رواية سجينتى الحسناء الفصل الثالث عشر بقلم اسراء عادل
اردتُ الاستسلام لاننى لم أرى جدوى من الكفاح، شَعرتُ انه لا شيئ يمكن إثباته او إقراره او إضافته او إسقاطه فى وجودٍ لم اختره
هنرى ميلر
لماذا تقسو الحياه بتلك الطريقه على الضعفاء؟ و كيف استطاعت ان تحول تلك القويه التى تحدت الصعاب الى ما هى عليه الآن مجرد جسد خاو بلا روح و لا عزيمه
اُحبطت عزيمتها و فقدت كل داع للتشبث بالحياه، هى تعترف دائما لنفسها بانها اخطأت باختيارها و لكن الا يرأف بها من حولها؟ الا يلتمسوا لها الاعذار لذلتها؟
حتى و ان اخطأت فلما تتحمل هى وحدها نتيجه ذلك الخطأ؟ الم يشاركها الجميع ذلك الخطأ؟ هى لم تسير على اهواءها و لا اتبعت قلبها رغم اعتراضهم بل هم ايضا وقعوا بنفس المكيده التى دبرها شخص محنك بالتمثيل و قادر على تطويع الجميع لصالحه
و الآن هى تستمع لصراخ والدها الصام للآذان و الذى اجتمع على اثره الحرس و طاقم التمريض و معهم كبير الاطباء الذى اكتفى من التجاوزات فصاح هادرا بالجميع للخروج بعد ان وجدها تدخل فى نوبه ليست نوبه بكاء و لكنها نوبه قاتله قد تودى بحياتها للابد و يالها من امنيه ان تتحلص من حياتها البائسه
لاحظت فدوى اختناقها و انسحاب حدقتيها فلا يظهر من عينها سوى ذلك البياض الواسع ليغيب ورائه اداركها بمن حولها
بدء كبير الاطباء باسعافها بعد ان اخرجهم جميعا و ظلت فدوى تبكى و تنوح معاتبه
# حرام عليك يا هشام.... هى البنت ناقصه؟ بنتى لو جرالها حاجه بسببك انا مش حسامحك ابدا
ليظل هو على حالته المتسمره بعد ان رأى حاله صغيرته و ما آلت اليه و بدء يؤنب نفسه على تسرعه باصدار الاحكام و لكن الم تخبره هى بحقيقه الامر؟ و انها فعلا ذهبت معه طواعيه لشقته
ابتلع غصه الم بحلقه و هو يتضرع للمولى بصوت خافت و حزين
# استرها معانا يا رب
جلس جمال على احد المقاعد بجوار زوجته التى ظلت تربت عليه لتآزره و تهون عليه الامر و لكنه ظل محنى الرأس يسندها على مرفقيه، يكتم عبراته و حنقه من تلك المرأه التى اهدمت كل شيئ
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل الطبيب يحاول انقاذها فتلك النوبه هى الاخطر على الاطلاق خصوصا بعد ان اختنقت بدماءها و لم يساعدها بلعومها الذى لم يطيب بعد على البصق او التقيئ او حتى البلع لتبدو و كانها تموت غرقا و لكن بالدماء بدلا من الماء
صاح بالممرضه التى تساعده
# روحى بسرعه اندهى على طقم دكاتره ييجى هنا و جهزيلى العمليات يمكن نحتاجها
هرعت للخارج فحاولت فدوى ايقافها حتى تستعلم منها عن حاله ابنتها فامسكتها من ذراعها هاتفه بتوسل
# طمنينى بالله عليكى يا بنتى
سحبت يدها سريعا و بعنف و هى تصرخ بها
# سبينى الحق قبل ما بنتك تموت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كن صبورا حتى فى وجعك و همك
قل الحمد لله دوما
فكم من صدر ضاق ثم برحمه الله اتسع
الحمد لله دائما و ابدا على كل حال
اقوال الامام على بن ابى طالب عليه السلام
تسمر بمكانه و هو يرى هذا المشهد المحزن و المؤثر و استمع لحديث الممرضه مع والدتها فاختل توازنه و غيم بصره و اغرورقت عيناه بالعبرات الحارقه و انحنى يستند على احد الجدارن يحدث عقله بعد ان نسج له آلاف السيناريوهات فى راسه و لكن كان اقصاها فظاعةً هو فقدان من احبها و عشقها كما حدث معه من قبل
