رواية احفاد الجارحى اسياد العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية محمد


 

رواية احفاد الجارحى اسياد العشق الفصل الثالث عشر  بقلم آية محمد

#بعنوان ……تحطم القناع ! …
وقف أمام المقهى بأستغراب ؛ فأخرج الورقة المطوية بجيب سرواله يتأكد مجدداً من العنوان الذي بعثه به “أدهم” فرأه هو بذاته ، زفر بملل فأعاد الورقة لجيبه مجدداً ثم أكمل خطاه للداخل ليسلم الحقيبته الصغيرة له كما طلب “أدهم” منه .
ولج للداخل ؛ فوجد المكان هادئ نوعاً ما ، تنقلت عيناه من طاولة لأخرى بحيرة فكيف سيتعرف على الرجل الذي أتى للقائه ؟! ، أقترب منه النادل ببسمة واسعة فأشار له بيديه
_أتفضل يا “حازم” بيه ..
ضيق عيناه بأستغراب لمعرفة أسمه ولكن لم يعلق فربما من الصحف أو المجلات التى لم تكف عن الحديث عن امبراطورية “الجارحي” ، لحق به من باب جانبي محتضن خلفه قاعة صغيرة ،مميزة للغاية بتصميم بسيط ملفت للأنظار ، أشار له النادل بالدخول ففعل ولكن الذهول يلح بسؤاله لما سيلتقي بالعميل هنا ؟! ..
كانت أجابته بسيطة للغاية حينما ظهرت أمامه تلك الحورية بفستانها الوردي الفضفاض وحجابها المنسدل بحرية خلفها كأنه تاج ملون ،عيناها المضيئة بفرحة اللقاء به ، وضع الحقيبة من يديه على أقرب مقعد ثم صعد الدرج الصغير قائلاٍ بهمس _”نسرين” ! ..
كأن صوته كان القاطع لها من غفلتها التى حاوطتها بالتطلع له بعد غياب دام لثلاثة أشهر ، أخفضت نظراتها عنه بخجل نعم هو زوجها ولكن لم يحدث زفافهم بعد ، تطلع لها ببسمة سعادة وأرتباك من كونه حلماً سخيف فمنذ قليل أغلق الهاتف معها وقد أخبرته بأن خالتها مازالت مريضة وأن فرصة عودتها من الأسكندرية ضيئلة فكيف حدث ذلك ؟ ، طاف بعقله حديث “أدهم” عن مقابلته بشخص مميز فأبتسم بأمتنان للمفاجآة الكبيرة ..
ظل يتأملها بفيض من الوقت قطعه بصوته الرجولي العاشق
_وحشتيني
تلون وجهها بحمرة الخجل حتى بات كحبات الكرز الحمراء وهى تستمع لتلك الكلمة البطيئة التى ترفرف بين أعذوبة كلماته ، أقترب بخطاه الذي صدح بالأرجاء قائلاٍ ببسمة مكر
_تسمحيلي
رفعت عيناها بأستغراب فلماذا يريد أذنها ؟ ..كانت الأجابة مبسطة حينما أحتضنها بشغف قائلاٍ بفرحة همسها لها بجنون
_أخيراً …
كأن اشعة الشمس أحاطت بها فأزاحت طبقة البرودة عن جسدها لتحترق ،رفعت أصابعها لتبتعد عنه بلطف قائلة بمجاهدة للحديث
_حبيت أعملك مفاجأة
_أحلى مفاجأة فى الدنيا كلها
قالها وعيناه تخطف نظرات سريعة لوجهها فقالت بخجل
_مش هنقعد
تطلع جواره ببلاهة فوجد طاولة ممتلئة بالطعام الشهي ،إبتسم بعدم تصديق _أنتوا مجهزين كل حاجه بقى
جلست على الطاولة قائلة بتأكيد
_أنكل “أدهم” اللي جهز كل دا ..
ضيق عيناه بأستغراب فأعتدل بوقفته قائلاٍ بأشارة يديه
_ثواني بس أنتِ مش قولتيلي أن خالتك لسه مريضة وأنك هتفضلي فى أسكندرية أسبوع كمان ؟! ..
