وجهه بعيون يداها ..
تحركت يدها على ملامح وجهه بصورة ترسم بخيالها وربما لا تعلم أنه أجمل مما توقعت ولكن حتما وصلت لصورة قريبة عند الذنب التى ارتكبته من قبل بلوحتها ...
ابعدت يدها عنه ثم تمردت من الضحك قائلة من وسط الضحكات "_مين الا أنا رسمته داا ؟ هههههههه
انكمشت ملامح وجهه بغضب :_بتسألينى يا هانم رسمه أبو قزام وتقولي أهى يالا الحمد لله أنى سحبت منك عدة الرسم 
إبتسمت بخبث وأتابعته للاسفل ..
بعد قليل صعد جاسم ومعه بعض الفطائر والعصائر  ثم توجه لغرفة مروج ليجدها بالداخل معها ، لم يبالى بها وتقدم من مروج فقدم لها الفطائر قائلا بهدوء :_خدى دول عشان تقدري توقفى النهاردة يوم مميز عند احمد ومعتز وعدي وياسين مش عايزبن نعكنن عليهم 
:_عندك حق يا جاسم 
قالتها مروج بتعبٍ شديد وهى تتناول منه الفطائر ..
نظرات غيرة داليا كانت زائدة عن الحد فأتقلب الشيء من علي لضد فنظراته لم تكن محملة بالفرحة بل بالغضب لأنها أختٍ له ...
ما أن تناولت البعض شعرت بالراحة ووقفت قائلة بأبتسلمة بسيطة:_متشكرين يا جاسم والله لولاك كان زمانى روحت الأنعاش 
إبتسم قائلا بسخرية :_ انعاش ليه مكنوش شوية دوخة ياختى أسندى طولك كدا عشان الدور عليكِ وخلاص الخطوبة أتحددت 
تطلعت له بزهول فأكمل بجدية :_انا كلمت عمى ياسين وعز ومرحبين جداً 
تفهمت مروج الأمر وخجلت كثيراً فحاولت التهرب من نظرات جاسم قائلة بخجل وتوتر :_أنا هنزل 
وتركتهم بغرفتها وغادرت ، اما داليا فشعرت بأنها بصدمة كبيرة لم تستطيع الأفاقة منها ، فأقتربت منه قائلة بزهول وصدمة :_أنت هتتجوز مروج ؟
صدم جاسم من تحليلها الغريب فهو من أخبر عز وياسين برغبة مازن بطلب مروج فرحبوا بالأمر كثيراً ولكن لا مانع بتوالى زمام الأمور، فقال بثبات :_ودا شيء يخصك فى ايه ؟
داليا بدموع :_يخصنى ؟!!! أنت قولتلى انك بتحبنى  وكنت عايز تتجوزنى ولا نسيت؟
تطلع لها بآلم لتذكره ما فعلت به فقال بنبرة جافة :_أديكى قولتى كنت 
لم تستطع التحكم بأعصابها فقالت بصدمة :_يعنى ايه ؟
جاسم بهدوء :_أنتِ عايزة ايه يا داليا ؟ أنا بقيت أحس أنك إنسانه مريضة مش عارفة تحددي ايه الا جواكى لانك ببساطة مش 
قاطعته قائلة  بدموع :_لانى ببساطة ذي ما قولت مريضة ..
رفع عيناها ليجد الدموع تملأ وجهها فعلم انه قسى بحديثه فقال بتنهيدة :_أنا مقصدش 
لم تمنحه الفرصة وخرجت سريعاً لغرفتها فدلفت تبكى بقوة على حديثه والوجع الأكبر ظنونها بأنه سيتزوج مروج ...
دلف لغرفتها لأول مرة فتطلع لها بأعجاب شديد بدا بحديثه :_ذوقك حلو 
أفاقت على صوته فتطلعت له بنظرة تحمل الغموض ما بين رفض وجوده وحاجتها إليه !.
أقترب منها فجثى على قدميه قائلا بنظرة مقابلة لها :_تعرفي يا داليا ايه هو عيبك الوحيد ؟
نظرات الاهتمام حثته على الحديث فقال بعين مزودة بعشقها :_أنك دايما شايفة نفسك وحشة ودا عدم ثقة بالنفس مش هيحطمك لوحدك بالعكس هيحطم الا حواليكى وأولهم دا 
وأشار على موضوع قلبها رفعت عيناها له ثم جاهدت للحديث قائلة بدموع غزيرة :_أنا بحبك يا جاسم 
:_عارف 
قالها بأعين تتأملها بأهتمام فصعقت مما أستمعت إليه ايعلم بحبها ؟!.
لم تجد وقت للصدمة فقالت بدموع :_ولما أنت عارف عايز تتجوز مروج ليه ؟
زفر بغضب ثم تمالك اعصابه قائلا بهدوء معاكس :_حد يتجوز أخته ؟!! 
تطلعت له بعدم فهم او بعدم تصديق فأكمل قائلا بتوضيح :_يا داليا أنا كلمت عمى لمازن ومروج مش لياا .
إبتسمت بسعادة ثم قالت بتلقائية :_يعنى هتتجوزنى ؟
تأملها قليلا فتدرجت ما تفوهت به ليغزو وجهها حمرة الخجل فتوجه للخروج تحت نظرات حزنها ..
فتح باب الغرفة ثم تطلع لها قائلا بغضب مصطنع :_كدا مش هنلحق المؤذون 
تعالت ضحكاتها وركضت إليه بسعادة فوجدوا وال

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-