ردد بداخله
# اللهم رب الناس، اذهب البأس و اشفها فانت الشافى
دلفت الممرضه تجر وراءها مجموعه من الاطباء ليغيبوا بالداخل حتى انتهوا من اسعافها فخرج كبير الاطباء و هرع الجميع ناحيته فنظر لسيف الواقف كمن صعقه تيار كهربائى لا يشعر بما حوله فناداه
# سيف باشا
اقترب منه ببطئ فهتف هشام صارخا
# طمنا يا دكتور ارجوك
نظر لسيف و حدثه هو و كانه يعطيه اوامر فردد بصرامه و حسم
# انا من انهارده مش حسمح باى تجاوز.... المريضه كانت بينها و بين الموت شعره، و وجود كل الناس دى معاها مش بيساعدها، بالعكس ده بيدخلها فى نوبات خطر جدا احنا فى غنا عنها
ظل صامتها يستمع له ثم رفع بصره و هتف بصوت مبحوح
# هى بقت كويسه؟
اماء له كبير الاطباء هاتفا بتحذير
# انا دخلتها العنايه المركزه حتفضل فيها يومين على الاقل و حمنع عنها الزياره و يا ريت تخلى اهلها يروحو لان الحال كده مش نافع
عاد لايماءته الصامته فتحرك الطبيب من امامه و نظر لسيف و لعائلتها و هتف بحزن و الم ظاهراً على وجهه
# ايه اللى حصل لها؟ انا كنت سايبها كويسه
صاحت فدوى بحده
# ما هى الست.....
قاطعها هشام فورا بصوت هادر
# فدوى ااااا، خلاص خلصنا
ثم نظر لسيف و ردد شاكرا
# احنا متشكرين على كل اللى عملته معانا علشان خاطر دارين... بس كفايه جمايل لحد كده يا باشا لانى مش حعرف اردها
نظر له بدهشه من حديثه و ردد
# مفيش جمايل و لا حاجه، اناااا....
قاطعه جمال
# اجل الكلام فى اى حاجه لما دارين تخرج من اللى هى فيه و مش قصدى المستشفى و بس
اماء مرحبا و هتف بفرحه طفيفه ظهرت على وجهه
# براءتها ظهرت.... خلاص اكرم اعترف بكل حاجه، و مش فاضل غير شويه اجراءات و تخرج و انا حخلصلها الاجراءات دى باسرع وقت ممكن عشان انقلها مستشفى خاصه و....
قاطعه هشام
# يا بنى كتر خيرك... متتعبش نفسك، المحامى بتاعها اكيد عارف حيعمل ايه؟ كفايه تعرض نفسك و شغلك للمشاكل اكتر من كده
شعر بأن هناك امراً ما فهذا ليس بنفس الشخص الذى تحدث معه امس و اخبره برغبته الزواج من ابنته و لا ذاك هو نفس الرجل الذى اخبره بمباركته على زيجته من اخته و لكنه آثر الصمت حتى يطمأن اولا على مهجه الفؤاد، و عشقه الابدى الذى لا يعلم متى و اين و كيف تم زراعته بداخل قلبه لينمو بتلك السرعه و يستحوذ على كل ما بداخله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قادت سيارتها بعد ان اتمت مهمتها بنجاح عارجه على ابنتها و قصت لها ما فعلته بالمشفى معها و مع اهلها فامتعض وجهعها و هتفت بمعاتبه
# ليه كده يا ماما؟ انتى كده حتخلى سيف يقاطعنا
رفعت حاجبها بدهشه و هتفت
# ابنى مستحيل يعمل كده.... هو بيهددنا بس انما ساعه الجد حيحكم عقله و حيعرف انها متناسبهوش
زفرت ساره باختناق من حديث والدتها و هتفت
# يا ماما محدش سمع منه و انا لما قعدت و فكرت مع نفسى لقيت فعلا ان سيف مستحيل يعرف اى واحده و اكيد فى تفسير، لانه مش بعد السنين دى حياخد اى واحده و السلام
احابتها منار بحده
# اخوكى اتجنن خلاص....عشان لو فرضنا انها محترمه و بنت ناس و بريئه، فبرده حتفضل سوابق
لمعت عينها بالذعر و هى تكمل