إبتسمت بمشاكسة
_أممم مش فاكرة ..
أقترب منها بخبث
_عادي يا روحي نفتكر مع بعض .
تراجعت خطوة للخلف فرقعت يدها بخجل بعدما خمنت ماذا سيفعل ؟
_دا أول عيد ميلاد ليك وأنا معاك ففضلت أكون أول واحدة تقولك كل سنة وأنت طيب ..
ثبتت نظراته عليها بعدم تصديق لما تتفوه به ، رفعت يديها إليه قائلة بأرتباك بعدما فتحت العلبة الصغيرة بخجل _عارفة أنها مش من الماركات الغالية اللي بتلبسها بس أنا وفرت كتير من مصروفي عشان أجبهالك ..
نزع ساعة يديه الباهظة عن يديه ثم أقترب منها فرفع يديه مقابل لها قائلاٍ وعيناه تحتضن ملامحها _دي أغلى هدية جاتني في حياتي
لمع دمع السعادة بعيناها فوضعتها بيديه بسرور ، أما هو فبقي يتأملها بعشق ، أنهت مهمتها بنجاح فقالت بفرحة _ يارب تع.
بترت كلماتها حينما رأته يتأملها بنظرات هائمة ،أحاطتها بشعاع طائف بالحنين ..
أقترب وتلك المرة لم تستطيع أن تتحرك ، كم ودت الصراخ لقدمها بالتحرك ولكن فتك بها ذاك القرب المهلك ……
**************
بالمقر الرئيس لشركات “الجارحي” ..
أسرع الجميع للمكان الذي أخبرهم به المسؤول للأجتماع مع “أحمد الجارحي” شخصياً ،جلسوا يتراقبن حضوره والتوتر يسود الأجواء ، كانت تجلس جوارهم والحيرة باللقاء به أم بعدم رؤياه تسود وجهها ! ، أهناك رابط بين خطوط القدر بالجمع بينهم بعد تلك السنوات ؟ ..
أنقطعت الهمسات الجانبية حينما ولج “أحمد” للداخل ليصعد الدرج الصغير المودي للطاولة الطويلة التى تتوسط ذلك الصرح ، بمنتصفها ميكرفون كبير الحجم ليسهل للجميع سماعه .
وقف “أحمد” يتأملهم بثبات ثم شرع بالحديث قائلاٍ بلهجة عملية
_طبعاً أغلبكم مستغرب سبب الأجتماع دا المفاجأ دا …
تعمد الصمت للحظات ليكمل بلهجة مالت للضيق قليلاٍ
_المقر هنا هو أساس الشركات والمصانع فلما يجيلي كذا ملف بحسابات تخسر بالملايين يبقى دا لعب عيال عشان كدا هيكون في مراقبة أكتر من كدا …
تابعوا حديثه بأهتمام فأسترسله بحدة
_فياريت أي حد شايف نفسه مستهتر يطلب النقل لقسم تاني وصدقوني أنا هحترم دا لأني بجد لو لقيت غلطة ولو صغيرة مش هتهاون لحد ……
وأنهى كلماته مشيراً بيديه تجاه باب القاعة
_أتفضلوا ..
أنصعوا له جميعاً فتوجهوا للخروج ، أرتدى نظارته وجذب الملفات ليهم بالخروج هو الأخر فتوقف بأستغراب وهو يراها أمامه ! ، صاح بذهول _سارة ؟
أنتبهت له فتوقفت عن الخطى لتتطلع له بنظرة غامت بالماضي لوهلات ، أقترب منها ببسمة صغيرة
_معقول تكوني بتشتغلي هنا وأنا معرفش ..
لحظات مرت عليها ببعض الآلآم وأخري بآنين وحقد ،كلما تذكرت كلماته التى ظلت معها لسنوات كشيئاً ملموس كلما حاولت تخطى قلبها للزواج بأخر ،طال الصمت وغزت النظرات فقطعته بحدة صوتها
_عدد الموظفين كتير فأكيد مجتش فرصة ..
أشار لها بتفهم ثم قال بلهفة
_طمنيني “طارق” عامل أيه ؟ ..دا مفكرش مرة يكلمني من ساعة التخرج
اجابته بهدوء
_”طارق” سافر لندن من سنتين تقريباً وأستقر هناك
إبتسم قائلاٍ بتذكر
_كانت دي أمنيته وحققها ..
تطلعت له بنظرة مطولة ثم قالت بأقتضاب
_هرجع الشغل لو مفيش عند حضرتك مانع
أنكمشت ملامح ببعض الضيق فقال بجدية
_”طارق” أخوكِ كان أقرب صديق ليا طول الجامعة فأكيد أنا لسه بمكانته ولا أيه ؟
تغمدها الآنين لتتذكر ما مر منذ أعوام حينما كان يعاملها “أحمد” كشقيقته فواجهته بنهاية الأمر بحبها الذي تقبله بغضبٍ شديد .
أكتفت بأشارة بسيطة له ثم غادرت للعمل وبداخلها عاصفة مريرة من الألم للقاء به وهناك وعداً كانت قد قطعته من قبل ربما ستسنح لها الفرصة للتحقق منه ولكن ماذا لو كان على حساب قلب “أسيل” ؟!!! …
**************
بقصر “الجارحي” ..
كانت تجلس جوارهم بالأسفل وصغيرتها بين يدها ، ترفض تركها كمن عثرت على روحها بعد حياة شبه مميتة ، تعالت ضحكات “نور” و”داليا” والفتيات جميعاً بفرحة عارمة لعودة تجمعهم من جديد …
إبتسمت “أسيل” بسعادة
_أخيراً أتجمعنا من جديد …
“شروق” بفرحة وهى تحتضن “رحمة”
_الحمد لله على رجوعك يا روحي والله كنا هنموت من غيرك ..
إبتسمت “رحمة” قائلة بصوتٍ مازال شاحباً بعض الشيء
_أنتوا والله كنتوا وحشني جداً
ثم رفعت الصغيرة لتقبلها بحنان _ومش عارفة أشكركم أزاي على أهتمامكم ببنتي .
رفعت “مليكة” يدها على كتفيها بحنان
_متقوليش كدا يا “رحمة” أنتِ عارفة كويس أنك أخت لينا كلنا ..
شاركتها “رانيا” البسمة قائلة بأمتنان وهى تتطلع “لنور” _بصراحه “نور” كانت بتعتني بيها جداً والصغنونه الحلوة دي مكنتش بتسكت غير معاها ..
أجابتها “أسيل” بتأكيد _أيوا أنا حاولت أخدها كذا مرة أبداً .
إبتسمت لها “رحمة” فكادت بالعودة لشكرها من جديد ولكنها صمتت حينما حذرتها “نور” من ذلك بعيناها ، فنهضت لتجذبها من بين يديها لتحتضنها بحنان _والله ما عارفة أنام من غيرها ..
تعالت ضحكات “رانيا” قائلة بغمزة عيناها _ متقلقيش هيجي اللي يسهرك ياختي ..
تطلعت لها “رحمة” بفرحة لتسرب الشك إليها _أيه داا بجد ؟
أكدت لها “رانيا” بعد أن أشارت لها فتهللت أساريرها قائلة بفرحة صادقة_الف مبرووك يا “نور” ربنا يكملك على خير يارب
إبتسمت بخجل فأخذت الفتيات تهنئها على خبر حملها الذي أصبح ملموس للجميع على عكس “أسيل” التى شعرت بوخذة تحتل قلبها فلم تعلم لما سببها …
*************.
بالأعلى …
طاف بها الحنين ؛ فشعرت بحاجتها إليه ….لا تعلم ماذا يريد هذا القلب ؟ ..أيريد رؤياه أو اشتاق إليه؟!