# انتى متخيله سمعتنا حيحصل فيها ايه؟ الناس مش حتسيبنا فى حالنا يا بنتى...حيقولو سيف المهدى اتجوز واحده رد سجون
جلست باجهاد على الاريكه و اكملت
# ده غير انها مش ڤيرچين يا ساره...و لا كانت متجوزه فده يعنى معناه ايه تقدرى تقوليلى؟
اجابتها
# اكيد فى تفسير يا ماما و زى ما سيف قال انه عنده تفسير لو انتو حابين تسمعوه
توسلتها قائله
#عشان خاطرى اقعدو و اسمعوه يا ماما....بلاش نخسره، سيف عنيد و غير كده احنا ما صدقنا رجعت الامور بينا زى زمان و الاكتر انه بدء ينسى و يعيش خياته....انتى يعنى كنتى مبسوطه بعيشته لوحده و زعله اللى مكانش له آخر؟
قوست فمها و اطنبت
# اكيد كنت زعلانه عليه، بس لما يختار لازم يختار صح، و انا مستحيل اوافق عليها، على جثتى انه يتجوزها
ثم تنفست بعمق و رددت بداخلها
# انا عارفه كويس مين اللى حيقدر يأثر عليه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف مكتب كبير الاطباء بعد ان ذهب اهلها من المشفى بأوامر منه و وقف يحدثه بحيره
# حالتها عامله ايه؟ طمنى عليها يا دكتورة
رأى كبير الاطباء حالته فتعجب مما يراه فهتف متسائلا بفضول
# ممكن اسألك سؤال يا سيف باشا؟
اماء سيف بالموافقه فاكمل الاخر
# هى تعنيلك ايه بالضبط؟
اجابه بحبور
# خطيبتى
لمعت عين كبير الاطباء مما سمعه و ردد بدهشه
# ازاى؟
اجابه بايجاز
# القضيه متلفقه و خلاص اتحلت الحمد لله و حتخرج قريب جدا
ابتسم كبير الاطباء و هتف موضحا
# هى حالتها مستقره و خلعنا كمان الانبوب بتاع الاكل و بقت قادره تتكلم
ابتسم بفرحه و تسائل
# امال تعبت ليه كده؟
اجابه بعمليه شديده
# شدت الانبوبه من مناخيرها فنزفت و كانت حتتخنق بس ربنا ستر و انا مانع عنها الزياره عشان القوانين بتقول كده يا باشا و بصراحه الوضع كان فوق تحملى، انا عمرى ما شفتك بتتجاوز كل التجاوزات دى قبل كده!!!
اعتذر منه سيف باحترام
# انا عارف انى غلطان و بعتذرلك يا دكتور، بس عندى رجاء اخير
ابتسم و كأنه يعلم طلبه و وقف مكانه و هتف
# تقدر تدخلها يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف بلهفه و اقترب منها فوجدها جالسه على فراشها تنظر له بالم و حسره و تؤنب نفسها لتركها مشاعرها تنساق ناحيته و ها هى تخطئ مره اخرى باختيارها و لكن تلك المره لن تدع مشاعرها تقودها ابدا
جلس على طرف الفراش و امسك راحتيها يضمهما معا و حدثها بصوت رقيق
# حمد الله على السلامه
رددت بصوت هامس ضعيف و مبحوح
# الله يسلمك
ردد بفرحه و تهليل
# الله اكبر....صوتك كان واحشنى اوى
اطرقت راسها ليس خجلا و لكن رفضا لاى مشاعر قد تخرج منه او منها فعاد يردد
# انتى احسن دلوقتى؟
اجابته
# الحمد لله
اخبرها بعمليه قليلا
# طيب كويس جدا عشان لو قادره نخلص التحقيق لان كل ما كان بدرى كل ما قدرت اقفل القضيه مع القاضى المنتدب و المحامى العام عشان سعد الدين يخلص اجراءات الافراج بدرى
اجابته ببحه
# انا مستعده
ابتسم لها و قبل يدها و اماء بالموافقه ثم عاد يحدثها برقه و غزل
# بحبك اوى.... انا ساعات بقعد مع نفسى و افكر انا امتى و ازاى مشاعرى مش بس اتحركت! لا و بقت بالقوه دى؟
ليمزح معها هاتفا
# تكونيش عملالى عمل على رجل برص كسيح و مخبياه تحت بيت نمله عايشه لوحدها
ابتسمت رغما عنها من مزحته فقبل راحتها بعمق و هتف مؤكدا