توجهت لخزانتها العملاقة فأخذت تبحث عن صورته التى كانت تحتفظ بها منذ أيام خطبتها ، وجدتها محفوظة بصندوقاً صغير ذهبي كما كانت تضعها من قبل ، تأملت ملامحه لثواني فأنهمرت الدمعات الحارقة علي وجنتها ،تشتاق اللقاء به ولكن ما أن تراه يعيد الماضي برؤياها ذاك الفيديو المؤلم من جديد ، رفعت يدها تمررها على جنينها بألم فكم ودت العيش لجواره بتلك اللحظات السعيدة ولكن ربما لم تحظو بذلك ، شعرت بحاجتها للهواء فجلست على التراس وبيدها ذلك الهاتف الصغير ، تطلع له بنظراتٍ هائمة بين سماع صوته وعودة الذكريات ….جهاز صغير الحجم سيخطف أشواقه لسماع صوت المحبوب ، مر الوقت ومازال القرار صعبٍ للغاية لينتهي بسماع صوته بعد أن طلبه الحنين ! .
رفع هاتفه بأستغراب لذلك الرقم المجهول فلم يستمع الرد ، بقى هادئاً يستمع لتلك الأنفاس المترددة …خفق القلب المرتبك ….ملمس الدموع القاتلة
_”مروج” ..
قالها “مازن” عن ثقة بأنها ستكون معشوقته ،فتحت عيناها بصدمة فكادت بأن تغلق الهاتف بأرتباك كأنه يراها ولكن لم تستطيع …تريد سماع صوته .. القلب يريد المزيد ! ..
صمت لوهلة لعلها تبدى أي رد فعل ولكن النتيجة كانت غير منصفة فأكمل قائلاٍ بألم مصاحب له
_لحد أمته العذاب دا ..حابب أعرف فترة العقاب هتكون لحد أيه ؟ ..
طال صمتها ومعه أستنذف صبره فقال والخوف يقاومه باللا يفعلها
_أنا صبرت كتير يا “مروج” لكن خلاص مش هقدر أتحمل أكتر من كدا ولا هتحمل أتحاسب على شيء ماليش ذنب فيه أنتِ اللي هتحطي نهاية للطريق دا …
كفت عن البكاء وتابعت حديثه بخوف من ما سيتفوه به ليسترسل هو حديثه
_لو عايزة نكمل حياتنا مع بعض أرجع من شغلي ألقياكي فى البيت لو رجعت ملقتكيش هيكون ردك وصلي وأوعدك أني هخلصك من العلاقة دي فى أقرب وقت ..
وأغلق الهاتف بقلب مذبوح بلا رحمة فأغلق عيناه ثم أستند بجسده على المقعد بخوف من قرارها المصيري ! …
***************
بغرفة “دينا” .
أنتظرت حتى أنتهت حديثها ثم قالت بهدوء
_مش مبرر يا “ملك” أنا شايفة أنه عادي
رمقتها بنظرة منزعجة ثم صاحت بغضب _هو أيه اللي مش مبرر ؟ …بقولك أنا شاكة أنه مخبي عليا حاجة
أجابتها “دينا” بحرص
_فلنفترض أن كلامك صح هيخبي أيه يعني ؟ .
أستندت بظهرها على الأريكة بحزن _معرفش بس قلبي بيقول أن “يحيى” بيخبي على حاجة كبيرة
أقتربت منه ببسمة بسيطة _أنتِ على طول كدا يا “ملك” بتكبري الموضوع وفى النهاية مش هيطلع حاجة .
أجابتها بتمني _ياريت يطلع كلامك صح يا “دينا” …
*************
بمكتب قصر “الجارحي”
تطلع له “ياسين” بقلق فقال بتوتر_يا عمي المقر كويس والدنيا كلها تمام فمفيش داعي لوجود “عدي” ..
رفع “ياسين الجارحي” عيناه قائلاٍ بعد وهلة قضاها بتأمل ملامحه بتسلية
_أنا مبخدش رأيك أنا بعرفك باللي هيحصل من أول الأسبوع الجاي “عدي” هيكون معاك ..
قطعه بأرتباك _بس أ…
رفع يديه فأبتلع باقي كلماته ،أشار له بثبات _اللي بقوله هو اللي هيمشي ..
رفع “ياسين” عيناه لوالده الذي يجلس أمامه فأشار له “يحيى” بأن لا جدوى بالحديث مع “ياسين الجارحي” فأنسحب من النقاش بصمت ، أما “ياسين” فجلس بأنتظار أنضمام “عدي” إليه ليخبره بقراره المفاجأ ..
***************
بالمقر …
جلس “رائد” على المقعد المقابل له قائلاٍ بهدوء _أحنا عملنا اللي علينا يا “أحمد”
زفر بضيق _عارف بس أنا مش حابب أشوف “عدي” وعمي بالموقف دا
أجابه بنفاذ صبر لتحمله ذنبٍ ليس به حق _ما دا كان هيحصل وأنت عارف كدا كويس ..
أشار له بتفهم فقطع حديثهم ولوج “معتز” للداخل قائلاٍ ببسمة صغيرة _مساء الخير
رمقه “رائد” بنظرة نارية _والله فيك الخير أنك لسه فاكر ان في شغل بأنتظار معاليك ..
جلس على المقعد المجاور له قائلاٍ بغضب _كل يوم نفس الأسطوانة بتاعتك وبرضه نفس الرد .
تعالت ضحكات “أحمد” فوجه حديثه “لرائد” بسخرية_الراجل بينام كل يوم على الكرسي ودا مش مريح فلازم نحطله أعذار ولا أيه ؟
تعالت ضحكات “رائد” فرمقهم بنظرات نارية ، نهض عن مقعده وجذب الحاسوب بغضب ثم خرج لمكتبه وسط ضحكاتهم المرحة …
نهض “أحمد” هو الأخر فحمل جاكيته قائلاٍ بمكر _”معتز” حالته ساءت أوي ..
تعالت ضحكات “رائد” قائلاٍ بسخرية _كلنا مرينا بنفس التجربة متقلقش الدور عليك بس المرادي هلقيك نايم مع الحرس ..
اعدل جاكيته قائلاٍ ببسمة ساخرة _لا بتحلم أنا مش خرع زيكم .
غمز له بمكر_الأيام جاية يابو حميد ..
رمقه بغضب _على فكرة الواد “معتز” دا لوز اللوز ..
أنفجر ضاحكاً فأبتسم “أحمد” قائلاٍ بهدوء_هرجع القصر أريح شوية …
أشار له بتفهم فهبط “أحمد” للجراج الخاص بالسيارات ، أسرع العامل بفتح باب سيارته فأبتسم له بخفوت ثم صعد وتقدم بها خارج إمبراطورية “الجارحي” ، رأها تقف بالموقف الخاص بسيارات الأجرة فتوقف أمامها قائلاٍ بأستغراب
_أنتِ لسه هنا ؟
رفعت عيناها لتجده أمامها فقالت بأرتباك _المواصلات وحشة النهاردة ..
أشار لها بهدوء_أنا ممكن أوصلك لو معندكيش مانع ..
وقفت بأرتباك من قرارها ولكنها بحاجة للعودة لمنزلها لشعورها بالأعياء الشديد ، صعدت بالخلف فتحرك بها “أحمد” لمنزلها الذي كان يتردد عليه حينما كان بالجامعة ، ساد طريقهم بالصمت هائمة هى بحزنٍ عميق سار جزء من حياتها فبداخل قلبها سراً عميق أن فتشت به سيحطم أسرتها وربما لن تحتمل والدتها ما فعلته فستسقط ضريعة لذلك ، توقفت السيارة أمام المنزل فأنتظر “أحمد” هبوطها ولكن وجدها شاردة الذهن ، أستدار يتأملها بتعجب فقال بهدوء_ “سارة” ..
أفاقت على صوته فتأملت المكان بتفحص لتجذب حقيبتها بأبتسامة صغيرة_ شكراً يا أستاذ “أحمد” .
إبتسم بخفة _قولتلك أنا زي “طارق” بالظبط فياريت “أحمد” بس ..
أشارت له بأمتنان وخرجت من السيارة فغادر على الفور ..ربما الخير الذي فعله تلك المرة سيغزو قلبه بأسهام متعددة بمجهول أليم للغاية! ….