# انا جنبك و حفضل جنبك لحد ما تخرجى من كل اللى انتى فيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عقلها و قلبها يتصارعان الآن و بتلك اللحظه صراع حياه او موت و النتيجه الحتميه هى الموت
موت مشاعرها و مشاعره لعلمها الحقيقه العاريه ان المجتمع لن يرضى بتلك المشاعر و لن يرأف بها و لن ينسى ابدا ما حدث
ظلت صامته و هو يتحدث و يثرثر بجوارها عن الكثير و الكثير مما ينتوى فعله فور خروجها من المشفى و اتمام شفاءها و انتهاء محنتها
عاد يخبرها بتفاصيل اعتراف اكرم و تمثيله للجريمه دون الدخول فى تفاصيل اعماله الغير مشروعه فهى ليست بحاجه لمعرفتها
ذهلت مما سمعته عن اكرم...الهذا الحد كانت كفيفه لا تبصر حقيقته؟ كل ما كان معه عباره عن مخطط مع زوجته و لماذا؟
لم تستطيع تصديق ان هناك من يفعل كل تلك الافعال دون الشعور بالندم و لا الخوف ليس من البشر و لكن الخوف من الله
صمتها الطويل جعله يهتف مشاكسا
# طيب ايه ساكته ليه كده و لا صدعتك؟
رفعت وجهها الباكى ناحيته فردد باهتمام
# طيب ليه كده بس؟ الحقيقه بانت و حتخرجى و كل واحد اخد جزاءه و الندل ده جزاءه الاعدام ان شاء الله
فكرت و قررت ان تنهى الامر فهى لن تقف فى مواجهه مع اهله او حتى تجعله يحاربهم من اجلها فهتفت مدعيه الحزن
# اعداام....مش ممكن
نظر لها بعدم فهم فاضافت كذبا
# اناااا....انا مكنتش عيزاه يتأذى بالشكل ده
ابتعد عن فراشها و نظر لها من مكان وقوفه و قوس حاجبيه بتعجب و هتف متسائلا
# امال كنتى عيزاه ياخد ايه على جرايمه؟
اضافت بحزن مصطنع
# مش لدرجه الاعدام....انا مش حتسحمل انه يموت
ظل ينظر لها و انفاسه تعلو و تهبط بعنف صارخا بها
# ايه الكلام ده؟ انتى ايه حكايتك....انتى لسه بتحبيه؟
اطرقت راسها لاسفل حتى توهمه انها مازالت تكن المشاعر لذلك الوغد المسمى باكرم فلم يشعر بنفسه الا و هو يردد بحده
# انا مكنتش مفكرك كده..... بس انا اللى غلطان لما سمحت لمشاعرى تتحرك ناحيه واحده زيك
غادر مسرعا فخرجت شهقات بكاءها العاليه حتى تحول لنحيب عالِ و هى تشعر بقلبها قد تمزع لقطع صغيره من الالم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علمت تماما وجهتها التاليه فهى لن يهدأ لها بال حتى تنتشل فلذه كبدها من البئر الذى يريد ان يوقع نفسه به
طرقت على الباب عده طرقات حتى فتحت لها تلك السيده التى فور ان رأتها رحبت بها و ادخلتها فجلست منار و هتفت
# وحشتينى اوى يا عزه
ابتسمت لها الاخرى و بادلتها الاشتياق
# و انتى و الله يا منار...مشفتكيش من زمان
تنهدت بتعب و هتفت
# و اكيد تلاقيكى مشفتيش سيف برده من مده؟
ابتسمت و اجابتها
# يعنى مش من زمان اوى.... اخر مره شفته يوم سنويه الغاليين، كان هناك فى المقابر و اتقابلنا معاه
تنهدت باشتياق و اكملت
# لسه يا حبيبى بيروح و يجيب لعب و ورد يحطها على قبرهم
نظرت منار لها بسخريه و هتفت تخبرها
# انتى عارغه انا جيالك انهارده ليه؟
رمقتها عزه بحيره و هتفت
# فى ايه يا منار ما تتكلمى دوغرى
حبست انفاسها تقص عليها امر زيجته المزعومه من تلك الفتاه المحتجزه و اصراره عليها فهتفت عزه
# طيب و انا اعمله ايه؟ انا كنت حماته يا منار....كنت فاهمه يعنى ايه كنت ؟ و اللى بينى و بينه كانت نيڤين و ميرا و بس و الاتنين راحو خلاص
زفرت بضيق و اصرت على حديثها