************
أستنشقت الهواء كأنها تتنفس لأول مرة ،عيناها تتنقل بين كل ركن بالغرفة بأشتياق ، عادت من جديد بعد أن أنقطع الأمل بالعودة ….
بذاك الركن ترى ذكري له وهنا تغمدها حضنه الحنون ، تجولت “رحمة” بكل أنشن بالغرفة كأنها ولدت من جديد ،فتحت خزانته وأخرجت جاكيته المفضل فأحتضنته ببسمة رقيقة ،مررت أصابعها على عطره المفضل لها ، جذبتها لتنثره بالغرفة ببسمة واسعة كأنه يحاوطها ، جلست على المقعد المجاور لها وجاكيته بيديها ،تتذكر ما مر عليها من ذكريات كان يرتديه حينها ، أغلقت عيناها والعطر بين يديها ،بسمتها تزين وجهها الذي أنير بعد مدة من الأرق والتعب ،فتحت عيناها بفزع حينما تحرك المقعد بلطف فأذا بها تلتقي بعيناه الساحرة ، تطلعت له ببلاهة وهى تتطلع له تارة وللعطر والجاكيت بين يدها تارة أخري ، تلون وجهها بالخجل الشديد فلم تعلم أين تخفي أشياءه ،جذبها “عدي” لتقف أمام عيناه فجذب ما تخفيه خلف ظهرها ، وضع البرفنيوم والجاكيت على الفراش ثم أقترب منها بمكر _أنتِ عارفة أني مش بحب حد يقرب لأغراضي الشخصية ..
إبتسمت لمشاكسته فتوقفت عن التراجع للخلف ثم رفعت وجهها لتكون مقابل له _وأنا مش أي حد على فكرة
حك أنفه بأسلوبه الساحر _أممم واضح كدا أنك أخده حبيتين جراءة اللي للأسف مش بتدوم كتير ..
إبتسمت بغرور _دا كان زمان اللي شاف الموت بعيونه مبقاش يهمه حاجه
تطلع لها قليلاٍ ثم أنفجر ضاحكاً ليقول بصعوبة من بين ضحكاته الرجولية _قربي منك أصعب من الموت ! ..
تأملته بعشق وحنين لرؤية ضحكاته ،كف عن الضحك ليتأملها ببسمة هادئة ، لفحت وجهها نسمات من الهواء العليل لتسقط خصلات من شعرها فأخفت عيناها اللامعة ببراءة ظاهرة ،أزاحها بأطراف أنامله قائلاٍ بعشق_شايفة أيه يا “رحمة”؟ ..
تأملت عيناه قليلاٍ ثم قالت بثبات
_شخص غير اللي أعرفه
أشار لها بمعني لا ليقترب منها هامساً وهى بين أحضانه
_شخص فاق من غيبوبة القسوة بعد ما شاف أد أيه كان عاجز وحياته بتنسحب منه .
لمعت عيناها بالدموع لتذكر ما مرت به فشددت من أحتضانه قائلة برجاء نقلت لها بأصابعها المرتجفة
_عايزة أنسى .
شدد من أحتضانها بكلماته التى تحمل وعد الآمان
_هتنسى يا روحي أوعدك ..
قطع حديثهم طرق الخادم الذي أخبره بالهبوط لمكتب “ياسين الجارحي” تعجب “عدي” للغاية فأشار له بأنه سيلحق به ..
*************
ظل بسيارته يتراقب منزله من بعيد ،يخشي الصعود للمنزله فيتحطم قلبه ويخيب أمله بعدم رؤيتها …
زفر بضيق فبنهاية الأمر سيصعد ،صعد الدرج المودي لشقته بالطابق الثالث ، ولج للداخل والخوف يسري بداخل قلبه ،أغلق باب شقته بخيبة أمل حينما وجد الظلام يرمم المكان بأكمله ، جلس على احد المقاعد بحزن فرفع يديه يحتضن وجهه بألم ..