# كنتى و ما زلتى حماته يا عزه و ليكى عنده معزه خاصه و بيسمع منك...اتكلمى معاه يمكن يسمع، لكن المصيبه اللى عايز يحط نفسه و يحطنا فيها دى مش ممكن تعدى
اماءت بالموافقه و رددت
# حاضر يا منار.....حتكلم معاه و اللى فيه الخير يقدمه ربنا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد لعمله بعد ان وجد نفسه يدور بسيارته دون وجهه معلومه ليتكرر على مسامعه حديثها عن غريمه و تمثل مشهد حزنها عليه امام انظاره
دلف مكتبه و ارتمى على المقعد باجهاد و كانه كان يعدو لساعات حتى انقطعت انفاسه و لم يعد يستطيع ان يكمل مسعاه فقرر الاستسلام
اخذ عقله يوبخه باحد و الذع الكلمات
# هى دى اللى وقفت قصاد اهلك و مستقبلك و شغلك عشان خاطرها، مفيش و لا مره حسستك انك ليك قيمه عندها و لا حتى حست بحبك ليها
اخرج من جيبه الورقه المطويه بخط يدها و التى تقر بها بحبها له و ظل ينظر لحروفها و هو يشعر بغصه فاقبض عليها بقوه و هم على تمزيقها و لكنه تراجع بضعف و عاد يطويها و وضعها بمكانها قريبا لقلبه
اغلق عينه يحاول استرجاع انفاسه الحارقه و نبضاته المسروقه حتى صدح هاتفه بالرنين ليرى اسم حماته السابقه على شاشته فاجاب على الفور
# ايوه يا حماتى عامله ايه و عمى اخباره ايه؟
اجابت عزه
# الحمد لله يا حبيبى، عايزاك يا سيف تعدى عليا انهارده و انت راجع من الشغل
وافقها دون ان يستفهم منها سبب طلبها و اتجه لمنزلها فور ان انتهى دوامه و جلس برفقتها يرتشف القهوه و ردد
# خير....محتاجه حاجه يا حماتى؟
نظرت له ببسمه و رددت بتسائل
# يعنى انت لسه شايفنى حماتك يا سيف؟
نظر لها بحيره و ردد
# فى ايه يا طنط ما تتكلمى على طول
ابتلعت لعابها و قصت عليه ما علمته من والدته بامر زيجته و رددت بنهايه حديثها
# معقول يا سيف....هى دى اللى اخترتها عشان تكون مكان بنتى؟ هى دى اللى قعدت 3 سنين رافض الجواز عشانها
تنهد بحزن و رفع بصره اليها و اخبرها بصوت حزين
# لو من ناحيه الجواز فاطمنى....انا صرفت نظر عن الموضوع
انتفض من مكانه و اتجه للباب و ردد بحده طفيفه
# بلغى امى انى صرفت نظر، خليها ترتاح بقا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تربعت بجسدها تستمع لجاسوس زوجها الذى ينقل لهما كل الاخبار
# الجلسه اتأجلت عشان شهاده اللى اسمها دارين دى
زفرت لواحظ بحنق و هتفت بغل
# زى القطط بسبع ارواح...قلت حخلص منها و من شهادتها اللى حتخلى المؤبد يبقى اعدام
اجابها زوجها بضيق
# اهو ده اللى بناخده من الحريم الخرعه اللى مشغلاهم
ردد جاسوسه
# الفتره اللى فاتت الحراسه عليها كانت شديده اوى، بس اليومين دول مبقاش فى حراسه خالص يا دوب حراسه المستشفى و خلاص
ردد عتريس بتجهم
# ايوه قصدك ايه؟
اجابه
# حقنه هوا
نظرا كل من عتريس المر و زوجته بعضهما لبعض فشرح لهما الامر
# حقنه هوا تتحطلها و نخلص منها خالص يا معلم
اماء موافقا و ردد
# تقدر تعمل ده امتى؟
اجابه
# ادينى الموافقه انت بس يا معلم و بعدها كله يخلص فى ساعه زمن...رجالتنا كتير جوه
ابتسم له و ردد بتأكيد
# يبقى متضيعش وقت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اخذ حماما لينعشه قليلا و خرج يرتدى ملابس النوم فاستمع لطرقات خفيفه على الباب فاتجه و فتحه ليجدها اخته الصغرى فتنحى جانبا حتى يتيح لها فرصه للدخول
جلست بجواره على الاريكه و هى تنظر له بتفحص لملامحها الحزينه و هتفت
# احكيلى عنها يا سيف....قولى ايه اللى حبيته فيها؟
نظر لها بالم و حزن و اعاد راسه يستند على مسند الاريكه و تنهد ببطئ و اغلق عيناه فعادت تحدثه
# مش عايز تتكلم معايا يا اخويا؟
اعتدل بجسلته و هتف بحده
# خلاص بقا يا ساره....قوليلهم انى صرفت نظر، سبيونى بقا... سيبونى
انتفض من مكانه فشعرت بفاجعته و اقتربت منه تربت عليه و هتفت بحنين
# للدرجه دى بتحبها يا سيف؟
ابتلع غصته بداخله و ردد
# خلاص يا ساره اللى يخليكى....قومى روحى لبيتك و لابنك
شعرت بان الامر به شيئا غريبا فهو بالامس القريب كان حانقا على الجميع و عنده اصرار شديد عليها، فما حدث الآن حتى يبدو عليه الانكسار هكذا؟
اقتربت منه تحدثه بهواده
# ايه اللى حصل و خلاك تغير رأيك؟ مش كنت عايزها و لا تكونش ماما قدرت تخليك تغير رأيك؟
اجابها بحزن
# يا ريتها جت من ماما كنت حبقى فاهم مش حاسس انى زى الغبى اللى اتضرب على قفاه ، بس للاسف الضربه جت منها هى
فهمت على الفور انه ربما انهت معه علاقتهما بسبب ما فعلته والداتهما فقررت اخباره عله يفهم ما يحدث حوله فرددت بتردد
# بص يا سيف.... اصل ماما ااا
نظر لها باهتمام فاكملت
# ماما راحت لها فى المستشفى و.....
صمتت فلمعت عيناه بالحده و ردد بغضب اهوج
# راحت لها امتى و ليه؟
قصت عليه تفاصيل زياره والدته و حوارها معها و مع اهلها فربط سريعا تدهور حالتها الصحيه و ادعاءها الكاذب حتى تبعده عن طريقها فقاده ذكاءه الى ربط الاحداث ببعضها فاتجه لغرفه و غير ملابسه و اتجه للخارج فصرخت اخته تستفهم
# فى ايه يا سيف؟
ردد متسرعا
# روحى انتى يا ساره
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قاد سيارته مسرعا للمشفى و هو عازما امره ان يفهم منها الحقيقه كامله فاندفع لداخل المشفى و منها لغرفتها ليتفاجئ بذلك الرجل المتنكر بزى التمريض و يحمل بيده حقنه هواء و كاد ان يضعها فى المحلول الموصل بكفها
تشابك معه بالايدى و صرخ بحده حتى اجتمع حولهما الحرس و قامو بالقبض عليه و تكبيل يده بالاصفاد و القاؤه بالسجن و هاتف سيف زملاءه بقسم البوليس و اخبرهم
# عايزك تحط عليه حراسه، عشان انا بنفسى اللى ححقق معاه، فاهم؟
ضحك رفيقه رئيس المباحث و ردد مازحا
# تعالى خد وظيفتى يا حضره المعاون...انت مش كنت شغال معانا ؟ايه اللى خلاك روحت مصلحه السجون بس؟
زفر سيف باختناق و ردد بفروغ صبر
# يا بنى روح انا مش فايقلك، شوف شغلك و سيبنى اشوف اللى ورايا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الذعر و الخوف الذى شهدته لم يكن بالهين فهى كانت ستذهب لتقابل الخالق بعد لحظات من الآن دون ان تدرى
ظلت تجلس على فراشها متخوفه تنظر حولها و تستمع للاصوات بالخارج و تركز بصرها على مقبض الباب و هى تبتلع فى وجل
انفتح الباب و دلف منه سيف بطلته الساحره فرفرف قلبها فور ان ابصرته فهى تخيلت انه لن يقترب منها مره اخرى و لن تراه مجددا و لكنه ها هو امامها بهيئته المهلكه ينظر لها نظرات حالمه
اقترب منها بلهفه و امسك راحتها ينظر لها بتدقيق و هتف بخوف لم يعاصره الا مرات قليله