ظل هكذا لدقائق أنهاها بتفكير عميق بأنها أختارت الحرية ، لمعت عيناه بطائفة من النيران ؛ فجذب مفاتيح سيارته ليحررها كلياً من هذة العلاقة ،فتح الباب ثم توجه للمصعد ، فتح بابه فتخشبت قدماه حينما رأها أمامه ! …
تطلع لها بألم كأنه يحاورها عن ما تسببت له من آنين ،أما هي فتأملته بأرتباك ما بين الخوف والآمان …ما بين الأقتراب والفرار …لم يترك لها مساحة لعودة خوفها من جديد فجذبها لأحضانه قائلاٍ بعتاب
_ليه بتعملي فيا كدا ؟ ..
شعرت بأن حاجز الخوف قد تحطم كلياً فقال ببكاء _أسفة ..
أخرجها من أحضانه بنظرة نارية وقد لمعت عيناه بثبات أستعادة بقوة _ أسفة ! …أنتِ عارفة أنا كنت رايح فين دلوقتي ؟ ..
تطلعت له بأهتمام فأكمل بسخرية_كنت نازل أطلقك ومش فارق معايا أنك حامل ولا أي حب كان بينا في يوم من الأيام ..
رفعت يدها على وجهها من هول الصدمة فأبتسم بألم بدى لها _عارفة أيه الأصعب من اللي أنتِ فيه دا ؟ ..
لمع الدمع بعيناها فأقترب منها ليحاصرها بين ذراعيه ولوحة المفاتيح الخاصة بالمصعد حتى صار وجهه مقرب لها _أنك تشوفي الأمان بيتحول لخوف أصعب بكتير ..
تطلعت له بأعين باكية فأكمل ببسمة ساخرة _مش خايفة مني ممكن أرفع أيدي عليكِ أو أ..
صرخت ببكاء _كفايا ..
ثم توجهت لفتح باب المصعد حتى تهرب من كلماته ،جذبها بقوة لاحضانه فبكت بضعف كأنها تخرج آلامها ،رتب على ظهرها بحنان بعدما أنب ذاته لما تفوه به فقال بعشق
_بلاش نتكلم فى اللي فات ..
ثم قال بمزح _بس ما قولتليش حمدلله على السلامة مش شايفة القطر اللي دخل فى أيدي ..
تطلعت لذراعيه ثم تعالت ضحكاتها على كلماته فهى تعلم جيداً بمن يقصد ، تطلع لها بشغف فكفت عن الضحك ليهمس ببسمته الساحرة _وحشتيني ..
تسلل الحزن لوجهها لما فعلته فأسنكانت بين ذراعيه ،أحتضنها بحنون وسعادة عارمة تطوف به ، وهمسات العشق ترفرف بارجاء المصعد ، فتح عيناه بصدمة حينما وجد الناس من خلفه يتأملون ما يحدث بداخل المصعد ،تلون وجهها بحمرة الخجل فتخبأت خلف ظهر “مازن” أبتسم قائلاٍ ببلاهة _ طبعاً لو حلفت من الصبح أني ظابط شرطة محترم وأن دي مراتي محدش هيصدقني فمفيش حل غير دا …
لم تستوعب ما يتحدث عنه الا حينما جذبها وهرول للشقة المجاورة لهم فأغلقها بقوة ،تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فأقترب منها بهيام جذبه لعيناها ومن ثم لعالمهم الخاص ..
***************
بقصر “الجارحي”…
وقف الشباب جميعاً بتراقبون ما سيحدث بين الشبل والأسد فربما قد شنت الحرب الدفوف وعلت بتحدي سافر للجميع !! …
عاصفة من رماد ستطوف بقلب أحمد لتنتزع ما ستتمكن ليتحطم كلياً فيتجمع الأحفاد مجدداً كقوة هالكة للأعداء كيف ذلك ؟ …
كيف سيتمكن عدي من التعرف على إبنه ؟…
ماذا سيخبئ القدر لعمالقة الجارحي(ياسين ،يحيى) ؟
هل ستحتمل سماع خبر زوجها ولماذا سيدعي الموت ؟؟؟؟ …
وحدة ستطوف بشباب الجارحي ليعود كلا منهم للمحاربة عن تلك العائلة فربما حان الوقت لعهدهم ..لقاء قريب مع
#آسياد_العشق

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-