# انتى كويسه؟
حركت راسها بانكسار و لم تستطع كتم بكاءها فسحبها داخل احضانه و ربت على ظهرها يمسح عليه بكفه و ظل يهدأها
# خلاص يا حبيتى.... خلاص انا موجود و مش حسيبك ابدا
ابتعدت عن احضانه و دفعته بعيدا عنها تنظر له بحزن دفين فهتف
# انا عرفت اللى عملته امى معاكى
نظرت له بذل و مهانه شعر هو بها فصرخ بحده
# مش عايز اشوف الكسره اللى فى عنيكى دى ابدا....فاهمه؟ ارفعى راسك زى ما انا حرفع راسى بيكى قدام الناس و افتخر انك وافقتى عليا
زفرت بحزن و اردفت
# انت اللى حتفتخر بيا؟ انا؟
ابتسم و سحبها داخل احضانه رغما عنها و لم يهتم لدفعها له فهتفت
# بابا مش حيوافق و انا مش حقدر اضغط عليه بعد اللى حصلى
ابتسم لها و ردد بثقه
# امى بتحبنى و انا ابنها الوحيد، تفتكرى ممكن تزعلنى؟
اجابت
# معرفش.... انت الادرى باهلك، بس لو ربنا اراد ان الموضوع ده يكمل فلازم تعرف انى مش حقبل غير باللى بابا عايزه
توغل كثيرا بملامحها التى يعشقها و شرد ببحور عينها و امسك طرف ذقنها بسبابته و حملق فيها بعشق مقربا وجهه منها ببطئ حتى قاربت انفاسه من وجهها و لكنها ابتلعت لعابها و دفعته على الفور هاتفه بصوتها المجهد و الضعيف
# ميصحش كده
رفع حاجبه بانزعاج بائن قبل ان يردد بمعاتبه
# كده برده يا ديدو؟ انا مكنتش حعمل اللى جه فى بالك على فكره
رددها فلمحت هى سخريته منها و دفعته بقوه ليسقط على الارض فابتسمت بانتصار ليقف هو يهندم ملابسه و اقبل عليها و قبلها من اعلى راسها و ردد بجديه
# انا مضطر امشى عشان اروح اشوف الكلاب دول اخرتهم ايه؟
امسكته من راحته بذعر و نظراتها الخائفه و جسدها المتجمد من الرهبه و هتفت متوسله
# متسبنيش لوحدى.....عشان خاطرى خليك معايا، انا خايفه
جلس بجوارها يطمأنها و هو يمزح معها
# امال فين دارين الشامى بطله الجمهوريه فى فنون القتال؟
اجابته بانكسار و ضعف
# ماتت..... اللى قدامك دى بقايا انسان و معنديش اى طاقه للمقاومه او التحمل
مسح على شعرها و هتف برقه
# و لو طلبت منك تتماسكى و تحاربى عشانى انا حتعملى كده؟
شعرت بالخجل من غزله العفيف فاطرقت راسها لاسفل ليعود و يتلمس ذقنها يرفع وجهها اليه و تغزل بجمال طلتها و سحر عيونها
# عيونك سحرتنى و جمالك اسرنى و بقيت اسير عينيكى
ابتسمت له فطمأنها
# متقلقيش....انا حاطط عليكى حراسه مش موجوده عند وزير الداخليه بذات نفسه، و حكلم سعد الدين عشان يخلص الاجراءات بسرعه و تطلعى على مستشفى تانيه محدش يعرف مكانها عشان عيون لواحظ و عتريس المى ميعرفوهاش
رددت بصدمه
# هم عايزين منى ايه؟ مش عايزيت يسبونى فى حالى ليه؟
اجابها بهدوء
# انتى الشاهد الوحيد عليهم و اصراهم على محاوله قتلك مش بتدل غير على حاجه واحده
بفضول هتفت
# ايه هى؟
اجابها
# انهم لسه فى مصر و مش عارفين يخرجو منها و ده حيساعدنا كتير اننا نمسكهم
تضرعت لربها و هتفت بتمنى
# يا رب....يا رب نجينى
ابتسم و اجابها
# امين
وقف من مكانه و اتجه للباب و وضع يده على النقبض و قبل ان يديره عاد ادراجه ناحيتها و انحنى بلهفه و اطبق شفتاه بخاصتها بقبله عميقه بث فيها عشقه و هيامه و لم يمهلها حتى فرصه الرفض او الاعتراض
ابتعد عنها ينظر لملامحها التى يعشقها فابتلعت لعابها بحرج و ردد و هو يتجه للخارج
# بحبك